قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والسبعون

انا عالق بك حد التورط الذي يجعلني اراكِ بكل مكان حولي. تحيطين بي بطريقه اجهلها. حتي أن الهواء المحيط بي يحمل رائحتك و لا اعرف كيف. بالله عليكِ أخبريني كيف تكونين بكل هذا الحضور حتي وأنتِ غائبه؟
نورهان العشري.

كان الموقف علي صفيح ساخن بين رائد الذي يطل الغضب و الحقد من نظراته و التي تقابلها نظرات راغب المزهوله و نظرات فاتح المترقبه و نيفين المرتعبه فدام الوضع لدقائق قبل أن يقطع حرب النظرات تلك شهقه قويه خرجت من سميرة التي هرولت من الأسفل لتعرف ما سبب هذه الحلبه فتفاجئت بما يحدث و خاصتا وجود نيفين التي كانت تقف خلف راغب محتميه به من ذلك الوحش الهائج الي كان ينفث النيران من أنفه، فتدارك راغب صدمته و القي بالهاتف علي مكتبه و تحولت عيناه للغموض و هو يقول.

مؤامرات ايه و ايه الي عمل فيك كدا؟

اندفع رائد قائلا بغضب
انت عارف مؤامرات ايه كويس. اما بالنسبه لالي عمل فيا كدا فدا مجرد بدايه عشان اخد حقي من ولاد الحسيني!
تدخل فاتح حيث قال بهدوء
هما الي عملوا فيك كدا؟
رائد بحدة
كلابهم!

وجه أنظاره الي راغب قائلا بتهديد مبطن
بس انا قطعت رقابيهم، و من هنا و رايح دا عقابي لأي حد يفكر يلعب معايا، اظن كلامي واضح
ابتسم راغب بسخريه قبل أن يقول
واضح، كل شئ بقي واضح. و عشان كدا من النهاردة اللعب هيبقي عالمكشوف.

رائد بحدة
العب لوحدك لعبتي انا عارفها كويس و عارف هعمل ايه؟
أوشك علي الإلتفات مغادرا فأتاه صوت راغب الغاضب حين قال صارخا
استني عندك..

توقف رائد و أخذ نفسا عميقا قبل أن يلتفت الي راغب الذي تقدم منه و هو يقول من بين اسنانه
اللعبه دي لعبتي انا و من زمان اوي. من قبل مانتا تشرف عالدنيا دي. و أنا الي هنتصر في النهاية. عايز تبقي معايا اعرف انك كسبان. عايز تنفصل عني اعرف انك مبقتش تحت حمايتي و وارد يحصل فيك قد الي حصل النهاردة عشر مرات و وقتها مش هتلاقيني الحقك.

شعر رائد بتهديد مبطن بين كلماته و ايضا نظراته المتوعدة لا يدري لم شعر بأنها موجهه له بصورة خاصه و لكنه حاول تجاهل كل ذلك و قال بنبرة ثابته
تقصد ايه انت بتهددني؟
راغب بنفي
لا مش بهددك انا بس بعرفك. انا من النهاردة مش هيكونلي شغل غير تدمير ولاد الحسيني. هسيب كل الي ورايا و افضالهم حتي لو كانت دي آخر حاجه هعملها في حياتي.

علت نبرته في الجملة الأخيرة و كأنه يريد أن يسمع بها الموجودين جميعا لذا حاول رائد رسم القوة في نبرته و هو يقول
في دماغك ايه؟

راغب بهدوء ينافي حدته قبل قليل
قبل ما تعرف في دماغي ايه و اعرف في دماغك ايه ايدي في ايدك كدا نتحد سوي و نجيب ولاد الحسيني الأرض و ناخد حق حبيبتك الي حرقوها و ابوك الي موتوه قدام عنيك.

مد راغب كفه الي رائد الذي شعر و كأن كل ذرة من جسده تنفر من حديث ذلك الوغد و نظرات عيناه التي توحي بأني يخفي شر كبير سوف يأخذ الجميع في طريقه فتلك النظرات جديدة كليا عليه اشعرته بالخوف للحظات و لكنه تجاهل كل ذلك و قام بمد يده أخيرا في يد ذلك الشيطان و قال بلهجة حانقه متوعدة
موافق. كل ظالم لازم ياخد جزاءه.
راغب بغموض
عندك حق، و دلوقتي بقي اعمل حسابك انك تسمع كلامي في كل الي اقولهولك.

أوشك رائد علي الاعتراض فقال راغب بنبرة ذات مغزي
زي مانا سمعت كلامك قبل كدا و اديك شوفت حصل ايه. اديني انا بقي فرصتي و شوف هيحصل ايه.

زفر رائد بحدة قبل أن يقول بإذعان
موافق.
ابتسم راغب بشر قبل أن يقول
اول حاجه هتعيش معايا هنا، بعد الي حصل النهاردة دا مش هجازف بيك و دول خونه و غدارين تتوقع منهم اي حاجه..

صُدِم رائد من حديثه فذلك الغبي يريد أن يبقيه في هذا المكان الأشبه بالجحيم و الاهم من ذلك هو أنه لن يستطيع رؤيتها لأجل غير معلوم. انقبض صدره بقوة عند مرور هذا الهاجس في عقله فود في تلك اللحظه لو يخرج سلاحه و يفجر رأس ذلك الشيطان الذي دائما ما يكون السبب في حرمانه من كل شئ يحبه في الحياة و لكنه حاول التحكم باعصابه و قال من بين اسنانه
موافق.

راغب بغموض
كدا نبتدي الشغل الصح..

لم يجبه رائد انما خرج تاركا المكان يشتعل خلفه خاصتا عندما تقدمت سميرة نحو نيفين التي مازالت تقف خلف راغب و قد اغضبها هذا و اشعل نار الغيرة بقلبها قالت بسخريه
ايه يا نيفين مش هتيجي تسلمي علي امك و لا انتي عجبتك الواقفه عندك!

فهمت نيفين ما ترمي إليها سميرة و قد لمعت فكرة شيطانيه بعقهلها لذا حاولت رسم الخوف علي ملامحها و ابتعدت خطوتان عن راغب الذي تنبه الي وجودها ثم نظرت في الأرض قبل أن تقول متصنعه الرقه
أبدا. انا بس كنت مرعوبة من المجنون دا، اصلك يا راغب بيه متعرفش هو عمل فيا ايه طول الطريق..

كانت جميله للحد الذي ألهب جميع حواسه و أيقظ الأفكار الشيطانيه بعقله فأخذ ينظر إليها بتقييم قبل ان يبتسم بسخريه قائلا
اخس عليه، معلش أصله غشيم عشان يعامل واحدة زيك كدا، بس حقك عليا انا.

اشتعل غضب سميرة أكثر فاندفعت تقف بينهم و هيا تقول بحنق
و دي من امتا الحنيه دي يا عنيا، و لا انت خال عليك الشويتين دول دي تربيتي..
اختتمت جملتها و قامت بتوجيه لكمة قويه في كتف نيفين و هيا تقول بتهكم
ما تعدلي لسانك كدا و تطلعي صوتك يا نيفين دا احنا دافنينه سوي..

كم كانت تكره تلك المرأة و كانت تضمها الي لائحه اعدائها و لكنها كانت تضعها في آخر القائمه و لكنها الآن قد غيرت خططها لتضعها في المقدمه لذا حاولت استفزازها حين قالت بإستنكار
دافنين ايه يا سميرة، اه اقصد يا ماما سميرة. هو انتي مش هتبطلي اسلوبك البيئه دا، و تقدري الخضه الي كنت فيها.

غلت الدماء بعروقها من تلك الماكرة التي تتلوي كالافعي أمام نظرات ذلك الذئب الجائع الذي يكاد يلتهمها فقامت بلوي ذراعها و إمساكها من خصلات شعرها تنوي تلقينها درسا لا تنساه و هيا تقول بصراخ
انا اسلوبي بيئه يا زباله يالي مبيطمرش فيكي المعروف..

قامت نيفين بالصراخ و الإستنجاد براغب الذي اندفع تجاههم ليخلص نيفين من يد سميرة و هو يقول بغضب
انتي هتستهبلي يا وليه انتي، شيلي ايدك من عليها، ايه هتتخانقوا قدامي..

جن جنونها عندما سمعته يدافع عنها لذا قالت بصراخ
انتي بتقولي انا كدا عشانها يا راغب، بقي دي اخرتها. لا دا انا اوديك في ستين داهيه. دي مصايبك كلها معايا..

نظر إليها راغب ساخرا ثم وجه أنظاره الي نيفين التي كانت تقف كالحمل الوديع فقال موجها كلامه إليها
روحي انتي يا حلوة و خلي الخدامه توديكي اوضتك و لينا كلام بعدين..

اطاعته نيفين متجاهله غضبها من تلك الشمطاء سميرة و التي كانت تتلظي بنيران الغضب و الحقد و ما أن أغلقت نيفين الباب خلفها حتي امتدت يداه تمسك بفكها السفلي بقوة حتي شعرت بأن عظامها تتحطم تحت قبضته و اقترب من وجها قائلا بهسيس
اول و آخر مرة هحذرك تفكري تهدديني أو تقولي كلمه من الي قولتيها دلوقتي دي فاهمه ولا لا؟

حاولت سميرة الكلام من بين ألمها إذ قالت بغضب
مستني ايه مني لما الاقيك بتوسخ معايا. اقف اسقفلك و لا استني لما حته بت زباله زي دي تلهفك مني.
جلس راغب علي كرسي مكتبه و هو يقهقه علي حديثها قبل أن يقول بسخريه
اوعي تقولي انك بتغيري عليا..

سميرة بغضب
اتعدل معايا يا راغب و قولي في دماغك ايه
نظر إليها بنظرات غامضه ثم قال بشر
ناوي اولع في كل واحد خاني و طعني في ضهري أو وقف قدامي في يوم من الأيام و البت دي هيا الي هتساعدني.

أنجو بكِ و لو كنت في منتصف الغرق..

عند أذان الفجر دخل يوسف الغرفه و هو يتنفس الصعداء من مرور هذه الليله العصبيه بدون اي كوارث آخري. خلع جاكت بذلته و هو يبحث حوله عن مصدر سعادته و منبع قوته في هذه الحياة و لكنه لم يجدها نائمه كما توقع فاتقبض قلبه خوفا عليها و لكنه ارتاح ما أن شاهدها تخرج من المرحاض فما أن شاهدته حتي اندفعت الي أحضانه بلهفه فقد كان القلق ينهش داخلها من أن يصيبه مكروه فهيا وإن كانت تحاول رسم القوة خارجيا و لكنها في داخلها ترتجف من فكرة أن يصيبه خدش لذا صارت تحتضنه بشدة و يدها تتحرك فوق جسده تبحث عن اي خدش به فابتسم يوسف علي فعلتها خاصتا عندما ادارته حول نفسه و هيا تقول بلهفه.

انت كويس مش كدا، مجرالكش اي حاجه. صح.

انتظر يوسف حتي انتهت من فحصها له و قام بلف يده حول خصرها و قام بالتوجه نحو الأريكه خلفهم و الجلوس و اجلاسها بين أحضانه و يده الآخري قام بلفها حول خصرها ملقيا برأسه علي صدرها مغمضا عيناه براحه دون حديث فقط يريد أن يتنعم بوجودها بجانبه دون الخوض في أي تفاصيل مرهقه في تلك اللحظه و قد شعرت هيا بما يشعر به لذا لم تتحدث بل أخذت تعبث بخصلات شعره و تمرر يدها بحنان علي ملامحه علها تزيل عنه كل هذا التعب الباد علي وجهه و ظلا علي هذه الحاله قرابه النصف ساعه قبل أن يقرر الحديث فقال بأستفهام.

عملتي ايه معاها؟

حاولت طمأنته إذ قالت بإختصار
كل حاجه تمام متشغلش بالك.
تنهد قائلا بتعب
الموضوع شكله مطول..
كاميليا بتفهم
انا حاولت اوصلها كدا بطريق غير مباشر و اظن انها فهمت.

يوسف بهدوء
فهمها دا عليه عامل كبير اوي يا كاميليا
كاميليا بحيرة
بصراحه يا يوسف هيا بنت غريبه جدا. كنت متوقعه منها رد فعل مختلف خالص عن الي لاقيته
يوسف يعدم فهم
يعني ايه؟
هحكيلك.

فلاش باك
ما أن أشار يوسف إليها حتي أمسكت الهاتف و قامت بالأتصال لتجيبها هند بصوت مرتجف
ايوا يا كاميليا.

شعرت كاميليا بإرتجافه صوتها و آلمها قلبها كثيرا و لكن ما باليد حيله لذا قررت أن تتحدث مباشرة قائلا
هند اسمعيني كويس يوسف دلوقني بيكلم رائد عشان مفروض ينفذوا الجزء التاني من الخطه، هو قالي اكلمك و اقولك أن رائد لازم يروح عند الزفت دا عشان يقدروا يكملوا الي بدؤه و بيأكدلك للمرة المليون أنه مأمنه كويس. و دلوقتي جه دورك.

شعرت بيد قويه تعتصر قلبها لدى سماعها حديث كاميليا و لكنها حاولت تجاهل كل ذلك و قالت بنبرة ثابته
متقلقيش، عارفه هعمل ايه..

تحيرت كاميليا في ردة فعلها لكنها قالت بأشفاق
بصي انا توقعت منك رد فعل غير كدا. بس انا حاسه بيكي من جواكي عامله ازاي. صدقيني يوسف عمره ما هيسيبه يتأذي أبدا. و اكيد عامل حسابه لكل حاجه كويس اوي. انتي بس خليكي واثقه في ربنا و فيه و أن شاء الله خير.
لم تحبها هند سوي بكلمه واحده
خير.
باااااك.

اختتمت كاميليا حديثها قائلة بإشفاق
حسيتها بتحاول تبقي قويه عشان لما يدخل عليها ميبانش علي وشها حاجه. يعني تحاول تمثل دورها صح..
يوسف باطمئنان
هيا كدا صح.

كاميليا بعدم فهم
يوسف بس انا مش فاهمه ليه منعته يقولها؟ و ليه منعتها أنها تقوله أنها عارفه هو رايح فين و هيحصل ايه؟

يوسف بهدوء
رائد تقريبا جوا النار يا كاميليا و اكتر حاجه تهمه أنه يكون مطمن عليها و لو كان قالها كانت اكيد هتنهار و كانوا هيدخلوا في مناقشات مش وقتها احنا كنا بنلعب في الوقت الضايع بالإضافه أنه عمره ما كان هيعرف يركز في الي بيعمله و هو سايبها في حاله وحشه. كدا احسن له و لها. احنا هنا كلنا حواليها و دا هيساعدها شويه كمان انا مش هسكت دايما هطمنها عليه امال أنا جبت أهلها يعيشوا معانا هنا ليه.

نظرت إليه بإعجاب من تفكيره في كل شئ حتي ابسط الأمور و ايضا حنانه فهو يريد الإطمئنان علي الجميع لذا قالت بإعجاب و هيا تنظر إلي داخل عيناه
دايما بتفكر في الناس كلها و شايل هم القريب و الغريب كدا.

ابتسم يوسف و هو ينظر إليها ثم قال بهدوء
مفيش غريب يا كاميليا. رائد اخويا زيه زي أدهم و روفان كفايه البهدله الي شافها في حياته و الي احنا كمان شفناها. الكلب دا أذانا واحد واحد دمر عيلتنا و قتل ابويا و عمري ما هرتاح غير لما اخد روحه بإيدي.

جفلت كاميليا من حديثه و هبت من مكانها و قد ارعبها الإجرام الذي ارتسم بنظراته فقالت بخوف
يوسف أنا سايباك تعمل كل الي بتعمله و مبعترضش بس احنا متفقناش علي كدا. احنا قولنا انك مش هتعرض نفسك للخطر. انا مش هتحمل يجرالك حاجه..

لم يجبها انما امتدت يداه تجذبها من خصرها و لوهله قد نسي أن بها جرحا آلمه بشدة. فارتسم الألم علي ملامح وجهه فلاحظت هيا ما به فنظرت الي جسده لتقول بصدمه ممزوجه بالرعب
يوسف انت متعور صح؟ و بعدين فين القميص الي انت كنت لابسه و انت خارج انت غيرته فين؟
كانت نبرة صوتها ترتجف مما جعله يحاول احتضانها وهت يقول بطمأنه
كاميليا. حبيبتي اهدي انا كويس.

كاميليا بعدم تصديق و هيا مازالت تبحث بجسده
لا مش كويس انا حاسه إن فيك حاجه.

وصلت يدها الي جرح السكين الذي تلقاه الليله لتظهر ملامح الألم علي وجهه ما أن لامسته فقامت بقتح اذرار القميص بلهفه حتي تري ما به و لكنها صدمت عندما رأت الضمادة البيضاء التي تلوثها بقعه حمراء في المنتصف مما يدل علي أن جرحه ما زال ينزف فتساقط الدمع من عيناها و هيا توجه إليه نظرات تحمل الكثير من العتاب الذي لم يكن يتحمله في تلك اللحظه فامتدت يداه تمسك بكفوفها بحنان و هو يقول بنبرة يشوبها بعض التوسل.

كاميليا انا تعبان اوي و مش عايز اي حاجه من الدنيا في اللحظه دي غير اني انام في حضنك و نأجل اي كلام لبكرة الصبح، ممكن!
شعرت بتعبه من لهجته التي آلمتها كثيرا لذا هزت رأسها بإذعان و لكنهت استوقفته قائله بلهفه
طب اطمن علي جرحك و اغيرلك عليه.
يوسف حب
اطمئن يا حبيبتي الدكتور شافه و خيطه متقلقيش.

كاميليا بصدمه
هو كمان متخيط! دا معناه انه جرح كبير
لم تتلقي إجابة منه سوي زفرة حارة صدرت من عمق تعبه الواضح علي ملامحه لذا هبت من مقعدها و أمسكت بكلتا يديه و هيا تبتسم بحب و توجهت به الي السرير و اجلسته قائله بنبرة رقيقه
استناني هنا دقيقه.

هز رأسه بابتسامه محبة لحنانها الذي كان يحتاجه كثيرا و هرولت هيا الي الداخل و جلبت له ملابس مريحه أكثر و قامت بمساعدته بإرتدائها و اخيرا جلست فوق السرير و قام هو بإراحه رأسه فوق صدرها و يداه تطوقان خصرها فيما كانت هيا تحتضنه بكلتا يديها و كأنه طفلها المدلل الذي تخشي عليه من نسمه هواء قد تؤذيه و أخذت تمرر يدها بخفه و حنان فوق معالم وجهه تارة و تارة آخري بين خصلات شعره و تارة تنحدر الي رقبته و أكتافه تمسدها بحنان الي أن شعرت بثقل جسده عليها فقد استرخي و غط في نوم عميق فأخذت هيا تناظره بعينان تفيضان بالعشق لذلك الرجل الذي إن جلبت له العالم بين يديه فلم تعطيه حقه.

بالأمس كنت أشعر و اني نائمه علي سحابه ورديه تحلق بي بعيدا عن هذا العالم القاسي و تأخذني الي جنه جمعتنا سويا و اليوم اتقلب علي جمرات من نيران خلفها غيابك الذي على الرغم من أني كنت اعلم بأنه آت لا محالة الا اني فشلت في إقناع قلبي بإحتماله.

اتي الصباح و اشرقت الشمس لتضئ العالم بنورها إلا قلب اظلمه الفراق و كيف يضئ و هو غائب و تعلم بأنه في منتصف نيران غادرة اصابت ألسنتها الجميع سابقا و اليوم هو وحده من يتصدي لها أي ظلم هذا الذي يقع عليه و عليها معه؟
الجميع يردد عبارات الطمأنه علي مسامعها و هيا تكتفي بإيماءة بسيطه من رأسها و دعاء مُلِح في قلبها بأن يكون بخير.

اخذت تتذكر تلك النظرة الأخيرة التي ألقاها عليها قبل أن يغادر فقد انتزعت روحها في تلك اللحظه و ودت لو تمسك بيده توقفه عن المضي قدما في تلك الخطة اللعينه الغير منصفه من وجهه نظرها فأقل خطأ فيها قد تكون حياته هيا الثمن.

أخرجها من شرودها صوت الطرق علي الباب و لكنها لم تتحرك من مكانها ليفتح الباب و تدخل والدتها التي علمت من كاميليا بأن أدهم أحضرها البارحه الي القصر فهرولت إليها فهيا تعلم بانها لا بد و أن تكون في اسوء حالاتها و قد صح ظنها فقد كانت تبكي بصمت و داخلها يحترق كليا و قد شعرت بهذا عندما تقدمت لتحتضنها دون التفوه بأي حرف فما أن شعرت هند بها حتي التفتت تدفن رأسها بصدر والدتها و هيا تبكي بحرقه آلمت سهام كثيرا التي شاطرتها البكاء حزنا علي حالها و علي حظها العاثر الذي اوقعها في عشق هذا الرجل صاحب اسوء حظ في هذا العالم.

آتاهم الطرق اعلي الباب و الذي لم يكن سوي لكاميليا التي أرادت الإطمئنان عليها فدخلت بعدما سمحت لها سهام بذلك لتقترب من هند و تقول بإبتسامه بسيطه
عامله ايه النهارده؟
هند بحنق
حطي نفسك مكاني و انتي تعرفي عامله ايه يا كاميليا؟

فهمت كاميليا المعني المبطن لكلماتها و لكنها تجاهلتها و قالت بحنان
ان شاء الله هتبقي مبسوطه معانا. انتي و طنط و ورد. انا حقيقي فرحانة بوجودكوا اوي
زاد غضب هند من حديثها وتجاهلت كل شئ و قالت بحدة
طبعا فرحانه مش جوزك معاكي و في حضنك ايه الي مش هيخليكي فرحانه، انما أنا عمري ما هفرح و أنا جوزي مرمي في النار عشان خاطر يحميكوا.
غضبت سهام من حديث ابنتها و قالت موبخه
عيب كدا يا هند!

سببها يا طنط، خليها تقول الي جواها، انا بس عايزة افهمك حاجه غايبه عنك يا هند، النار الي رائد فيها دي هو عاش عمره كله فيها و الوحيد الي يقدر يتعامل معاها، و يوسف لما قالك أنه حتي و هو هناك هو مأمنه مكنش بيكذب دي فعلا حقيقه رائد هناك تحت عنيه. و هو علي علم بكل حاجه بتحصله. يوسف عمره ما هيجاذف بيه زي مانتي متخيله بالرغم من اني أنا و يوسف اكتر اتنين اتأذينا بسبب رائد و اظن انتي عارفه دا كويس. و عموما انا كنت جايه اطمن عليكي، اقولك انك هنا في بيتك و وسط اهلك عن اذنك.

هكذا تحدثت كاميليا التي شعرت بالغضب من حديثها و لكنها التمست لها العذر مما دفعها للمغادرة قبل أن ينشب حديث آخر بينهم و هيا في تلك الحالة المزريه
لم تتحدث هند انما نظرت إلي والدتها بألم و ارتمت تبكي بين أحضانها لوقت طويل دون أن تكون لها القدرة علي التوقف و لكنها أخيرا اشفقت علي روحها و هدأت قليلا ثم رفعت عيناها تنظر إلي والدتها بألم تجلي في نبرتها حين قالت
انا قلبي واجعني عليه اوي يا ماما.

ربتت سهام علي خصلات شعرها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
حبيبة ماما. متعمليش في نفسك كدا. هو بخير و كريس والله و اديكي سمعتي كلام كاميليا و يوسف نفسه أكدلي الكلام دا.
انتفضت هند تنظر إلي والدتها بأمل قبل أن تقول بلهفه
هو يوسف كلمه؟

سهام بطمأنه
يوسف عينه عليه متقلقيش.
هند بغضب
مين قالك كدا؟ انتي متعرفيش حاجه يا ماما. رائد رمي نفسه في النار عشان يحميهم كلهم.

تفهمني سهام غضب ابنتها و لكنها قالت بلهفه قويه
انا عارفه كل حاجه يا هند يوسف بيه جالي هو و كاميليا و فهمني كل حاجه. و انا واثقه فيه و في كل كلمه بيقولها. و لو قالي أنه مأمنه كويس يبقي كلامه صح.

ضاقت ذرعا بما يحدث فقال بغضب
انتي تعرفيه منين عشان تثقي فيه اوي كدا؟
سهام بهدوء.

انا معرفوش فعلا بس الي يعمل كل دا عشان واحد كان عايز يأذيه بمجرد أنه عرف أنه اخوه و جه جابنا من آخر الدنيا انا و اختك عشان نبقي جنبك بردو عشانه. يبقي انسان كويس و فاهم هو بيعمل ايه و عايز فعلا يحمي عائلته و يحافظ عليها. و بعدين تقدري تقوليلي ايه البديل يجيبه يقعده جمبك و يكشفوا نفسهم قدام الملعون دا و يقعدوا يستنوه بقي لما يخلص عليهم واحد واحد، يا بنتي انا عارفه أن قلبك مكوي من الخوف عليه بس انتي اختارتيه هو عشان تحبيه دونا عن رجاله العالم كلها يبقي تتحملي شيلي الشيله كامله يا هند، و بعدين كفايه البنيه الي كسرتي بخاطرها و هيا جايه تطمن عليكي.

شعرت هند بتأنيب ضمير بسبب حديثها القاسي مع كاميليا هيا أبدا لم تكن يوما حقودة و لكن القلق و الخوف جعلها تتفوه بهذه الحماقات فرفعت نظرها إلي والدتها تطالعها بعينان يرتسم بهم العذاب والندم فاقتربت منها سهام و قالت بتعقل.

انا عارفه انك مش وحشه و لا عمرك كنتي بتحقدي علي حد و كاميليا كمان عارفه كدا. بس انتي مدينه ليها بإعتذار و خلي بالك انتوا في نفس الدايره سوي جوزها بردو في خطر بس هيا عاقله و بتحاول تقف جمبه و تساعده و انتي مفروض تكوني كدا و بعدين انتي نسيتي ربنا خالص في الموضوع دا. انا علمتك لما تضيق بيكي كدا تلجأي لربنا ولا ايه يا هند..

لم تتفوه بحرف واحد فقد شعرت بعدم قدرتها علي الحديث فقد انهكها البكاء و أرهق قلبها القلق و الخوف لذا اكتفت بهزة من رأسها و داخلها يردد يا الله..

خوفي الدائم من فقدانك يمنعني من الإستمتاع بلذة وجودك بجانبي.

وصل يوسف و بجانبه كاميليا التي أصرت عليه بالذهاب معه للشركه فهيا أبدا لم تستطع أن تتركه فقد كان القلق و الخوف ينهشان قلبها دون رحمه و لكنها كانت تخفي ذلك جيدا و لا يظهر منها سوي ابتسامه بسيطه تخفي خلفها الكثير من الرعب لأن يصيبه أي مكروه و هو قد فهم ما يدور بداخلها لذا لم يعترض كثيرا علي مجيئها معه فهو أكثر من مرحب بوجودها بجانبه في أي وقت.

خرجا من المصعد سويا يدا بيد فكان كان مظهرهم خاطف للأنفاس بليقان كثيرا ببعضهما البعض فهو عنوان للوسامه و الهيئه و الرجولة الخاطفه و بجانبه حورية كانت و كأنها خارجة لتوها من أحدي مجلات الموضه و الأناقه الي جانب جمالها المشع و الذي يزداد أكثر عندما تكون بجانبه.

كانت كااميليا تنوي التوجه معه الي غرفة مكتبه و لكنها تسمرت عندما رأت تلك لفتاة مرام و هيا تقف مع أحدي الفتيات و التي لم تكن سوي سمر سكرتيرة يوسف التي ما أن رأته قادم حتي هرولت تقف في استقباله فلم يعرها اهتمام و دخل و هيا معه الي غرفتة و اغلق الباب خلفه و سار بها حيث جلس علي المقعد الخاص به خلف مكتبه و قام بإجلاسها فوق قدميه و أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بغزل
ايه بقي يا ست الحسن و الجمال.

كاميليا بدلال
ست الحسن و الجمال مرة واحده؟
يوسف بتأكيد
طبعا. عندك شك في كدا؟

كاميليا بحب
انا معنديش شك في أي حاجه تقولها.
قرب يوسف رأسه من شفتيها ينوي تقبيلها و لكنها تراجعت للخلف قليلا قبل أن تقول بحرج
يوسف احنا في المكتب.
يوسف بعدم اهتمام
طب و ايه يعني، بلاش أفطر!

كاميليا بصدمه
تفطر! امال احنا كنا بنعمل ايه في البيت؟
يوسف بتخابث
ما نفطر هنا و في البيت احنا ورانا حاجه؟
كاميليا بمزاح
غلط يا حبيبي. صحتك.

قهقه يوسف قبل أن يقول بمكر
لا متقلقيش علي صحتي انا صحتي بتيجي علي الفراولة اوي
قربت رأسها منه و قالت بدلال
الفراوله بتعمل حساسيه علي فكرة.
يوسف بوله و هو يقرب شفتيه منها
أنا موافق ملكيش دعوة..

أوشكت علي التراجع و لكن هيهات فقد اقتنصها بمهارة و قام باعتقال شفتيها بخاصته بقبله طويله محمومه أودعها فيها مشاعره الجياشه التي يفيض بها قلبه تجاهها فهيا مصدر سعادته في حياته و وجودها بجانبه الشئ الوحيد الذي يجعله قادر علي مواجهه كل تلك الأزمات و الضغوطات التي لا تفارق حياتهم.

تركها يوسف بعد أن شعر بأنها بحاجه للتنفس و اخذها بين أحضانه و أطلق تنهيدة قويه جعلتها تشدد من احتضانه كثيرا واضعه رأسها فوق كتفه و هيا تقول بحنان
بإذن الله كل حاجه هتتحل يا حبيبي.

يوسف بتمني
يارب يا كاميليا. نفسي تفتح عيني و اغمضها الاقي الكابوس دا خلص و كل الناس حواليا بخير. تعبت من الحروب و المؤامرات و كل العك دا.

التفتت إليه كاميليا و هيا تمرر يدها بحنان علي ذقنه المهندمه ثم قالت بخفوت
قريب اوي أن شاء الله. انا واثقه فيك.
نظر إليها بحب كبير تجلي في نبرته حين قال
و أنا بعشقك.
كاميليا بدلال
مانا عارفه.
يوسف بمزاح
اممم انا شامم ريحة غرور.
كاميليا بغرور
دا كدا كدا. يعني يوسف الحسيني العظيم بيعشقني و مش عايزني اتغر. دانا ابقي هبله.
ابتسم يوسف علي حديثها و وضع قبله عميقه فوق جبهتها و قال بحب.

الي الي محظوظ بحبك يا كاميليا، انتي نعمه كبيرة في حياتي بدعي ربنا يديمها عليا..

اخذتها كلماته الي عالم آخر فنست كل شئ كان يدور في عقلها و نظرت إليه بوله قائله بضياع
يالهوي هو في كدا، طب اسيبك و امشي ازاي انا دلوقتي؟

يوسف بتخابث
متمشيش!
أوشك علي اقتناص شفتيها مرة أخري و لكن آتاهم الطرق علي الباب. فهبت كاميليا من بين أحضانه بطريقه اضحكته كثيرا و لكنه حاول أن يكتم ضحكته حين دلفت سمر السكرتيرة الي الغرفه فرسم يوسف قناع من الجمود علي ملامحه الي أن أعطته بعض الأوراق ليوقعها و همت بالإنصراف حين نادتها كاميليا و قالت بفظاظه
استني. البنت الي كنتي واقفه معاها بره دي صاحبتك!
اجابتها سمر بإحترام.

لا مش صاحبتي دي مرام موظفه جديده هنا في الشركه
قطبت كاميليا جبينها و نظرت إلي يوسف المنشغل بالأوراق التي أمامه و لكنه كان يتابع حديثهم بصمت حتي قالت كاميليا يإستفهام
يعني ايه موظفه جديدة؟ و مين الي عينها هنا
سمر بإختصار
أدهم بيه
صُدِمت كاميليا من حديث سمر و لم تستفق علي حديثها سوي عندما اغلقت سمر باب الغرفه خلفها لتنظر الي يوسف الذي قال بصرامه
متدخليش في الي ملكيش فيه يا كاميليا.

كاميليا بغضب
يعني ايه ماليش فيه يا يوسف؟
يوسف بفظاظه
يعني خلي كل واحد يتحمل نتيجة أخطاءه و مسئوليه قراراته.

كاميليا بسخرية
أخطاء ايه و مسئوليه ايه يا يوسف انت مسمعتش دي بتقولك مرام و أدهم الي معينها. عارف دا معناه ايه و لو غرام عرفت هتعمل ايه؟
يوسف بلامبالاة
عارف و وقتها محدش يلومها و هو يستاهل عشان غبي.

كاميليا بإستنكار
بس انا لازم اعرف ايه الي حصل بالظبط هو مفكر ان مفيش حد هيقفله.
نظر يوسف للاوراق أمامه و قال بإختصار
كاميليا سمعتيني قولتلك ايه.

كاميليا بغضب
طب علي الأقل اسمع منه.
نظر يوسف إليها بقلة حيله فهو يعلم عنادها لذا قال بعدم اهتمام
براحتك. انا قولتلك رأيي.

اختتم كلماته و تابع العمل فيما اخذت هيا قرارها و توجهت للخارج و قد نوت التحدث مع هذا الغبي لمعرفة ما هذه الحماقه التي ارتكبها و بالفعل توجهت الي مكتبه و فتحت باب الغرفه لتجده منهمك في العمل حتي عندما رآها لم يعيرها اي اهتمام بل تابع عمله لتغتاظ من تجاهله لها و خرج الكلام منها بحدة
انت صحيح عينت مرام هنا في الشركه؟
أدهم بإختصار
ايوا!
كاميليا بغضب
يك اوة و بتقولها بكل بجاحه.

أدهم بغضب
كاميليا خلي بالك من كلامك.
كاميليا بنبرة تميل العتاب قليلا
لما تاخد بالك انت من أفعالك يا أدهم.
أدهم بفظاظه
انا حر!
كاميليا بإستنكار
حر ازاي يعني. انت عارف لو غرام عرفت هتعمل ايه؟

نبض قلبه عندما ذُكِر اسمها و لكنه تجاهل مشاعره التي جعلت منه لعبه في يدها تحركها كيفما تشاء و حاول ارتداء قناع الجمود حين قال
الموضوع ميخصهاش عشان تعمل او متعملش
كاميليا بإندهاش
أدهم انت جرالك ايه؟ ازاي بتقول كدا؟ دي غرام! انت عملت المستحيل عشان تخليها تسامحك.

شعر بغصه مريرة في قلبه و وصلت مرارتها في حلقه حين قال بقهر
فعلا عملت المستحيل عشان تسامحني بس و أنا بعمل المستحيل دا رخصت نفسي اوي و أنا عمري ما هقبل علي نفسي كدا. انا غلطت في حقها و كفرت عن ذنبي و معدش جوايا اي احساس بالذنب من ناحيتها. و عشان متستغربيش كتير من كلامي هقولك انا بقوله ليه. غرام عايزة تطلق مني!

صدمه قويه نزلت علي تلك التي كانت تستمع الي حديثهم من الخارج فشعرت بأنها سوف ترقص من فرط السعادة فتلك الغبيه تمهد لها الطريق للوصول إلي مبتغاها بأسهل الطرق بل و تقدمه لها علي طبق من ذهب و هيا حتما لن تضيعه أبدا من يدها.
في الداخل كانت كاميليا لا تصدق اذناها ما تسمعه فاقتربت منه قائله بعدم تصديق
أدهم انت بتقول ايه مين قالك الهبل دا؟
أدهم بحزن مغلف بالجمود.

للأسف دا مش هبل. و لو عايزة تتأكدي اسألي كارما أو اسأليها هيا بس ياريت متجبيلهاش سيرة اني عرفت. كفايه قلة قيمه اوي كدا.

هزت كاميليا رأسها دون التفوه بحرف فقد عزمت علي التحدث مع تلك الحمقاء فهيا قد تمادت كثيرا تلك المرة و لكن عليها فعل شئ ما قبل ذلك.
خرجت من غرفة أدهم فوجدت مرام تجلس مع سمر و يتحدثان بهمس فابتسمت ساخرة قبل أن تتوجه إليهم فقابلتها مرام متصنعه الود و هيا تقول
اذيك يا كاميليا، عامله ايه
كاميليا بترفع
اهلا يا مرام..
ثم وجهت انظارها الي سمر و قالت بأمر
سمر تعالي عشان عيزاكي..

ألقت نظرة استخفاف علي مرام التي كانت تشتعل غيظا و تركتها لتهرول سمر خلفها و هيا مرتعبه من ملامحها و طريقتها في الحديث.

كانت غرام تجلس في ذلك المقهي الذي كثيرا ما كانت ترتاده مؤخرا و الذي شهد علي اصعب ايام قد مرت عليها في حياتها فهيا كانت تأتي إليه كل يوم تقريبا تجلس هناك بالساعات تبكي تارة و تصمت تارة تنظر إلي جميع الموجودين تبحث بينهم عمن يمكن أن تخبره عن مدي معاناتها و تبكي حتي تفرغ جميع ما بداخلها دون تحفظ ثم تغادره و هي تعلم بأنها لن تراه مرة آخري هذا أكثر ما كانت تحتاجه فهيا تشعر و كأن ظلام الكون كله بقلبها الذي يعشق كثيرا و علي قدر عشقه يأتي ألمه. اااه كم تود أن تذهب إليه الآن تلقي بوجهه جميع ما تحمل بقلبها من عذاب و لوعه علها ترتاح و لو قليلا و لكن فعلته الأخيرة جعلتها تتجمد بارضها لا تقوي علي التقدم و لا حتي التراجع تقف بالمنتصف تتعذب فقط حتى ذلك اليوم عندما تشاجرت مع والدتها بسبب انطوائيتها الدائمه و مظهرها الحزين لم تستطع سرد ما تشعر به من عذاب و لوعه لذلك اتهمتها والدتها بأنها تتدلل. اغضبتها تلك الكلمه كثيرا و لا تعلم كيف طاوعها قلبها بأن قالت بأنها سوف تتطلق و بأنها لم تعد تريد تلك الزيجه.

صدقا لا تعلم لما أتت علي ذكر الطلاق أو الحديث عنه فقط خرجت الكلمه من بين شفتيها دون إرادتها لتشعل بقلبها نارا لا تهدئ هل عقلها الباطن أراد تذكيرها في تلك اللحظه بأنها لن تستطيع الحياة بدونه أو أنها كانت تريد اختبار مدي قدراتها عن التخلي عنه التي أيقنت بأن نسبتها معدومه. لا تعلم ماذا بها فمنذ رأت تلك الفتاة حوله و هيا تشعر بغليان في رأسها يمنعها عن التفكير بشكل سليم و ايضا قلبها الذي كانت نيرانه لا تهدأ، بعمرها لم تختبر شعور الغيرة و لكنه قاتل فهي لا تستطيع النوم منذ ذلك اليوم فقط تتهرب منه حتي لا تنفجر بوجهه فكرامتها كانت تؤلمها كثيرا و لا تسمح لها حتي بالحديث معه في ذلك الموضوع. و لكن التساؤلات كانت تنهش بعقلها كثيرا حتي أوشكت علي الجنون فرفعت رأسها تنظر إلي السماء من النافذة و هيا تقول بتوسل.

يارب..
رنين هاتفها جعلها تلتفت فوجدت المتصل كاميليا التي ما أن اجابتها غرام حتي قالت بحدة
انتي فين؟
غرام بإندهاش
في ايه يا كاميليا؟
كاميليا بغضب
بسألك انتي فين ردي عليا.

أخبرتها غرام باسم المقهي الذي تجلس به لتخبرها بأنها قادمه إليها في الطريق فاغلقت غرام الهاتف أخذت تنظر إلي صورة جمعتهما في عقد القران و هو يحتضنها بتملك كبير و حب يتجلى بعيناه التي لم تكن تنظر إلي عدسة التصوير إنما كان ينظر إليها غير مصدق بأنها أصبحت زوجته فكيف يحمل لها كل ذلك الحب و يفعل بها هذا؟ كيف يسمح لتلك المرأة بالإقتراب منه مرة ثانيه دون مراعاة لمشاعرها؟ فهيا السبب لكل ذلك العذاب الذي تجرعته علي يداه كيف يمكن أن يفعل بها هذا الشئ؟

اخذت تفكر كثيرا و لكنها لم تجد مبرر واحد مقنع لفعلته فألقت بالهاتف أمامها و هيا تنوي المغادرة لم تعد تستطع البقاء أكثر من ذلك..

أخذ رائد يتلفت يمني و يسارا قبل أن يدخل الي غرفة المكتب الخاصه بذلك الشيطان و الذي في ذلك الوقت يكون نائم بفعل ذلك السم الذي يتناوله فاستغل هو تلك الفرصه و انسل إلي غرفته حتي يسرق مفتاح خزانته حتي يتثني له الحصول علي ما يريد و بالفعل وحده يغط في نوما عميق و قد تمني لو أنه يفرغ في رأسه رصاصات سلاحه و يتخلص منه و لكنه سيكون بهذا قد فتح عليهم بابا من أبواب الجحيم الذي لا نجاة منه فآثر أن يتحكم في غضبه من هذا الشيطان و قام بالدخول الي غرفتة الخاصه و قام بفتح الخزانه مستخدما ضوء الهاتف الخاص به متجنبا إشعال ضوء الغرفه حتي لا يلفت انتباه أحد و شرع يبحث بين خزانته علي مراده و عندما كان منهمك في عمله شعر بأحدهم يقف خلفه و بسلاح يوضع في منتصف رأسه من الخلف ووووووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة