قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والخمسون

منذ أن افترقنا و أنا أشعر دائما بالهزيمة التي لا يعادل ألمها اي ألم في هذه الحياة و لكني اليوم في ذكري فراقنا العاشرة تحول شعوري الي الإنتصار أتدري لما
لأنني و لاول مرة أتوقف عن خلق الأعذار و المبررات لك و لتفضيلك انثي آخري علي!
لم يكن انتصاري عليك اعلم و لكنه كان علي قلبي الذي هزمني حينما وقع في حبك!

تسمرت كاميليا في مكانها من هذا الصوت الوقح الذي جاء من فم تلك الشمطاء فما أن التفتت كاميليا اليها حتي وجدتها تناظرها بغضب اذهلها كثيرا فتقدمت منها ببطئ و لازالت تحتضن معطفه بيدها و توقفت علي بعد خطوتان منها قبل أن تقول
انتي بتقولي الكلام دا لمين ليا!
سمر بتهكم
انتي شايفه في حد تاني في الاوضه غيرك! ردي عليا انتي بتعملي ايه هنا و مين سمح لك اصلا تدخلي.

علو نبرتها و أسلوبها الوقح في الكلام اثاروا حمم من الغضب بداخلها لدرجه ان عيناها امتلئت بالدموع من هذة الوقحه فما أن أوشكت بالرد عليها حتي تفاجئت به يقف أمام باب الغرفة يطالعها بغموض قبل أن يقول بفظاظه
في ايه بيحصل هنا
نظرت إليه سمر بتفاجئ و سرعان ما حولت نظراتها الي الخنوغ و نبرتها الي رقه تنافي وقاحتها منذ قليل و قالت بميوعه أغضبت كاميليا.

يوسف بيه. انا جيت اجيب الورق الي حضرتك طلبته مني لاقيت البنت دي واقفه في المكتب و ماسكه جاكت حضرتك من غير ما تستأذن مني
اغتاظت كاميليا من حديثها و تلك البراءة المفتعله و قد علمت بأن هذه الفتاة لعوب و قررت إيقافها عند حدها فقالت بعنفوان
البنت الي بتتكلمي عنها دي تبقي صاحبة الشركه الي حضرتك بتشتغلي فيها. كاميليا الحسيني و لما احب استأذن عشان ادخل اي مكان هنا أتاكدي انك آخر واحده ممكن استأذن منها..

ظهرت الصدمه علي وجه سمر التي قالت بتلعثم
كاميليا هانم انا اسفه والله انا مكنتش اعرف حضرتك، سامحيني..
يوسف بفظاظه
برا!
نظرت إليه سمر برعب و بتوسل قالت
يوسف بيه والله ما كنت اعرف حض..
قاطعها يوسف بصرامه
علي مكتبك!
ارتعبت سمر من مظهره الغاضب و نبرته الحادة فانسحبت علي الفور تاركه خلفها تلك النمرة الغاضبه التي ما إن أغلقت الباب خلفها حتي اندفعت تجاهه قائله بغضب
ممكن اعرف البلياتشو دي بتعمل ايه هنا
يوسف ببرود.

مين البلياتشو
كاميليا بانفعال
البنت الي كانت هنا دي
يوسف بإستفزاز
مين قصدك سمر!
ايوا زفته!
يوسف علي نفس بروده
دي السكرتيرة بتاعتي!
زاد غضبها من بروده معها فقالت بسخريه غاضبه
لا والله دي السكرتيرة هو انتوا قلبتوها كبارية و أنا معرفش!
يوسف بسخريه
ما شاء الله عالألفاظ يا كاميليا هانم!
كاميليا بتهكم
والله الفاظي مش عاجبه حضرتك و المسخرة الي الهانم عملاها دي عجباك صح
يوسف بخبث
هيا حرة تعمل الي هيا عيزاة انا مالي!

لم ينفي إعجابه بمظهرها و هذا اثار جنونها فأوشكت علي الحديث فقاطعها يوسف قائلا باستفهام قاصدا إحراجها
امال الجاكت بتاعي بيعمل ايه معاكي صحيح
تبدلت ثورة الغضب داخلها الي خجل غمرها كليا فتجلي ذلك علي خديها اللذان اصطبغا بحمرة الخجل و إهتزاز نبرتها عندما قالت بتلعثم
ااايه، دانا كنت بردانه و كدا، فقولت البسه يعني و كنت هسيبه قبل ما اخرج علي فكرة..

كان ينظر إليها بخبث فقد كان يعلم بإشتياقها له و لرائحته و كيف لا يعلم ذلك و هو يقتله شوقه الضاري لها و لكن هناك شئ في القلب يؤلمه و هيا الوحيدة القادرة علي مداواة هذا الألم. فود قلبه لو يختصر كل هذا العذاب و يصارحها بما يؤلمه و لكن ابي كبرياؤه أن يتنازل هذة المرة فزفر بتعب قبل أن يقول بلهجه باردة
كنتي جايه عايزة ايه
شعرت كاميليا بتغير نبرته و ملامح وجهه فقالت بتوسل
يوسف!
يوسف بفظاظه.

يوسف بيه يا كاميليا، اسمي هنا يوسف بيه
غضبت كاميليا من تحوله المفاجئ و جموده الذي أصابها بالإحباط فقالت كاميليا بخيبه أمل
تمام الي تشوفه، عموما انا كنت جايه اشكرك. انك خلتني انزل ادرب هنا
دهشه سيطرت عليه من معرفتها بأنه خلف قرار أن تتدرب في الشركه و لكنه نجح في أن يخفيها قائلا بلامبالاه
و تشكريني انا ليه انا مالي! جدك الي طلب منك دا روحي اشكريه هو.

كاميليا و قد شعرت بما يدور بداخله و بأنه لا يريدها أن تعلم فقالت بعدم تصديق
لا والله يعني مش انت الي طلبت منه دا
يوسف بتأكيد
لا طبعا الموضوع بعيد عني خالص..
ضحكه ساخرة يشوبها المكر انطلقت من جوفها و قامت بالالتفات حول مكتبه جاذبه طرف مقعده
ليصبح في مواجهتها واضعه كفها الآخر علي الجهه الأخري من المقعد لتحاصره من الجهتين و هيا تنظر إلي داخل عينيه بمكر قبل أن تقول بتحدي.

طب يا يوسف بيه، (شددت علي تلك الكلمه ثم تابعت ) هات عينك في عيني كدا و قولي انك مش انت الي طلبت من جدي اني انزل الشركه.

صُدِم يوسف من فعلتها الجريئه كثيرا و لكنها راقت له و خاصتا اقترابها منه بهذا الشكل و تحديها له جعلت مشاعره تثور عليه و تجلت ثورتها في ضربات قلبه التي ذادت بشكل جنوني فلأول مرة تقف أمامه بمثل هذه الجرأة و تتحداه أيضا فصمت لبعض الوقت قبل أن يحاول أن يتجاهل تحديها له قائلا بلهجة خافته
و ايه الي مخليكي متأكدة اوي كدا اني السبب ورا القرار دا
كاميليا بتخابث.

ماهو مش معقول جدي الي مكنش طايقني السنه الي فاتت هيبقي فاكر اني مدخلتش التدريب بسبب اني كنت عيانه! او مثلا برغم كل أشغاله هيكون فاكر مواعيد التدريب بتاعت الطلبه الجدد، اكيد فاعل خير قاله صح
ابتسم يوسف رغما عنه علي حديثها و تعبيرات وجهها اللطيفه و حركاتها المثيرة و قد أيقن بأن أمره قد انكشف لذا حاول المراوغه فقال بلامبالاه.

عادي جدا ما يمكن حب يسأل و يعرف عشان يصلح علاقته معاكي، ليه بردو عايزة تجبيها فيا و لا انتي نفسك اكون أنا الي عملت كدا و خلاص..
انتابها الشك للحظات في أن يكون حديثه صحيحا و لكن قلبها أقنعها بأنه يراوغ فضحكت بدلال قبل أن تقول بمكر
وماله يا يوسف بيه، (قالت الأخيرة بدلال أرهقه كثيرا و من ثم تابعت قائله بخفوت) طالما قررت تلعب انا موافقه بس خلينا نشوف مين الي هيسلم في الآخر..

انهت جملتها بخفوت مثير و تحركت تنوي المغادرة بعدما تأكدت بأنها أشعلت براكين عشقها بداخله و لكنها غفلت مع من قررت اللهو فقبل أن تخطو خطوتان امتدت يداه لتمسك بمعصمها و جذبها إليه بعنف في حركه مباغته لم تستوعبها الا عندما وجدت نفسها جالسه بين أحضانه و بفعل تلك الحركه انقلب شعرها للجهه الأخري من وجهها فانتشر كالشلال علي كتفه يظهر وجهها الفاتن بعنقها البض أمام نظراته التي كانت تلتهم كل تفصيله فيها بشغف و عشق رأتهم في عيناه التي تعمقت بها و كأنها تعانقها و أنفاسه الملتهبه التي كانت تلفح صفحه وجهها فتذيبها خاصتا عندما حاوطها بيده الأخري التي دخلت بين جاكت بذلتها و ذلك القميص الذي يبين مدي نحافه و رشاقه خصرها فشعر بدقات قلبها الهادرة و ارتجافه شفتيها عندما اقترب ليصبح علي بعد إنشين منها قائلا بنبرة خافته مثيرة.

كنتي بتقولي ايه
لم تكن قد تغلبت علي صدمتها من فعلته و قربها منه بهذا الشكل فحرارة جسده كانت تذيبها و تعذبها و ايضا عيناه التي كانت تغويها بتلك النظرات المسلطه تارة علي شفتيها و تارة علي عينيها فكانت تقسم بأنها تشعر بها تقبلانها دون أي تلامس و قد جعلها هذا تشعر بأحاسيس لذيذة تضرب أنحاء جسدها.

ظلت تنظر إليه بضياع لبعض الوقت فاخرجها منه قرصه خفيفه من يديه التي تحاوط خصرها لتستفق من أحاسيسها فبللت شفتيها قبل أن تقول بأنفاس مقطوعه
مقولتش!

ابتسم بعذوبة و عيناه تتفرس كل إنش بها و خاصتا شفتيها التي رطبتها بلسانها منذ برهه فجعلت هذه الحركه الدماء تندفع في عروقه أكثر و كان يموت شوقا لأن يدمي تلك الشفاة الرائعه من كثرة التقبيل و لكنه ظل ثابتا علي حاله بأعجوبة شديدة فافلتت منه ضحكه ساخرة و قال بتخابث قاصدا إحراجها
بتنسحبي من اول جوله كدا!
اغتاظت من أفعاله تلك و التي يقصد بها أن يثبت مدى ضعفها أمامه فأرادت إحراجه قائله بسخريه.

مانتا سمعت كلامي اهوة امال بتسأل ليه
يوسف بتسليه
بتأكد بس انك قد كلامك!
كاميليا بمكر
لا اطمن قده و قده اوي كمان، و بكررهولك تاني خلينا نلعب لحد ما نشوف مين هيسلم في الآخر
ابتسم يوسف بتسليه فقد قالت جملتها الأخيرة بخفوت مثير قاصدة إثارته فقطته تعلم جيدا مدي تأثيرها عليه و لكنه أبدا لن يعطيها إنتصارا الآن فقال بسخريه
انتي بتتحديني بجد و لا انا بيتهيألي
كاميليا بإبتسامه لعوب.

و لا بيتهيألك و لا حاجه دا تحدي صريح و صريح جدا!
كانوا قريبين للحد الذي تتلامس أنوفهم كلما تحرك أحدهم و قد كان هذا مثير للغايه مما جعله يقول أمام شفتيها بخفوت
و متخيله انك كمان هتنتصري عليا!
كاميليا بدلال
لا مش متخيله انا متأكدة اني هنتصر عليك، ايه عمرك ما سمعت قبل كدا عن تلميذ غلب الاستاذ
رفع يوسف إحدى حاجبيه باستغراب قبل أن تلامس شفتيه جانبي شفتيها و هو يقول بمكر.

وماله اهو الاستاذ بردو يعرف تلميذه طلع شاطر و اتعلم و لا خايب و لسه عايز دروس
عندما لامستها شفتيه في بادئ الأمر ظنت بأنه سيقبلها فشعرت باندفاع الدماء في أوردتها و براكين من الشوق المشتعل التي أخذت تعصف بها فهذا الرجل خلق لأجلها فقط كل شئ فيه يكملها تريد لو ترمي بكل تلك الترهات خلف ظهرها و تتنعم بعشقه للأبد و بالفعل امتدت يداها لتمسك بياقه قميصه و لكنها توقفت عندما قال بهدوء.

معاد تدريبك كمان عشر دقائق، يالا عشان متتأخريش!
في البداية غضبت و لكنها حمدت ربها كثيرا بأنها لم تقدم علي فعل قد يهين كرامتها برفضه لها فكلماته أوقفت ما كان يدور بعقلها و كأنه شعر بها فحاولت التماسك قبل أن تنظر إليه نظرات ماكرة و قامت بتعديل ياقه قميصه بعد ان فعلت ما تريد و هبت من حضنه تمشي بكبرياء ممزوج بالدلال لتوقفها كلماته لللامباليه و هو يقول ببرود
ابعتيلي سمر و انتي خارجه
كاميليا بابتسامه لعوب.

من عنيا!
و قد ارفقت حديثها بقبله علي الهواء أثارت إندهاشه فقد توقع غضبها عند طلبه لها بإرسال سمر و لكنها فاجئته و خرجت لتلتقي بتلك الفتاه التي هبت من مكانها فامسكت كاميليا جانب شعرها و حولته الي الجهه الأخري في حركه مدلله قبل أن تقول بغرور
انتي، يوسف عايزك جوا.

غضبت سمر كثيرا من غرور تلك الفتاة و معاملتها المتعاليه معها و لكنها هزت رأسها بمعني نعم و توجهت الي مكتب يوسف بعد أن نالت من عيناها الجميله نظرة إستخفاف سرعان ما نستها و برقت عيناها عندما دخلت الي غرفته و خرجت منها شهقه مستنكرة قابلها يوسف باندهاش قائلا بغضب
في ايه شوفتي عفريت و لا حاجه
سمر بغيظ مكتوم
يوسف بيه القميص بتاع حضرتك غرقان رووج.

كانت فاطمه تنظر إلي أدهم بغموض جعل القلق يأكله من الداخل خوفا من رفضها لمساعدته و لكنها و اخيرا تحدثت قائله بحنق
الصراحه يا أدهم مقبلتش حد ابجح منك في حياتي!
جحظت عيناه من تصريحها الصادم و لكنه سرعان ما تجاوز صدمته قائلا بترقب
افهم من كدا انك مش هتساعديني!
فاطمه بتهكم.

اساعدك! يا ابني دانتا لسه من يومين بس قايلنا و احنا في بيتكوا مش موافق علي جواز اختك من ابني و دلوقتي جاي تطلب مني اساعدك انك تتجوز بنتي مش بقولك بجح
حاول أدهم امتصاص غضبها و تجاوز الموقف بمزاح عندما قال
إحم، انتي قلبك اسود اوي كدا ليه دا كان سوء تفاهم و اتحل و خلاص كتب كتابهم آخر الأسبوع و أنا عايز يبقي زيتنا في دقيقنا و البت متطلعش بره اسمعي مني محدش هيستحملها غيري!
فاطمه بإستنكار.

نعم، مين دي الي محدش هيستحملها غيرك بنتي الف مين يتمناها..
أدهم بحنق
مانا عارف ماهي رخمه و زي القمر..
بس والله لو دورتي جوا الالف واحد دول مش هتلاقي حد يحبها قدي!
فاطمه بإذعان
مانا عارفه و عشان كدا وافقت اقابلك..
أدهم بلهفه
يعني نويتي تساعديني
فاطمه بتعقل.

بص يا أدهم انت زي على ابني و ليك معزة جوايا و عارفه انك بتحبها و بتحبها اوي كمان بس بردو عارفه انك اكيد جرحتها جامد و دا الي خلاها توافق ترتبط بالزفت الي اسمه رامي دا
قاطعها أدهم بانفعال
الله يجحمه مطرح ما راح، ذوقها معفن اصلا
فاطمه بتهكم و هيا تشير إليه بيدها
ماهو ذوقها قاعد قدامي اهوة
أدهم من بين اسنانه
انتي تقريبا بتهزقيني صح
فاطمه بسخريه.

لا متاخدش في بالك، خلينا في المهم، واضح انك غلطت في حقها غلط كبير و غرام مشكلتها انها عنيدة و مابتسامحش بسهوله بالرغم من أنها عندها قلب اطيب منه مفيش و دا الوحيد الي هيشفعلها عندك!
أدهم بعدم فهم
يعني اعمل ايه طيب دي مش قابله مني اي كلام خالص، و كل ما نتقابل لازم تقلب بخناقه و نقعد نستحلف لبعض..
فاطمه بحنق
يعني بتنيل الدنيا اكتر ماهي متنيله
أدهم بغضب.

ما هيا الي بتستفزني و مش علي لسانها غير لو آخر واحد في الدنيا عمرها ما هتكون ليا و أأقلم نفسي علي عدم وجودها في حياتي و أنا بسمع الكلام دا بتجنن و يركبني ستين عفريت
فاطمه بغضب
عشان غبي!
صّدِم أدهم من تصريحها فقال بإنفعال
ايه يا حاجه الملافظ سعد.

مقصدش انك غبي غبي! اقصد انك غبي في تعاملك معاها و انفعالك عليها، طبيعي أنها موجوعه منك هتقولك كدا عشان تستفزك و كل مرة بتنجح في دا مع إنك لو طولت بالك شويه و اتكيت عالحنيه هتلين. اسمع مني دي بنتي و محدش عارفها قدي غرام نقطه ضعفها الحنيه. المس قلبها خليها تحس بحبك من غير عند و عصبيه و زعيق. خليها تحس انك ندمان فعلا، و سيبك من جو الغصبانيه دا غرام حرة و مابتتقبلش جو الأمر و النهي دا هتعند معاك اكتر.

زفر أدهم بتعب قبل أن يقول
الفكرة كلها أنها مبترضاش تقعد معايا حتي خمس دقائق نتكلم و كمان بنتك تاخد اوسكار في الاستفزاز و بتتفنن أنها تثير غيرتي و أنا في دي بفقد اعصابي بصراحه..
فاطمه بسخريه.

شفت بقي هيا فهماك ازاي و بتقدر توصلك و تخليك تنفعل و تتجنن. لكن انت مبتعرفش توصل ليها و لا تخليها تسمعك. حاول تتجاهل أسلوبها دا و تبلع اي كلام تقولهولك و تحاول متتعصبش و تخليها تشوف بعنيها هيا ايه عندك و تحسسها بالأمان من ناحيتك انك لا يمكن تجرحها تاني او تزعلها..
أدهم بلهفه.

والله عمري ما هزعلها تاني انتي متعرفيش هيا عندي ايه، لو مكنتش بحبها كنت هكبر دماغي منها و اقول ما البنات كتير بس انا مش عايز غيرها.
فاطمه بحنان
عارفه و عشان كدا بساعدك، بس انت كمان لازم تساعد نفسك و صدقني يا أدهم محدش بيتجوز مرات حد لو هيا نصيبك عمرها ما هتكون لغيرك..
أدهم بلهفه
أن شاء الله نصيبي و مراتي ربنا اكيد مش هيحط الحب دا كله في قلبي ليها و بعد كدا يحرمني منها..

ربنا يا ابني يهديلكوا الحال و يقدملكوا الي فيه الخير.

كان يوسف يزرع الغرفة ذهابا و إيابا من شدة الانفعال فتارة يبتسم علي أفعالها الجنونيه و تارة يغضب بشدة من تلك العوائق التي دائما ما تضعها بينهم فإن كانت تعشقه بتلك الطريقه و تغار عليه حتي من مجرد موظفه عنده فلما تفعل كل هذا و تجعل كلاهما يشقي بتلك الطريقه..

كان من المفترض أن تكون بين أحضانه الان يتمتع بقربها و ينهل من عشقها و لكنها كالعادة أفعالها الطائشه تقف عائق بينهم و لكن تلك المرة فالخطأ اكبر من طاقته علي الغفران و الاكثر من ذلك بأنها لازالت تكابر و لم تعترف به و هذا أكثر ما يثير حنقه هل فعلا لم تدرك معرفته بالأمر ام تدعي الغباء لاول مرة يقف أمامها و لا يعلم ما يدور بداخلها و هذا اغضبه كثيرا.

أخرجه من شروده دخول السائق إليه و الذي قد أمرة بالذهاب للمنزل لإحضار قميص آخر غير هذا الذي لطخته بأحمر شفاهها المثير و لكن لو كان الأمر بيده لظل يلتصق به ليستمتع برائحتها التي مازالت مطبوعه عليه و لكنه حتما لن يعقد اجتماع من عملاءه بمثل هذا المظهر.

بالفعل اخذ منه القميص بعد أن شكره و قام بخلع الآخر لتظهر تقاطيع جسده المهلكه من باب مكتبه الذي لا يزال مفتوحا لتقف تلك السكرتيرة مشدوهه من مظهره المثير غافله عن عينان خلفها محمرة كالجحيم من شدة الغضب فاقتربت منها كاميليا بعد أن أغلق السائق الباب خلفه و قام بتحيتها بإحترام ثم انصرف فأمسكت كاميليا تلك الفتاة من رسغها قائله بقوة و تهديد.

عينك الي هتطلع عليه دي انا ممكن اخليكي متشوفيش بيها تاني! فاحسنلك لو عايزة تأكلي عيش هنا تركزي في شغلك و بس
صُدِمت سمر من حديث كاميليا التي رأتها و هيا تراقبه فحاولت رسم الضعف و هيا تقول بلهجه مرتعبه
والله يا كاميليا هانم حضرتك فهماني غلط، انا بس كنت واقفه لينادي أو يحتاجني في حاجه مش زي ما حضرتك فكرتي.
كاميليا بسخرية.

يا روحي و انا الي ظلمتك! بصي انا عارفه الاشكال الي زيك دي كويس فاحسنلك تسمعي الكلام يا شاطرة عشان مخليهوش هو بنفسه يرميكي بره الشركه.
كادت أن تتحدث سمر و لكن أوقفها رنين الهاتف الخاص بمكتبه فهرولت تجاهه لتتخلص من براثنها فأجابت بلهفه
مستر يوسف. حاضر يا فندم
نظرت إليها كاميليا بقرف و لم تزد كلمه آخري بل اندفعت الي حيث مكان التدريب لتتفاجئ بأدهم الذي كان يتصل بها فأجابت ليبادرها قائلا بلهفه
انتي فين.

كاميليا باستغراب
انا في الشركه ليه
طب اطلعي استنيني في مكتبي عايزك ضروري.
لم يكد ينهي جملته حتي وجد آخر شخص يريد رؤيته في هذه الحياة يقف أمامه فلم يستوعب صدمته سوي عندما تقدمت منه و هو يسلم مفتاح سيارته للموظف أمام الشركه لركنها بالكراج فاقتربت منه بلهفه قائله
أدهم..!
لم يجبها أدهم من فرط صدمته لتقترب منه اكثر قائله بتوسل
انا في مشكله كبيرة و محدش هيقف جمبي غيرك!

تجاوز أدهم صدمته و كلماتها المستغيثه و قال باحتقار
انتي
مرام ببكاء
انا عارفه انك مش طابق تبص في وشي بس صدقني انا مجتلكش غير لما الدنيا داقت بيا..
أدهم ساخرا
و الدنيا داقت بيكي و ملقتيش غيري تيجي تعيطيله. امال فين الكلب الي بعتيني عشانه..
مرام بندم و حزن
في حاجات كتير اوي انت متعرفهاش يا أدهم ارجوك وحياه اغلي حاجه عندك تسمعني..!
أدهم ببرود.

مرام، كفايه تمثيل بقي، عشان أنا لا طايقك و لا عاوز اسمعك، اتفضلي امشي من هنا
قال أدهم كلماته و نوي الدخول الي الشركه فما أن خطي خطوتان حتي استوقفته كلماتها اليائسه
لو مشيت من هنا هروح ارمي نفسي في النيل و هيبقي ذنبي في رقبتك.
تفاجئ أدهم من وقاحتها و التفت اليها قائلا بغضب
تصدقي انك بجحه! انتي متخيله أن موتك أو حياتك يفرقولي في شيء!
مرام بحزن.

انا عارفه اني مش فرقالك، بس انا مش جيالك عشمانه في قلبك، انا جيالك عشمانه في شهامتك و رجولتك. ارجوك يا أدهم سامحني و سا..
لم تكد تنهي جملتها حتي داهمها الدوار و سقطت فجأة لتتلقفها يداه و كان كل هذا أمام تلك التي وقفت مصدومه مما رأته.

كان على ينظر إلي روفان بحب و هيا تجلس أمامه تعتصر كفيها بين راحتها من فرط الخجل فأخذت عيناه تتأمل كل إنش بها بداية من شعرها البني الجميل بخصلاته المموجه مرورا بعينان رائعه كبلته بسحرها من اول مرة التقاها فيها الي خدان بلون الورد إلي انف جميل يليه شفتان رائعتان مرسومتان بإبداع الي ذقن دقيق يتوسطه نغزة صغيرة تسمي بطابع الحسن فقد كانت في نظرة آيه من الجمال و الرقه و لو ظل ألف عام يتأملها لن يمل أبدا.

لاحظت تأمله لها و عيناه التان كانتا تعانقها من دون أي تلامس لتزداد دقات قلبها حتي ظنت بأنه قد سمع صوتها من مكانه و غمرها الخجل كليا حتي أن تنفسها أصبح سريعا و لم يخفي هذا عليه فقال ليحد من توترها
تشربي ايه
روفان بخجل و صوت يكاد مسموعا
اي حاجه
علي بمزاح
اي حاجه دي بطعم ايه حضرتك
رفعت عيناها إليه و ابتسمت بخجل علي مزاحه فقال بحب
ايوا بقي بصيلي و وريني ضحكتك و عنيكي الحلوين دول. دانا واخد إذن ساعه بالعافيه.

روفان بخجل
انا مصدقتش لما ماما قالتلي البسي عشان تخرجي مع على
على بغيظ
والله انا نفسي مصدقتش لما جدك وافق بعد محايله ساعه و كل الي طالع عليه اصبر لبعد كتب الكتاب. و لا كاني هخطفك، هو انتي اه تتخطفي و كل حاجه بس انا هأجل كل حاجه لبعد كتب الكتاب عشان ميبقاش حد له حاجه عندي..
قال الأخيرة بنبرة ذات مغزي اربكها و ذاد من خجلها فقالت بتلعثم
ايه معني كلامك دا، هو ايه هيحصل بعد كتب الكتاب.

علي بتوعد و نظرات كانت تلتهمها من فرط الشوق
الي هيحصل لا ينفع يتقال و لا يتحكي، لازم تشوفيه بعينك
روفان بذعر
انت بتخوفني منك ليه، اقولك مفيش كتب كتاب خالص و أنا هقوم امشي
و بالفعل نهضت كي تغادر و لكن امتدت يداه توقفها و هو يقهقه بشدة من مظهرها المرتعب فاغتاظت هيا و قالت بغضب طفولي
ممكن اعرف حضرتك بتضحك علي ايه
علي بضحك
لو شفتني منظرك و انتي قايمه، انتي خوفتي مني بجد!
روفان بتذمر
مانتا الي كلامك يخوف..

هدأت نوبه ضحكه و امتدت يداه تمسك بكفيها في حنان ناظرا الي داخل عينيها بعشق انتقل لها فجعلها لاول مرة تنظر إليه بدون خجل لتذيبها كلماته التي لمست جميع اوتار قلبها حينما قال بحب
انتي متخيله اني في يوم ممكن أاذيكي! دانتي النفس الي بتنفسه يا روفان، حبك استوطن قلبي من غير ما احس من اول مرة شفتك فيها و انتي طفله بضفاير و أنا حسيت قلبي اتخطف مني و مبقاش ملكي..

عندما قال جملته الأخيرة لاحظ ظهور علامات الاستفهام علي ملامح وجهها فابتسم و قام بقص عليها ذكري اول موقف كان يجمعها و هيا نظرا لصغر سنها لم تتذكره و لكنها لم تستطع وصف هذا الشعور الذي انتابها لدي معرفتها بأن عشقه لها يمتد لسنين طويله فقالت بخجل يليق بها كثيرا.

عارف انا اول مرة شوفتك فيها حسيت ناحيتك حاجه غريبه اوي حسيت اني اعرفك محستش انك غريب عني بالرغم من الموقف الي حصل و كلامك لجدي الا اني مخفتش منك، يمكن مكنتش فاكرة الموقف الي حصل بينا زمان بس قلبي كان فاكرك..
على بتهليل
اللهم صلي، اللهم صلي، أخيرا يا شيخه نطقتي..
شعرت روفان بالحرج من نظرات الناس حولهم فقالت بلهفه
وطي صوتك يا على الناس بتتفرج علينا..
على بلامبالاه.

ما يتفرجوا و لا يتحرقوا سيبك منهم خليكي معايا انا، قوليلي قوليلي تاني مرة شفتيني فيه حسيتي بأيه
روفان بخجل
قصدك يوم ما قابلتك! بصراحه كنت مكسوفه جدا و خايفه اكون بعمل حاجه غلط، بس كان نفسي اشوفك اوي و اتكلم معاك، و كنت كمان عايزة اوضحلك سوء التفاهم الي حصل دا، و ان يوسف كان بيحب كاميليا و عمره ما ياذيها وو
قاطعها على بنفاذ صبر
سيبك من يوسف و كاميليا يولعوا في بعض، قوليلي حسيتي بأيه وقتها..

حاولت روفان أن تنحي الخجل جانبا و تذكرت ذلك المشهد و كيف كان قلبها يرتجف من فرط الحماس و الترقب و الخجل فقالت بصدق.

بصراحه مش هقدر اوصف شعوري بالظبط بس حسيت اني عايزة أشوفك تاني و اقابلك، حتي لما حكتلك علي يوسف و كاميليا حسيت ان في كلام كتير بينا لسه متقالش، كان نفسي ابص في عنيك اوي بس كنت مكسوفه انا حلمت بيك يومها، و اليوم دا في المستشفي انا مكنش قصدي الي قولته عن جدي و طنط زهرة بس غصب عني دا جدي بالرغم من اني عارفه عيوبه كلها بس عمري ما هستحمل حد ييجي عليه، و لما شدينا مع بعض حسيت اننا ماشيين في خط متوازي و عمرنا طرقنا ما هتلتقي، لحد ما كلمتني في الفون بعدها، عارف انا كنت ماسكه الفون و هموت و ارن عليك بس كنت عقلي يقولي بطلي جنان هترني تقوليله ايه، و قلبي يقولي اتصلي اطمني عليه و.

على بمزاح
لا انتي تركني عقلك دا علي جمب خالص مش محتاجينه خلينا في قلبك ابن الناس دا..
ابتسمت روفان علي حديثه و تابعت بخجل
اطمن انت خدت العقل و القلب اللتنين لحسابك
كانت جملتها كافيه لإيقاظ بركان العشق الكامن بداخله فامتدت يداه تمسك بيدها بقوة و هو يقول بأنفاس مقطوعه.

انتي واخده كل حاجه فيا لحسابك، واخده القلب و العقل و الروح. انا بحبك حب متخيلتش اني في يوم اقدر أحسه ناحيه حد، انا متمنتش حاجه في حياتي غيرك، كنت هتجنن لما سمعت أدهم و هو بيزعقلك لما سمعك و انتي بتكلميني، حسيت قلبي اتخلع من مكانه و مقدرتش استني لحظه واحده و حلفت ما يعدي النهاردة غير و أنا علي الاقل خاطبك..

روفان و قد تكونت طبقه كرستاليه من الدموع في مقلتيها و لكنها كانت متأثرة من روعة و عذوبه كلماته فقالت بتأثر.

متتخيلش فرحتي كانت ازاي لما عرفت انك تحت جاي عشان تخطبني، اجمل إحساس ممكن بنت تحسه في الدنيا لما تلاقي الإنسان الي بتحبه مغليها. اني اكلمك من ورا اهلي كان بالنسبالي غلط و غلط كبير كمان بس كان غصب عني قلبي كان بيتحكم فيا لكن لما جتلي اليوم دا حسيت اني اخترت صح و اني غاليه اوي في نظرك حتي بعد ما كلمتك من ورا اهلي..
على بلهفه.

انتي اغلي حاجه عندي في الدنيا و عمري ما شفتك وحشه أبدا و حتي لما كلمتيني كان في حدود بينا عارف أنه كان غلط اننا نتكلم من غير أي ارتباط رسمي بس صدقيني الي كان مانع الارتباط دا هو الظروف المحيطة بينا مش اكتر، روفان انتي اجمل حاجه حصلتلي في حياتي و مش ناوي اضيعك من ايدي أبدا أو اخليكي في يوم تندمي انك اخترتيني..

لم تستطع الرد عليه بل سقطت عبراتها من فرط التأثر و الحب الذي يقطر من بين كلماته التي لامست قلبها علي الفور و لكن أخرجها من ذلك الشعور الرائع هاتفه الذي أخذ يرن بإلحاح اغضبه كثيرا فاعتذر منها قبل أن يجيب و. قد تحولت نظراته و ملامحه الجديه التي صدمتها
ايوا، انت بتقول ايه طب خليك عندك و انا جايلك..

كانت كارما تنظر إلي مازن المشغول بقيادة السيارة و هيا تفكر للمرة الألف كيف تفاتحه في هذا الموضوع و لكنها اهتدت لطريقه آخيرا فقالت في دلال
مازن
مازن بحب
نعم يا حبيبي
لتعيد ندائها مرة آخري بدلال أكثر من الذي قبله
ميزو
مازن بحب و قد تفاعل مع دلالها
نعم يا قلب ميزو. و كلمه كمان هرشق في العربيه الي قدامي.
كارما بدلال مدروس
بعد الشر عنك يا قلبي..

فطن مازن الي حيلتها و قال يجاريها حتي يعرف مبتغاها فقال بنبرة دراميه
ربنا يخليكي ليا يا قلبي
كارما بنفس طريقتها
و يخليك ليا يا روحي، هو انا اقدر اعيش يوم واحد من غيرك..
مازن بمزاح
لا يا روحي مانا هاخدك معايا هو انا هسيبك و دي تيجي!
شعرت كارما بأنها تحيد عن الموضوع الاساسي فاعادت الكرة مرة أخري و قالت
ميزو
مازن نفاذ صبر
أنجزي يا كارما عايزة ايه
كارما متصنعه الحزن
دا اسلوب بردو تكلم بيه كارمتك!

ابتسم مازن علي دلالها و برائتها فهيا لا تعلم بأنها أمامه كالكتاب المفتوح فآثر إلا يغضبها و قال بحب
مقدرش علي زعلك يا حبيبي و انتي عارفه.
استغلت كارما الموقف فقد وصلت لمبتغاها و قالت بدلال
عايزة اطلب منك طلب و توعدني توافق عليه!
مازن بتخابث
اوعدك اوافق علي اي طلب تطلبيه غير الي انتي عايزاه دا
كارما بغضب
هو انت عارف انا عايزة اصلا عشان ترفض
ايوا عارف و مش موافق
ليه بقي.

مازن و قد بدأت ثورة غضبه بالاشتعال فقال بحدة
عشان أنا مش أريل يا كارما عشان اوافق عالي في دماغك دا، و قفلي عالموضوع
كارما بانفعال
لا مش هقفل يا مازن، و هعمل الي انا عيزاة و لو مش عجبك انت حر
انفلت زمام غضبه جراء كلماتها فقال بغضب
و يمين بالله لو لقيت كتف و لا ورك و لا دراع باينين منك يوم كتب الكتاب لهطلع عين اهلك و محدش هيقدر يحوشك من ايدي و انتي حرة بقي
كارما ببكاء.

دي مش طريقه مناقشه علي فكرة، انت عايز تتحكم فيا و تلغي شخصيتي و تخنقني و تنكد عليا حتي في احلي يوم في حياتي..
تأثر مازن ببكائها فقام بصف السيارة علي جانب الطريق و التفت اليها وامتدت يداه تمسك بكفها بحنان و قام باليد الأخري بلف رأسها إليه و إزاله عبراتها الغاليه علي قلبه كثيرا و قال بحنان.

مينفعش تبقي عارفه انتي عندي ايه و أنا بحبك قد ايه و تقولي عليا بلغي شخصيتك أو بخنقك او عايز انكد عليكي في اجمل يوم في حياتك، انا لو اطول احط فرح الدنيا كله في قلبك مش هتردد ثانيه..
هدأت ثورة غضبها قليلا بفعل كلماته فقالت بحزن
امال الي انت بتعمله دا ايه
مازن بحب.

بغير عليكي يا حبيبتي، بغير عليكي من الهوي الطاير، مش عايز حد يشوفك و لا حتي يلمحك، انا بموت لما الاقي حد بيبص ناحيتك، ازاي مش قادرة تفهمي دا..
اسعدتها كلماته كثيرا و لكنها مازالت مصرة علي موقفها فقالت محاولة التأثير عليه
عارفه كل دا بس ايه المشكله دا يوم واحد و..
قاطعها مازن بإصرار.

و لا دقيقه واحده حتي، و بعدين يا بت الي أنتي عايزة تبينيه للناس بالمجاني دا انا دافع فيه دم قلبي يخربيتك، جدك مخيطني في المهر و الشبكه
ابتسمت كارما تلقائيا علي مزاحه و تنهدت بحزن فقبل مازن كفها الموضوع بين كفيه و قال بحب.

انا عمري ما كنت عايز اخنقك و لا الغي شخصيتك أبدا، بس انتي لازم تحترمي حبي ليكي و غيرتي عليكي، انتي بتاعتي يا كارما كل حاجه فيكي ملكي مقدرش أبدا حد يشوفك لابسه حاجه مكشوفه أو عريانه، عشان خاطري تفهميني، و بعدين في حاجه كمان، اليوم دا انا فضلت اطلبه و أتمناه من ربنا كتير اوي مش هاجي و اخليكي تغضبي فيه ربنا، و يا ستي في البيت لما نتجوز ابقي اقلعي خالص والله ما هلبسك حاجه خالص اصبري بس متستعجليش عالقلع.

قال كلماته الأخيرة متبوعه بغمزة وقحه اربكتها كثيرا فانتزعت كفها من بين يديه و لكمته في كتفه قائله بخجل
بطل قله ادب بقي، قلع ايه و بتاع ايه مفيش الكلام دا اصلا دا بعينك
صدم مازن من حديثها و قال بانفعال
لا والنبي ياختي يعني من شويه كنتي عايزة تقلعي قدام الناس كلها و دلوقتي الاحترام نقح عليكي، ماشي يا كارما اصبري عليا بس يتقفل علينا باب واحد و أنا هوريكي..

وقف رائد أمام تلك العمارة التي بها شقته التي أعتقد أن والدته تقطن بها و امسك هاتفه يجري اتصالا فلما آجاب الطرف الآخر قال بفظاظه
ايوا يا شوقيه، طمنيني هيا عامله ايه النهارده.

ارتبكت شوقيه كالعادة فهيا لم تخبره بأنها قد عادت من الاسفل بعد طرده لها و لم تجد والدته في المنزل بل وجدت مجموعه من المسلحين الذين اجبروها علي الكذب عليه لسبب لا تعلمه و تخبره دائما بأن والدته بخير و هكذا أجابته تلك المرة قائله بارتباك
بخير، بخير يا رائد بيه، لسه واخده دواها و نايمه
ليفاجئها هو عندما قال
طب انا تحت هطلع اشوفها و اطمن عليها من غير ما تقولي لها أن انا جيت..

ارتعبت شوقيه من حديثه فعندما يدخل الشقه سيجدها خاليه و هيا لا تعلم بما قد تجيبه لذا قامت بإغلاق المكالمه بل أغلقت الهاتف نفسه داعيه الله ألا يستطيع ان يصل إليها.

تفاجئ رائد من فعلتها و شعر بأن هناك خطب ما فأخرج ذلك السلاح الذي يحتفظ به دائما في سيارته و قام بالترجل من السيارة و انطلق مهرولا الي الاعلي و عندما وصل إلي باب الشقه قام بإمساك سلاحه في وضع الاستعداد قبل أن يقوم بإدارة القفل في الباب و فتحه بهدوء شديد ليتفاجئ من ذلك المنظر الذي يراه أمامه فقد كان كل شئ مدمر تماما و كان هناك قنبله نوويه قد ألقيت في الشقه لتقلبها رأسا علي عقب فارتعب قلبه رغما عنه خوفا علي والدته و هرول الي حيث تقع غرفتها فجحظت عيناه عندما رأي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة