قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثمانون

ثم توجه إلي الطاوله خلفهم ليقوم بسكب كوب من المياه فتفاجئ بتلك العصا التي نزلت بقوة فوق رأسه فما أن هم بالإلتفات حتي هوت مرة آخري علي جبينه فاقدته وعيه في الحال فقام رائد بإنتزاع سلاحه و مفاتيح الأقفال و قام بالتوجه الي الباب و خلفه الفتيات و كان يأخذ وضع الأستعداد حتي يهاجم إن استدعي الأمر.

تسلل على تحت تلك الأسلاك الشائكه التي تحيط تلك الجهه لهذه القلعه المقيته التي تبعث علي النفوس الهلع و التي كانت محاطة بالاسلاك الشائكه التي كادت أن تجرح جسده أكثر من مرة لولا انه استطاع بمهارة تفاديها فقد تدرب عليها كثيرا كونه ينتمي إلي جهاز الشرطه و الذي خضع به للكثير من التمارين القاسيه و التي جعلته يستطع أن يجتاز ذلك الاختبار ببراعه فهب علي قدميه يتحرك بخفه نحو ذلك السرداب الذي رسمه فاتح بحرفيه عاليه علي إحدي الأوراق التي أرسلها ليوسف و التي أعطاها لعلى فدرس المكان و توجه إلي تلك النقطه المشار إليها في الورقة و قام بإزاحه ذلك النخيل الملقي فوق فتحة السرداب و تسلل إليه و قام بإغلاق الباب خلفه و اشعل مصباحه و توجه إلي ذلك المكان الذي أخبره يوسف بان محمود محتجز به و ما أن وصل إلي هناك حتي أخذ ينظر حوله برويه قبل أن يخرج ذلك المفتاح المرفق بالأوراق ليديره برفق في القفل فأصدر الباب صوت عال قبل أن ينفتح علي مصرعيه فأخذ يبحث على بعيناه حتي وجد محمود يجلس منكبا علي أحدهم يحاول إفاقته و لكنه ما أن وجد على حتي تسمر بمكانه فنظر على خلفه فتفاجئ بفاتح الذي كان مقيد و وجهه ملئ بالكدمات فتقدم على منه و قام بفحصه ليتأكد من أنه مغشيا عليا فقط فقام بجلب كوب من الماء و قام بسكبه فوق وجهه مما جعله يشهق بعنف و قد استعاد وعيه الذي فقده من شدة الضرب ليجد أمامه على الذي قال بإهتمام.

فاتح انت كويس؟
أخذ فاتح ينظر حوله محاولا استعادة كامل وعيه قبل أن يقول بصوت متألم
كويس. كويس. حصل ايه؟

على بتهكم
انا الي المفروض أسألك؟
تنبه فاتح لحديث على و قد استعاد ذاكرته لما حدث قبل ساعات.

في وقت لاحق
تفاجئ فاتح بوجود نيفين داخل غرفته تبحث بين أغراضه مما جعل الغضب يتمكن منه و خاصتا حين وجدها تمسك بذلك الهاتف السري الذي كان يخبئه جيدا بين طيات ملابسه و لكنه الآن بين يديها و من الواضح أنها كانت تعبث به لأنها أظهرت رقم يوسف المدون عليه و في عيناها ترتسم نظرات متشفيه و قد اقتربت منه بهدوء مستفز لأعصابه الجليديه و تحدثت قائله بسخريه.

الخاين الي مدوخنا وراه كل دا. يا راجل خليت راغب يقتل نص رجالته و في الآخر تطلع انت.

فاتح بهدوء يتنافي مع غضبه المستعر بداخله
انا مش فاهم انتي بتتكلمي عن ايه. و مين سمحلك اصلا تدخلي اوضتي و تفتشي في هدومي.

نيفين بسخريه
لا بصراحه عجبني هدوئك اوي. ثبتني بمعني اصح. دا له حق راغب ميصدقش عليك حاجه. اسلوب مقنع و ثبات انفعالي بحييك عليه.

فاتح بفظاظه
كويس انك عارفه أن راغب مبيصدقش حاجه عليا. خلي الكلام دا في دماغك عشان مكسرهاش.

نيفين بتخابث
طب و ليه اللون الغامق دا. دانا كنت ناويه اساعدك. و لا انت مش عايز توصل لرقبه راغب. مش هو دا بردو الي يوسف عاوزه.

أخذ فاتح يقيمها بنظراته من أعلي رأسها الي أخمص قدميها و سرعان ما قال بتقزز
انتي سافله. و رخيصه. تمام زي الي ربتك. مش راغب دا الي كنتي في حضنه من شويه؟

تفاجئ كثيرا عندما هطلت العبرات من مقلتيها و تراجعت خطوتان للخلف و هيا تقول بإنكسار.

مكنش بمزاجي. انت متعرفش حاجه. انا واحده في يوم و ليله لقت نفسها في الشارع من غير اي حد مرميه كلاب السكك تنهش فيها مكنش قدامي غيره. و حتي بعد ما جيت هنا مكنتش ناويه يحصل الي حصل دا بس لقيت نفسي في نص الليل محطوك في نص دماغي مسدس و يا اوافق ابقي معاه يا هياخد الي هو عايزة غصب عني و يرميني لكلابه لحد ما يشبعوا مني و بعد كدا يموتوني كان مفروض اختار بين مصيرين اللتنين اسوء من بعض. كنت عايزني اعمل ايه؟

نظر إليها بغموض قبل أن يقول بعدم اهتمام
بصراحه ميهمنيش. لأنك في كل الأحوال متفرقيش معايا ايا كان مصيرك.

تابعت نيفين بحزن
دا العادي انا عمري ما فرقت لحد اصلا. و علي فكرة انت مش احسن مني. مانتا اهوة عارف شغل راغب الو. خ كله و مع ذلك مكمل معاه احنا منفرقش عن بعض كتير.

زاد حنقه منها و من حديثها فقال بغضب
انتي عايزة ايه دلوقتي. انا مش فاضيلك.
نيفين بتصميم
انا عارفه انك بتكره راغب مهما حاولت تنكر و أنا كمان بكرهه قدك عشر مرات و هساعدك تتخلص منه.

فاتح بإختقار
اه بكرهه و اه عايز اتخلص منه لكن لو انتي آخر واحده في الدنيا مش هحط ايدي في ايدك. و لا هقبل انك تساعديني أبدا.

نيفين بإستنكار
و موافق تحط ايدك في ايد ولاد الحسيني صح. انت متعرفش الناس دي قدي الناس دي شيطاين و ألعن من راغب الف مرة.

فاتح بإنفعال
انتي الي شيطانه عشان كدا معرفتيش تعيشي في وسطيهم. انتي الي كنتي بتنغصي عليهم حياتهم. مش يوسف دا إلي ياما حاربتي عشان يكون ليكي دلوقتي بقي شيطان. تصدقي يا شيخه حتي لو كان يوسف دا شيطان عندي ارحم منك انتي و القذر الي اسمه راغب.

تحولت دموعها الي بريق سعادة و ملامحها من الإنكسار الي الأنتصار و التشفي الذي تجلي بنبرتها حين قالت.

لا دانتا تُشكر اوي لحد كدا.
تفاجئ فاتح بتحولها السريع و لكنه صُدِم عندما وجد باب المرحاض يفتح و يخرج راغب الذي ناظره بحنق و احتقار تجلي في نبرته حين قال
بقي انت يطلع منك كل دا..

تجمدت الدماء بعروقه لحظه تواجه مع راغب الذي كان الجحيم يرتسم بعيناه في تلك اللحظه و لم يستطع منع يداه التي امتدت لتلكم فاتح فتفادي لكمته بمهارة و ما أن أوشك أن يلكمه حتي تفاجئ بإقتحام رجاله الغرفه و قيدوه و انهالوا عليه باللكمات.

عودة الي الوقت الحالي
انتهي فاتح من سرد ما حدث ليلعن على تلك الحرباء المسماه بنيفين فسأله فاتح بلهفه
طمني حصل ايه؟

قص عليه على ما حدث و هو يحل وثاقه و ينظر في ساعته قائلا بتعجل
يوسف كان واثق انك لسه عايش، المهم احنا دلوقتي لازم نخرج من هنا عشان نلحق يوسف. انا مش عارف هو لحد دلوقتي مبعتش الإشارة ليه.

فاتح بلهفه
انا عارف هما فين، قبل ما يغمي عليا سمعت راغب و هو بيكلم الرجاله عشان يروحوا عالمزرعه المهجورة الي علي طريق (، )
نظر على الي محمود ثم الي فاتح و قال بإستفهام
طب هيقدر ييجي معانا؟

كان محمود في عالم آخر لا يدري شئ عن ما يحدث حوله فقد كانت يدخل في نوبات توهان احيانا جعلتهم يشفقوا عليه فقال فاتح بغموض
انا هتصرف. اسنده معايا بس
أطلعه على و توجها الي الخارج فوجدوا سميرة التي كانت تتسلل من الاعلي فتفاجئت بهم فشهقت بخوف عندما رأت على
يلهوي انت دخلت هنا ازاي؟

فاتح بغضب
مش وقت اسأله دلوقتي. عايزك تاخديه و توصليه قصر الحسيني و هناك هيتصرفوا.
توترت سميرة كثيرا فزفر على بحنق و قال غاضبا
مش وقتك عايزين نلحق نروح نشوف الي ورانا.
سميرة بإستفهام
طب مين هياخده مني هناك و هقولهم ايه؟
أجابها على
أدهم و مازن لسه هناك. هيقابلوكي. اهم حاجه رحيم الحسيني ميشوفكيش. مش عايزينك يحس بحاجه
سميرة بحنق
و ايه يعني ما لازم يعرف.
على بغضب.

يعرف ايه انتي مجنونه دا ممن يموت فيها مش كفايه الكلب دا ضيع اتنين من ولاده.
تنبهت سميرة لحديثها و قالت بإستفهام
يعني ايه ضيع اتنين من ولاده؟
عاى بنفاذ صبر
يعني شريكته و منتيش عارفه أن هو الي قتل عامر ابو يوسف و احمد ابو كاميليا. اقصد عمها يالا بقي معندناش وقت للرغي.

لم تستطع سميرة الرفض فقد كان عقلها يحاول استيعاب صدمتها تلك فاطاعتهم و توجهوا الي الكراج ليضعوا محمود بالشنطه الخلفيه للسيارة حتي يتثني لها الخروج به مرورا بالبوابة أمام الحرس دون ان يشك بها أحد و قام كلا من على و فاتح بالمغادرة بنفس الطريقه التي دخل بها على متوجهين الي تلك المزرعه..

في احد الأكمنه كان عمرو الرفاعي يقف و بجواره طاقم من العساكر و المخبرين يفتشون سيارات النقل المحمله بالبضائع لتاتي سيارة كانت هيا التي ينتظرها فبدلا من أن يرسل العساكر لتفتيشها توجه هو ليجد أنها تحمل الممنوعات التي لم تكن مخبأه جيدا بل بدا الأمر و كأنه تحدي فهاهي الممنوعات و لكن لن يستطيع أحد منعها من الدخول ليبتسم بخبث قبل أن يقوم بتنفيذ خطته ثم توجه إلي السائق و أمره يالإنطلاق و سرعان ما قام السائق بإرسال رساله بأن الأمر قد تم ليقوم راغب بالإتصال بيوسف الذي كان ينتظر في ذلك الطريق المتفق عليه و قد انهكه طول الإنتظار المتعمد من ذلك الشيطان و أخذ من ثباته الكثير و تجلي ذلك في نبرته حين أجاب راغب قائلا بغضب جحيمي.

الشحنه بقالها اكتر من ربع ساعه معديه من الكمين و لسه فاكر تتصل.

قهقه راغب بشماته و قد أراد أن يخرجه من هدوئه و يلعب بأعصابه و قد ظن انه نجح في ذلك لذا قال بإستفزاز
اعصابك يا باشا، دانا اسمع انك تقيل و راسي. شكلهم كانوا بيبالغوا و لا ايه؟

يوسف بوعيد ساخر
لا هوريك تقلي دا و انا بقطع جسمك حتت و ارميه للكلاب..

غضب راغب من حديثه لذا قال بوعيد
هنشوف، دانا لسه محضرلك مفاجآت ياما.
يوسف بنفاذ صبر
اخلص هجيلك فين؟

شرع راغب يصف له كيفيه الوصول إلي ذلك البيت المهجور و الذي بدأ ككوخ خشبي مكون من طابقين في أحدي المزارع المهجورة و لكن تحاوطه الأشجار من كل جانب مما ادي أن يترك سيارته علي بعد مئتي متر و ترجل منها ليقابله اثنان من الرجال مفتولي العضلات و أقوياء البنيه قادوه الي ذلك المكان فسار معهم و لكنه توقف في المنتصف و قام بلعطس بقوة فقد كان الجو باردا جدا فتوقف الإثنان ينظران إلي ذلك الذي كان يضع يده فوق فمه فنظر أحدهم للآخر و قال.

لو معاك منديل اديله.

فنظر الآخر في جيوب بنطاله فتفاجئ بقطرات من الدماء تندفع لتلطخ قميصه فرفع رأسه لرؤيه ما يحدث فإذا بشفرة حاده تمر بلمح البرق علي عنقه لتقطع شريانه النابض ليخر صريعا كما هو حال صديقه فقام يوسف بمسح الشفره الحادة التي كانت يحتفظ بها في فمه و توجه بين الأشجار ليراقب المنظر من بعيد و يقيم عدد الرجال الموجودين فوجد بأن الكثير منهم يقف أمام الباب و لن يستطع اختراق صفوفهم وحده. لذا توجه إلي الجهه الخلفيه فلم يجد بها سوي إثنان فقام الظهور أمامهم مشهرا سلاحه الذي ثبت به الكاتم للصوت و ارداهم قتله في الحال و توجه ناظرا من النافذة فوجدها تطل علي المطبخ الذي لم يكن به أحد فقام بإداره قفل الباب بهدوء ليتسلل الي الداخل و أخذ يراقب حركه الكوخ من الأسفل فوجد ذلك الشيطان راغب كان يجلس و يطالع أحد الأجهزة المحموله و بجانبه نيفين و حولهم ثلاث من الرجال فكان يفكر في كيفيه صرفهم عن ذلك الحقير فشاهد أحد رجال راغب متوجها إلي المطبخ مما جعله يختبئ خلف الخزانه فوجد ذلك الرجل يقوم بإحضار احد الاكواب و أخذ ينظر حوله لتقف نظراته عند الخزانه فذهب إليها ليحبس يوسف أنفاسه حين قام الرجل بفتحها ليحضر زجاجه نبيذ و ما أن اغلقها حتي تفاجئ برصاصه في منتصف رأسه فخر صريعا في الحال و ظل يوسف بمكانه يراقب ما يحدث الي أن آتي الرجل الثاني فاختبئ خلف الباب فدخل الرجل ليجد زميله غارق بدمائه فما أن حاول الهجوم ليتفاجئ برصاصه اخترقت قلبه من الخلف فوقع فوق الطاوله مما ادي الي وقوع الأكواب الزجاجيه محدثه صوت عال جذب انتباه الرجل الثالث فتوجه الي المطبخ فوجد بابه مغلق فشعر بشي خاطئ وأشهر سلاحه كي يتأهب للهجوم و قام بفتح باب المطبخ بهدوء ليتفاجئ بسكين حاد صوب نحو عنقه و قام يوسف بإلتقاطه قبل أن يسقط و يحدث جلبه و قام بأخذ سلاحه كما فعل مع الإثنان الآخران و وضعهم حول خصره و توجه مشهرا سلاحه و هو ينظر حوله فبرقت عيناه عندما شاهد رائد الذي كان يتسلل بهدوء و ينزل من علي الدرج و خلفه الفتاتان فما ان نزلا حتي توجها الي جهة يوسف حتي يعبرا برويه الي المطبخ دون أن يراه أحد فشعر بروحه ترد إليه مرة ثانيه حينما رآها و قد شعر بقلبه الذي أخذ يدق بقوة فقد كان علي وشك الخروج من بين ضلوعه حتي يعانقها و قد شعرت هيا به فالتفتت الي جهته لتتفاجئ بوجوده فشعرت بقلبها يكاد يرفرف من الفرح و نبهت رائد اليه فأشار له يوسف بالهدوء و التحرك ببطئ و بالفعل كانت خطواتهم أشبه بالهمس و. كان و كأن قلبه يعد تلك الخطوات الفاضله حتي يلتقطها بين أحضانه عندما دلفوا الي المطبخ و أغلق رائد الباب خلفهم و التفت ليجد يوسف إلذي كان يحتضنها بقوة توازي قوة ضربات قلبه الذي لم يكن يصدق بأنها آمنه بين ذراعيه و قد تعلقت هيا بعنقه كغريق تعلق بخيط النجاة و التي كانت بالنسبه اليه هو إستنشاق رائحتها نعم كانت نجاته من ذلك الجحيم الذي كان محتجزا به منذ أن سمع صوت إستغاثتها التي جعلته في حاله من الغضب و الألم و الرعب و الندم يكاد يقسم بأنه شعر بكل ذلك في لحظه واحده لا يعلم كيف مرت عليه و لكن لا يهم فهي الآن بين أحضانه التي كادت تبتلعها لتخفيها بين ضلوعه و هيا كانت أكثر من مرحبه بذلك و لكن انتشلها من جنتها صوت رائد المازح حين قال.

نحن هنا يا جماعه..

علي مضض أخرجها يوسف من بين أحضانه و لكن نظراته مازالت تعانقها و كأنها تتفحصها لتتأكد من سلامتها فسقط قلبه بين ضلوعه عند رؤيته لتلك الاصابع الحمراء المطبوعة علي وجنتيها فقال بغضب
مين عمل فيكي كدا؟

توترت كاميليا كثيرا و لم تدر بماذا تجيبه فتدخل رائد قائلا
نيفين يا يوسف.

ارتسم الجحيم بعيناه لدي سماعه حديث رائد و قال من بين أنفاسه
الكلبه. والله لتاخد بدل القلم ألف.

تدخلت كاميليا قائله برفق
اهدي يا يوسف انا سمعتها الي اصعب من القلم. المهم دلوقتي هنخرج من هنا ازاي
تنبه يوسف لوضعهم و نظر إلي رائد باعتذار صامت فابتسم رائد بلطف و كذلك هند فقال يوسف بإهتمام
كلكوا بخير؟

اجابه رائد بمزاح
بخير يا عم. متقلقش
يوسف بعمليه
عايزين خرج البنات من هنا بسرعه. عشان نخلص شغلنا.

تدخلت كاميليا بفزع
انت بتقول ايه يا يوسف انا مش هخرج من هنا و اسيبك أبدا. انت متعرفش الراجل دا مجنون ممكن يعمل اي حاجه.

يوسف بصرامه
و لا كلمه زيادة يا كاميليا. طول مانتي هنا أنا مش هكون مركز و هو هيكون عارف كويس هيضربني فين انما لما اطمن عليكي هقدر افوقله و أعلمه الأدب.

أوشكت علي الحديث و لكن نظراته جمدت الكلام فوق شفتيها فتنهدت بإستسلام فوضع قبله قويه علي جبهتها و نظر إلي كليهما قائلا
العربيه بتاعتي علي بعد ٢٠٠ متر من هنا اخرجوا من برا الشجر دا و اطلعوا أجروا عليها فيها الموبايل بتاعي كلموا أدهم أو مازن و هما عارفين هيعملوا ايه؟

و بالفعل تحركت الفتيات بعد أن أمن رائد لهم طريق الخروج و توجه إلي يوسف الذي أشار له بالصمت فقد كانت نيفين آتيه الي المطبخ في هذه اللحظه.

كان راغب ينظر إلي الحاسوب الخاص به يتابع سير الشحنه التي ما أن قام الحراس بتنزيلها في المخازن الخاصه بهم حتي تفاجئ راغب بهجوم الشرطه عليهم فقال بغضب
ايه الجنان دا، وديني لهوريك يا يوسف يا حسيني.

ما أن نطق باسمه حتي حضر كالشبح الذي جاء ليأخذ روحه بعينان ينبعث منهم الجحيم و بنبرة مرعبه تحدث قائلا
شبيك لبيك. يوسف الحسيني جالك بنفسه عشان يحققلك احلامك..

جفل راغب حين رآي يوسف الذي كان ممسكا بسلاحه و نظراته توحي بأنه علي شفير الهلاك و و بيده الآخري خصلات نيفين التي القي بها بوجهه بعد أن قام بصفعها صفعه قويه اسقطتها مغشيه عليها و هو يناظرها بقرف.
و أيضا تفاجئ برائد الذي ظهر خلفه يمسك سلاحه فأخذ راغب ينظر حوله باحثا عن رجاله فلم يجد أحد ليأتيه حديث يوسف الذي فهم ما يدور بخلده فقال ساخرا.

متدورش رجالتك اتكلوا علي الله، و انت هتحصلهم دلوقتي..

قال يوسف جملته و قام بإشهار سلاحه في وجه راغب و هو يقول بحنق
كنت عايز الاخوات تخلص علي بعض مش كدا؟ اهو دلوقتي احنا الاتنين الي هنخلص عليك..

انهي جملته فقام رائد بإشهار سلاحه في وجهه فارتعب راغب الذي قال محاولا كسب بعض الوقت
انا واثق انك مش هتعمل كدا، انت عارف انا شغال مع مين و ممكن يعمل فيك ايه؟

ابتسم يوسف بسخريه تجلت في نبرته حين قال
الكلام دا قبل ما يعرفوا خيانتك الي هتخليهم هما بنفسهم يخلصوا عليك، و اطمن انا هسيب فييك شويه نفس عشان يقضوا عليه. و بكدا كل واحد يكون خد حقه.

انهي يوسف حديثه و قام بتوجيه لكمه قويه الي وجه راغب الذي امتقع بشدة من فرط الرعب و الألم فتحدث رائد الذي كان يناظره بتشفي
تصدق احلي منظر شفته في حياتي و انت خايف و مزلول بالشكل دا. كان عندي استعداد ادفع عمري كله و أشوفك كدا..

راغب بغضب
مانتا واطي بعد كل الي عملتهولك و عايز تنتقم مني.

صرخ رائد بغضب
تقصد كل الي عملته فيا، خلتني اعادي اهلي و اكرههم و اخطط عشان انتقم منهم، وهمتني أن محمود مات و أن عامر الحسيني قتله و انت حابسه طول الوقت دا وعمال تعذب فيه. انت ايه ياخي شيطان..

تفاجئ راغب من حديث رائد و لكنه تجاوز ذلك و قال بشر
يستاهل عشان زمان فضل ابوك عليا. و اهو شاف عمل فيه ايه. و بالرغم من كل دا كان عايز يبلغ عني و يحبسني.

رائد بصراخ
عشان عرف شغلك المشبوه. كنت مفكر أن الناس كلها زباله زيك. مكنتش متخيل أن في ناس ولاد حلال في الدنيا.

اختتم رائد حديثه لدي اقتحام رجال راغب المكان و برقت عيناه هو و يوسف الذي شعر بسكين حاد يخترق قلبه عندما رآي احد الرجال ممسك بكاميليا مصوبا سلاحه في منتصف رأسها و آخر ممسك بهند بنفس الطريقه فشعر بالدماء تجف بعروقه من شدة الخوف عليها لتأتيه قهقهات راغب البشعه و صوته الملئ بالشر حين قال.

عندك حق يا رائد والله ولاد الحلال موجودين و بييجوا وقت ما نحتاجهم. اهم جم اهم و معاهم بنات الحلال كمان، منورين والله. اه و علي ذكر ولاد الحلال مش عايز انسي ناصر، الي يوسف بيه خلص عليه في المقبرة أو فكر أنه خلص عليه بس هو طلع ابن حلال و كلمني يوميها و قالي انك عرفت كل حاجه. و يا حرام ملحقتش اكافئه مات بعدها علي طول.

أعاد راغب نظراته الي يوسف الذي احتقن وجهه بالدماء و خاصتا عندما سمع ذلك الحديث الذي جعل كل خليه بجسده تنفر
و دلوقتي بقي جه وقتي عشان احقق حلمي..
حاول يوسف عدم التأثر بحديثه و قال من بين اسنانه
خليهم يسبوهم يخرجوا من هنا. الموضوع بينا احنا.

راغب بشر
انت الي هتحدد إذا كانوا هيخرجوا من هنا و لا لا. و اظن انت عارف انا عايز منك ايه..

اغمض يوسف عيناه قبل أن يعيد فتحهم و بشدة و التفت فجأة الي رائد موجها سلاحه إليه و بين نظراته يرتسم تعبيرا غامض فشهقت الفتيات خلفهم و خرج صوتها كسكين مزق قلبه حين قالت برجاء
لا يا يوسف اوعي تعمل كدا..

لم يلتفت إليها علي عكس قلبه الذي كاد يخرج من مكانه حتي يخرجها من وطأة هذا العذاب الذي تعيشه الآن و لكنه لم يستطع سوي أن تشتد عيناه قتامه ليتفاجئ برائد الذي رفع سلاحه هو الآخر في وجه أخاه فخرجت الصرخات من فم الفتيات و صاروا يتوسلون إليهم بألا يفعلوها
لتأتيهم ضحكات مناقضه لعبراتهم و صوت ملئ بالشر
والنبي أثبتوا علي كدا شويه. احسن المنظر دا احسن منظر شفته في حياتي..

اخذ راغب يناظرهم من جميع الزوايا و ابتسامه كريهه مرتسمه علي شفتيه سرعان ما انمحت حين وجد يوسف ينزل سلاحه و يلتفت إليه قائلا بتروي
تخيل كدا لما تبقي قاعد تقري جرايد و تلاقي خبر في الصفحه الاولي عن اخ قتل اخوه. تفتكر دا اصعب و لا لما تسمع عن ابن قتل أبوه.

جفل راغب من حديث يوسف و لكنه قال بسخريه
ياريت كان ليك ابن انت و لا هو مكنتش هتردد اني اخليه هنا دلوقتي و في ايده السلاح الي هيطير بيه رقبتكوا؟

يوسف بهدوء مستفز
يا خسارة انا ماليش ابن، بس انت ليك!
صُدِم راغب من حديث يوسف الذي التفت إلي الحارسان الممسكان بكاميليا و هند و الذان سقطا في الحال نتيجه طلق برأس كلا منهما و أطل من خلفهم فاتح يليه على ومازن و أدهم اللذان اجهزا علي باقي الرجال في الخارج فتفاجئ راغب و تراجع عدة خطوات الي الخلف و حديث يوسف يدور بداخل عقله خاصتا حين أضاف.

فاتح ابن نصره الخدامه الي دخلتها في لعبتك القذرة و خلتها توقع بين ابويا و محمود اخوك و ضحكت عليها و عشمتها بالجواز. و بعد كدا خليت بيها..

جحظت عيناه من هول صدمته من حديث فاتح الذي قال بمرارة.

طبعا انت فاكر الولد الصغير الي كان معاها و الي اترجتك أنه يفضل عندك يشتغل اي حاجه احسن ما يترمي في الشارع و الي فهمتك كمان أنه ابن اختها. و الي بغبائك صدقتها و ربيته السنين دي كلها و انت متعرفش أنه ابنك انت، بس هو كان عارف. قبل ما فاطمه تموت سابتلي جواب و عرفتني كل حاجه بس اتكسفت تقول أنها كانت شريكتك في كل جرايمك علشان مكرههاش هيا كمان زي ما كرهتك..

سقط راغب علي الاريكه خلفه بصدمه فقد كان ما يسمعه اكبر من قوته علي الإحتمال فهو باحلامه لم يكن يتخيل أنه اب. ذلك الابن الذي لطالما تمناه طوال حياته كان بجواره كل هذا الوقت و هو لا يعلم اي عقاب هذا؟

دا عقاب الشياطين الي زيك..
كانت تلك الجمله خرجت من بين شفتي فاتح الذي كان يطالعه بكره شديد..

علي جانب آخر كان جاك يحاول بالإتصال باحدهم و الذي لم يكن يجيب ليظل يحاول الاتصال و أخيرا اجابه دانيال أخاه قائد مافيا الألمان و الذي كان دائما علي خلاف مع جاك الذي فضل عدم الإنضمام الي أعمالهم المشبوهه أبدا و كانت رغبته تلك ضد إراده دانيال لذلك كانوا دائما يتشاجرون
ماذا تريد ايها الغبي. أغلقت الهاتف بوجهك أكثر من عشرون مرة لماذا تعيد الإتصال مرة آخري.

جاك بهدوء مستفز
لإني احضرت لك مفاجأة اخي الصغير
دانيال يتهكم
ماذا هل نويت أن تُريح قلبي و تنضم الي عالمنا أخيرا.

جاك بسخريه
اه دانيال انت لا تملك قلب من الأساس كي اريحه.

زمجر دانيال بغضب
إذن لماذا تتصل ايها الأبله؟

جاك باختصار
راجع حاسوبك ستجد هديتي مرسله عليه
دانيال بسخريه
هل ارسلت لي صور نساء عاريات أم ماذا..

لم يجبه جاك و انتظر حتي سمع السباب الذي خرج من فم ذلك الوقح فانتظر حتي انتهي و قال بإستفهام
ماذا ستفعل معه؟
دانيال بصياح
ذلك الخائن راغب سادفنه حيا الليله.

جاك بهدوء
احسنت قولا، و سأكمل هديتي و سارسل اليك عنوانه.
قاطعه دانيال بسخريه
اعلم مكانه جيدا. هو و ذلك اللقيط لن تشرق عليهما شمس الغد.

جفل جاك من لهجة اخاة المتوعده و قال بهدوء
هذا غير ممكن عزيزي دانيال.

دانيال بتهكم
و لما غير ممكن. لا تقل لي بأنك واقع بعشق ذلك المصري الأبله فلن اهتم لذلك..

جاك بهدوء
إذن سأخبرك ما قد يهمك. انا و يوسف الحسيني تآخينا بالدم لهذا لن تستطع أن تمس أحد منهم بسوء.

اشتعل فتيل غضبه الجحيمي و قال بصراخ هز أرجاء قصره
ماذا ماذا ماذا، ما الذي تقوله ايها العاهر؟

جاك بنفس هدوءه
أخبرتك بما حدث و لأول مرة سأطلب منك شيئا دانيال لا تمس أخي الصغير يكفيني خسارتك لا اريد خسارته هو أيضا.

أخذ دانيال نفسا عميقا قبل أن يقول بحنق
أمامه خمسه عشر دقيقه ليغادر ذلك المكان و إلا لا تستطع لومي..

اغلق جاك الخط و هاتف يوسف قائلا بعجاله
امامك خمسه عشر دقيقه فقط لتنهي ما بدأته فدانيال لن يمنحك ثانيه آخري.

تحدث يوسف بإمتنان
اشكرك يا صديقي. فلن يأخد انتقامي أكثر من ذلك..

قام يوسف بإغلاق الهاتف و نظر إلي اشقاءه بعد أن أرسل الفتيات الي السيارة برفقه على و مازن و هو يقول بحماس
قدامنا عشر دقائق بالظبط..

هز الجميع رأسه و التفتت الأعناق الي ذلك الذي كان يرتجف في الزاويه و خرجت منه صرخه مرتعبه حين وجد الرجال الثلاثه يوسف و رائد و أدهم يتوجهون نحوه و قام يوسف بلكمه لكمه قويه فسمع صوت عظام أنفه التي تكسرت و اتبعه رائد بلكمه اقوي في منتصف معدته جعلت اللعاب يسيل من فمه و تلاه أدهم الذي أعطاه لكمه آخري في وجهه جعلته يستدير الي الجهه الآخري و هكذا صار الرجال يكيلوا اللكمات التي أطاحت به ليستقر بين يدي أحدهم و الذي امسك بمقدمه ثيابه و ناظره بغضب و باليد الآخري أعطاه لكمه قويه بأنفه دون أن تتركه يداه و هو يقول بوحشيه.

دي علشان امي الي ضحكت عليها.

ثم أعطاه لكمه اقوي من سابقتها. و هو يقول بعنف
و دي عشان الجرايم الي خلتها ارتكبتها.

ثم أعطاه لكمه آخري و هو يقول بقسوة
و دي عشان انت للأسف ابويا..

أخذ فاتح يكيل له اللكمات حتي أنهكت قواه و سقط علي الأرض أسفل قدمه يحتضنها بتوسل فرفسه بعنف و هو يقول بإشمئزاز
متستاهلش الرحمه أبدا. عشان انت عمرك ما رحمت حد..

نظر يوسف إلي ساعته و هو يقول بعجاله
معدش فيه وقت قدامنا اربع دقائق بالظبط و تكون خرجنا من المكان كله..

و بالفعل توجه الرجال الي الخارج و لكنهم تفاجئوا بنيفين التي ارتمت عند قدم يوسف تمسكها و هيا تقول بصراخ
ارجوك يا يوسف خدني معاك متسبنيش هنا ابوس ايدك
رفسها يوسف بقدمه و قال بقرف
انتي ارخص من أن الإنسان يدوسك برجله. و تستاهلي يبقي مصيرك من مصيره.

ثم خرج و اغلق الباب خلفه تاركا إياها تلطم خديها من ذلك المصير الذي ينتظرها لتتفاجئ بتلك الكلمات السامه تأتي من خلفها و التي لم تكن سوي لسميرة التي أتت لتنتقم من ذلك الشيطان علي قتله لحبيبها
أخيرا وقعت يا راغب الكلب. بقي انا كل دا بساعدك و انت الي خدت روحي بإيدك، بعد كل دا تطلع انت الي قتلته. قتلت احمد ليه؟

قالت جملتها الأخيرة بصراخ و ألم و هيا تقوم بلكم ذلك الملقي علي الأرض التي كانت تغطيها دماءه و صارت تصرخ و هيا تضربه في كل أنحاء جسده بشكل هستيري لتتوقف فجأة عندما سمعوا ذلك الصوت القادم من الخارج و الذي تلاه سكون تام و الذي كان سكون ما قبل العاصفه والتي انهالت عليهم بوابل من الرصاص من جميع الجهات فاردتهم قتله غارقين في دمائهم و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بإلقاء قنبله حين انفجرت احدثت اصوات مدويه وصلت إلي آذان اولئك الذين أوقفوا السيارات ليشاهدوا أرتفاع ألسنه اللهب و ليشهدوا بأنفسهم علي نهايه ذلك الشر الذي هدد حياتهم لأعوام مضت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة