قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع

كثيرا ما نخلط بين الصدفه و القدر، الصدفه. هيا عباره عن حدث مميز كإلتقائك بشخص ما في زمان و مكان غير متوقعين. اما القدر. فهو تكرار الصدف بصورة غير متوقعه، تري هل كان لقائنا مجرد صدفه ام قدر،؟

التفت كلا من علي و مازن إلى الشخص القادم من الخارج فتفاجئ مازن بتلك الحوريه كما يسميها. تدخل من باب المنزل فتسمر في مكانه مدهوشا.
اما علي الذي ما إن رأي ملامح كارما حتى علم انها كانت تبكي
فاندفع علي نحو أخته محاوطا وجهها بيده قائلا
علي: كارما انتي كويسه يا حبيبتي؟

فُصدم مازن عند ذكر اسمها هل يمكن ان تكون تلك الجميله هي مدللته الصغيرة التي كان يعشقها منذ ولادتها عندما وضعتها والدته بين يديه فكان عمره حينها لا يتجاوز الثامنه.
ايعقل انه عندما رآها لم يستطع التعرف عليها.؟
و لم لا فهو قد تركها عندما كانت في العاشرة بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له اسرته، فلا يزال يتذكر دموعها و هيا بين احضانه في المشفي عندما كان يودعهم ذاهبا مع خالته صفيه إلى القاهرة.

فهو قد تعرض لصدمه عصبيه بعد وفاه أبويه أثر تعرضهم لحادث اختناق نتيجه تسريب الغاز داخل شقتهم و هم نائمين. و لسوء الحظ فهو لم يكن موجودا و عندما عاد كان الله قد استاد امانته فسقط في الحال مغشيا عليه، و عندما استفاق وجد خالته صفيه تحتضنه باكيه...
فتذكر علي الفور مصيبته فاحتضن هو الاخر صفيه بشده و التي بدورها رفضت تركه في الاسكندريه واصرت ان يأتي للعيش معها و قد كان...

تذكر حينها مشاغبته الصغيره التي كانت ممسكه بقميصه بشده ترفض مغادرته فكان يتمزق بداخله فهو لا يقدر علي فراقها و لكنه لن يحتمل البقاء في ذلك المكان الذي شهد علي فراق اعز الناس علي قلبه. فربت مازن علي ظهرها وهمس في أذنها
مازن: سكرتي
كارما ببكاء: متسبنيش
مازن بحزن شديد: غصب عني، و بعدين مين قالك اني هسيبك انا بس هبعد شويه و هاجي اخدك لما تكبري و هجبلك فستان جميل زيك كدا.

كارما ببراءة: و انت هتلبس بدله و تيجي تاخدني زي الأمير ما اخد سندريلا و عاشوا سوا في تبات و نبات
مازن بحنيه: ايوا هاجي أخدك زي الأمير ما اخد سندريلا و إن شاء الله هنعيش سوا في تبات و نبات
كارما بحزن: طب انت هتبعد قد ايه عشان انت هتوحشني و كمان مين هيبقي شيكولاته
مازن: اوعدك لما اجي اخدك هجبلك شيكولاته كتييييير معايا
كارما: اوعدني و شاور علي قلبك
مازن بيشاور علي قلبه: اوعدك...

ثم تخلص من يدها الممسكه بقميصه و ذهب بدموع تهدد بالهطول مودعا رفيقه علي و والدته فاطمه و صغيرتهم غرام و ذهب مع خالته صفيه إلى القاهرة
و ما ان وصل إلى السياره حتى انفجر تاركا لدموعه العنان علها تريح قلبه الذي حُكم عليه باليتم طوال حياته و ايضا البعد عن صغيرته و لكن ليس بيده شئ. فما حيله القلب إذا كان الحزن قدره،؟

فاستفاق من شروده علي صوت علي الذي كان يحتضن اخته معاتبا
علي: مش قولنا متروحيش هناك لوحدك تاني افرض كنتي تعبتي و لا حاجه و انتي لوحدك.

اما عند كارما فقد صُدمت بشده عندما وجدت هذا المعتوه كما اسمته في منزلها فهي بعد ان تركته ذهبت بسيارتها مسرعه حتى وصلت إلى مخبأ اسرارها و حامل همومها
البحر فجلست تبكي لساعات دون ان تدري مرور الوقت فكلماته آلمتها بشده و لكن لما يراودها شعور بانها تعرفه فرائحته اضفت إلى قلبها شعور غامض اهو الامان؟

فتذكرت عندما جذبها بداخل احضانه فشعرت بان هذه ليست المرة الاولي التي تكون فيها بين يديه عند هذه النقطه دق قلبها بعنف و زحفت الدماء إلى وجنتيها. فنهرت نفسها قائله.

ايه يا ست كارما هانم انتي هتخيبي و لا ايه دا واحد سافل و مش محترم و عمرك ما هتشوفيه تاني، فصدح سؤال بعقلها قائلا هو انا فعلا مش هشوفه تاني!؟ فلملمت شتات نفسها سريعا و نظرت إلى ساعتها فوجدته تشير إلى الواحدة ظهرا فانتفضت قائله يا خبر زمان البنات خلصوا المحاضرات و ماشيين اما اروح الحقهم اخد منهم المحاضرات إلى فاتتني النهاردة
فاستقلت سيارتها متجهة إلى جامعتها غافله عما يخبئه لها القدر،!

ترجلت كارما من سيارتها باحثه بعيونها عن زميلاتها فاصطدمت بذلك المعيد ماجد الالفي.
فقال مازن بلهفه: كارما انتي فين مجبتيش النها، فُصدم عندما رأي عيونها الباكيه فاستطرد قائلا: مالك؟ انتي كويسه؟ حد زعلك؟ معيطه ليه؟
فنظرت له كارما بسخط فهيا تعلم اعجابه بها
فردت كارما متجاهله جميع أسئلته: دكتور ماجد عن اذنك عشان بدور عالبنات و مستعجله ثم همت بالرحيل فقام ماجد بالوقوف امامها مجددا قائلا.

ماجد: طب طمنيني عليكي...
كارما بملل: كنت تعبانه شويه و بعدين بقيت كويسه، متشغلش بالك.
ماجد برجاء: طب ممكن رقمك عشان اتصل اطمن عليكي
فاغتاظت كارما و ما ان همت بالرد حتى جائها صوت صديقتها سهي مناديه: كوكي. كوكي
فالتفتت كارما و لوحتلها و نظرت لماجد قائله: عن اذنك اصحابي بينادوني...

و لم تعطه فرصه للرد فتركته مسرعه و اخذت محاضراتها الفائته و تركت زميلاتها و ذهبت للمنزل فتفاجئت بذلك المعتوه يقف امامها بداخل منزلهم...

كارما لعلي: متقلقش انا كويسه بس بابا كان واحشني اوي و كان نفسي اروحله و كالعاده نسيت نفسي هناك و بعدين حصل موقف رخم مع واحد غبي كدا ضايقني و بعد كدا قعدت عالبحر شويه و روحت الجامعه و جيت علي هنا و بس
علي: مش قولنا متروحيش هناك لوحدك تاني.

افاق مازن من شروده علي جمله علي تزامنا مع دخول والدته فاطمه لتراب بصديقه مازن فما ان خرجت حتى وجدت كارما بين احضان علي فهرولت سائله فاطمه: مالك يا حبيبتي في ايه
كارما: مفيش يا ماما تعبانه شويه انا هدخل ارتاح في اوضتي عن اذنكوا ثم نظرت لمازن نظرة غاضبة و اختفت في الداخل...
و لكن هذا لم يفت فاطمه التي تعجبت بدورها ثم التفتت إلى علي مستفهمه
فاطمه: اختك مالها يا علي.

علي بغضب: مفيش كانت عند بابا و كانت متضايقه شويه بس بتقول واحد غبي ضايقها لازم اعرف مين اتجرأ و ضايقها دا
عند هذه النقطه التفت مازن الذي كان يتابع ما يحدث فاغتاظ من نعت كارما له بالغبي محدثا نفسه ( ماشي يا ام لسان عايز قططعه بقي تقولي عليا انا غبي ).

تعجبت فاطمه من ابنتها قررت التحدث اليها فيما بعد و قامت بالترحيب بمازن و ضمته اليها بشوق كبير قائله
فاطمه: حبيبي يا مازن وحشتني اوي يا ابن الغاليين كدا كل دا متسألش علينا ايه مش وحشناك نسيت خالتك فاطمه و علي صاحبك. نسيت اسكندريه و ايامها.
مازن بحزن: حد يقدر ينسي اهله و احلي ايام حياته بس غصب عني الدنيا دي بتشغل اوي
فاطمه: حبيبي يا مازن و لا يهمك المهم طمني عليك. ما شاء الله بقيت عريس زي القمر.

مازن: ربنا يخليكي يا طنط دا بس من ذوقك و انتي بردو لسه مزة و زي القمر ثم غمزلها
فاطمه بخيل: جاتك ايه يا واد يا مازن لسه دمك خفيف يووه لبختي في كارما و في شوقي ليك نسوني اقولك اتفضل اقعد
مازن: و لا يهمك يا طنط
علي مقاطعا: لا يتفضل يروح يغسل ايده عشان نتغدي بقي جوعتوني يا جدعان عصافير بطني اسمي عليها
فاطمه ممازحه: عصافير ايه قول تنانين. دانتا بتاكل قد عشرة يا ابني
فانفجر علي و مازن في الضحك.
??.

في مكان آخر في القاهرة، في ذلك القصر الكبير نجد تلك السيدة الجميلة التي لم يغير الزمن في ملامحها كثيرا سوي بعض الخصلات التي غذاها الشيب فذادتها جمالا و وقارا.

تجلس صفيه في غرفتها ممسكه ببعض الصور القديمه تتنهد قائله: شفتي يا زهرة ايه إلى حصل لولادنا بعد ما جمعهم القدر رجع فرقهم تاني.

فنزلت دمعه من عيونها حزنا فاستطردت قائله: والله حافظت علي امانتك بعنيا و حميتها بس معرفش حصل ايه خلي كاميليا تمشي بالشكل دا انا كنت بحبها زي روفان بالظبط عمرها ما خبت عليا حاجه ازاي قدرت تعمل حاجه زي دي يوسف من يومها و هو بيموت بالبطئ بيحاول يبين عكس كدا و انه مش فارق معاه حتى لما جده أمر ان الكل يدور عليها رفض و قال انه مش هيدور علي واحده هربت وسابته بس انا من جوايا حاسه بالنار إلى جواه. يا قلب امه قاتل نفسه في الشغل بيخرج من صباحيه ربنا ميرجعش غير نص الليل مش عايز يواجه حد فينا و لا يتكلم مع حد بيكتم جواه طول عمره شايل الهم لوحده و مابيحبش يشيل همه لحد لو اعرف بس كاميليا عملت ليه كدا كان قلبي يرتاح...

يارب يحميكي يا كاميليا يا بنت زهرة و يردك لحضني و بيتك سالمه. يارب يريح قلبك يا يوسف يا ابن بطني، يارب يا ادهم يا ابني تقدر تتكلم مع اخوك و تعرف ايه في دماغه ووووو، هو الحيوان دا مكلمنيش ليه اما اقوم اشوفه فين الزفت دا...
فأخذت في لملمه الصور و الاوراق و وضعتهم في صندوق و قامت بغلقه و وضعه في مكانه و امسكت هاتفها و همت.

بالاتصال بادهم فسمعت اصوات شجار في الخارج خرجت مسرعه من غرفتها فوجدت نيفين تتشاجر مع روفان.

نيفين: انتي بتعامليني كدا ليه دانا حتى بنت عمك
روفان: علي اساس انك بتعملي حساب لدا اوي يعني
نيفين و انا كنت عملت ايه يعني كلكوا بتكرهوني و مش بتحبوني من و انا صغيره بتبعدوني عنكوا و لا انا مشبهش ست كاميليا إلى حطت راسنا في الطين و هربت.

روفان بغضب اخرسي يا حيوانه متجبيش سيرة كاميليا علي لسانك دا كاميليا دي احسن منك الف مرة.

خرج رحيم من مكتبه قائلا بصوت عالي نسبيا: في ايه بتزعقوا ليه كدا
فاسرعت صفيه اليه مسايسه: مفيش حاجه يا عمي دا كلام بنات هايفه
فقامت نيفين بالركض اليه مرتميه في احضانه و قالت متصنعه البكاء
نيفين: شايف يا جدو روفان بتتخانق معايا ازاي كل دا عشان بقولها اعتبريني زي كاميليا و اقعدي نتكلم سوي طلعت فيا و بهدلتني و انا معملتلهاش حاجه.

فاندفعت روفان قائله بصياح: بطلي كذب بقي انتي ايه معجونه بالكذب محصلش كدا يا جدو دي هيا إلى عماله تغلط في كاميليا
فقالت صفيه: عيب اوي يا نيفين انك تتكلمي عن بنت عمك وحش
فردت سميرة القادمه من الاعلي قائله: بتدافعي عن مين يا صفيه انتي و بنتك عن بنت زهرة إلى هربت و كسرت قلب ابنك و وطت راسنا كلنا.

صفيه بحنق: وطت راسنا قدام مين ان شاء الله محدش يعرف باختفاء كاميليا غيرنا و الغايب حجته معاه محدش عارف ظروفها ايه
سميره بإستهزاء: هه حجته. لا يا حبيبتي دي طالعه بجحه لامها تلاقيها شافتلها شوفه غير ابنك.

صفيه بصوت عالي: مسمحلكيش تغلطي في مرات ابني و بنتي
فقاطعهم رحيم قائلا: والله عال هتتخانقوا قدامي كل واحد علي اوضته.
فكادت روفان ان تتحدث فاشارت لها صفيه بالصمت فضربت الارض بقدميها بغضب و هرولت إلى غرفتها تلعن نيفين و امها و كاميليا معهم لوضعهم في هذا الموقف.

كان هذا يحدث امام ادهم و يوسف الذي كانت كلماتهم كخناجر تطعن في قلبه فسار صاعدا إلى غرفته من دون التفوه بحرف...
مما جعل رحيم يغلي من الغضب علي كاميليا التي كسرت قلب حفيده و احزنته بهذا الشكل...
ثم التفت هو الاخر و غادر ذاهبا إلى مكتبه
صعدت صفيه خلف يوسف لتواسيه
فأوقفها نداء ادهم قائلا
ادهم: ماما سيبيه لوحده دلوقتي متضغطيش عليه
صفيه: صعبان عليا اوي كسرت خاطره و وجع قلبه.

أدهم: و هيفضل كدا طول ما هيا بعيده و طول ماهو مش عارف هيا عملت ليه كدا
صفيه: و الحل كدا هيموت مننا طول ماهو كاتم في نفسه كدا دا منع اي حد يدور عليها هنعرف منين هيا عملت كدا ليه طول ما هيا مش موجوده
ادهم بحنق: مش عارف يا ماما مش عارف
صفيه بحنق: و انت من امتا كنت عارف حاجه يا قلب امك
أدهم بزهول: و انا مالي انا يا ماما.

صفيه باستنكار: طبعا مالك، ماهي إلى هربت دي مش بنت عمك و لا إلى هيموت نفسه فوق دا اخوك...
هلاقيها منين و لا منين بس يا ربي من إلى طفشت و مش عارفه اراضيها و لا ابني الكبير إلى بيضيع مني و لا الاهبل الوسطاني ولكزته في كتفه إلى مقصدهوش في حاجه و يعملها ابداً
أدهم بسماجه: ماما انتي نسيتي روفان مشتمتيش عليها.

صفيه متذكرة: روفاااااان، ام لسان عايز قطعه قولتلها تتكتم و تمسك لسانها خلينا نقفل بق سميرة بزفت لكن ازاي لازم تجبلنا وجع الدماغ
فنظر أدهم إلى سميرة بإستفزاز قائلا: منورة يا مرات عمي
فانتفضت سميرة قائله: بقي كدا يا ست صفيه بنت زهرة تعملها و سميرة بردو تطلع هيا إلى وحشه.

نيفين محاوله لتلطيف الأجواء: طنط صفيه اكيد متقصدش يا ماما
فأجابها أدهم برخامه: لا تقصد ثم نظر لسميرة مضيفا و انا شاهد
فلكزته نيفين في كتفه قائله: ما تبس بقي يا اخي انت عايز تشعللها و خلاص
أدهم مدعيا البراءه: انا يا بنتي أبدا، انا بس صعبان عليا انا ماما تهزأ مرات عمي كدا عيب بردو ميصحش.

فاغتاظت سميرة من وقاحته فصرخت قائله انا مش هنزل لمستواكوا و ارد عليكوا
ثم نظرت لنيفين قائله: يالا يا زفته اطلعي قدامي فتقدمتها نيفين غاضبة و عند مرورهم بصفيه الواقفه بمنتصف الدرج توقفت سمبرة قائله بإستهزاء: والنبي بدل ما تدينا في جنابنا ابقي روحي ربي عيالك
و استكملت طريقها.

فاغتاظ ادهم من كلامها فقال صارخا: اه والنبي يا ماما ابقي اسمعي كلام طنط سميرة في التربيه معندهاش ياما ارحميني نيفين بنت عمي ما شاء الله عليها كانت واقفه تردح لروفان و كان صوتها جايب آخر الشارع، اه و ياريت كل واحد يخليه في مستواه و إلى يقرب من مستوانا هقطعه.

فاغتاظت سميرة من حديث ادهم فصفقت باب حجرتها بغضب
فالتفت ادهم إلى والدته محاولا تلطيف الاجواء قائلا: تحبي اديهالك كتف قانوني اوقعهالك من علي السلم و ابقي ريحت البشريه من شرها.

فهمت صفيه ان ترد عليه ففاجئهم صوت عند مدخل الباب
قائلا بغضب: مش عيب إلى انت بتقوله دا يا قليل الأدب
أدهم: عمي مراد و
ركض محتضنا مراد بشوق و قال معتذرا
ادهم: مكنتش اقصد يا عمي كنت بهزر والله
مراد بمزاح: يا عبيط انا خايف عليك تضيع نفسك كدا عشان حاجه ماتستاهلش
فرد أدهم ضاحكا: طب والله قولت انت اكتر واحد هيفرح.

مراد: يعني انا مستحمل المرار دا بقالي 21 سنه و مستنيها تيجي من عند ربنا تقوم انت تيجي تعملها و تضيع نفسك.

ادهم بضحك: يا عم طب ما تشوفلنا حل
مراد بقهر: مفيش حل غير اننا نصبر و نحتسب يا ابني
فانفجر ادهم و مراد ضاحكين
فصعدت صفيه إلى غرفتها مردده
( دا ايه عيله المتخلفين إلى اتكتبت عليا دي صبرني يارب)
ثم دخلت إلى غرفتها
??
في الغرفه الآخري نجد تلك الافعي المسماه سميرة تغلي من شده الغضب و بجانبها نيفين التي قالت بقهر.

نيفين: وبعدين يا ماما هنفضل مستتيين رد فعل يوسف كدا كتير دا من ساعه إلى حصل و هو ساكت زي مانتي شايفه كدا معقول يعني قدر ينساها بالسهوله دي.

سميرة: انا هتجنن دانا قولت هيطربق الدنيا و هيجيب عاليها واطيها
نيفين بغضب: و بعدين هنفضل قاعدين كدا حاطين إيدينا علي خدنا كدا كتير
سميرة: لا طبعا احنا لازم نتحرك انا هكلم الزفت إلى اسمه رائد دا اشوفه ناوي علي ايه.

نيفين: تفتكري رائد دا يا ماما بيعمل ليه كدا و هيستفاد ايه مش هو المفررض صاحب يوسف
سميره بسخريه: بيحب الهانم و عايزها لنفسه
نيفين بغيره: معرفش عاجبهم فيها ايه كلهم بيحبوها
سميره بقهر داخلي: طالعه حيه لأمها بتفرح اوي بلمه الرجاله حواليها
نيفين بغيظ: طب و الحل يا ماما
سميرة: مانتي لو كنتي عندك شويه عقل كنتي عرفتي تعلقيه بيكي لكن هقول ايه طالعه غبيه لابوكي.

نيفين بملل: عملت كل ااي تقدر عليه و مش عارفه بيصدني و مش طايقلي كلمه اعمل ايه طيب
سميره بتفكير: انا إلى هعمل
(عملك اسود و مهبب يا بعيده )
??
عند يوسف، كان يوسف يمارس تمارينه الرياضيه بشراسه و بداخله براكين من الغضب فأكثر ما يكرهه في حياته هو الخيانه. فهو لا يتهاون ابدا مع مع ابسط الأخطاء. و لا يؤمن إطلاقا بما يسمي الفرصه الثانيه...

عند هذا الحد توقف يوسف عن ممارسه الرياضه و دخل إلى حمامه الخاص لعل المياه تطفئ نيران قلبه...
بعد وقت قليل خرج يوسف من الحمام متخذا قرار و عازم علي تنفيذه فالتقط هاتفه و اجري مكالمه هاتفيه ثم اغلق الهاتف مرددا كفايه اوي لحد كدا من بكر هيبتدي اللعب.

يرعبهم كونك صامت. هادئ. بعيد. فكيف يمكن لهذا البحر الثائره أمواجه أن يتحول لمياه راكده و كأن لا حياه بها. لا يعلمون ان وراء هذا الركود نيران مشتعله تهدد بالإنفجار و حرق الأخضر و اليابس و لكن من ستحرق اولا.!

عوده إلى الإسكندريه...
تقف كاميليا تتمطي بكسل فقد كان يوم ملئ بالاعمال فقد تأخرت عن ميعاد عودتها للمنزل فهاتفت خالتها في وقت لاحق لتخبرها عن تأخرها و عدم قدرتها علي العوده في موعد الغداء، فاخبرتها عن وجود ضيف في منزلهم فخفق قلب كاميليا لسبب مجهول!

فلملمت اغراضها و توجهت إلى خارج المكتب...
خرجت كاميليا للشارع باحثه عن سياره أجرة تقلها لمنزل خالتها و لكنها نظرت في الاتجاه الاخر فوجدت البحر الثائر و كأن أمواجه تناديها فلبت ندائها و قطعت الطريق ذاهبه لتشكو همومها فالبحر هو ملاذها و صديقها ااصدوق منذ ان جاءت إلى هنا غافله عن تلك السياره التي تراقبها من بعيد...

في منزل الحاجه فاطمه، يجلس مازن علي طاوله الغذاء يتحدث مع الحاجه فاطمه و علي.

مازن: تسلم ايدك يا طنط اكلك جميل اوي و كان واحشني اوي
فاطمه: بالف هنا و شفا يا حبيبي
علي: محشي الحاجه فاطمه دا لا يعلي عليه
مازن بمزاح: ماهو واضح دانتا شويه و هتاكلنا يا ابني في ايه ارحم شويه
فاطمه بضحك: والنبي يا مازن يا ابني ما عارفه بيودي الاكل دا كله فين
علي: احترموا المحشي شويه بقي يا جدعان ميصحش كدا سيبونا ناكل بمزاج
فاطمه: بالهنا و ااشفا يا حبيبي.

علي: حبيبك ايه بقي ياختي دانتي من ساعه ما شرف سي مازن و انتي نستيني و بقي هو إلى عالحجر
فاطمه بحب: ابني حبيبي و كان غايب عني بقاله 12 سنه عايزه افضل املي عيني منه لحد لما اشبع...
و وجهت حديثها لمازن
فاطمه: والله يا مازن يا ابني من وقت ما سبتنا في المستشفي و انا قلبي كان بيتعصر عليك و علي فراقك بس إلى كان مصبرني هو وجودك مع صفيه انا عارفه قد ايه هيا روحها فيك.

مازن بحزن: صفيه دي اطيب و احن قلب في الدنيا...
ثم نظر إلى الخلف لتلك التي كانت تتابع حديثهم الذي وقع عليها عالصاعقه...
و بعدين انا مشيت و سبت روحي معاكوا يا طنط عمري ما نستكوا و لا لحظه...
فالتفتت فاطمه للوراء فنادت علي كارما
فاطمه: كارما حبيبتي انتي صحيتي امتا
كارما متلعثمه: صح. صحيت علي صوت موبايل علي كان عمال يرن.

فنهض علي و اخذ هاتفه و توجه للداخل مستئذنا من مازن ثم بعد ثواني صاح مناديا علي فاطمه فاستئذنت هيا الآخري تاركه مازن و كارما بمفردهما...
نهض مازن و تقدم من كارما ثم نظر إلى داخل عينيها بشوق قائلا
مازن: كبرتي يا كارما
كارما بصدمه لم تستطع تجاوزها إلى الآن. رجعت ليه
مازن: مكنتيش عيزاني ارجع
كارما: مكنش في دماغي بصراحه
مازن بإستفهام: يعني؟

كارما: يعني رجوعك زي عدمه بالنسبالي ممممم، بس ياتري إيه الصدفه إلى رمتك علينا أكيد مش جاي عشان وحشناك
أجاب مازن قائلا: مفيش حاجه اسمها صدفه يا كارما.!
ثم اقترب منها بخطوات بطيئه فاصطدمت بالحائط خلفها و قام بمحاصرتها بيديه من الجانبين و قال بجرأه.

مازن بصوت هامس: و لو قولتلك جيت عشان وحشتوني، ثم نظر إلى داخل عينيها بعمق مضيفا، وحشتوني اوي اوي.

ارتعشت كارما من قربه المهلك و شعرت بالدماء تندفع لوجنتيها و جفاف في حلقها. فرطبت شفتيها بلسانها تلك الحركه التي اثارته و بشده و قالت بصوت واهن.

كارما: بس انت موحشتناش
مازن باندفاع: كذابه...
مضيفا بوقاحه ممررا ابهامه علي ملامحها بدأ من عينيها: عيونك بترمش ثم نزل إلى شفتيها شفايفك بترتعش ثم انخفض ببصره إلى موضع قلبها و وضع يده فوقه و اكمل: و قلبك بيدق اوي يبقي ازاي موحشتكوش...

اندهشت كارما من وقاحته المفرطه فبأي حق يلمسها بهذا الشكل
فقالت غاضبه: انت اتجننت ازاي تسمح لنفسك تعمل كدا
مازن باستفزاز: عملت ايه
كارما: ازاي تلمسني بالشكل دا
مازن ببرود: انهي شكل بالظبط
فاغتاظت من بروده و رفعت اصباعها في وجهه قائله
كارما: تصدق انك قليل الادب بعد إلى حصل منك الصبح في المقابر المفروض تعتذر مش تق، فقاطعها ممسكا باصبعها قائلا: آسف
فاندهشت كارما قائله: بسهوله كدا.

فابتسم مازن قائلا: خلاص خليها بصعوبه مفيش اعتذار و اخبطي دماغك في الخيط. بس انا ميرضنيش دماغك الحلوة دي تتخبط في الحيط.

كارما بغيظ جاذبه يدها من بين يديه: تصدق انك بارد و رخم
مازن: طب عايزه إيه و انا اعمله
كارما بغضب: مش عايزه اشوف وشك دا تاني...
و همت بالانصراف فامسك مازن بمعصمها و جذبها فارتطمت بسياج صدره و نظر في عينيها قائلا: عودي نفسك بقي علي وشي دا عشان هتشوفيه كتير، ثم وضع قبله خفيفه بجانب فمها و اكمل: وحشتيني اوي يا سكرتي...
ثم تركها فانطلقت كارما للداخل لاهثه...

لم اكن مؤمن يوما بالصدف، فهي بنظري عباره عن أقدار مرتبه. فانا اعتقد ان كل شئ في حياتنا يحدث لغرض ما، لذالك فأنا حين التقيتك لأول مرة و تلامست ايدينا شعرت بتيار كهربائي يسري في كامل جسدي و يصل إلى قلبي ليضربه بعنف فينتفض بين ضلوعي مستيقظ من غفوته التي استمرت لأعوام...
حينها أدركت بأنك القدر يريد ان يفتح لقلبي الهالك بابا آخر للنجاة، فتيقنت بأنك قدري الجميل الذي انتظرته كثيرا...

عند علي و فاطمه
علي: الو
كاميليا: اذيك يا علي خالتو فين
علي: عندنا ضيف عالغدا و هيا معاه بره
لا تدري كاميليا لما ارتعشت عندما اخبرها علي بوجود ذلك الضيف
فسمعت علي علي الطرف الاخر يقول
كامي، كامي انتي معايا
فأجابته كاميليا: ايوا معاك، امال مين الضيف دا
علي: واخد صاحبي
كاميليا: طب ممكن تناديلي خالتو عشان عيزاها و مابتردش علي موبايلها
علي: حاضر
علي مناديا: ماما. ماما
فاطمه: نعم يا علي.

علي: كلمي كاميليا عيزاكي ثم ناولها الهاتف
فاطمه: ايوا يا حبيبتي
كاميليا: خالتو معلش هتضطر اتأخر شويه عشان عندي شغل كتير غصب عني
فاطمه: اوك يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك
كاميليا بقلق: خالتو هو مين الضيف إلى عندكوا
فاطمه: متقلقيش يا حبيبتي كل حاجه تمام شوفي انتي شغلك و متشغليش بالك يالا خلي بالك من نفسك سلام
علي رافعا احدي حاجبيه: ماما...
فاطمه بقلق: نعم يا حبيبي.

علي: ليه قولتيلي ماتجبش سيرة لمازن عن كاميليا
فاطمه: من غير ليه كدا و خلاص
علي: ماما في حاجات كتير تخص كاميليا احنا منعرفهاش و حضرتك رافضه تعرفينا ايه إلى خلاها ظهرت بعد السنين دي كلها و مش عايزه حد يعرف حاجه عن مكانها
فاطمه بمسايسه: مش انت بتثق فيا يا علي
علي: اكيد
فاطمه: يبقي تخليك في نفسك و متسألش كتير و اطلع شوف صاحبك و لا اقولك خليك شويه و بعدين اطلع
علي متسائل: ليه.

فاطمه بنفاذ صبر: من غير ليه اترزع هنا
ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها.

في مكان آخر في القاهرة في احدي الشقق في تلك الابراج الفارهة شديده الارتفاع نجد ذلك الشيطان ( رائد الصباغ) و معه فتاه يقومون بفعل ما حرمه الله ليصدح صوت هاتفه معلنا وجود اتصال فالتقطه رائد مجيبا
رائد بضيق: نعم
سميرة: كل دا علي ما ترد
رائد: معلش مكنتش فاضي
سميرة بشك: هو انت فين
رائد: في شقتي
سميرة بغضب: قول كدا بقي امممم اكيد طبعا معاك واحده من اياهم.

رائد بخداع محتضنا كتف الفتاه التي بجانبه ابدا والله دانتي كنتي لسه علي بالي
سميرة بنفاذ صبر: ياريت تركز في شغلنا بقي شويه، تقدر تقولي ايه حصل من يوما ما زفته دي غارت. اقولك انا و لا اي حاجه و يوسف إلى قولنا هيعمل العمايل و لا عمل اي حاجه و انا مش مرتاحه.

رائد بملل: عشان غبيه إلى بيعمله يوسف دا في صالحنا و في صالح خطتنا تقدري تقولي لو قلب الدنيا عليها و وصلها هيموتها زي مانتي فاكرة دا بيحبها عارفه يعني ايه بيحبها.

سميرة: حتى بعد ما شككناه فيها
رائد: دا لو كان شك اصلا و عموما ريحي نفسك هو ابتدي يدور عليها فعلا النهارده كلم مازن عشان يعرفوا مكانها
سميرة بلهفة: عرفت ازاي
رائد بحنق: ميخصكيش ثم نظر إلى هاتفه فقال بسرعه بقولك ايه اققلي معايا مكالمه مهمه.

و لم ينتظر ردها و اخذ هاتفه و دخل إلى الحمام ليجيب.
بعد وقت قليل خرج رائد من المرحاض يلعن في نفسه قائلا ( صبرك عليا يا يوسف انا و انت و الزمن طويل).

ثم نظر إلى تلك الفتاه التي تقدمت منه و وضعت يديها علي صدره متدلله ثم قالت بدلع: ايه يا حبيبي مش يالا نكمل كلامنا
فامسك رائد يدها بشراسة و قام بثني ذراعها فكسر في يده و دفعها لتقع امامه علي الارض.

قائلا: تلت دقايق لو رجعت شفت وشك هنا هتطلعي علي نقاله
ثم خرج و تركها تعاني من فعلته الجنونيه.

عند كاميليا...
شعرت كاميليا بالبرد يدب في اوصالها فنهضت و قررت الرجوع إلى المنزل و بالفعل استقلت سياره اجرة و ذهبت في طريق منزل خالتها، تتبعها تلك ااسياره السوداء...

بعد وقت ليس بقليل وصلت كاميليا ااي منزل خالتها و عندما ترجلت من ااسياره صُدمت عندما وجدت مازن يخرج من باب الاسانسير...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة