قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والثلاثون

كتبت غادة السمان لغسان كنفاني: أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني، وإنك تحبني ولا تُخبرني، وستظل كما أنت، صمتك يقتلني.
‏جاء رد غسان: ‏ ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي، كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة، لكن مظهري ثابت.
فكتبت له غاده: ‏ لا يعنيني شعورك العظيم الذي تكنهُ لي، إن كنت تتصرف على عكسهُ تمامًا.

ممكن اعرف ايه إلى كان بيحصل جوا ؟
شهقت كاميليا بفزع إثر هذا الصوت الذي أخافها و لكن سرعان ما تحول فزعها إلى غضب شديد و هيا تري روفان تنفجر في الضحك علي مظهرها المرتعب و هيا تقول من بين ضحكاتها
يخربيت الضحك، نفسي اصورك دلوقتي و اوريكي شكلك عامل ازاي..
اقتربت منها كاميليا و بغيظ قائله بغضب
تصدقي انك عيله غبيه خضتيني..
تابعت روفان حديثها قائله بإستفزاز
يا جبانه،
جبانه في عينك فكرتك طنط صفيه..

استنكرت روفان حديثها قائله
طنط صفيه بردو و لا خوفتي لا تكون الحيزابونه او بنتها..
إجابتها كاميليا بصدق
الصراحه هما الاتنين يرعبوا بلد، و خصوصا أن بنتها كانت لسه جوا في المكتب و عينيها بتطق شرار..
قهقهت روفان علي حديثها قائله بمرح.
اه مانا شفتها طالعه من المكتب جري كإن في شياطين بتجري وراها..
قطعت روفان حديثها ثم نظرت لكاميليا بنصف عين و قالت متخاابثه.

ألا قوليلي يا كامي هيا نيفين شافت ايه جوا خلاها كانت هتموت كدا..؟
ارتبكت كاميليا قليلا و قالت متلعثمه
ايه هتكون شافت ايه يعني..؟
أجابتها روفان بمكر
إلى شافته و جننها هو نفسه إلى خلاكي طالعه من جوا جري مش قادرة تاخدي نفسك يا عيني و عماله تحمري وتخضري و تصفري كدا، قوليلي قوليلي دانا ستر و غطا عليكي بردو..
ارتبكت كاميليا من حديث روفان و نظراتها و لكنها أرادت قلب الأدوار فقالت بمكر.

من عنيا يا روفي طبعا هقولك هو انا ليا غيرك بس معلش انا مشغوله دلوقتي اصل خالتو فاطمه و على، هاه على، و كارما و غرام جايين من الاسكندريه و زمانهم علي وصول و المفروض اني أجهز عشان اروح اسلم عليهم، فلما ارجع بقي هبقي اقولك حصل ايه..
قالت الأخيرة بشماته ثم توجهت إلى الأعلي و لكن سرعان ما تبعتها روفان مهروله و هيا تصيح بإستعطاف
كاااااامي، قلبي و روحي، صاحبي إلى ماليش غيره،.

توقفت كاميليا ما أن أمسكت بمعصمها يد روفان لتديرها ناظرة إليها بإستعطاف فبادلتها كاميليا بنظرات متعاليه قائله
اممممم دلوقتي بقيت صاحبك مش كنتي من شويه ميته علي نفسك من الضحك و شمتانه فيا..؟
أجابتها روفان بإستعطاف
انا يا بنتي، طب أن شالله اعدمك لو كنت بضحك عليكي، دانا كنت بضحك علي شكل البت نيفين و هيا خارجه زي القطر كدا..
لا والله، و أنا الهبله إلى صدقتك صح..

اغتاظت روفان من عدم تصديق كاميليا لحديثها فقالت بغضب
بت انتي بقولك ايه مانا هاجي معاكي يعني هاجي معاكي ذوق عافيه هاجي معاكي
ضحكت كاميليا علي حديثها و قالت بإندهاش
دانتي واقعه بقي..
روفان بتلعثم
ايه، انتي تقصدي ايه. اوعي تكوني مفكراني هموت و اروح عشان ابن خالتك المز دا، لا طبعا أنا رايحه عشان اسلم علي بنات خالتك و اصاحبهم عشان يا حرام دول لسه جايين هنا و مالهمش صحاب و لا حد هنا نتخلي عنهم يعني،.

كاميليا متصنعه بسخريه
اه يا عيني وانا إلى كنت ظلماكي
أوشكت روفان علي الحديث ليقاطعها دخول أدهم من باب القصر الذي ما أن شاهدهما حتي اقترب قائلا بعجاله
يوسف هنا و لا في الشركه..؟
أجابته روفان ساخرة
الله يسلمك يا أدهم يا حبيبي تصدق وحشتني و أنا كمان كويسه و ماما كويسه الحمد لله و انت ايه اخبارك شالله تكون بخير..!
طالعها أدهم بإستهزاء قائلا
انجزي يوسف فين..؟

اشارت له روفان إلى غرفه المكتب فهو رأسه بإستسلام ثم وجه أنظار مترقبه إلى كاميليا التي كانت تطالعه بغضب لم يخفي عليه فقال
كاميليا عايزك في موضوع..
أجابته كاميليا بلامبالاه
مش فاضيه يا أدهم ورايا مشوار، و بعدين وفر علي نفسك اي كلام عايز تقوله عشان مالوش لازمه..
زفر أدهم حانقا ثم قال بسخط
كاميليا ورحمة امك مش تشتغليني قولتلك عايزك في موضوع..
تدخلت روفان في الحديث قائله بفضول
موضوع ايه هاه..؟
أدهم بحنق.

مالكيش فيه، هتنجزي خلينا نقول الكلمتين و لا لا..؟
طالعته كاميليا بشماته قائله بلامبالاه
لما ارجع من مشواري..
انهت كاميليا حديثها ثم توجهت إلى غرفتها تاركه أدهم يشتعل غيظا فقال بغضب
و مشوار الست هانم دا هيخلص امتا..؟
أجابته روفان
لااا انسي انك تكلمها النهاردة، اصلها يا سيدي راحه تقابل ولاد خالتها إلى جايين النهاردة من الاسكندريه عشان يعيشوا في القاهرة..

ما أن أنهت روفان حديثها حتي لمعت عينا أدهم بوميض الفرح فهاهو القدر يهيأ له فرصه ذهبيه لرؤيتها دون أن يتدخل فقال بمكر
عشان كدا الست كاميليا كانت عماله تتفرد و تتني عليا ماشي يا كاميليا أما وريتك..
روفان بقهر
ايوا و بتتفرد و تتني عليا انا كمان و مش راضيه تاخدني معاها..
لمعت عينا أدهم بوميض المكر ثم نظر إلي روفان قائلا بحماس
و لا تزعلي نفسك اطلعي البسي يالا و انا هوديكوا..
روفان بلهفه
بجد يا أدهم..؟

طبعا بجد ماتخلقش لسه إلى يزعل روفان الحسيني و أنا موجود يالا روحي البسي..
بص هو انا حاسه انك مش عامل كدا لله في لله و متأكدة انك ليك مصلحه الله و اعلم ايه هيا، بس انا ناويه اعمل عبيطه و اصدقك،
ما أن أوشك أدهم علي الرد حتي وضعت كفها فوق شفتيه تمنعه من الحديث قائله بمزاح
والله مانتا شاتم و لا معكر دمك، انا توزعها و لساني متبري مني، هوا هروح البس و اجيلك..

اختتمت حديثها ثم فرت اللي غرفتها و تركته و قد عزم الأمر علي التحدث مع أخيه و فض ذلك الخلاف بينهم فتوجه الى غرفه المكتب و طرق الباب ثم فتحه و وجد يوسف الذي كان يتحدث في الهاتف تلك المحادثات السريه التي كان أدهم يلاحظها كثيرا في الفترة الماضيه و لكنه لم يسأل عنها فهو يعرف طبع أخيه الكتوم و الذي حتما لن يخبره..

تقدم أدهم الى الداخل و قبل أن يبدأ الحديث بادره يوسف الذي انهي مكالمته سريعا و القي ملف مغلق أمامه تناوله أدهم من فوق المكتب و شرع في فتحه و تصفحه سريعا ثم قال بإستغراب
مش المفروض الملف دا يكون معاك.؟!
يوسف بإختصار
لا هتروح بكرة انت و رائد، انا ورايا حاجات مهمه..
أدهم بإندهاش
بس المناقصه دي تقريبا من أهم المناقصات في تاريخ الشركه و خصوصا انك شايف وضعنا بعد ما خسرنا المناقصتين إلى فاتوا..
يوسف بسخريه.

كويس والله انك عارف وضعنا..
زفر أدهم بيأس ثم قال بصدق
أنا أسف يا يوسف..
يوسف بجمود
الأسف دا في المكان الغلط يا أدهم..
عارف اني غلطت يا يوسف و اوعدك هصلح غلطتي، بس اهم حاجه عندي انك تسامحني..
يوسف بفظاظه
حياتك الشخصيه متهمنيش بس بنت الناس مش هسمحلك تأذيها تاني و لا تقرب منها حتي..
أدهم برجاء
يوسف ورحمه أبوك ما تعمل معايا كدا، انت اكتر واحد في الدنيا عارفني دانتا إلى مربيني
تنهد يوسف بيأس و قال حزن.

انا ربيتك تكون راجل يا أدهم تقف جمب الناس و تساعدهم مش انت إلى تظلمهم،
أدهم بندم
والله انا بحبها لا دانا محبتش غيرها اصلا، و عارف اني غلطت غلطه كبير و مستعد اعمل اي حاجه في الدنيا عشان اصلحها..
يوسف بنفاذ صبر
ماشي يا أدهم سيب الموضوع دا دلوقتي خلينا في المهم، المناقصه دي مينفعش تضيع مننا يا أدهم انا داخل فيها بتقلي، من غيرها مش هقدر نتمم الصفقه مع الألمان
أدهم بفرحه.

متقلقش أن شاء الله هترسي علينا اصلا انت مقدم سعر استحاله حد هيتوقعه، خلاص بقي سامح اخوك
انت عارف هسامحك امتا و يالا من غير كلام كتير عشان معايا تليفون مهم
أدهم بمزاح
معرفش ليه قلبي بيقولي انك بتخون كاميليا،
لم يتجاوب يوسف معه بل رفع إحدي حاجبيه بمعني إلى الخارج فانسحب أدهم ثم وصل إلي باب الغرفه و قال
بقولك ايه خلي عم عبدة هنا انا هوصل كاميليا و روفان لبيت السباعي بيه..

اومأ يوسف إليه بمعني نعم ثم إجاب علي مكالمته بعد أن تأكد من خروج أدهم.

كان رائد في عالم آخر ما بين والدته التي منذ آخر حديث بينهم و انهيارها بين يديه و هيا حالتها غير مستقره دائما ما تكون نائمه و أحيانا تدعي النوم لا يدري ماذا حدث لها و لما انهارت بهذا الشكل عندما ذكر لها اسم عمه و ايضا حديثها المزعوم عن براءة تلك العائله من كل تلك الأحداث التي تسببت في تسميم حياته..
فكيف يكون ذلك صحيح و هو قد رآي أباه يُقتل علي يد عامر الحسيني كيف يمكن أن يكون للقصة ابعاد آخري.

نجحت والدته في زرع بزور الشك في عقله تجاه عمه حتي و لو لم تكن تقصد ذلك و لكنه يحتاج إلي أن يكتشف ماهيه حقيقته خاصتا و أنه يعلم بأن راغب يخفي أكثر مما يفصح و يشعر بأن هناك شئ خفي يجعله يريد الإنتقام من تلك العائله و لهذا فهو يسانده لأن هدفهما واحد و لهذا يحتاج أن لا يخسره في مثل هذا الوقت..
قاطع تفكيره رنين هاتفه السري
ايوا يا فايز..

ايه يا رائد انت فين بحاول اوصلك بقالي كتير و انت مش هنا انت ناسي أن عندنا مناقصه مهمه بكرة و لا ايه؟
رائد بحنق
لا مش ناسي بس كمان انت معاك نسخه من ملف المناقصه إلى يوسف هيقدمه و كل حاجه مترتبه يبقي ليه وجع الدماغ بقي..
فايز بغضب.

عشان دا يوسف الحسيني يا رائد يعني تعلب و محدش يقدر يجيب دماغه و دي اهم مناقصه لشركته لو خسرها يبقي راح في ستين داهيه و نبقي ضربناه في مقتل و انت قاعد مكبر دماغك و حاطت في بطنك بطيخه صيفي..
رائد بملل
تقريبا كل الكلام دا انا عارفه و ضيف عليه أن كدا نبقي طيرنا منه صفقه الألمان كمان ايه بقي إلى شاغلك تكون قلقان عليه و لا حاجه..!
استشاط فايز غضبا و قال.

يا بني آدم افهم انا خايف ليكون مجهزلنا مصيبه ماهو مش معقول يوقع كدا بسهولة..
رائد بحنق
هيا فين السهولة دي دانا طلع عين اهلي عشان اجيب الورق دا، تقولي سهوله و بعدين خوفك لا هيقدم و لا هيأخر ياريت تريح دماغك من الأوهام دي و تفكر في مناقصه بكرة و تسبني عشان مش رايقلك سلام..

اغلق رائد الخط و أخذ يفرك وجهه بيديه فقد ارهقته كل هذه المؤامرات و الخطط و يريد أن ينهيها. واحده تلو الآخري فقد سئم كل هذا الخداع يريد أن يطفئ نيرانه كي يستعيد ما تبقي مع حياته مع والدته في سلام بعد أن يأخذ ثأر والده حتي تطمئن روحه المعذبه.

هكذا اقنع نفسه و لم يستطع الإعتراف بأن الشوق للغائب كاد يفتك به و بقلبه فقد فقدها تلك التي كانت بمثابه شعاع من الضوء كان يتسرب إلى قلبه من بين كل الظلمات المحيطة به فقد أبى كبرياؤه الإعتراف بأن راحته لن تتحقق بدونها و بأنها أمله الوحيد للنجاة من كل ذلك العذاب و لكنها ذهبت دون أن ترفق بذلك القلب الذي يكاد يقتله شوقه لها .

والله يا حبيبي ما عارفه اعمل ايه مراد هنا و الزفت إلى اسمه رحيم دا زي ما يكون حد مسلطه عليا و مانعني أخرج غير بسين و جيم. كل الحجج إلى عندي خلصت خلاص اقوله هخرج ازاي
ماليش فيه يا سميرة قولتلك عايز اشوفك النهاردة..
مستحيل هعرف أخرج النهاردة الا لو حصلت معجزة معرفش حاسه إن مراد شاكك فيا بيبصلي بصات مش مريحه
الشخص الآخر قائلا بملل
خلاص يا سميرة مش طالبه معايا اسمع سيرة الزفت دا..

طب اقفل دلوقتي و هشوف هعرف اعمل ايه و هكلمك..
انهت سميرة محادثتها و أخذت تنظر إلي النافذة تفكر في طريقه تمكنها من الخروج دون أن يعلم كلا من رحيم أو مراد فقاطع تفكيرها طرقات علي الباب لتلتفت قائلا
مين.!
ممكن ادخل..
نظرت سميرة إلى نيفين التي تقف أمام باب الغرفه مطأطأة الرأس ترسم علي وجهها جميع ملامح الاعتذار و الخجل لتطالعها سميرة باستهزاء قائله
و دا من امتا الادب دا كله..!

تقدمت نيفين بخطوات بطيئه إلى داخل الغرفه بعد أن أغلقت الباب خلفها و نظرت إلي سميرة قائله بنبرة خافته
عايزة اتكلم معاكي شويه..
طالعتها سميرة بشك ثم تقدمت و جلست عالأريكه واضعه قدم فوق الأخري ثم قالت بملل
هاتي إلى عندك يا نيفين و بلاش الحركات دي معايا..
اقتربت نيفين منها بحنق قائله بلهجه قويه تتنافس تماما مع لهجتها السابقه.

بصي بقي يا ماما انا مبقتش قادرة اتحمل، احنا مش هتفضل عايشين بالطريقه دي طول حياتنا
سميرة بسخريه
و مالها حياتنا يا عين امك..!
اقصد حياتك انتي و بابا، هتفضلوا العمر كله كدا،
و ايه الجديد مانتي من يوم ما وعيتي عالدنيا و هو كدا..
نيفين بغضب
و بعدين. هتفضل كدا لآخر حياتنا يعني، يا ماما انتي صعبانه عليا، حياتك و شبابك إلى بيدفنوا بالحياة و انتي لسه حلوة و في عز شبابك..
سميرة باستهزاء.

صعبانه عليكي و مصعبتش عليكي لما روحتي لزقتي في ابن ضرتي عشان تقربي من روفان و تصاحبيها و لا لما ابوكي ضربني علقه موت بسببك، جايه أصعب عليكي دلوقتي، بتخططي لايه علي قفايا يا نيفين..
نيفين بمكر
ماهو انتي إلى مفهمتنيش يا ماما و قعدتي تزعقي و بهدلتي الدنيا من غير ما تسمعيني و لا تديني فرصه اشرحلك خطتي،
سميرة بشك
خطة ايه دي أن شاء الله..؟

احنا لازم تخلي بابا في عبنا خصوصا بعد ما طلعنا زين دا من تحت الارض كدا تلتين ثروته هيروحله بما أنه الولد، و طبعا احنا مش لازم نسكت عالكلام دا..
سميرة بسخريه
لا والنبي لسه واخدة بالك دلوقتي امال انا كنت هتجنن ليه و حاولت اخلص منه و أطلعه برة البيت..
و هو بالجنان هتعرفي هتطلعيه بره البيت..
سميرة بإستفهام
قصدك ايه..
نيفين بتخابث
قصدي اننا لازم نخلص منه يعني ميكونش له آثر..
شهقت سميرة قائله بفزع.

قصدك نقتله انتي اكيد اتجننتي
مش بالظبط احنا بس هنهيأله الظروف إلى تخليه يروح في داهيه و يفور من حياتنا..
سميرة بسخريه
و انتي فكرك أن الواد دا لو جراله حاجه مراد هيسبنا في حالنا دا احنا اول ناس هيشك فيهم..
نيفين و قد وصلت إلي تلك النقطه التي تريدها فقالت بمكر.

ماهي دي الخطه إلى انا برسم و اخططلها احنا لازم نتعامل معاه كويس و نمثل أننا بنحبه و انتي يا عيني تقبلتي وجوده خلاص بحيث لو حصل حاجه نبقي احنا بره الليله
سميرة باقتناع
طب و دا هيحصل ازاي
بصي يا ستي انا عيزاكي الاول تحسني علاقتك ببابا و تعيشوا مع بعض زي أي زوجين..
سميرة بقهر
دا عشم إبليس في الجنه، مراد مبيكرهش ادي في الدنيا..
نيفين بإقناع.

بس راجل في النهايه و إلى كان بيسيبك ويروحلها ماتت و غارت في داهيه و الساحه فضيتلك. انتي بقي استغلي النقطه دي.
يعني اعمل ايه.

يعني مثلا كلمتين حلوين علي شويه نظرات انكسار و حزن بعد إلى عملوا فيكي و شويه معامله حلوة مع الواد ابنه دا و أنا طبعا مش هسكت. شويه تعالوا نخرج سوي و شويه دا ماما تعبانه يا بابا اطلع شوفها و كل شويه صدفه كدا تخليكي تستفردي بيه و معتقدش انك مش عارفه هتعملي ايه معاه لو جالك برجليه..
سميرة بلهفه
هو ييجي بس و مبقاش سميرة لو مخلتهوش يندم ندم عمره علي كل لحظه بعد عني فيها..
نيفين بمكر.

حلو اوووي، نيجي بقي للشغل العملي بصي بقي انتي محتاجه تروحي للكوافير تظبطي نفسك و تشتريلك شويه حاجات كدا من بتاعت المتجوزين دي عشان نظبط الشغل..
سميرة بحزن زائف
طب و هخرج ازاي دانتي شايفه جدك عامل عليا حصار و مانعني من الخروج بسبب إلى حصل آخر مرة..
نيفين بتخابث
سيبي الموضوع دا عليا. انا هغطي علي غيابك بس متتأخريش بالكتير ساعتين تلاته..
توسعت عين سميرة فقد وجدت حل لمعضلتها آخيرا و قالت بلهفه.

عيب عليكي يا نيفو. قبل كدا هكون عندك
هكذا تحدثت سميرة و لكنها تذكرت شي آخر فقالت بغيظ
طب و صفيه دي مبتخبيش عن جدك دبه النمله
لا دي متقلقيش منها خالص سبيها عليا يالا انا هقوم اروح لجدي و انتي بقي جهزي نفسك و متتأخريش، اه و متنسيش تتوصي بمراد بيه الحسيني عايزينه ينسي اسمه..
اتبعت نيفين حديثها بغمزة جعلت سميرة تبتسم بخبث علي سذاجتها ثم بعد أن تأكدت من خروجها قامت بإجراء مكالمه هاتفيه.

ايوا يا حبيبي استناني في الشقه إلى بنتقابل فيها جيالك،.

وصلت السيارات أمام ذلك القصر الكبير و ماهي ثوان حتي ترجلوا جميعهم إلى الخارج كلا يكتنفه شعور مختلف عن الآخر و لكنهم جميعهم اجمعوا علي الشعور بالخوف من المستقبل كانت الفتاتان تشعران بالغربه و أخذتا تنظران حولهما ثم تحولت نظراتهما إلى على الذي كان هو الآخر لا يختلف شعوره عنهما و لكنه ابتسم تجاههم ابتسامه طمئنه و سرعان ما وجدوا الخدم تفتح باب القصرو ذلك العجوز الذي يمشي مستندا علي عصاه قادما في لهفه تجاههم بحاوطه الخدم من كل جهه خشيه عليه من ان يسقط من فرط لهفته علي استقبالهما فهاهي أمنيته الوحيدة في تلك الحياه تتحقق بجمع شمل أحفاده من حوله.

اقترب منهم هاشم الرفاعي و هو يهلل في فرح
أهلا اهلا يا ولاد الغالي، نورتوا بيتكوا..

تقدم على منه تلاه اختيه بعد أن تلقوا إيماءة من والدتهم بمعني اقتربوا ليحاوطوه و هو يسلم عليهم في ترحاب شديد و قد لمسوا مدى حبه لهم و فرحته لمجيئهم و لم يفت عليه تحيه على المتحفظه معه ليبادر هو بعناقه فاستجاب له على ليشاطره اختيه العناق المحموم بأنواع شتي من المشاعر المتضاربة منها الندم و الشوق و المحبه و الحزن ليقطع الحديث آخيرا المساعد الخاص بهاشم قائلا.

هاشم بيه، انا مقدر الحاله إلي حضرتك فيها بس الانفعال الزايد دا غلط علي صحتك..
أجابه هاشم بصوت متحشرج
مش فارق المهم اني عشت و شفت ولاد الغالي في حضني مش مهم اي حاجه بعد كدا، انا مستعد اموت دلوقتي و مش هيهمني..
نطق جميعهم في آن واحد
بعد الشر عنك يا جدو، متقولش كداا يا جدو، ربنا يطولنا في عمرك..
هاشم بتأثر
ربنا ما يحرمني منكوا يا حبايب جدو..

كان مازن يقف من بعيد يراقب ما يحدث في تأثر دون أن يحاول الاقتراب احتراما لخصوصية ذلك اللقاء الحار و نظر إلي فاطمه المتأثرة ثم اقترب منها قائلا بلهجه حانيه
اكتر حاجه صح عملتيها هيا انك وافقتي أنهم ييجوا يعيشوا معاه، صدقيني انك تفرحيه الفرحه دي كلها و هو في حالته دي ثوابها عند ربنا كبير، دا غير أن عمي سالم الله يرحمه لو كان عايش كان زمانه طاير من الفرحه دلوقتي..

نظرت إليه فاطمه بحنان و قد سقطت دموعها تأثرا بما يحدث دون التفوه بحرف حتي تحدث هاشم قائلا بصوته الواهن
اتفضلي يا ست ام على، نورتي بيتك و بيت ولادك..

نظر الاخوات الثلاثه إلى بعضهم في ترقب و اندهاش من لهجه جدهم الحانيه و التي يرتسم بها الاحترام مع والدتهم التي اقتربت بعد أن أمسك مازن بيدها ليتقدموا إلى مكانهم فمد هاشم يده إليها و في عينيه نظرات خاصه لم يستطع ايا من المتواجدين تفسيرها لتظل فاطمه لثوان تبادله النظرات هيا الأخري ثم مدت كفها إليه تبادله السلام مع إيماءة بسيطه من رأسها ليدعوهم هاشم إلى الداخل بعد أن أمر الخدم بحمل أمتعتهم و وضعها في غرفهم التي تجهزت خصيصا من أجلهم..

في الداخل ما أن جلسوا جميعهم في غرفه الصالون حتي سمعوا صوت الباب يفتح و صار قلب أحدهم يدق كالطبول عندما سمع صوت محبوبته الذي غرد كالعصفور و هيا تقول بشقاوة
جدو هاشم، يا جدو..
اهلا بحبيبه جدو، انا هنا في الصالون تعالي..

نظر جميعم إلى مصدر الصوت في دهشه و ترقب لرؤيه تلك الفتاة التي تنادي علي جدهم بكل تلك الحميميه الا هو كان يتطلع بلهفه و إشتياق و تسارعت أنفاسه خاصة عندما دخلت إلى الغرفه بهييتها الملائكيه الساحرة و شقاوتها المعهودة فقد كان ينوي أن أول ما سيفعله عندما يصل هو رؤيتها فقد اشتاقها كثيرا لتفاجئه هيا تلك المفاجئه الاكثر من رائعه و تأتي لإستقباله.

تقدمت روفان إلى الداخل و كانت كل خليه بها ترتجف شوقا و خجلا فهاهي سوف تراه آخيرا بعد عنائها مع ذلك الشوق الذي كان يرهقها كثيرا في غيابه فلم تستطع المشي بهدوء بل اندفعت مهروله إلى الداخل خلفها كاميليا التي أمسكت بمعصمها و هيا تقول بخفوت
اهدي يخربيتك أدهم جاي ورانا لو حس بحاجه هينفخك..
روفان بزعر
بالهوي دانا نسيت أدهم خالص،
لا افتكري ياختي عشان منتعلقش بسببك..

تقدمت كاميليا خلفها روفان التي كانت تنظم أنفاسها بصعوبه فما أن رأت الفتيات كاميليا حتي اندفعن نحوها بالعناقات و السلامات و كانت روفان تقف خلفهما لتجده ينظر إليها بنظرات اخجلتها كثيرا فقد كان الشوق يملؤها لتعلم وقتها بأن إشتياقه لها قد اضناه هو الآخر فنظرت تجاه هاشم الذي لاحظ تلك النظرات الخفيه بين حفيده و بينها فانشرح قلبه كثيرا و ناداها ببهجه كبيرة قائلا
روفان حبيبة جدو ايه المفاجأة الجميله دي..

اقتربت منه روفان بخجل و هيا تعانقه قائله بخفوت
اهلا يا جدو، حضرتك عامل ايه دلوقتي..
بقيت احسن لما شوفت احفادي حبايبي و كملت فرحتي لما انتي جيتي دلوقتي..
حبيبي يا جدو ربنا يخليك لينا..
كانت الفتيات يعانقن بعض بحب شديد و لم يخلو سلامهم من مشاكسات غرام التي دفعت كارما من بين أحضان كاميليا قائلا بمزاح
يا بنتي اوعي سبيني أحضنها شويه وحشتني..

و ما أن احتضنت كاميليا حتي تسارعت أنفاسها و رقص قلبها بين ضلوعها من الصدمه و التي سرعان ما تحولت إلي لا مبالاه و هيا تنظر إليه يقف قبل باب الغرفه بخطوتان واضعا يداه في جيوب بنطاله راسما ابتسامه جميله علي شفتيه و يطالعها بنظرات جعلت عظامها تذوب من فرط العشق و لكنها سرعان ما سيطرت علي انفعالاته و ارتدت ثوب اللامبالاة و طالعته من أسفل لأعلي بطريقه مستفزة مازادته سوي ابتسام اتبعه بغمرة وقحه جعلتها تغضب فتركت كاميليا إثر نداء جدها.

تعالوا يا بنات أما اعرفكوا علي حبيبتي إلى كانت بتصبرني علي غيابكوا،
التفتت الفتيات نحو هاشم الذي القي التحيه علي كاميليا ثم قال يعرف الفتيات علي بعضها
دي روفان حفيدة رحيم الحسيني صاحب عمري و دول بقي يا روفان كارما و غرام احفادي..

تبادلت الفتيات التحيه ثم جلسوا جميعا بعد ما تبادلت كاميليا مع فاطمه العناق و الترحيب بروفان تفاجئوا من دخول أدهم الذي جاءة إتصال هاتفي استغرق بضع دقائق ثم تحمحم و دخل ملقيا التحيه ليتفاجئ هاشم من وجوده فقال بدهشه
أدهم، ايه المفاجأة دي..
ادهم باحراج
أهلا يا هاشم بيه، ازي صحتك..
الحمد لله بخير، ايه انت هنا من امتا..
انا كنت جاي اجيب البنات و اسلم علي الجماعه..

اختتم أدهم حديثه و قام بالسلام عليهم جميعا حتي توقف عندها و توقفت معه جميع حواسها و عندما امتد كفه إليها ارتعشت مفاصلها و بصعوبه رفعت راسها تطالعه و و قد استخدمت كل ذرة إرادة داخلها حتي ترسم تلك النظرة اللامباليه قبل أن تمتد يديها تلبي نداء كفه الممتد و الذي اعتصر يديها بين أصابعه و كأنه يعانقها و تلك النظرة المصممه المرتسمه في عيناه و كأنها تخبرها بأنه لن يتنازل أبدا عنها، لم يطول الأمر فقد كان لثوان معدودة و لكنه كان أشبه بالدهر بالنسبه إليها فلم تكن تشعر بأنها تحبس أنفاسها الا عندما ابتعد فأطلقت تنهيدة طويلة لم تخف علي كاميليا التي كانت تجلس بالقرب منها فقالت بصوت خفيض.

يا عيني عالتنهيدة صحيح الحب بهدله..
كتمت كاميليا ضحكاتها علي مظهر غرام الغاضب و لكن لفت انتباههم حديث الجد عندما وجه حديثه لأدهم قائلا
و ياتري بقي عرفت الطريق و انت جاي يا أدهم و لا سألت حد، اصلك مجتش هنا من و انت في اعدادي..
نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض و كان مازن يكتم ضحكاته بصعوبه علي مظهر أدهم الذي قال بحرج.

معلش بقي يا هاشم بيه انت عارف ضغط الشغل عامل ازاي بس انت علي بالي والله و بسأل عليك دايما..
تتدخل مازن قائلا بمزاح يشوبه المكر
بصراحه يا هاشم بيه أدهم بيموت فيك و مبيبطلش يجيب في سيرتك. و خصوصا اليومين دول.
تحدث هاشم بخبث و قد شعر بأن هناك أشياء كثيرة قد حدثت أثناء تعبه فذلك الارتباك الذي يغلف ملامح حفيدته غرام ليس من فراغ.

يااه للدرجادي يا أدهم طب والله كويس دا شئ يسعدني. اتمني بقي أشوفك كتير الفترة الجايه دي..
لا دا احنا راشقينلك الفترة الجايه متقلقيش..
هكذا تحدث مازن باندفاع ليقهقه الجميع ماعدا على الذي كان يتبادل الرسائل النصية مع احدهم فلفت نظره قهقهاتهم فقال بإستفهام
ايه إلى بيضحك اوي كدا..
أجابه هاشم بتخابث
مانتا مش مركز معانا يا حضرة الظابط و الا كنت عرفت إلى واخد عقلك يتهني بيه..
تحمحم على و قال باحراج.

لا ابدا يا جدي دا شغل..
نظر له جده نظرة ذات معني قابلها على بثبات ليبتسم هاشم علي حفيده الذي يشبهه كثيرا..
تحدث مازن بمزاح
والله القاهرة نورت يا جماعه كان نفسنا بس نسيب على هناك كان هيبقي النور اكتر بس يالا مش مشكله..
قال على ليشاركه المزاح
علي قلبك، بص انا عملك الردي في الدنيا دي
مازن بقهر
حسبي الله ونعم الوكيل يا شيخ..

ظلت الأحاديث علي النحو الهادئ و ظل مازن و على يتبادلان للمشاكسات و احب الفتاتان روفان كثيرا و و لكن كانت هناك نظرات مشتعله و آخري عاشقه متبادله بين أدهم و غرام التي فجأة هبت من مكانها لتستقبل عمرو العائد من عمله عند معرفته بوصولهم لتعانقه بحب و لهفه
عمرو، وحشتني..
عمرو بمحبه اخويه
ميمو حبيبتي، وحشتيني..
ايه المفاجأة الحلوة دي، مقولتليش انك هتنزل النهاردة القاهرة..
كنت عاملهالك مفاجأة،
غرام بدلال.

احلي مفاجأة في الدنيا..

توجه عمرو للسلام علي البقيه و غرام تتأبط ذراعه و تمشي بغنج متعمد لتذيب قلب ذلك الذي جحظت عروق رقبته و ابيضت مفاصله من الغضب لدى رؤيته لها تتعلق برقبة ذلك الشاب حتي لو كان شقيقها فأخذت أنفاسه تتسارع مع كل ضحكه تخرج منها و كل حركه تصدر عنها فقد كانت ماهرة في كل خطوة تفعلها بداية من عناقها له ثم مزاحها معه و دلالها البرئ ظاهريا فقد كانت تشعر بنظراته تأكلها من الخلف و لكنها صُدِمت عندما التفتت لتري جحيم عيناه و ذلك الألم الممزوج بالغضب المرتسم بها فاهتزت ملامحها قليلا و لكنها سرعان ما رسمت إبتسامه فاتنه علي ملامحها متجاهله وجوده ليتم الترحيب بعمرو من الجميع عداه هو فعندما جاء دوره لم تهتز ملامح وجهه و ظل علي تجهمه تجاه عمرو الذي لم يختلف تصرفه كثيرا عن تصرف أدهم فقد سلم عليه من باب الادب لأنه في بيته و لكن بداخله فهو لا يتقبله خاصتا بعد الموقف الذي حدث بينهم في الاسكندريه..

لم يتحمل أدهم البقاء معهم فقد بلغ غضبه الذروة فقال موجها حديثه لعلى
على لو سمحت عايزك في كلمتين..
لم يفت علي على التوتر القائم بين عمرو و أدهم و لكنه تجاهل الموضوع و قال
تمام تعالي نطلع الجنينه..
خرج كلا من على و أدهم إلى الخارج و كان الأخير يغلي من شدة الغضب الذي جعل صوت أنفاسه مسموعا للحد الذي لفت إنتباه على و لكنه لم يعلق و عندما توقف أدهم أمام الأرجوحة الكبيرة في الحديقه بادره على بالحديث.

خير يا أدهم سامعك..
انا عايز اتجوز غرام أختك..!

فاضي و لا هعطلك ؟
خرج مراد من شروده و التفت للصوت القادم من الخارج فوجد نيفين تطل برأسها من باب المرسم الخاص به فابتسم لها مرحبا و قال بحب
و لو مش فاضي هفضالك..
دخلت نيفين مغلقه الباب خلفها قائله بمزاح
سيدي يا سيدي ايه الرضا دا كله..
تقدم مراد منها و قام باحتضانها و إجلاسها بجانبه علي الاريكه قائلا بصدق
انا طول عمري راضي عنك يا حبيبتي، المهم انتي تبقي راضيه
انا راضيه طبعا بس عندي طلب
اؤمريني.

ترددت نيفين قبل أن تقول بخفوت
بابا، انا نفسي تتصالح انت و ماما و نعيش حياه سعيدة سوي.
انتفض مراد من مجلسه كمن لدغته افعي و قال بغضب
نيفين اقفلي عالموضوع دا خالص و متتكلميش فيه..
نيفين بصراخ
امال اتكلم في ايه يا بابا، هو انا مش من حقي اعيش في جو هادئ وسط اب و ام بيحبوا و بيحترموا بعض..
مراد بصرامه
امك دي آخر واحده في الدنيا ينفع تتحب أو تستاهل الاحترام..

يا بابا ارجوك اسمعني ماما فيها عيوب كتير انا عارفه بس والله بتحبك و مستعدة تتغير عشانك..
طالعها مراد بسخريه و قال باستهزاء
و هيا بقي إلى حفظتك البوقين الحمضانين دول..
نيفين بنفي و بلهجه مستعطفه
والله أبدا دي ماما بتحبك بس هيا إلى أسلوبها وحش دي حتي فاكرة أن عيد ميلادك بعد بكرة و قالتلي انها هتخرج تجبلك هديه و وصتني اغطي علي غيابها لحد ما تروح تجبهالك و ترجع ووو..

تعمدت نيفين التوقف عند تلك النقطه و قامت بصفع مقدمه رأسها بغضب مفتعل و هيا تقول
اوووف فتنت و قولت المفاجأة..
التفت مراد إليها كليا و قد جحظت عيناه من فرط الغضب فتقدم منها و هو يقول بحده
انتي بتقولي ايه، انطقي
تلعثمت نيفين قائله بتوتر مفتعل
اصلها كانت ناويه تعملك حفله عيد ميلاد و كدا و كانت عايزة تخرج بأي طريقه عشان تجبلك هديه فطلبت مني اني اغطي علي غيابها ساعتين لحد ما ترجع..

مراد و قد زاد غضبه من مكر تلك الحيه و قد تأكدت ظنونه بخداعها فقال بصوت مرعب
و خرجت امتا بالظبط..
نيفين بزعر فقد هالها مظهره الغاضب
و أنا جيالك كانت لسه نازله..
تركها مراد بغته و قام بإخراج سلاحه من المكتب الخاص به و أخذ هاتفه و انطلق مسرعا و هو ينوي كشف الاعيب تلك المرأة و التخلص منها نهائيا.

نزلت سميرة من سيارة الأجرة و توجهت إلى صالون التجميل التي كانت ترتاده دائما ثم و بعد لحظات دخلت إلى الحمام و انتظرت ربع ساعه ثم عاودت الخروج من الباب الخلفي لتصعد إلى السيارة التي كانت في إنتظارها غافله عن تلك العيون التي تتوعدها بالهلاك فلقد كان مراد يراقبها من بعيد و قد تأكد من خيانتها فهو منذ آخر حديث له مع نيفين قد تيقن بأن تلك الأفعي تخفي شيئا و ها هو الآن بصدد كشفه انطلق مراد خلف تلك السيارة تاركا مسافه لا بأس بها حتي لا يتم كشفه و التي توقفت أمام بنايه كبيرة في أحد الأحياء الراقيه و قد نزلت سميرة و توجهت للداخل بينما أن السائق انطلق بالسيارة و يبدو أن حارس العقار يعرفها فلم يوقفها عندما دخلت البناء فانطلق خلفها و قد أوقفه الحارس ما أن اقترب منه فقال له الحارس.

طالع فين يا حضرة..
أخرج مراد رزمه كبيرة من النقود و أعطاها للحارس في يده و قال
بقولك ايه الست إلى طلعت دلوقتي دي طالعه الدور الكام و في انهي شقه..
لمعت عينا الحارس لدي رؤيته النقود و قام بأخذها و وضعها في جيبه و سرعان ما قال
طالعه الدور السادس الشقه إلى علي شمال الاسانسير..

شكره مراد و استقل الاسانسير الآخر و قام بالصعود خلفها و لكن جاءه اتصال من يوسف فرفضه ليعيد الاتصال مرة ثانيه فرد مراد قائلا بعجاله
ايوا يا يوسف..
عمي مراد أنت فين،
مراد باختصار
انا في مشوار مهم في حاجه..
يوسف بهدوء
كنت عايز اتكلم معاك في موضوع مهم..
مش وقته يا يوسف،
كانت نبرة مراد مهزوزة و قد لاحظ يوسف ذلك فقال بقلق
انت كويس يا عمي..

انا كويس يا يوسف متقلقش عليا، انا عايز اطلب منك طلب من غير ما تسألني ليه..
اتفضل يا عمي.
نيفين و زين في رقبتك يا يوسف لو جرالي حاجه خلي بالك منهم.
شعر يوسف بوجود خطب ما فهب من مقعده قائلا
عمي مراد أنت فين و ليه بتقول الكلام دا..؟
مراد بهدوء
اهدي يا يوسف و متقلقش عليا، انا كويس. بس محدش ضامن عمره، انا هقفل دلوقتي و هقابلك في البيت بالليل..

لم يستطع يوسف الرد عليه فقد اغلق مراد الخط و قد عزم الأمر علي مداهمه تلك الشقه ليكشف ما تفعله تلك الحمقاء فهو أصبح شبه متأكد من خيانتها فما أن أوشك علي ضرب الجرس فوجئ بوقوف الأسانسير في نفس الطابق فاختبئ في الناحيه الأخري له فوجد ذلك السائق الذي أوصل زوجته يحمل الكثير من الحقائب البلاستيكيه و التي تحتوي علي بعض الخمور و قد كان يخرج مفتاحا يضعه في قفل الباب ففاجأة مراد بضربه في مؤخرة رأسه بسلاحه أفقدته وعيه و قام بإدارة المفتاح في قفل الباب و قام بالتسلل بهدوء إلى الداخل و لكنه سمع أصوات جعلت الدماء تفور في عروقه فتلك الخائنه مع عشيقها ليندفع تجاه الصوت و يركل الباب بقدميه ليجد زوجته في آحضان آخر و لكن مهلا فمن هذا الشخص الذي ما أن رآه مراد حتي جحظت عيناه من هول الصاعقه التي رآها قائلا بصدمه.

أنت !

كانت كاميليا تقف أمام النافذة تنتظر عودته فقد تأخر كثيرا و قد علمت من أدهم بأن هناك مناقصه مهمه كثيرا لشركتهم و بأنهم سيسهروا لوقت متأخر في الشركه و لكن أدهم قد عاد و هو لم يأتي فظلت ساهرة و قد جافاها النوم دون ان تطمئن عليه و لا تعلم لما شعرت بأن شئ سي قد حدث ظل هذا الشعور يراودها منذ أن عادت من عند خالتها و علمت بغيابه و خاصتا عندما أغلق هاتفه و لم تستطع التوصل إليه فبقيت علي حالتها هذه تنتظر عودته قرابه الست ساعات فيا تري ماذا حدث و أين اختفي حاولت مرارا مهاتفته و لكن دون جدوى فهاتفه مازال مغلقا ففكرت بمحادثة مازن عله يعلم اي شيئا عنه فهمت بالاتصال به فوجدت ضوء سيارته قد شق الظلام حولهما فاندفعت ترتدي روبها و هرعت إلى الأسفل لتلتقي به فقد اشتاقته و قلقت عليه كثيرا و ما أن خطت خطوتها الأولي علي الدرج وجدته يدخل إلى المكتب مغلقا الباب خلفه و قام بنزع جاكيت بدلته و قام بالإرتماء علي الأريكه فأردا جسده بتعب واضعا أحدي يديه فوق رأسه مغمضا عينيه و هو يتمني من أعماقه لو كان بإمكانه في تلك اللحظه أن يرتمي بين ذراعيها حتي تخفف عنه كل تلك الأعباء الملقاة علي عاتقه و التي صار حملها ثقيلا عليه و كأن السماء قد استمعت لدعاء قلبه فشعر برائحتها العطرة تغزو أنفه ويدها الرقيقه تتلمس ملامح وجهه فرفع يديه و نظر إلي ملامح وجهها قائلا بعدم تصديق.

انتي هنا بجد..؟
طالعته كاميليا بحب قالت بحنان
لو مكنتش هنا هكون فين يا يوسف..
امتدت يداه تتلمس ملامحها الفاتنه التي يعشقها و قال بصوت أجش
قبل ثواني بالظبط كان قلبي بيدعي أني افتح عيني الاقيكي جمبي..
كاميليا بحب
و قلبي حس بيك و بقلبك و جابني لحد عندي جري،
سهرانه ليه لحد دلوقتي..
و هيجيلي نوم ازاي و انت مش جمبي..
يوسف بمزاح
علي أساس أن كل يوم بنام في حضنك يعني.
كاميليا بصدق.

تؤ، بس ريحتك بتكون محوطاني و مونساني، عارف انا دائما بسأل نفسي يا تري النومه في حضنك طعمها ايه..؟ لما تكون ريحتك و انت في اوضه و أنا في أوضه بتطمني و تخليني انام و أنا مش خايفه و لا قلقانه امال لما انام في حضنك هكون عامله ازاي.؟

كانت كلماتها كالفتيل الذي اشعل نيران شوقه و عشقه لها في آن واحد فأصبحت براكين مشتعله يصعب السيطرة عليها فامتدت يداه تطوق خصرها النحيل ثم قام برفعها و وضعها بجانبه علي الأريكه و تحرك هو ليصبح أمامها مباشرة يحاوطها بجسده من جميع الإتجاهات ناظرا إليها نظرات ملتهبه و هو يقول بلهجه مثيرة اجتمعت فيها الرغبه مع العشق.

هتكوني جزء مني يا كاميليا لو الناس دي كلها اتجمعت عمرها ما هتقدر تفصله عني، اليوم دا لما ييجي هخليكي تشوفي بعنيكي يعني ايه عشق و تعيشي كل تفصيله فيه تلمسيها و تحسيها و هتعرفي بعدها أن كل السعاده إلى مرت عليكي في حياتك كانت و لا حاجه قصاد اللحظه إلى هنجتمع فيها و نبقي واحد.

شعرت كاميليا بسخونه تجري في جميع أنحاء جسدها و كأن دمائها اصبحت شلالات من النيران المشتعله جراء كلماته التي أيقظت بداخلها مشاعر قويه مختلفه تسعدها و تخيفها في نفس الوقت فخرج صوتها متحشرج من فرط المشاعر قائله
يوسف، متخوفنيش
قاطعها يوسف واضعا إصبعا فوق شفتيها قائلا بعشق.

هششش اوعي تخافي مني انا عمري ما هأذيكي أبدا، حبي ليكي يخوف انا عارف بس عشانك انتي بقدر احجمه و ربنا يعلم اني بستنفذ كل طاقتي عشان معملش حاجه تخوفك أو تخلينا نندم،
راقتها كلماته عن مدي حبه لها و عن مدي تأثيرها عليه فقالت بخفوت و دلال مثير
نفسي اوي افضل في حضنك لحد ما اروح في النوم ممكن..؟
يوسف بصوت أجش
و مين قالك اني هسيبك تقومي من جمبي. انا من شويه كنت هموت علي حضنك دا تفتكري هضحي بيه دلوقتي،.

امتدت يد كاميليا تتلمس ملامح وجهه قائلا بصدق
بحبك اوي..
تنهد يوسف بتعب ثم قام بانزال شفتيه و وضعها فوق شريانها النابض بجنون يوازي جنون دقات قلبه و قبلها بمنتهي الرقه و الحب ثم رفع رأسه قائلا بإرهاق
نامي يا كاميليا و ربنا يعيني و يعدي الليله دي علي خير..
ابتسمت كاميليا و عانقة خصره قائله بمزاح
متقلقش انا واثقه في حبيبي جدا..
بادلها يوسف المزاح.

والله حبيبك مش واثق في نفسه اصلا و ممكن يقوم يفترسك دلوقتي نامي احسن..
ابتسمت كاميليا بحب علي كلماته ثم وضعت رأسها فوق صدره و آخر شي تذكرته هيا يده الخامسه تمسد خصلات شعرها في دلال ..

في صباح اليوم التالي استيقظت كاميليا من نومها بعد أن قضت ليله هانئه بين أحضان حبيبها و التي حتما لن تنساها طول حياتها الأول مرة تشعر بمثل تلك الراحه و السلام، أخذت كاميليا تتلفت حولها و هيا تشعر بالاندهاش لوجودها في غرفتها نائمه علي سريرها فظنت لوهله بأن ما عاشته معه كان حلم لتلتفت علي الجهه الأخري من السرير لتجد تلك الورقة بجانبها تلك الوردة الحمراء فتأكدت بأن ما عاشته معه كان الحقيقه بعينها فامتدت يداها تمسك بالورد نقبلها و تستنشق رائحتها العطرة و هيا تقرا تلك الكلمات التي جعلتها تحلق في سماء الحب.

صباح الفراوله علي أحلي فراوله في الدنيا، بحبك
و أنا بعشقك يا قلب الفراوله..

قالت كاميليا هذا الكلمات بصوت عال فبعد أن رأت تلك الرساله التي جعلتها تطير من السعادة و قامت بالنهوض من سريرها في عجاله لترتدي ملابسها بسرعه حتي تنزل إلى الأسفل لرؤيته فهيا قد اشتاقته كثيرا و افتقدت دفء ذراعيه تريد أن تشبع روحها من رائحته الجميله فارتدت اجمل ثيابها و تزينت حتي أصبحت في ابهي صورة لها و نزلت الدرج مسرعه و هيا في طريقها إلى باب المكتب سمعت شجارا حادا و عندما همت بالدخول وجدت الباب يفتح و ذلك الخروج العاصف لرحيم الحسيني الذي نظر أليها ببغض قائلا بشر.

انتي السبب في كل حاجه وحشه حصلتله و هتحصله..
تراجعت كاميليا خطوة إلى الخلف فقد هالها مظهره المرعب و تلك الكلمات التي استقرت في قلبها كالرصاص و لكن أكثر ما افزعها هو ما يرمي إليه فدخلت إلي غرفه المكتب تبحث عنه لتطمئن قلبها المزعور فوجدت أدهم يجلس فوق تلك الأريكه التي شهدت ليله من أجمل ليالي عمرها معه و قد كان مطأطأ الرأس واضعا يداه فوق جبهته فبادرت كاميليا بالحديث بنبرة مهزوزة خائفه
يوسف فين..؟

رفع أدهم رأسه ببطء و قد شعر بالشفقه عليها من حديث جده فقال بهدوء
للأسف منعرفش..
كاميليا بفزع
يعني ايه متعرفوش..
أدهم بأسف
النهاردة كان في مناقصه كبيرة للشركه و كان عندنا امل كبير نكسبها بس للاسف خسرناها و يوسف من ساعة ما عرف و هو مختفي و محدش يعرف راح فين..
طب و يوسف اختفي ازاي، و بعدين دي لا اول. لا آخر مناقصه تخسروها و يوسف دايما يقول إن الشغل مكسب و خسارة..
زفر أدهم بحنق قائلا.

للأسف يا كاميليا المرادي الخسارة كبيرة اوي، و الشركه ممكن تفلس..
سقطت كاميليا علي الكرسي خلفها و هيا تقول بألم
طب ازاي حصل كدا دا يوسف اشتغل جامد اوي عالمناقصه دي، ازاي ضاعت كدا؟
دي حقيقه يوسف كان حاطت سعر محدش يقدر يتوقعه و تقريبا كنا ضامنين المكسب..
كاميليا بشك
و دا معناه ايه..؟
أدهم بغضب
معناه أن في خاين في الشركه..!

أوشكت كاميليا علي الحديث و لكن أوقفها تلك الصرخات التي أتت من داخل المنزل فخرج أدهم مهرولا تتبعه كاميليا لمعرفه ماذا حدث ليصدموا جميعا من ما تفوهت به الخادمه
مراد بيه لقيوه مضروب بالنار و مرمي عالطريق..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة