قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والأربعون

تلك الإعتذارات الكاذبه المتبوعه بحجج واهيه لن تفلح أبدا في ترميم قلبي. كان يجب عليك الإنتباه لكلماتك قبل أن تنطقها و الإنتباه لافعالك قبل أن تقوم بها. لان ما خلفته في قلبي لن يمحيه الف اعتذار
نورهان العشري.

دخلت نيفين الي تلك الشقه المتوسطه الحال و أخذت تنظر حولها بقرف و إشمئزاز فكيف يمكنها أن تعيش في هذا المكان المقرف بعد أن كانت تعيش بذلك القصر الفخم..

اقتربت من تلك الاريكه القديمه و جلست عليها بغضب شديد و هيا تعبث في هاتفها التي أخذت تتوسل الي تلك الخادمه كثيرا حتي تستطع أن تجلبه إليها من غرفتها و لحسن حظها وافقت و أعطته لها فأخذت تبحث به كثيرا الي أن وصلت إلي هذا الرقم المنشود و قامت بالإتصال فوجدته مغلق فأخذت تسب و تلعن كثيرا الي أن اتتها تلك لفكرة التي قامت بتنفيذها في الحال و شرعت في الاتصال برقم آخر و أخذ الهاتف يرن كثيرا حتي رد فهبت من مقعدها تجيب في لهفه.

الو!
الو مين معايا..
راغب بيه؟
نظر راغب الي رقم الهاتف ثم قال بتحفظ
مين انتي؟
نيفين بلهفه
انا نيفين الحسيني..
في بدايه الامر اندهش راغب كثيرا من محادثتها و لكنه قرر أن يلعب قليلا فقال
معرفش حد بالاسم دا النمرة غلط
و هم بإغلاق الخط فقالت نيفين بلهفه و توسل
ارجوك متقفلش، اسمع مني الاول و بعدين قرر..
راغب مدعيا التفكير
امممم قولتلك النمرة غلط..

و لو قولتلك اني عارفه أن سميرة عندك و انك بتخطط تنتقم عيله الحسيني عن طريق رائد ابن اخوك..
قهقه راغب كثيرا قبل أن يقول
جبتي ايه جديد ما دا كله معروف!
نيفين بمكر
مجبتش جديد بس خليتك تسمعني و اتأكدت اني طالبه النمرة الصح..
راغب بإعجاب
لا عجبتني دماغك..
نيفين بغرور
لا و لسه هتعجبك لما تعرف اني ناويه اساعدك تجيب مناخيرهم الأرض.
راغب يتهكم
و مين قالك اني محتاج مساعدتك يا شاطرة!
نيفين بتخابث و دلال مصطنع.

و لو قولتلك اني أنا الي محتاجه مساعدتك هتكسفني!
رائد بمكر
لا مقدرش اكسف الحلوين أبدا..
نيفين و قد وصلت لمبتغاها
كدا نبقي متفقين..
لم يتسني له الرد إثر دخول سميرة الغرفه فقال بغموض
رقمك معايا هكلمك وقت تاني..
قام بإغلاق الهاتف فتقدمت سميرة إليه و علي وجهها إبتسامه ماكرة ثم قالت بنبرة خافته قاصدة إثارته.

ملامح وشك مريحتنيش و انت بتتكلم فعرفت انك بتكلم واحده و دا انا معنديش اعتراض عليه الغيرة أصلها مش من ضمن اتفاقاتنا فمالوش داعي تمثل عليا عشان أنا فهماك..
راغب بتخابث
ولو كلمت الف واحده مفيش حد هيملي مكانك عارفه ليه؟
لم اجيبه بل اكتفت برفع إحدي حاجبيها ليتابع بعد أن اقترب كثيرا منها
عشان انتي الوحيدة الي فهماني و بتعرفي تريحيني.
سميرة بنعومه.

طب مادام فهماك و بريحك مالوش لزوم الكذب و قولي اتلخبطت ليه لما دخلت، تكونش الواحده دي تخصني؟
قهقه رائد كثيرا بسبب دهاء تلك المرأة و قال بإذعان
بصي مادام ثبتيني و جتيلي دوغري انا هقولك..
و بالفعل قص عليها محادثته مع نيفين و التي جعلتها تستشيط غضبا من تلك الغبيه فقالت بانفعال
و المتخلفه دي عايزة ايه؟ مش كفايه ضيعتنا بسبب غبائها..
راغب بإستفزاز
اهدي شويه الانفعال غلط عشان التجاعيد، السن له حكم بردو.

سميرة بسخريه
لا متقلقش التجاعيد ليها حلول كتير بس في حاجات تانيه لا نافعلها علاج و لا غيره و ملهاش دعوة بالسن هيا كدا كدا بايظه..
غضب راغب من حديثها و قال هادرا
الرك عالست..
سميرة بتهكم
و ماله، مش موضوعنا، عرفني هتعمل ايه مع البت دي..
راغب بحدة
معرفش، و بعدين ماهي البت دي جلبك شوفي انتي عايزة اعمل ايه معاها و أنا هعمله، و بعدين دي بتقول انها هتساعدني عشان انتقم من عيله الحسيني.
سميرة بسخريه.

الي ما عرفت تعمل حاجه و هيا جواهم هتعمل حاجه برا، دي عيله خايبه سابت حته بت زي كاميليا تتغلب عليها وتاخد يوسف منها، و هيا الي طالع عليها اعمل ايه بيحبها، بسببها بنت زهرة انتصرت عليا و طردتني برا القصر..
قالت كلماتها الأخيرة بغضب و حقد مما جعلوه يتسائل بصوت عال
اه صحيح تعالي هنا هو انتي عرفتي منين أن كاميليا دي بنت مراد مش بنت أحمد..؟
أخذت سميرة تسترجع ذكرياتها لذلك اليوم عندما علمت تلك الكارثه.

فلاش باك
دخل احمد الي غرفته بعد عناء يوم طويل في الشركه و عندما وصل إلي المنزل فلم يجدها بالاسفل و أخبروه بأنها لم تغادر غرفتها طوال اليوم هيا و ابنتها فهرول قلقا الي الأعلي للاطمئنان عليها فوجدها تجلس في الشرفه تنظر إلي البعيد و علي وجهها إمارات الحزن فاقترب منها بلهفه قائلا
ايه يا زهرة مالك تعبانه و لا ايه؟
نظرت إليه زهرة لثوان قبل أن تدير وجهها للاتجاه الآخر قائله بجمود
مفيش حاجه انا كويسه!

احمد باستفهام
امال منزلتيش تحت النهاردة ليه؟
انتفضت زهرة من مقعدها و دخلت الي داخل الغرفه قائله بإنفعال
عشان معنتش قادرة اتحمل اكتر من كدا! الإحساس بالذنب هيموتني.
احمد بغضب حاول كتمه
ذنب ايه أن شاء الله
زهره بإنفعال
انت عارف ذنب ايه كويس اوي، انا مش هقدر اشوف مراد و بنته كل يوم بتكبر قدام عينه و هو ميعرفش انها بنته..

زاد غضبه كثيرا فقام بإغلاق جميع نوافذ الغرفه و الشرفه أيضا قبل أن يتوجه إليها قائلا بحدة
مش قولنا نقفل عالموضوع دا و متتكلميش فيه خالص.
زهرة بغضب
مش هقدر اقفل عليه، كفايه سكت السنين الي فاتت دي كلها و قبلت اني ابقي في نظر ابوك ست مش كويسه و كل دا بسببك..
احمد و قد جن جنونه فامسكها بعنف من رسغها قائلا بغضب جحيمي.

بسببي! دلوقتي بسببي مش انتي الي طلبتي مني أن مراد ميعرفش أن كاميليا تبقي بنته، و اشترطي عليا اني اكتبها باسمي قبل ما نتجوز، ها ردي عليا..؟
زهرة بألم و إنفعال
ايوا حصل بس الانتقام كان عاميني وقتها. و انت حتي محاولتش تفوقني بالعكس جارتني في الغلط لحد ما وصلنا للمرحله دي..
احمد بغضب.

هو دا الي انتي فاكرهولي بس! مش فاكرالي اني عاديت الناس كلها عشان خاطرك و اولهم أبويا! خدتك و اكتفيت بيكي عن أي حد دلوقتي بقيت وحش..؟
زهرة بندم
والله ما اقصد. انت اكتر واحد في الدنيا دي ساعدني و وقف جنبي في أصعب ايامي بس انا معنتش قادرة احساسي بالذنب هيموتني، كل ما اشوف نظرة مراد لكاميليا بموت و كل ما اسمعها بتقوله عمو بموت، حرام عليك حس بيا..

شعر أحمد بالألم لحزنها و لكن كبرياؤه ابي التراجع فقال بحدة
اتحملي و حاولي تنسي الموضوع دا و متفكريش فيه و اقلمي نفسك أن كاميليا بنتي انا مش بنت حد تاني..
زهرة بانفعال من حديثه
بس كاميليا مش بنتك. انت مابتخلفش!
اول مرة امتدت يداه لتصفعها علي خدها صفعه انطبعت في قلبها أكثر فنظرت إليه بعدم تصديق هل حقا فعلها؟
و هذا السؤال كان يتردد أيضا في عقله و لكنه ابي. أن يظهر شيئا فقال بحدة.

آخر كلمتين في الموضوع دا كاميليا بنتي و محدش هيعرف غير كدا! و اعرفي أن دا احسن ليكي و ليها..
زهرة باستنكار
انت بتهددني يا احمد؟
احمد بحنق.
افهمي زي ما تفهمي بس خليكي عارفه أن اليوم الي سميرة فيه هيوصلها خبر أن كاميليا بنت مراد مش هيطلع عليكي و لا علي بنتك نهار و انتي عارفه و شايفه حقيقتها بنفسك، و مراد عمره ما هيقدر يحميكي و لا يحمي كاميليا، لو مش خايفه علي نفسك خافي علي بنتك.

شعرت زهرة بالرعب من حديثه فهي تعلم أن تلك المرأة ما هي إلا شيطانه تعيش بينهم و هيا قادرة علي فعل أي شئ فهي السبب في تدمير سعادتها مسبقا و لكن هل يصل الأمر بها إيذاء صغيرتها
اقترب أحمد منها قائلا بلهجة حزينه متألمه.

انا و لا مرة حسيت ان كاميليا مش بنتي! افتكري لما كانت بتتعب مين كان بيسهر بيها مين كان بيراقبها خطوة خطوة و هيا بتكبر مين عنده استعداد يضحي بنفسه عشانها، انا مش اناني يا زهرة انا فعلا خايف عليها، سميرة لحد دلوقتي مش متقبله أنها خسرتني و شوفتي بتعمل ايه عشان تضايقك تخيلي تعرف أن كمان كاميليا بنت مراد و الي ممكن في اي لحظه يضحي بيها و يرميها في الشارع تخيلي ممكن تعمل ايه.؟
باااك.

انتهت سميرة من سرد ذلك الموقف الذي كانت تتابعه من خلف باب غرفتهم و تلك الحقيقه الصادمه التي نزلت فوق رأسها كالمطرقه لتشعر بغضب عظيم تجاه زهرة دفعها للقول بحقد
طبعا الهانم فضلت زعلانه منه و البيه مقدرش علي زعلها فراح حجزلهم يروحوا يقضوا اسبوع قال في اسكندريه و هما رايحين العربيه اتقلبت بيهم..
راغب باستفهام
طب و مخلصتيش عالبت ليه خلتيها تحصل ابوها و امها؟
سميرة بحقد.

و اخد حقي من مين؟ بعد موت احمد كرهت زهرة اكتر و حلفت لهعمل في بنتها الي معرفتش اعمله فيها. بس بنت المحظوظه وقف في ضهرها ابن الحسيني و نصرها عليها زي ما عمه عمل مع امها زمان. بس لا اللعبه لسه مخلصتش و أنا وراها وراها لحد ما اذلها و اذله بيها و مش هرتاح غير و أنا بدفنها زي أمها..
راغب بإعجاب
هو دا الكلام احنا بقي عايزين نركز الفترة الجايه دي و نتسلي عليهم واحد واحد..

أوشكت سميرة علي الرد فجاء قائد الحرس الخاص براغب و ذراعه اليمنى و دق الباب فأمر له راغب بالدخول و أشار له بالحديث براحه أمام سميرة فقال فاتح بهدوء
إلي حضرتك طلبته اتنفذ يا راغب بيه و البت في المخزن.

نظر الجميع لذلك الذي كان يقف أمام غرفه الصالون و ينظر لعلى بغضب كبير بعد أن ألقي بوجهه رفضه الصريح له زوجا لأخته و التي كانت ترتجف من فرط الرعب و الألم معا و لم يخفي عليه ذلك حينما حانت منه إلتفاته إليها فوجد عيناها تحمل الكثير من العتاب و الحزن معا فآلمه ذلك و لكنه لم يفصح عما يدور بداخله ليفاجأة سؤال يوسف الذي كان يحمل التهكم و السخريه في طياته
و ليه يا أدهم مش موافق؟

نظرات يوسف كانت تحمل بداخلها الكثير من التحدي و الوعيد لهذا الأحمق الذي كانت تجتمع بداخله الكثير من المشاعر المتناقضة منها الغضب و الغيرة و اليأس أيضا و لا يعلم اي شعور منهم قد دفعه لهذا الرفض و جاء هذا السؤال ليضعه بموقف محرج خاصتا أمام كل تلك العيون التي كانت تناظره بإستفهام و آخري بدهشه فحاول التظاهر بالبرودة و هو يتقدم جالسا بجانب مازن قائلا بهدوء
روفان لسه صغيرة و مش هنجوزها دلوقتي!

يوسف بتهكم لم يفهمه سواه
وجهه نظر بردو، بس المفروض ناخد رأيها و هيا الي تقرر إذا كانت لسه صغيرة و لا لا؟
عندما سمعت روفان جملة يوسف الأخيرة شعرت و كان دلو من الماء المثلج قد وقع فوق رأسها خاصتا و إن كل هذه الأزواج من العيون كانت تناظرها بترقب الا عيناه وحدها كانت تناظرها بحب فقد كان مظهرها المحمر بفعل الخجل الذي غمرها في تلك اللحظه جعلها قابله للإشتهاء..

لم تستطع روفان التفوه باي حرف بل تسارعت نبضات قلبها و كأنها في سباق للعدو و زادت وتيرة أنفاسها و تجلي توترها الكبير في كفيها حين أخذت تفركهما ببعضهما البعض فجاء رد صفيه الذي أنقذها من هذا الموقف حين قالت بوقار
السكوت علامه الرضا و لا ايه يا يوسف!
يوسف بتسليه
ايوا عندك حق طبعا. بس انا حابب اسمع من روفان عشان أدهم يقتنع ماهو حقه بردو يطمن علي أخته..

كانت كاميليا تفهم الغرض من حديث يوسف و إصراره علي معرفة رأي روفان لذا نظرت إليها وابتسمت إبتسامه مشجعه بادلتها إياها روفان بآخري خجله متوترة قبل أن تقول بخفوت
الي تشوفوا يا أبيه..
تحدث رحيم الذي كان يتابع الموقف من البدايه و قد شعر بحرب ما دائره في هذه الغرفه أطرافها يوسف و أدهم الذي كان الشرر يتطاير من عينيه لمعرفه ما يقصده شقيقه و ذلك الذي كان ينظر إليه بتحدي ليحسم رحيم الموقف قائلا بصرامه.

خلاص يا يوسف بلاش نحرج روفان اكتر من كدا، انا يشرفني نسبكوا يا هاشم و روفان بنتك قبل اي حاجه و أنا واثق أنها هتكون في إيد امينه.
تنفست روفان الصعداء من حديث جدها و دقت طبول الفرح جدران قلبها فظهرت عليه إبتسامه جميله خجله التقطتها عيناه فبادلها الابتسامه بآخري اروع و اجمل فأخيرا شعرت بالراحه فهي ستكون من نصيبه و هذا أكثر ما يمكن أن يسعدها في تلك الحياه
على خيرة الله، نقرأ الفاتحه.

هكذا قال هاشم قبل أن يقاطعه على بهدوء
بعد إذنك يا جدي كنت عايز اتكلم مع أدهم كلمتين بس علي إنفراد قبل اي حاجه..
فاطمه بإحراج
و دا وقته يا على!
مش هنطول خمس دقائق بالظبط..
نظر أدهم إليه بإستفهام و قد كان على وشك الصراخ بوجهه قبل أن يقول يوسف بصرامه
وماله يا على خدوا وقتكوا و أنا هعمل كام تليفون علي ما تخلصوا كلام..

اختتم يوسف جملته و إستاذن من الجميع ثم انطلق الي غرفه مكتبه ليقوم بإجراء بعض الاتصالات الخاصه
بالفعل توجه كلا من على و أدهم الي الحديقه ليبادر أدهم بالحديث قائلا بغضب
ها عايز تقول ايه؟
ابتسم على داخليا علي غضب أدهم و لكنه رسم الجمود علي ملامحه و قال بهدوء
مبدأيا عايز اشرحلك الموقف الي حصل الصبح عشان مش عايز يكون في أي سوء تفاهم بينا!
أدهم بغضب
هتشرحلي ايه! الموقف شارح نفسه اصلا..
على بنفس لهجته.

بص يا أدهم انا واحد شاف واحده و عجبته و حب يرتبط بيها طبيعي من حقه يعرف ايه مشاعرها تجاهه قبل ما ياخد اي خطوة جد!
أدهم بسخريه
بس الواضح انك كنت عارف مشاعرها قبل كدا لاني حسيت من طريقتها معاك إن دي مش اول مرة تكلمها!
مش هكدب واقول اول مرة بس صدقني انا ماتجاوزتش أبدا حدودي و اظن ان جيتي النهاردة اتقدم و اخطبها دا يثبت حسن نيتي
أدهم بنفاذ صبر
انت طالع تكلمني ليه دلوقتي مانتا خدت الموافقه خلاص
على بتعقل.

طالع اكلمك عشان عارف قد ايه انت مهم لروفان و موافقتك كمان مهمه و يهمني أن فرحتها تكون كامله و اظن انت مش بالانانيه دي انك تزعلها في يوم زي دا..
كانت جملته الأخيرة تحمل معني آخر وصله علي الفور فشعر بطبول الألم تدق بداخله فصمت لبعض ثوان يسترجع ما حدث بينهم اليوم لتُعاد إليه آلامه و معاناته التي جعلته يقول بنبرة شبه مهزومه
مبروك يا على، انت ابن حلال و أنا مش هلاقي لروفان أحسن منك..

شعر على بمدي ألمه الذي يقطر من بين كلماته ولكن ما باليد حيله فشقيقته رفضته رفض تام و لم تترك أي مجال للحديث لذا فهو لا يملك أي شيء يمكنه مساعدته به فقال بمزاح
طب يالا ندخل بقي احسن العروسه ترجع في كلامها..
ابتسم أدهم بود قبل أن يوافقه و توجه الإثنان الي الداخل..

في الداخل أخذ رحيم ينظر بحرج إلي فاطمه و التي كانت تتجاذب أطراف الحديث مع صفيه التي كانت أكثر من مرحبه بها فهي تحمل لها الكثير من الود كما كانت تحمل لشقيقتها فقاطع حديثهم كلمات رحيم التي ادهشتهم في البدايه
حاجه فاطمه!
التفتت فاطمه إليه بإندهاش سرعان ما تحول الي صدمه من حديثه
ليكي عندي حق إعتذار عن حاجات حصلت قبل كدا مني، بس انتي اكيد عرفتي سوء الفهم الي كان حاصل. و أننا كلنا كنا ضحيه لألاعيب قذرة..

لم يكمل رحيم حديثه فلم يجد الكلمات التي تعبر عن غضبه و ندمه أيضا فتفهمت فاطمه موقفه حتي و إن لم تسامحه فالموقف يستدعي منها أن تمرره لأجل خاطر ولدها و ابنه أختها فقالت بتحفظ
خلاص يا رحيم بيه الي فات مات، احنا ولاد النهاردة.

شعر رحيم بتحفظها فلم يطل في الموضوع كثيرا و قد راق له هذا كثيرا فهو لا يتقن فن الإعتذار و لا يحبذه من البدايه و جاء دخول على و أدهم الي الغرفه فاغلق الحديث و بدأ حديث جانبي كان بين روفان أدهم الذي جاء ليجلس بجانب شقيقته التي كانت تناظره بعينان يملؤها التوسل و الاعتذار فابتسم بود قبل أن يقول بخفوت
مبروك يا عروسه
روفان بخجل و نبرة منخفضه
مسامحني!

نظر أدهم الي وهج عيناها الجميله والتي ذكرته بتلك الجنيه التي كانت تحاصره نظراتها المبهجه و التي أطفأ شعلتها بجرمه الكبير فشعر بألم لا يحتمل داخل قلبه الذي كان يؤنبه بل يعنفه بشده علي فعلته النكراء و أخذ سؤال يدور بعقله
هل ستقبل أن يفعل أحد فعلتك النكراء مع صغيرتك البريئه! هل ستتحمل أن يطفأ أحدهم وهج عيناها الجميله بتلك الطريقه البشعه!
بالطبع لن يتحمل قلبه الاجابه فقال بلهجة مبحوحه من فرط الألم.

انتي بنتي يا روفي حد بردو يقدر ميسامحش بنته!
ارتمت شقيقته بداخل أحضانه تزامنا مع دخول يوسف الذي كان متجهم الوجه فبادره هاشم بالحديث
مش يالا نقرأ الفاتحه يا يوسف الكل متجمع اهوة..!
يوسف بهدوء
اه طبعا نقرأ الفاتحه.

تمت قراءة الفاتحه و قام الجميع بتهنئه العروسين كانت الفرحه عارمه بين الجميع و لكن كانت هنااك من تشعر بحزن كبير عندما أخذت تنظر إلي تلك المراسم الجميله التي لم تمر بها كأي فتاه و كانت هناك دمعه خائنه تهدد بالهطول في أي وقت مفصحه عن حرمان كبير قد عاشته في حياتها و لكنها حاولت قدر الإمكان تجاهل شعورها هذا و لم تكن تدري بأنه هناك من يشعر بالألم لحزنها هذا و لا يدري ماذا عليه أن يفعل كي يجنبها هذا الشعور بالحرمان فهو كان يريد حمايتها من جميع الشرور المحيطة بها كان يود أن يعرف العالم أجمع بأنها تنتمي إليه كان يود أن يجنبها كل ذلك الأذي الذي تعرضت له و لكن دائما للقدر رأي آخر.

عند هذه النقطه دخل الخدم يحملون ما لذ و طاب من اجود أنواع الحلويات و المشروبات فاقتربت منه فاطمه و هيا تقول بنبرة ذات مغزي
ايه يا يوسف مالكوا كدا شكلوا مش مظبوط!
يوسف بإحباط
العادي يعني مفيش جديد
فاطمه بإستنكار
مفيش جديد ازاي و هيا ماشيه و سيباني و ناويه تصالحك..
يوسف بخيبه أمل تجلت في نبرته كثيرا
مش لما تصلح غلطها الاول تبقي تفكر تصالحني.
فاطمه بعدم فهم
مالك يا يوسف! في حاجه انا معرفهاش؟
يوسف بنفاذ صبر.

عادي ماتخديش في بالك، المهم عايزك تتكلمي معاها بخصوص عمي مراد، هو كمان اتعذب و الي مر عليه مش قليل ميستحقش منها ترفضه هي كمان..
فاطمه بتعب
قولتلها يا ابني والله، علي الله ربنا يهديها و متنشفش دماغها. كفايه وجع قلب بقي..
يوسف بيأس
فعلا كفايه وجع قلب..
لم تستطع فاطمه الاستفسار عن معني كلماته التي لم تريحها أبدا بسبب تلك المكالمه التي اتته فاستأذن منها سريعا ليخرج الي البهو و هو يجيب بلهفه قائلا.

طمني حصل ايه؟
جاء الرد الذي لم يكن ينتظره فلعن داخله بغضب قبل أن يقول نفذ الي هقولك عليه بالحرف..

كانت تجلس بالداخل كمن يجلس علي الأشواك فانسحابه بتلك الطريقه قد أثار فضولها فمن هذا الشخص المهم الذي يترك الجميع لأجل محادثته بتلك الطريقه ظلت لبضع دقائق قبل أن تنسحب الي الخارج لتري ماذا يحدث فلم تعد تستطع أن تجلس دقيقه واحده أكثر و بالفعل خرجت فوجدته ينهي محادثته و هو ينفث النيران من أنفه فاشتعلت نار الشوق بداخلها إليه فآخر مرة احتضنتها ذراعيه كان هذا اليوم في المشفي و بغبائها تمردت و انتزعت نفسها من بين أحضانه ملجأها و أمانها مرددة تلك الكلمات الغبيه و التي جعلت من غفرانه لها شيئا مستحيل أو هكذا ظنت!

اقتربت منه بخطى سلحفيه فهيا بقرارة نفسها لم تجد ما تقوله و لكن قادتها قدماها الي حيث يقف فظلت ثوان قبل أن تقول بصوت مبحوح
يوسف!

لم يجب و ظنت هيا بأنه لم يسمعها و لكنها لم تكن تدري بأن صوتها وقع علي قلبه اولا قبل أذنيه و لكنه كان يأخذ وقته ليسيطر علي شوقه لها الذي يكاد يقتله و بالفعل عند ندائها الثاني قام بالإلتفات إليها راسما علي ملامحه البرود الذي ازعجها كثيرا و خاصتا تلك اللهجه الجليديه التي يتميز بها
نعم!
في البدايه لم تجد ما تقوله و لكن كان عليها أن تكسر ذلك الصمت فخرجت الكلمات من شفتيها دون القدرة علي إيقافها.

كنت جايه اقولك مبروك! و اسلم عليك، انا الوحيده الي مسلمتش عليا جوا..

كان يوسف يتوقع منها كل شي الا تلك الكلمات فقد شعر بأن هناك سكته دماغيه قد تصيبه في تلك اللحظه من أفعالها فأخذ ينظر إليها بذهول و لسان حاله يردد ماذا تفعل بنا تلك المرأة؟ هل تريد ان تريه مدي ضعفه أمامها و تلقيه بوجهه ام تريد أن تقضي علي ما تبقي له من تعقل بأفعالها التي لا يعرف ماذا يسميها و لكنه استطاع استجماع نفسه من كل تلك التساؤلات و المشاعر التي تعصف بداخله و هز رأسه بابتسامه تتنافي مع نظراته الغامضه و قال بلامبالاه.

معلش مخدتش بالي!
اغتاظت كاميليا من إجابته و لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تقول بلهجه خافته مثيرة
مبروك.

هز رأسه بشكر لتفاجئه باقترابها منه و قامت بفعل تلك الحركه التي كانت تروق له كثيرا و هيا بأن تقف علي أطراف أصابعها و تقوم بتطويق عنقه بكفيها مقربه رأسها من تجويف عنقه لتلتف يديه تلقائيا حول خصرها تقربها منه كثيرا فشعرت بعشقها الكبير له و الذي تولد عنه فيضان جارف من الشوق الذي جعلها تملئ رئتيها من رائحته العذبه لتظل متعلقه به لثوان تستمتع بقربها منه و لم تحسب حساب بأنه هناك من تقتله نيران الشوق لها و نيران الغضب منها تلك النيران التي لم يعد يقوي قلبه علي تحملها فقام بفك حصاره قيوده حول خصرها ساحبا نفسه بأعجوبه من بين أحضانها و هو يقول بكل ما يمتلك من برود.

الله يبارك فيكي..
اتبع كلماته الباردة كالصقيع تلك الابتسامه الباهته و التي جعلتها تتسمر في مكانها أيعقل أن يكون إقنرابنا عاديا لتلك الدرجه!
هل يستطيع تحصين قلبه من التأثر بقلبي لتلك الدرجه؟

كانت الاجابات مؤلمه كثيرا فظلت في مكانها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فبعد أن تركها و توجه إلي الداخل بتلك الطريقه التي أشعرتها بأنها شيئا عاديا بالنسبه اليه لم تكن تستطع النظر إليه مرة آخري فهل تهرب ككل مرة ام تواجه أفعالها و تتصدر لكبرياؤه الذي حتما هو السبب في كل هذا الجفاء؟.

دخل راغب الي ذلك القبو المعتم و الذي تفوح منه رائحة عفنه ليجد تلك التي كانت ملقاه كالشاه علي الارض تنتفض من شدة الرعب و الفزع من ذلك المكان المجهول الذي قادوها إليه دون أن تعلم اي شئ بعد أن خدروها لتستيقظ و تجد نفسها في هذا المكان الذي يشبه الجحيم الذي اكتمل عند دخول ذلك الشيطان الذي أخذ ينظر إليها نظرات قذرة تملئوها الشهوة و التي جعلت جسدها يرتجف رعبا فجعل ذلك الشيطان يقهقه بشر قبل أن يقول.

فرسه جامدة، له حق ابن الحسيني يتهبل عليكي كدا، واقع واقف زي ابوة..
ارتجف جسدها من كلمات الغزل البزيئه تلك و التي اتبعها بحركه مقززة من شفتيه عندما جلب الكرسي و جلس عليه يتفحصها بوقاحه قبل أن يقول
خايفه يا قطه و لا ايه! لا لا كدا هزعل دانا حتي حنين و مبخوفش..
أخيرا استطاعت أن تخرج صوتها الذي كان مهزوزا عندما قالت بانفعال..
انت مين و عايز مني ايه؟
راغب بشر.

انا الشيطان الذي حالف يدمر عيله الحسيني واحد واحد، انا عملهم الاسود في الحياه، بس ماتخافيش انا مع الستات الحلوة الي زيك كدا ببقي حنين اوي..
قال الأخيرة بسخريه جعلت جسدها يقشعر من الاشمئزاز و الغضب الذي دفعها للقول
انت مش قد عيله الحسيني، اصغر واحد فيهم ممكن يفعصك تحت رجليه..
علي عكس توقعها فلم يغضب بل أخذ يقهقه بشر و هو يقول بسخريه.

في دي عندك حق، بس دا لما يبقي يطولني! انا بعيييد عن كل اللبش دا، تقدري تسميني كدا مستر اكس
احتارت في معاني كلماته الغامضه و لكنه تابع بصوت بفحيح الأفعي
ايه رأيك نركن كل الحاجات دي علي جنب و نلعب مع بعض شويه..
تقصد ايه؟
راغب بتهكم
احنا هنصيع علي بعض! معقول ابن الحسيني معلمكيش اللعب و لا ايه؟
لم تصل إلي المغزي من كلماته و لكنها شعرت بأنها تحمل معني قذر مثل هذا الثعبان فقالت بصوت حاولت أن يكون ثابتا.

انت جايبني هنا ليه؟
نظر إليها بإستهزاء قبل أن يقول
بصي يا ستي بما إنك أيامك في الدنيا خلاص بقت معدودة و هتخرجي من هنا عالترب عدل فأنا قررت اكشفلك خطتي و بالمرة آخد رأيك و اهو يبقي ليكي دور بردو في تقرير مصير حبيب القلب
قطبت جبينها بعدم فهم فأكمل ساخرا
هاخد رايك في سناريوهين، أولهم اخ يقتل أخوة الي اغتصب حبيبته قبل ما يقتلها، و لا اخ يمسك إخوة هو و حبيبته في سرير واحد فيقتلهم اللتنين؟

اقشعر جسدها عند سماع هذا الكلام الحقير فقالت بصراخ
انت مجنون! انت بتقول ايه؟
راغب بسخريه
ايه اللتنين احلي من بعض صح، و الاحلي و احلي بقي لما يوصل الخبر لرحيم الحسيني بأن الأخين قتلوا بعض عشان واحده فيقع متقوملوش قومه..
قال جملته الأخيرة بحقد دفين لم تفلح السنين في إزالته من قلبه بل زادته أضعاف مضاعفه فلم تحتمل هيا كل ذلك الحقد الذي يكمن في صوته و تلك المخططات الحقيرة فأخذت تصرخ بانفعال.

انت اكيد مجنون حد يلحقني من المجنون دا..
ارتسمت كل معالم الإجرام علي ملامحه قبل أن يقترب منها بشر و هو يقول بحقد
بتصرخي و فاكرة أن حد هيلحقك!، طب تعالي بقي يا حلوة و أنا هخليكي تصرخي بحق و حقيقي
و بالفعل اقترب منها الي أن وصل إليها و قام بامساكها بعنف من خصلات شعرها وسط صرخاتها التي يتقطع لها نياط القلب و اقترب منها كثيرا حتي أوشك علي تقبيلها فبصقت هند في وجهه وقالت بصراخ
اوعي تقرب مني يا حيوان.

جن جنون راغب من فعلتها و قال بغضب
وحياة امك لهوريكي علي عملتك دي.
و ما أن أوشك. علي صفعها حتي انقطع التيار الكهربائي و شعر راغب بشي ثقيل يسقط فوق رأسه أفقده الوعي في الحال..

كانت كاميليا تجلس بجانب روفان بهدوء دون التفوه باي حرف فقط تشاهد و تستمع الي أحاديثهم و نكات مازن الذي كان يلقيها من وقت لآخر حتي أتتها تلك الكلمات التي افقدتها للنطق لدقائق
و بعدين بقي يا يوسف عايزين نفرح بيك انت و كاميليا و نعملكوا فرح يليق بيكوا عايزين حسيني صغير..

للوهله الأولي شعرت بالهواء ينسحب من رئتيها فكلمات هاشم كانت مفاجأة خاصتا في ذلك الوقت و تلقائيا وجدت نفسها تنظر إليه بعجز فإجابته سيتوقف عليها أشياء كثيرة بالنسبه لها وبالفعل اتاها رده الحازم بعد أن استطاع لملمه شتاته قليلا فحديث هاشم اصاب وترا حساسا بداخله فقال بهدوء
الموضوع دا سابق لأوانه، في حاجات اهم دلوقتي
هاشم بانتباه.

انا سامع أن وضع الشركه مش ولابد اليومين دول بس انت طبعا قدها، و مش محتاج اقولك انا جمبك في أي وقت لو احتاجتلي..
يوسف بإمتنان
طبعا يا هاشم بيه طول عمرك سباق بالواجب بس متقلقش الامور تحت السيطرة..

نظرت إليه كاميليا لوهله نظرة حزينه متألمه التقطتها اعين مراد الذي شعر بالألم لرؤيتها بهذا الشكل و لكنها فاجأته بصلابتها و براعتها في إخفاء شعورها فرسمت إبتسامه هادئه جميله لا تفصح شيئا عما يدور بداخلها من ألم يفوق الحدود
تدخل مازن في الحديث قائلا بمزاح.

هاشم بيه لو مكنش يضايقك يعني أنا ليا فاتحه و شبكه عندكوا اتأجلت ييجي عشرين مرة فلو مفيهاش إساءة ادب مني عايز اعرف هتتم امتا؟ يعني عشان اعمل حسابي بس..
على بمزاح
هو انا مش قولتلك يا ابني معنديش بنات للجواز.
مازن بانفعال
يا ابني انت حاشر نفسك في الكلام ليه كدا وجهلك كلام، انا بكلم الراجل الكوبارة دا..
قهقه هاشم بمرح قبل أن يقول
هو انت يا ابني جيب طلبتها مني و أنا قولتلك لا؟
مازن بتهليل.

بس كدا، طب يا عمي انا طالب القرب منك في كارما بنت ابنك ها الفرح امتا بقي عشان انا جو الفاتحه و الخطوبه دا مياكولش معايا انا بحبها من و هيا في اللفه يا جدعان حرام عليكوا كدا..
قهقه الجميع علي مظهره المنفعل فقال هاشم بوقار
لا في أصول لازم نتبعها تيجي تطلبها من بيتها و نقعد نتفق لا يصح الا الصحيح..
على بإستفزاز
بالظبط كدا مش سلق بيض هو؟
يوسف بتسليه
بصراحه عندهم حق يا مازن انت عايز تكروت الجوازة و لا ايه؟

نظر إليهم مازن بغضب قائلا بغيظ
خلصتوا سف عليا طبعا ما واحد لسه. شايفها اول امبارح و خطبها النهاردة و بعد اسبوع كتب الكتاب و لا همه، و التاني كاتب كتابه اصلا و مروق دماغه و التالت..
وجه أنظاره الي ادهم لذي كان الحزن باد علي محياه فقال بسخريه
تف علي وشي أن اتجوزت و لا شوفت جواز حتي. هتفضل بائس كدا طول عمرك..
أدهم بلامبالاه
بس يا حيوان انت خليك في خيبتك..
تحدث رحيم بهدوء قائلا.

خلاص يا جماعه الولد عايز البنت و البنت عيزاه، ( وجه أنظاره لهاشم قائلا بوقار )
هاشم مازن عندي زيه زي يوسف و أدهم و أنا كنت ناوي اجي اخطبله كارما منك بس انت شايف حالتي الصحيه عامله ازاي فهستسمحك انك توافق كتب كتابهم يبقي مع على و روفان و كفايه بقي نعطل جوازهم اكتر من كدا انا شايف مفيش داعي و لا ايه؟
صمت هاشم قليلا قبل أن يقول.

وماله يا رحيم انا مش هلاقي لكارما احسن من مازن. خلاص كتب كتاب على و روفان و مازن و كارما الخميس الجاي..
مازن بفرح و انفعال
ايوا بقي هو دا انا قولت محدش يخلص الموضوع دا غير القرش الكبير، حبيبي يا رحيم بيه والله جميلك دا مش هنساهولك العمر كله..
نظر الجميع الي فرحته و كلماته عن رحيم بذهول فاقترب منه أدهم قائلا بخفوت
ابسط يا عم بعد كلمتينك دول كدا الجوازة باظت..

نظر مازن الي رحيم بحرج قبل أن يحاول تصليح الأمر قائلا
القرش دا الاسم الحركي لرحيم بيه في السوق طبعا واكل الجو و مش مخلي لحد حاجه خالص..
أدهم بسخريه
انا بردو قولت محدش جاب شركتنا الأرض غير عينك المدورة دي..

كانت امسيه سعيدة علي البعض و تعيسه ثقيله علي البعض الآخر و لكنها انتهت و ذهب على و أسرته و توجه الجميع الي غرفهم باستثناء يوسف الذي كان طوال الليله منشغل بعمله و احاديثه السريه التي كانت تشعل الفضول بقلبها المهزوم بفعل عشقها له فما أن دخلت الي غرفتها حتي ارتمت علي سريرها بتخاذل فقد أخفقت اليوم كثيرا معه تعلم أن اخطائها كبيرة و لكنها كانت تظن بأن غفرانه اكبر و للاسف خانتها ثقتها تلك المرة فمن الواضح بأنها قد استنفذت كل محاولاتها معه و لا تعلم كيف ستواجه الغد بدونه عند هذه الخاطرة صار الدمع يقطر من عينيها كالانهار التي لن تستطع أن توقفها فتركت إليها العنان علها تخفف من عمق جرحها الغائر فصارت شهقاتها تعلو و لم تعد تهتم أن سمع صوت نحيبها العالم أجمع فطاقتها علي التحمل قد نفذت فجاءت تلك اليد الحانيه تربت علي كتفها بمواساه و حنان فرفعت رأسها لتصدم عندما رأته أمامها فقالت بذهول.

انت!
دائما هناك قلوب خلقت لترمم جروحنا التي لا يراها احد. تري حزننا الذي نخفيه عن الجميع تعلم الكثير الذي لم تكن لنا القدرة علي البوح به تلك لقلوب التي تستطيع امتصاص جميع اوجاعنا بلمسه حنان واحده.

بعد مرور يومان تحديدا في الصباح كان الجميع علي مائدة الإفطار يتناولون طعامهم بصمت حتي دخلت تلك الفاتنة التي كان صوت حذائها يعزف سيمفونيه رائعه تحكي مدي جمال صاحبتها فدخلت الي الغرفه لتلتفت جميع الأعين تجاهها تتطلع إليها بإنبهار و عينان آخري تناظرها بشغف كبير و شوق قد بلغ ذروته و لكنه آخفي ذلك بيراعه و كان أول من تجاوز فتنتها و حول أنظاره الي الطبق أمامه
فلاحظت هيا ذلك و لكنها اقتربت قائله برقه.

صباح الخير..
بادلها الجميع التحيه و لكن حديث مراد اصابه بصدمه كبيرة حيث قال بحنان
تعالي يا كاميليا اقعدي جنبي..
لم يرفع عينيه لمعرفه وجهتها ولكن صوت حذائها كان يبتعد عنه لتجلس بالفعل بجانب مراد و قد اشعرته فعلتها بغضب شديد فمنذ زمن و مكانها بجانبه و الان تأتي لتغيره تري هل هذه طريقه إنتقامها الجديدة منه نتيجه تجاهله لها؟
أم أن هذا فعل عفوي منها تجاه مراد؟

لا يعلم و لكنه تجاهل كل ما يحدث و لم يظهر لمحه تأثر واحده ليأتي ذلك الدخول العاصف لزين الذي اندفع تجاه والده قائلا بمرح
بابا حبيبي ثباح الخيل
ملحوظه صغيرة:
( نفس طريقه زين هيا طريقه فارس ابني عشان كدا قررت اكتبهالكوا عشان بحب كلامه اوي ♥️ )
اجابه مراد بحب
صباح الفل يا بطل، عامل ايه النهارده
زين بلماضه
عامل تويس (كويس ) بس زهقان
كاميليا بحنان
ليه بس يا روحي؟
زين بحزن.

عسان بلعب لوحدي و لوفي(روفي) مبقتش ترضي تلعب معايا..
أدهم بسخرية
معلش بقي يا زيزو اصل روفان كبرت و خلاص هتتجوز.
زين باستنكار
كبلت (كبرت) ايه دي لسه صغيله خالص اهيه
مازن بمزاح
لا يا زيزو يا حبيبي هيا حجمها كدا بس هيا كبيرة..
روفان بغيظ
قصدك ايه بحجمها دي ياسي مازن؟
مازن بتخاذل.

انا اقصد حاجه بردو دانا قصدي انك بسكوته و كيوته كدا يعني، و بعدين انتي زعلانه ليه دانتي قادرة. بطولك. دا و وقعتي بغل طوله مترين امال لو طويله شويه كنتي عملتي ايه..
اغتاظت روفان من حديثه و أوشكت علي الرد فقالت كاميليا بمزاح
انا من رأيي تسيبي البغل هو الي ياخدلك حقك، عشان تاخديه تالت و متلت..
ضحك الجميع علي مزحتها فقالت روفان متشفيه.

لا و ليه مانا ممكن اخلي الاوزعه بتاعته هيا الي تطلع عينه ماهو بغل و هيا عرفت توقعه بردو..
عند حديثهم هذا كان زين يضع كلتا يديه فوق أذنيه لكي لا يسمع تلك الألفاظ التي كانت بالنسبه له نابيه فنظر إليه أدهم قائلا باستنكار
شايفين الواد حاطت أيده علي ودنه ازاي مش قادر يسمع كلامكوا و لا الفاظكوا الزباله..
روفان بسخريه.

حوش السكر الي بينقط من لسانك، تعالي يا زينو يا حبيبي انا هاخدك معايا لما اتجوز عشان نلعب سوي براحتنا..
زين باستفهام
انتي هتدوزي امتا يا لوفي
روفان بحنان
آخر الأسبوع كتب كتابي..
زين ببراءة
يعني ايه؟
كاميليا بمزاح
تقدر تقول جواز مع ايقاف التنفيذ
زين بفرح
طب انا تمان عايز ادوز..
نظر الجميع إليه باندهاش قال مازن بذهول
واد يا مفعوص انت يالي مطلعتش من البيضه عايز تتجوز دانا يتعملي تمثال بقي و على كدا مين العروسه؟

زين ببراءة
كاميليا..
كان الحديث يمر مرور الكرام عليه و لكن تلك الكلمه البريئه من زين استوقفته ليرفع رأسه ناظرا إليه باندهاش قبل أن يقول مراد بتعقل
كاميليا دي اختك يا بابا مينفعش..
زين بحزن
يا خسالة (خسارة) اختي! طب انا هدوز مين دلوقتي؟
مازن بمزاح
خد ياد هنا دانتا لعبت مع الاسد، اشمعنا يعني كاميليا؟
نظر إليها زين بإعجاب كبير ثم قال ببراءة.

عسان كاميليا دميله (جميله) اوي و سعلها (شعرها) دميل و ناعم و عينيها دميله و حضنها دميل و بقها دميل اوي تول (كل) حادا (حاجه) فيها دميله..

كان الجميع ينظر إلي زين الذي كان يمرر يديه الصغيرة فوق شعر كاميليا و ملامحها الجميله ببراءة جعلت ذلك الذي يعشقها يتابع حركات أصابعه فوق وجهها و يتمني لو كان هو من يتلمس ملامحها الفاتنه في تلك اللحظه. نجح زين في إثارة شوقه و غيرته في تلك اللحظه فلم يعد يستمع إلي مزحاتهم بل كان يتأمل جمالها المشع و ضحكاتها الناعمه فلم يخرجه من شروده سوي صوت جده الذي قال بوقار.

ايه يا كاميليا يا بنتي قررتي ايه في العرض الي عرضتوا عليكي؟
التفتت كاميليا تجاهه قائله بهدوء ينافي ضجيج قلبها الذي كان يترقب ردة فعله علي قرارها الصادم
موافقه يا جدي و أن شاء الله هبتدي الشغل من النهاردة في الشركه!
نظر يوسف إليها نظرة حادة قاتله قبل أن يرفع أحدي حاجبيها باستفهام فبادره رحيم الحديث قائلا.

انا طلبت من كاميليا تنزل تتدرب في الشركه و في اقرب وقت عايزك تعملي اجتماع مع مجلس الإدارة في حاجات كتير لازم تتوضح..
حاول يوسف إستيعاب كلمات جده او بالأحري قراراتها التي اخذتها دون أن ترجع إليه فشعر بغضب عارم و لكنه اخفي غضبه خلف قناع الجمود فقال ببرود
انا مش فاضي لاجتماعات مجلس إدارة دلوقتي، ورايا حاجات تانيه اهم..
فهم رحيم مدي غضبه من خلال كلماته فحاول تهدئه الاوضاع قليلا فقال بهدوء.

وماله خد وقتك مش مستعجلين علي حاجه، بس كاميليا هتبتدي شغلها من النهاردة
تحرك يوسف من مقعده فاردا طوله الفارع قائلا ببرود
تبتدي وقت ما تبتدي، انا ماشي ورايا شغل كتير، و عم عبدة بره عشان يوصلها..
مراد بصرامه
خلي عم عبده معاك يا يوسف انا هوصل كاميليا، اصل انا كمان ناوي انزل على شغلي في الشركه من النهاردة..

أدرك يوسف المعني المبطن لحديث عمه قتجاهله كليا و اكتفي بالإجابة ببرود عكس نيرانه التي تحرق صدره من الداخل
عن اذنكوا..

كانت كاميليا تمشي جنبا الي جنب مع مراد لتصل إلي المصعد قبل أن يستوقفها حديث تلك الفتاه التي كانت تحادث موظفه الاستقبال بمنتهي الغرور قائله
-جايه لمستر أدهم، قوليله مرام عايزة تقابلك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة