قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس عشر

أحبك، بالرغم من أنك لست معي و بالرغم من أني لا أراك و لم استطع احتضانك و لكني أحبك...
فقد كانت كتاباتي الأولي لك، و قرأتي الأولي لك. فأنا ضحكت لك و بكيت بسببك و تغيرت من أجلك. حتى ذلك البعد الذي يؤلمني تعودته معك...
و حتى ذلك. الخزلان الذي نلته منك لم يمنعني من حبك
الا يكفي كل هذا لجعلي أحبك.

استيقظت كاميليا من حلمها الجميل الذي كانت تتخلله رائحه تعشقها و يستوطنه رجل كل خليه من جسدها تنطق بإسمه و اخذت تنظر حولها و شئ بداخلها يخبرها لقد كان هنا.
لا يوجد أثر له ظاهريا و لكن تلك الرجفه التي انتابتني و ذلك الدفئ الذي غمرني و تلك النيران التي تجري في شراييني كل هذه الأشياء تثبت وجوده.

نعم لقد كان هنا.! فأنا لم انم بمثل هذا العمق منذ ذلك اليوم عندما غفيت في احضانه فذلك الأمان لا أشعر به أبدا سوي معه.
ذلك الرجل او رجل التناقضات كما اسميته يستطيع بنظره واحده ان يصب أطنانا من الثلج في قلبي و بنفس النظرة قادر علي إذابتها لدرجه تجعل جسدي ينصهر عشقا بين يديه.

تري هل كل ما أشعر به الآن من جراء ذلك الحلم الجميل الذي كنت فيه انعم بدفئ احضانه و اتذوق عشقه الذي لم اشتهي في هذه الحياه سواه
حقا لا أعلم و لكني شعرت بأني احلق في السماء السابعة بل لقد كانت الجنه.
تلك الجنه التي حُرٍمت علي بملئ إرادتي
آلمني قلبي كثيرا و سألني بحزن إن كان الحلم معه بهذه الروعه فكيف تكون الحقيقه.

انفتح باب الغرفه فجأه و تقابلت نظراتنا فشعرت بقلبي يود لو يخرج من بين ضلوعي يعانقه و يبكي لوعه غيابه يخبره كم اهيم به عشقا ّ. ، و اقسم أنني شعرت أن ما يدور بداخلي قد انتقل اليه و شعرت بنظراته تخبرني بأن ما يحمله لي أضعاف ما أشعر به نحوه.

لم تتعانق شفاهنا و لكن تعانقت قلوبنا فقد كان عشقي له يتجلي بوضوح بعيني و تجلي عشقه لي في رعشه شفاهه و ارتجافه يديه التي ضغطت علي مقبض الباب و كأنه يمنعها من الوصول إلى و عيناه التي تحول لونها إلى الازرق القاتم كانت تببدو و كإنها تلتهمني...

فلم أشعر سوي و هو ينطق باسمي و كأنه يتذوقه فبادلته النداء بنفس النبرة التي تقطر عشقا و أقسم أنني كنت سأرتمي بين ذراعيه ضاربه بعرض الحائط كل تلك العوائق التي تقف بيننا و لكن ما أن حملتني قدماي لأركض نحوه فاجئني دخول والدته التي ما لبست ان احتضنتني بشده و هيا تقول من بين دموعها.

- كاميليا، يا روحي وحشتيني اوي انتي كنتي فين كل دا
ثم ما لبست ان اختطفتني روفان من بين احضانها و هيا تقول
- وحشتيني يا زفته كدة تخلينا تقلق عليكي بالشكل دا
فاحتضنتها و مازالت نظراتي معلقه به و رأيت الغضب يتجلي بوضوح داخل عينيه من احتضان روفان لي بهذا الشكل فأنا اعلم كم يغار فقد كان يعض علي شفتيه من الغضب و شعرت بأن قلبي يتراقص فرحا من غيرته تلك و تضاعفت فرحتي عندما قال بغضب حاول مداراته.

- ما خلاص بقي هتفضلوا ساعه حاضنين بعض
و هنا تذكرت موقف مماثل لغيرته التي اعشقها
فلاش باااك
- ابيه يوسف ممكن ادخل تحدثت روفان بعد ان دخلت اليه و هو يقوم بممارسة تمارينه الرياضيه.

- مانتي دخلتي خلاص يا أوزعه
- احم. دا شكل الغزاله رايقه و لا ايه قالتها روفان بخفوت
- انجزي يا روفان ورايا ميعاد كمان ساعتين و مش فاضيلك
- اص. اصل احنا كنا عايزين ننزل نشتري شويه حاجات من برة
- لا مفيش خروج
- طب مش تسمع عايزين نجيب ايه
- من قبل ما اسمع قولتلك مفيش خروج
- يا ابيه والنبي انا و كاميليا هنموت و نخرج.

- ايه كاميليا خفق قلبه عند سماع اسم معشوقته و قام بالالتفات إليها و قد انصبت جميع حواسه للإنصات باهتمام.

- اه كاميليا يعني لفتلي دلوقتي مانا بقالي ساعه بكلمك مديني ضهرك و مصدرلي الطارشه قالتها روفان بغيظ.

- اتعدلي يا اوزعه احسن مخرجكيش من البيت لمده شهر
- لا لا و علي ايه يا كبير الطيب احسن
- انجزي عايزين تخرجوا ليه
- بص يا ابيه الموضوع يخص كاميليا في الأساس و انا عايزه اساعدها مش اكتر قالتها روفان بخبث.

- مالها كاميليا يا زفته انتي انطقي قبل ما اتغابي عليكي
قالها بغضب و نفاذ صبر فعندما يكون الامر متعلق بحبيبته يفقد كل ذرة تعقل لديه
- خلاص والله هقول اصل صاحبه كاميليا خطوبتها بعد بكرة و هيا كانت هتموت و تحضر و عارفه ان محدش هيوافق تروح لوحدها فاتطوعت و قولتلها خلاص هروح معاكي فأيه بقي معندناش فساتين تنفع لخطوبه و كدا فكنا عايزين نخرج عشان نشتري و بس.

- و انتوا بقي إن شاء الله عايزيني أوافق تروحوا تشتروا علي اعتبار اني اساسا وافقت انكوا تروحوا الخطوبه دي.

- و ايه يعني يا ابيه ما كل أصحابنا هيروحوا و بيتخطبوا اهم كمان و احنا ممنوع علينا نبص من البلكونه حتي، دي مش عيشه دي قالتها روفان بصوت عالي نسبيا.

- روفان انتي تقريبا صوتك علي و لا انا بيتهيقلي تحدث يوسف بنبره توعد
- لا والمصحف بيتهيقلك. انا اعلي صوتي عليك أبدا يا ابيه دانا اتخرس قبل ما اعملها.

- متقلقيش إن شاء الله هخرسك قريب يا حبيبتي
- بس متقاطعش يا هندسه قالتها بسماجه اغاظته
- بطلي لماضه و خلينا نتكلم في المهم هيا كاميليا مجتش معاكي ليه
- قالتلي انها مش هتطلب منك حاجه
- و دا ليه إن شاء الله
- تقريبا كدا زعلانه منك
- طب هيا فين دلوقتي
- ورا الباب و زمانها سامعه كل حاجه. ثواني هجبهالك من قفاها.

تسمرت كاميليا في مكانها عندما سمعت جمله روفان الأخيرة و عندما تنبهت للهرب كانت روفان تُمسٍك بها من يدها و تجرها و تلقيها أمامه و تفر هاربه.

حاولت كاميليا اللحاق بها و لكن هيهات فهي في عرين الأسد.
شعرت بقبضته التي كانت كالفولاذ تُمسك بمعصمها و تسحبها اليه حتى ارتطمت بسياج صدره و حاوطتها ذراعيه تمنعانها من الهرب فاستقرت بين احضانه و اخفضت رأسها كي لا تقع بفخ عيناه فهي غاضبه منه و بشده.
فاتت انامله اسفل ذقتها لترفع رأسها إليه فاصطدمت بزرقاوتيه الفاتنتين و قال بنبرته العميقه و تلك البحه الرجوليه القاتلة في صوته.

- سامع إن حبيبي زعلان مني
جف حلقها من لهجته الحانيه و نظرته المربكه و لكنها حاولت التماسك امام سحره و حاولت رسم اللامبالاه قائله.

- و انا مالي روح أسأله
- هو مين
- حبيبك!
- مانا بسألك اهوة
- أنا يعني
- هو في غيرك حبيبي
- والله لو حبيبك مكنتش زعلتني
- مقدرش
- بتقدر
- والله ما بقدر
- لا بتقدر
ابتسم يوسف علي طريقتها الطفوله التي يعشقها و قال بصوت اجش
- حقك عليا. قوليلي عملت ايه زعلك و انا معملهوش تاني
- كنت قاعد تضحك و تهزر مع ست نيفين في الجنينه و لا همك حد انفجرت في وجهه من شده الغضب و الغيرة.

- انتي بتزعقيلي يا كوكي قالها بهيام من أفعالها و احمرار وجنتيها بفعل الغضب فبدت شهيه أكثر فمرر يده بعشق علي ملامح وجهها.

- لا مبزعقش بس انت مبتحترمنيش و لا بتخاف علي زعلي قالتها بحزن أرتج له قلبه فقام بحملها من خصرها و اجلسها علي احد الأجهزة الموجودة بالغرفه و احتضن وجهها بين يديه قائلا بحب.

- أنا مبخفش علي زعل حد في الدنيا غيرك يا عمري
- يا سلام
- معقول مش مصدقاني و بعدين العيله كلها كانت قاعده و كلنا كنا بنتكلم و بنضحك.

- قصدك بتبصلها و ضحكت و بعدين و انت من امتا بتضحك اصلا انت لا بتضحك و لا بتحب الضحك اشمعنا يومها حبك عليك الضحك اوي.

كان يود لو يلتهمها من فرط حُسنها الذي كان يجعل كل خليه في جسده تنفجر مطالبه بها و لكنه كان يُمني نفسه بأنها ستصبح له قريبا فحاول التماسك قائلا.

- قصدك إن انا كئيب و نكدي و لا ايه
- لا طبعا مقصدش كدا بس انت بالعادة مبتضحكش كتير و كمان مينفعش تضحك ضحكتك الحلوة دي غير ليا انا و بس.

- انتي بتعاكسيني بقي
- متغيرش الموضوع انا زعلانه بجد
- و انا مقدرش علي زعلك يا قمري شوفي ايه إلى يرضيك و انا هعمله
- امممم يعني لو طلبت منك اي حاجه هتعملها. قالتها و قد امتدت يداها تحاوط عنقه في دلال يعشقه.

- اي حاجه يا روح قلبي هتطلبيها هعملها. قالها بتأثر من فعلتها التي راقت له كثيرا.

- طبعا انك متفكرش تضحك مع حد غيري دا شئ مفروغ منه و خصوصا زفته
- تقصدي نيفين
- لا اسمها زفته يا يوسف
- زفته يا قلب يوسف
- ايوا كدا . نيجي بقي للطلب عيزاك توافق ان انا و روفان نروح حفلت صحبتنا و توافق كماان نروح نشتري الفساتين كانت تتحدث بدلال أرهق قلبه كثيرا.

- بس دول طلبين مش طلب واحد
- لا دول طلب واحد بس مترتبين علي بعض ماهو احنا هنجيب الفساتين عشان تحضر الحفله لو مفيش فساتين مفيش حفله صح و لا ايه.

- انتي اتعلمتي المكر دا امتا قالها بمداعبه
- دا مكر حوا يا قلبي حاجه كدا كل الستات بيتولدوا بيها متشغلش بالك انت المهم قولي بقي هتوافق و لا ايه تحدثت بطريقه طفوليه محببه إلى قلبه كثيرا.

- كاميليا هو انتي هتكبري امتا بقي قالها و قد ارهقه عشقها و لكن زواجه منها مرهون بأن تتعدي الواحد و العشرون عاما كما اشترط جدهما.

- ليه هو انت شايفني صغيرة قالتها بحزن
- شايفك احلي واحده في الدنيا يا قلبي وردتي إلى كبرت و فتحت علي ايدي . انتي بنتي قبل ما تكوني حبيبتي انتي كل حاجه و احلي حاجه في الدنيا دي، اختتم كلماته بقبله رقيقه بين عينيها تحكي مقدار عشقه لها.

- اد كدا بتحبني
- تؤ اكتر من كدا بكتير
- عارف يا يوسف انا بعتبرك بيتي المكان الوحيد إلى بحس فيه بالأمان، انت العيله بدفاها و حنيتها إلى عمري ما حستها غير و انا معاك، اول يوم قلتلي انك بتحبني فيه وقتها بس حسيت اني مش يتيمه و ان ربنا خد مني بابا و ماما و عوضني بيك و انا راضيه اوي بالعوض دا و بحمد ربنا ليل نهار عليه...

لم يعانقها بل غرسها بين احضانه و كأنه يود ان يدخلها بين ضلوعه فهو يعشقها لدرجه أصبحت تسري بدمه و أصبح يتنفس بوجودها و كذلك كان حالها فقد كان عشقه يحتل كل ذره من كيانها فكانت ذراعيه هم حدودها. أسوارها التي تمنع عنها أي غزو خارجي...

قاطع لحظتهم صوت الطرق علي الباب الذي اتفتح بعدها و أطلت روفان برأسها من خلفه و لحسن الحظ سارع يوسف بالتحرر من يديها و لكن لم يفلح قلبه بالتحررمنها فقد كبلته اصفاد عشقها حتى شعر و كأن العالم اجمع يتلخص في وجودها...
و قام بالتقاط زجاجه مياه من الثلاجه علها تطفئ من نيران عشقه التي اشعلتها حوريته الصغيره.

- كل دا لسه مأقنعتيهوش يا كاميليا قالت روفان بجانب أذن كاميليا التي كان جسدها يرتعش من فرط المشاعر التي عصفت بها فلم تستطع الرد
فأخذت روفان تنقل بصرها بين كاميليا المبعثره و يوسف الذي يقف معطيا كلاهما ظهره لا تعلم ما بهما و لكن أخيرا تحدث يوسف بعد ان نجح في السيطره علي مشاعره.

- مين صحبتكوا دي
- دي زميله لينا في الكليه اجابت روفان
- الحفله دي امتا و فين
- بعد بكرة يا ابيه في نادي (، )
- تمام هبعت معاكوا السواق كمان شويه يوديكوا تشتروا إلى انتوا عايزينه بس طبعا مش عايز افكركوا ان في حدود في اللبس.

تنبهت كاميليا لحديثه و سألت بعدم تصديق
- أنت بجد وافقت
- اه وافقت قالها بابتسامه جميله لا تخرج سوي لها فسرعان ما وجدها تحتضن روفان بشده و الآخري تبادلها فغضب بشده و اشتعلت غيرته فهو لا يريد أن يشاركه احد بها حتى لو كانت اخته فمد يده يفصل بينهم و يده تمسك بمحبوبته من رسغها قائلا بغضب.

- بتهببوا ايه يا هانم منك ليها
- ايه يا ابيه هنكون بنعمل ايه بنحضن بعض و فرحانين قالتها روفان بلماضه
- قدامي عادي يعني قالها باستنكار
- و في ايه يعني يا ابيه قالتها كاميليا باستنكار
- روفان روحي هاتيلي موبايلي من الاوضه عشان عايزة قالها من بين اسنانه
- ما تبعت اي حد من الخدامين يجبهولك يا ابيه و لا تخلي كاميليا اشمعنا روفان يعني.

- روحي يا زفته هاتي إلى قولتلك عليه
- حاضر قالتها روفان بقهر و أخذت تضرب قدمها بالأرض و هيا تردد بغضب طفولي
- ماهي روفان دي المرمطونه بتاعتكوا روحي يا روفان تعالي يا روفان ودي يا روفان هاتي يا روفان ناقص اشتغلكوا بواب كمان.

همت بالتحدث فتفاجئت به يسحبها من خصرها و يلصقها بباب الغرفه قائلا بغضب
- عارفه لو الموقف دا اتكرر تاني هعمل فيكي ايه
- موقف ايه مش فاهمه
- موقف ايه. المرقعه إلى كانت من شويه بتحضني روفان ليه
- طب و ايه المشكله روفان بنت زيي و عادي لما احضنها مانا بحضن البنات زمايلي و الموضوع إيزي يعني قالتها باندهاش.

- مانتي ايه ياختي عارفه لو عرفت و لا شوفت انك حضنتي حد تاني غيري هعمل فيكي ايه.

احتضنك وجهه بيدها و قالت غير مصدقه لما تسمعه و تراه من غضبه الواضح علي محياه
- أنت بتغير عليا من روفان
احتضنها بتملك و دفن رأسه في عنقها يستنشق رائحتها العطرة و هو يقول بوله
- بغير عليكي من الهوي الطاير. مبتحملش حد يقرب منك أو حتى يفكر يبصلك. عايزك ليا لوحدي. انتي بتاعتي يا كاميليا. بتاعتي لوحدي. حضنك دا بتاعي حصري ليا انا و بس محدش يسكنه غيري فاهمه.

- للدرجادي يا يوسف صُدمت من حديثه فهيا حتى في أحلامها لم تكن تتخيل ان يعشقها و يغار عليها لهذا الحد.

- اكتر من ما خيالك يصورك بمراحل. انا غيرتي وحشه اوي يا كاميليا اوعي في يوم تفكري تستفزيني او تخليني اغير عليكي عشان وقتها ممكن احرق الدنيا بالي فيها.

- حاضر يا حبيبي اوعدك مش هفكر اعمل حاجه تضايقك اصلا
هم ان يتحدث و لكن قاطعه طرق روفان على الباب فسمعته يسب و يلعن بصوت خافت فانفلتت ضحكه رقيقه منها جعلت حاله يتبدل و قال بوقاحته للمعهوده.

- كنتي اضحكي الضحكه دي من خمس دقايق بس و وقتها كنت هعرف اسكتها ازاي. بس حظك ان القرده دي جت و انقذتك قالها ثم وضع قبله على طرف فمها و قال.

- دي تصبيرة صغيرة ثم غمز لها غمزه اربكتها و جعلت قلبها يدق بعنف وشعرت بالخجل يغمرها من المعني المبطن لكلماته فلم تشعر و هو يفتح الباب لروفان التي تحدثت بغضب.

- ملقتش الفون في اوضتك قلبت عليه الدنيا والله
- لا ما خلاص انا لقيته هنا يالا اتفضلي قدامي انتي و هيا عشان تلحقوا تروحوا مشواركوا
تحركت روفان امامه و تبعتها كاميليا التي شعرت بيده تمسك بها من خصرها و تلصقها بصدره و هو يهمس بأذنها.

- هستناكي تيجي توريني جبتي ايه
ارفق حديثه بقبله خاطفه فوق عنقها و غمزة اربكتها كثيرا ثم تقدمهما صاعدا إلى غرفته مختطفا معه قلبها الذي كان ينتفض عشقا له...

بااااك.

ابتسمت كاميليا بوهن فهيا قد اضاعت من يدها أثمن و اغلي ما يمكن ان تمتلك في حياتها و لكن ليس باليد حيله أخيرا تنبهت لحديثهم إثر صوت روفان المدهش.

- و ايه المشكله يا ابيه
اهتزت نبرة صوته قليلا و حاول إخفاء حرجه من سؤالها و قال
- مش فاضي انا لدلع البنات دا
- طب ما تمشي احنا كدا كدا قاعدين مع كاميليا عشان وحشتنا روح شوف انت وراك ايه تحدثت روفان.

اغتاظ يوسف كثيرا من حديثها الذي احرجه خاصه عندما شاهد تلك الابتسامه الخبيثه تزين وجه والدته
فقال بغضب لروفان
- لسانك دا هقطعهولك قريب إن شاء الله
ثم وجه حديثه لوالدته متجاهلا لتلك التي تسرق النوم من عينيه و تتحكم في الهواء ااذي يتنفسه.

- انا هروح الشركه يا امي في شغل كتير متعطل لو احتجتي اي حاجه عم عبده بره ابعتيله هيجبلك إلى انتي عيزاه.

اولاهم ظهره سريعا خوفا من ان يستجيب لنداء عيناها الذي يحطم إرادته و ثباته امامها
- يوسف، هو. هو انت مش هتيجي تاني
لم تستطع إخفاء تلك اللهفه في صوتها التي لامست قلبه و لكنه ابي أن يسمح لتيار عشقها ان يجرفه من جديد فاستخدم سلاح التجاهل القاتل الذي فتك بقلبها و خرج دون ان يتفوه بكلمه واحده...

- ايه يا ست كاميليا مش وحشناكي و لا ايه تحدثت روفان بعد ان شاهدت ماحدث و قد آلمها قلبها كثيرا علي ما حدث لأقرب اثنين إلى قلبها فحاولت إضفاء جو من المرح علها تخفف و لو قليل من ذلك العذاب المرتسم بعيون صديقتها...

اما عن صفيه والتي كانت تشاهد بصمت فعلمت من مظهره ان القادم سئ و علي الرغم من غضبها الكبير من كاميليا الا انها اشفقت عليها مما هيا مقبله عليه و أخيرا تحدثت عندما وجدت الدموع تقطر من عيناها فتقدمت منها تربت علي ظهرها قائله بحنان أم
- تعالي يا كاميليا يا حبيبتي اقعدي و ارتاحي.

التفتت لها كاميليا و ودت لو ترتمي بين ذراعيها تبكي كل ما يرهقها و لكن خوفها من خزلان قد تتلقاه من قلب ام انفطر علي فلذه كبدها و مما فعلته بهروبها في كل من يحيطون بها
نظرت إليها بحزن شديد و لم تقدر علي التفوة بحرف واحد...
شعرت صفيه بما يعتمل بداخلها فهي من قامت بتربيتها و تحبها مثل اولادها فتحدثت بعتب
- يااه يا كاميليا عشتي معانا كل دا و لسه معرفتيناش، طب محستيش إحنا بنحبك قد ايه.

- انا آسفه، قالتها بخفوت و الشعور بااذنب يقرضها من الداخل و أيضا تمزقها نيران الصمت.

- مش بقولك كدا عشان تقوليلي انك اسفه لأنه باين في عنيكي، انا بقولك كدا عشان مينفعش تتترددي لحظه قبل ما تترمي في حضني يا كاميليا.

ما ان تفوهت بآخر حرف حتى ارتمت بين احضانها تبكي و تنتحب و قد أدمي صوت بكائها ذلك العاشق الذي لم يطاوعه قلبه علي تركها خوفا من ان يجرحها ايه منهما، و علي الرغم من انه شدد علي والدته عدم التحدث معها بشئ و لكن هيهات ان يستمع له قلبه فعندما يتعلق الامر بها تتمرد عليه جميع حواسه و لا يعد قادرا علي السيطره علي شئ...

- انا تعبانه اوي يا ماما صفيه انا بمووت من الوجع.

قالتها بإنهيار احدث صدوع بمنتصف قلبه فاشتدت قبضه يده علي مقبض الباب حتى كادت ان تخلعه من مكانه و كم كان يود لو يدخل و يأخذها بين احضانه حتى يمتص منها كل ما يؤذيها و يسبب لها كل هذا الوجع و لكن منعه كبرياؤه الجريح من الاقدام علي مثل هذه الخطوة فيكفيه مراره ما جعلته يعيشه بسبب هجرها له و اخبره عقله بان هذا ما اقترفته يداها فاندفع إلى خارج المشفي تاركا خلفه قلبها المحطم و قلبه الذي تعلق بمعذبته و آبي تركها...

أحيانا يجعلنا العشق في اقصي درجات القوة و أحيانا اخري يجعلنا مهشمين من فرط الوهن...
و لكن في كلا الحالتين لم تستطع قلوبنا يوما ان تتمرد عليه او ترفض وجوده، بل انها تظل تبحث عنه حتى لو كلفها البحث الكثير من المعاناه و الألم.

توقفت كارما بسيارتها امام الجامعه و اخذت تنظر امامها مطولا تشعر بألم شديد ينهش في قلبها و هيا غير قادره حتى علي البوح به حتى دموعها ابت ان تريحها و تسقط بل انها جامده و كأن انهار دموعها جفت. لا لم تجف و لكنها ابت النزول، تشعر بها كاحجار مدببه تقف علي اعتاب جفنيها فكلما حاولت ان تبكي انغرزت اكثر بقلبها لتزيد من عذابها...

أخيرا قررت عدم انها لن تنحني او تضعف ابدا و انها ستواجه الحياه بمفردها مرة اخري كما اعتادت دائما.

ترجلت كارما من سيارتها بوجه يحمل جميع خيبات العالم و تشعر بثقل رهيب في قلبها و لكنها حاولت التماسك فالتقت بأصدقائها و اخذوا يتبادلون الحديث حتى تفاجئت بذلك الذي يقف خلفها و يتحدث بلهجه آمرة
- آنسه كارما احنا لازم نتكلم
التفتت كارما بسخط فلم يكن ينقصها سوي ذلك المعتوه فقالت بملل
- دكتور ماجد انا معنديش كلام اقوله لحضرتك فلو سمحت تسبني في حالي.

- ارجوكي يا كارما احنا محتاجين نتكلم قالها ماجد باستعطاف
- و انا صدقنى حالتي دلوقتي متسمحليش اني اتكلم مع حد
- كارما انتي عارفه اني بحبك و محتاج منك فرصه واحده بس متبخليش عليا بيها
ضاق صدرها من اصراره فقالت بغضب و صوت عالي نسبيا
- و انا معنديش فرص اديها لحد ارجوك سيبني في حالي
همت بالمغادره فوجدته يمسك بمعصمها يوقفها قائلا بشر
- و انا مش زي البيه إلى كنتي بتتسرمح...

لم ينهي جملته فتفاجئ بلكمه قويه سقطت علي فكه فالقت به ارضا و ذلك الوحش الهائج الذي انقض عليه يضربه بكل عنف و شراسه و هو يقول بغضب جحيمي
- هو انا مش قولتلك تبعد عنها و متقربش منها تاني يا حيوان ثم اخذ يضربه و يركله في اماكن متفرقه في جسده
حتي تدخل كلا من حولهم يحاولون إنقاذ ماجد من بين براثنه و نجحوا اخيرا.

فاخذ يلتفت حوله و هو يلهث باحثا عن حبيبته فوجدها تركض إلى خارج الحرم الجامعي فهرول خلفها دافعا كل من يقف في طريقه فلم يكن يهمه سواها ولكنه صُدم عندما وجدها تقطع الطريق غير عابئه بتلك السياره التي كادت ان تدهسها لولا ان التقطتها ذراعيه في اخر لحظه...

احتضنها مازن بشده و كانه غير مصدق انها آمنه بين احضانه فقد كان قاب قوسين او ادني من خسارتها اما هيا فكانت ترتجف بين احضانه غير مستوعبه لما حدث في ثوان معدوده فقد كانت علي وشك الموت و هو انقذها...

مرت لحظات لم ترد ان تخرج من بين ذراعيه تود لو تظل هكذا إلى الابد، و هو كان اكثر من مُرحب بقربها الذي يعشقه فصار يقربها اكثر حتى صارت و كانها جزء لاا يتجزء منه...

اخيرا استطاعت ان ترفع رأسها و تنظر إلى عينيه التي كانت تحكي مقدار الوجع الذي خلفه غيابها فقال لها برجاء
- انا بحبك اوي يا كارما ارجوكي تسمعيني
- لو وعدتني ان إلى هتقوله مش هيجرحني يا مازن هسمعك
- لو سمعتيني للآخر هتعرفي اني عمري ما اقدر اجرحك ابدا انتي حبيبتي و روح قلبي و عمري ما حبيت و لا هحب حد غيرك...

لانت ملامحها و رق قلبها الذي استشعر الصدق في حديثه فهمت بالرد عليه و لكن سبقها ذلك الصوت الملئ بالحقد و هو يقول
- متصدقيهوووش. دا بيكذب عليكي،!

هلاكي،!
كانت هذه آخر كلمه انطبعت في مذكراتها عنه، بل كانت هذه الكلمه هيا اجابه سؤالها الذي لاطالما كان يرهقها...
فالآن اصبحت الرؤيا واضحه و تبينت معالم صورته المشوشه بداخلها و تفسرت جميع كوابيسها التي لاطالما ايقظتها في منتصف نومها ليصح حدثها بأنها كانت رسائل ربانيه و لكن قلبها الغبي ابي ان يستمع لها.

جلست غرام بمنتصف مخدعها و دموعها تجري كأنهار علي خديها تبكي خيبتها و تبكي وجعها و تبكي قلبها الذي اعطته بملئ إرادتها لرجل لم يعرف الحب يوما بل لم تمس الشفقه و الرحمه جدار قلبه...
فبالرغم من إعترافه بأنه لم يمس جسدها بسوء و لكنها مس قلبها بل قام بإزلالها و التحقير من مشاعرها نحوه فقد كان منذ البدء يراها كعاهرة يريد الإنتقام. منها...

حقا لا تعرف علي ماذا تبكي اتبكي علي خيبتها منه او ازلاله لها ام تبكي علي وصفه لها بكل ذلك السوء أخذت تتذكر آخر لقطات جمعتها به.

فلاش باااك.

هربت من سيارته ركضا و القت بنفسها بداخل احضان شقيقتها تبكي ذلك الأم الناجم عن ما فعله بها و تبكي ذلك الوجع الذي لا يطاق بداخل قلبها فسمعت صراخه و هو يتوسلها بأن تسمعه.

و فجأه شعرت بشئ ارتطم بالارض بشده فالتفتت و صدمت من مظهره و هو ملقي علي الارض بفعل تلك اللكمه التي تلقاها من مازن الذي فهم بعضا من صراخهم بالسياره و قد تخيل ما قد فعله معها فقام بتكوير يده و لكمه بكل قوته لفعلته الحمقاء تلك فجن جنونه لما فعله به و بادله بلكمه آخري لم تكن اقل قوه من سابقتها التي تركت علامتها علي وجهه و ظلا يتبادلا اللكمات و كأن كلا منهما كانا ينفث عن غضبه الداخلي بالآخر فكان الموقف اشبه بحرب الشوارع أخيرا صرخت بهم كارما غاضبه.

- بطلوا بقي ايه إلى انتوا بتعملوه دا، انتوا اجننتوا
فنظر إليها هذان الوحشان و كلا منهما يلهث من جراء تلك المعركه الداميه التي دارت بينهم
فألقت عليهم نظره محتقره و قالت بحزم
- معدناش عايزين نشوف حد فيكوا تاني لانا و لا اختي
آلمتها كلماته و كأنها خنجر انغرز بقلبه فاقترب منها خطوتين ثم مالبثت ان اوقفته كارما بيدها قائله بغضب
- خليك عندك متقربش مني
فتحرك الآخر الذي لم تفارق عيناه حبيبته قائلا بلوعه.

- غرام
و انت كمان ابعد عنها نهرته كارما ثم اكملت
- انتوا من يوم ما دخلتوا حياتنا و انتوا دمرتوها انا و غرام و حتى كاميليا إلى ابن خالتك و اخوه خطفها و منعرفش وداها فين
اوقفته كلماتها التي آلمت كبرياؤه المريض فقال ببرود
- انا كدا كدا كنت هبعد انا بس كنت حابب اقول لغرام تنسي كل إلى حصل بينا و تعتبر اني مدخلتش حياتها اصلا و انا عن نفسي نسيته.

إن كانت الكلمات تقتل لكانت الآن في عداد الاموات بفعل كلمات رجل قد اعمته القسوه للحد الذي يجعله يقتل دون أن يرف له جفن من الرحمه.

باااااك.

شعرت بيد قويه تعتصر قلبها فقد فقد وصل الالم بها للحد الذي لا يُحتمل فأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا غير قادره علي منعها فانفتح باب الغرفه و دخلت كارما مهروله تحتضنها بلهفه حتى انها اخذت بالبكاء معها و اخذت تبثها بالعبارات المطمئنه إلى أن هدأت قليلا فقالت من بين دموعها
- انا بموت يا كارما، حاسه بروحي بتتسحب مني، في ألم فظيع هنا و اشارت إلى قلبها.

فذادت كارما من احتضانها و حاولت ان تخفف عنها قائله
- اهدي يا حبيبتي دا ميستهلكيش والله
- ياريتني ما قابلته و لا حتى شفته قالتها بلوعه و الم
- مفيش حاجه اسمها ياريتني يا كارما كل حاجه في حياتنا بتحصل عشان ربنا رايدلها تحصل و بيكون ليها سبب ربنا عمره مابيعملنا حاجه وحشه.

- و بردو ربنا مبيرضاش بالظلم يا كارما
- يا حبيبتي ربنا عادل و هيجبلك حقك من إلى ظلمك، بس لو تقوليلي الحيوان دا عمل فيكي ايه
- كسر قلبي يا كارما، وجعني اوي بالرغم من اني حبيته اوي والله قالتها بحرقه.

- دا حيوان و ميستاهلش دمعه واحده من دموعك دي...
انا اول مرة اشوفك ضعيفه كدا، انتي طول عمرك قويه يا غرام. انتي إلى كنتي بتقويني يوم موت بابا الله يرحمه...
- يمكن عشان عمري ما حبيت حد قده في الدنيا.

- و هو ميستاهلش حبك دا و ميستاهلش تعملي في نفسك كدا عشانه، دي اول قلم الحياه تديهولك لازم تبقي اقوي م كدا عشان لسه ياما هتقابلي في حياتك، و خليكي فاكره ان الضربه إلى مبتموتش ببتقوي و انتي لازم تبقي قويه عشان انتي مش اي حد انتي غرام سالم هاشم الرفاعي، بابا ربانا طول عمرنا راسنا مرفوعه و مفيش حاجه تقدر تهزمنا كان واثق ان كل واحده فينا بميت راجل و حتى لو وقعت تقدر تقف تاني.

- عندك حق انا مش لازم ابقي ضعيفه ابدا هو ميستاهلش مني اي ذرة حزن واحده
تحدثت غرام و بتصميم علي لملمه شتات قلبها الذي بعثره عشق ذلك القاسي الذي لم يحرك دفئها ساكنا في بروده قلبه...

كانت كارما تتحدث و لم تكن تدري اتواسي شقيقتها ام تواسي نفسها فهي في أمس الحاجه لحضن يضمها و يد تربت علي كتفها و تخبرها بأن كل شئ سيكون علي ما يرام فهي الآخري تعاني آلام الفقد و الخزلان معا.

و الحقيقه ان كلا كان يعاني بطريقته فلا يوجد قلب في هذه الحياه لم يكتوي بنار العشق، و لم تطال قلبه مراره الخزلان و لكن هذا هو العشق مثلما نتجرع آلامه و مرارته نتذوق أيضا حلاوته و روعته...
فجمال الاشياء يكمن دائما في صعوبتها فكلما كانت اصعب كانت لذه الوصول اجمل و اشهي...

تفاجئ ادهم النائم بإهمال فوق مخدعه بزجاجه من المياه المثلجه تسكب فوقه فاستيقظ مفزوعا و قال بغضب
- انت غبي يا مازن في حد يصحي حد كدا
- و انت لسه شفت غباوه و كمان ليك عين تنام اصلا تصدق انك بجح تحدث مازن بغضب جحيمي
- و انت مالك انت و جاي عايز ايه عالصبح كدا
- صبح ايه انت مش عايش في الدنيا احنا داخلين عالمغرب يا بيه
- و انت مالك اصحي وقت ما اصحي انت جاي تحاسبني.

- قصدك جاي اطلع عين اهلك، متفكرش اني عشان سيبتك امبارح بمزاجي يبقي الموضوع انتهي لا، انا عايز اعرف دلوقتي عملت ايه في غرام خلاها منهاره بالشكل دا
- معملتش حاجه
- انت هتستهبل امال هيا كانت منهاره منها لنفسها كدا
- قولتلك معملتش حاجه اتسلينا مع بعض شويه و كل واحد راح لحاله عشان كدا هيا زعلت
اقترب منه مازن و امسك به من تلابيبه و قال بغضب
- اوعي تكون قليت معاها يا ادهم هدبحك فاهم.

- قولتلك محصلش حاجه خلاص بقي قالها ادهم بصراخ
هيا كانت راسمه علي حب و غرام و دي مش سكتي عشان كدا انهارت لما قولتلها اني مش بتاع كدا
- تصدق اول مرة اشوفك واطي كدا يا ادهم قالها مازن باحتقار و اكمل يجلد ما تبقي له من كبرياء و اردف.

- عارف انا كنت قاصد اخليك تشوف غرام عشان انا اكتر واحد كنت حاسس بيك و شاف معاناتك مع الزباله إلى كنت تعرفها قبل كدا حتى لو كنت بتداري، قولت دي إلى هتنور حياتك تاني و هترجعك ادهم بتاع زمان
بس انت دلوقتي اثبتلي انك متستهلش غير واحده زي مرام، هيا دي إلى تليق بيك، انا معنتش عايز اعرفك تاني.

خرج مازن بعد ما القي برصاصات كلماته و اردفها بنظره احتقار زادت من معاناة ذلك الذي يقرضه الندم حتى افقده صوابه فصار يدمر كل ما تقع عيناه عليه و هو يصرخ و دموعه تتساقط من فرط الالم...

بعد وقت ليس بقليل انهكه التعب و خانه جسده فسقط علي الارضيه يلهث من فرط العذاب الذي يعتمل بداخله و صار يبكي كطفل صغير فقد ابويه فها هو خسر صديقه و أخيه الاكبر و ايضا خسر حبيبته الوحيده و الاصعب من ذلك كله خسر إنسانيته التي فقدها عند اول صفعه تلقتها منه ملامح ملاكه البرئ في ذلك اليوم المشؤوم...

اخرجه من معاناته صوت هاتفه الذي ظل يرن قرابه الساعه فالتقطه في وهن ينوي اغلاقه و لكنه تفاجئ بان الاتصال من اخيه الاكبر و الاب الروحي له فأجاب علي الفور قائلاا بلهفه.

- يوسف
- عايزك في ظرف ساعه تكون قدامي كان يوسف يتحدث بغضب شديد
- حاضر مسافه الطريق هكون عندك قالها بصوت معذب علي الفور لمس قلب يوسف فقال باهتمام و قد نسي ما كان يغضبه منه قبل قليل.

- انت كويس يا ادهم
- متقلقش عليا انا كويس
- صوتك مش عاجبني انت فين انا جايلك
- متقلقش عليا يا يوسف انا لسه في اسكندريه و هلم حاجتي و هاجي النهارده
- طب بما انك في اسكندريه عايزك تعدي علي فاطمه خاله كاميليا ام علي و تطمن عليها عشان سمعت انها تعبانه و في المستشفي
- متقلقش بقت كويسه الحمد لله و خرجت من المستشفي امبارح بس قلقانه و هتتجنن علي كاميليا، صحيح هو حصل بينكوا ايه.

- بعدين هبقي احكيلكك
- اوعي تكون اذيتها يا يوسف كاميليا متستهلش منك حاجه وحشه. اكيد هروبها دا له سبب افهم منها و اعرف ليه عملت كدا متعملش حاجه تندم عليها. لو ضاعت منك هتندم ندم عمرك صدقني.

- ادهم انت بتكلمني انا قالها يوسف باستفهام فقد شعر بان شقيقه يعاني مع قلبه كثيرا و ايضا يوجد خطب ما ليتحدث بتلك الطريقه فهو يعرفه جيدا
صدق حدث يوسف فهو يوجه الحديث لنفسه التي لو كانت طاوعت قلبه لم يكن يقع ابدا في ذلك العذاب.

لم يستطع الاجابه علي اخيه فما كان من الاخر انه اغلق الخط و لملم اشياؤه سريعا ليوآزر أخيه فهو تأكد تماما بانه يحتاجه و لكنه يأبي التصريح بذلك و لكنه لبي نداء قلبه الذي طالبه بالاطمئنان علي معذبته اولا فانصاع له و توجه إلى المشفي في الحال
بعد وقت قليل وصل يوسف و قلبه يسبقه إلى غرفه معشوقته و لكنه صدم مما سمعه و رآه ووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة