قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع

لا تغضب من حماقه إمرأه تحبها و لا تغضبي من حماقه رجل تحبينه و إلا فأين تدس الحياه سمها إلا في ألذ أطعمتها،
الرافعي.

أمام احدي الكافيهات ترجل أدهم غاضبا يلعن النساء جميعا فهن في نظره سبب جميع المصائب، فجأه اقتحمت مخيلته تلك الفاتنه ببرائتها و جمالها و شراستها ايضا فهو لم و لن ينسي موقفها مع هذان الشابان و ماذا فعلت بهم.
ليجد نفسه يبتسم تدريجياً دون وعي فهي منذ لقائهم الاول تقتحم صورتها افكاره.
و لكمن سرعان ما نهر نفسه مذكرا اياها بفرمان اصدره سابقا بالا يثق بامرأة قط...

دخل أدهم الكافيه بهيئته الجذابه و قامته المديده و فجأة سمع ضحكه مدويه التفت لها قلبه ساحبا اياه دون وعي لمصدر تلك السيمفونيه التي عزفتها تلك الفاتنه علي اوتار قلبه...
فوجدها تلك الساحره الشريرة التي تقتحم احلامه في اليقظه قبل المنام...
كانت جالسه مع اصدقائها فظل في مكانه مأخوذا بها كانت كزهره اللؤلؤيه الصغيره بريئه و جميله مشعه و مبهجه تجذب الانظار اليها من دون اي مجهود منها...

فاختار ادهم اقرب طاوله يستطيع منها التأمل بها دون ان تراه.
و لكن سرعان ما تحولت مشاعر الافتتان بها و بجمالها إلى غضب مميت عندما رأي ذلك الشاب يقترب منهم و يميل ليتحدث بجانب أذنيها و وجدها تنظر اليه ضاحكه و تضع يدهابداخل يده كمن اعتادت علي فعل هذا.
عند هذا الحد اشتدت قبضته فبرزت عروق يديه غضبا فهب واقفا و خرج مسرعا من الكافيه حتى لا يرتكب جريمه.

أدهم محدثا نفسه: غبي. و هتفضل طول عمرك غبي يا أدهم هتفهم امتا ان كل الستات زباله زي بعض.
و هيا زيها زيهم
قلبه: بس ازاي و دي اتخانقت مع ولدين و بهدلتهم لمجرد انهم عاكسوها بس
عقله: عادي يمكن تمثيل عشان تلفت الانتباه ليها مانتا اتعمل معاك تمثيليه زي دي قبل كدا
- قلبه: لا بس غرام غير مستحيل البرائة دي يطلع منها كدا ابداً
- عقله: مانتا قولت علي مرام نفس الكلام قبل كدا و طلعت زباله.

- قلبه: بس غرام غير دي محاولتش تتقرب منك زي ما مرام عملت و حتى طول الوقت مش طيقاك
- عقله: هيا تطول اصلا دي تلاقيها خطه
أدهم: اوووووووف غرام و زفت احسن حاجه اشيلها من دماغي كلهم زباله حتى كاميليا إلى يوسف كان بيموت في تراب رجليها خدعته و هربت و سابته من غير حتى ما تبص وراها
ثم ركب سيارته و انطلق بها بسرعه جنونيه توازي جنون افكاره عندما رآها تتحدث بهذا الشكل مع ذلك الشاب...

كارما باكيه: ماما يا ماما
فاطمه بفزع: ايه يا حبيبتي مالك
- كارما: يوسف لقي كاميليا و خطفها و محدش عارف وداها فين
نزل حديث كارما على قلب فاطمه كصاعقه فهيا كانت تشعر بأن قدوم يوسف لمنزلهم كرساله تحزيريه لما هو قادم...

خانتها قدماها و سقطت علي اقرب مقعد قائله ببكاء
يا قلبي يا بنتي يا نري هيعمل فيكي ايه؟
يا تري هيظلمك زي ما امك اتظلمت علي ايدهم زمان؟ استرها من عندك يارب انت وحدك عارف هيا طيبه قد ايه و استحملت قد ايه
دخلت فاطمه في موجه من النحيب تتذكر اختها الراحله و فراقهم الذي ظلت تعاني منه إلى ان جاءت كاميليا لتعوضها عن تؤم روحها التي حرمت منها منذ زواجها من هذه العائله البغيضه.

دخلت غرام إلى المنزل فوجدت امها علي هذا الحال و كارما بجانبها تواسيها و تهدأ من روعها ففزعت قائله: في ايه يا ماما بتعيطي ليه كدا
و عندما لم تجد اجابه نظرت إلى كارما الباكيه قائله: حصل ايه يا كارما ماما بتعيط كدا ليه
- كارما من وسط دموعها: يوسف عرف مكان كاميليا و اخدها و محدش عارف راحوا فين و ماما هتتجنن عليها.

شهقت غرام بخوف و قالت: و انتوا عرفتوا منين
صدمت كارما فلم تعرف ماذا تقول لترفع فاطمه عيونها موجهه حديثها إلى كارما سائله: ايوا صح انتي عرفتي منين يا كارما.

- كارما بتوتر: اي. ايه. فنظرت لغرام مستنجده
فقالت غرام مندفعه: اكيد من مازن اصله كان جاي النهارده يسأل علي علي و انا كنت مستعجله فسبته مع كارما و مشيت بسرعه
اردفت كارما اه وانا كنت واقفه معاه جاله تليفون من ادهم بيقوله ان يوسف لقي كاميليا و انا من خضتي وقعت بلساني و حكتله انها كانت قاعده عندنا و انها بنت خالتي و كدا.

فاطمه بغضب: احكيلي يا زفته انتي حصل ايه بالظبط
قصت كارما ما حدث بينها و بين مازن و بالطبع لم تحكي الجزء الخاص بها
فانتفضت فاطمه بفزع قائله: يعني ايه ممكن يأذيها مش كفايه إلى عملوه في امها حرام عليهم هما ايه فاكرين ان محدش هيقفلهم حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا يا ولاد الحسيني هتحرقوا قلبي عليها زي ما حرقتوه علي امها.

كانت هذه آخر جمله خرجت من فم فاطمه قبل ان تسقط مغشي عليها.

في مكان ما مجهول نجد تلك الفاتنه تبكي و تنتحب علي قدرها الذي هربت منه كي لا تؤذيه فعاد هو و اجبرها علي الرجوع فقط كي ينتقم منها...

فلاش باك
من أول ما خرجتي من البيت و انا عارف انتي فين. اما هعمل فيكي ايه دي بقي مش محتاجه اقولها عشان هتشوفيها بعينك.
- كاميليا بفزع فهي شاهدت بعيونه نظرة مرعبه لم ترها من قبل: انت تقصد ايه يا يوسف هتعمل فيا ايه.

- يوسف بسخريه معقول كاميليا الحسيني خايفه و بتترعش! و مكنتيش خايفه ليه و انتي بتهربي و سيبالي حته ورقه بتقولي فيها انك عايزه تعيشي حياتك و عيزاني انا كمان اعيش حياتي.

فلم يجد منها اي رد سوي انهار من الدموع تنساب من عينيها الجميله و تنزل علي قلبه تحرقه و تفتت خلايا روحه فهو مازال يعشقها و كم كان يكره ان يوي دموعها...
فقال بصوت حاول ان يكون حازما: متعيطيش، متفكريش ان دموعك دي ممكن تأثر فيا
كاميليا بوجع: مانا بعيط عشان كدا يا يوسف عشان عارفه ان دموعي مش هتأثر فيك.

هب يوسف واقفا موليها ظهرا محاولا قدر الامكان ان يحافظ علي ثباته امامها يكفيه تحطم قلبه من الداخل لهذا الألم الذي تنطق به عيونها و لنبرة الانكسار التي تتحدث بها
فقال يوسف بسخريه يختبئ خلفها خوفه من ان تري ضعفه: قوليلي يا كاميليا عشتي حياتك زي ما كنتي عايزة.

- كاميليا بعدم فهم: تقصد ايه
- يوسف: يعني اديكي مشيتي و خلصتي من حصاري ها قوليلي بقي عملتي ايه انا كنت بمنعك تعمليه.

- كاميليا: هو مش انت كنت عارف عني كل حاجه من اول ما خرجت من البيت يبقي اكيد عارف انا عملت ايه
- سب يوسف بداخله و قال بغضب لما أسألك تجاوبي و متختبريش صبري عشان مبقاش ليكي رصيد جوايا يشفعلك عندي و الدلع بتاع زمان خلاص انتهي.

تحركت كاميليا من مكانها و اقتربت منه ببطئ ناظره إلى داخل عينيه بقوة قائله: و لما انت مابتحبنيش و مبقاش ليا جواك رصيد و لا بقيت اهمك رجعتني ليه يا يوسف.

فلم تجد منه رد فاكملت مقتربه منه للحد ااذي اختلطت انفاسهم قائله: اقولك انا. عشان وحشتك زي مانتا وحشتني و مش قادر تتحمل بعدي زي مانا بموت في بعدك...
عشان دا ( اشارت إلى قلبه) حس بدا ( مشيره إلى قلبها) و هو كل ليله بيصرخ و يناديه و يقوله ان الدنيا دي صعبه و مش بتتعاش من غيره...

تشبست بقميصه و سندت جبهتها فوق صدره قائله بتنهيده زلزلت كيانه: قلبك جابك غصب عنك لحد عندي عشان عارف انه مالوش مكان غير حضني يا يوسف و ان قلبي مهما لف و دار مالوش غير حضنك
و هطلت دموعها بغزاره تبلل قميصه.

فاتقن رسم الجمود علي ملامحه محاولا ان لا يضعف امام عشقه له الذي سيجبره حتما لخضوع لسحرها و اخفض رأسه فلفحت انفاسه عنقها و قام بتقبيلها برقه اذابتها ثم قرب شفتيه من اذنها قائلا بهمس قاتل: عشان اعيش حياتي قدام عنيكي يا كامي و تشوفيني بعينك في حضن غيرك.

انسحب يوسف سريعا حتى لا ينظر إلى عيناها خوفا من ضعفه امامها فقد كانت كلماتها كسهام تخترق صدره فبقدر المه منها كان عشقه لها، فذلك القلب الخائن يصارعه الآن و يصرخ مطالبا بها و لكن رجل مثله اعتاد علي الانتصار في جميع معاركه فابي ان يتحكم به قلبه و يهزمه امام تلك التي تسلب منه الهواء الذي يتنفسه.

في اروقه احد المستشفيات تجلس كارما محتضنه اختها تبكيان في صمت خوفا علي والدتهما، اقترب علي من اختيه محاولا تهدئتهم و بثهم الطمأنينه التي لا يمتلكها فهو بداخله يموت رعبا خوفا من ان يفقد والدته فهي كل ما تبقي له في هذه الحياه و لكنه يخفي خوفه بداخله فمثله لا ينبغي له ان يضعف ابدا فهو مصدر الامان لأسرته الصغيره.

خرج الطبيب من الغرفه فهرولوا ثلاثتهم اليه متلهفين لسماع اخبار
علي: طمني يا دكتور ماما مالها
اادكتور: مخبيش عليكوا يا جماعه والدتكوا قلبها تعبان و لازم نبعدها عن اي صدمات عشان متجلهاش الأزمه تاني
غرام ببكاء: يعني ايه يا دكتور يعني ماما ممكن تروح مننا في اي وقت.

ااطبيب بعمليه: كلنا ممكن نروح في اي وقت كل واحد مكتوبله قدره و ساعه موته متحدده من يوم ولادته كل المطلوب منكوا انكوا متعرضوهاش لاي صدمات تاني و تحاولوا تنفذولها كل طلباتها و ربنا هو الشافي.

كارما برجاء: طب ممكن نشوفها يا دكتور
الطبيب حاليا لا هنستني لما حالتها تستقر و بعدين ننقلها لاوضه عاديه وقتها تقدروا تشوفوها.

علي: دكتور ارجوك خمس دقايق بس و اوعدك مش هرهقها و لا هتعبها
ااطبيب: تمام خمس دقايق بس
اتفضل في اوضه التعقيم عشان يجهزوك.

اقترب علي من سرير والدته فوجدها نائمه كالملاك فنظر ااي وجهها ااشاحب تحيط بها الخراطيم من كل جهه ففرت دمعه من عيونه حزنا و وجعا عليها فوالدته منذ نعومه اظافره و هيا صديقته المقربه فلم تكن يوما اما عاديه فهيا كانت تقوم بدور الاب و الام معا منذ وفاه والده لم تشعره هو و اختيه يوما بالنقص.

اقترب علي و وضع قبله حانيه علي جبينها قائلا بحزن: امي ارجوكي متسبيناش احنا ملناش غيرك انتي كل حاجه في حياتنا قومي و اوعدك كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه اوعدك محدش هيضايقك و لا هيزعلك ابدا...
انتي وعدتيني عمرك ما هتسبيني نفذي وعدك بقي و ارجعيلي تاني
ثم امسك بيدها و قبلها بلطف و سند جبينه علي كفها و هطلت دموعه كالفيضان لم يستطع التحكم بها...

فشعر بيدها تتحرك فالتفت اليها بلهفه قائلا: ماما انتي فوقتي صح
فتحركت يدها نازعه جهاز الاكسجين و تحدثت بضعف كاميليا يا علي ارجوك رجعهالي و متسبهمش يأذوها زي ما أذوا خالتك الله يرحمها
علي: فوقي انتي بس يا حبيبتي و قومي بالسلامه و هتلاقي كاميليا مستنياكي بس انتي خفي كدا و ارجعيلنا من تاني.

فاطمه: وصيتك كاميليا يا علي احميها يا ابني و اوعي تخلي حد يأذيها ابدا
علي: ارجوكي يا امي متقوليش كدا كاميليا محدش هيقدر يأذيها و هترجع و هتاخديها في حضنك و هنرجع كلنا نعيش مع بعض ارتاحي انتي دلوقتي و وعد مني هتصحي تلاقيها موجوده إن شاء الله.

خرج علي من غرفه والدته فوجد اختيه بانتظاره فاحتضنهم معا و قال مطمئنا ماما كويسه و هترجع في وسطنا قريب إن شاء الله مش عاز اشوف واحده فيكوا بتعيط او حزينه
كارما: بجد يا علي
غرام يعني هيا بقت كويسه نقدر نشوفها
علي هيا كويسه الحمد لله بس دي مجرد إجراءات عشان يتأكدوا من سلامتها
ثم قال إلى كارما مشاكسا: ايه يا ست الدكتوره امال انتي قاعده في كليه طب كل دا تعملي ايه.

كارما: والله يا علي اول ما شوفت ماما واقعه كدا نسيت اسمي و نسيت اني دخلت الطب من اساسه.

غرام بضحك: ياخويا اسكت دي فقدت النطق لما شافت ماما واقعه و بدل ما تلحقها معايا كانت عايزه إلى يلحقها هيا لولا عمرو كلمته جه جري و لحقناها و جبناها عالمستشفي و كل دا و الهانم لسه تحت تأثير ااصدمه بلا نيله دي عيله هفأ اصلا ممنهاش فايده.

علي: لا والنبي يعني الواحد لو جراله في اي وقت ميعتمدش عليككي هيلاقيكي مفيصه قبله و دم قلبنا ااي صرفناه عليكي في كليه الطب كدا ايه بلح، روحي يا شيخه، و تعالي بسرعه احسن تتوهي و يخطفوكي و ياخدوا عنيكي إلى شبه عنين ااقطط دي و احنا بصراحه مفناش نفس ندور علي حد.

كارما بغيظ: نعم ياخويا منك ليها انتوا هتعملوا عليا حفله و لا ايه دانا احسن دكتوره فيكي يا اسكندريه هيا بس امك إلى خدتني علي خوانه
علي و تصدقي غلطانه ملهاش حق عندي انا المرادي إن شاء الله لما تنوي يجيلها ازمه قلبيه هخليها تعرفك قبلها تعملي حسابك.

فانفجروا ثلاثتهم ضاحكين فاحتضنهم علي بشده فهو يعشق اختيه و لا يستطيع ان يري حزنهم ابدا
كان كل هذا يحدث امام مازن الذي كان يود لو يأخذ كارما بداخل احضانه فيمتص منها جميع اوجاعها فهو برغم غضبه ااشديد منها مازال يعشقها و لم يتحمل عندما حادثته غرام لتخبره بمرض والدتهم و حاله كارما.

: خرجت غرام من المشفي لتعود إلى المنزل مع عمرو ابن عمها و أخوها في الرضاعه فاصطدمت بأدهم الذي كان يحادث مازن فعلم منه ما اصاب فاطمه تلك السيده الحنونه التي احبها و كأنها والدته فجاء ليطمئن عليها او هكذا اقنع نفسه...
فاوشكت غرام علي الوقوع و لكن احاطت بها ذراعين قويتين
فقالت غرام بغضب: مش تفتح يا زفت انت...

و لكنها صُدمت عندما رفعت عينيها و وجدت أدهم أمامها فاحمرت وجنتيها بشده و قالت بخجل متلعثمه: أ. أ. أدهم. ايه دا انت ايه إلى جابك هنا.

اما عند أدهم فكان في عالم آخر لا يري شئ سوي عينيها التي تربكه و تهدم جميع حصونه بنظراتها ااقاتله...
فهو من اقسم ان لايعرف للعشق طريق بعد تلك التجربه المريره التي تركت بداخل قلبه ندبه كبيره جعلته انسان قاس لا يعترف بالمشاعر و لا بوجود النساء سوي لتلبيه غريزته فقط...

اما هذه الفاتنه التي باتت صورتها لا تبارح مخيلته في احلامه و يقظته ضاربه بعرض الحائط كل حصونه و دفاعاته و ذلك اليمين الذي اقسمه بالا يمس الحب قلبه أبدا...

فباتت رائحتها العذبه كمخدر له فهاهو يتطلع إليها و هو شبه مغيب عن الواقع فهي قريبه منه إلى الحد الغير مسموح به تنظر له بتلك الطريقه التي تزلزل كيانه...
أفاق ادهم من سرحانه علي صوتها تقول إحم أدهم ايدك لو سمحت...
فسحب ادهم زراعيه بعنف من حول خصرها حتى كادت ان تسقط و لكن تلك المره لم يتجرأ و يساعدها يعلم انه لو لمسها مره اخري لن يستطيع التحككم في نفسه فتلك المرأه تقوده للجنون.

فها هو لم يرها سوي مرات قليله و لكنها تحتل تفكيره و ايضا تملك عليه سلطه غريبه لا يعرفها...

قال ادهم. بلهجه جافه: طنط فاطمه عامله ايه انا جيت اطمن عليها لما عرفت من مازن
فرقت نظرات كارما التي اغتاظت من نبرته الخاليه من اي مشاعر فتنهدت قائله علي بيقول انها بقت احسن بس مينفعش نشوفها دلوقتي
اخفضت غرام نظراتها حتى لا يري ادهم دموعها
تأثر ادهم بلهجتها الحزينه و دموعها فرفع وجهها اليه ف
و قال بلهجه حانيه عكس لهجته السابقه إن شاء الله هتبقي كويسه متقلقيش.

نظرت اليه غرام باندهاش من ذلك الوسيم الذي خطف قلبها من اول وهله و لما لا فهو يملك جميع مقومات فارس الاحلام التي لاطالما رسمتها في خيالها فهو يشبه كثيرا ابطال مصاصي الدماء التي كانت تعشقهم
فهي تحب ذلك النوم من الافلام لم تكن تعلم انه يشبههم شكلا و موضوعا...
: اضاف ادهم قائلا هو ايه إلى حصل وصلها للحاله دي.

ارتبكت غرام كثيرا فهل تخبره بان كاميليا زوجه اخيه الهاربه تكون ابنه خالتها و انها كانت في بيتهم كل هذه الفتره قانقذها من موقفها رنين هاتفها فكان عمرو يستعجلها حتى يذهبوا إلى المنزل لاحضار بعض المتعلقات لكارما التي سوف تبقي مع والدتها هذه الليله.

اغلقت غرام الهاتف قائله لادهم بارتباك انا همشي بقي عشان اروح اجيب حاجات لكارما من البيت عشان هتبات مع ماما النهارده
فاندفع ادهم بلهفه قائلا طب تعالي اوصلك
فقالت غرام دون وعي لا خليك هروح مع اصحابي و مش هتأخر عن اذنك
و خرجت لاهثه فقد كان كل ما اهتمت به هو ان تهرب منه قبل ان يسألها عن شئ آخر فقد كانت خائفه من ردة فعله عندما يعلم بحقيقه علاقتهم بكاميليا.

فهي قد اصابها الهلع عندما تخيلت ان يكون رد فعل ادهم مثل رد فعل مازن الذي و برغم عشقه لكارما و لكنه ثار و انهي علاقتهم مثلما اخبرتها كارما فلم يكن امامها سوي الهرب من امامه خوفا من تلك المواجهه...
و لكنها لم تكن تعلم بانها قد اثارت شكوكه حولها فهو شخص قد جُرح بشده و تعرض للغدر من اقرب الناس لقلبه فبات يشك في الهواء الذي يتنفسه.

اما عند ادهم فقد لاحظ ارتباكها فظن انه له علاقه بتلك المكالمه التي انهتها و لم تجب عليها فلم يشعر بنفسه سوي و هو يتبعها فقد كان الفضول يقرضه من الداخل لمعرفه سبب ارتباكها...

خرجت غرام من المستشفي فوجذت عمرو بانتظارها فلما رأي هيئتها حتى سألها بلهفه قائلا: غرام مالك وشك اصفر ليه كدا و بتنهجي طنط حصل لها حاجه و لا ايه
فهزت رأسها نافيه و هطلت الدموع من عيونها فجذبها عمرو إلى احضانه مهدئا إياها فتمسكت به بشده فهي كان تشكوه حزنها بصمت غافلين عن تلك العيون المشتعله بنيران الغضب و الحزن معا.

فقال ادهم من بين اسنانه: دانتي مقضياها بقي من حضن دا لحضن دا الصبح في حضن واحد و من شويه في حضني و دلوقتي في حضن واحد تاني
زفر ادهم و قال بسخريه مريره لا و قلبي الغبي كان مفكرك غيرهم...
كلكم زي بعض كلكم خاينين و ملكمش تمن
ثم لمعت عيناه بنظرات سامه قائلا بس ماشي يا غرام انا هوريكي، ثم انصرف إلى الداخل و هو يتوعد لها...

في منتصف الليل تجلس كاميليا في الظلام علي ذلك السرير الواسع تحتضن ركبتيها إلى صدرها و تهطل دموعها كالانهار بصمت لماذا لا تصبح الحياه عادله و لو مرة واحده معها فهي حرمتها من احضان والديها لتتربي يتيمه لتعاني بشده من ذلك الشعور القاتل بالوحده و لكنها قاومت و لم تضعف...

و عندما فتحت لها ذراعيها بحب يوسف يأتي ذلك الماضي المرير و ذلك السر الدفين ليحرمها ايضا منه و لكن هذة المره فهيا غير قادره علي المقاومه فمن كان الحامي و الداعم لها في تلك الحياه القاسيه يراها عدوته الآن، من كان يرسم لها طريق السعاده و يفرشه لها بالورود هو من يعدها الآن بالحزن و الشقاء مستبدلا وروده باشواك تزرعها نظراته المحتقره بقلبها الحزين الذي حُكم عليه بالألم و العذاب و دفع ثمن خطأ ليس له ذنب به.

دخل يوسف الغرفه بأمر من قلبه الذي لم يطاوعه تركها كل هذا الوقت خصوصا عندما رفضت تناول الطعام
يوسف: لسه بردو بتقعدي تعيطي في الظلمه لما تكوني زعلانه. بس يا تري زعلانه ليه يا كاميليا عشان رجعتك تاني،؟
فعندما لم يجد منها اجابه اردف بسخريه اوعي تكوني زعلانه من كلامي اني هعيش حياتي و كدا دا يوسف كالعاده بينفذلك طلباتك.

رفعت كاميليا انظارها الواهنه اليه فصُدم يوسف من هيئتها المزريه
عيون منتفخه من كثره البكاء انف محمر شعر مشعث
جذب يوسف نفسه من غرفتها بكل ما اوتي من قوه فهو في هذه اللحظه بالذات قادر علي غفران كل شئ مقابل الا يراها بتلك الهيئه فهي عشقه الذي لا يستطيع مواجهته او التظاهر بعدم وجوده...

و كإنما ما يعتمل بداخله من وجع لم يكن يكفيه تأتي هيا لتنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يطبق قبضته بشده فبرزت عروق يده فكان يمنع نفسه بصعوبه من الالتفات و سحقها بين ذراعيه لينسيها و ينسي بها كل ذالك الالم ااذي يفتت قلوبهم
فبم يكد يلتقط انفاسه حتى فاجأته بتلك القنبله التي اخترقت قلبه فبعثرته إلى أشلاء.

بحبك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة