قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخمسون

أعاني الأمرين مع قلبي و كبريائي. لا قدرة لي علي إرضاء قلبي و لا مداواة كبريائي فالاول عاشق مشتاق حد الحنين، والثاني جريح غاضب حد الألم و أنا اقف بالمنتصف لا املك سوي ان اُطمئِن الأول باني سأتذكرك للابد و أراوغ الآخر بأنني لم اعد اهتم لأمرك..

كانت كاميليا تستقل السيارة بجانب مراد الذي كان الكون كله لا يسع فرحته فها هيا ابنته قد قررت أن تعطيه فرصه له بحياتها حتي و لو لم تتقبل فكرة كونه والدها و لكنها قبلت بأن تتعامل معه كصديق بعد حديثهم المطول قبل يومان
فلاش باااك
كان مراد يقف أمام غرفه كاميليا ينظر إليها بلهفه و قلب يحترق ألما و ندما علي أخطاءه الفادحه التي تسببت في حرمانه من حبيبته سابقا و ابنته حاليا.

اقترب مراد من باب الغرفه للمرة التي لا يعرف عددها لا يدري ماذا يفعل يريد أن يكون بجانبها فقد شعر بحزنها الليله و ود لو يضمها الي قلبه و يخبرها بأنه بجانبها دائما و لكن تجاهلها له كان أكثر من مؤلم بالنسبه اليه لذا لم يرد أحزانها اكتر و ظل بعيدا عنها و لكن قلبه لا يطاوعه علي تركها هكذا فقد ود لو يطمئن عليها فأمسك بمقبض الباب يريد فتحه و لكنه تراجع خوفا من رفضها له و ظل علي حاله لبعض الوقت و ما أن أخذ قراره بأن يتركها تستوعب صدمتها مما حدث بالماضي سمع صوت بكاءها المكتوم و الذي شق قلبه الي نصفين فلم يتردد لحظه و قام بإدارة قفل الباب و اتجه إليها بقلب لهيف علي طفلته التي عانت الأمرين طوال حياتها.

امتدت يد مراد لتربت علي تلك التي كانت ترتجف من شدة البكاء و الألم الذي ينهش بصدرها لتجفل عند شعورها بأحدهم يربت فوق ظهرها بحنان فالتفتت لتتفاجئ باخر شخص قد توقعت أن يكون بجانبها فقالت بصدمه
انت!
مراد بحنان
حسيت انك تعبانه و مقدرتش مكونش جمبك..
دق قلبها تأثرا بكلماته و لكنها ابت التجاوب معه فقلبها مازال يؤلمها لما فعله بوالدتها فقالت بلهجه حادة
لا انا كويسه تعبت نفسك عالفاضي.

توقع مراد ردة فعلها و مع ذلك تألم قلبه و لكنه تابع قائلا بحنان
بس عنيكي الحلوة بتقول غير كدا..
كاميليا بحدة
لو سمحت انا تعبانه و عاوزة ارتاح
مراد يتوسل
كاميليا ممكن تسمعيني؟
كاميليا بإنفعال.

عمو مراد. و ايوا انت بالنسبالي عمي و مش هتبقي غير كدا، كل الي انا عرفته دا مغيرش حاجه جوايا انا معرفش ليا اب غير بابا احمد و بس. حتي لما سميرة قالتلي أني مش بنته مصدقتهاش أبدا عشان الي شفته منه ميخلنيش اشك لحظه اني مش بنته..
حاول مراد مقاطعتها و لكنها تابعت بلهجه حادة بعض الشئ.

متقاطعنيش لو سمحت. مفيش حاجه في الدنيا ممكن تخليني اغير موقفي. و بالنسبه لالي حصل بينك و بين ماما زهرة ( غص قلبها عند تذكر والدتها الراحله فتابعت بلهجه مهزوزة ) دا بينك و بينها هتتحاسب فيه قدام ربنا، و بقولها و بكررها انا ماليش اب غير احمد الحسيني و عشان خاطره هتعامل معاك و هتفضل في نظري عمي مراد و بس..

لا تعلم مدي وقع كلماتها القاسيه علي قلبه الذي تحول الي أشلاء فنظر إليها بألم شديد قبل أن يقول بضعف
يعني مفيش أمل!
حولت كاميليا وجهها للجهه الأخري غير قادرة للنظر الي ملامحه المتألمه و عيناه المنكسرة و قالت بوجع
مفيش!

شعر مراد و كان قلبه بات يحمل أحزان العالم أجمع فصار قلبه ينزف ألما من حديثها و رفضها و تحرك من مكانه دون أن يتفوه بحرف واحد و توجه تجاه الباب و دموعه تتساقط دون القدرة علي إيقافها و هو يلقي اللوم علي غباؤه و تهوره و جميع أخطاءه التي جعلت من حياته جحيما لتأتيه كلماتها التي انتشلته من هذا الجحيم عندما قالت بلهفه
عمو مراد، احنا ممكن نكون اصحاب!

لم يصدق مراد أذنيه عندما سمع ما تفوهت به فالتفت إليها قائلا بعدم تصديق
بجد؟
نظرت إليه كاميليا بحزن و إشفاق فمهما حدث فهو كان ضحيه لخداع و ألاعيب قذرة مثلها فلم يطاوعها قلبها بكسره مرة آخري فقررت بإعطائهما فرصه للاقتراب من بعضهما البعض لترميم تلك الجروح و الندبات التي خلفتها أخطاء الماضي فقالت بحنان
بجد.

انهمرت الدموع من عيناه كما لم يحدث من قبل فصار بكاءه نحيبا و هو يقترب منها في لهفه بادلته إياها و هيا تعانقه بحب كبير بادلها هو اضعافه فصارا علي هذا الوضع لدقائق فقد كان كلا منهما يحاول ترميم جراح الآخر بذلك العناق الدافئ الملئ بالحنان و الشوق..

بعد مدة لا بأس بها كانت كاميليا اول من انسحب من هذا العناق التي لم تكن تعلم بأنها في امس الحاجه اليه و طاوعها مراد بالرغم من أن قلبه رفض أبعادها عنه و لكنه لا يريد الضغط عليها حتي لا يأتي ذلك بنتيجه عكسيه فناظرها بنظرات حانيه و هو يقول بإمتنان
انا مش عارف اشكرك ازاي يا بنتي انتي ادتيني امل في الحياة من تاني بعد ما كنت كرهتها و يأست منها..

قبل لحظات كانت تشعر بالندم لتسرعها في إعطاءه تلك الفرصه و لكن بعد كلماته تلك أيقنت بأنها فعلت الصواب فأجابت بابتسامه هادئه
متشكرنيش كان لازم نوصل لحل وسط و نحاول ننسي الي فات كفايه عذاب بقي..
شعر مراد بتحفظها و لكنه لم يبالي بل قام بالربت بحنان علي كفها الذي بين يديه فقال بلهجة حانيه
انا موافق علي اي حاجه منك يا كاميليا و مش عايز حاجه من الدنيا غير اني اعوضك عن كل الي فات..

هزت رأسها و ابتسمت بهدوء و لم تتفوه بحرف فواصل هو الحديث قائلا بحنان
مش عايز اضغط عليكي بس قلبي بيقولي ان في حاجه كبيرة مزعلاكي و بما أنك قولتي أننا أصحاب فأنا جاهز في أي وقت تحبي تتكلمي فيه، مش عايزك تكتمي الوجع جواكي عايز عيونك الحلوين دول علي طول بيضحك ا و فرحانين.

آثرت كلماته و لهجته الحانيه بها كثيرا حتي أنها لم تشعر بدموعها التي أخذت تتساقط علي خديها تحكي مقدار حزنها فامتدت يداه تمسحها برفق قائلا بغضب مكتوم من مظهرها الحزين
للدرجادي زعلانه منه؟
كاميليا بنفي
زعلانه من نفسي اكتر..
جذبها مراد برفق و اجلسها علي الأريكه خلفهم و جلس بجانبها قائلا بهدوء ينافي غضبه.

كاميليا يا بنتي الي فات من عمرك كله كوم و الي جاي كوم تاني الي فات دا كله كنتي لوحدك بس دلوقتي انا موجود حتي لو مقدرتيش تتقبلي وجودي لسه. بس لازم تعرفي إني في ضهرك و عمري ما هسمح. لحد أبدا أنه يفكر مجرد تفكير يضايقك أو يزعلك حتي لو كان يوسف..
بثتها كلماته بعضا من الأمان و لكن قلبها الذي انتفض لدي سماع اسمه و سماع حديث مراد عنه جعلها تقول بلهفه.

الموضوع غير مانتا فهمت خالص، يوسف طول عمره جمبي و في ضهري و عمره ما ضايقني و لا زعلني احنا بس مضغوطين من الأحداث الأخيرة
لا يعلم لما شعر بالغيرة الشديدة من حديثها عنه و لكنه آثر عدم الخوض في الموضوع كثيرا فاقترب منها قائلا بتعقل.

مش هضغط عليكي عشان تحكيلي بس هقولك كلمتين تحفظيهم كويس اوي، الراجل أو احنا ولاد الحسيني تحديدا مابنحبش الست الضعيفه الي من اي حاجه تطلع تجري تعيط، احنا بنحب الست القويه الي تطلع عنينا و تلوعنا الي نجري عليها بالمشوار. عايزين الست الي تشغل عقلنا قبل قلبنا، انا معرفش ايه الي بينك و بينه بس لازم يشوفك دايما قويه و يعرف انك مش هتموتي من غيره، لازم يشوفك واقفه علي رجلك لوحدك رافعه راسك انما الضعف دا هيخليه يدوس اكتر و يتمادي، انتي مبقتيش خايفه من حاجه دلوقتي انتي كاميليا الحسيني رسمي و لازم هو يشوف دا بعنيه..

تفاجئت كاميليا من حديثه كثيرا الذي استهجنه قلبها العاشق له و رحب به كثيرا عقلها الذي أخذ يحدثها هل لذلك السبب عاملها بهذا الجمود و تلك القسوة في مكتبه الأنها أظهرت ضعفها و عرت مشاعرها أمامه؟ هل يمكن أن يكون يأس من ضعفها و قله حيلتها و قرر بأن يتجاوزها..؟

لاااا تلك كانت إجابه قلبها الذي رفض و بشدة هذا التفكير فهو أكثر من يعلم مدي عشق يوسف لها و إن كل هذه الترهات ليست حقيقيه ابدا و هكذا سقطت في حيرتها و لكنها حسمت الأمر سريعا بأنه لابد من أن تثبت له بأنها ليست بالضعيفه التي اعتاد أن يراها فقالت بإستفهام
انا مش فاهمه انت عايزني اعمل ايه؟
مراد بأنانيه نابعه من غيرة أبويه.

عايزك تجنبيه من حياتك خالص و تبتدي تعيشي حياتك كأنه مش موجود مش هو امبارح قال إن الكلام في موضوعكوا سابق لأوانه و أنه في حاجات تانيه اهم، يبقي انتي كمان توريه انك عندك اهم منه..
آلمها تذكير مراد لها بكلمات يوسف القاسيه و التي تعلم علم اليقين بأنه لا يقصد بها جرحها أو التملص من علاقتهما فهيا شعرت بمدي عشقه و إشتياقه لها عندما ضمها الي صدره و لكنه يكابر فهو يشعر بالغضب منها لذا قالت بإنفعال.

يوسف قال الكلام دا عشان متضايق مني، في حاجات كتير حصلت بينا حضرتك متعرفهاش و قبل أي كلام قولتلك اني زعلانه من نفسي عشان أنا الي وصلت العلاقه بينا لكدا..
شعر مراد بغضبها من حديثه فاشتعلت غيرته علي صغيرته فقال بغضب
ايا كان الي حصل مكنش ينفع يقول كدا هو مدين ليكي باعتذار..
كاميليا بصرامه.

انا مش مستنيه منه أي اعتذار، لو كنت عايز تساعدني فعلا زي ما بتقول يبقي تساعدني اني أتجاوز الي حصل دا و اوريله اني مش ضعيفه زي ما هو فاكر، انا مش عايزة احارب يوسف انا عايزة احارب عشانه!
حاول مراد تجاوز غضبه فصمت قليلا قبل أن يقول بهدوء
و انا معاكي في كل الي انتي عايزاه، و اول حاجه عايزك تفكر فيها هو مستقبلك.
تقصد ايه؟
تنزلي الشغل في المجموعة!
كان حديث مراد مفاجأة بالنسبه لها فقالت باستفهام.

مجموعه ايه! مجموعه الحسيني؟
ايوا مجموعه الحسيني انتي متخرجتيش من هندسه عشان تقعدي في البيت و كمان انتي ليكي حق في الشركه و اهو بالمرة تبقي قدام عنيه علي طول الوقت و يشوف بعينه كاميليا تانيه غير الي اتعود يشوفها.
كاميليا باستفهام
طب و تفتكر هو هيرضي؟
مراد بغيظ
مش لازم يوافق مش هو واخد منك موقف زي ما بتقولي خلاص يبقي هو مش مهتم اصلا يعرف اي حاجه عنك..

غضبت كاميليا من حديث مراد و لكنها لم تفصح عن شي فقط قالت باستفهام
طب و جدي تفتكر هيوافق؟
مراد باختصار
سيبي الموضوع دا عليا.
و بالفعل استطاع مراد إقناعها بأن هذا الصواب و طلب من جدها شخصيا بأن يفاتحها بالأمر و قد اعطته الموافقه صباحا
باااااك.

كانت كاميليا تقف أمام ذلك الصرح العملاق بخوف و رهبه فهي قبل اي شئ تريد أن تثبت نفسها و قدراتها في مجال العمل و أن تبني لها اسما كبيرا في تلك الشركه العملاقه لذا تملكتها الرهبه و الخوف الذي شعر به مراد فامتدت يداه تمسك بكفها في محاوله منه لبثها الطمأنينة التي تفتقدها فالتفتت ناظرة إليه بابتسامه شكر سرعان ما انمحت لدي رؤيتها ذلك النمر الغاضب الذي تخطاهم بسرعه كبيرة متوجها إلي المصعد الذي استقله صاعدا به قبل أن يلقي علي كليهما نظرة جليديه تحوي بداخلها غضب كبير و الذي تجلي عند دخوله مكتبه صافعا الباب خلفه بعنف كاد أن يخلعه فهو يشعر بالغضب و الغيرة و الألم معا يريد أن يذهب الآن لتحطيم رأسها اليابس و من ثم طحن عظامها في عناق ساحق يروي به ظمآن شوقه إليها تلك العنيدة الحمقاء الفاتنه التي تنجح في إثارة جميع انواع المشاعر المتناقضة بداخله في آن واحد..

قاطع تفكيره صوت طرقات علي باب الغرفه و التي كانت لتلك السكرتيرة التي كانت ترتجف رعبا من مظهره الغاضب الذي دخل به قبل قليل و لكن ما باليد حيله فعليها مقابله الوحش و كلما تأخرت كلما إزداد الأمر سوءا خاصتا و هيا ترتدي تلك الملابس التي كانت تلتصق بجسدها و تبرز جميع منحنياته و تقاسيمه و قد كان نبهها قبل ذلك بألا ترتديها مرة ثانيه لأنها لا تليق بالعمل و لكنها كانت تطمع في أكثر من العمل.

دخلت سمر الي داخل الغرفه بعد سماحه لها و هيا تقدم قدم و تؤخر الآخري الي أن وصلت إلي أمامه مباشرة و قامت بإبلاغه برنامجه اليومي كالعادة و الذي كان يتخلله إجتماع بعد عشرون دقيقه من الآن لذا أمرها بالانصراف و تجهيز طاولة الاجتماعات لتخرج سمر فتجد أمامها مراد الغاضب و الذي دخل الي غرفته دون الاستماع الي ندائتها المتكررة و قام بإغلاق الباب خلفه قبل أن يتقدم تجاهه قائلا بغضب.

هما كلمتين ملهمش تالت يا يوسف الي فات كله كوم و الي جاي كوم تاني و كاميليا بنتي الي مش هسمح لاي حد في الدنيا أنه يزعلها أو ييجي عليها..
نظر إليه يوسف بلا مبالاة لثوان قبل أن يقول ببرود يوازي نظراته الجليديه
طب كويس و بعدين
اغتاظت مراد من لهجته الباردة و لامبالاته فقال بإنفعال
و الكلام دا ينطبق عليك انت اول واحد!
ابتسم يوسف ابتسامه بدت مستهزئه قبل أن يقول بأستفزاز
و أيه كمان؟
مراد بغضب جحيمي.

بطل اسلوبك المستفز دا و كلمني زي ما بكلمك، لو انت مفكر أن محدش هيقدر يقفلك تبقي غلطان
نظر يوسف إلي ساعته بملل قبل أن يقول بنفاذ صبر.

طيب يا عمي عشان أنا معنديش وقت الكلام الفاضي دا انا بقي هقولك الكلمتين الي مش هيتقال بعديهم حاجه تاني، انا مقدر انك اب و عايز تحمي بنتك و تعوضها عن الي فات الكلام دا كله و دا حقك بس الي لازم تعرفه و تحطه حلقه في ودنك أن دورك مع كاميليا ينتهي عندي انا! كاميليا مراتي و تخصني من قبل ما تعرف و لا تحس اصلا أنها بنتك. مراتي من قبل حتي ما اعرف ابوها مين و دا اصلا مكنش فارقلي في حاجه
مراد بحنق.

تقصد ايه بكلامك دا؟
يوسف بصرامه
اقصد انك تطلع ابو كاميليا دا مفرقليش في حاجه. ابوتك دي تمارسها عليها بعيد عني عشان كلها علي بعضها من اول ضافر رجلها لشعر رأسها يخصني و ملكي لوحدي و دا من زمان اوي و مش عايز اكون بضايقك لما اقولك أن هيا متعرفش و لا هتعرف اب غيري اظن كلامي مفهوم!

كلمات يوسف كانت أكثر من قاسيه علي مراد فهو يعلم كل العلم بأن يوسف كان دائما الدرع الحامي لها و قام بجميع الأدوار في حياتها و علي رأسهم دوره هو و لكنه قال بانفعال
و لما هيا تخصك و بتحبها اوي كدا مزعلها بالطريقه دي ليه؟
يوسف بصرامه
ميخصكش و لا يخص اي حد الي بيني و بينها..
مراد بحنق
مانا مش هسكت و أنا شايف بنتي بتدوب من الحزن قدامي بسبب غرور و كبرياء حضرتك..
يوسف بسخريه.

و لما بنتك هربت من جبروت الست مراتك و الي كانت مفروض بنتك كنت حضرتك فين؟ اقولك انا و لا كان علي بالك حتي، تسالني بقي انا كنت فين؟ هقولك اني معداش عليا ٢٤ ساعه قبل ما اعرف مكانها و اطمن هيا فين؟ بالرغم من عملتها الي اكيد انت عارف وقعها عليا كان عامل ازاي بس مقدرتش متكونش قدام عنيا و مطمن عليها حتي بعد ما طعنتني في ضهري و هربت!
مراد بانفعال
كان غصب عنها و كان ليها أسبابها.
يوسف بغضب.

أسبابها الي مظهرتش غير بعد سنه من هروبها، سنه و أنا بواجه لوم و شماته و إستهزاء في عيون كل الي حواليا و مع ذلك سامحتها حتي من قبل ما اعرف أسبابها دي..
مراد بغضب
امال ظالمها ليه دلوقتي؟ و بتعاقبها بعد ما سامحتها زي ما بتقول؟
يوسف بإستنكار.

ظالمها! انا عمري ما ظلمتها و لا حتي حاسبتها علي اي حاجه عملتها غصب عنها انا من قبل ما اعرف و أنا بخلقلها اسباب و الي انت مسميه عقاب انت و هيا دا فرصه أخيرة انا مديهالها عشان تراجع بيه نفسها دا لو لسه باقيه عليا!
مراد بيأس و غضب
و هتفضلوا عالحال دا كتير؟
يوسف بحدة
الموضوع دا ميخصكش و النقاش فيه بالنسبالي انتهي..
مراد بصراخ.

الي تشوفه يا ابن اخويا بس خليك عارف اني هفضل جمب بنتي و في ضهرها و هكون واقفلك لو فكرت توجعها و مهما كان غلطها مش هسمحلك حتي تعاقبها و افتكر انها بنت مراد الحسيني
يوسف بفظاظه
قضيتك معايا خسرانه يا مراد بيه عشان كدا معلش مش هقدر اديك من وقتي اكتر من كدا انا عندي حاجات تانيه اهم..

خرج مراد من غرفته و هو يرغي و يزبد و يتوعد ليوسف بأشد انواع العقاب و قد توجه إلي الأسفل و لم تنتبه له كاميليا التي كانت تتابع تلك الفتاة التي كان مظهرها يبدو كفتيات الليل بتلك الملابس الضيقه و هذه الزينه الصارخه علي وجهها و لكن ما لفت انتباهها هيا عندما أخبرت موظفه الإستقبال بانها تريد مقابله أدهم و باسمها
مرام!

و عندها تذكرت كاميليا تلك الفتاة التي تشاجر أدهم مع جده شجار عنيف بسبب رفض جده القاطع الزواج بها صحيح لم تراها و لو لمرة واحده و لكنها تتذكر اسمها جيدا فقد ذكرته لها غرام هيا الأخري. تري ماذا تريد تلك الفتاه منه و لما ظهرت في هذا الوقت تحديدا؟ أخذت تتساءل كثيرا و لكن اتتها فكرة ماكرة قامت بتنفيذها علي الفور فأخرجت هاتفها و تظاهرت بأنها تنظر إلي مكياجها و قامت بالتقاط عدة صور لتلك الفتاة كي تريها لغرام علها تشعر بالغيرة و لو قليلا فتشفق علي هذا المجنون المتيم بها و الذي كان بمكتبه يتابع بعض الأعمال يريد أن ينهيها سريعا قبل ذلك المعاد الذي ينتظره علي احر من الجمر فها هو يستخدم آخر كارت في جعبته ليصل لمبتغاه الذي عاني كثيرا من أجله..

أخذت كاميليا تنظر نظرات خفيه الي تلك الفتاه التي أخبرتها الموظفه بأن عليها الانتظار لساعه أو اكثر قبل أن تستطيع مقابله أدهم و لكنها أصرت علي الانتظار فاغتاظت كاميليا من وقاحتها كثيرا و قررت إخبار غرام في الحال و قامت بالإتصال بها و التي كانت بدورها تخرج بسيارتها من بوابه القصر حتي تفاجئت بسيارة قادمه من الجهه الأخري تقطع طريقها و صوت أنثوي ناعم يناديها من النافذة قائلا
غرام!

التفتت غرام الي صاحبة الصوت فوجدت آخر شخص علي الاطلاق قد تتوقع مقابلته فقالت بصدمه
طنط صفيه!
ترجمات صفيه من السيارة و فعلت غرام مثلها. و هيا لازالت علي صدمتها فاقتربت منها صفيه بابتسامه دافئه و عانقتها بحنان قبل أن تقول
طبعا انتي اتصدمتي لما شفتيني!
غرام محاوله أن تخفي صدمتها
لا ابدا يا طنط حضرتك تنورينا في اي وقت..
صفيه بمزاح
ماتحاوليش باين علي وشك اصلا..
ابتسمت غرام بحرج ثم قالت.

بصراحه اتفاجئت، بس بردو حضرتك نورتي يعني..
صفيه بمرح
نورت فين يا بكاشه دا نور ربنا..
ابتسمت غرام علي مزحتها و قالت بصدق
والله مش بكش انا فرحت اني شوفت حضرتك، اتفضلي ندخل نقعد جوا
صفيه بجدية
لا جوا فين انتي الي هتتفصلي معايا دلوقتي.
غرام بإستفهام
اتفضل مع حضرتك فين,؟
صفيه بمزاح
متتخضيش اوي كدا انا بس عايزة اتكلم معاكي كلمتين و متخافيش مش هعطلك عن الي وراكي..
غرام بلهفه
لا يا طنط تعطليني ايه تحت امر حضرتك.

تسلمي يا حبيبتي تعالي نقعد شويه في العربيه.
و بالفعل توجهت غرام مع صفيه الي السيارة و انتظر السائق بالخارج فيما بدأت صفيه بالتطرق الي الموضوع الرئيسي بلا مقدمات فقالت بهدوء
انا عارفه انك بتسألي نفسك أنا ايه الي جابني دلوقتي و أنا هجاوبك و ندخل في الموضوع علي طول انا جايه هنا عشان اكلمك في موضوعك انتي و أدهم.
دق قلبها عند سماع اسمه و ظهرت لمحه من الحزن بعيناها لم تخفي علي صفيه خاصتا عندما قالت بحزن.

موضوعنا انا و أدهم انتهي يا طنط و مبقاش ينفع فيه اي كلام.
صفيه بهدوء
انتهي يعني مبقتيش تحبيه و لا انتهي مبقتيش عيزاه؟
نظرت إليها غرام بضياع فلا قدرة لها علي الاجابتين فهيا مازالت تحبه و لم تُرد بحياتها احد سواه و لكن..
كرامتك! كرامتك منعاكي تجاوبي الاجابه الحقيقيه صح؟
كانت كلمات صفيه تصف ما يدور بداخلها و لم تعد لها طاقه علي كتمانه فقالت بضعف.

دي حقيقه! عشان كدا مش عايزة اتكلم في الموضوع دا، الكلام فيه هيوجع و أنا استكفيت
صفيه بتعقل
انا يا بنتي معرفش ايه الي حصل بينكوا وصلكوا للمرحله دي لكن مستغربه أن الحب الي في عنيكي دا كله ميخلكيش تديله فرصه تانيه؟
غرام بحزن
الحب الي يكسر البني آدم و يذله يبقي مش حب و احسنله أنه يندفن جواه، و العلاقه الي ترخص الإنسان مهما كانت بالنسباله حاجه كبيرة بترها واجب عليه..

لامست كلمات غرام وترا حساسا بداخلها و ذكرتها بألمها سابقا و معاناتها التي مازالت تتجرعها حتي الآن ففرت دمعه هاربه من طرف عيناها جعلت غرام تتفاجئ كثيرا فأمسكت بيدها و قالت بندم
طنط حضرتك بتعيطي، انا اسفه والله مكنتش اقصد بس دي حقيقه حكايتي انا وادهم و كان لازم اكون صريحه معاكي انا اسفه بجد.
ابتسمت صفيه بحنان و هيا تقول بصوت مهزوز.

متعتذريش يا غرام انتي ملكيش. ذنب بس كلامك فكرني بواحده صاحبتي زمان حبت واحد اوي من لما كانت طفله كان هو بالنسبالها كل حاجه مكنتش عايزة من الدنيا دي غيره و كان بردو أهلها و أهله أصحاب كدا. من وهما صغيريم كانوا بيقولوا انهم لبعض و كبرت عالحلم دا أنه ليها و هيا ليه و فعلا اتخطبوا و عاشت اجمل ايام حياتها معاه بس في خيالها لانه كان مشغول طول الوقت و حتي لما كانوا بيتجمعوا مع بعض صدفه مكنش بيكون معاها بردو و هيا من كتر ما كانت بتحبه مكنتش شايفه دا و كانت بتفضل تعد الايام عشان تتجمع معاه في بيت واحد، كانت بتحلم بيوم فرحهم دا و في خيالها ان دا هيكون اسعد يوم في عمرها بس الحقيقه أنه كان أتعس يوم مر عليها في حياتها، ( في حلقها عندما تذكرت تلك الذكرى المشؤومه فابتلعت ريقها بصعوبه و تابعت بألم ) اليوم كان جميل لحد ما اتقفل عليهم باب واحد و حلمها أخيرا اتحقق بس انقلب في لحظه لكابوس لما اتفاجأت أن بالراجل الي عاشت عمرها تحلم بيه و هو بيقولها أنه بيحب واحده تانيه و اتجوزها قبل جوازة منها بيوم واحد و بيطلب منها أنها تسامحه عشان مقدرش يقف قدام أهله و يواجههم بحبه تخيلي بقي واحده في الموقف دا تعمل ايه؟

تحولت صدمه غرام في البدايه الي ألم و حزن كبيران سيطرت علي ملامحها حتي أن عيناها لم تستطع منع القطرات التي سقطت منها تأثرا بتلك الحكايه المؤلمه و تلك الفتاه تعيسه الحظ فقالت بألم و شفقه
يااه دا موقف صعب اوي اصعب حاجه في الدنيا الحب من طرف واحد. طب و هيا عملت اي لما قالها كدا؟

كانت صفيه تشعر بنفس الألم الذي شعرت به في تلك اللحظه التي صارحها بها عامر زوجها و حبيب عمرها بإنتمائه قلبا و قالبا لآخري لم تستطع أبدا نسيان تلك اللحظه من عقلها فهيا مازالت تتذكر حتي صوت أنفاسها حينما أجابته بعد أن استعادت وعيها من تلك الصدمه
فلاش باك
و انت لسه فاكر تقولي الكلام دا دلوقتي؟
عامر بألم.

انا عارف اني غلطان في حقك و اني مكنش لازم اسكت أحد ما الموضوع يوصل بينا للحظه دي بس مكنتش اقدر اكسر كلمه بابا خصوصا أنه قلبه تعبان و كفايه عليه صدمه موت والدتي.
صفيه بهدوء ظاهري
و المفروض اني ادفع تمن خوفك علي باباك الي خلاك متكسرش كلامه و ادفع تمن خوفك علي حبيبتك تضيع منك فتتجوزها قبل جوازك مني بيوم؟ مفروض مني ادفع تمن حاجات انا ماليش اي علاقه بيها؟
عامر بانفعال.

انا عارف انك ملكيش ذنب في كل دا بس ظروفنا اجبرتنا علي كدا و متقلقيش أنا مرتب لكل حاجه بحيث انك متتضريش أبدا في كل الي بيحصل دا!
صفيه بسخريه
ازاي بقي؟
عامر بفظاظه.

انا مش هقرب منك هتفضل أصحاب زي ما كنا و زي ما كنت بعتبرك هتفضلي عايشه هنا معززه مكرمه لحد ما يعدي سنه علي جوازنا و بعد كدا هنقولهم أننا مقدرناش نكمل و نطلق وقتها اكون قدرت اظبط اموري مع ناهد و اقدر أواجه بابا بيها. و بكدا انتي هتخرجي من الجوازة دي من غير اي ضرر.

نظري إليه صفيه غير مصدقه ما تفوه به للتو هل قال إنها لن تتضرر أبدا ماذا عن قلبها الي دُهِس تحت اقدام كلماته الجارحه و إعلانه الصريح بأنه يعشق آخري؟ ماذا عن طفولتها و مراهقتها و شبابها الذي لم تري فيهم اي رجل سواه هل بتلك السهولة عليها نسيان كل ذلك؟

كانت تنظر إليه غير مصدقه ما يحدث معها و لكن نظراته الجامدة و شموخه الذي كان يثبتلها بأن كل ما حدث حقيقي جعلوها ترفع رأسها عاليا قبل أن تقول بجمود يخفي انهيار عظيم داخلها
موافقه، و من هنا لحد ما يحصل الطلاق انت بالنسبالي راجل غريب!
عامر باندهاش
يعني ايه غريب دي مش فاهم؟
صفيه بقوة.

يعني بابا الجناح دا ممنوع تدخله من غير استئذان، علاقتك بيا هتبقي في أضيق الحدود تجاوزا هنتعامل مع بعض قدام الناس لكن غير كدا انت ملكش اي علاقه بيا!
غضب عامر من لهجتها و طريقه حديثها فقال صرامه
انا محدش يملي شروطه عليا يا صفيه! لكن لاني عارف اني حطيتك في الموقف دا انا هوافق علي كلامك، تصبحي علي خير
باااك.

شرعت صفيه في سرد حكايتها علي غرام و كأنها تنتمي لإحدي صديقاتها فتأثرت غرام كثيرا و غضبت من ظلم و جبروت ذلك الرجل فقالت بغضب
ايه الراجل الظالم المفتري دا مش كفايه الي عملوا فيها كمان بيكلمها كدا و ازاي هيا سكتتله؟
صفيه بابتسامه واهنه
قلبها يا غرام الي أجبرها تسكت و صدمتها لما لقت أن كل حكايتها معاه كانت وهم من خيالها و عشان اكون صريحه معاكي مكنش قدامها حل تاني
غرام بتعاطف.

حقيقي صعبت عليا اوي، طب قوليلي يا طنط حصل ايه بعد كدا؟
صفيه بضعف.

استمرت الحياه بينهم فترة مش طويله تقريبا ست شهور مشافتهوش فيهم غير يمكن مرتين متستغربيش اكيد مراته كانت بتمنعه يروحلها، لحد ما في يوم لقيته داخل عليها في نص الليل و هو في حاله صعبه جدا تقريبا كان شبه منهار و طبعا هيا اتصدمت ازاي شخص بجبروته و قوته يكون في الحاله دي و حكالها أن حبيبته دي طلعت خاينه و باعته هيا و صاحب عمره و هيا طبعا وقفت جمبه و قعدت تهدي فيه و تمم جوازه منها هتقولي ازاي قبلت ان دا يحصل هقولك غلبها حبها ليه و ضعفها قدامه و احتياجه ليها و حصل الي حصل و بعدها طلبت منه الطلاق كتير لكنه رفض و قالها أنه متمسك بيها و عايزها في حياته و أقنعها يبدؤوا من جديد و الي ساعده في دا أنها لقت نفسها حامل استسلمت للأمر الواقع و هو علي غير ما اتوقعت كان احن حد في الدنيا عليها بالرغم من برودها معاه وبعدها عنه إلا أنه كان صبور معاها اوي متعرفيش بقي حبها و لا ضميره انبه و خلاه يحاول يعوضها عن الي عمله فيها. المهم جه يوم ولادتها الي غير حياتها كلها اول ما شالت ابنها في حضنها كل الوجع الي كان جواها داب و حست انها بقت ام و عندها عيله و فعلا سامحته و عاشوا بعدها اسعد أيام حياتهم كان هو فيها احن اب و احسن زوج في الدنيا..

قاطعتها غرام قائله بتأثر
ياربي انا فرحتلها اوي أخيرا فرحت!
صفيه بألم
و هيا كمان كانت فرحانه اوي بس مفيش حاجه في الدنيا دي دايمه يا غرام عشان جوزها دا مات بعدها بكام سنه..
صُدِمت غرام من تلك المفاجأة المحزنه فشهقت قائله
يااه عالوجع يعني بعد ما خلاص الدنيا ضحكتها يحصل فيها كدا
صفيه بنبرة ذات مغزي
الدنيا مبتضحكش لحد علي طول يا غرام، لازم الإنسان يستغل كل لحظه حلوة فيها.

فهمت غرام المغزي خلف حديثها فقالت بخفوت
بس انا خايفه اوي، خايفه يحرجني و يأذيني تاني خايفه آآمنله تاني يا طنط!
صفيه بتفهم
فهماكي و حاسه بيكي بس عايزة أسألك سؤال و تجاوبيني عليه بصراحه
اتفضلي
انتي حاسه إن أدهم مش بيحبك؟
غرام محاوله الهرب من حديثها
مش عارفه
صفيه بتخابث
يا بت. يعني لما يقف قدام الناس كلها في المستشفي و يقول بعلو صوته أنه بيحبك دا يبقي ايه اهبل؟
غرام بإذعان
ماشي. انا عارفه أنه بيحبني!

يبقي تدي لنفسك و ليه فرصه تانيه الحياة مش كل يوم هتبعتلنا حد يحبنا يا بنتي، صدقيني انا مش بجبرك علي حاجه بس صعبان عليا أشوفك بتتألمي انتي و هو كدا انا اول مرة اشوف أدهم بيبكي عشان خاطر حد. ادهم دا كان مبيكرهش حاجه في الدنيا قد الستات فجأة بيعيط عشان واحده انتي متخيله الواحده دي عنده ايه؟
رغما عنها رقص قلبها بين ضلوعها من حديث صفيه و لكن هناك بعض الشكوك التي تنغص قلبها فقالت بإحراج.

طب هو انا ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
اتفضلي طبعا
غرام بترقب
هيا صاحبتك دي قدرت تنسي كل الألم الي مرت بيه في يوم جوازها دا، قدرت تتخطي لحظه انكسارها دي!
صمتت صفيه لثوان محاوله السيطرة علي رجفه قلبها الذي مازال يحمل تلك الذكرى المؤلمه فسحبت نفسا عميقا قبل أن تقول بصدق.

مقدرش اقولك نسيت بس الي عاشته معاه بعد كدا كان يستاهل أنها تسامحه، الذكريات الحلوة الي عيشهالها دفنت الذكري دي في قلبها و كل ما يمر طيفها علي بالها تلاقيلها معاه الف ذكري حلوة تخليها تنسي كل الألم دا..

انتهي لقاء صفيه و غرام بتبادل السلامات و العناقات الدافئه فقد شعرت غرام بأن تلك المرأة تحمل حنان والدتها و قد أراحها الحديث معها كثيرا و لكنها قررت أن تعود إدراجها الي المنزل تجلس مع نفسها و تفكر حتي تصل إلي حل تستطع معه أن تعيش بسلام
عند دلوف غرام الي بوابه القصر قامت صفيه بالإتصال بأدهم و عندما أتاها رده قالت بحنان
انا كنت مع غرام دلوقتي و اتكلمت معاها زي ما اتفقنا
قبل يومان.

دخل أدهم الي غرفته و هو مطأطأ الرأس يشعر و كانه يحمل فوق قلبه هموم بحجم الجبال و هو لم يعد يستطع التحمل أكثر. عندما رأي موقف على مع شقيقته شعر بمدي نذالته مع غرام و التي لم يتمني شئ في هذه الحياة سوي وجودها بجانبه يعلم بأن جرمه كببير و لكن حبه اكبر بكثير، نعم أخطأ و لكن يرفض أن يتم معاقبته بفقدانها طول الحياة لازال يتذكر حديثها الي يقطر ألما و وجعا عندما شعرت بإنفعاله علي شقيقته هو لم يقصد أبدا إهانتها بل ما شعر به هو انفعال فطري جراء غيرته علي شقيقته ليس كما وصفته بأنها يري أخته غاليه و هيا رخيصه فهيا اغلي ما يمتلك في هذه الحياه.

كل ما يريده هو فرصه واحده ليثبت لها مقدار عشقه و هيامه بها لم يعد يدري ماذا يفعل كي يكفر عن خطئه هذا فلم يعد لديه طاقه للإبتعاد عنها أكثر فكل شئ أصبح بلا معني بدونها حتي التنفس بات ثقيلا عليه
ماذا عليه أن يفعل أكثر؟
هكذا كان حديث ادهم مع ربه و هو ساجد علي سجادة الصلاة و اخت دموعه تنهمر و هو يناجي ربنه قائلا.

يارب أنا عارف اني غلطت و نزلت و ندمت انت وحدك عالم الي في قلبي ناحيتها ايه؟ و عالم انا اتعذبت قد ايه قبل ما اعمل الي عملته دا و عالم اني مكنتش عايز اعمل كدا بس غصب عني غيرتي و غضبي و عقدتي عموني، يارب أنا ماليش غيرك دلني علي طريق الاقي فيه راحتي معاها، يااااارب.

ظل أدهم يصلي لوقت ليس بالقليل و يناجي ربه الي أن هدأ كثيرا فدائما ما تكون صلاتنا و قربنا من رب العالمين هو زورق النجاه من بحور الألم و العذاب الذي نقع فيها بسبب أخطائنا و تراكم الذنوب فوق قلوبنا لتأتي هيا و تمسح اوجاعنا بنور القرب من الله و تشعرنا براحه ليس لها مثيل..
انهي أدهم صلاته و قاام بطوي سجادة الصلاه و وضعها علي الكرسي أمامه ليتفاجئ بذلك الصوت من خلفه يقول بدهشه و عدم تصديق.

قد كدا بتحبها يا أدهم؟
التفت أدهم الي مصدر الصوت و تفاجئ من وجود والدته التي كانت تجلس منذ فترة علي السرير خلفه تتابع ما يحدث أمامها بذهول فهيا بعمرها لم تراه يصلي و ايضا يبكي بتلك الطريقه فتفاجئت كثيرا مما تراه و لم تستطع منع نفسها من التحدث إليه فأجابها أدهم بصوت مبحوح متأثرا بحالته منذ قليل
ماما. انتي هنا من امتا؟
مش مهم يا أدهم المهم اننا لازم نتكلم، تعالي اقعد هنا جنبي.

تم أدهم منها بخطى سلحفيه الي أن جلس الي جانبها فبادرته بالحديث قائلا بحنان
احكيلي حصل ايه وصلكوا للحاله دي؟
حاول أدهم عدم الخوض في الحديث فقال بمراوغه
الموضوع مش زي مانتي فاهمه يا ماما..
قاطعته صفيه بصرامه
متكذبش عليا انا منستش موقف المستشفي بس كنت مستنياك تيجي و تقولي. لكن انا عايزة اعرف كل حاجه في الموضوع دا دلوقتي..
زفر أدهم بتعب فاصرار والدته علي معرفه ما حدث جعله لا يستطيع المراوغه فقال بإستسلام.

من غير الدخول في تفاصيل مش هتفيد بحاجه. انا و غرام كنت مرتبطين و بنحب بعض بس حصل كام حاجه كدا خلتني ظلمتها و جرحتها اوي و هيا من وقتها مش قادرة تسامحني، و لا تديني فرصه اصلح غلطي
صفيه بحزن علي حال ولدها
يبقي اكيد غلطك كبير اوي يا ابني
أدهم بإنفعال
عارف أنه كبير و عارف اني وجعتها اوي و ندمان ندم عمري و مستعد اعمل اي حاجه في الدنيا عشان تسامحني بس هيا رافضه اي كلام مني و أنا مبقتش عارف اعمل ايه.

انت متأكد انها بتحبك زي ما بتحبها
أدهم بألم
و دا الي واجعني اكتر، أنها بتتعذب لحد دلوقتي بسببي بتعاقبني بالبعد و هيا اكتر الي بيتألم منه..
صفيه باستنكار
هو انتوا كلكوا كدا يا ولاد الحسيني قربكوا نار و بعدكوا مرار..
أدهم بيأس
انا بحبها اوي يا ماما، انا حقيقي مقدرش اعيش من غيرها، فكرة أني اكمل حياتي من غيرها دي مرعبه بالنسبالي مش قادر استوعبها..

بكل ما تملك من حنان احتضنته صفيه بين ذراعيها بلهفه و قد سقطت دموعها حزنا و تأثرا بحالته فهيا طوال حياتها لم تره مهزوما أو ضعيفا أبدا فقد كان دائما صلبا لا يظهر مشاعره لأحد أبدا لكن انهياره بهذا الشكل ادمي قلبها و لكنها التزمت الصمت حتي تتركه يخرج ما بداخله من ألم و عذاب و ودت لو تمتص منه جميع اوجاعه حتي لا يتأذى أبدا و لكن ما باليد حيله فلكل منا قدر يجب أن يعيشه بحلوه و مره هكذا هيا الحياه..

بعد مدة استطاع أدهم أن ينتزع نفسه من بين أحضان والدته التي قالت بحنان
ارتحت شويه لما خرجت كل الي جواك؟
أدهم بإمتنان
الحمد لله يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك أبدا.
صفيه بمزاح
لا حبيبتك ايه دانا اتركنت عالرف خلاص. و بقي في حبيبه تانيه غيري..
أدهم بإبتسامه
مفيش حد ابدا يقدر ياخد مكانك عندنا يا ماما، انتي اغلي حاجه في حياتنا. الحضن الي مهما كبرنا و علينا لما بتيجي علينا الحياة بنجري عليه نستخبي فيه..

صفيه بتأثر
ربنا ما يحرمني منكوا يا حبيبي، المهم بقي نسيبنا من كل المحن دا و نخلينا في البت ام دماغ ناشفه عايزة تتكسر دي
أدهم بسخرية
اه والله قلبها حجر..
صفيه بتخابث
و الي يلين الحجر دا!
نظر أدهم اليها بنصف عين و من ثم قال بترقب
ماما انتي تقصدي ايه و خلي بالك انا عامل زي الغريق الي ما هيصدق يلاقي قشايه يتعلق فيها..
صفيه باستنكار.

غريق ايه يا واد انت ما تنشف كدا انا معنديش رجاله طريه كدا، بقي دا أدهم الي البنات كانت بتترمي تحت رجليه..
أدهم بمسايسه
ايه يا ماما ما كنتي حلوة من شويه قلبتي عالوش التاني ليه؟ سيبك من كل دا قوليلي هتليني الحجر ازاي؟
صفيه بتخطيط
انا هتكلم معاها و هحاول أقنعها
أدهم بإحباط
كان غيرك اشطر بقولك دماغها انشف من الحجر.
صفيه بنفاذ صبر
مالكش فيه سيبلي انا الموضوع دا المهم انت كمان ليك دور و لازم تعمله
أدهم بلهفه.

انا من ايدك دي لإيدك دي بس قوليلي اعمل ايه؟
صفيه بتخطيط
هقولك!
بااااك
قام أدهم بتنفيذ خطه والدته و التي تتضمن إشراك شخص آخر معها حتي و إن كان إقناعه صعب و لكن يجب عليه فعل كل ما بوسعه حتي يستطيع نيل مسامحتها
انا عارف انك مستغربه انا ليه طلبت اقابلك ضروري بس انتي اكتر شخص ممكن يساعدني في مشكلتي دي!

في الشركه كان يوسف ينهي بعض الأعمال قبل الدخول الاجتماع الثاني هذا اليوم و لكن كان أهمهم هيا تلك المقابله مع تلك الفتاة التي دخلت الي مكتبه بعد ما سمح لها بالدخول فاقتربت منه قائله باحترام
حضرتك طلبتني يا يوسف بيه؟
تعالي يا انسه أميرة اتفضلي اقعدي
اطاعته أميرة و جلست علي الكرسي أمام مكتبه فقال يوسف بعمليه
مواعيد التدريب بتاعت الطلبه الي لسه متخرجين جديد هتبدا الاسبوع دا صح؟

ايوا يا فندم فعلا و حتي الانسه كاميليا بنت عم حضرتك من ضمنهم انا لسه كاتبه اسمها لما بلغوني
يوسف و قد وصل إلي مبتغاه فقال بلهجة هادئه تخفي إحراجه
اه فعلا، انا عرفت انكوا جهزتوا كل حاجه و انك انتي و البشمهندس عدى هتكونوا مسئولين عن التدريب زي كل سنه
ايوا فعلا يا فندم البروجرمات بتاعت التدريب اتجهزت و كل حاجه تمام و أن شاء الله هنبدا من بكرة.

تمام بس هيبقي فيه تغيير بسيط انتي هتكوني مسئوله عن تدريب البنات و عدي هيكون مسؤل عن تدريب الشباب
قطبت أميرة جبينها و قالت بإستنكار
ازاي يا فندم إذا كان كل واحد فينا مسؤل عن حاجه معينه يعني تقريبا احنا بنكمل بعض ازاي كل واحد هيبقي مسؤل عن مجموعه
يوسف بحده.

الي انتي بتقوليه دا انا عارفه مش مستنيكي تعرفيهولي و الي أقوله يتنفذ و لا انتي لما جيتي درستي قسمتي دراستك انتي و عدي علي بعض و كل واحد امتحن في جزء، انتي مش درستي كل حاجه و بقالك سنين بتشتغلي هنا؟
جفلت أميرة من انفعال يوسف و حدته فقالت بلهفه
طبعا يا فندم عارفه كل حاجه و الي حضرتك قولته هيتنفذ بس دا السيستم الي ماشيين عليه بقالنا سنين عشان كدا استغربت بس..
يوسف بفظاظه.

متستغربيش! و تدريب كاميليا هانم هيكون تحت إشرافك الشخصي و مش هيكون في اي تعامل بينها و بين حد تاني اعتقد فهماني..
فاهمه طبعا يا فندم أوامر حضرتك هتتنفذ بالحرف الواحد
يوسف بفظاظه
و طبعا مش محتاج اقولك أن مفيش كلمه من الكلام دا حد يعرف بيها..
أوامرك يا فندم
اتفضلي علي شغلك.

خرجت أميرة من الغرفه ليقابلها مازن الذي دخل الي غرفة يوسف و هو يصفر و يدندن لحن اغنيه شعبيه فنظر إليه يوسف بلا مبالاه و قام بالضغط علي الهاتف ليوصله بسكرتيرته فقال باختصار
هاتيلي القهوة بتاعتي
فصدح صوت مازن الساخر و هو يقول بلهفه مصطنعه
بس والنبي يا سمر هاتيها من غير سكر خالص احسن يوسف بيه صحته متستحملش.

نظر يوسف إليه بإستفهام فتقدم مازن إليه و قام بوضع يده فوق جبهته يتحسسه و ينظر في وجهه بتفحص فضاق ذرعا بحركاته الغريبه تلك فقال بنفاذ صبر
في ايه يا ابني انت!
مازن بتساؤل
طمني عليك عامل ايه دلوقتي، ضغطك كويس. حاسك سخن و وشك اصفر..
ثم قام بشم الرائحة حوله بحركه مضحكه و قال بضحكه مكتومه
ريحه شياط تقريبا جاي من ودانك صح!
نظر إليه يوسف بعدم تصديق و قال بغيظ
تصدق انك عيل ظريف و دم امك يلطش..

كان مازن يكتم ضحكته بصعوبه فقال يوسف بسخريه من مظهره
اضحك اضحك بدل مانتا كاتمها كدا احسن تطق و تموت و تبقي موته هايفه زيك.
عند حديث يوسف اتفلتت ضحكه صاخبه من مازن الذي كان يراقب ملامحه علي الافطار صباحا و يعلم مدي غضبه فأراد أن يضيف بعضا من الوقود فوق نيرانه فقال من بين ضحكاته.

ادفع نص عمري و اعيد مشهد الصبح دا تاني، الواد المفعوص قال ايه عايز يتجوز لا و ايه راسم علي تقيل عايز يخطف الجميله من الوحش، خدت بالك انت لما كان قاعد يحضن فيها و كاميليا جميله شعرها جميل عينيها جميله بقها جميل..
عند هذا الحد اشتعل غضب يوسف فقال بحدة
ما تكتم يا حيوان انت بدل ما الخبطلك وشك دا
مازن بمزاح.

لا اكتم ايه دي فرصتي عشان اشمت فيك، اومال، فاكر لما كنت شمتان فيا عشان على قارفني في عيشتي اديك دلوقتي طلعلك عيل مش باين من الأرض و عمال يبوس و يحضن فيها لا و قادر بيقول قدامك عايز اتجوزها عادي، تنكر انك اتغاظت أنكر أنكر كدا!
يوسف بغرور
ليه فاكرني هايف زيك. هغير من حته عيل صغير..
قهقه مازن بشدة علي مظهر صديقه و قال بتخابث.

ماتحاولش الغيرة فضاحة يا برنس، تخيل بقي يوسف الحسيني العظيم يغير من حته عيل طول ركبته، الله يرحمك يا هيبه..
زفر يوسف بحدة قبل أن يقول بغضب مكتوم
ماهو عيل غتيت شبهك! قولي جاي عايز ايه مش فاضيلك..
مازن بذهول
اقولك ايه يا ابني مش انت الي باعتلي عشان عايزني، انت المزة لحستلك دماغك خالص..
يوسف بصراخ و قد أوشك بالإنقضاض عليه
ما تتلم يا زفت انت و تحترم و نفسك و الا و شرف امي هقوم اكسر عضمك..

مازن محاولا امتصاص غضبه
ايه يا جو يا صديقي الواحد ميهزرش معاك خالص و بعدين مانتا الي بتعمل حاجات تغيظ بصراحه و مش مفهوم بالمرة..
يوسف بإشمئزاز
انا الي مش مفهوم و لا انت الي غبي!
مازن بتذمر
ايوا انت مش مفهوم تقدر تقولي ليه اتقمصت و صدرت الوش الخشب لما عرفت انها هتشتغل و انت أساسا الي قايل لجدك علي حوار الشغل دا..
يوسف بانفعال
الهانم بقت بتاخد قرارت من غير ما ترجعلي و لا كاني موجود
مازن بعدم تصديق.

مش انت يا ابني الي مديها الوش الخشب، يا يوسف اسمع مني اقعد اتكلم معاها و قولها كل حاج..
قاطعه يوسف بانفعال قائلا.
اسكت يا مازن و قفل عالموضوع دا خالص..
مازن محاولا إقناعه
يا يوسف انت سامحتها علي كل حاجه مجتش علي دي!
يوسف بصراخ
إلا دي بالذات المرادي مفيش اي حاجه ممكن تشفعلها عندي يا مازن..
مازن بتعاطف.

انا عارف يا صاحبي أنك شايل كتير جواك بس انت عارف اكتر واحد في الدنيا كاميليا بتحبك قد ايه؟ و تصرفاتها كلها فيها جانب طفولي كبير و كمان انت عارف الي اتعرضتله في حياتها، ساعد نفسك و ساعدها مش كل الناس بتفكر زيك. يا يوسف كاميليا لسه شخصيتها بتتشكل، خليك صبور معاها شويه انا عارف انك بتتعذب و هتتعذب بس انا و انت عارفين هيا ايه بالنسبالك..
يوسف باختصار
و المطلوب!
مازن بترقب.

يعني لو تديها إشارة أو تحاول تخليها تاخد خطوة. و بناءا علي رد فعلها هتقدر تقرر
زفر يوسف بتعب و قام بتغيير مجري الحديث فقد ضاق ذرعا من كل ما يحدث معه فقال
قفل عالموضوع دا، المهم مفيش خبر من الناس بتوعك؟
مازن بعمليه
الشحنه هتوصل بعد بكرة الساعه ٢ بالليل هتقعد في المينا تقريبا ساعه قبل ما تيجي العربيات تحملها..
و يا تري مداري في ايه المرادي؟
مازن بسخريه.

شحنه موبايلات مستوردة و صاحبك دافع و مشبع الناس اوي عشان كدا محدش هيدور وراه!
يوسف بتفكير
قولت هتقعد في المينا ساعه واحده قبل ما يحملوها؟
بالظبط، بس اكيد هيكون عليها حراسه مشددة، بتفكر في ايه؟
يوسف بمكر
هقولك!

كانت كاميليا تتجول مع مراد في الشركه تتعرف علي موظفيها و أقسامها و لكن عقلها كان معه خاصتا عندما شاهدته يدخل قاعه الاجتماعات و شاهدت تلك السكرتيرة الحمقاء التي ترتدي ملابس من وجهه نظرها فاضحه و تضع الكثيرمن مساحيق التجميل علي وجهها فثارت غيرتها و ودت لو انها تقتحم تلك القاعه و تخرج تلك الفتاة منها خاصتا عندما طال الاجتماع كثيرا فقد ظل قرابه الساعتان حتي أن تلك الفتاة مرام اضطرت أن تغادر عندما لم تستطع أن تقابل أدهم وأخذت معاد من الموظفه لمقابلته غدا أيضا حاولت كاميليا أن تهاتف غرام كثيرا فكان هاتفها مغلق فأخذت تزفر بغيظ و استأذنت من مراد و استقلت المصعد متوجهه إلي غرفته فلم تجد تلك الشمطاء كما اسمتها فعلمت بأن ذلك الاجتماع لازال قائم فقادتها قدماها الي غرفته لا تعلم لما و لكنها كانت تطوق الي التقرب من اي شئ يخصه و بالفعل دخلت الي مكتبه فغزت أنفها رائحته فأخذت تتقدم حتي وصلت إلي مكتبه و أخذت تعبث في أشياؤه و وجدت معطفه المعلق في المكان المخصص له فاقتربت منه و قامت بامساكه بكلتا يديها مقربه إياه من أنفها تستنشق رائحته العذبه فقد اضناها شوقها إليه حتي أنها لم تنتبه للباب الذي انفتح و ذلك الصوت الغاضب الذي جاء من خلفها.

انتي بتعملي ايه هنا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة