قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والستون

نظر رائد بزهول الي نيفين التي كانت ترتجف من البرد و هيا تنظر إليه من بين دموعها و الرجاء يرتسم علي محياها و يتجلي في نبرتها و هيا تقول
رائد الله يخليك دخلني هتجمد من البرد..
رائد بفظاظه
انتي ايه الي جابك هنا و عرفتي مكاني منين
نيفين بإرتجاف
كنت عند قصر الحسيني و انت خارج من هناك و جيت وراك علي هنا، دخلني بقي..

لم يصدقها رائد و لكنه لا يملك من أمره شيئا سوي ان يسمح لها بالدخول فتنحي جانبا و هو يزفر بغضب لتتجاهل هيا غضبه و تهرول الي الداخل لتتوقف أمام المدفئه تستمد بعضا من الدفء لجسدها الذي كاد أن يتجمد من شدة البرد غافله عن نظرات قاتمه تناظرها بغضب وهيا تعطيه ظهرها ليذهب و يملئ كأس من النبيذ يتجرعه دفعه واحده و هو ينظر أمامه بغضب زاد أضعاف عندما سمع صوتها و هيا تقول
انت قتلت يوسف.

لم يلتفت إليها بل أخذ كأس آخر فتقدمت هيا إليه قائله بخفوت
صبلي كاس معاك.
تجاهل طلبها و قال بفظاظه
جيتي ورايا ليه
تجاهلت نيفين سؤاله و أخذت الزجاجه من يده لتملئ كأسها و قبل أن تتناوله وجدته يطير في الهواء و فجأة شعرت بشئ يمنع الهواء من الوصول إلي رئتيها و هيا يداه التي أطاحت بالكأس من يدها و امسكتها من عنقها الصقتها بالبار خلفها و قال بعينان يغلفهما الغضب و الشراسه.

لما اسألك تجاوبي عليا جيتي ورايا ليه و مين باعتك!
كانت ترتجف بين يديه من الرعب و كانت يداه تعتصران عنقها فظنت لوهله بأنها ستقع صريعه بين يديه و لكنها قاومت قائله بإختناق
ايدك، هموت
رائد بحدة
جاوبي الأول.
نيفين بأنفاس مقطوعه
مبقاليش حد، و قولت انت ليك طار مع عيله الحسيني زيي عشان كدا جتلك..
رائد بسخريه
يعني مش حبيب القلب الي باعتك!
نيفين بإختناق
حبيب القلب مين
رائد بحنق
يوسف!
قائله بإرتباك.

هو مش انت سايبه غرقان في دمه هيبعتني ازاي!
نظر إليها رائد بغموض قبل أن يتركها بغته لتدخل في نوبه سعال شديدة فلم يكترث لها بل التفت إلي أحد الأدراج و قام بالعبث قليلا بينما هيا قامت بإرتشاف بعض قطرات من الماء و أخذت تحاول تنظيم أنفاسها لتتفاجئ بهذا الصوت خلفها و هو يشد أجزاء سلاحه ليتوقف الماء في حلقها و تقوم بالإلتفات ببطئ لتجده يصوب فوهه سلاحه نحوها مباشرة فأخذ جسدها يرتجف رعبا و قالت بذعر.

انت هتعمل ايه
رائد بفظاظه
اكتر حاجه بكرهها في حياتي الكذب! و مبتهاونش فيه و خصوصا لو من ألد اعدائي..
نيفين برعب
بس انا عمري ما كنت عدوتك. انا مأذتكش أبدا والله دي سميرة الي..
قاطعها بغضب
اخرسي و انطقي مين الي باعتك..
نيفين بإنفعال.

محدش! انا مبقاليش حد بعد ما سميرة اتخلت عني و اترميت في الشارع و لما حاولت اوصلها اتهربت مني و راحت لعشيقها و أنا حياتي اتدمرت فقلت ادور عليك عشان تساعدني ناخد تارنا من عيله الحسيني، محدش بعتني ليك والله
رائد بغضب
و انتي تعرفي عني ايه عشان تجيلي
نيفين بأقناع
اعرف الي يهمني و هو انك بتكره العيله دي قد مانا بكرهها، و أنهم خدوا منك كل حاجه حلوة في حياتك زي ما عملوا معايا!
نظر إليها للحظات قبل أن يقول.

مبرراتك مش مقنعه بالنسبالي..
كلماته ارعبتها فقالت بصراخ
ارجوك، ارجوك نزل سلاحك دا و أنا هعمل كل الي انت عايزه..
نظر إليها بغموض قبل ان يبتسم بمكر و يرمي بسلاحه جانبا و هو يفك أزرار قميصه قائلا بسخريه
تصدقي انتي جيتي في وقتك!.
تراجعت خطوتان الي الخلف و هيا ترتجف من فرط الرعب الذي جعلها تقول بفزع
انت هتعمل ايه
رائد بتخابث
انا مبستناش حد يديلي الي انا عاوزه. انا باخده بإيدي..

انهي كلماته و هو يقترب منها و يقوم بشق فستانها الي نصفين فأخذت تقاومه و تصرخ قائله من بين قطراتها
لاااا، ابعد عني ابوس ايدك..
كتف رائد يدها فوق رأسها و قال بعنف
آخر مرة هسألك مين الي باعتك..
صرخت قائله برعب
يوسف الحسيني!

بعد يومان كانت كاميليا تجلس في السيارة بجانب يوسف الذي أصر كثيرا بأن يخرج و الا يمكث بالمشفي أكثر من ذلك فوافق الطبيب علي مضض و أعطاهم التعليمات المشددة بجعله يرتاح و أخذ ادويته بمواعيدها حتي يلتئم جرحه و لكن الحقيقه ان جراحه كلها لا تلتئم سوي بوجودها لذا امتدت يده لتحاوط خصرها تقربها منه فوضعت رأسها بارتياح فوق موضع قلبه الذي كان يدق بقوة و كأن كل دقه تخبرها عن عمق عشقه لها فوضع قبله طويله فوق رأسها جعلت مراد الذي كان يجلس بجانب السائق ينفث النيران من أنفه غيظا من أفعاله مع ابنته التي قالت باهتمام.

مش غلط كدا علي جرحك
نظر إلي داخل عيناها بحب و قال بخفوت
جرحي انتي دواه، خليكي جمبه كدا عشان يخف بسرعه.
كاميليا بحب
هفضل جمبك العمر كله..
يوسف و هو يقرب رأسه منها ليسند جبهته علي جبهتها قائلا بحب
مش هسمحلك تبعدي اصلا..
ابتسمت قبل أن تقول بدلال
قد كدا بتحبني!
يوسف مصححا
بعشقك..
أنتشلهم من عالمهم الخاص صوت إصطدام باب السيارة الذي اغلقه مراد بعنف و هو يقول بحده
وصلنا..

انتفضت كاميليا في مقعدها و التفتت إلي مراد الذي كان الغضب يأكله فشعرت بالخجل يغمرها كليا من نظراته علي عكس يوسف الذي ترجل بهدوء من السيارة و امتدت يداه تمسك يدها فوجد الجميع بإنتظاره بدأً من والدته التي كانت تنظر إليهم بحنق لم تحاول إخفاءه و شاطرها مراد الشعور فكان ينفث اللهب من أنفه و بجانبه كان يقف كلا من أدهم و مازن ينظران إليهما بنصف عين و قال الأخير بنبرة منخفضه.

شايف ياخويا لازق فيها ازاي طبعا ماهي مراته مش احنا الي متشحتفين علي نظرة حتي! جتنا نيله في حظنا الهباب..
اجابه أدهم متحسرا
اه ياخويا شايف، طول عمره محظوظ الولا يوسف دا، و البت مسلماه دماغها و ماشيه معاه حلاوة مش التانيه الي مطلعه عين اهلي، يالا اللهم لا حسد..
تدخلت روفان التي كانت تنظر إليهم بغضب و هيا تقول بتأنيب.

يا ساتر عليكوا بعد كل الي شافوه دا بتحسدوهم، انا عرفت العذاب الي هما فيه دا بسبب ايه، عنيكوا الي تفلق الحجر.
نظر إليهم أدهم بغيظ قبل ان يقول بتوعد
اخرسي يا اوزعه الكلب انتي مسمعش صوتك بقي انا تسلميني تسليم أهالي و تحكي للبت عن قاذوراتي ماشي أما وريتك..
نهره مازن قائلا بلهفه
اسكت الله يخربيتك لو جيت جمبها هتقول لعلى و هيبوظلنا الجوازة اكتر ماهي بايظه،
أدهم بتذكر.

اه صحيح. ماشي يا روفان اكتب كتابي بس و هدفنك في الجنينه الي ورا اصبري عليا..
طالعتهم روفان بإشمئزاز قبل أن تنظر أمامها الي يوسف إلي كان يطالعهم بإندهاش و قرب رأسه من كاميليا قائلا بخفوت
ايه الاشكال الغلط دي هيا الناس دي عامله كدا ليه
كاميليا بإستغراب
معرفش يا يوسف هما متغاظين كدا ليه
يوسف بمكر
ما تيجي نغيظهم اكتر..
راقت لها الفكرة كثيرا فاقتربت منه تحاوط خصره بذراعها و هيا تقول بتخابث
يالا.

قربها يوسف كثيرا إليه محاوطا كتفها بذراعه و تحرك بها متخطيهم جميعا و توجه إلي جده الذي كان يناظره بفرحه كبيرة لم يرها علي وجهه مسبقا و ما أن اقترب منه حتي احتضنه رحيم بشدة و سقطت دموعه و لكن تلك المرة كانت بفرح و سرور شديد من نجاته فقام يوسف بتجاهل انين جرحه و شدد من احتضانه كثيرا فقد شعر بعمق ألمه و تلك الكلمات التي لا يستطع نطقها فهو أكثر من يفهمه.

نظر رحيم إلي عيناه بحب و فرحه كبيرة و قال بنبرة متحشرجه
متتصوروش فرحتي برجوعك لينا النهاردة عامله ازاي..
يوسف بحنان
عارف يا جدي، ربنا يخليك لينا
قال جملته الأخيرة بنبرة ذات مغزي و يده تلتف فوق كتفها ليبتسم رحيم و قد فهم معني حديثه فقال بنبرة حانيه قلما تظهر في صوته
و يخليكوا ليا يا ابني و افرح بيكوا و اشيل ولادكوا قبل ما اموت..
نطق الإثنان في صوت واحد
بعد الشر عنك..

ابتسم رحيم و قام بوضع قبله حانيه فوق رأس كاميليا و قال بنبرة معتذره
ربنا يخليكي ليا يا مرات الغالي..
لم تتفوه بحرف انما اهدته نظرة حانيه و ابتسامه جميله فقد راقها كثيرا هذا اللقب اخترق أدهم صفوفهم و قال بنفاذ صبر
بقولكوا ايه ما نعمل الفيلم الهندي دا جوا عشان البرد وجع ركبنا و فقرات ضهرنا شخشخت و كدا يعني
طالعه يوسف باحتقار قبل أن يقول ساخرا
فقرات ضهرك شخشخت..! انا كدا اطمنت علي مستقبلك..

وصل إلي أدهم المغزي وراء حديثه فقال بحنق
لا ياخويا مستقبلي مضمون متقلقش انت..
دخل الجميع و كان آخرهم مازن الذي نظر إلي أدهم و قال بمزاح
الكلام دا يا معلم لو وصل لغرام تبقي خلصت مش هتبص في وشك تاني، دا ضرب مفك في سمعتك هيخليك تعنس طول حياتك..
أدهم بتهكم
بس يا ظريف انت كمان، بس هيا تلاحق عليا ياخويا..

قهقه مازن و توجه إلي الداخل فوجد الجميع جالسا بغرفه الصالون يتبادلون أطراف الحديث لكن يوسف كان الألم قد زاد عليه فإستئذن منهم ليصعد الي غرفته فهبت صفيه قائله بلهفه
هاجي معاك يا حبيبي عشان لو احتجت حاجه
شعر يوسف بأنه وضع في مأزق فهو أراد أن يختلي بها لبعض الوقت و لكنه لا يستطيع أن يحزن والدته لينقذه جده الذي شعر بما يدور بخلده و قال لصفيه
خليكي انتي يا صفيه انا عايزك في موضوع مهم..

لم يكد يتنفس بإرتياح حتي تفاجئ عندما تدخل مراد الذي فهم ما يحدث و قال
روحي انتي يا صفيه شوفي بابا و أنا هطلع معاه اشوفه لو محتاج حاجه..
و لكن جاء إنقاذ جده للمرة الثانيه عندما قال بنفاذ صبر
و لا انت و لا هيا كاميليا هتطلع مع جوزها تديله ادويته و تأكله و تروح ترتاح هيا كمان عشان بقالها يومين قاعده معاه، روح انت عالشركه شوف الشغل المتعطل هناك يا مراد مفيش وقت للدلع..

زفر مراد حانقا و خاصتا عندما وافق يوسف و أخذ كاميليا و خرج سريعا قبل أن يتدخل اي احد آخر و يعرض مساعدته فقد ضاق ذرعا بما يحدث ليترك خلفه صفيه التي كان الغضب يأكلها و خاصتا عندما اقترب منهم رحيم قائلا بهدوء
الي في دماغك دا غلط يا صفيه، بلاش نعيد الزمن مرة تانيه الي فات خلاص مات و كل حاجه انكشفت مالوش لزوم نبدأ حروب جديده كفايه الي خسرناه..

نظرت إليه صفيه بزهول و ما أوشكت علي الحديث حتي طالعها رحيم بتحذير و قال بقوة
اشتري سعادة ابنك يا صفيه و كفايانا بقي عذاب فيه.
انهي رحيم كلماته و توجه إلي غرفته و فعلت روفان بالمثل بعدما نظرت إلي صفيه و قالت
جدو عنده حق يا ماما، كفاياكوا مرمطه في الغلبانه دي..
نهرتها صفيه قائله بغضب
امشي يا بت انتي من وشي مش نقصاكي..

أدهم و مازن كانا منشغلان بحديث سري بينهم و الذي ما كان الا تخطيط آخر ليستعيد كلا منهما حبيبته فقال مازن بخفوت
اسمع مني امك هيا الي هتجيب الناهيه يا ابني، مشفتش البنات كانوا بيحضنوها ازاي في المستشفي و هما ماشيين
ادهم بتذمر
و لا هتجيب و لا هتعمل دي بق عالفاضي عشمتني و لا عملت حاجه و بعدين هيا مش طايقه سيرة اي حد من العيله دي اصلا..
مازن بنفي.

لا هيا مش طايقه كاميليا و ناهد دي انما البنات لا و خصوصا بعد ما اتلموا حواليها قصاد الي اسمها ناهد دي كدا بقوا من حزبها افهم يا غبي..
أدهم بتفكير
طب و هنفاتحها ازاي دي شويه و هتطلع نار من بقها زي التنانين..
مازن بخبث.

بص يا معلم احنا نمشي معاها علي طول الخط هيا قالبه علي يوسف و كاميليا نقلب احنا كمان عليهم تشتم نشتم معاها، تتخانق نتخانق معاها كدا تعرف أننا حبايبها و في صفها قوم بقي عشان تغيظهم تجوزنا كارما و غرام ها قولت ايه
أدهم بإقتناع
هيا نظريه تحترم و كل حاجه بس احنا كدا مش هنبقي واطيين مع يوسف..
مازن بإستنكار
وحياة امك و هو لما ضرب الإسفين بيني و بين كارما و بينك و بين غرام مكنش واطي!
أدهم بغيظ.

كان واطي و ستين واطي طبعا.
مازن بأقناع
بااس هو كان واطي معانا مرة نبقي احنا كمان واطيين معاه مرة و كدا نتساوي في نسبه الوطينه مع العلم أننا حاولنا نساعده و هو لبسنا في حيط انت نسيت و لا ايه
أدهم بحنق
نسيت و دي حاجه تتنسي دانا كرامتي فقدت الذاكرة اليوم دا لما الخدامه جت قالتلنا يالا من غير مطرود عشان هيناموا..
مازن بحنق.

و مين سمعك و أنا كرامتي لحد دلوقتي مش لاقيها بس مش مشكله كله هيطلع علي بنت الجزمه دي بس اتجوزها، المهم معايا و لا ايه
أدهم بقوة
معاك يا معلم..

كانت صفيه تنظر أمامها بغضب و هيا تقوم بوضع الاطباق بعنف فوق الطاوله و هيا تشعر بالإهانه و الهزيمه للمرة الثانيه لا تعلم ماذا دهاها و لكن شيطانها كان يصورلها كاميليا بأنها ناهد هل يا تري يرجع هذا لقوة الشبه بينهم ام لأنها شعرت بان كاميليا أيضا قد أخذت كل اهتمام و حب يوسف لا تعلم و لكنها للأسف وقعت ضحيه لغيرتها و جرحها الذي انفتح مرة ثانيه بظهور غريمتها و إنكشاف المستور امامهم جميعا و بذلك قد تعري كبريائها أمامهم و قد جعل ذلك الغضب و الألم يعمي عيناها عن حقائق كثيرة أولهم أن زوجها بالفعل وقع بحبها و حاول جاهدا طوال السنوات التي قضاها بجانبها أن يثبت لها ذلك..

وضعت آخر طبق بمكانه قبل أن يصل الي مسامعها صوت مازن الذي يقول لأدهم بتأثر مصطنع
معقول يا ابني يوسف اخوك ازاي كدا ياخد كاميليا و يطلع و يسيب أمه تحت، ينفع الكلام دا
ادهم بغضب مفتعل
لا طبعا مينفعش، دا واد عاق. ميعرفش قيمة أمه الي شالته في بطنها تسع شهور و كبرته لحد ما بقي بغل، و فجاأة تيجي حته عيله صغيرة تاخد عقله كدا و تنسيه أمه. امه هو في زي ماما دي في الدنيا كلها..
اكمل مازن تمثيله و هو يقول.

انا عارف يا ابني. دانا بقول لكارما خالتو صفيه دي حماتك تشيليها فوق دماغك لما نجوز و تقوليلها يا ماما كلنا لازم نقولها يا ماما، دي امنا كلها يا أدهم..
أدهم بتأكيد
ام المؤمنين كلهم يا ابني، كل اصحابي بيحبوها اه والله حتي البت غرام القادرة دي مابتحبش في الدنيا غيرها.
اه والله عندك حق، هو في في حنيتها و لا طيبة قلبها. الواد يوسف دا لازم يتشد و أنا الي هقفله..
عارضه أدهم قائلا.

لا عندي انا الطلعه دي يا معلم انا الي هقفله..
مازن بحدة مصطنعه
والله أبدا أنا الكبير و أنا الي لازم اقفله..
كانت صفيه تشتعل غيظا و جاء حديثهم ليصب الوقود فوق نيران غضبها فقالت بإنفعال
هو فعلا لازم حد يقفله..

في الأعلي دخل يوسف إلي الغرفه و معه كاميليا الممسكه بيده السليمه و اجلسته علي الأريكه و جلست معه لتبادره القول
حمد لله عالسلامه.
امسك يوسف بيدها و قال بتنهيدة
الله يسلمك يا حبيبتي..
قطبت كاميليا حاجبيها و قالت بإستفسار
ليه التنهيدة دي كلها
يوسف بتعب
مخدتيش بالك من الحرب الي ديرة في البيت دي
كاميليا بنبرة ذات مغزي
خدت بالي بس مش شغلاني الحرب الي دايرة في البيت قد ما شغلاني الحرب الي بره البيت!

وصل إليه المعني المبطن في كلماتها فقال
عايزة توصلي لأيه يا كاميليا
كاميليا برجاء
عايزة اعرف حصل ايه بينك و بين الزفت دا و ناوي علي ايه
هتستفادي ايه لما تعرفي
كاميليا بلهفه
هطمن عليك يا يوسف.
يوسف بحنان
اطمني يا كاميليا..
كاميليا بإستنكار
اطمن ازاي بعد الي حصلك دا، يوسف حرام انا كنت هموت لما شفتك غرقان في دمك. المنظر مش قادر يروح من بالي و مش هقدر اتحمل يتكرر تاني.

كانت الكلمات تخرج من بين شفتيها بصعوبه بالغه فقد كانت تشعر بالألم كلما تذكرت مشهده و هو غارق بدمائه و لحظات انتظارها له و هو بالعمليات كل هذا كل صعب للغايه و اكثر من مؤلم بالنسبه لها ليشعر هو بعذابها و يقترب منها ليحاوطها بيده السليمه و هو يقول بحنان
اهدي يا حبيبتي مفيش حاجه من دي هتتكرر تاني، اطمني
رفعت رأسها و قالت بإستنكار
اطمن ازاي و..

قاطع استرسالها في الحديث حينما وضع شفتيه فوق شفتيها واضعا فوقها قبله سطحيه و لكنها كانت قويه فاربكتها لتغمض عيناها و تسند راسها علي ذقنه ليضع هو قبله حانيه علي مقدمه رأسها و يقول بمداعبه
مش هقدر اقاوم الإغراء دا اكتر من كدا..
رفعت رأسها بخجل و قالت بتوتر بعد أن ابتعدت عنه قليلا
إغراء ايه هو انا عملت حاجه
يوسف بمزاح
مش لازم تعملي كفايه عنيكي الي بتعمل عمايل سودا في قلبي دي..

ابتسمت بخجل و اخفضت رأسها فامتدت أصابعه تحت ذقنها لترفع رأسها إليه فنظر إلي عيناها بإبتسامه ماكرة قبل أن يقول
بس انا مكنتش اعرف انك بتحبيني اوي كدا.
كاميليا بخجل
بحبك اكتر من كدا بكتير..
نظر إليها بعشق كبير لم تبخل به عيناه التي كانت و كأنها تلتهمها من فرط شوقه إليها الذي جعلته يقول بأنفاس مقطوعه
مش المفروض نتجوز بقي..
فطالعته كاميليا بحزن قبل أن تقول بدلال.

اه عشان تطلقني بعدها و كدا صح، ( أخذت تقلد نبرته قائله ) هنتجوز و هنقعد فترة و بعد كدا هطلقك و نقولهم أننا مرتحناش مع بعض، قدرت تقولي هطلقك يا يوسف
قالت جملتها الأخيرة بعتب كبير فضحك علي مظهرها الطفولي و هيا تقلده و قال بإستنكار
بقي انا وحش عشان قولتلك هطلقك و أن افي عز غضبي منك و انتي كنتي ايه لما قولتيهالي خمسين مرة
كاميليا بعتب.

- بس انا لما قولتلك كدا كان عشان خايفه عليك و كمان انت عارف اني هبله و بلخبط و آخري هاجي اترمي تاني في حضنك لكن انت لما قولت كدا كنت قاسي اوي و أنا عمري ما عرفتك قاسي كدا يا يوسف..!
زفر يوسف بتعب و أخذ يتذكر حالتة المذريه وقتها و قال بصدق.

كنت مجروح يا كاميليا، كان جوايا جرح كبير منك بينزف و يا اما اترمي في حضنك عشان تداويه و ادوس علي كرامتي و دي وجعها هيبقي اكبر بكتير. يا اما ادوس علي جرحي و اتجاهله و اتجاهلك انتي كمان معاه، عشان عشمي فيكي كان بيزود جرحي و وجعي منك اكتر في كل مرة كنتي بتخذليني فيها فاخترت احطك في مكان قلبي فيه ميستناش منك حاجه عشان اقدر اعيش و اكمل..

نظرت إليه بعينان تحملان بداخلها جميع اعتذارات العالم و خرج صوتها متحشرجا و هيا تقول برجاء
نفسي الاقي طريقه اقدر بيها امحي كل الوجع الي وجعتهولك دا. نفسي اعتذرلك بكل لغات العالم. نفسي ارجع طعم حضنك زي الاول..
نظر إلي داخل عيناها بحب ثم احتوي وجنتيها بحنان و هو يقول بقوة.

- خليكي جمبي يا كاميليا، و اعرفي ان الحياة الي هعيشها و أنا مش معاكي هتبقي زيها زي الموت بالظبط لا دا الموت اهون عليا منها. مش عايز اكون انا الإيد الي بتوجعك و بيمسكوكي منها، بالعكس أنا عايز اكون السلاح الي بتحاربيهم بيه. لما تخافي تجري عليا عشان امانك في حضني مش تجري مني و تضيعي و تضيعيني معاكي..
لم تجبه انما ارتمت بين أحضانه و التفت يدها حول خصره تعانقه بقوة و بادلها هو العناق بيقول بعد لحظات.

عارفه اكتر حاجه زعلتني انك خبيتي عليا موضوع رائد دا ايه
ايه.

اني حسيت اننا رجعنا لنقطه الصفر من اول و جديد و كإن كل الي فات و عشناه دا مهزش حاجه فيكي. بردو اختارتي تهربي مني و تخبي عليا، انا مكنتش عايز منك اعتذارات بالبق انا كنت عايز منك تثبتيلي انك فعلا اتعلمتي الدرس عذرتك مرة و اتنين و قولت خايفه و بعد ما كل حاجه انكشفت قولت هتيجي تقول و بردو مجتيش قولت يمكن ناسيه يمكن مش عارفه تبتدي منين حاولت اقصر عليكي الطرق علي قد ما اقدر بس انتي في كل مرة كنتي بتهربي و دي اكتر حاجه بتعصبني منك، اقفي و واجهي خدي حقك لو ليكي حق اعتذري لو غلطانه دا اهون الف مرة من هروبك، يوم ما سمعتي كلامي مع أدهم في المكتب لو كنتي دخلتي و سألتيني كنت وضحتلك كل حاجه و إن دي تمثيليه عشان اعرف نيفين عارفه هيا مش بنت عمو مراد و لا لا و كنتي وفرتي علي نفسك وعليا كل العذاب دا.

كاميليا بإندهاش
كنت هتحكيلي!
يوسف بتأكيد
طبعا كنت هحكيلك، ليه مستغربه اوي كدا
كاميليا بتبرير
يعني عشان انت مبتحكيش حاجه اصلا و دايما كدا غامض و ساكت..
ابتسم يوسف قبل أن يقول بتعجب
انا دايما ساكت! دانا بتكلم معاكي انتي قد الي بتكلمه مع الناس الي في حياتي كلها عشر مرات انتي غير يا كاميليا، انتي مراتي و حبيبتي نصي التاني و كل حاجه ليا، دانتي ليكي صلاحيات مش عند حد ابدا هنستغليها امتا..!

قال الأخيرة بمزاح و هو يضرب جبهته بجبهتها برفق لتبتسم هيا و هيا تقول بصدق
انت عندك حق في كل حاجه و في زعلك مني بس والله حبي ليك و خوفي عليك هما الي خلوني اخبي عليك موضوع رائد و الي عملت حسابه طلع صح كنت هتروح مني..
قالت الأخيرة بنبرة مبحوحه تزامنا مع نزول دموعها لتمتد يداه لتمسحها برفق و هو يقبلها من بين عيناها و يأخذها بين أحضانه لتريح رأسها فوق جزعه القوي و من ثم قال بحنان.

- كاميليا يا حبيبتي مش عايز كلامي يضايقك بس كل واحد فينا له عمر و ساعة موته متحدده من قبل ما يتولد حتي، يعني مهما عملتي مش هتقدري تزودي في عمري ثانيه.
يوسف!
قالتها برجاء ليتوقف عن الحديث و تفهم خوفها علي حياته فزاد من إحتضانها و هو يقول بحنان.

ربنا يخلينا لبعض يا قلب يوسف، عايزك تعرفي انك اغلي حاجه عني في الدنيا و الحاجه الصغيرة منك بتكون كبيرة عندي اوي سواء فرحتني أو زعلتني، و انك الوحيدة في الدنيا دي الي ممكن اتكسر بيها..
كاميليا بلهفه
بعد الشر عنك، ما عاش و لا كان الي يكسرك يا يوسف، حقك عليا عمري ما هخبي عنك حاجه أبدا و لا هزعلك، انا مش عايزة من الدنيا دي غيرك اصلا..
يوسف بمزاح
يعني من النهاردة مفيش اسرار و لا وجع قلب و لا خصام و زعل.

كاميليا بدلال
لا مفيش اي حاجه من دي بس في شويه زعل صغنانين قد كدا يعني لو عايز تصالحني اوك مش عايز تصالحني بردو براحتك..
نظر إليها بمكر قبل أن يقول بلهفه
إلا عايز اصالحك دانا اصالحك و نص كمان..
أوشك علي إلتقاط شفتيها فجاء الطرق علي الباب ليزفر بحدة وهو يقول من بين اسنانه
اهرب بيكي اروح علي فين عشان محدش يقاطعنا..
كانت تكتم ضحكتها بصعوبه علي مظهره خاصتا عندما ظهر رأس روفان من خلف الباب و التي قالت بمزاح.

اجي و لا امشي
يوسف بفظاظه
امشي!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة