قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس

عندما تؤلمنا أفعالهم القاسيه تجاهنا نلجأ دون وعي إلى إصدار فرمان بنزعهم من داخلنا دون النظر إلى معرفه أسبابهم...

فمأساه أن يتركك شخص كان بمثابه روحك أو أكثر في منتصف الطريق يشعرك بأنك منبوذ شخص غير مرغوب بك
و يفقدك القدره علي خلق المبررات و الأعذار...
فتحمل قلبك المغدور، و تلملم مشاعرك المبعثرة، و ذاتك الفاقده لكل معاني الحياه، و تغلق علي نفسك كل الأبواب لتحاول مداواه ذلك الشرخ الذي حدث بداخل روحك، فمن كنت تظن أنه بمثابه نجاتك. هو من كان المتسبب في هلاكك...

مجهول: الو، حضرتك الست كاميليا طلعت من شغلها قعدت شويه عالبحر و بعدين ركبت تاكسي و مروحه علي بيتها
- مجهول آخر: خليك وراها و متسبهاش، و اي حركه ليها تبلغني بيها
- مجهول: حاضر يا باشا
بوووووووووووووووم
- مجهول: يادي النيله فرده الكاوتش فرقعت
- الرجل الآخر في السيارة: هنعمل ايه دلوقتي لازم نغير الفرده
- مجهول: طب و الست كاميليا لازم نمشي وراها لحد البيت.

- الرجل الآخر: يا عم هيا هتروح فين ماهي كل يوم بتروح عالبيت و مبتعملش حاجه جديده
- مجهول: علي رأيك. تعالي ننزل نعمل العجله و بعدين نبقي نلحقها يعني هيحصل ايه في الالخمس دقايق إلى هنعمل فيهم العجله
- الرجل الآخر: علي رأيك يالا بينا.

ترجلت كاميليا من سياره الأجرة و كادت ان تدخل لمدخل العماره فتفاجئت بآخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده هنا
- كاميليا بصدمه: مازن!
لحسن حظها كان مازن يتطلع إلى هاتفه فلم يلحظ تلك التي سارعت بالإختباء خلف مجموعه من الاشجار في مدخل العماره
انتظرت كاميليا حتى وصل مازن إلى سيارته ثم صعد و انطلق بها دون النظر خلفه.

تنفست كاميليا الصعداء عندما وجدت مازن قد رحل و توجهت إلى المصعد لاهثه و الف سؤال يدور بداخل رأسها...

وصلت كاميليا إلى شقتهم فسمعت اصوات شجار بين علي و خالتها
- علي: ممكن اعرف يا ماما في ايه يخص كاميليا احنا منعرفوش
- فاطمه: و بعدين يا علي ما قولتلك مفيش حاجه
- علي: اومال ليه نبهتي علينا محدش يجيب سيرة قدام مازن عن وجودها هنا
- فاطمه: و هتستفاد ايه لما مازن يعرف بوجودها يعني، ثم قالت مرتبكه. مازن ميعرفهاش اصلا.

فأضاف علي و قد تأكدت له بعض شكوكه: ما دا إلى انا مستغربله
- فاطمه بتوتر: تقصد ايه
- علي: اقصد ان شكل مازن يعرفها اكتر مننا
فاطمه بغضب دانتا مش واثق فيا بقي يا استاذ علي.

- علي مسايسا: ماما حبيبتي انا مقصدش اضايقك ابدا و طبعا واثق فيكي لو مكنتش واثق فيكي مكنتش اول ما جت كاميليا عندنا و حضرتك قولتي انها بنت خالتو زهرة اتقبلناها كلنا و اعتبرناها اخت لينا بالرغم من انها علي كلام كارما كانت جايه معيطه و متوتره و شكلها يدل علي ان وراها حاجه.

- فاطمه مدافعه دا لانها كانت متأثرة و متوترة عشان هتقابلنا لأول مرة مهياش مجرمه و لا واحدة عامله عمله عشان تفكر فيها كدا دي بنت اختي و انا عرفاها علي ايه.

- علي يا ماما بنت اختك دي اول مرة تشوفيها كانت يوم ما جتلك هنا
- فاطمه بغضب: بس عارفه تربيه اختي كويس
علي بعند خالتي مقعدتش معاها غير سبع سنين اكيد ملحقتش تربيها يعني
هنا عادت كاميليا بذكرياتها إلى يوم مجيئه إلى بيت فاطمه
فلاش باك
- صرخت فاطمه بصدمه قائله كاميليا بنت. قلبي.
ارتمت كاميليا في احضانها صارخه خالتو فاطمه.

ظلت كاميليا في حضن خالتها وقت ليس بقليل فقد كان لقاء عاصف ملئ بالمشاعر و الشوق محمل برائحه العوض.

فقد كانت فاطمه بالنسبه لكارما عوضا ارسله الله لها في أكثر اللحظات حرجا فهي تشبه والدتها إلى حد كبير في الملامح و أيضا رائحتها ما إن ارتمت في احضانها حتى تذكرت علي الفور آخو لقاء بينها و بين والدتها حين احتضنتها بشده و كإنها ترغب في توديعها...

بالنسبه لفاطمه كانت كاميليا عوض عن أختها الراحله التي حُرمت منها في حياتها و بعد مماتها فما ان احتضنتها حتى تذكرت يوم زفاف أختها و عناقهما الأخير الملئ بالكثير من المشاعر الجياشه.

و أخيرا استطاعت فاطمه ان تخرج كاميليا من بين احضانها فامسكت وجهها بين كفيها
قائله ياااااه تخيلت كتير اوي اني افتح الباب الاقيكي قدامي و اخدك في حضني. كبرتي يا نن عيني كبرتي و بقيتي ورده جميله زي امك ببالظبط وحشتي قلبي يا كاميليا كان نفسي أشوفك قبل ما أموت.

- كاميليا باكيه و لكن بفرحه هو انتي كنتي مستنياني يا خالتو
- فاطمه طبعا يا قلب خالتك استنيتك من آخر جواب جالي من زهرة حسيتها بتوصيني عليكي.

- كاميليا بحزن وحشتني اوي يا خالتو و لما حسيت اني محتجالها جيتلك
-رفاطمه نورتي يا قلب خالتك جيتي نورتي قلبي قبل بيتي يا كاميليا
ثم ارتمت كاميليا في احضان خالتها باكيه بفرحه فهي قد وجدت أخيرا البيت و الملجأ و الوطن.

كل هذا يحدث تحت انظار كارما التي خانتها دموعها متأثره بهذا اللقاء العاطفي فقامت بإحتضانهما معا قائله.

وجعتوا قلبي اوي بكلامكوا دا
- فنظرت إليها كاميليا و قالت لها بهمس آسفه
-فقالت كارما محاوله ان تضفي جو من المرح لا يا حبي و لا يهمك انا اصلا كنت عايزه اجرب الايلينر الجديد اشوفه هيسيح و لا لا فكتر خيركوا بقي.

فنظرت فاطمه لابنتها قائله مانا بردو بقول طول عمرك جبله ايه إلى حصل و بقيتي فجأه بعاطفيه كدا لا و بتعيطي دانا حقي ازغرط.

-فنظرت كارما لكاميليا قائله
هيا دي الحقيقه المرة إلى بتحاول تداريها ميغركيش جو أمينه رزق إلى كان من شويه دي مقدمه بس، و هتظهر شخصيه ماري منيب في الحموات الفاتنات كمان شويه.

فنهرت فاطمه ابنتهت قائله انا يا ام لسانين ماري منيب يا باربي انتي طب وحياه امك ما حد غاسل المواعين غيرك النهارده.

- كارما باستنكار حرام عليكي يا ماما طب و ضوافري
- فاطمه هقصهملك مع لسانك ان شاء الله يا قلب امك
ايه يا جماعه في ايه ما تصلوا عالنبي هتضربوا بع، يا دين النبي ايه الطلقه الروسي إلى في بيتنا دي يا جدعان...

كان هذا صوت علي الآتي من الخارج مع شقيقته غرام
-غرام مين الصاروخ دي يا كارما
فردت فاطمه تعالوا يا ولاد سلموا علي كاميليا بنت خالتكوا زهرة الله يرحمها
- علي بممازحه يخربيتها
-فاطمه هيا مين دي يا واله
- علي خالتي ازاي يبقي عندها الحاجات الحلوة دي و تخبيها عننا
لكزته فاطمه في كتفه قائله خالتك ماتت يا حلوف انت بقالها ييجي 16 سنه.

فتصنع علي الغضب موجها حديثه لكاميليا: و انتي يا ست هانم لما خالتي اتكلت من 16 سنه لسه فاكرة تيجي تشوفينا سيباني وسط رايه و سكينه دول لوحدي ثم نظر لغرام و كارما.

فنهرته كارما قائله نعم يالدلعادي رايه و سكينه مين عبعاااال ما تظبط نفسك و تصلب طولك كدا.

فكور علي يديه و ضربها في مقدمه رأسها ( اداهاا بلحه يعني )
و قال ايه يا بيئه الألفاظ البلدي دي هتعرينا قدام الروس
ثم نظر إلى كاميليا غامزا و أضاف و دول مابيهزروش
فانفجرت كاميليا ضاحكه علي مزاحهم
فتفاجئوا جميعهم من ضحكتها الجذابه
فأضاف علي بصياح صلاه النبي احسن دا احنا ايامنا إلى جايه فل إن شاء الله
فانفجروا جميعهم في الضحك
ثم ادخلتها فاطمه إلى غرفه الضيوف لترتاح قليلا من عناء السفر.

بعد عده ساعات دخلت فاطمه إلى الغرفه كانت كاميليا استيقظت من غفوتها علي يد حانيه تمسد شعرها فنظرت إلى تلك اليد
فوجدت فاطمه تنظر لها بدموع و تقول برقه
سامحيني لو كنت قلقتك بس كان نفسي املي عيني من ملامحك الجميله دي إلى بتفكرني بتؤم روحي إلى غاب عني.

فاحتضنتها كاميليا بشده قائله ياريتني جتلك من زمان
ثم تذكرت ما مر عليها من احداث فاستطردت قائله خالتو انا اتجوزت يوسف ابن عمي عامر و هربت بعد كتب الكتاب و.

فوضعت فاطمه يدها علي فم كاميليا تمنعها من التحدث
قائله مش مجبرة تحكي حاجه مش عايزه تحكيها انتي رجعتي بيتك و وسط اهلك و محدش فينا عايز تفسير لحاجه وقت ما تكوني محتاحه تحكي هتلاقي حضني مفتوحلك يا نن عيني...

فارتاحت كاميليا كثيرا و ذادت من احتضانها تنعم بدفئ حضن الأم الذي حرمت منه كثيرا.

افاقت كاميليا من شرودها علي يد غرام تربت علي كتفها قائله
- غرام. ايه يا كوكي إلى موقفك كدا مدخلتيش ليه
كان هذا تزامنا مع كلمات خالتها
- فاطمه بغضب علي الزم حدودك انا مسمحلكش تتكلم بالطريقه دي عن كاميليا و دا بيتي و كلمتي هيا إلى هتمشي فيه و لو مش عاجبك اتفضل الباب يفوت جمل.

فتحت كاميليا باب الشقه و قالت بصوت حاولت ان يبدو قويا
- كاميليا لو في حد هيمشي يا خالتي يبقي انا. كفايه اوي فتحتولي بيتكوا و احتضنتوني و عاملتوني كإني واحدة منكوا
علي و فاطمه بصدمه في آن واحد. كاميليا...

انا عظيم في عين نفسي،
لإني وحدي أعرف صراعاتي،
و مُعاناتي و انكساراتي، و شاهد علي كل اللحظات التي كادت ان تهزمني و لم تفعل .

- ديستويفسكي
يقف أدهم أمام مرآته يتأمل ملامحه و هيئته الجذابه التي تجذب اليه النساء. راكضه، فهو يتميز بخفه ظله و وسامته المفرطه مع قامته المديده و كان تميز بأنه كثير المزاح لدرجه ان البعض يري به صورة الشاب العابس الذي لا يأبه ل شئ و لا لأحد و هذا ا كان يراه اقرب الناس إليه عائلته.

ولكن لا يعلمون ان بداخل اعماقه يوجد شرخ كبير فهو قد عشق و بشده و علي قدر عشقه كان المه و لكنه لم ينحني فقد استطاع التغلب علي جرحه و وجع قلبه و اعاد بناء حياته من جديد دون البوح لأحد بما يدور بداخله حتى ظن الجميع و كأنها كانت مجرد نزوة لم يقف عندها و لو لحظه...

و لكنها كانت أشبه بمعركة خرج منها ظافرا بذاته الجديده ململما شتات نفسه حاملا بقايا قلب قد اقسم علي الا يتذوق العشق مجددا...
زفر ادهم حانقا فنهر نقسا قائلا
- ايه ي ابو الاداهيم انت هتقلبها نكد و لا ايه. دانتا رايح اسكندريه. و جو اسكندريه و هوا اسكندريه و دلع اسكندريه...
فصدح صوت خلفه قائلا
- و مزز اسكندريه. و بنات اسكندريه.

التفت ادهم للخلف فوجد نيفين تقترب منه ضاحكه فقال بصوت ممتعض خفيف يادي النسله السودا يا ادهم ادي السفريه انضربت و اتنبر فيها من اولها.

فاغتاظت نيفين من تمتمته فقالت محاوله استمالته
- ايه يا ادهومتي انت بتكلم نفسك و لا ايه
- أدهم باستنكار: ايه ادهومتي دي يا بت انتي ما تتعدلي
نيفين بحزن حقيقي: هو انت ليه بتعاملني كدا. ليه كلكوا بتعاملوني كدا محدش فيكوا بيحبني و لا بيكلمني حتى لما باجي اهزر مع حد بيصدني.

أدهم. بوقاحه غير مقصودة: الصراحه انتي صعبانه عليا اصل تقل الدم دي وراثه حاجه بتبقي في الجينات و جينات طنط سميرة ما شاء الله عليها...

- نيفين بغضب: تصدق ان انا غلطانه اني جيت اتكلمت مع واحد متخلف زيك
ثم ولت هاربه من غضبه الذي ظهر جليا علي ملامحه
زفر أدهم قائلا: و دي مالها دي آل يعنس اتفاجئت لما قولتلها دمك تقيل. بت غبيه ووو.
قاطع كلامه دخول روفان الغاضب إلى غرفته قائله
- البت دي كانت عندك بتعمل ايه
- أدهم بحنق يادي اليوم الاسود نعم انتي كمان
- روفان: زفته دي كانت بتعمل ايه عندك يا أدهم
-أدهم: و انتي مال أهلك هو انا هقدملك تقرير.

- روفان: البت دي سم أصلا و مش مبطله كلام. زي الزفت عن كاميليا هيا و الحربايه امها
أدهم بنفاذ صبر: الله يقطعك انتي و كاميليا و نيفين في ساعه واحده
- روفان بصياح: تصدق اني غلطانه اني جيت اتكلم مع واحد غبي زيك
و ما ان رأت احمرار عيناه فكان علي وشك الانقضاض عليها فهرولت إلى الخارج صافقه الباب خلفها.

فقال أدهم باغتياظ دا ايه العيله الغجر دي لا و زعلانين ان كاميليا طفشت منهم الله يحرقكوا عك...

فقطعت والدته حديثه للمرة الثالثه قائله ايه يا آخرت صبري بتكلم نفسك ليه
فقال ادهم بغضب هو انتوا متفقين عليا. واحده خارجه و واحده داخله الواحد ميعرفش يتكلم مع نفسه كلمتين في البيت دا
- صفيه بتهكم: علي صوتك يا قلب امك عليه كمان ما هو اصل انا معرفتش اربي
- ادهم بملل: يالا هيا جت عليكي مانا طلعت غبي و متخلف و كمان مش متربي في اضافه تانيه.

- صفيه: هقول فيك ايه و انت فيك كل العبر، قولي بتكلم بنت عمك كدا ليه مش اتفقنا نحاول نتعامل معاها كويس دي غلبانه والله بس سميرة الله يسامحها بقي هيا إلى مليه دماغها بافكارها السم دي.

- أدهم بملل: ماما من الآخر نيفين محدش يفرق معاها غير يوسف و كانت دخلالي عشان خاطر تسأل عنه و لما صدتها عملت الشويتين بتوعها دول و خرجت.

- صفيه و هو حصل ايه بينها و بين يوسف عشان تدخل تسألك عنه
- ادهم بنفاذ صبر: عشان شافته بيلم هدومه و مسافر
- صفيه ؛ قلب امه مسافر رايح فين، ثم انطلقت لتهاتف يوسف
- ادهم: يوسف قلب امه و روح امه و حيله امه و محدش طالع عين امه غيري و لا اكني ابن الشغاله والله لانا ماشي دانتوا عيله تقرف بلد
ثم لملم اشياؤه و خرج.

عند صفيه قامت بالاتصال علي يوسف للأطمئنان عليه فقد فزعت عند علمها بسفره دون ان يخبرها...

- صفيه بلهفه: يوسف انت فين
- يوسف بطمئنه: اهدي يا حبيبتي هكون فين يعن
- صفيه بحزن: قولي انت يا يوسف حالك اتشقلب خلاص من ساعه إلى حصل و مبقناش نشوفك و لا نتلم عليك حتى جدك حزين علي حال احنا مقدرين إلى انت مريت بيه ا حبيبي بس احنا لينا حق عليك انت سندنا يا يوسف و ملناش غيرك
- يوسف بطمئنه: اهدي يا حبيبتي عشان خاطري كل حاجه هترجع احسن من الاول ان شاء الله ادعيلي انتي بس.

- صفيه بحب: ربنا يحميك يا ابني و يردلك روحك تاني يارب
- يوسف: يارب، ثم تنهد بمراره و ضحك بسخريه قائلا
روحي إلى اختارت بإرادتها انها تسيبني في نص الطريق و داست علي قلبي و مشاعري و لسه زي الغبي مش قادر اعيش من غيرها ثم ضرب علي السيارة امامه قائلا لييييه...

عليك ان تتعايش مع فكرة أنك قابل للترك و النسيان في كل مرة تظن أنك ثمين لدي أحدهم.
-.

عوده إلى الاسكندريه...
علي و فاطمه في صوت واحد كاميلياااا...
- كاميليا: لو في حد هيخرج من هنا هيبقي انا يا خالتي ادوني نص ساعه هلم هدومي و...

- فاطمه بمقاطعه: مفيش الكلام دا. مفيش حد هيمشي من هنا...
ثم نظرت لعلي بغضب و وجهت حديثها لكاميليا قائله
علي ميقصدش اي حاجه من دي يا حبيبتي هو بس...
قاطعها علي قائلا: علي مش عيل صغير محتاج حد يبررله او يتكلم بالنيابه عنه
ثم نظر لكاميليا بندم فهو لم يقصد احزانها ابدا بل كان يحاول الضغط علي والدته حتى يجبرها علي الكلام...

اقترب علي من كاميليا و امسكها من معصمها و قادها للجلوس علي اقرب مقعد ثم احتضن كفوفها بين يديه.

و قال بحنو: كوكي انتي عافه انك من يوم ما دخلتي البيت دا و انا اعتبرتك زي غرام و كارما
- فنظرت له كاميليا بحزن ثم اخفضت نظرها باكيه
- فقال علي بممازحه: دانتي زعلانه مني اوي بقي
ثم اكمل بجديه: بصي ياست البنات انتوا التلاته اخواتي و واجبي عليكوا اني احميكوا و مسمحش لحاجه ابداً تأذيكوا.

لم يجد منها رد فأكمل
لما الاقي اختي حزينه كدا علي طول و عنيا مليانه دموع يبقي لازم اقلق. ثم ضغط برفق علي كفها فرفعت عيونها اليه
فقال بجديه: قوليلي مالك فيكي ايه ايا كان إلى انتي مخبياه اتأكدي اني هكون في ضهرك و معاكي و هحميكي.

فاطمئنت كاميليا لكلامه و قررت أخيرا اان تتحدث و تفصح عن معانتها و لكن هل تستطيع الافصاح عن الاسباب الحقيقيه لتلك المعاناه،؟

مأساه أن يكون الصمت مؤلم، و الحديث مميت، و ما بينهم أشبه بانغراز اسهم ناريه في صدرك، فلا البوح يخرجها و لا الصمت يخمد آلامها...

في صباح يوم جديد تشرق الشمس بنورها علي تلك القلوب الذي اضناها الحب فتبعث فيها الأمل من جديد، فالذي قادر علي بعث النور من جوف الظلام. حتما قادر علي خلق السعاده من بين طيات قلبك الحزين...

خرجت كارما مسرعه من منزلها فقد استطاعت الهرب من والدتها بصعوبه فهي لم يفتها توتر الأجواء بينها و بين مازن البارحه.

فلاش باك
دخلت كارما غرفتها مغلقه الباب خلفها لاهثه تشعر بأن قلبها سوف يخرج من بين ضلوعها من شده خفقاته فقد أثار حديثها مع مازن جميع مشاعرها، و ألهب جميع حواسها.

و هذا ما افزعها فقد ظنت ان جميع مشاعرها تجاهه قد بردت من الإنتظار، فلامت نفسها بشده فهيا قد انتظرته اعوام كانت تمني نفسها بعودته حتى اضناها الإنتظار...
و ظنت ان تلك المشاعر قد ماتت و اختفت كإنها لم تكن موجودا يوما، و الآن يأتي هو بمجرد نظرة و ملامسه بسيطه يحي ما ظنت انه قد مات بداخلها...

كيف له ان يتركها و يختفي كل هذه ااسنوات ثم يظهر مرة آخري محطما جميع حصونها التي حاوطت بها قلبها ضد اي متطفل،؟
نزلت دمعه خائنه من عيونها الجميله فمسحتها سريعا و قد قررت بداخلها انها لن تفسح له المجال أبدا لتحطيم حياتها مجددا فما تركه بإرادته لن يستطيع إسترداده إلا بإرادتها فهبت واقفه محدثه نفسها.

ماشي يا مازن هخليك تندم عال12 سنه دول ندم عمرك و هخليك تفكر ألف مرة قبل ما تلمس حاجه مش من حقك، ثم ذهبت للنوم باكرا فلا طاقه لها بالحديث مع احد.

استفاقت كارما من شرودها علي صوت هاتفها يرن فالتقطته و قالت متسائله
رقم مين الغريب دا...
ثم أجابت
-كارما آلوو
-مازن: هتفضلي واقفه سرحانه كذا كتير قدام العماره خلي بالك لييجي واحد طول بعرض و زي القمر كدا يخطفك زي الأمير ما جه خطف سندريلا...

-كارما يدق قلبها بعنف إثر تذكره بوعده لها قبل رحيله. فأجابته بصوت حاولت ألا يكون مهزوزا
كارما انت جبت رقمي منين
-مازن انا مازن المنشاوي يا بنتي و مفيش حاجه تستعصي عليا فما بالك بحاجه بسيطه زي دي
- كارما متصل عايز ايه؟
فلم تنتبه لذلك الذي اقترب منها حتى شعرت بأنفاس حاره خلف أذنها و صوت عذب يهمس
- مازن وحشتيني
-كارما و قد شعرت بأنها علي وشك الإغماء فحاولت التماسك قائله انت اكيد اتجننت جاي ليه.

- مازن و عينيه تجوب وجهها الفاتن
وحشتيني قولت آجي أخدك نفطر سوي و نتكلم شويه
- كارما بغيظ و مين قالك بقي إني عايزه افطر معاك
- مازن بإستفزاز العصفورة...
ثم قام بملامسه وجنتيها بإبهامه قائلا العصفورة إلى قالتلي انك مدوقتيش النوم امبارح و إلى قالتلي كمان انك زعلانه مني اوي.

- كارما بارتباك و قد نفضت يده التي تربكها و تهدم حصونها
اولا مسمحلكش تلمسني بالشكل دا ثانيا بقي هو انت للدرجادي الغرور عاميك لدرجه انك مفكر اني ممكن اوافق افطر معاك.

- مازن هتوافقي
- كارما بغيظ هموت و اعرف جايب الثقه دي منين انا اصلا مش طيقاك و بكرهك
- مازن بصوت مبحوح: من دا، ثم وضع يده فوق قلبها الذي كان يدق بعنف إثر حركته المباغته
ماهو مش هينفع يكون بيدق اوي كدا لواحد هو كارهه و مش طايقه متعنديهوش يا كارما.

- كارما محاوله لملمه شتات نفسها الذي بعثرها هذا الماكر فردت قائله بقوة و قد نفضت يده للمرة الثانيه قولتلك مش من حقك تلمسني كدا تاني و بعدين انا في حياتي حد دل...

و لم تستطع ان تكمل حديثها فقد اقترب منها مازن بشده محاصرا جسدها بينه و بين الحائط و عينيه قد تحولت إلى جمرات مشتعله من شده الغضب
- مازن نعم يا روح امك في حياتك ايه.؟ انتي حقي اناا عارفه يعني ايه حقي انني بتاعتي من يوم ما اتولدتي و خدتك في حضني و انتي بتاعتي عارفه يعني ايه بتاعتي...

و لو جنس راجل قرب منك و رب الكعبه لهكون دافنه مكانه و عليا و علي أعدائي فاهمه.

فلاحظ مازن ارتجافهها بين يديه فزفر حانقا ثم أسند جبهته علي خاصتها قائلا
متتوقعيش مني يا كارما اني أستأذن منك عشان المسك انتي ملكي. ، و محدش يستأذن قبل ما يلمس إلى بيملكه...

عند هذا الحد لم تستطع كارما تحمل نبرته المتملكه أبعد غيابه كل تلك السنين يأتي ليخبرها انها ملكه؟
و كأنها قطعه أثاث لا قيمه لها يتركها سنوات يأتي ليجدها مثلما تركها فدفعته كارما باكيه
و قالت بإنفجار ملكك؟! بقي تسبني 12 سنه و متسألش فيا و متحاولش حتى تدور عليا و جاي تقولي بعدها انتي ملكي ليه انت فاكرني شقتكوا القديمه. هتسبها مهما تسبها و هتيجي تلاقيها لسه زي ما هيا.

فووق يا مازن بيه انا انسانه من لحم و دم دا حتى شقتكوا القديمه لو جيت بعد السنين دي كلها ترجعلها هتلاقي التراب ضيع معالمها و مبقتش موجوده، و هو دا بالظبط إلى حصل لحبي ليك تراب 12 سنه ضيع ملامحه و مبقاش موجود...

حاول مازن احتضانها و تهدئتها إلا انها ظلت تقاومه ثم صرخت
قائله انساني يا مازن انت مبقتش في حياتي الصورة إلى كنت رسمهالك في خيالي زمان بهتت و مبقاش ليها ملامح.

ثم دفعته و ولت هاربه مستقله سيارتها التي قادتها بسرعه شديده
أخبروا الأشياء المتأخرة أن وجودها لم يعد مرحبا به. فقد فات الأوان الآن، و أن مجيئها الآن بعد إنطفاء الشغف لن يجعلني ألتفت مهمه بلغت من جمال، فللإنتظار المفرط دائما ضريبه...

اخفض مازن رأسه و قام بفرك عينيه بحزن شديد و كان يمنع دموعه من الهطول و قال محدثا نفسه بصوت عالي نسبيا.

حتي انتي يا كارما الحاجه الحلوة إلى بقيالي من زمان مبقتيش عيزاني و صورتي بقت باهته جواكي
ثم فرت دمعه هاربه من عيونه الصقريه
فقال متابعا لو تعرفي ان صورتك محفورة في قلبي زي ما تكون تعويذه كانت بتمنعني ابص لواحده غيرك.

الي هنا انفتح باب المصعد فالتفت مازم مصدوم
- مازن غرام
غرام معاتبه: هتستسلم و تسيب احزانك تاخدها منك دلوقتي زي ما خدتك منها زمان
-مازن بحزن انتي سمعتي إلى حصل
غرام من قبل ما اسمعه متوقعاه بس إلى حصل دلوقتي ميجيش نقطه في بحر من إلى كارما حسته بعد فراقك و انتظارها ليك كل يوم ترجعلها دي حتى الشيكولاته إلى كانت بتحبها مبقتش ترضي تاكلها مستنياك تجبهالها و تيجي.

- مازن بندم: مكنتش إنسان سوي عشان ارجعلها مكنتش عايز اعذبها معايا
-غرام: و ايه فايده الحب لو مشيلناش هم بعض و بعدين سا سياده الرائد هو انت مش انسان مؤمن و عارف ربنا بردو
مازم باندهاش اكيد
- غرام. : يعني عارف ان لكل واحد قدره و ساعه وفاته متحدده من يوم ما ربنا كتبله يتوجد في بطن امه مهما كانت الاسباب
مازن لا يجد ما يقوله فهو قد لام نفسه كثيرا علي عدم تواجده بجانب والذيه لإنقاذهم.

- غرام: امممم تقدر تقولي يا مازن لو كلن مكتوبلهم يموتوا وجودك كلن هيمنع دا، اقولك انا لا مكنش هيمنع لإن دي حاجه مكتوبه من فوق سابع سما محدش يقدر يقف إراده ربنا
- مازن ونعم بالله
- غرام انت شفت كارما يا مازن عامله ازاي
مازم: باستغراب مش فاهم.

- غرام بنبرة تميل للغرور: بنت زي القمر في كليه طب من عيله محترمه اهلها ناس طيبين اخوها سياده الرائد بينضرب بيها المثل في الأدب و الأخلاق يعني من الآخر عروسه متتعوضش و ألف مين يتمناها.

- مازن بغضب بس دي بتاعتي
- غرام: باستهزاء و ايه يثبت. يعني اقصد معاك عقد و لا دا وضع يد! يا مازن مفيش طريقه تقدر تملك بيها إنسانه حره غير انك تملك قلبها، حاول تداوي الجرح إلى انت جرحته و سبته مفتوح بقاله 12 سنه لحد ما ورم و ورم كل حاجه حواليه لدرجه مبقاش في مكان في قلبها متحمل حتى كلمه منك.

- مازن بامتنان اوعدك اني هعوضها علي كل لحظه احتاجتني فيها، و ملقتنيش هعوض قلبها عن كل حاجه جرحته، انا بعشقها اول ما شفتها حسيت روحي ردتلي يا غرام انا مش عارف اشكرك ازاي.

- غرام بتكبر: علي اساس اني بقولك كدا عشان سواد عيونك دا عشان اختي حبيبتي بالرغم من إنها معجبينها كتير بي انا قولت بقي إلى نعرفه احسن من إلى منعرفوش.

- مازن باستفهام. مش مرتاح لجمله معجبينها دي حاسك بترمي لحاجه ثم تابع بقهر هيا بجد في حد في حياتها؟

- غرام بضحك طول عمرك لماح ياخويا دي بقي هسبهالك تعرفها لوحدك
ثم نظرت إلى ساعه يدها و قالت علي فكره فاضل ساعه و نص علي معاد المحاضره بتاعتها سلام يا روميو ثم ارتدت نظارتها و همت بالرحيل...
.
فاوقفها مازن قائله ليكي عندي واحده يا قردة سلامووز
ثم انطلق ذاهبا إلى حيث قلبه الذي تركه راحلا مع محبوبته قبل قليل
- غرام انتظرت إلى ان شاهدت رحيل مازم ثم قامت بإجراء مكالمه هاتفيه.

- غرام: يالا يا كوكي انزلي مشي خلاص
- كاميليا: اوك نازله اهوة
ثم استقلت كاميليا المصعد و هبطت للاسفل حيث توجد غرام ثم احتضنتها قائله تسلمي يا مرمر ليكي واحده يا قردة.

ثم انطلقت مهروله إلى عملها فهي قد تأخرت بسبب توقع غرام ان يكون مازم في الاسفل منتظرا كارما بعد ما قصت عليها ما حدث من زياره مازن و توتر كارما و ذهابها للنوم باكرا من دون اسباب.

قالت غرام بصياح قرده مين يا نسناس انتي و ابو قردان التاني دي أخرتها خيرا تعمل قله ادب و طولت لسان تلقي.
بس و لا يهمك يا مرمورة يا قمر اديكي مديناهم يمكن في يوم من الأيام تقعي علي بوزك في الحب.

ثم نظرت إلى المرآه الموضوعه في داخل العمارة قائله هو في قمر كدا يا ناس، خلاثي عليا. والنبي مين يستاهل ياخد القمر دا، دا اكيد انسان مش موجود في الوجود، يمكن يكون فامبير ( مصاص دماء) من إلى بتفرج عليهم و يقع علي بوزه فيا، و ياسلام بقي لو يبقي قمر زيهم كدا، و كل البنات تتجنن عليه، و يحققلي كل أمنياتي و احلامي.

ثم خرجت من شرودها قائله والنبي انا خساره في البلد دي ثم انطلقت إلى جامعتها...

في الجامعة عند كارما.
تدخل كارما جامعتها و هيا تلعن مازن في سرها فتفاجئت بماجد يقف و يسد عليها الطريق.

- ماجد كارما ممكن اتكلم معاك شويه
- كارما ارجوك يا دكتور ماجد انا مش قادرة اتكلم مع حد
- ماجد ملحا مش هاخد من وقتك كتير
- كارما ارجوك يا دكتور ماجد انا فعلا اعصابي تعبانه جدا و مش طايقه نفسي، و همت بالرحيل فامسك ماجد بمعصمها و قرب يدها من قلبه قائلا بح، فتفاجئ بمن يسحب كارما خلفه و يقف امامه مباشرة و يقول بشراسة.

- هو انت متعرفش ان إلى يمد ايده علي حاجه مش بتاعته يتعمل فيه ايه
-ماجد غضب انت مين و ازاي تتجرأ و تتكلم معايا بالشكل دا
- مازن بغرور: الرائد مازن المنشاوي
- ماجد حصلنا الرعب ان شاء الله و حضرتك ايه علاقتك بالأنسه كارما
- مازن بإستفزاز جوزها...
فنزلت الكلمه كالصاعقه علي كلا من كارما و ماجد
فلكزته كارما في كتفه قائله
- جوز مين يا مجنون اتت.

فالتفت لها مازن غامزا بوقاحه علي اعتبار ماسوف يكون يعني.
- فاغتاظ ماجد من وقاحته و قال
انت اتجننت يا جدع انت جوز مين انت بتخرف بتقول ايه
عند مازن قد بلغ الغضب زروته فالتفت إلى كارما و ناولها مفاتيح سيارته قائلا
- خدي المفاتيح و اسبقيني عالعربيه
همت بالرفض و لكن نظرة الغضب التي رمقها بها افزعتها فاطاعته و ولت هاربه...
عاود مازن انظاره إلى ماجد و قال بصوت كفحيح الافعي.

- مازن لو مستغني عن عمرك عيد إلى انت قولته تاني او فكر تقرب منها
- ماجد بزعر حاول ان يخفيه هتعمل ايه يعني؟
فاحتدت ملامح مازن فاصبح كصقر يوشك بالانقضاض علي فريسته
فقال بشراسة ورحمه امي ما هخلي فيك حته تنفع يلموها في تربه و يدفنوها لو فكرت بس تقرب من مكان هيا فيه. كارما هاشم دي تخصني من و هيا لسه في اللفه كلامي خلص خلاص.
ثم هم بالرحيل و فجأه التفت كمن نسي شيئا.

- آه انا مبعدش كلامي مرتين ثم ترك ذلك الماجد يرتجف خوفا فهو لم يري مثل هذا المجنون في حياته...

ذهب مازن إلى سيارته فوجد كارما تغلي من الغضب
فقال ممازحا ايه ريحه الشياط دي دانا شاممها من علي بعد 100 متر
- فانفجرت كارما بغضب. انت ايه إلى انت عملته يا زفت انت، انت مجنون و لا...
لم تكاد تنهي جملتها حتى وجدت تلك العيون الصقريه و قد تحول لونها و اصبحت قاتمه فكانت تقترب منها بشده حتى شعرت بانفاسه تخترق جلدها الرقيق فاغمضت عينيها ظنا منها انه سوف يقبلها.

و لكنها تفاجئت به يقوم بربط حزام الأمان حول خصرها ففتحت عيناها بصدمه فوجدته مازال قريب بها بدرجة كفيله لبس الرعب في اوصالها فابتسم مازن علي هيئتها و قال غامزا شكلك كدا بتجريني للرزيله و ا بصراح بعشقها...

- فقالت كارما مغتاظه هستني ايه من واحد قليل الأدب زيك
- فقال مازن ليغيظها اكثر. قله ادب امممم قولتيلي طب ما تقولي انك كنتي مستتياني ابوسك.

- فضربته كارما في صدرة و قالت غاضبة واحد سافل اصلا
- فامسك مازن بيدها مقربا كلها من شفتيه و لثمه برقه و همس قائلا الحيوان دا ضايقك.

فتاهت كارما من فعلته و لكنها ظلت علي عنادها قائله ماتخفش انا طول عمري بعرف اتصرف هو مش اول و لا آخر واحد يحاول يضايقني و كنت بعرف اتصرف.

ثم حدجته بلؤم قائله اصلي طول عمري لوحدي فاتعلمت ادافع عن نفسي كويس
فلعن مازن غباؤه للمرة المليون فكيف ان يطاوعه قلبه بترك محبوبته و الابتعاد عنها تاركا اياها تواجه صعوبات الحياة وحدها. فعزم امره و قرر ان لا يعيد خطؤه ثانيه فنظر لكارما قائلا تتجوزيني؟

صدمت كارما من عرضه الخالي من اي مشاعر فكانت تريد ان يعترفلها بمكنونات قلبه و يمطرها بكلمات الحب و الغزل ليروي عطش قلبها الذي ادماه الانتظار. فثار جنونها،
- و قالت بنبرة حاسمة لو آخر واحد في الدنيا مش هتسمي علي اسمك و لا هكون مراتك في يوم من الأيام.

اما مازن فقد كان يتوقع منها تلك الاجابة فتعمد اللعب علي اعصابها و إثارة جنونها الذي يعشقه فتعمد القرب منها حتى تلامست انوفهم و نظر إلى داخل اعماق عيناها.

و قال بثقه و إلى خلق الخلق ما هتبقي علي اسم راجل غيري يا بنت فاطمه و لا هتبقي مرات حد غيري و لا حضنك إلى اتحرمت منه 12 سنه دا هيدوقه راجل غيري.

فاغتاظت كارما بشده من تلك الثقه اللعينة التي يتحدث بها فارادت اللعب علي اوتار غيرته فقالت حضني اتحجز خلاص.

فقطب مازن جبينه فاكملت بدلال اصل دكتور ماجد كان مكلمني من فتره و قالي انه معجب بيا و عايز يخطبني و انا وافقت و كنت رايحه النها...
و لم تكمل حديثها حتى انقض علي شفتيها ليقبلها بشده كأنه يعاقبها علي مجرد التفكير في احد غيرة...

ظل مازن يقبلها إلى شعر بطعم الدماء في فمه فتحولت قبلته من شرسه إلى رقيقه فهو يعلم انها تقول هذا الكلام فقط لتستفزه و لكنه اراد ان يعاقبها علي ذكر اسم رجل غيره و اخيرا تركها مازن عندما شعر بحاجتها للهواء و لكن لم يخرجها من حضنه.

- عند كارما فقد شعرت بانها كانت تحلق فوق الغيوم فبالرغم من عنفه في البدايه الاانها شعرت بالفراشات تطير في معدتها افاقها من سحر اللحظه
علي صوت مازن قائلا اوعي تجيبي سيرة راجل غيري علي لسانك فاهمه
فحاولت كارما التملص من بين احضانه و لكن مازن شدد من احتضانه لها قائلا اتخانقي و انتي هنا ازعلي هنا عيطي هنا دا مكانك يا كارما حضني دا مكانك.

لو كنت اعرف ان قربك مني هينفخ الروح في قلبي و يرجعني عايش من جديد والله ما كنت بعدت
ثم شدد من احتضانه لها و قال غصب عني كنت انسان محطم ماشي علي كتافي هم كبير و شايل في قلبي ذنب عمال ياكل فيا فكرت لما اهرب هتخلص منه بس لقيته هو بيخلص عليا لحد ما قابلتك.

فاخرجت كارما نفسها من بين ذراعيه و نظرت إلى داخل عينيه
فاكمل مازن قائلا محدش غيرك هيعرف يصلح الخراب إلى جوايا يا كارما كنت بهرب عشان مش أأذيكي لقيت قدري جايبني لحد عندك و كإنه بيقولي انك انتي البدايه و النهايه و ان مفيش هروب من حبك و لم شفت رفضك ليا حسيت اني روحي بتتسحب مني و اني لو محاربتش عشان حبك يبقي مستحقش اعيش.

و اخيرا قالك كارما. و هتحارب!؟
فانفرج ثغر مازن بابتسامة خفيفه و قال بتصميم لآخر نفس فيا
فقالت كارما لازم يكون نفسك طويل عشان الطريق مش سهل
فقال مازن بهيام مستعد امشي لو علي صبار ?? مادام في النهايه هيبقي العوض حضنك بحبك يا كارما.

فابتسمت كارما بحب فتلك الكلمه كانت كالسهم الذي ما ان تفوه بها حتى انطلقت لتستقر في منتصف قلبها فهي تعشقه و لكنها لن تستسلم لحبه بسهوله
فقالت كارما بخفوت
عايزة اروح
مازن هتوحشيني
فابتسمت كارما و لم تجب فقال مازن غامزا بوقاحه طب مفيش اي تصبيرة
فلكزته كارما في كتفه قائله بطل قله ادب بقي
فصاح مازن قائلا عشان تعرفي انك دماغك شمال و بتجريني للرزيله. ثم اقترب منها ناظرا لشفتيها مضيفا و انا بصراحه بغشقها.

فارتعشت كارما من نظراته قائله هيا ايه دي
فقال مازن ممازحا الرزيله
فاغتاظت كارما من مزاحه و قالت لتستفزه لو مبطلتش خفه هسيبك و انزل لدكتور ماجد اقوله اني موافقه اتجوزه.

فقال مازن بضحك ماجد مين ياهبله انتي دا آخره نص ساعه ورا مصنع الكراسي و هخليه ييجي يقعد جمبك كدا و يبقي زي اختك
فقالت كارما شاهقه ايه إلى انت بتقوله دا
فقال مازن ممازحا علي رأيك نص ساعه كتير عليه هو آخره عشر دقايق و هخليهولك مدام ماجده
فلم يكد ينهي جملته فانهالت كارما علي صدره العريض بضربات متلاحقة تقبلها مازن بحب ثم امسك مازن بيدها مقبلا اياها بحب.

قائلا بعشقك ثم قام باختضانها بشدة و كانه يود ادخالها بين ضلوعه و قام بدفن راسه في نجويف عنقها مستمتعا بعبيرها الفاتن
اخرجهم من عالمهم الملئ بالسحر رنين هاتف مازن. فالتقطه مازن ثم اغلقه بارتباك ونظر إلى كارما قائلا
يالا هروحك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة