قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والأربعون

كان على ينظر بتوتر إلي مراد الجالس بجانبه في السيارة و هو لا يدري ماذا عليه أن يفعل و آخذت التساؤلات تزداد بداخله فهل يمكن أن يعرف مراد بحقيقتطه انتساب ناهد الي عائلتهم؟ هل يعلم بعلاقه آخاه السابقه بها و عند هذا السؤال تذكر حديثه الصادم مع ناهد
فلاش بااااك
ناهد بألم
رائد يبقي ابن عامر الحسيني..
على بصدمه
ايه؟ ابن مين؟ ايه يا خالتي هيا الضربه قصرت علي دماغك و لا ايه؟
زجرته فاطمه بغضب و قالت بحده.

بس يا واد انت عيب تكلم خالتك بالاسلوب دا..
علي ساخرا
انتي مش سمعاها بتقولك ايه؟
كل الي بتقوله دا حقيقي، و ابوك كمان كان شاهد علي عقد جوازهم، اسمع للآخر عشان تفهم..
لم يستوعب على حديث والدته لتأتي ناهد و تقول بلهجه متألمه
انا عارفه انك هتتصدم من كلامي، و خصوصا اني معنديش دليل عليه، بس صدقني انا ما بكذبش، انا اتجوزت عامر لمدة ست شهور، و للاسف طلقني قبل ما يعرف اني حامل منه..

صمت على لبضع ثوان قبل أن يقول بهدوء ينافي مع الضجيج الذي يسيطر علي عقله
لا بصي اركني الدليل علي جمب دلوقتي و تفهميني كل حاجه حصلت عشان لو فعلا الي انتي بتقوليه دا حصل يبقي لازم نلحق الكارثه قبل ما تحصل..
ناهد بذعر
كارثه ايه؟ اوعي تقولي أن في خطر علي ابني، لا مش هستحمل اخسره هو كمان..
على محاولا تهدئتها
اهدي شويه أن شاء الله مفيش حاجه تحصل بس ياريت تحكيلي كل حاجه و أنا هتصرف..

نظرت ناهد الي فاطمه بحزن و من ثم وجهت انظارها الي الجهه الأخري و هي تسترجع ذكرياتها مع حبيبها الاول و الاخير و التي انتهت بمأساه لكليهما و بعد ثوان من الصمت تحدثت أخيرا بنبرة خافته.

بعد ما خلصت دراستي كان عندي طموح كبير اني احقق ذاتي و اعمل لنفسي مستقبل و كمان كنت عايزة اساعد بابا عشان ظروفنا الماديه كانت صعبه خصوصا بعد تعب ماما بالرغم من رفض بابا القاطع إلا أنه رضخ لرغبتي في الآخر و من دون الدخول في تفاصيل مش مهمه الظروف ساعدتني و اشتغلت في شركه الحسيني و أثبتت كفائتي و كونت صداقات كتير، و في الفترة دي مكنتش بشوف عامر كتير يعني مرتين او تلاته بس كنت بسمع عنه كتير اوي قد ايه هو وسيم بس قاسي و صعب و مغرور و غيره..

قعدت حوالي شهرين و بعد كدا شاءت الظروف اني اتقابل معاه و نتكلم كمان ( صمتت لثوان تتذكر كيف وقعت في غرام ذلك المغرور القاسي و الذي للآن لم تستطع أن تتخطي عشقه، تابعت بابتسامه باهته) تقريبا كانت قصتنا نموذج للحب من اول نظره بيني و بينه بس طبعا كنا بنكابر لحد ما جه اليوم الي اعترفلي فيه أنه بيحبني و عايز يرتبط بيا و حكالي عن حياته و حكتله عن حياتي و كان زي مصباح علاء الدين الي حللي كل مشاكلي و ديون بابا الي اخدها بسبب علاج ماما و قررنا فعلا أننا نتجوز و جت وفاة ماما و بعد الاربعين بتاعها عامر قرر أننا نتجوز من غير فرح و لا اي حاجه خالص، و فعلا كتبنا الكتاب و سافر تاني يوم علي القاهره عشان ظروف مستعجله و ماكنتش اعرف عنه حاجه لمدة أسبوع و رجع بس للأسف صدمني اكبر صدمه في حياتي كلها، ( توقفت ناهد قليلا و حاولت السيطرة علي عبراتها التي لم تتوقف بل زادت أكثر عندما قالت بألم ) جه و طلب مني نتقابل في الشقه الي جبهالي عشان نتجوز فيها و فعلا روحت هناك طايرة من الفرحه الي ماتت لما قالي أنه كان بيتجوز في القاهرة، من صفيه بنت رجل اعمال صاحب أبوه..

كانت اكبر صدمه اتعرضتلها في حياتي، اتجننت في الأول مكنتش مصدقاه بس شكله و طريقته اكدولي صدق كلامه فضلت ازعق و اعيط و طلبت منه يطلقني في الأول كان ساكت بس اول ما جبت سيرة الطلاق لقيت جبل الجليد انهار و قعد يحلفلي أنه بيعشقني و أنه اتفرض عليه الجواز دي بسبب أبوه الي مكنش يقدر يقوله لا، حلفلي كتير أنه ملمسهاش و لا قرب منها دا حتي قالها أنه متجوزني و هيا تفهمت كدا و اتفقوا أنهم يفضلوا سنه كدا و بعدين يطلقوا، و وقتها هيقدر يفاتح أبوه و يقوله علي جوازنا انهرت و انهارت كل احلامي معايا بس هو فضل جنبي و فضل يحلفلي أنه عمره قلبه ما دق لغيري و أنه مقدرش يقولي عشان ميخسرنيش، و قصاد حبه الكبير ليا و قلبي الي بيعشقه خسرت و قبلت بالوضع دا و فضل قلبي يقنعني أنه بيحبني انا و لو مابيحبنيش مكنش اتجوزني كان يتسلي بيا و يسبني، بس هو قالي أنه اتجوزني قبلها عشان ميجرحنيش باني اكون زوجه تانيه، و لاني كنت بعشقه كنت بغير عليه من الهوا الطاير مكنتش برضي اخليه ينزل القاهرة أبدا و لو راح ميباتش حتي، و هو مكنش بيعارض و عشت معاه اجمل ايام حياتي. ست شهور كانوا زي الحلم..

نسيت اقولك أن عامر كان له صاحب عمره اسمه محمود نصار..
استوقفها علي قائلا باندهاش
دا الي هو المفروض ابو رائد..
أجابته ناهد بهدوء.

ايوا، محمود كان أقرب حد لعامر و كان الشاهد التاني علي عقد جوازنا، لما كان عامر يسافر كان بيوصي محمود عليا و محمود كان كويس جدا و كان بينفذ وصيه صاحبه و عمره ما رفع حتي عينه فيا، كان كويس جدا مكنش فيه غير عيب واحد، اخوه راغب، و دا بقي الشيطان بذاته، كان بيكره علاقه عامر و محمود جدا و حاول قبل كدا يلعب في الحسابات بتاعت الشركه بحكم أنه دا كان شغل محمود عشان يخلي عامر يقلب علي محمود بس عامر كان فاهمه كويس و طرده بره الشركه، و كانت دي بدايه اللعنه.

راغب دا كان دايما بيعاكسني قبل ما ارتبط بعامر و مكنتش بعبره اصلا و لما عرف اني ارتبطت بعامر زود رخامته معايا و اشتكيته لمحمود عشان خفت علي عامر منه خصوصا أن عامر كان بيغير عليا بجنون، و محمود وعدني أنه هيوقفه عند حده و فعلا بعد فترة مشوفتوش لحد لما في يوم تعبت و روحت كشفت الدكتورة قالتلي أني حامل فرحه الدنيا مكنتش سيعاني بس كان في مناقصه مهمه لشركه عامر و كان عامل ضامن المناقصة دي لانه كان حاطت سعر محدش يتوقعه و كالعادة كان بيشيل الورق عندي في الشقه فقولت لازم اعمله مفاجأه بمناسبه حملي و استنيت يوم المناقصة بالليل و جهزت عشا رومانسي و قولت نحتفل بالخبرين و فضلت مستنياه طول الليل لحد ما الفجر أذن و لقيته داخل من الباب، عمري ما هنسي شكله وقتها و لا نظرته ليا، و جريت عليه عشان اخده في حضني بعد ما كنت هموت من القلق عليه بس صدمني لما زقني علي الأرض و قالي اني خاينه ووو، مفيش داعي اكرر الي قاله، كل دا و أنا معرفش عملت ايه قعدت اهدي فيه و أقوله انا عملت ايه لكل دا مكنش بيرد عليا كان بيدور علي حاجه في مكتبه جريت عليه و وقفته عن الي كان بيعمله و قولتله انا عملت ايه..

ضربني بالقلم علي وشي و قالي خنتيني انتي و الكلب محمود، بس انا هدفعكوا التمن غالي اوي و لقيته مطلع سلاحه و ماشي اتجننت و اترميت تحت رجليه اعيط و أقوله لا متعملش كدا ارجوك اسمعني، مش هسيبك تخلص عليه، و عند الكلمه دي وقف، و بصلي بمنتهي الألم و الغضب و قالي للدرجادي خايفه عليه، انتوا تستاهلوا بعض، و رمي عليا يمين الطلاق و خرج و مشفتوش تاني من كتر الصدمه لساني اتعقد مفوقتش غير و هو بيقفل الباب و ماشي انا كنت خايفه عليه هو مش عايزاه يضيع نفسه بس هو فهم كلامي غلط، معرفش ايه الي وصله كل دا، انا عمري ما خنته و لا حتي فكرت دانا قبلت ابقي في الوضع دا و يبقي ليا ضره عشان بحبه..

يمكن دا ذنبها بس انا ايه ذنبي انا حبيته اوي لا دانا عشقته و اتجوزته و هو كمان كان بيحبني، هيا الي اتفرضت عليه، مكنتش اقدر اسيبه يروحلها، مكنتش اقدر اتخيل أنه يكون معاها اصلا و لا يشوفها غصب عني عارفه اني ظلمتها و غلطت في حقها بس والله مكنتش اقصد. الحب دا اكتر حاجه بتذل في الدنيا دي، بيخليك تقبل بحاجاات عمرك ما كنت تتخيل انك تعيشها أو تبقي جزء من حياتك، بيخليك تتنازل حتي عن ابسط أحلامك، كل حاجه مش مهمه قصاد انك تبقي مع الي بتحبه، و دا كان أقصي احلامي اني اعيش معاه و في حضنه..

اقتربت فاطمه منها و قامت بالربت فوق ظهرها و سرعان ما ارتمت ناهد بين أحضانها تنتفض من شدة البكاء الذي آلم قلب على كثيرا فقد كان الألم يقطر من بين كلماتها لذا فقد أعطاها كامل الوقت لتهدأ قبل أن يقول محاولا المزاح معها.

خلصتي كل الدموع و لا في حاجه تانيه و لا انتي عشان عنيكي بتبقي حلوة و انتي زعلانه يعني هتفضلي زعلانه كدا علي طول، لا بصي انا شاب في سن خطر و انتي بصراحه مزة و مش هقدر اقاوم اكتر من كدا هضعف علي طول..
ابتسامه باهته خرجت من جوف الوجع الكامن بصدرها قبل أن تمازحها فاطمه هيا الآخري قائله
والنبي عندك حق يا واد يا على دا الزمن لا راح عليكي و لا جه لسه حلوة زي مانتي..
زادت ابتسامه ناهد و قالت بنبرة مبحوحه.

ياه يا فاطمة لسه دمك خفيف زي مانتي و ابنك طالعلك، واخد طيبتك و حنانك و خفه دمك..
على بمداعبه
لا دانا كلي مزايا خدي بالك، يومين كمان في قصر الأشباح دا و هنقلبها مسخرة و بكرة افكرك..
ابتسمت ناهد و فاطمه أيضا علي مزاح على الذي قال بلهجة حانيه
عايزك تهدي و تفتكري أنك وسط اهلك و أننا كلنا جمبك يعني متخافيش من حاجه و لما تحسي انك قادرة تتكلمي ابعتيلي..
قاطعته ناهد بلهفه.

لا انا محتاجه اتكلم اوي، و كمان عايزة اطمن علي رائد، رائد عاش عمره كله في وهم الانتقام الي عيشه فيه راغب منه لله..
على بهدوء
انا سامعك كملي و بعد كدا نشوف هنعمل ايه..
أخذت ناهد نفسا عميقا قبل أن تكمل حديثها و تابعت.

طبعا مش قادرة اوصفلك حالتي كانت عامله ازاي بعد الي حصل دا، و خصوصا اني روحت الشركه كذا مرة و ملقتهوش و أخدت قراري اني لازم اسافرله القاهرة و فعلا سافرت و لما سألت عليه قالولي أنه مسافر بيقضي شهر العسل مع مراته، طبعا انت اكيد متخيل كنت عامله ازاي، و رجعت اسكندريه تاني و رجعت مضايقات الزفت راغب دا ليا بس كنت بشوفه يمكن في الشهر مرة و لا اتنين و في كل مرة كان بيحاول يقولي أنه بيحبني و أنه عارف اني أطلقت من عامر و أنه مستعد يتجوزني بعد شهور عدتي و كنت دايما بصده و اتخانق معاه و طول الوقت دا مشفتش محمود لحد ما في يوم كنت في الشقه بلم حاجتي عشان اروح بيت بابا لقيته جاي بيقولي حصل ايه، قولتله انا الي المفروض أسألك قالي معرفش عامر طردني من الشركه و بعتلي رساله مع الأمن بيقولهم ميدخلش اي مكان له علاقه بعيله الحسيني و من ساعتها بدور عليه مش عارف أوصله، حكتله عالي حصل معايا و أنه للأسف مسافر بيقضي شهر العسل مع مراته..

حسيته مكنش عارف يواسيني و لا يواسي نفسه و طلب يوصلني اروح عند بابا و فعلا بقي كل فترة ييجي يزورني و لما زادت مضايقات راغب حكتله و في اليوم دا كان شكله متغير فقولتله في ايه مكنش راضي يقولي و بعد ضغط مني قالي أنه قابل عامر و أنه اتخانق معاه و قاله اني كنت في حياته مجرد تسليه وبس و أنه كان بيشفق عليا زي ما كان بيشفق عليه و شغله في شركته و أننا منلقش بيه لانا اليق اكون مراته و لا هو يليق يكون صاحبه و دا كان تاني خنجر غرزه في قلبي بعد ما عرفت أن مراته حامل و أنه رماني، في الوقت دا و بكل الوجع الي جوايا قررت اني أنساه و اربي ابني لوحدي و كنت في عز شهور الوحم، و كان التعب باين عليا و أما محمود سألني مالك قولتله اني حامل و حلفته أنه ميجبش سيرة لحد، كان فاضل علي انتهاء عدتي كام يوم و بعد ما خلصت لقيت محمود جاي بيقولي أنه عايز يتجوزني و أنه مستعد يكتب ابني باسمه و لاني كنت عايزة انتقم من عامر و من حبي و ضعفي قدامه وافقت و كمان اخلص من مضايقات راغب الي مبتنتهيش، محمود كان أسس شركه صغيرة باسمه و حط فيها مبلغ كان محوشه و أنا وافقت ابتدي معاه من الصفر و قولت مش هعيش علي ذكري حد رماني و فعلا اتجوزنا و سافرت معاه..

بااااااااك
توقفت سيارة على أمام باب القصر و معه مراد الذي كان ينتظر لقاءة مع فاطمه علي احر من الجمر فهيا الوحيدة التي تستطيع أن ترقق قلب ابنته و لو قليلا و تساعده في استرجاعها لذا قرر بأن يأخذ تلك الخطوة و يخبرها بكل ما حدث و بالفعل دخل مراد مع على الي القصر و توجه على علي الفور الي غرفه والدته لإخبارها بأن مراد معه بالاسفل فوجدها تصلي و ما أن أنهت صلاتها حتي قال بلهفه.

ماما مراد الحسيني تحت و مصمم يتكلم معاكي..

أخذ يوسف ينظر بصدمه سرعان ما تحولت إلي شفقه و حزن كبيران عند رؤيتها ممددة علي فراش والدتها تنام بعمق و قد قامت بفرد جميع اثوابها و ملابسها حولها و ايضا ذلك العطر الخاص بها و الذي من الواضح أنها نثرت منه الكثير فقد كانت الغرفه معبئه به فآلمه قلبه كثيرا من رؤيتها بهذا الشكل فقد كانت كالطفل الصغير الذي نام من كثرة البكاء علي والدته الراحله التي فارقته بغته فقام يوسف بالاقتراب منها بقلب يملؤه اللوعه و الألم و أزال بعض من ملابس زهرة التي كانت تمليء السرير حولها و قام بالإتكاء علي مرفقه ينظر إليها بنظرات عاشقه حد النخاع ممررا يديه فوق ملامح وجهها المحمر بفعل البكاء و جفونها المتورمه التي قام بتقبيلها برقه و كأنه يعتذر إليها عن قسوة هذا العالم الملئ بالسيئون و الذي أبدا لا يرحم الأنقياء مثلها ثم انتقلت قبلاته الي خديها مرورا بأنفها لينظر إلي شفتيها الشهيه التي تغوي القديس فقام بوضع قبله حانيه رقيقه عاشقه علي زاويه فمها و قام بإسناد جبينه فوق جبينها و طوق خصرها بذراعه قائلا بلهجة حزينه متألمه.

آسف، لو انا السبب انك تبقي ضعيفه و مهزومه كدا فأنا آسف مليون مرة م سمرة واحدة
سحب يوسف نفسا عميقا من رائحتها العذبه و تابع بصوت مختنق.

حبي ليكي كبير اوي يا كاميليا حب ميعرفش يعني ايه منطق و يعني ايه عقل، كنت فاكر أني بقويكي و انا جمبك بس طلع العكس و أنا الي سبب ضعفك، اوحش حاجه في الدنيا تكون سبب اذيه لشخص انت بتخاف عليه من الهوي الطاير و مستعد تفديه بروحك و أن مصلحته تكون في بعده عنك، شفتي عذاب في الدنيا كدا!

اختتم يوسف كلماته بوضعه قبله حانيه فوق رأسها الي قام بإسناده فوق ذراعه و عدل من وضعيه نومه الذي حتما سيجافيه لليالي طويله في غيابها عنه و الذي لاول مرة لن يحاربه فتلك المرة خطؤها فاق حدود المسموح به..

في الصباح تململت كاميليا في نومتها و أخذت تنظر إلي سقف الغرفه الغريبه عنها تماما ثم استندت علي مرفقيها تنظر حولها و فجأة تزاحمت الذكريات بعقلها و تذكرت احداث البارحه و حتي ذلك الحلم الجميل الذي كان هو بطله و رائحته العذبه التي لازالت عالقه بأنفها و دفء أحضانه الذي مازال يغمرها كل هذه الأشياء جعلتها تجزم بأنه كان هنا نعم هكذا أخبرها قلبها و هو حتما لن يخطأ بشأنه..

أخذت كاميليا تنظر حولها بحزن حتي وصلت إلي صورة والدها المزعوم و بجانبه والدتها الجميله فقامت بالتقاط الصورة و أخذت تمرر إصبعها فوق ملامح والدتها و للمرة الأولي لم تتساقط عباراتها بل ابتسمت بهدوء قائله بحنان.

نامي و ارتاحي في قبرك يا ماما حقك خلاص رجعلك ربنا جابلك حقك قداام الناس كلها و أولهم الي ظلموكي، كان نفسي تكوني موجودة بس انا عارفه انك في مكان اجمل دلوقتي لكن اطمني عليا انا قويه زي مانتي كنتي عيزاني، حتي لو هربت و مشيت و مواجهتش فدا مش ضعف مني لا، انا كنت خايفه عليكي اوي و مكنتش هستحمل حد يشوه صورتك، انا بس حبيت قوووي و فضلت الي بحبهم علي نفسي، انا لو كنت ضعيفه زي ما هما مفكرين مكنش زماني عايشه دلوقتي، انا عارفه انك حاسه بيا و أن روحك حواليا عشان كدا بقولك الكلام دا، بس اطمني مش هخاف تاني و لا ههرب تاني و هحارب عشان احافظ علي كل حاجه حلوة لسه بقيالي..

اختتمت كاميليا حديثها و قامت بوضع قبله فوق ملامح والدتها و نظرت إلي أحمد بتيه قبل أن تقول بألم
مش عارفه ازعل منك و لا اشكرك، بس في كل الأحوال انا بحبك اوي..
وضعت كاميليا الصورة في مكانها و عدلت من صورتها في المرأة ثم خرجت متوجهه الي غرفتها و لكن عند مرورها بغرفة أدهم سمعت أدهم يتحدث بانفعال
و بعدين يعني يا ماما هقولك ايه اهي مرزوعه في البدروم لحد ما نشوف يوسف ناوي يعمل معاها ايه..
صفيه بغضب.

احنا معدناش عايزين مشاكل يا أدهم، كفايه تترمي في الشارع دا جزاتها لكن انكوا تسبوها كدا يبقي ناويين علي نيه وحشه، و بعدين كاميليا خدت حقها خلاص يوسف عايز ايه تاني
أدهم بمسايسه
حاضر يا حبيبتي اوعدك ان الموضوع دا هيتحل في اقرب وقت، ممكن تسبيني بقي البس عشان انزل ورايا شغل مهم..
عند هذه النقطه لمعت عينا كاميليا و قالت بتصميم
حق كاميليا المرادي هيا الي هتاخده مش حد تاني..

و بالفعل توجهت كاميليا الي وجهتها و اقتحمت تلك الغرفه التي كانت تحوي الأفعي و أخذت تنظر حولها بغضب ثم قامت بفتح الخزانه و جمعت ملابس نيفين و قامت بالتوجه الي الخارج و أخذت تنادي علي الخادمه قائله بصوت جهوري
دادا شريفه، يا دادا شريفه..
هرولت شريفه و تبعها جميع الخدم فصدموا من مظهر كاميليا التي ألقت بالملابس من الاعلي قائله بأمر
ارمي الزباله دي برا باب القصر..

خرج أدهم و صفيه علي صوت كاميليا العالي و اندهشوا مما يروه دون أن يتفوه أحدهم بحرف واحد فقد كان الموقف صادم خاصة عندما أفرغت كاميليا جميع اغراض نيفين في الاسفل و قام الخدم بحملهم الي الخارج و توجهت الي أدهم قائله بحده
مفتاح البدروم معاك؟
أدهم محاولا تهدئتها
كاميليا اهدي و بطلي جنان، الأمور مبتتحلش بالطريقه دي..
كاميليا بغضب
أدهم لو سمحت عايزة مفتاح البدروم، و أنا عارفه هحل أموري ازاي..

أوشك أدهم علي الحديث و لكن قاطعته صفيه التي قامت بجلب المفتاح من جيبه و قامت بإعطائه لكاميليا قائله بتشجيع
المفتاح اهوه، خدي حقك و ارتاحي و ريحينا كلنا..
أخذت كاميليا المفتاح منها بابتسامه رضا و قالت بتصميم
هيحصل..
ثم انطلقت الي وجهتها و كلها عزم علي أن تأخذ بثأرها من تلك التي دمرت حياتها بالكامل و تبعها أدهم الذي أوقفته صفيه قائله بغضب
استني عندك رايح فين..؟
أدهم بغضب
رايح امنع كارثه أنها تحصل..

صفيه بحده
الكارثه أنها تفضل موجودة هنا، سيبها تاخد حقها، كاميليا عارفه هيا بتعمل ايه، و ايا كان الي هتعمله فيها ارحم بكتير من الي بتخططوله..
كان حديث صفيه صحيح بنسبه كبيرة لذا غير أدهم وجهه الي يوسف الذي كان خارج لتوه من غرفه المكتب فوجد الخدم يحملون أغراض شخص ما فقال بإستفهام
ايه دا.؟
لكن أتته الإجابة من أدهم الذي قال لاهثا.

كاميليا لمت كل هدوم و حاجات نيفين و رمتهم من فوق و امرتهم يرموهم برا باب القصر..
تفاجئ يوسف من فعلتها و لكنها راقت له فقام أدهم بالقاء تلك القنبله في وجهه و التي جعلت الدماء تفور في رأسه
و أخدت كمان مفتاح البدروم و راحت عندها و لما حاولت امنعها امك وقفتلي و قالتلي سيبها تاخد حقها..
لعن يوسف بخفوت و قال بغضب جحيمي
و انت ازاي مجتش تقولي حاجه زي دي..
أدهم بغضب.

امال انا هنا بعمل ايه؟ و بعدين هما عندهم حق سيبها تعمل الي هيا عيزاه فيها، و متقلقش رجلتنا حواليها و مش هتقدر تأذيها
عندما نطق أدهم جملته الأخيرة كان يوسف يتوجه الي غرفه المراقبه و قام بطرد الحراس متوجها إلي الشاشه لينظر الي كاميليا التي ما أن اقتحمت المكان حتي أخذت تنظر حولها تبحث عن نيفين التي ما أن وقعت عيناها عليها حتي تقدمت بخطي بطيئه متمهله و هيا تناظرها بتشفي قبل أن تقول.

و أخيرا، انا وانتي لوحدنا، من غير ما يكون في حد بينا تجري تعيطيله و تكدبي عليه و يحاميلك بالباطل..
نظرت نيفين بخوف الي مظهر كاميليا التي كان الجحيم يرتسم بعيناها و لكنها حاولت إخفاء خوفها تحت قناع السخريه عندما قالت
ايه القطه المغمضه جايه برجليها لحد هنا من غير ما يكون وراها حراسه و لا يكون حبيب القلب مستخبي هنا و لا هنا عشان يدافع عنها..
بادلتها كاميليا السخريه حين قالت.

لا متقلقيش القطه المغمضه فتحت و جايه لوحدها، عشان تعرفك مقامك كويس اوي..
نيفين يتهكم
ايه التطور الفظيع دا، بتقولي قدامي الكلام دا و مش خايفه كدا، لا دانتي قلبك جمد اوي..
كاميليا بثقه.

انا عمري ما خفت منك يا نيفين انا خوفت عالي ليا منك لكن لو الموضوع كان عندي انا لوحدي كنت دوست عليكي بجزمتي، و لو هنتكلم عالخوف بقي فإنني الي طول عمرك بتخافي مني و بتعمليلي الف حساب، كنتي تستني تشوفي انا هلبس ايه عشان تلبسي الي احسن منه، كنتي بتستني تشوفيني هصاحب مين عشان تصاحبي الاحسن، كنتي بتركزي في كل حاجه انا بعملها اكتر مني باكل ايه بخرج فين بلبس ايه بصاحب مين هدخل كليه إيه هشتغل فين كل دا عشان تبقي احسن مني بس و لا مرة قدرتي حتي تنافسيني، حتي في غيابي كنتي مرعوبه لارجع، حتي يوسف إلي عملتي كل دا عشانه عمره حتي ما فكر يبصلك و لا حتي لفتي انتباهه تعرفي إني مشفقه عليكي، انتي قعدتي تجاربي عمرك كله عشان بس تثبتي انك احسن مني و في الاخر فشلتي، يا حرام.

كانت كلماتها كالخناجر التي اصابت كبد الحقيقه، حقيقه حقدها وغيرتها الشديده منها مما ادي الي انفعالها بصورة كبيرة فقالت بغضب
اخرسي، انا عمري ما غرت منك انتي الي كنتي بتغيري مني عشان طول عمري اكتر واحده محبوبه في البيت، و جدي بيحبني اكتر منك و بيفضلني عنك..
قهقهت كاميليا بسخرية من حديثها العار تماما من الصحه ثم قالت بشماته.

انتي بتكدبي الكدبه و تصدقيها، و مع ذلك هعتبر أن كلامك صح هغير منك ليه و أنا عندي يوسف بالدنيا، طول عمره و هو غانيني عن الناس كلها، استحاله يا نيفين كان ممكن اغير من حد و أنا معايا واحد زي يوسف..
قالت كاميليا جملتها الأخيرة بصدق مما جعل نيفين تستشيط غضبا فقالت بحقد
يوسف صح، طب خدي دي بقي يا حلوة يوسف إلي كان غانيكي عن الدنيا دا هو الي نصب عليكي و خد فلوسك..
كاميليا بإستنكار.

دا بجد، انتي سامعه انتي بتقولي ايه؟
نيفين بثقه
ايوا سامعه و عارفه و متاكده، يوسف مضاكي علي تنازل عن كل حقوقك في ورث عمي احمد لانه كان عارف انك مش بنته، و لو مش مصدقاني روحي اسأليه..
صفعه قاسيه سقطت علي قلبها في تلك اللحظه فتلك النبرة الواثقه التي تتحدث بها نيفين تجعلها تتيقن من صدق حديثها و لكنها آثرت إخفاء شعور الخيبه التي تملكتها في تلك اللحظه و قالت بلهجه صارمه.

الي بيني و بين جوزي انتي ملكيش فيه، أما دلوقتي فأنا جايه عشان اقولك اطلعي بره القصر دا و مش عايزة اشوف وشك هنا أبدا..
شعرت نيفين و كان صاعقه نزلت من السماء لتضربها في الصميم فللوهله الأولي لم تستطع الحديث و لكن بعد ذلك اعترتها حاله هستيريه جعلتها تقول بجنون
انتي اكيد مجنونه، انا عمري ما هخرج من هنا أبدا..
نظرت كاميليا اليها بسخريه و رفعت إحدي حاجبيها قائله باستهزاء.

مجنونه، و مش هتخرجي من هنا أبدا، طب انا بقي هوريكي الجنان علي أصله..
اختتمت كاميليا جملتها و توجهت للخارج و أخذت تنادي علي الحرس الذي جاء علي الفور ملبيا ندائها فامرتهم قائله
طلعوا الزباله دي بره و اوعوا تهوب ناحيه القصر دا تاني..
و بالفعل نفذ الحراس أوامر كاميليا و قاموا بسحب نيفين التي كانت تقاوم بكل ذرة قوة تمتلكها و هيا تصيح بغضب.

سيبوني محدش هيخرجني من هنا أبدا، اوعي ايدك منك له، انتي مين عشان تخرجيني من هنا..
نظرت إليها كاميليا بكبرياء و ثقه قائله بكل ما تمتلك من غرور
انا كاميليا مراد الحسيني و مرات يوسف الحسيني كبير العيله دي و بقولك قدامهم كلهم احنا ميشرفناش واحده زيك تكون وسطينا، و اكيد انتي عارفه اقصد ايه بكلامي دا..

كان هذا المشهد علي مسمع و مرآي من الجميع و خاصة يوسف الذي خرج من غرفه المراقبه عندما وجد الحرس يجر نيفين للخارج و أدهم الذي تبعه و كان بالمقابل يقف جميع الخدم و بجانبهم صفيه و روفان و مراد و فاطمه القادمان من الخارج فقد كان الذهول يخيم علي الجميع فأين تلك الفتاه الرقيقه الناعمه مثل الورود هل هيا تلك الماثله أمامهم بشموخ و تلك النظرات القويه التي لم تهتز أبدا هل يمكن أن يخلق القهر و الألم كل هذا الجبروت؟

آخرجهم جميعا من ذهولهم صراخ نيفين التي افلتت يديها من بين أيدي الحراس مهروله تجاه يوسف مرتميه تحت أقدامه و هيا تقول بانهيار
ارجوك يا يوسف متسبهمش يعملوا فيا كدا، انا خلاص ندمت علي كل الي عملته بس متعملش فيا كدا..

كان الجميع في حالة ترقب من موقف يوسف وهذه التي كانت ترتمي تحت أقدامه و خاصة تلك التي كانت تنظر إليه نظرات غامضه لا تفصح شيئا عما يدور من قلق بداخلها خاصة عندما صمت لثوان قبل أن يقول للحراس بصرامه و صوت جهوري
اعمل الي كاميليا هانم قالتلك عليه و بعد كدا أوامرها تتنفذ علي طول من غير ما ترجعلي..
ثم نظر إلي أحدهم نظرة ذات مغذي قبل أن يوجه أنظاره لادهم قائلا بأمر
حصلني عالشركه..

في تلك اللحظه بالذات شعرت كاميليا بعشق جارف لم تشعر به تجاهه في حياتها فإن كانت سابقا تحبه فالآن تعشقه لا بل لا يوجد شعور في الكون يصف ما تشعر به تجاهه الآن فهو قد نحى جميع أخطاءها و ذلاتها جانبا معطيات أياها اجمل و اسمي ما يمكن أن يعطيه رجل الي حبيبته الامان الثقه الدعم، فالأنثي التي تستند علي رجل حقيقي لا تستطيع أي قوة في العالم هدمها..

هذا هو تحديدا ما شعرت به أنها امتلكت رجل يوازي العالم أجمع رجل علا من شأنها و أعطاها الدعم الذي جعلها و لاول مرة في حياتها تقف علي أرض صلبه لا تهتم بمن أمامها فهي تعلم جيدا من خلفها و هذا أكثر ما قد تتمناه الانثي في رجُلها..
اقترب أدهم من كاميليا قائلا بمزاح
كل واحد فينا جواه حوسيني صغير بيظهر في المواقف الصح ( اتبع جملته بضحكه كبيرة ثم قال بفخر ) عشرة صفر ليك يا وحش..

ابتسمت كاميليا لأدهم ابتسامه شكر ثم نظرت حولها فوجدت الجميع ينظر إليها دون التفوه بحرف الا فاطمه التي سألتها باندهاش
ليه عملتي فيها كدا؟
كاميليا بثبات
متبصليش كدا انا مظلمتهاش يا خالتو، انا دوقتها من نفس الكأس الي كانت عايزة تدوقهولي و دا منتهي العدل، أما باقي العذاب الي ورتهولي فدا ربنا كفيل بيه..

في مكان آخر نجد ذلك الاجتماع المغلق الذي يضم طاوله مستديرة تضم حولها أربعة أشخاص ثلاث رجال و أمرأة و كان رئيسهم ينظر إلي ذلك الغريب نظرات متفحصه قبل أن يقول بلهحه باردة ( الحوار المفروض بالألماني )
أخبرني ماذا تقصد بحديثك هذا فأنا لا احب المقدمات..
نظر إليه رائد برهبه سرعان ما تغلب عليها فعليه إتمام مهمته علي اكمل وجه فقال بلهجة ثابته.

اقصد بأن يوسف الحسيني لن يقدر علي سداد تلك الدفعات فوضعه الحالي شبه مدمر و عاجلا أم آجلا سيعلن إفلاسه..
نفخ الرجل دخان سيجارته قائلا بلهجة جليديه
تلك ليست المرة الأولي التي نتعامل فيها مع آل حسيني و لم يخذلنا اي احد منهم من قبل فلما علي تصديقك ايها الغريب..
رائد بنفي
لست غريب مسيو جاك فأنت قد رأيتني من قبل..
تحدثت أنجلينا مساعدة جاك بنبرة ذات مغذي
أجل رأيناك قبلا مع جو!
جاك بسخريه.

أجل انت الصديق الخائن في هذه اللعبه..
رائد بغضب حاول كتمه قدر الإمكان
لست خائن و لكني اريد المنفعه لكلينا..
جاك بتهكم
كل الخونه يقولون نفس الشيء و لكن ليس هذا ما يهمني، هيا أخبرني ما العرض البديل، ام انك قطعت تلك المسافه فقط لتحذرني..!
قال الأخيرة بسخريه فأجابه رائد بثبات
نفس عرض يوسف فالحسيني بس هزود نسبتك بدل ٣٠ ٪ هخليها ٣٥٪.

حرك جاك رأسه في حركه إستعراضيه ليصدر بعدها صوت تقطقه عظام رقبته و هو يقول بتحفظ
عرض مغري كثيراً و لكن ما الذي يجعلك تقدمه لي لا تقل لي كسب المال فأنا لا احب الكذب..
رائد بثبات
اسبابي تخصني و المكسب يخصك و هكذا نكن متعادلين..
جاك بسخريه
اشم رائحه إنتقام كبير ايها الصديق الصدوق!
قال الأخيرة بتهكم ثم أضاف ناظرا للمرأة
اليس كذلك آنا..
نظرت إليه أنجلينا لثوان بنظرات يملئوها المكر و الدهاء قبل أن تقول.

و أنا آري بأن عرض هذا الوسيم مناسب تماما ايا كانت الدوافع جاك..
رائد بحدة
لا يهمك إن كنت صادق ام كاذب فأنا أعلم أنك لا يهمك سوي المال، فأنتم تسلكون كل الطرق المشروع منها و الغير مشروع للحصول عليه..
هلل جاك بطريقه مسرحيه قبل أن يقول بموافقه
اتفقنا ايها الصديق، اوافق علي عرضك، فأنا لا ارفض الربح أبدا..

تسللت روفان الي داخل غرفه المكتب و قامت بالرد علي الهاتف الذي كان يهتز كثيرا بين يديها كدقات قلبها الذي كانت ترقص ما أن رأت اسمه علي شاشه الهاتف فأجابت برقه
آلو..
على بمداعبه
كل دا علي ما تردي احنا هنبتديها تُقل من اولها و لا ايه؟
روفان بلهفه
والله أبدا انت فاهم غلط دا الدنيا عندنا مش مظبطه بس و مكنتش عارفه ارد عليك..
على بمزاح.

انتي اتخضيتي كدا ليه، و لو بتتقلي ايه المشكله انتي براحتك تعملي كل الي انتي عايزاه..
روفان بخجل
على بطل بقي..
على بحب
ايه قولي تاني كدا..؟
اشتعلت وجنتيها خجلا من حديثه و مداعباته فقالت بخجل
اقول ايه..
على بحب
قولي على دي تاني..
خلاص بقي..
يا بت قولي بدل ما تلاقيني قدامك و أنا اصلا بتلكك
روفان بلهفه
لا قدامي ايه انت مجنون الدنيا شايطه من غير حاجه هنا..
على باستفهام
ليه حصل ايه..؟
روفان بحزن.

دا موضوع يطول شرحه، بس دا العادي في القصر بتاعنا لو مر يوم علينا من غير كوارث يبقي حاجه غريبه..
على بمداعبه
بكرة اخطفك من القصر دا كله و ابعدك عن كوارثهم دي كلها و ميبقاش عندك غير كارثه واحده بس اسمها على..
روفان بإندفاع
دي احلي كارثه في الدنيا..
أوقف على سيارته في منتصف الطريق و قال بلهفه
قولتي ايه..؟
روفان و قد غمرها الخجل كليا من اندفاعها بها الشكل فقالت بلهجه أشبه بالتوسل
مقولتش حاجه..
على بحده مفتعله.

بت انتي لما اقولك قولتي ايه تقولي علي طول، مش هفضل اتحايل عليكي انا..
صُدِمت روفان من غضبه فقالت بحزن تجلي في نبرة صوتها
كدا يا على انت بتشخط فيا..
على بنبرة منفعله
يخربيت على دي الي بتحبني ورا، انا كل ما اشخط فيكي هتقوليلي على دي، لا دانتي بعزقتي الهيبه خالص و الموضوع دا مش نافع..
ابتسمت روفان علي حديثه و قالت برقه
ايوا هفضل اقولك كل شويه على يا على يا على..
روفاااان!

انتفضت روفان علي ها الصوت القادم من الخلف وووووووو
( آدي آخرة المرقعه ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة