قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والأربعون

عندما تتجاوز صدمه خذلانك مِن مَن هم الأقرب الي قلبك ستشكُر الله كثيراً علي تِلك الصدمات الي جعلتك تري مكانك في قلوبهم..
نورهان العشري.

كان مازن يقود سيارته متجهم الوجه و غاضب بشدة و كانت كارما تجلس بجانبه تحاول كتم ضحكاتها بصعوبه علي مظهره الغاضب فهو منذ أن رآها تجلس مع ذلك الطبيب و هو علي هذا الوضع و لكنها تعمدت تجاهله بل و رسمت علي ملامحها الحزن الكبير منه مما ادي الي تضاعف غضبه فلم تبالي بذلك و قالت بلهجه رسميه
ممكن اعرف احنا رايحين فين؟
مازن باقتضاب
هنفطر و بعد كدا هوديكي عالجامعه..
كارما بإستفزاز.

و مين قالك اني عايزة أفطر معاك؟
مازن بنفس لهجتها
براحتك متفطريش هفطر انا..
كارما بغيظ من بروده
خلاص اتفضل نزلني علي اي جنب و روح افطر عشان معنديش وقت اقعد أتأمل في جمال حضرتك و انت بتاكل..
مازن بغرور
انتي تطولي اصلا تقعدي تتفرجي عليا طب خليني انزل جامعتك دي و اقول بس عايز أفطر و انتي هتشوفي أما الجامعه اتقلبت و فطروني و غدوني و عشوني كمان..
نجح مازن في إستفزازها فقالت بانفعال.

تمام اوي، بما أن حضرتك شخصيه مهمه اوي كدا و معجبينك كتير فياريت تنزلني علي اي جنب..
ابتسامه ماكرة ارتسمت علي شفتيه و لكنه سرعان ما محاها و رسم علي ملامحه الهدوء و اللامبالاة قائلا
لا معلش انا راجل جنتل مان و ميرضنيش انزلك كدا في نص الطريق عيبه في حقي طبعا..
وصل الغضب ذروته معها فقامت بتكوير قبضه يدها و لكمته بعنف في كتفه قبل أن تقول
نزلني احسنلك بدل وربنا هتسبب في كارثه عالطريق دلوقتي..

انفجر مازن ضاحكا علي جنونها و قال من بين ضحكاته
كارما يا حبيبتي انتي بتهدديني!
كارما بمكر
لا يا روح كارما انا مبهددش انا بنفذ علي طول..
و بالفعل قامت بإنتزاع المقود من بين يديه حتي اختل اتزان السيارة لثوان قبل أن يسيطر مازن علي الوضع و من ثم قام بإيقاف السيارة علي جانب الطريق قبل أن يقول بانفعال
يا بنت المجنونه ايه الي انتي عملتيه دا؟ ينفع كدا!
كارما بغضب
انت لسه شفت جنان..

التفتت إلي باب السيارة و حاولت فتحه و لكنه قد اغلفه بالذر الالكتروني فاشتعلت من الغضب و التفتت ناظرة إليه و قالت بغضب
مازن افتح الباب دا و نزلني و الا؟
لم تنهي جملتها فقد امتدت يداه خلف ظهرها و قربتها إليه بغته حتي أصبحت علي بعد إنشات قليله منه فخرجت منها شهقه خافته انت إثر حركته المباغتة و سرعان ما زحف الخجل الي وجنتيها عند اقترابها الشديد منه و خاصته عندما قال
و الا ايه!
كارما بضياع
هاه..

نظر مازن الي عينيها الجميله و قال بتأثر من اقترابها المحبب الي قلبه
هتعملي ايه لو مفتحتش الباب..
كارما بخجل و نبرة خافته لامست اوتار قلبه
هزعل منك..
مازن بعشق
ميهونش عليا زعلك أبدا..
كارما بدلع
لا بيهون، و بتزعلني
مازن بعشق
والله أبدا، في حد يقدر يزعل روحه!
كارما بخجل
اه في انت!
هصالحك..
كارما بتمنع
مش هتقدر..
مازن بعشق
طب بحبك.
زعلانه بردو!
بعشقك!
كارما بخجل و تلعثم من وقع الكلمات عليها.

بص، هو انا اتصالحت بس لسه في شويه زعل صغننين كدا.
مازن بابتسامه علي شقاوتها
طب اصالحك ازاي يا روح قلبي!
كارما بمكر مغلف بالرقه
تقولي كنت فين طول العشر ايام الي فاتوا دول، و ياريت متقوليش انك كنت في شغل عشان قلبي بيقولي غير كدا و انا قلبي مبيكذبش عليا و حاسس انك كنت بتعمل عمله سودا و مهببه!
قالت جملتها الأخيرة بنبرة تهديد جعلته يرتد الي الخلف باندهاش من تغيرها المفاجئ ثم قال بذهول.

كارما يا حبيبتي انتي سخنه! انتي بتتحولي فجأة كدا ازاي؟ مش كنا حلوين و بنتصالح من شويه ايه الي حصل؟
نظرت كارما الي أظافرها المطليه بعنايه و قالت بغرور
عادي جدا ممكن ابقي حلوة معاك و في لحظه اقلب عليك دا راجع لهرموناتي و انت المفروض تتعود علي كدا مش كل مرة هتتصدم يا ميزو يا حبيبي
مازن بسخريه
هيا تقريبا الهرمونات دي مش كان معادها ١٢ بالليل بقت ١٢ الضهر كمان يا فرحه امك بيك يا مازن!
كارما بتهديد.

دول المعادين الثابتين ليها يا روحي اقلم نفسك بقي علي كدا و اعمل حسابك أنها ممكن تطلع لك في أي وقت تاني في اليوم تنكد عليك كل دا راجع ليك..
مازن بتهكم
و دا ازاي أن شاء الله؟
كارما بلهجه تحمل شيئا من التهديد المبطن
بانك متزعلنيش خالص و الا وقتها تستحمل هرموناتي بقي!
مازن بسخريه
لا و علي ايه ربنا يكفينا شرها..
كارما برقه اذابته
كدا انت حبيبي، نيجي بقي للمهم قولي كنت غايب عني طول المدة الي فاتت دي بتعمل ايه؟

زفر مازن بيأس فقد علم بأنها لن تهدأ قبل أن تعرف ما يخفيه عنها لذا قرر أنه لا مفر امامه سوي بالحديث فقال بإستسلام
هحكيلك يا تاعبه قلبي معاكي..

نظرت فاطمه الي كاميليا بغضب حاولت كتمه فقالت بنفاذ صبر
ممكن نتكلم بصراحه و تحكيلي كل حاجه من البدايه..
نظرت كاميليا حولها بضياع و أخذت تنظر إلي ملامح الناس حولها في ذلك المقهي و كأنها تستمد منهم الشجاعه كي تتحدث الي خالتها التي قالت تحثها علي الحديث
انا جبتك هنا بعيد عن البيت و عن كل الي هناك عشان تتكلمي براحتك ممكن بقي تتكلمي و لا هتقعدي تتلفتي حواليكي كدا كتير؟
كاميليا بخفوت.

حاضر هحكيلك كل حاجه بس الاول ممكن تقوليلي انتي عرفتي ازاي الي حصل..
أخذت فاطمه نفسا طويلا قبل أن تقول
مراد الي جالي و قالي..
فلاش باااك
نظرت فاطمه الي على بارتباك عندما أخبرها بأن مراد ينتظرها بالاسفل و قالت باستفهام
مراد الحسيني! و دا عايزني في ايه؟
معرفش بيقول عايزك ضروري! و تقريبا شكلها حاجه تخص كاميليا
ارتسم القلق فوق ملامحها من ذكر اسم ابنه أختها فهبت من مجلسها و قالت بلهفه.

طب انا هنزله اشوفه عايز ايه، و انت متقلقش ناهد نايمه و حتي لو صاحيه هيا عمرها ما هتنزل تحت عشان جدك مانتا عارف
على بحيرة
انا حاسس ان جدي عدا حوار أنها مامت واحد صاحبي و تعبانه فجبتها تقعد عندنا شويه علي ما يرجع من السفر لكن مبلعوش و متكلمش عشان ميحرجنيش..
فاطمه بتعب
و أنا كمان حاسه بكدا بس دا وضع مؤقت لحد ما نشوف هنعمل ايه، إلا قولي مفيش اخبار عن ابنها دا؟
على بهدوء.

للأسف مفيش. حتي الي اسمه عابد دا لسه بردو معرفتش اي حاجه عنه بس متقلقيش انا مش ساكت، المهم دلوقتي تنزلي تشوفي الي مستنيكي تحت دا..
اه صح تعالي ننزل نشوف في ايه.

و بالفعل توجهت فاطمه للاسفل فوجدت مراد الذي كان ينتظرها علي أحر من الجمر و فور أن شاهدته حتي تزاحمت الذكريات برأسها عن أختها الراحله و قصه عشقهما التي كان الفشل حليفها فتنهدت بألم قبل أن تتقدم منه فمد يده يصافحها فبادلته ثم دعته للجلوس و قالت بتحفظ
اهلا يا مراد بيه ازيك..
مراد بعتاب
مراد بس يا فاطمه ملهاش لازمه بيه دي، احنا في يوم من الايام كنا أهل بردو..
تنهدت فاطمه قبل أن تقول بشجن.

فعلا كنا أهل يا مراد، تشرب ايه
مراد بهدوء
مش هشرب حاجه يا فاطمه انا مش ضيف، انا جايلك في موضوع مهم، فهستأذن حضرة الظابط يسبنا لوحدنا شويه..
لم ترق الفكرة لعلى الي غضب من طلب مراد و لكنه اخفي ذلك عندما طلبت منه فاطمه بذوق
بعد إذنك يا على ممكن تسبنا لوحدنا شويه..
وافق على علي مضض فلم يتفوه بحرف بل هز رأسه و انصرف تاركا المكان فنظرت فاطمه الي مراد قائله بنفاذ صبر
ممكن تقولي في ايه يا مراد عشان أنا قلقت..

شعر مراد بالارتباك للحظات قبل أن يقول
انا هدخل في الموضوع علي طول اتمني انك تسمعيني للآخر من غير ما تقاطعيني..
مش هقاطعك قول بقي وقعت قلبي..
مراد بارتباك
هحكيلك بس قبل ما احكيلك عايزك تعرفي إني محبتش في حياتي حد قد زهرة..
فاطمه بنفاذ صبر
في ايه يا مراد..

قص عليها مراد ما حدث منذ ذلك اليوم المشئوم بينه و بين شقيقتها مرورا بما حدث بينه و بين سميرة و بينه و بين يوسف و ما حدث منذ لحظات أمامهم جميعا و انتهي سرده للحوار بتلك الجمله التي خرجت من اعماق فؤاده بألم و لوعه
انا عارف اني أحقر إنسان في الدنيا عالي عملته في حبيبتي و في بنتي بس اقسم بالله العذاب الي شفته بعد كدا ما يقدر بشر يتحمله انا من اول يوم سبتها فيه و أنا بتعاقب لحد دلوقتي..

كان الحديث يقع علي مسامع فاطمه وقع الصاعقه فكيف مرت شقيقتها الصغيرة البريئه بكل ذلك الألم و العذاب وحدها، كيف أنها احتملت كل هذا من دون أن تشارك به أحد و من بعده ابنتها التي لم تستطع التفوه بحرف خوفا علي سمعة والدتها بالرغم من ضغطهم الكبير عليها، اعتصر الألم فؤادها و هيا تنظر إليه لا تعلم ماذا تقول هل تعنفه و تفرغ طاقات الغضب الكامنه خلف صدمتها و حزنها أم تشفق علي ذلك المصير الأسود الذي تلقاه عقابا علي جريمته و الذي لا يزال يتجرعه حتي الآن برفض ابنته القاطع له، لم تعرف ماذا تقول أو ماذا تفعل حتي تحدث هو قائلا بإنهزام و يأس.

انا عارف انك كرهتنيني و يمكن مش طايقة تبصي في وشي و أنا استاهل بس كاميليا تستاهل بعد كل العذاب دا أنها تحس انها مش يتيمه و أنها ليها أب مستعد يضحي بحياته عشان خاطرها.
عند ذكر اسمها شعرت بوخز في قلبها فقالت بألم
و هيا فين دلوقتي..؟
مراد بحزن
نايمه في اوضه زهرة، صفيه طلبت مننا نسبها تستوعب صدمتها و تاخد وقتها و بعد كدا نشوف هنعمل ايه، و عشان كدا جيتلك انتي الوحيده الي تقدري تتكلمي معاها و تفهميها..

فاطمه بغضب
اتكلم معاها اقولها ايه! احكيلها عن مدي السوء الي انتوا فيه، اقولها أن حظك الزفت و وقعك انتي و امك مع ناس لا بترحم و لا بتسيب رحمه ربنا تنزل، عايزني اقولها ايه بالظبط دا ابوكي يا كاميليا الي عاش عمره كله جمبك من غير ما يحس و لا يفهم انك بنته يالا روحي اجري اترمي في حضنه و احمدي ربنا انك مطلعتيش يتيمه ام و اب، و ما تقولي عايزني اقولها ايه؟
مراد بندم و ألم يسيطران علي جميع معالم وجهه.

لا مش عايزك تقوليلها اي حاجه من دي، انا بس عايزك تعرفيها اني مستعد ادفع عمري كله و اشوفها سعيدة و مبسوطه و اني لو رجع بيا الزمن كان الموت عندي اهون من اني أفرط فيها هيا و أمها، قوليلها اني طول عمري بتمني أنها كانت تكون بنتي انا، مش هحلفلك بس ربنا شايف و عارف الي في قلبي..

اختتم مراد جملته تزامنا من هروب دمعه من طرف عينيه سرعان ما مسحها و قام بالتوجه الي باب غرفه الصالون فاوقفه نداء فاطمه التي آلمتها كلماته و شعرت بمدي صدقها فلم يطاوعها قلبها بأن ترده بهذا الشكل خاصة و هيا تعلم مدى حقارة تلك المرأة المسماه بسميرة فاوقفته قائله
استني يا مراد.
التف مراد بلهفه قائلا بأمل
ايه قررتي تساعديني؟
فاطمه بتحفظ
انا هعمل الي في مصلحه كاميليا...
بااااك
كاميليا بغضب و استنكار.

خالتو انتي عايزاني اسامحه بعد كل الي عمله دا..؟
فاطمه بهدوء
الي عمله دا بينه و بين زهرة الله يرحمها هو اذاها هيا و عند الله تجتمع الخصوم عارفه معني الكلمه دي و لا لا؟
كاميليا بحزن
عارفه بس دي امي و من حقي ازعل عشانها و اتوجع علي كل الي مرت بيه..

طبعا من حقك محدش قالك لا بس كمان هو ابوكي، مراد شاف عذاب محدش يتحمله يا كاميليا، انتي متخيله تعيشي مع الإنسان الي بتحبيه في بيت واحد و هو ملك لغيرك! عارفه كان إحساسه ايه، ماشي هو غلط بس هو اتلعب بيه و كلنا بشر محدش فينا معصوم من الخطأ، مراد متخيرش يبعد عنكوا و اختار أنه يبعد مراد اتفرض عليه البعد دا و احمد الله يرحمه كان أناني محاولش أبدا يصلح أو يكون حلقه وصل بينهم لا دا قوي زهرة عالي في دماغها الي حصل بين مراد و زهرة دا طبيعي بين أي زوجين حتي لو معملوش فرح بس كلنا كنا عارفين انهم متجوزين، و دا أساس الجواز الإشهار غلط لما ارغمها عليه طبعا و مفيش مبرر في الدنيا لغلطه دا بس هو في النهاية راجل و اي حد مكانه كان هيتجنن..

كاميليا بألم ممزوج بقطرات من دمعها
معقول مكنش عنده ذرة ثقه فيها تخليه يصدق كلامها أو حتي يديها فرصه تدافع عن نفسها..
فاطمه بتعقل.

الغضب وحش يا كاميليا بيعمي الإنسان عن الصح حتي لو واضح زي الشمس، الإنسان ميخليش غضبه يتحكم فيه و خصوصا لو كان في حاجات تخص ناس بنحبهم و روحنا متعلقه بيهم، نديهم و ندي نفسنا المساحه أننا نستوعبهم، الحب الحقيقي مش سهل نقابله في حياتنا يا حبيبتي و في ناس مبتقابلوش اصلا، عشان كدا مفروض لما يجيلنا منفرطش فيه بسهوله..

كلماتها أصابت قلبها في الصميم فهيا بكل مرة تختبرها الحياة تختار أن تضحي بعشقها حتي و أن كانت أسبابها قويه فخطأها كبير، هكذا أخبرها قلبها و عقلها أيضا فقالت بتعب
طب لما نغلط في حق الناس الي بنحبهم عشان بنخاف عليهم يا خالتو يبقي ايه الحل، نخليهم يسامحوا و يغفروا ازاي؟
فاطمه بإستفهام
نفسك تاخدي فرصه عشان تكفري عن خطأك في حقه صح؟
كاميليا بلهفه.

نفسي يا خالتو، كل مرة بيكون واقف في ضهري و بيدعمني و أنا كل مرة بخذله و بيكون اول حاجه اتخلي عنها يمكن دا من حبي بس والله غصب عني، هو مبيقولش أنه زعلان مني بس عنيه بتقول كتير، فيها كميه عتاب رهيبه يتوجع قلبي كل اما اشوفها
فاطمه بحكمه.

هو دا بالظبط الي مراد نفسه فيه، أنه ياخد منك فرصه يصلح بيها غلطه الغير مقصود بردو، هقولك حاجه يا كاميليا حاولي تسامحي و تبتدي حياتك من جديد عشان انتي فعلا اتولدتي من جديد، و بالنسبه ليوسف فهقولك كلمتين اتنين تحطيهم حلقه في ودنك، يوسف قلبه معاكي. نقطه ضعفه انتي. و دي حاجه في صالحك بس في نفس الوقت كرامته مجروحه منك من تفريطك فيه بسهوله ايا كانت أسبابك، و من ضعفك و إنهزامك حتي بردو لو كانت ليكي أسبابك يوسف لازم يشوفك حد يستاهل حبه الكبير دا، عايزك تبقي في ضهره زي ما هو علي طول في ضهرك، عايز بنت قويه يقدر يحارب بيها كل الشياطين الي حواليه مش عايز تبقي انتي نقطه ضعفه الي بتجارب بيها، يوسف مش حد عادي دا ابن اكبر عيله في البلد و هو كبيرها كمان يعني عيله كامله بتتسند عليه و هو بيتسند عليكي انتي، فهمتي و لا لسه..

كاميليا بانفعال
ماشي فهمت و عرفت غلطي بس هو كمان غلط في حقي، دا مضاني علي تنازل عن أملاك بابا احمد كلها من غير ما اعرف.
فاطمه بحدة
و سيادتك عرفتي منين؟
كاميليا بتخازل
عرفت من نيفين..
فاطمه بغضب.

تبقي غبيه و لسه مفهمتيش حاجه، هيا نيفين قلبها عليكي اوي عشان تقولك، و مع ذلك هفترض أن كلامها صح حضرتك هتعملي ايه؟ هتروحي تجري تغضبي و تزعلي و مش بعيد كمان تهربي عشان عمل كدا و لا تبقي ست ناضجه و واعيه و بتفهم و تروحي تقعدي مع جوزك تحكيله و تفهمي منه حصل ايه؟ و بقولك للمرة التانيه تحكيله مش تتهميه..
كلمات فاطمه هذبت تفكيرها للحد الذي جعلها تشعر بالندم كثيرا من غضبها منه فقالت بخجل.

انا عارفه اني غلطت كتير بس انا مكنتش فاهمه و كنت بندفع في تصرفاتي والله انا بحبه اكتر من اي حد في الدنيا..
فاطمه بتحفيز
الكلام دا ميتقاليش انا دا يتقاله هو، الي طالع عينه معاكي دا له حق كبير اوي عندك و جه الوقت أنه ياخد زي ما بيدي يا بنتي، فكري في كلامي و شوفي قلبك هيوديكي فين..
كاميليا و قد أخذت قرارها فقالت بحزم.

و انا فكرت و قررت هعمل ايه؟ ربنا ما يحرمني منك يا خالتو متعرفيش انا كنت محتاجه اتكلم قد ايه، انا كنت زي الي غرقان و مش عارف يعمل ايه عماله اتخبط يمين و شمال و مش عارفه الصح فين، ياريتك كنتي موجودة من زمان..
اختتمت جملتها و قامت بالإرتماء بين أحضان فاطمه التي استقبلتها بحب و قلب يحوي جميع مشاعر الامومه تجاهها فبادلتها العناق باقوي منه قبل أن تقول بحنان.

ربنا يفرح قلبك يا بنتي و يجبر بخاطرك و يهديلك قلبه و يصلح ما بينكوا..
أخذت كاميليا تردد تلك الدعوة كثيرا و هي في طريقها و تدعو من الله أن يستجب إليها فأكثر أمانيها الآن هو غفرانه.

كان يوسف ينظر إلي تلك الأوراق التي بين يديه بإنتباه الي أن جاءه ذلك الطرق علي الباب فأمر الطارق بالدخول لينتبه الي ذلك الذي كان يتقدم بهدوء و إبتسامه هادئه علي شفتيه تخفي الكثير من التناقضات ليبادره يوسف بالحديث بمرح
أهلا بالواطي الي خالع و سابينا غرقانين هنا..
رائد باعتذار كاذب
أسف يا يوسف بس الست دي هيا الي ربتني بعد وفاة اهلي و مكنش ينفع اعرف أنها تعبانه و مروحش اطمن عليها..
يوسف بتأثر.

لا طبعا واجب، و هيا عامله ايه دلوقتي..
رائد بهدوء
احسن الحمد لله. المهم طمني وضع الشركه عامل ايه دلوقتي؟ انا كنت بتابع مع أدهم بالتليفون.
يوسف بتهكم
و مادام بتتابع يبقي عارف الوضع، مش محتاج اشرحهولك..
شعر رائد بتهكم يوسف فاعتدل في جلسته و قال بارتباك
لا يعني مكنش بيقولي كل حاجه. فجيت عشان افهم منك..
زفر يوسف بتعب قائلا بيأس.

للأسف الوضع سئ جدا، بحاول اجمع اكبر قدر من السيولة عشان اقدر اقنع الألمان نتمم الصفقه، و ياخدوا الفلوس علي دفعات..
رائد باستفهام
وقدرت تقنعهم؟
يوسف بهدوء
مبدئيا اه و طبعا سمعتنا معاهم خلتهم يوافقوا، بس طبعا هما ميعرفوش الوضع الحالي للشركه و عندي امل اني اقدر اقف علي رجلي قبل معاد الدفعه التانيه..
رائد بتأثر زائف
موقف صعب بس أن شاء الله نعديه، طب ايه الخطوة الجايه؟

اعمل حسابك أنك آخر الأسبوع هتكون هناك في المانيا عشان نمضي معاهم العقود، انت هتسافر تظبط الدنيا و أنا هاجي بعدك بيومين علي ما الأجواء تهدي هنا.
رائد بتخابث
الله يكون في عونك يا يوسف حملك كبير، أدهم حكالي علي الي حصل و بصراحه أنا مشفق علي عمي مراد مش سهل عليه الي حصل دا..
يوسف بتعب
كلنا مكنش سهل علينا بس الي حصل حصل..
رائد بمكر
طب و هتعملوا ايه دلوقتي، اقصد مع سميرة و نيفين؟
يوسف بهدوء.

سميرة هربت طبعا راحت علي عشيقها! و نيفين كاميليا قامت معاها بالواجب و مشيت هيا كمان..
دق قلب رائد بخوف عند ذكر عشيق سميرة فاعتدل في جلسته قبل أن يقول بتحفظ
و يا تري عمو مراد يعرف عشيقها دا؟
يوسف بتهكم
إلا نعرفه دا عشرة قديمه!
رائد بارتباك حاول مداراته
ايه دا معقول!
يوسف بسخريه
معقول اوي، واحد من الي كنا بنعطف عليهم زمان بس طلع كلب و عض الإيد الي اتمدتله هو و اخوه..

كان رائد يغلي من الداخل بفعل الغضب من كلمات يوسف للمهينه لوالده و لكنه تجاوز ما يشعر به بصعوبه بالغه و هو يقول بقهر مغلف بالجمود
اه طبعا، طول عمركوا بتعطفوا عالناس و بتساعدوهم..
يوسف بلامبالاة.

عادي بقي كل واحد وله يوم و هو لعب مع الي اكبر منه، يبقي يستحمل الي هيجراله، المهم سيبك من كل دا انا عايزك تشوفلي سكرتيرة كويسه بدل المصيبه الي برا دي، مش فاهمه حاجه خالص و الست هند مشيت فجأة عشان تروح تتجوز قال و مدتنيش وقت حتي اجبلها واحده تدربها..
عند ذكر هند و هذا السبب لرحيلها الذي كان كالخنجر المسموم الذي غُرِز في منتصف قلبه فجعله يهب من مقعده قائلا بأنفاس مقطوعه.

بتقول ايه؟ مين دي الي مشيت عشان تتجوز.؟
نظر إليه يوسف باندهاش قبل أن يقول بلهجه مستغربه
هند مشيت و سابت استقالتها و معاها جواب بتقول فيه أنها متأسفه و أنها مضطرة تسيب الشغل عشان هتتجوز و كل حاجه جت بسرعه ملحقتش تبلغنا و شويه هري كتير كدا مركزتش فيه..
كانت دقات قلبه تزداد بسرعه جنونيه لدرجه سمع صداها في أذنيه من فرط الألم فقال بلهجة مهزوزة بعض الشئ
الجواب دا فين؟
يوسف باستفهام
في حاجه يا رائد؟

رائد محاولا رسم القوة و الثبات علي ملامحه قدر الإمكان
لا ابدا بس كنت حابب اشوف الجواب لو لسه موجود..

هز يوسف رأسه قبل أن يبحث بداخله ادراجه فوجد ذلك المظروف الذي يخصها فقام بتسليمه الي رائد الذي التقطه بلهفه غير مقصودة و قام بفتحه بقلق يرتجف من شدة الخوف ليصطدم بما يقرأة و بأن هذا الخط بالفعل يعود إليها فشعر بتسارع أنفاسه و نفور عروق رقبته بفعل الغضب و الغيرة و الألم فحاول قدر الإمكان إخفاء حالته قبل أن يرفع عيناه الي تلك العينان التي كانت تنظر إليه بصفاء لا يعكس اي شئ و من ثم ارتسمت إبتسامه هادئه علي محياه قبل أن يقول.

من الواضح أن العشق طايلك يا صاحبي و أنا معرفش..
رائد بنبرة مهتزة قليلا
مفيش الكلام دا انا بس استغربت..
ابتسم يوسف قبل أن يقول بتهكم
و أنا هعمل نفسي مصدقك، نفذ الي قولتلك عليه عشان الي جاي مفهوش هزار، و محتاج مننا تركيز..
هز رائد رأسه بهدوء قبل أن يقول بجمود
انا هروح المصنع اشوف الدنيا هناك فيها ايه و لو في جديد هكلمك..
يوسف بلامبالاة
تمام.

خرج رائد من تلك الغرفه بأنفاس مقطوعه و قلب يشتعل غصبا و ألما و هو ينظر إلي تلك الأوراق في يديه يود لو يمزق صاحبتها إربا جراء فعلتها تلك لذا قام بإجراء ذلك الإتصال الذي لم يقل فيه سوي تلك الجمله
عايز اعرف مكانها..
اجابه الطرف الآخر بشر
اعتبر نفسك عرفته..

كان يوسف يتابع بعض الأشياء علي جهاز اللاب توب الخاص به و قد أمر سكرتيرته بأن تمنع عنه أي اتصال او مقابله لكي يتفرغ لما يقوم به و الذي كان يأخذ حيزا كبيرا من إنتباهه فلم يلتفت للم الطرق علي الباب و و الذي زاد للحد الذي اغضبه فقال بحده دون أن يحيد عيناه عن ما يقوم به
انا مش قولتلك متدخليش عليا حد..
ارتعبت كاميليا من حدته في الحديث فقالت بخفوت
و لا حتي انا!

انتشرت رائحة عطرها الخاص في المكان لتصل إلي قلبه اولا و من ثم صوتها الهادئ الخائف من غضبه فأصاب قلبه في الصميم و جعله يلتفت لينظر إليها فتخطفه بتلك الهيئه الملائكيه و تلك العينان الناعسه التي لاطالما كانت تؤرق لياليه من فرط الشوق و لكنه أستطاع و ببراعه إخفاء كل هذا خلف مظهره البارد و صوته الحاد و هو يقول
تعالي يا كاميليا..

تقدمت كاميليا بخوف و ترقب تقدم قدم و تؤخر الثانيه الي أن وصلت إلي ذلك المقعد أمام مكتبه و قالت بخفوت
ممكن اقعد؟
يوسف بفظاظه
مش محتاجه تستأذني..
جلست كاميليا و أخذت تبلع ريقها بصعوبه فقد تبخرت كل تلك الكلمات و المقدمات التي ظلت طوال الطريق تعدها فنظراته و مظهره الهادي البارد لا يشجعانها إطلاقا و زاد عليهم كلمته التي اربكتها أكثر
سامعك يا كاميليا اتكلمي و لا انتي جايه هنا عشان تسكتي!

غضبت كاميليا من لهجته و حديثه الغير مشجع فنظرت إليه بحده قبل أن تقول بغضب مكبوت
والله هتكلم بس آخد نفسي يعني..
رفع يوسف إحدي حاجبيه و قال بلامباله
وماله خدي نفسك براحتك..
قال جملته و التفت إلي الحاسوب أمامه ليكمل ما كان يفعله فزاد ذلك من غضبها فقالت بانفعال
لو مشغول اجيلك وقت تاني..
نظر يوسف إليها فقال ببرود
طبعا اانفعالك دا عشان انتي مش عارفه تبدئي منين و مستنيه مني أبدأ انا زي كل مرة..

اصابت كلماته الحقيقه ككل مرة و لكنها ابت الاعتراف فقالت بحدة طفيفه
لا طبعا، أنا متضايقه عشان انت مش مديني اهتمام..
نظر إليها يوسف بهدوء و من ثم حول أنظاره الي شاشه الحاسوب مرة ثانيه و هو يقول بفظاظه
لو عايزة تقولي حاجه يا كاميليا انا سامعك و لو معندكيش الي تقوليه فياريت اتفضلي عشان انتي كدا معطلاني..
انطلت حيلته عليها فقد نجحت كلماته في إشعال فتيل غضبها فهبت من مقعدها قائله بغضب.

تمام اوي و أنا ميردنيش اني اعطلك هما كلمتين جايه اقولهملك و همشي علي طول، اه انا غلطانه و متسرعه و كمان غبيه بس انا أبدا مش ضعيفه زي مانتوا كلكوا مفكرين و لا انا كان سهل عليا أضحي بيك انا اخترت امشي عشان مهينكش عشان متسمعش كلمه وحشه بسببي مقدرتش احطك في حرب بين عقلك و قلبك الي انت كنت واثقه أنه هيختارني..
يوسف بهدوء.

و تفتكري لما هربتي مكنتيش بتهينيني! و في رأيك كدا كلام ايه ممكن راجل يسمعه اوحش من أن مراته هربت و سابته؟
للمرة التي لا تعرف عددها كان محق في حديثه فلم تستطع إجابته ليقوم هو بمتابعه الحديث بقلب متألم و ملامح جامدة و نبرة هادئه عكس نزيف روحه.

اقولك انا هربتي ليه، هربتي عشانك. عشان مشوفكيش في صورة وحشه، و بردو دا من حقك مش هلومك عليه كانت كل الظروف ضدك و هربتي، نيجي بقي لبعد ما رجعتي كام مرة سألتك هربتي ليه مجاوبتيش و بردو هديكي عذرك..

بس قلبك الموجوع دا محسش و لا مرة قد ايه كان قلبي موجوع هو كملن و انا كل ما امشيلك خطوة تبعدي الف! ملمستيش و لا مرة وقع كلامه الطلاق دي عليا كانت بتبقي عامله ازاي؟ كل مرة اسهل حاجه عندك تبعدي عني بحجه انك بتحبيني!
قاطعته كاميليا بألم و دموع حارقه
حجه يا يوسف!
يوسف بنبرة متألمه طحنت عظامها.

للأسف حجه يا كاميليا، الحب انك تأمني و تسلمي. انك توصلي لاقصي مراحل الامان الي لو كنتي وصلتيله معايا مكنتيش فكرتي لحظه واحده تهربي و تسبيني..
كاميليا بألم جراء كلماته القاتله
بس انا حبيتك اكتر من نفسي
يوسف بقهر.

و أنا و لا مرة قولتلك بحبك، انا كنت بقولك بعشقك، الحب دا حاجه كانت قليله اوي عالي في قلبي ليكي، و بردو بعدها طلبتي الطلاق، تممت جوازنا بالرغم من كل حاجه عشان بس تحسي انتي عندي ايه و انتي مفيش بردو، عارفه انا مفيش حاجه تثبتلك اني بحبك معملتهاش، و انتي بردو و لا انتي هنا، حتي و انتي جرحاني مقدرتش أبدا غير اني اكون في ضهرك و سبت نيفين تمشي عشان مكسرش كلمتك قدام حد.

كاميليا بغضب من حديثه الذي اعتبرته غير منصف لعشقها له
مانتا بردو كذبت عليا و مضتني علي تنازل عن حقي في ورث بابا احمد، و قبل ما تقول حاجه انا مش فارقلي فلوس بس اتوجعت انك عملت كدا من غير ما اعرف كنت قولي لو كنت طلبت روحي مكنتش هقولك لا ليه عملت كدا من غير ما تعرفني؟
نظر إليها يوسف بألم شديد و لكنه قال بتهكم
يوسف وحش و اخد حقك يا حرام صح، مفكرتيش لحظه واحده انا ممكن اكون عملت كدا ليه؟

كاميليا بنبرة ضعيفه مبحوحه
اكيد لمصلحتي بس مقولتليش
يوسف ساخرا
معلش بقي كنت وحش عشان مقدرتش اقولك وقتها ان جدي هددني أنه يحرمني من كل حاجه لو ارتبط بيكي لأنه كان فاكر انك مش بنت ابنه، و عشان كرامتي و كرامتك مضيتك من غير ما تعرفي علي التنازل و مضيت انا كمان و روحت قولتله لانا و لا مراتي عايزين منك حاجه.

صدمه قويه سقطت علي قلبها اولا فكيف أنه تنازل عن كل شي من أجلها قبل أن يجعلها تتنازل هيا ليصدمها أكثر قائلا بحدة
قبلت اني اشتغل زيي زي الغريب في ملكي في مقابل أن محدش يعرف سرك دا، شوفتي انا وحش قد ايه
توالت الصدمات عليها للحد الذي جعلها عاجزة عن النطق لينظر إليها بجمود لاول مرة تراه بعيناه قبل أن يقول بصرامه.

ايه ساكته ليه؟ و لا المرادي مش هتلاقي حجه عشان تطلبي مني الطلاق! عموما انا هوفر عليكي و هنفذلك طلبك، كاميل..
لم يستطع إكمال جملته إثر تلك الصرخه الغاضبه التي خرجت من جوف الوجع الكامن بداخلها و هيا تقول بنبرة صارخه
لاااا ارجوك متقولهاش. ارجوك لا يا يوسف.

كانت كلماتها و رجائها له يدميان قلبه للحد الذي كاد أن يجعله يندفع تجاهها يعتصرها بين ذراعيه ليقتص. منها بسبب كل هذا الوجع الكامن بقلبه و الذي لا يستطيع تجاوزه أبدا لتأتي كلماتها التاليه لتشق قلبه الي نصفين
اوعي تنطقها يا يوسف. لو هييجي اليوم الي قلبك هيطاوعك فيه و تقولهالي ارجوك موتني قبلها اهون عليا بكتير اني اعيش لحظه و أنا مش علي اسمك.

توجهت كاميليا الي الباب بقلب ينفطر ألما ثم توقفت و يدها علي مقبض الباب و من ثم إلتفتت إليه بعينان تقطران ألما و قالت بصدق
انا بحبك اوي. و عمري ما حبيت و لا هحب حد قدك.

نظر إليها بعينان جامدة تخفي جيدا ذلك الألم الناتج عن جراحه النازفه و حاول بصعوبه السيطرة علي قلبه الذي ينفطر ألما لرؤيتها بهذا الشكل فظل لثوان قد تكون طويله الي أن شعرت باليأس من إجابته فقامت بإدارة مقبض الباب و خرجت مهروله الي الخارج تسبقها دمعاتها فلم تستطع سماع تلك الصرخه الغاضبه المتألمه التي خرجت من جوفه و صوت التحطيم الذي كانت نتيجه أنه قام بقلب المكتب أمامه بكل ما يمتلك بقوة تضاعفت بفعل الغضب الممزوج بحزن كبير حتي أنه صار يتحرك في الغرفه بلا هدي كنمر جريح غير قادر علي السيطرة علي ألمه أو غضبه فظل لدقائق علي هذه الحاله قبل أن يتجه الي هاتفه الملقي علي الارض و يقوم باتصال ما قام بعدها بتحطيم هاتفه الي أشلاء تشبه أشلاء قلبه الذي تمزق بفعل ذلك العشق الغاشم الذي تسلط علي قلبه فانهاه.

كانت كاميليا تنظر أمامها بعينان يتساقط منهما الدمع كالانهار و ما أن أوشكت أن تتجاوز بوابه الشركه العملاقه حتي سمعت ذلك النداء خلفها فانتبهت إليه لتستدير تري ماذا هناك فقال لها الحارس
أنا آسف يا هانم بس يوسف بيه أمر متخرجيش غير لما السواق ييجي ياخدك و انا كلمته و خلال دقايق هيكون هنا.
لا تعرف اتفرح لاهتمامه بها و بسلامتها ام تحزن علي غبائها الذي اوصلها معه الي تلك النقطه.

كانت روفان ترتجف خوفا من مظهر أدهم الغاضب بشدة فسقط الهاتف من يدها ليصطدم بالارضيه الرخاميه تحتها دون القدرة علي النظر إليه فقد اقترب منها أدهم قائلا بغضب جنوني
على مين؟
روفان برعب جعلها عاجزة عن الحديث فزاد إرتجافها لدي إمساكه برسغها بقوة آلمتها كثيرا فاغضبه صمتها إكثر فقال بصراخ
ردي عليا على مين؟
و من ثم خطر علي باله فجأة هويته فقال بإستنكار غاضب
اوعي يكون على اخو غرام.

أخذت روفان ترتجف رعبا و هيا تقول بتلعثم
أدهم ارجوك اسمعني، انا هفهمك
أدهم بغضب جحيمي
بتستغفلينا يا روفان؟
روفان بإرتجاف و رعب
والله أبدا، انا هفهمك
أدهم بصراخ
اخرسي و كمان ليكي عين تتكلمي.
جاءت صفيه من الخارج علي صوت أدهم الغاضب و قالت بقلق و لهفه
في ايه يا أدهم صوتك جايب آخر البيت و ماسك اختك كدا ليه؟
نظر أدهم بإستنكار الي روفان و قال بخيبه أمل كبيرة تجلت في صوته.

أسألي الهانم بنتك كانت بتكلم مين و مستغفلانا، و أنا هصفي حسابي مع الكلب الي اسمه على دا.

قال جملته الأخيرة و قام بالدعس بكل قوته علي الهاتف الذي تحطم و انطلق كالسهم ينوي تلقين على درسا قاسيا لتقربه من أخته و لم يحسب حساب لدائرة الزمان التي تدور فتسقي كل ساقٍ لما سقي و لم يهتم لكاميليا التي كانت تترجل من السيارة لتشاهد مظهره الغاضب هذا فأخذت تنادي عليه فلم يجبها بل انطلق بسيارته كالمجنون فاندفعت كاميليا للداخل لمعرفة ماذا حدث فوجدت روفان ترتجف رعبا و صفيه بجانبها تحاول تهدئتها لفهم ما حدث فقالت كاميليا بقلق.

ايه في ايه؟
اجابتها صفيه بحيرة
والله يا بنتي مانا عارفه انا جيت جري علي صوت أدهم و هو بيزعق و بيقولي شوفي بنتك بتكلم مين و طلع يجري زي المجنون زي مانتي شفتي..
نظرت كاميليا الي روفان و التي ساءت حالتها كثيرا فنظرت الي صفيه قائله برجاء
طب معلش يا طنط ممكن تخليهم يعملولها كوبايه ليمون يهديها شويه و بعدين نبقي نفهم في ايه.

اطاعتها صفيه دون حديث و توجهت الي الخارج مغلقه الباب خلفها لتندفع روفان الي أحضان كاميليا و تنفجر في بكاء هستيري قائله بإنهيار.
الحقيقي يا كاميليا انا في مصيبه..
فزعت كاميليا من حديثها فقالت محاوله تهدئتها
بعد الشر مصيبه ايه، اهدي كدا و فهميني.
حاولت روفان التماسك قدر الإمكان و قامت بقص ما حدث علي كاميليا التي سقط قلبها رعبا مما قد يقدم عليه ذلك المجنون فأخذت تدور حول نفسها و هيا تقول بفزع.

يا نهار اسود، اخوكي المجنون دا ممكن يعمل مصيبه.
زاد انهيار روفان أكثر فقالت من بين دموعها
انا هموت من القلق و الرعب يا كاميليا، كدا الموضوع ممكن يتقفل بالضبه و المفتاح، و لو أدهم قال ليوسف انا ممكن اضيع خالص يوسف ممكن يقتلني.
كاميليا بغضب تلقائي
بطلي جنان هو يوسف قتال قتله لا طبعا مش ممكن يأذيكي، المهم قوليلي المجنون دا قال رايح فين كدا؟
روفان ببكاء.

قال رايح يربي على. انا خايفه يروح عالبيت و تحصل مشكله بينهم.
عند جمله روفان أضاءت فكرة جهنميه بعقل كاميليا التي قالت بتمني
طب ياريت يروح عالبيت
روفان بأندهاش ممزوج بالغضب
انتي اتجننتي انتي التانيه، بيت ايه الي عيزاه بروحه
كاميليا و قد أخرجت هاتفها و قامت بالإتصال بأحدهم و هيا تقول بغضب لروفان
والنبي تتلهي بخيبتك و تسكتي خالص، الو، غرام الحقينا في مصيبه و محدش هيقدر يلحقها غيرك.
غرام بفزع.

مصيبه ايه يا بت خضتيني
قصت عليها كاميليا ما حدث ليتصاعد غضب غرام التي وجدتها فرصه لتأخذ بثأرها من ذلك الوسيم المتعجرف الذي اذاقها الويلات باسم الحب فقالت بحنق
ياريت ييجي علي هنا يبقي جه لقضاه..
و ما كادت أن تنهي جملتها حتي سمعت صوت إحتكاك إطارات سيارة علي الارض بشكل مرعب فقالت بصوت محارب قد ظفر بفرصته في الانتقام
متقلقيش يا كاميليا البيه شرف، اعتبري الموضوع دا خلصان.

توجهت غرام للخارج و من حسن حظها بأن لا احد في المنزل فوالدتها ستمر الي السوق قبل العودة للمنزل و
كارما بالجامعه و علي بالخارج و جدها عند الطبيب الخاص به ففتحت باب القصر و وقفت في مواجهته بعد أن صعد درجات القصر بخطوتان و. كان الشرر يتطاير من عينيه و زاد من غضبه عندما رأي تلك النظرات المتشفيه في عينيها فقال بغضب
اخوكي فين؟
غرام بإستفزاز
اخويا مش هنا بس انا موجودة. خير اقدر اعرف مشكلتك.

أدهم محاولا عدم الاندفاع خلف إستفزازها فقال بصرامه
مشكلتي مش معاكي، انا عايزه هو
غرام بسخريه تحوي الوجع بداخلها
لا ازاي احنا لو جبنا للمشكله من الأول هنلاقيها عندي انا
فهم أدهم المعني المبطن في حديثها فقال بغضب
تقصدي ايه أن شاء الله اخوكي بيردهالي؟
غرام بتهكم
من حسن حظك أنه ميعرفش بالي حصل و إلا مكنش زمانك واقف علي رجلك دلوقتي. دي الدنيا الي بتدور و بتدوق كل واحد من نفس الكأس الي دوقه لغيره.

أدهم بغضب جحيمي
خلي بالك من كلامك يا غرام. مش هسكتلك اكتر من كدا. اختي برا العك دا كله
غرام بوجع تجلي في نبرته و ملامح وجهها
عندك حق. اختك غاليه و اكبر من أنها تدخل في العك دا بس بنات الناس رخيصه اوي صح
سددت غرام بكلماتها تلك خنجر مسموم أصاب قلبه في المنتصف فاقترب منها بلوعه و كوب وجهها بين يديه و هو يقول بألم و ندم
انتي عمرك ما كنتي رخيصه عندي أبدا
نفضت غرام يديه التي تحتضن. وجهها و قالت بقلب جريح.

اسكت! مستحملتش اخويا يكلم اختك بالرغم من أنه بيحبها و فكرت أنه زيك ممكن يغدر و يلعب بيها، بس لا. على هاشم الرفاعي راجل و بيتقي الله في بنات الناس بالرغم من أن أخته ملقتش حد يتقي ربنا فيها بالعكس دي الناس نهشت فيها من غير ما يكون عندها لا دين و لا ضمير
كلماتها الجارحه أدمت فؤاده الذي ينفطر ألما و ندما و عشقا والذي جعله يقول بنبرة تحمل شيئا من التوسل.

قوليلي ايه ممكن اعمله عشان أكفر عن ذنبي دا. انا مستعد اعمل اي حاجه في الدنيا عشان تصدقي اني بحبك و مقدرش اعيش لحظه واحده بعيد عنك
غرام بقوة
لا اقدر! عشان هتعيش الباقي من عمرك بعيد عني. فأقلم نفسك بقي
و كأن كلماتها كانت التعويذة التي أخرجت الشيطان القابع بداخله فاقترب منها ناظرا إليها بجنون اتبعه بتصميم اربكها.

من غير يمين يا غرام ما هيعدي اسبوع كمان غير و انتي مراتي و هنشوف كلام مين الي هيمشي، مش انتي حضرتي العفريت استحملي أذاه بقي.
لم يمهلها الوقت للرد انما قام بالالتفات و التوجه الي سيارته و لكنه نظر إليها قائلا بوعيد
و قولي لاخوكي أن في بينا حساب هصفيه، ميفتكرش الي حصل دا هيعدي بالساهل.

اختتم جملته و انطلق بسيارته و هو ينوي تنفيذ قسمه لها في اقرب وقت فقد انفلت زمام الأمور منه و قد أيقن بأنه لن يستطع استعادتها بتلك الطريقه لذا فلتكرهه الآن كما تشاء فعندما تكون زوجته سيسقيها عشقه التي حتما لن تستطيع الصمود أمامه.

كان مازن في طريقه الي عمله حتي وجد هاتفه يرن معلنا اتصال قادم من على فأجاب بمزاح
يا أهلا يا ابو نسب..
فاجأته نبرة على الذي قال بصراخ و برعب حقيقي علي محبوبته فهو قد استمع الي حديث أدهم إليها و لاول مرة في حياته يشعر بالعجز و القهر فقرر بأنه لن يتركها فريسه لهم و سوف يقلب الدنيا رأسا علي عقب حتي لا تتأذي شعره منها
انت فين مازن؟
مازن بقلق
في ايه يا على؟ حاجه حصلت..
على بغضب و قهر.

مش وقته اسأله لما اقابلك هقولك انت فين؟
مازن بغضب هو الآخر
على متجننيش قولي في ايه حد جراله حاجه؟ كارما كويسه.
على و قد هربت منه كل ذرة صبر فقال بصياح
زفته كويسه و محدش جراله حاجه انا الي في مشكله و عايزك ضروري..
اطمأن قلب مازن قليلا علي محبوبته فقال بهدوء
انا رايح (، ) انت فين؟
اركن علي اي جنب انا عشر دقائق و هكون عندك..

و بالفعل ما هيا الا دقائق حتي وصل على الذي كان يقود سيارته بجنون يوازي جنون خوفه عليها فوجد مازن يقف مستندا علي سيارته فباغته على بالحديث مباشرة
عايزك تيجي معايا قصر الحسيني.
تفاجأ مازن من حديث على فقال بإندهاش
نعم! و انت رايح تعمل ايه في قصر الحسيني؟
على بصرامه
رايح أخطب روفان!
نظر إليه مازن باندهاش و كأن الورود نبتت فوق رأسه ثم قال ساخرا
تروح تخطب مين يا عنيا؟
على بنفاذ صبر.

مش وقت ظرافه اهلك، بقولك عايز اروح أخطب روفان الحسيني هتيجي معايا و لا لا؟
مازن بانفعال
هو انا مرمطون الي خلفوك و لا معزة هتسحبها وراك ما تفهمني في ايه الاول و ايه القرار الغريب دا؟ و انت تعرف روفان منين اصلا؟
زفر على بغضب ثم قام بقص عليه الموضوع بإختصار و لكنه تفاجأ كثيرا من رد فعل مازن الذي نظر إليه لثوان قبل أن ينفجر في نوبه ضحك هستيريه و هو يقول من بين ضحكاته.

لا ماتقولش انك اتقفشت زي العيال بتوع المدارس، يالهوي عالضحك
نظر إليه على بدهشه سرعان ما تحولت لغضب كبير من هذا المعتوه فقال بصراخ
نعم يا روح امك انتي هتستهبل هو انا قولتلك نكته ما تنجز هتيجي معايا و لا لا؟
قال مازن من بين ضحكاته.

لا والنبي سيبني اضحك شويه، مش مصدق نفسي والله، سبحان الله كنت بدعي يجيلك حد رزل يرزل عليك زي ما بترزل عليا يقوم ربنا يوقعك في ارزل اتنين في الدنيا يوسف و أدهم، ياه احمدك و اشكر فضلك يارب، طلبتها و نولتها
نظر على إليه بعدم تصديق ثم قال بحنق
تصدق انك متخلف انا أقولك عندي مشكله و الدنيا مقلوبه و لازم اتقدملها و دا كل الي فارق معاك، والله دانا ابقي حمار لو فكرت اديلك اختي
مازن بمزاح و شماته.

لا انت خلاص كلمتك معدتش فارقه. بص انا هفهمك، انت وقعت بين شقي الرحى زي ما بيقولوا يعني هيطلع عين اهلك، أساسا هتلاقي ادهم بيطلعلك شهادة الوفاه
على بغضب
و لا هو و لا انت و لا بلدكوا كلها تقدر تعمل فيا حاجه انا على هاشم الرفاعي يا بابا فوق
مازن بسخريه
دا سابقا. دلوقتي اسمك المرحوم على هاشم الرفاعي، و أنا عشان صاحبك و اصيل هعملك حته خارجه محصلتش، اي خدمه يا معلم
غلى بغضب و نفاذ صبر.

ما تنجز يا زفت انت و تقول حاجه عدله تتفهم و بطل هزارك التقيل دا
يا ابني وربنا ما بهزر دا انت تركن أدهم علي جمب دا يوسف لو شم خبر هنصلي عليك العصر في جنينه بيتكوا
يأس على من ذلك المجنون و لكن مهلا لقد أتته فكرة كانت هيا الحل الوحيد لهذا المأزق فنظر بإشمئزاز الي مازن ثم قال بغضب
شوف وحياة امي هطلع عين اهلك و اوريك الرزاله علي حق بس انت اصبر عليا.
مازن بعدم تصديق.

دا جزاتي يا ابني عشان بنبهك ادي آخرة الي يعمل خير في البلد دي.
على باستنكار
خير! أمثالك مبيعملوش الخير غير بالصدفه، ابو الي ياخد رأيك في حاجه انا عرفت انا هتصرف ازاي خلاص
انهي حديثه و توجه إلي سيارته و كله عزم علي تنفيذ خطته فاوقفه مازن الذي شعر بالذنب تجاه صديقه فقال بصياح
و لاا هتعمل ايه يخربيتك
على بغضب
ملكش في
طب استني هقولك، ما تخلي جدك يكلم القرش الكبير. دا الي في أيده ينقذك. من بين الحيتان دي.

على بتفكير
طب والله فكره. هو من ناحيه و أنا من ناحيه
مازن بتأييد
ايوا يا ابني الراجل الكوبارة دا الي هيجيب من الآخر، و هو و الحسيني الكبير مفتريين زي بعض و هيعرفوا يتفاهموا
نظر إليه على بقرف ثم قال بغيظ
ياخي نفسي تكمل جمله مفيده للآخر، يالا انا هطير.
و بالفعل انطلق على و ترك مازن الذي قال بصوت جهوري ليسمعه على.

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين والنبي يارب خرجني علي خير من بين ياجوج و ماجوج دول الي انا وقعت فيهم و اتجوز البت دي بقي.

حل المساء و كان البيت هادئا نوعا ما الا تلك التي كانت تجلس في غرفتها يأكلها القلق و بجانبها صديقتها التي كانت تهون عليها قائله
خلاص بقي يا روفي مش هستحمل أشوفك كدا..
روفان بحزن
هتجنن يا كاميليا، أدهم من ساعه ما خرج مرجعش و مرعوبه لا يقول ليوسف، وقتها هموت نفسي و لا أنه يعرف..
استنكرت كاميليا حديثها و قالت بانفعال كبير.

بعد الشر عنك يا زفته متقوليش كدا، و بعدين هو انتي عملتي ايه يعني، ما كل البنات بتحب عادي و بتتخطب لالي بتحبه، و لا هو حلال ليهم و حرام علينا، و لا اكمن احنا ستات نتحرق عادي يعني، بصي انتي تقفي كدا رافعه راسك و لا تتهزي و لا اكنك عملتي حاجه، انتي بني آدمه و عندك احاسيس و مشاعر، و مفيش حد في الدنيا دي يقدر يحاسبك عليها..

كانت كاميليا تتحدث بانفعال دون أن تري تعبيرات روفان التي تغيرت بدأً من عينيها التي جحظت بفعل الصدمه التي حل محلها الرعب و شفتيها التي كانت ترتجف و لم تستطع تحريك شفتيها لتحذير كاميليا التي ما أن أنهت حديثها حتي تسمرت في مكانها عندما سمعت صوته الهازئ و هو يقول
روفان لما تخلصي مع الفيمنست كاميليا هانم الحسيني ابقي اجهزي عشان في ضيوف جايين كمان شويه..

انهي حديثه تزامنا مع إلتفات كاميليا إليه و التي كانت تتمني في تلك اللحظه بأن تنشق الأرض و تبتلعها و ما زاد من خجلها هيا تلك النظرة الهازئه التي رماها بها فظلت لثوان متسمرة في مكانها حتي بعد خروجه لتقترب منها روفان قائله بلهفه
كامي انتي كويسه؟
لم تتلقي روفان رد فقد كانت كاميليا تحاول إستيعاب الموقف فقامت روفان بإدارتها إليها قائله بيأس
كاميليا والنبي ردي عليا..
كاميليا بعدم تصديق
هو اتريق عليا صح!

روفان بنفاذ صبر
مانتي الي زودتيها و خدتك الجلاله اوي و عملتيلي فيها رضوي الشربيني، اتفضلي اشربي بقي..
أنهت نيفين حديثها و أخذت تندب حظها الي أن أتت الخادمه لتخبرها بأن الضيوف قد وصلوا فنظرت إلي كاميليا و قالت باستفهام
ضيوف ايه دلوقتي و دا وقته؟
لمعت عينا كاميليا من تلك الفكرة التي اتتها فقالت لها بعجاله
بقولك ايه البسي و أنا هشوف مين تحت واجي اقولك..

و ما أن فتحت كاميليا الباب حتي وجدت صفيه أمامها تقول بنبرة ذات مغزي
روحي غيري هدومك عشان خالتك تحت و عايزة تشوفك..
تيقنت كاميليا من صواب ظنها و قالت بترقب
خالتي مش لوحدها صح؟
صفيه بمكر
لا، قولي للعروسه تجهز..

لم تستطع كاميليا التحكم في ضحكتها التي خرجت بتلقاييه فصدحت في أرجاء القصر لترتد في قلب في هواها عاشق متيم فاغمض عينيه لوهله محاولا السيطرة علي دقات قلبه الهادرة من تلك الحوريه التي تسكن أعماق فؤاده..
و علي جانب آخر هرولت كاميليا تجاه روفان تحتضنها بحب كبير و هيا تقول بفرحه لا تسعها
يا روفييي على تحت هو و خالتو جايين يخطبوكي
روفان بصدمه لم تستطع استيعابها
ايه!
كاميليا بنفاذ صبر.

لا بقولك ايه مش وقت صدمه قدامي عشان اجهزك
بالفعل قامت كاميليا بتجهيزها لتبدو كالحوريات في جمالها و الفراشات في رقتها خاصة و هيا تهبط السلالم تتدلل مثل الأميرات و لا تدري بأنها و كأنها تخطو فوق قل؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة