قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس والثلاثون

سألتني صديقتي يوما كيف اعرف بأن هذا الشخص يحبني فعلا فأجبتها قائله
- الذي يحبك يراك دائما جميله
- الذي يحبك يختطف من الزمن لحظه يكون فيها بجانبك
- الذي يحبك يراكي مناسبه حتي و لو لم تكوني كذلك
- الذي يحبك سيراكي أعظم إنتصاراته مهما بلغت بساطتك
- الذي يحبك سيسلك كل الطرق مهما بلغت العواقب ليصل إليكي في النهاية
- باختصار الذي يحبك لن يغادرك أبدا
نورهان العشري.

اوعي تفكري تضحكي عليا أو تقوليلي كلام يهديني عشان اقسم بالله ما هسيب تاري مع ولاد الحسيني لو مهما قولتي أو عملتي فاهمه.؟
كان هذا صوت رائد الذي فقد كل ذرة تعقل لديه عندما سمع حديث والدته فهب من مكانه صارخا مما جعل والدته ترتعب من تلك النظرات الاجراميه المرتسمه بعيناه و كل هذا الحقد الذي يقطر من بين كلماته لتقوم بمحاولة تهدئته فقالت برجاء.

أرجوك اهدي، خلاص قفل عالموضوع دا، مش هنتكلم فيه دلوقتي خلينا نأجل الكلام لحد لما تبقي قادر تسمعني..
قاطعها رائد صارخا
مش هسمعك، و لا دلوقتي و لا بعد مليون سنه، انا ليا حق و لازم هاخده الناس دي دمرتني و دمرت حياتي و دمرت عيلتي و لازم تدفع التمن..
صرخت ناهد هيا الأخري بإنفعال
مين الي قالك كدا الكلام دا كذب محصلش حاجه من دي صدقني، ارجوك حاول تهدي و تسمعني..

نظر رائد إليها بتيه و قد لمس الصدق بحديثها فقال بشك
انتي عايزة تقولي ايه بالظبط..
اقتربت منه ناهد في محاوله لتهدئته و التخفيف عنه فقالت بحذر
جاوبني الأول مين الي قالك الكلام دا؟ و قالك ايه بالظبط..
ظل رائد ينظر إليها مطولا دون القدرة علي الكلام فقد كان يستجمع كل ذرة شجاعه بداخله ليقوم بسرد تلك الرواية المشؤومه التي سممت حياته بالكامل فشرع يحكي بنبرة مبحوحه متالمه.

قالولي أن عامر الحسيني كان أكبر منافس لابويا في السوق و كان بيكرهه كره العمي و دايما كان بيستغل نفوذه و نفوذ عيلته في أنه يأذيه
و في يوم كان في مناقصه مهمه اوي لشركته و شركة بابا و عامر الحسيني كان داخل فيها بكل فلوسه و المناقصه دي رسيت علي أبويا عامر اتجنن و حلف أنه لازم يخسره كل حاجه دا اليوم الي حصل فيه الحادثه.

مش هقدر انسي يوم ما شفته داخل بيتنا بالسلاح و بيهدد أبويا أنه هيقتله مش بنسي بصته و لا نظرة الإجرام الي كانت في عنيه لسه محفورة في قلبي و في عقلي لحد دلوقتي
و فعلا ضربه بالنار بس لحسن حظي أو سوء حظه انه مشافنيش
قست عيناه كثيرا و هو يقول بنبرة يملؤها الألم
شفته بعينه و هو بيموته من غير ما يرفله جفن
صُدٌمت ناهد كثيرا من ما تفوه به رائد فقالت بجزع
انت كنت فين وقتها و شفت دا كله ازاي..؟

اخفض رائد رأسه في ألم و قال بلهجة لا روح فيها
بعد ما خرجتي بشويه لقيت بابا داخل البيت و شكله مرعوب و دخل اوضه المكتب بيطلع السلاح بتاعه..
اتخضيت و جريت عليه بقوله في ايه..
قالي لازم تهرب قبل ما يشوفوك و الا هيخلصه عليك
اتخضيت و اترعبت و قعدت اعيط و اقوله هما مين دول..
قالي مفيش وقت للكلام لازم تهرب من هنا و قبل ما يكمل كلامه سمعنا ضرب النار بره و حد بينادي عليه بصوت مرعب..

اتفزع و جري خدني من ايدي و دخلني الدولاب الي في المكتب و قالي مهما حصل اوعي تطلع من هنا..
و بعدها دخل عامر و حصل الي حصل..
اخذت ناهد تبكي و قلبها ينزف علي ما عاناه ولدها في تلك الحادثه المشؤومة التي دمرت حياته السابقه و لا تدري اتخبره بأن لتلك الحادثه زاويه آخري و تقص عليه الحقيقه كامله التي قد تتسبب في تدمير حياته القادمه.

وقفت عاجزة تنظر إليه بشفقه و كثير من الألم لا تدري ما عليها فعله و لكنه صدمها عندما تحدث قائلا
بعدها عرفت الي حصلك و الي الكلب دا عمله فيكي، مش كفايه اخد أبويا مني لا دا لوث شرفه و خطفك و بسببه دخلتي انتي في الغيبوبه و حرمني منك السنين دي كلها..
قطبت ناهد جبينها و قالت بصدمه
ايه مين الي قالك الكلام دا..
عمي راغب
ما أن تفوه باسمه حتي انتابتها حاله هستيرية و أخذت تدور حول نفسها و هيا تردد بجنون.

راغب، راغب، لا، لا، لاااا
خرجت منها صرخه تلاها وقوعها بين يديه غائبه عن الوعي ليتلقاها رائد في لهفه و هو يقول بلوعه
ماما..!

ظلت فاطمه تنظر إلي على يحيرة فهل تخبره بذلك السر التي خبئته بداخلها طول هذه السنوات و تعرض نفسها لخسارته ام تصمت و ترضي بها الوضع الذي يهونها عليه وجوده بين أحضانها أنقذها من تلك الحيرة رنين هاتف على الذي ما أن رأي إسم المتصل حتي إستأذن منها ثم قام بالرد سريعا
ايوا يا شادي في جديد..؟
الست الي في المستشفي الي رائد بيزورها دي تبقي أمه يا على..
فلاش باااك.

قبل إسبوع من الآن كان على يجوب الشوارع بسيارته لا يدري ما هيا وجهته فقط كل ما يريده هو التنفيس عن ذلك الغضب الذي يتملكه جراء كلمات والدته الاكثر من مؤلمه بالنسبه له فها هو منذ ثلاث ساعات يتجول في طرقات عروس البحر الابيض المتوسط و لم يستطع أن يتجاوز غضبه والمه حتي الآن، لم يخرجه من شروده هذا سوي رنين هاتفه الذي التقطه و أجاب سريعا
الو يا شادي..

ايه يا علوة انا لسه واصل اسكندريه دلوقتي، هريح شويه و نتقابل تمام..
لا بقولك ايه متريحش انا بلف في العربيه و مش ورايا حاجه تعالي نتقابل دلوقتي في (، ) و بعدين ابقي ريح براحتك..
وافقه شادي علي مضض فقال
طيب يا عم مانتا مش وراك غير التعب نص ساعه و هكون عندك..
و بالفعل تقابلا في المكان المتفق عليه و بعد تبادل السلامات بدأ شادي في سرد تلك المعلومات التي في جعبته.

عنده ٣٣ سنه كان بيدرس في المانيا و جه دخل جامعه هنا أبوة و أمه ماتوا في حادثه بقاله تلت سنين بيشتغل في شركه الحسيني تقريبا مالوش اي قرايب تحركاته كلها عاديه من البيت للشركه و احيانا بيروح سهرات مشبوهه، له شقه في (، ) دي كل فترة بياخد فيها بنت من إياهم، تقريبا كان علي علاقه بسكرتيرة يوسف الحسيني خرج معاها كذا مرة، سفرياته كتير لألمانيا بس الغريب في تحركاته أنه كل فترة كدا بيروح مستشفي للامراض العقليه و ممكن يقعد فيها بالساعات، و كله موجود في الملف دا و في كمان كام صورة ليه و هو اصغر من كدا.

ناوله شادي الملف فوضعه على أمامه دون أن يفتحه و قطب جبينه قائلا بإستفسار
مستشفي للامراض العقليه..؟ و دا بيروح هناك يعمل ايه..؟
أجابه شادي قائلا.

لحد من كام يوم مكنتش اعرف بس عرفت اول امبارح بس أنه بيروح هناك لواحده ست و أنه مشدد حراسه حواليها و واخدلها جناح كامل ممنوع اي حد يدخله غير مدير المستشفي و ممرضه معاه و من كام يوم أخد السكرتيرة دي معاه، بس الغريب أنهم قعدوا شويه جوا و بعدها طلعت البنت دي منهارة ركبت تاكسي و مشيت. هو طلع بعدها بفترة و حالته مكنتش تختلف عنها..
طب و مقدرتش تعرف حصل ايه جوا، أو الست دي تبقي مين أو حتي اسمها ايه..

نفي شادي الأمر قائلا بأسف
للأسف لا معرفتش غير أن اسمها امل..
زفر على حانقا فتلك المعلومات لا تفيده بشئ بل تزيد من فضوله لمعرفة ماذا يخفي ذلك الشاب فهو أبدا لم يرتح له، فقال بنفاذ صبر
طب متعرفش حاجه عن البنت السكرتيرة دي..؟
البنت دي ليها خت واحده و عايشه معاها هيا و. مامتها، و نفس اليوم الي حصل فيه الكلام دا خدت مامتها و أختها و اختفوا و رائد قالب الدنيا عليها..

اختفت..! مادام اختفت يبقي وراها مصيبه، حل اللغز مع البنت دي مادام هربت منه و هو قالب الدنيا عليها، يبقي ماسكه عليه حاجه، احنا لازم نوصلها قبله..
هكذا تحدث على ليجيبه شادي قائلا
بص هو للموضوع صعب بس مش مستحيل، انا هحاول اوصلها بأي طريقه و لو في جديد هبلغك..
مش هيا بس يا شادي، احنا كمان عايزين نعرف ايه قصه الست دي..
تمام انا هكثف تحرياتي عن كدا و لو عرفت حاجه جديده هبلغك..
بااااااااااااك.

صُدِم على من حديث شادي و قال باندهاش
أمه.! ازاي هو مش المفروض أن أمه و أبوه ميتين يبقي ازاي دي أمه..؟ انت متأكد من كلامك دا..؟
أجاب شادي بتأكيد.

ايوا متأكد البنت الممرضه الي كانت مُكلفه برعايتها اخوها طلع عليه قضايا وصولات أمانه و قبضنا عليه و جت هيا عشان تدفعها فضغطت عليها انها يا تقول الي تعرفه يا مش هطلع اخوها خالص المهم انها حكتلي أن الست دي جت المستشفي من حوالي أربع سنين و كانت في غيبوبه، وقتها جه رائد دا و دفع فلوس كتير مقابل أنهم يقدمولها افضل رعايه و نبه أن محدش خالص يتعامل معاها أو يقرب منها غير حد موثوق فيه و مدير المستشفي اختارها هيا و كان دايما ييجي يزورها و يقعد معاها بالساعات و كان مفهمهم أن اسمها أمل لحد ما حصلها الي حصل دا و فاقت وقتها عرفت انها أمه و اسمها ناهد..

قطب علي جبينه بعدم فهم و قال
ناهد..؟ طب و هو ليه خبي عنهم اسمها الحقيقي..؟ و ازاي دي تبقي أمه و هو واهم الناس كلها أن أبوه و أمه ميتين، رائد دا وراه حكايه كبيرة اوي و لازم اعرفها، طب البنت دي متعرفش اي حاجه تانيه
لا دا بس الي تعرفه
انا لازم اقابل الست دي و اعرف ايه حكايتها.
أجابه شادي يأسف.

للأسف رائد اخدها و سابت المستشفي النهاردة الصبح و متعرفش اخدها و راح علي فين، حتي الناس الي مكلفها تراقبه قالت إنه هرب منهم في الزحمه و كان قاصد دا. تقريبا حس أن في حد وراه
لعن على بداخله فقد انغلقت أمامه جميع الطرق لمعرفه ما وراء تلك السيدة فقال بيأس.

تمام يا شادي، خلي عينك عليه و أي حاجه بلغني، انا في طريقي للقاهرة و اساسا انا قدمت طلب نقل و اتوافق عليه و من الاسبوع الجاي هستلم عندكوا و هتابع انا الموضوع بنفسي..
د
هلل شادي و قال بفرح
احلي خبر دا و لا ايه دي القاهرة هتنور يا باشا، خلاص مستنيك تظبط امورك و نشوف سوي و اي جديد هبلغك..
اختتم على المكالمه و زفر بحنق فبادرته والدته بالسؤال قائله
مالك يا على في ايه..؟
أجابها على قائلا.

مفيش دي قضيه كدا ملخبطه شويه متشغليش بالك، كنا بنقول ايه..
ارتبكت فاطمه قليلا و تعمدت صرف نظره عن سؤاله السابق فقالت.
كنت بحكيلك علي قصه ناهد بنت خالي و بس..
امممم ربنا يرحمها، و انتوا معرفتوش حصل ايه لابنها بعد كدا..؟
تنهدت فاطمه و قالت بأسف
للأسف لا، و بما أننا مقابلناش جوزها دا و لا نعرفه فمدورناش عليه..
شاطرها على الاسف قائلا
معلش بقي يا ماما هيا الدنيا كدا هنعمل ايه ربنا يرحمها..

امين يارب، عايزة اطلب منك طلب يا على..
قالت فاطمه جملتها الأخيرة برجاء لفت انتباه على فقال مستفهما
طلب ايه يا ماما اؤمريني.
عيزاك تعامل جدك كويس، و قبل ما تقول اي حاجه افتكر أنه من ريحه المرحوم والدك..
انتعض على و أجابها بغير رضي
الله يرحمه، حاضر يا ماما الي انتي عايزاه..
ابتهجت فاطمه لانصياع على لمطلبها و قالت براحه
ربنا يفرح قلبك يا ابني و يراضيك زي ما بتراضيني دايما..

كانت كارما تجلس بجانب مازن في سيارته و الذي كان متجهم الوجه لا يتحدث معها منذ ذلك اليوم في المشفي فقد أراد أن يلقنها درسا حتي لا تفضل اي شخص عليه مرة ثانيه حتي لو كان أخاها و كانت غرام تجلس في الخلف تنظر من النافذة سارحه مع أفكارها و تلك الحياة الغريبه التي تقربها منه رغما عنها مرة ثانيه..

استغلت كارما شرود غرام لتحاول أن تراضيه فيكفيها اسبوع من الهجر و الخصام فنظرت إليه قائله بصوت خفيض و بنبرة رقيقه
مازن..
سمع مازن ندائها الذي دق له قلبه و لكنه لم يلتفت إليها حتي لا يضعف أمامها فأجاب بنبرة جامدة
نعم..
هتفضل زعلان مني كتير..
هكذا سألته كارما بحزن ليجيبها بإختصار
مش زعلان..
اغتاظت من رده البارد فقالت بإنفعال
دا شكل واحد مش زعلان..؟

لم يجبها مازن بل إنشغل بالرسائل الالكترونيه التي كان يتلقاها علي هاتفه فقد كان ينقل بصره ما بين الطريق أمامه و الهاتف في يده مما أثارها بشدة فقالت بغضب
مازن مش بكلمك..!
أجابها بلامبالاه
قولتلك مش زعلان..
ازاي مش زعلان، دانتا من وقت ماكنا في المستشفي و انت مخاصمني و مبتكلمنيش و دلوقتي من ساعه ما ركبنا مقولتش و لا كلمه واحده، انت شايف أن دا طبيعي..؟

كان مازن مشغولا بالهاتف كثيبرا فلم يجب عليها مما أشهرها بالحزن الكبير فهل هيا لا تمثل شئ بالنسبه له حتي يتجاهلها بهذا الشكل و الاكثر من ذلك أن ينشغل بالهاتف عنها إذن فذلك الشخص الذي يحادثه اهم منها و عند هذا الهاجس آلمها قلبها كثيرا و شعرت بالغضب و الاهانه أيضا فقررت أنها لن تحاول مراضاته مرة ثانيه و ستجعله يدفع ثمن غاليا..

مرت دقائق قليله ليقف مازن بعدها أمام الإستراحه التي علي جانب الطريق و هو ينظر إلي غرام في الخلف قائلا
غرام، الطريق لسه طويل و أنا حاسك تعبانه لو عايزة تنزلي تشربي حاجه او تدخلي التويلت انزلي..

وافقته غرام دون جدال فهي قد ظنت بأنه يريد أن يحادث أختها علي انفراد فترجلت من السيارة دون أي حديث فما أن شاهدتها كارما فهمت بفك حزام الامان حتي تلحق بها فاجئتها يد مازن التي اطبقت علي معصمها تمنعها من ما تقوم به فنظرت إليه باستفهام فأجابها آمرا
سبيها تروح لوحدها..
قطبت كارما جبينها و نظرت له بشك قائله بإستنكار
ليه بقي..؟
من غير ليه غرام محتاجه تبقي لوحدها شويه، مش كلنا لازم تبقي فوق دماغها يعني..

نظرت إليه كارما و لم ترتح لحديثه لكنها آثرت الصمت فهيا كانت غاضبه منه للحد الذي جعلها ترجع الي مكانها بهدوء دون النظر اليه أو فتح اي مجال للحديث معه.

ذلك الشخص اللذي تعمد تركك في منتصف الطريق لا تتركه يلمحك و لو صدفه..
كانت غرام تنظر إلي هيئتها في المرآة و تلك الخطوط العميقه المحفورة تحت جفنيها تحكي عن مدي معاناتها و تقطع نومها و التي لم تفلح مساحيق التجميل في إخفائها..

و أيضا ذلك الانطفاء الذي يخيم علي نظراتها يحكي روايه آخري عن مدي الدموع التي ذرفتها منذ آخر حديث لها معه فقلبها يؤلمها كثيرا تشعر بأن أنفاسها أصبحت ثقيله عليها و خيم الخمول و الكسل علي جسدها فأين هيا تلك الجنيه المتوهجة التي كانت تملئ الحياه بهجه و نشاط و فرحه..؟

كيف أطفأتها تلك اللعنه المسماه بالعشق حولت بريقها الي بهوت وهج عيناها تحول الي رماد محترق اطفأته كثرة الدموع فكيف تسمح لنفسها بالوصول الي هذه الحاله..؟
نظرت الي تلك الكعكه الفوضاويه التي تجمع بها خصلات شعرها و التي كانت تخلو كليا من الاناقه بالرغم من أنها كانت جميله و لكنها ليست هيا فهيا دائما ما كانت تهتم كثيرا بمظهرها و بأناقتها إذن ما تلك الصورة التي أصبحت عليها.؟

فهل يعقل أن تجعله يري تأثير غيابه عليها بهذا الشكل الم يكن يكفيها ما فعله بها حتي تأتي و تدمر هيا الباقي لااا و الف لا لن تسمح له أبدا بتدميرها و ستخرج من تلك الحكايه مرفوعه الرأس و لن تنحني أمام عشقها الملعون أبدا بل ستجعله هو من ينحني لها طالبا الصفح و الغفران .

قامت غرام بغسل وجهها و تنشيفه و ازاله مشابك الشعر التي تمسك خصلاتت شعرها الحريري لينساب كبحر من الشيكولاته الذائبه حول وجهها الذي أتقنت تزيينه و قامت بوضع احمر شفاه قرمزي يلائم كثيرا إمتلاء شفتيها ويعطيها مظهر جرئ مغري قد ارضاها كثيرا فهيا منذ تلك اللحظه قررت إعلان الحرب علي رجل قد امتص منها جميع ملامح الحياه سلب منها عذريه قلبها و تركها كالرماد المحترق و لا يعلم بأن البناء المحترق عندما يعاد بناءه من جديد يكون أكثر قوة و صلابه..

خرجت غرام من المرحاض متجهه نحو البار لتطلب مشروبها و لم تخف عليها نظرات الإعجاب من المحيطين بها فلم تبالي كثيرا و لكنها لا تدري عن تلك النظرات التي ينطلق منها الشرر بفعل الغيرة فقد كان يود لو يفتك بكل تلك العيون التي تناظرها و كأنها تود إلتهامها و قد استهلك كل ذرة ثبات بداخله حتي لا يحرق المكان فوق رؤوسهم و يختطفها الي أبعد مكان يمكن أن يصل إليه أحد حتي يستطيع إرضائها و الإرتواء منها علي النحو المطلوب.

كانت غرام ترتشف كوب القهوة الخاص بها و لا تعلم لما انتابها هاجس بأنها سوف تراه هل لأن القلب عندما يحب يشعر بحبيبه؟
أم لأنها كانت تتمني ذلك كثيرا فهي و رغما عنها قد اشتاقته حد الوجع.

أخرجها من تفكيرها قدوم تلك الطفله تجاهها و هيا تحمل تلك الباقه الرائعه من الورود و تقدمها لها مع اروع إبتسامه مرتسمه علي شفتيها فتناولتها منها غرام باندهاش سرعان ما تحول لحب لذلك الملاك الصغير فلم تستطع مجادلتها فما أن اخذتها حتي هرولت الطفله الي الداخل لتنظر غرام الي الباقه بفضول و تلتقط الكارت المرفق بها لتري ما يحتويه لتدق طبول قلبها بعنف و هيا تقرا كل حرف مكتوب بها..

لا أجيد فن الأعتذار أبدا و لا اعلم كيف اطلب منك السماح فقط كل ما استطيع فعله هو أن اعشقك و بجنون، فهل يشفع لي هذا عندك..؟
سرت رعشه كبيرة في سائر جسدها و شعرت بأن تلك الحروف و كأنها نقشت علي جدران قلبها الذي كان يدق بجنون فظلت لثوان غير قادرة علي رفع رأسها خوفا من رؤيته فاغمضت عيناها بشدة تستجمع جزء من صلابتها و إرادتها و قوتها التي كانت تملئها منذ قليل فكيف لكلمات بسيطه أن تبعثر كل هذا بغمضه عين..

لا لن تسمح له برؤيه تأثيره عليها فقامت بتجعيد الورقه بين كفيها و أخذت تنظر حولها و هيا تحبس أنفاسها علها تجده فقد كان القلب يتوق لرؤيته حتي و لو كان من بعيد و ما أن لمحته حتي ابتسمت ابتسامه جانبيه.

و قامت بالنهوض من مكانها تمسك بباقه الورد و توجهت الي حيث يقف فكانت تمشي بغنج و دلال و كعب حذائها الذي كان يطرق علي الارضيه الحجريه و كأنه يطرق فوق قلبه الذي كان يرقص بداخله و هو يراقب تقدمها بعشق و لهفه حتي أصبحت أمامه نظرت إليه لثوان ثم تجاوزته بخطوتان ليقطب جبينه و ينظر إلي الخلف فيصعق من فعلتها و هيا تلقي بباقة الورد بسله القمامه ثم تعود أدراجها مرورا به و هيا رافعه رأسها بشموخ و كبرياء أنثى أقسمت علي الانتقام و الاطاحه به و بعقله و ها هيا تنجح في ذلك..

تبعها أدهم بصمت و قد كانت كل خليه داخله تحترق بصمت فوجدها تدخل الي السوبر ماركت فوقف يراقبها و قد لفت إنتباهه كل تلك الأشياء التي قامت بشرائها و من ثم ألقت نظرة خاطفة عليه مشيرة نحوه ثم توجهت الي الخارج استغرب أدهم كثيرا لفعلتها و ما أوشك باللحاق بها حتي نادي عليه ذلك الشاب و هو يقول
يا أستاذ، يا أستاذ.
استدار أدهم و توجه ناحيته ليذهله ما تفوه به.

الهانم ألي هناك دي اشترت حاجات و قالت إن حضرتك الي هتحاسب..
بعدما تجاوز أدهم صدمته خرجت منه ضحكه خافته فمع اي نوع من النساء قد عبث..؟

يشعر بأن هلاكه حتما سيكون علي يدها و هو أكثر من مرحب بذلك قام أدهم بدفع ثمن المشتريات التي تجاوز سعرها الخمسة آلاف جنيه فقد علم من البائع بأنها قد اشترت من اغلي انواع الشيكولاته الموجودة في المحل فزادت ابتسامته إتساعا و توجه إلي سيارته يفكر في جنيته الصغيرة و كيف يمكن أن يستعيدها إليه مرة آخري.

كان كارما غاضبه من مازن بشدة و لم ترد الالتفات تجاهه حتي و ظلت تفكر كثيرا في كيفيه إستفزازه ليأتيها إتصال من على الذي كان بمثابه هدية من القدر فأجابت سريعا قائله في دلال
لووول حبيبي كنت لسه هرن عليك..
ايه يا كوكي عاملين ايه..؟ و الطريق عامل ايه
تنهدت كارما و قالت بملل
حلوين الحمد لله بس الطريق ممل اوي، احنا في الريست اهوة..
غضب على من تأخيرهم فقال بحدة.

كل دا و لسه في الريست ليه راكبين سلحفاه..! ما تقولي للحيوان الي عندك دا يشد شويه مش طالبه مرقعه..
التفتت كارما الي مازن الذي كان يأكل أسنانه من الغضب من دلالها المثير و زاد غضبه من حديث على و لكنه آثر الصمت مرتديا ثوب اللامبالاة و لكن ذلك العرق الذي ظهر في رقبته أظهر مدي غضبه فابتسمت كارما و أرادت سكب النار علي البنزين فقالت ببراءة
على بيقولك شد شويه يا مازن و بطل مرقعه..

اغتاظ مازن من لهجتها و تلك البراءة المفتعله علي ملامح وجهها فقال بغضب
بقولك ايه ياد انت متشتعلنيش انت و اختك مش سواق الي خلفوكوا انا..
كتمت كارما ضحكتها و وجهت حديثها لعلى
معلش بقي يا لول هنعمل ايه، بعد كدا نبقي ندورلنا علي سواق احسن شويه..
قهقه على علي حديثها مما زاد من غضب مازن الذي زفر بقوة دلالة علي نفاذ صبره فاطمئن على بأن مازن غاضب من كارما بشدة فقال بمزاح.

استمري على كدا انا دلوقتي هقفل و أنا مطمن عليكوا..
انهت كارما المكالمه بعد ما وصلت لمبتغاها في إثارة غيرته و لكن دائما ما ينقلب السحر على الساحر لتجد هاتف مازن يرن معلنا عن إتصال قد أتاه في وقته فالتقطه سريعا ليجيب في مرح قائلا
روفي حبيبتي عامله ايه..
ما أن سمعت كارما كلماته حتي استشاطت غضبا و نظرت إليه بحدة فوجدته ينظر أمامه و لا يعطيها اي اهتمام و كان يتحدث بكل أرياحيه.

ايوا يا روحي احنا جايين في الطريق اهوة. وحشتك.! اه و انتي كمان وحشتيني والله..
كانت روفان علي الطرف الآخر تريد الإطمئنان علي على فخجلت من محادثته ففضلت أن تحادث مازن حتي تعرف إلي اين وصلوا فتفاجئت من حديثه الغريب فقالت بدهشه
وحشتني ايه ياد يا اهبل انت، لا طبعا موحشتنيش..!
ليتجاهل مازن حديثها و هو يقول بنبرة ود مفتعله.

يا حبيبتي عايزة شيكولاته و أنا جاي، بس كدا من عنيا، احلي شيكولاته لأحلي روفي في الدنيا..
كانت كارما تغلي من الغضب بجانبه و روفان علي الطرف الآخر من المكالمه تشعر بالزهول من حديثه و رقته معها فقالت باندهاش
شيكولاته.! مازن انت سخن و لا ايه..
كان مازن يود لو ينفجر بالضحك علي مظهر كارما التي كان وجهها يغلي من شدة الغضب و عيناها تبرق و قد جعلتها الغيرة كقنبله موقوته فلم يكتفي بذلك بل أضاف بإستفزاز.

و ايه كمان يا حبيبتي لو نفسك في حاجه كمان قولي..
حاولت روفان أن تجاريه في الحديث و تستغل الموقف فقالت بلهفه
لا لو الموضوع هيبقي في منفعه نستنفع، والله يا ميزو يا حبيبي هو طلب صغنون قد كدا انا كنت عايزة اغير عربيتي، اه. و كنت عايزة اطلع سفريه مع اصحابي كدا يومين اغير جو، اه. و كنت عايزة اعمل شوبينج يعني شويه لبس و شويه شوزات وشنط و كدا يعني الموضوع مش كبيرحسبه تلاتين أربعين ألف جنيه بس، اه. و كنت.

قاطعها مازن قائلا
طبعا ياروحي دانا عنيا ليكي، كل الي انتي عايزاه و اكتر كمان، و اوعدك السفريه الجايه هاخدك معايا أن شاء الله اصل متعرفيش الجو ممل هنا قد ايه..
عند هذه الكلمات لم تستطع كارما الصمود أكثر فقد فرت الدموع من عيناها رغما عنها فقامت بفتح باب السيارة و الخروج منها ليقرر مازن اللحاق بها فانهي المكالمه قائلا
يالا يا بت انتي من هنا وقتك خلص معايا..

انهي المكالمه مع روفان التي أخذت تنظر إلي الهاتف مصعوقه من ذلك المجنون..

لحق مازن كارما و قام بجذبها من معصمها ثم أدارها لتلتصق بباب السيارة خلفها واضعا كلتا يديه حولها يمنعها من الحركه فطالعته كارما بدهشه و قد شعرت بنفسها فجأة تطير من مكانها و تصبح محتجزة بينه و بين باب السيارة و هو ينظر إليها بتلك النظرات الماكرة التي تأثرها فكان صدرها يعلو و يهبط من شدة التأثر و الانفعال و الصدمه لتنتبه لنفسها فجأة و تتذكر حديثه الذي اغضبها كثيرا فتحاول التملص من بين يديه قائله بغضب.

اوعي كدا سيبني..
لم يسمح لها مازن بالابتعاد عنه و إنما قام بتكبيلها بيد و بالآخري أدار رأسها إليه و مد إصبعه ليزيل دموعها التي تنهمر علي خدها لتحاول هيا التملص من يديه مرة ثانيه فاحكم الخناق حولها و هو يقول بنبرة مثيرة
اششش. اهدي
هدئت كارما بفعل نظراته و لمساته علي وجهها التي جعلتها تحبس أنفاسها ليقول هو بمكر
غيرتي..!
لا طبعا.!

قالتها كراما بإندفاع فقد أبت علي كرامتها بأن يرى حالتها و يفهم بأنها تغار عليه بجنون فابتسم علي مظهرها و قال يعاندها
لا غيرتي و اوي كمان، عشان بتحبيني..
أوشكت علي الحديث فوضع يديه فوق شفتيها و قال بقوة
و أنا بعشقك..
هدأت كارما عندما قال كلمته هذه التي جعلت الفراشات تطير في معدتها و الخجل يغزو ملامحها الفاتنه ليزيل مازن يديه من فوق شفتيها و هو يتشرب كل إنش بوجهها الذي يعشقه و قال بتأكيد.

ايوا يا كارما بعشقك و بغير عليكي من الهوي الطاير..
ابتسمت كارما و قالت باستغراب
بتغير عليا من مين يا مجنون من أخويا..
تغيرت ملامحها و قال بحدة
ماهو لو انتي بتتنيلي علي عينك. تتعاملي معاه عادي كنت قولت مفيش مشكله انما سيادتك مبتبطليش دلع و مرقعه معاه و أنا قفص جوافه واقف..
ضحكت كارما بدلال علي حديثه و غيرته فزادتها الضحكه جمالا فاقترب مازن منها أكثر و قال بعشق
الدلع دا ميبقاش غير معايا انا بس فاهمه..

أجابته كارما بغرام
فاهمه.
زاد مازن من اقترابه منها و قد أنسته تلك الفاتنة كل شئ حوله فقال بحب
بحبك.
أجابته بتيه
بموت فيك..
فجأة صدح صوت غرام المعتاد من خلفهم فأنتزعهم من دوامه العشق التي كانت تجرفهم في تيارها
دا انتوا لو حالفين تتقفشوا بفعل فاضح في الطريق العام انت و هيا مش هتعملوا كدا..
شهقت كارما بذعر من حديث غرام بينما استغفر مازن بداخله و قام بالعد للعشرة قبل أن يلتفت إليها بغضب قائلا بحده.

هو انتوا بتطلعولي منين هاه. عايز اعرف، انتي و اخوكي الي عاملي زي العمل الردي دا..
أجابته غرام بإستفزاز
اعمل حسابك أننا بنطلع من كل حته ممكن تتخيلها أو مش تتخيلها، امال نسيبك تستفرد يالبت الي حيلتنا و لا ايه، اه ماهو أن غاب القط العب يا فار..
نظر إليها مازن و قال بمكر
اه ماهو الفار شكله لعب صح، و بعد ما كنا شبه الأرامل احلوينا اهوة و حطينا روج..

انهي مازن حديثه بغمرة ارتبكت علي إثرها غرام و لكنها حاولت الاخفاء فتوجهت الي حيث مقعدها و هيا تقول
انا طول عمري حلوة يا خفه، و قول الفار يحاسب احسن القطه تخربشه..
نظرت كارما إليهم بعدم و قالت باستغراب
فار ايه و قطه ايه هيا غرام تقصد ايه..؟ و بعدين هيا عملت ايه جوا و طلعت
قهقه مازن علي حديثها و قال بمزاح
دخلت حطت روج و طلعت القي مازن كلماته بمزاح و سرعان ما قطب جبينه و قال باستفهام.

بس ازاي الفار لعب و الروج لسه في مكانه..
فقالت كارما بغباء
و ايه علاقه الفار بالروج..
نظر مازن الي شفاهها و قال بتمني
والله هموت و اشرحلك بس للاسف لو عملت كدا فعلا هيبقي فعل فاضح في الطريق العام اركبي ربنا يهون عليا و نتجوز بقي..
توجه كلا منهما الي مقعده و انطلق مازن في طريقه الي القاهرة حيث ستتغير هناك حياتهم كثيرا.

تقع المرأة بحب الرجل الحنون و تعجب بالوسيم و يأثرها القوي و لكن يستطيع رجل واحد جعلها ترك العالم جميعا لأجله و هو ذلك الذي يشعرها بالأمان، فما أن يطمئن قلبها حتي تخضع له جميع حواسها معلنه عن استسلامها لطوفان العشق .
امسك يوسف بكف كاميليا و قربه الي شفتيه يلثمه برقه قبل أن يقول بحب.

هسمع كل الي عندك بس قبل ما تقولي حاجه عايز اقولك اني عمري ما اقدر أبدا ابعد عنك و لا اعيش لحظه من غيرك و هفضل في ظهرك طول العمر و لو خفتي من الدنيا كلها متخافيش مني انا اتفقنا.

نظرت إليه كاميليا و هيا تحمد ربها للمرة التي لا تعرف عددها علي وجود هذا الرجل في حياتها فهو قادر علي أن يحتويها يحتوي ضعفها حزنها ألمها و يبدل كل هذا الي شعور جارف بالأمان الذي يجعلها تتمني لو تظل بجانبه الي الأبد فاعظم ما قد يقدمه رجل لإمرأته هو الشعور بالأمان فعندها فقط تشعر بأنها في المكان الصحيح
هزت كاميليا رأسها و قالت بحب
اتفقنا..

و ما أن همت بالحديث حتي اسكتتها تلك النقرات علي باب الغرفه تلاها دخول تلك البغيضه نيفين التي ما أن رأت أيديهم المتشابكه حتي اخذت الغيره تنهش في أحشائها و لكنها حاولت إخفاء ذلك فقالت بإعتذار كاذب و لهجه خافته
أسفه اني دخلت كدا، مكنتش اعرف انك معاك حد..
أجابها يوسف بهدوء
و لا يهمك يا نيفين تعالي كنتي عايزة حاجه..؟
ضغطت نيفين علي كلماتها بشدة و نظرت الي كاميليا نظرات يملؤها التحدي و قالت بلهجه حزينه.

كنت جايه احكي معاك شويه بما أنك قولتلي انك اخويا الكبير و اي حاجه مضايقاني اجيلك علي طول بس خلاص مش مشكله اجيلك وقت تاني تكون لوحدك..
اشعلت كلماتها نيران الغضب بداخل كاميليا فاي حديث يمكن أن يكون بين تلك الأفعي و حبيبها فاقتربت من يوسف حتي أصبحت بين ذراعيه التي التفت حول خصرها و قالت بهدوء مفتعل
لا أبدا يا نيفين وقت تاني ايه الي تيجي فيه مفيش حد غريب دانا مرات اخوكي الكبير و لا ايه يا جو..

اوجهت كاميليا سؤالها الي يوسف و هيا تلقي بسهام نظراتها اليه التي كانت تتحداه أن يكذب حديثها و قد فهم ما ترمي إليه فكتم ضحكاته بصعوبه و قال بلهجة متزنه
طبعا يا كامي و نيفين عارفه كدا كويس، و لا ايه يا نيفين..
ابتلعت نيفين ريقها بصعوبه فقد وجهت كلماته الي منتصف قلبها المفعم بالكره و الغيرة و لكنها أتقنت تمثيل دورها فقالت بخنوع و لهجه خافته مثيرة.

طبعا يا أبيه يوسف عارفه، بس بعد إذن مرات اخويا الكبير هاجي في وقت تاني افضل الكلام يكون بيني و بينه عن اذنكوا.

ألقت نيفين كلماتها التي أصابت منتصف الهدف و خرجت تاركه تلك التي تشتعل خلفها من الغضب و الغيرة لتلتف تريد أن تصب جام غضبها عليه فقاجئها يوسف بالتقاط شفتيها في قبله عميقه شغوفه أطاحت بكامل ثباتها و جعلت كل غضبها و غيرتها تتبخر في الهواء فقد كان السحر الذي يمارسه ذلك الرجل عليها يهلك جميع حواسها و يجعلها تنسي كل شي حولها عدا إنتمائها إليه.

طالت القبله كثيرا حتي أن قدميها لم تعد تقويان علي حملها ليسندها يوسف بيديه يقربها منه أكثر و هو يمارس فنون العبث فوق شفاهها و علي جسدها الذي كان يذوب بين ذراعيه ليفصل قبلته أخيرا بعد ما شعر بها تكاد تختنق فقرب رأسها من موضع قلبه الذي يدق بجنون و كل دقه و كأنها اعتراف مفصل بعشقه لها..

فاسندت كاميليا رأسها فوق قلبه تلهث من فرط الجنون و العشق الذي يملئ صدرها و كل تلك المشاعر التي أثارتها تلك القبله المثيرة و الغريبه عليها فقد كانت هذه اول مرة يقبلها بتلك الطريقه و للاعتراف فقد راقت لها كثيرا فقد كان لها مذاق خاص و أشعرتها بلذة غريبه لم تختبرها مسبقا..
قطع يوسف صمتهم هذا قائلا بصوت أجش تملؤه الكثير من المشاعر
هديتي..؟

رفعت كاميليا رأسها إليه تطالعه و قد شعرت بشرارة الغضب في طريقها للاشتعال فقالت بتأثر
انت بوستني كدا عشان اسكت و انسي كلام نيفين صح..؟
نظر إليها يوسف بنظرات تضخ العشق علي كامل ملامح وجهها و قال بلهجة مثيرة..
تؤ، اقولك علي سر..
لم تستطع كامليا النطق فقد كبلتها نظراته فاكتفت بهزة من رأسها ليبتسم قائلا ببحه مثيرة تليق كثيرا بكلماته الرائعه.

بعشق ملامحك و انتي غيرانه اوي، بحب لمعة عنيكي و النار الي بتقييد فيها لما بتكوني غيرانه عليا و لما بتضمي شفايفك بغيظ كدا و بكون عايز أكلك..
كانت كلماته كفيله بجعل قلبها ينتفض بجنون داخلها حتي أنها شعرت بأنه علي وشك أن يقف بفعل تلك المشاعر التي اجتاحته كطوفان لم تستطع السيطرة عليه فجف حلقها و لم تستطع التفوه بحرف فبللت شفتيها بطرف لسانها تلك الحركه التلقائيه التي أثارت جنونه مرة آخري فقال برغبه.

دانتي مصرة تخليني أكلك فعلا..
ما أن أوشك يوسف الانقضاض عليها مرة آخري حتي قاطعه رنين هاتفه فتنفست كاميليا الصعداء فهيا ليس لديها القدرة و لا الرغبه علي مقاومة جنون عشقه لينقذها رنين الهاتف الذي جعل يوسف يسب و يلعن و هو يلتقطه قائلا بغضب
ايوا يا زفت عايز ايه..؟
فوجئ مازن بغضب يوسف فقال بإندهاش
إيه يا ابني انت في ايه بتهب في التليفون ليه كدا..؟
قال يوسف بنفس غضبه.

عشان بتتصل في أوقات زي وشك، أنجز عايز ايه..
قال مازن بزهول
مش انت يا ابني الي قولتلي اقولك لما تقرب نوصل عشان تخلي كاميليا تروح تقابل البنات..
تذكر يوسف أنه قد طلب منه ذلك ليفاجئ كاميليا بذلك الخبر الذي سيفرحها كثيرا و لكن تلك اللحظات السابقه التي عاش فيها هذا الجنون معها انسته كل شئ فقال باختصار
انتوا فين..
أجابه مازن حانقا
فاضلنا ساعه و نوصل..
طيب روح انت دلوقتي..

اغلق يوسف الهاتف ثم وجه أنظاره إليها و قام بإدارة رأسها إليها فقد كانت تنظر في جميع الاتجاهات ماعدا تجاهه فاقترب منها ناظرا الي عينيها قائلا بحب
على و الحاجه فاطمه و البنات علي وصول، جايين عشان يعيشوا هنا في القاهرة مع جدهم..
صدمت كاميليا من ذلك الخبر و سرعان ما تحولت صدمتها الي فرح فقالت بلهفه
بجد يا يوسف..
أجابها يوسف بحب فقد اشتاق لرؤيتها فرحه بهذا الشكل
بجد يا روح يوسف..

أندفعت كاميليا تعانقه و هي تقول بفرح
دا احلي خبر سمعته في حياتي..
و سرعان ما قطبت جبينها و قالت باستغراب
بس ازاي دانا يكلمهم كل يوم و محدش قالي حاجه..
قال يوسف بحب
انا نبهت عليهم محدش يجبلك سيرة عشان تبقي مفاجأة..
احلي مفاجأة في الدنيا..
المفاجأة الاحلي بقي أننا عازمينهم عندنا عالعشا بكرة بالليل، و هخلي السواق يوصلك عشان تروحي تسلمي عليهم
دا احلي يوم في حياتي
زاد يوسف من احتضانها قائلا.

ربنا يقدرني و اقدر اسعدك دايما يارب..
طالعته كاميليا بحب قائله
انت بس خليك جمبي و أنا هبقي اسعد واحده في الدنيا..
نظر إليها يوسف بمكر و قال بلهجة ذات معني
يعني مش لسه متغاظه و لا متضايقه..
نظرت إليه كاميليا بحب و قد آثرت بأنها لن تكون انانيه و لن تكون عبئا آخر عليه و لتتركه يدير شؤون العائله كما يحلو له و هيا علي ثقه بأنها وحدها من تمتلك قلبه فقالت بلهجه هادئه.

مش هقدر ابقي انانيه يا يوسف و احتكرك ليا لوحدي كفايه اني عارفه أن قلبك معايا انا..
رفع يوسف حاجبه باستنكار لحديثها و قال بقوة
لا يا كاميليا خليكي انانيه معايا و انانيه اوي كمان و أنا موافق اوي انك تحتكريني ليكي لوحدك، بس الي مش موافق عليه انك تقبلي بوجعك و تكتميه جواكي عشان خاطر اي حاجه او اي حد في الدنيا..

هطلت دمعاتها التي كانت تؤجلها لحين أن تختلي بنفسها فقد كانت تعلم بأن قرارها هذا سيعذبها كثيرا فقالت بألم
مش انا المفروض مراتك، يبقي انا الي اخفف عنك مش اللي ازود عليك همك، نيفين فرد من العيله الي المفروض انت كبيرها و هيا ملزمه منك في غياب عمو مراد..
قاطعها يوسف قائلا بقوة.

غلط يا كاميليا تفكيرك دا غلط، عمر وجعك و حزنك ما هيخفف عني أبدا، لازم تعرفي انك رقم واحد عندي انتي فووق اوي في مكانه عمر ما حد هيقدر يوصلها و بالنسبه لنيفين انا بعتبرها زيها زي روفان، و عمري ما هعتبرها غير كدا و إن كنت قولتلها اني زي اخوها الكبير فدا عشان تقطع اي أمل من ناحيتي خالص و تبتدئ تفكر في حياتها و مستقبلها..

و عمو مراد كفياه هروب بقي لازم يكون موجود جمب ولاده هما اكتر ناس محتاجينه و أنا هتكلم معاه في اقرب وقت..
كانت كلماته كالعادة بلسم جروحها و دواء لعلاتها و لكن فضول الأنثي العاشقه بداخلها ابي التسليم فقالت بخفوت
يعني افهم من كدا انك مش هنتكلم مع نيفين و أنا مش موجودة..
ابتسم يوسف علي غيرتها التي تروقه كثيرا فاحتضن وجهها بين يديه و قال بلهجة حانيه.

لا يا كاميليا هتكلم معاها لو جت تتكلم معايا تاني، بس و انتي عارفه و حافظه أن مفيش ست في الدنيا تقدر تهز فيا شعرة غيرك، هسمعها زي ما بسمع روفان عادي جدا، و لو انتي حابه تبقي موجودة انا معنديش مانع..
اتسعت ابتسامتها كثيرا و قالت بحب
عارف كل لحظه بتعدي عليا معاك بتأكد اني اخترت صح و انك احسن راجل في الدنيا، لا دانا اختصرت فيك رجاله الدنيا دي كلها..

لمست كلماتها اوتار قلبه المتيم بعشقها و لكن شوقه لها يرهقه كثيرا فاسند جبهته فوق جبهتها و فأطلق تنهيده قويه قائلا بصوت أجش
لو تعرفي بعشقك قد ايه..
أغمضت كاميليا عيناها و قد ذابت في بحر عشقه قائلا بوله
عرفني..
هينتهي بينا الحال و انتي مراتي فعلا يا كاميليا و أنا مش هقدر اعمل دا غير لما اعملك الفرح الي يليق بيكي و الناس كلها تشهد علي حبنا..

فطنت كاميليا الي معني كلماته مما جعل الاحمرار يغزو خديها و الخجل يغمرها فلم تستطع الحديث لينقذها رنين هاتفه الذي جعل يوسف يشكر ربه كثيرا فهو في تلك اللحظه كان علي شفير الإستسلام لسحرها و هو لا يريد ذلك قبل أن يتخلص من جميع العقبات التي تواجههم
انسلت كاميليا هاربه من بين ذراعيه لتخرج من باب الغرفه و تغلق الباب خلفها و صدرها يعلو و يهبط من فرط الانفعال لتتفاجئ بهذا الصوت الماكر و هو يقول.

ممكن اعرف كان بيحصل ايه جوا..؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة