قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والستون

نظرت إليه كاميليا بغضب فبادلها النظرات بلامبالاه فالتفتت الي لروفان التي قطبت جبينها و دخلت مغلقه الباب خلفها و قالت بحزن
ايه يا أبيه امشي دي، دانا حتي جايه اسليكوا..
فأجابها يوسف بخفوت
علي اساس أننا كنا اشتكينالك..
لكمته كاميليا برفق في ذراعه قبل أن تنظر إلي روفان و تقول بإحراج
روفي يا حبيبتي جيتي في وقتك انا اصلا كنت هناديلك..
اتسعت ابتسامه روفان و اقتربت منا واضعه قبله فوق خدها و هيا تقول بمزاح.

اصيله يا كامي و أنا حسيت بيكي و جيتلك جري. ياريت بقي تروحي تغيري هدومك و ترتاحي شويه و تيجي عشان نسهر سوي جيبالكوا حته فيلم فظيع..
نظرت إليها كاميليا بزهول بينما استنكر يوسف حديثها و قال
نعم و الفيلم دا هيتسمع فين أن شاء الله اكيد مش في اوضتي..
روفان بتأكيد
طبعا في اوضتك انا هفهمك اصبر بس..
و قامت بإرسال غمزة إليه فناظرها بإستفهام فنظرت هيا الي كاميليا و قالت.

ما تيالا يا كامي تروحي تغيري هدومك و تجبيلنا شويه حاجات كدا نتسلي بيهم..
تحدث يوسف بغضب
حاجات ايه يا بت و تتسلي ايه اجري شوفي انتي راحه فين انا مش ناقص وش..
احتضنت روفان كاميليا بطريقه مضحكه و هيا تنظر إليه من الخلف و تقول بشفتيها دون حديث
عيزاك في موضوع سر..
يوسف بنفاذ صبر
ما تتكلمي يا بت انتي مش فاهم بتقولي ايه
التفتت كاميليا إليه بعد أن نفضت ذراع روفان من حولها و قالت بغضب.

بتقولك عيزاك في موضوع سر، ( التفتت إلي روفان قائله بغضب ) ماشي يا ست روفان بقي في اسرار بتتخبي عليا، عموما خليكي مع اخوكي انا خارجه اشبعوا ببعض.
توجهت الي باب الغرفه و لم تلتفت لنداءات روفان ليوقفه ندائه فالتفتت ليرسل لها قبله علي الهواء فألقت عليه نظرة غاضبه و خرجت فوجد روفان تهرول جالسه بجانبه فقال بصدمه
ايه يا بت انتي في ايه
روفان بصوت خافت
عيزاك في موضوع سر..
يوسف بملل
جايه تفتني علي مين المرادي.

روفان متصنعه الحزن
انا بردو يا أبيه فتانه، الحق عليا اني خايفه علي مصلحتك و جايه انبهك..
يوسف بمزاح
يا بت. صدقتك انا و انتي زعلانه، انجزي في ايه
روفان بترفع
قبل اي حاجه اوعي تقول عليا فتانه دي تاني انا عمري ما كنت فتانه
يوسف بسخريه
طبعا انتي هتقوليلي، انجزي..
روفان بحماس
هقولك!

كان راغب يدخل الي باب مكتبه و هو يرغي و يزبد و تلاه فاتح الذي شهد علي حالة الغضب الجنونيه التي انتابته فأخذ يكسر في المكتب حوله و هو يقول بصراخ
الغبي ضيع كل حاجه..
فاتح بهدوء
اهدي يا باشا حصل ايه مع الجماعه
راغب بغضب.

الجماعه! هه. انا فلت من تحت ايدهم بأعجوبه المرادي خصوصا لما قولتلهم أن الحاجه البوليس قبض عليها، و لولا أن ليا سنين معاهم مكنوش عدوهالي و كان زماني في خبر كان و كل دا من ابن الكلب الي اسمه رائد، أما وريته..
فاتح بهدوء
الجرايد كتبت كلها عن خبر نجاة يوسف الحسيني، و قالت إن دي محاوله سرقه و الغريب بقي أنه متهمش حد في التحقيق و قال إنه مشفش الي عمل كدا، تفتكر ليه
راغب بحنق.

طبعا عشان يتعامل معاه بمعرفته، و الغبي التاني مفكر نفسه هيقدر عليه. بس انا مش هسكت، انا لازم اخليه يخلص عليه قبل ما يعرف الحقيقه..
فاتح بإستفهام
تقصد يوسف
ايوا امال مين يعني
فاتح بإندهاش
و لما يوسف يخلص علي رائد هتاخد تارك من ولاد الحسيني ازاي
راغب بشر
ليهم عندي تخطيط ميخرش الميه بس اخلص من الغبي دا، طمني في اخبار جديدة وصلتك
فاتح بنفي
لحد الآن لا..

خليك ماشي زي مانتا و لو فضل كدا يبقي لازم ادخل و اخليه يتحرك، و وقتها هو الي جابه لنفسه..

كانت صفيه بغرفتها تنظر إلي صندوق الصور الخاص بها و هيا تتذكر تلك الأيام عندما كانوا عائله سعيدة و كان اولادها مازالوا صغار و كيف كانت الضحكه تملئ وجهها في الصور و كيف انقلب الحال بلحظات لتنطفئ فرحتها للأبد و شعرت بأن آلامها و جراحها و كأنها حدثت البارحه فسقطت دموعها دون إرادتها و هيا تمسك بيدها صورة لصغيرها و هي تمسك بيده عندما كان يخطو اول خطواته في المشي و كيف كان يستند عليها و الآن أصبح يستند علي آخري و لا يحتاجها فانفطر قلبها ألما و خرجت تنهيدة حارقه من جوفها تحكي مقدار وجعها فاسندت رأسها للخلف بتعب انهك روحها كثيرا و صارت علي تلك الحاله لدقائق قبل أن تسمع طرق علي الباب جعلها تمسح دموعها بسرعه قبل أن تسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوي يوسف الذي تقدم الي الداخل و اغلق الباب خلفه و أخذ يوزع نظراته بينها و بين ألبوم الصور خاصتها فاقترب حتي جلس بجانبها علي السرير و قام بإلتقاط صورته التي بين يديها و ابتسم قبل أن يقول بهدوء.

كنت لسه بتعلم المشي، بس كنت صغير اوي
بادلته الإبتسام و هيا تقول بحنان
كنت صغير بس كنت شقي، و كنت مستعجل علي كل حاجه زحفت بدري و مشيت بدري و اتكلمت بدري..
يوسف بمزاح
كنت مجننكوا بشقاوتي طبعا..
صفيه بإبتسامه يشوبها الحزن
كان علي قلبي احلي من العسل، ياريت الأيام دي ترجع تاني..
تابع يوسف مزاحه قائلا
يا ماما دا زمانك بتقولي الحمد لله أنه كبر عشان ترتاحي..
نظرت إليه صفيه بألم و هيا تقول بتحسر.

لا مبقولش كدا يا يوسف و نفسي الأيام دي ترجع تاني عشان كنتوا كلكوا حواليا و في حضني، انما دلوقتي كل واحد شاف حياته و مبقاش وجودي له لازمه في حياتكوا..
كان يعلم بأنها تخصه وحده بالحديث و قد تألم لرؤيتها بهذا الحال و أن تشعر بكل هذا الألم فاقترب منها و هو يقول بلهفه حانيه
ايه الكلام دا يا ست الكل، احنا نقدر نستغني عنك بردو دانتي اغلي حاجه في حياتنا و لو مهما كبرنا عمرنا ما نستغني عنك ابدا..

طالعته صفيه بعتاب و قالت من بين دموعها التي صدمته
كذب! انا مبقاليش وجود في حياتك، بقيت مركونه عالرف خلاص و جه الي خد مكاني و خد قلبك كله..

صُدِم يوسف من مظهرها الباكي و حديثها فهو لم يكن يتوقع أبدا أن تحمل والدته بقلبها هذا الألم و خاصتا و هيا أكثر من كان يرحب بعلاقته بكاميليا بل و يدعمها لذا شعر بأن الأمر اكبر من ذلك بكثير فقال بإحتضانها بقوة فأخذت تبكي و ترتجف كطفل صغير و كانت شهقاتها تعلو و يزداد تمسكها به أكثر و هو لا يفعل شئ سوي احتضانها و تهدئتها و أخذ يمسح فوق رأسها بحنان الي أن هدأت تماما و رفعت رأسها تناظره و هيا تقول بخجل من إنهيارها أمامه بهذا الشكل.

شكرا يا ابني، تعبتك معايا
تعجب كثيرا من كلماتها و نظر إليها قائلا بإستنكار
ماما انتي بتشكريني علي ايه عشان خدتك في حضني و انتي متضايقه شويه، و بعدين انتي مصدقه الكلام الي انتي لسه قيلاه من شويه دا
صفيه بحزن
الكلام دا حقيقه يا يوسف بس انا عرفتها متأخر..
يوسف بنفي قاطع
مش حقيقي انتي اغلي حد عندي في الدنيا، معقول يا ماما تشكي في غلاوتك عندي!
يا ام يوسف دانتي لو طلبتي روحي مأخرهاش عنك..

نظرت إليه صفيه بألم قبل أن تقول بنبرة جامدة كانت جديدة كليا عليها
لو طلبت منك تطلق كاميليا عشان خاطري يا يوسف هيكون ردك ايه.

نظر إليها يوسف بصدمه من نبرتها الجامدة و نظراتها القاسيه التي لم يعتدها منها أبدا فأين والدته الحنون التي لا تبالي لشئ بهذا العالم سوي سعادتهم ماذا دهاها لتصبح هكذا لما يشعر بأنها بهذا السؤال تخيره بينها و بين حبيبته عند تلك النقطه نبض قلبه بشدة من هذا الاختبار الصعب الذي وضعته به و شعر في تلك اللحظه بأن جميع حواسه توقفت عن العمل و لكن تبدل نظراتها بتلك الطريقه آلمه كثيرا فنظرت الخذلان تلك التي طالعته بها صدمته و جعلت الحديث يخرج من بين شفتيه خاصتا عندما كانت علي وشك الإلتقاف لتغادر فقال بقوة.

هنفذلك طلبك يا أمي!

كانت كلمته كالرصاصه التي اخترقت قلب تلك التي كانت يدها تمسك بمقبض الباب من الخارج لتشعر بيد قويه تعتصر قلبها الذي كان ينزف ألما فتساقطت عبراتها بقوة ظلت علي حالتها لثوان قبل أن تترك مقبض الباب و ترتد خطوة للخلف تريد أن تذهب الي ابعد مكان تستطيع فيه الصراخ حتي تتقطع احبالها الصوتيه فلعل هذا يخفف قليلا من ذلك الثقل العظيم الذي لا يقدر قلبها علي تحمله فما أن التفتت للمغادرة لكنها توقفت بأمر من قلبها الذي الي أن يصدق أذنها و شعر بأنه هناك خطأ ما لا يمكن له أن يتخلى عنها ابدا حتي ولو اجتمع العالم بأسره هو أخبرها و هيا تصدقه.

نظرت إلي الباب بألم و ترقب لما هو آت و لكن طال الصمت فصفيه التي لم تصدق اذناها التفتت إليه ناظره بصدمه حاولت تجاوزها حين قالت بتأنيب
متعودتش عليك بتكذب يا يوسف!
اقترب يوسف منها و نظراته تحمل الكثير من العتاب و الألم و قال بجمود
مبكذبش يا ماما لو عيزاني أطلق كاميليا أنا موافق بس هكون أتعس الإنسان في الدنيا، هبقي اتنازلت عن روحي بإيدي هتبقي كإنك رمتيني في الجحيم بالظبط، لو دا يرضيكي هعمله!

كانت كلماته تخرج من أعماق قلبه تصل مباشرة الي قلبها الذي كان يعرف تلك الحقيقه تمام المعرفه و لكن حديثه آلمها كثيرا لأجلها و لأجله و لأجل ذلك القدر الذي وضعها في اقسي المواقف التي يمكن أن تتحملها أي امرأة..
تابع يوسف حديثه قائلا بمرارة.

و علي فكرة مش لوحدي الي هكون كدا، كاميليا كمان هتبقي زيي و اكتر، السؤال هنا بقي، هتقدري تشوفيها كدا يا ماما هتقدري تشوفي كاميليا بنتك الي ربتيها من و هيا تلت سنين و كانت بتنام في حضنك زيها زي روفان هتقدري تشوفيها مكسورة كدا ردي عليا
كانت كل كلمه تخرج من بين شفتيه كخنجر يستقر بقلبها الذي صرخ رغما عنها قائلا
اسكت يا يوسف
هز يوسف رأسه و قال بإذعان
حاضر يا ماما هسكت..

التفت يوسف يود المغادره فصرخت هيا قائله بإنهيار
استني يا يوسف. انا مش هقدر اكسرك و لا اكسرها انا بحبها زيها زيكوا بالظبط، انا مش وحشه كدا، بس انا ملقتش حد يحس بيا و بوجعي، انا اتحملت وجع مفيش حد في الدنيا اتحمله..
ناظرها يوسف بشفقه و ألم لحالها و قال بصدق
غلط الي انتي حاسه بيه دا غلط، الي حصل بينك و بين بابا زمان دا مش معناه أنه ماحبكيش..

بابا لو مكنش بيحبك مكنش هيكمل معاكي، علي طول كنت بشوف في عنيه نظرات حب و اعتذار و احترام ليكي ازاي انتي مشوفتيهاش، ازاي محستيش بحبه ليكي و أن ناهد دي كانت ماضي بالنسباله و عاش الباقي من عمره يحبك انتي..
لامست كلماته عمق جرحها فصرخت قائله
امال ليه جري عليها اول ما عرف انها مخانتهوش، ضحي بنفسه عشان خاطرها، ابوك لو وجعني في أول حياتنا عشانها فهو قتلني يوم ما قالي قبل ما يموت أنه هيروحلها..

قاطعها يوسف مصححا
هيا و ابنها يا ماما، اي واحد في مكانه كان هيعمل كدا، عارفه يعني ايه يتضح أنه كان ضحيه للعبه قذرة زي دي و له ابن اتنسب لواحد غيره، الموضوع مبقاش حب دا بقي كرامه و كبرياء، ازاي مش فاهمه دا
لم تجيبه بل اكتفت بالبكاء فاقترب هو منها قائلا بحنان.

عليطي زي مانتي عايزة و خرجي كل الي جواكي بس عشان خاطري فكري بعقلك و اعرفي قيمه نفسك عنده و عندنا، انتي احن و اعظم ام و زوجه في الدنيا، اقعدي كدا مع نفسك و افتكري مواقفه معاكي و غيرته عليكي و خوفه و قلقه لما كنتي بتولدي أدهم و لا لما تعبتي و جتلك الحمي بعد ولادة روفان، مين فضل سهران جمبك طول الليل و مسمحش لحد فينا يعملك اي حاجه و مسابكيش غير لما خفيتي، مفيش راجل مابيحبش هيعمل كل دا، افهمي و اقبلي الحقيقه دي بابا ماحبش في الدنيا دي حد قدك..

أخذها حديثه الي لقطات من الماضي كانت فيها معه و بجواره يغدقها من حبه و حنانه و اهتمامه فقد قضت معه اجمل الاوقات و لم تشعر قط بأن هناك مجال لآخري في قلبه. فقد محي حنانه و احتواءه جرحا قد تسبب به سابقا فلما تتعذب هكذا الآن لما سمحت لتلك الترهات أن تستوطن عقلها لما قللت من قدرها بهذا الشكل بل و كانت علي شفير خسارة اثمن أشياءها في هذه الحياة و هو ولدها الذي كان يراقب تغيير تعبيرات وجهها و قد أيقن بأن حديثه أصابها في الصميم و لكن هناك دائما مجال للشيطان الذي أخذ يوسوس لها و ترجمة هذا بحديثها عندما قالت.

انا خايفه عليك يا يوسف، الناس دول مجابوش لينا غير العذاب و الموت..
يوسف بإستنكار
ناس مين يا ماما! طنط زهرة الي عاشت مقهورة طول عمرها من اول عملت عمي مراد الي ضيعت مستقبلها لأنانيه عمي احمد لظلم جدي و عذابه ليها! و لا ناهد دي الي حتي لو كلامي هيزعلك بس دي الحقيقه أنها كانت ضحيه بابا و كبرياءه و غروره الي منعوه يسمعها و رماها هيا و ابنها الي بقي ألد اعدائنا دلوقتي..

و لا كاميليا الي عاشت حياتها كلها يتيمه و ابوها عايش عاشت في بيت اغلب الي فيه كارهينها و بيتمنوا موتها و بيعذبوها بالرغم من كل محاولاتي في حمايتها..
في رأيي ان احنا الي لعنه و حطت عليهم يا ماما مش هما.
اخفضت صفيه رأسها بخجل فكل ما أخبرها به صحيح و هيا أكثر من يعرف ذلك فقد شهدت علي معاناتهم جميعا و كأن قلبها ينفطر ألما علي هذا الظلم الواقع أمامها و لم تقدر علي فعل شئ.

جاءت كلماته التاليه لتكون كالصوط الذي جلدها به عندما قال
فاكرة لما كنا في المستشفي و كاميليا تعبانه قوليلي ايه قوليلي اوعي تكون ظالم يا يوسف! انتوا يا ولاد الحسيني عدوكوا تأذوه و حبيبكوا بردو تأذوه، كلامك فوقني في الوقت المناسب و خلاني عرفت اتصرف صح و مكررش مع كاميليا غلطه بابا و عمو مراد، جايه دلوقتي انتي تكرري غلط جدي مع كاميليا.

انفعلت صفيه فقد آلمها حديثه و جعلها تشعر بمدي خطأها في حقه و حق كاميليا فقالت بإنفعال و قلب متألم
خلاص يا يوسف ارجوك اسكت..
يوسف بمرارة
حاضر هسكت، عن اذنك..

غادر يوسف و تركها و هو واثق بنسبه مائه بالمائه من أن حديثه قد وضعها على الطريق الصحيح و لكنه شعر بالإشتياق لحبيبته الجميله التي يأبي القدر تركها تحيا بسلام و دائما يحدث ما يعكر صفوها و لكنه اقسم بداخله علي الا يدع اي شئ في هذه الحياة يؤلمها فيكفي هذا العذاب التي تعرضت له.

ذهب إلي غرفتها و قام بطرق باب الغرفه مرة و اثنان و الثالثه قام بفتح الباب فلم يجد لها آثر ذهب إلي روفان يري أن كانت معها فلم يجدها ايضا بحث بجميع أرجاء المنزل و لكنها لم تكن موجودة أخذ ينادي عليها بصوت لهيف فلم يجد إجابه ليصطدم بأدهم الذي كان يتحدث بالهاتف فسأله بلهفه
أدهم مشفتش كاميليا
أدهم بلامبالاة
شفتها من شويه نازله من فوق و ناديت عليها بس تقريبا مسمعتنيش و طلعت علي بره..

تسارعت أنفاسه و شعر بيد قويه تعتصر قلبه من أن تكون قد سمعت حديثه مع والدته و غادرته مرة آخري، لأول مرة يشعر بأن قدماه لا تستطع حمله فكرة فقدانها مرة آخري مؤلمه بل مميته بالنسبه اليه فأخذ يدور حول نفسه و عيناه تبحث في كل مكان و قد اجتمع جميع من في المنزل علي صوت صراخه عندما قال بصوت هز أرجاء القصر
كاميليااااااااا.

صُدِم الجميع من مظهره فلأول مرة يروه بهذا الضياع و الخوف فقد كان كطفل صغير تائه من والدته و كانت الدموع متحجرة بعينه التي تلونت بكم كبير من العتاب و اللوم و هو يناظر صفيه التي لم تحتمل نظراته و صرخت بالجميع قائله
انتوا واقفين متنحين كدا ليه، يالا ندور عليها كلنا، انا واثقه أن كاميليا هنا ممشيتش..

قالت جملتها الأخيرة بتأكيد و هيا تنظر إليه تود طمأنته و انطلق الجميع للبحث عنها إلا هيا توجهت الي مكان متأكدة من أنها به جالسه تبكي وحدها كما كانت تفعل منذ أن كانت طفله ما أن يحدث شئ تذهب الي هناك و تبدأ بالبكاء و بالفعل وجدتها في تلك الحديقه الصغيرة التي تقبع خلف القصر و التي تزينها الورود بجميع انواعها فقد كان ذلك المكان المفضل لوالدتها و لها من بعدها و قد صدق حدثها بأنها ذهبت هناك لتبكي حتي لا يراها احد لذا اقتربت منها بخجل و اصوات شهقاتها يعلو ليزيد من عذاب ضميرها أكثر فترددت لثوان قبل أن تمتد يدها لتضعها فوق كتفها بلطف فرفعت كاميليا رأسها تطالعها بصدمه تحولت إلى عتاب كبير أصاب اعماق قلبها فسقطت دموعها و هيا تلتف تجلس بجوارها و تمسك بيدها قائله بمداعبه.

بقينا بنات كبار و قمر كدا و لسه بنعيط زي الاطفال..
علي العكس لم تهدأ شهقات كاميليا بل زادت كثيرا فشاطرتها صفيه البكاء بصمت و هيا تقول بحب
والله ما كنت اقصد، حقك عليا..
نظرت إليها كاميليا بحزن و قالت من بين شهقاتها
هو انتي خلاص بقيتي تكرهيني..!
نفت صفيه بشدة و هيا تقول بلهفه
والله أبدا أنا عمري ما اقدر اكرهك، انا عارفه اني غلطت في حقك بس انتي متعرفيش انا جوايا ايه.

طالعتها كاميليا بألم و لوعه تجلت في نبرتها
متكذبيش عليا، انا سمعت كلامك مع يوسف، بس عارفه انا موجعنيش طلبك له أنه يطلقني قد ما وجعني اني حسيت اني أتيتمت للمرة التانيه، المرادي وجعها كان صعب اوي..

قالت كلمتها الأخيرة بإنهيار لتندفع صفيه تأخذها بين أحضانها و هيا تبكي بشدة علي ما اقترفته يداها رغما عنها فهي تحبها كما تحب ابنتها و لم تفرق بينهم أبدا طوال حياتها آلمها كثيرا أن تكون هيا السبب في عذابها هذا و أن تعيش هذا الألم الكبير مرة آخري فصارت تقول بندم صادق.

حقك عليا، انتي بنتي. بنت قلبي يا كاميليا. والله مكنتش اقصد أبدا الي انتي حستيه دا بس الوجع كان كبير اوي عليا خلاني مش شايفه قدامي حقك عليا الف مرة، انا متمنتش غيرك ليوسف و لا عمري هتمني. و لا كنت هقدر اقف لجوازكوا أبدا انتي حته مني زيك زيهم سامحيني ارجوكي..

كانت كاميليا هيا الآخري تحتضنها بشدة و هيا تبكي ألما علي كل ما حدث معهم و بداخلها يلتمس قلبها لصفيه العذر فما مرت به ليس بالقليل و هيا تعلم كل العلم بأنها تحبها و تعتبرها ابنتها و لطالما كانت تدافع عنها و تحميها بقدر إستطاعتها لذا رفعت رأسها و هيا تناظرها بحب قائله.

عارفه و مسمحاكي من قبل ما تطلبي مني دا بس غصب عني الكلام وجعني اوي، مقدرتش اتخيل اني هتحرم من كلمه ماما تاني و لما اتعب مش هتكوني جمبي و اني مش هترمي في حضنك تاني.
صفيه بنفي قاطع
متقوليش كدا ابدا. حضني دا هيفضل مفتوحلك طول مانا عايشه قبلهم كلهم..

ألقت كاميليا بنفسها بين أحضان صفيه تستمد منها الدفء و الحنان الذي تعودت عليه منها و لم تبخل عليها بل اغدقتها به و ظلوا علي هذا الوضع الي أن رأت صفيه يوسف يقف خلفهم و كان الغضب و الألم باد علي محياه فتراجعت صفيه و هيا تنظر إليه لتلتفت كاميليا فتجده يقف بشموخ و قد نفرت عروق رقبته دلاله علي غضبه الكبير فاندهشت كثيرا لما يطالعها هكذا و لكن صفيه كانت تعلم مدي غضبه عندما ظن بأنها قد غادرته مرة ثانيه اذا اقتربت منه و قالت بصوت خفيض لم تسمعه كاميليا.

عشان خاطري متزعلهاش. هيا مكنتش تقصد الي وصلك دا..
لم يجبها انما اكتفي بهز رأسه و لم تحيد عيناه عنها في عتب غاضب و ما أن غادرتهم صفيه حتي امتدت يداه تقربها إليه بعنف لتلتصق بصدره و هو يقول بغضب
ليه عملتي كدا
كاميليا بعدم فهم
عملت ايه يا يوسف
يوسف من بين اسنانه
ازاي قدرتي تعيشيني الألم دا مرة تانيه. اختفيتي من البيت ليه من غير ما اعرف..

فطنت كاميليا لما يقصد فقامت برفع كفيها لتحتضن وجهه فجفل هو من فرط الغضب فابتسمت بحنان قبل أن تقول بإعتذار
حقك عليا والله انا مقصدش اني اقلقك كدا، انا بس حسيت اني مخنوقه فجيت قعدت هنا شويه لوحدي لحد ما اهدي و كنت هرجع تاني علي طول، و انت عارف من زمان اني لما يتضايق باجي هنا
يوسف بحدة
طبعا سمعتي كلامي مع ماما و اني هطلقك و كالعادة جريتي قبل..
وضعت اصبعها فوق شفتيه تمنعه من الحديث و هيا تقول بحب.

مجرتش استنيت لما سمعت ردك الي قلبي قالهولي قبل مانتا تقوله، بس كلام ماما صفيه وجعني اوي..
فقررتي توجعيني انا صح..
كاميليا بلهفه
أبدا والله انا قولت انت هتنام شويه، و علي ما تصحي هكون انا رجعت..
قاطعها بغضب
متعمليش كدا تاني و مهما سمعتي متمشيش حتي لو اتوجعتي الف مرة، اقولك انا هضمن انك تسمعي كلامي و متبعديش عني تاني..
اختتم جملته و قال صارخا
ناااصر..

هرول ناصر قائد الحرس الخاص به فأمره يوسف بإعطاؤه مفاتيح السيارة وقام بجرها خلفه و هيا تقول بعدم فهم لما يفعله
يوسف انت بتعمل ايه، احنا رايحين علي فين
نهرها قائلا
و لا كلمه، تسكتي خالص لحد ما نوصل..

و قام بقيادة السيارة و كان الغضب يغلف ملامح وجهه الي أن وصل إلي الي مبتغاه فقام بإيقاف السيارة و توجه إلي أحد الشواطئ و هو يمسك بيدها و قام بمساعدتها للصعود الي أحد اليخوت و الذي لصدمتها كان يحمل اسمها و لكنها لم تعير الموضوع انتباه فقد ظنتها مصادفه و عندما صعدوا الي سطح اليخت قام يوسف بتشغيل المحرك و انطلق اليخت يشق طريقه في المياه وسط نظرت كاميليا المندهشه خاصتا عندما قال بأمر.

تحت في اوضتين تختاري واحده منهم تقعدي فيها و مسمعش صوتك.
كاميليا بإستنكار
افهم من كدا انك خاطفني
يوسف بغضب
حاجه زي كدا، و سواء دا عجبك أو لا انتي معايا هنا وريني هتهربي ازاي بقي!
اقتربت كاميليا منه في دلال و لفت ذراعيها حول عنقه و هيا تنظر الي داخل عيناه قائله بنبرة مثيرة
و مين قالك أنه مش عاجبني! و لا اني هفكر اهرب حتي! انا اصلا مش عايزة غير اني اكون جمبك و معاك و بس.

كان إغرائها قويا للغايه فهدرت الدماء بعروقه و زادت ضربات قلبه لأضعافها و تسارعت أنفاسه و هو يقاوم وجودها بين أحضانه و قام بصعوبه بالغه بتخليص نفسه من بين أحضانها قائلا بنبرة جاهد ان تكون ثابته
هنقعد هنا كام يوم كل الي هتحتاجيه هتلاقيه في الغُرف تحت..
صُدِمت من حديثه فقالت بزهول
انت بتقول ايه طب و بابا و جدي و الناس الي في البيت هنقولهم ايه
يوسف بحنق.

والله حضرتك مراتي لو كنتي ناسيه يعني و محدش له حاجه عندي..
لم تتفوه بحرف للحظات فقد كان الأمر اكبر من قدرتها علي الإستيعاب و لكن ما أن وجدته يلتف ينوي النزول الي المقصورة حتي أوقفته قائله بقصد إستفزازه
علي اساس اننا هتفضل عايشين هنا عمرنا كله! ما اكيد هنرجع تاني و وقتها لو عايزة اهرب ههرب!
توقف يوسف إثر حديثها الذي علم أنها تقوله لتستفزه لا اكثر لذا ابتسم بمكر تجلي في نبرته حين قال بتخابث.

ابقي وريني هتعمليها ازاي لما تشوفي المفاجأة الي انا محضرهالك لما نرجع!

شعرت به يقول شئ ما و لكنها لم تسمعه و لم يعطيها الفرصه للحديث بل دخل الي مقصورته و اغلق الباب خلفه و ظل علي هذا الحال لمدة اربعه ايام لا يحادثها سوي بكلمات مقتضبه عند الطعام الذي ما أن ينهيه حتي يتوجه الي مقصورته يمكث بها الي أن تذهب هيا الي النوم أو يجلس علي السطح يعمل علي جهاز الحاسوب الخاص به و لا يحادثها و لم يضعف أمام كل محاولاتها المستميتة لمراضاته و قد طفح بها الكيل في اليوم الرابع و قد أقسمت علي أن تحدثه اليوم أما لإنهاء الخصام بينهم أو الذهاب من هذا المكان اللعين و بالفعل توجهت الي غرفته فلم تجده فتوجهت الي سطح المركب لتجده ينهي محادثه هاتفيه فما أن همت بالحديث حتي بادرها قائلا بصرامه.

يالا عشان هنروح دلوقتي..
جن جنونها عند نطقه لتلك الكلمات البسيطه فقال بغضب
نعم! نروح هو انت شايفني عيله صغيرة و بتعاقبني انك تجبني تحبسني هنا يا يوسف
لم يجبها يوسف انما ابتسم بسخرية و هو يقول
جهزي نفسك قدامنا عشر دقايق و نوصل الشط.

ابتلعت غصه مريرة داخل حلقها من حديثه و تجاهله لغضبها و حزنها و لم تتفوه بحرف حتي عندما ترجلوا من السيارة أما بوابه القصر فاندفعت غاضبه للداخل و لم تلحظ وجود هؤلاء العمال المنتشرين بالحديقه فقد كان الغضب يعمي عيناها حتي عندما قابلتها روفان التي كانت تنظر إلي غضبها بفرح فوقفت أمامها قائلا
كامي..
تجاهلتها كاميليا قالت بإنفعال
روفان اوعي..

تخطتها كاميليا كما تخطت الجميع ممن كانوا ينظرون اليها بتسليه و هم يكتمون ضحكاتهم بإعجوبه من مظهرها الغاضب و عندما وصلت إلي باب غرفتها ففتحته بغضب لتتجمد بأرضها عندما وقعت عيناها علي فستان الزفاف الرائع الذي كان أمامها فشهقت بصدمه و حبست أنفاسها عندما تعرفت عليه نعم هو ذلك التصميم الذي كانت ترسمه في اوراق التدريب في ذلك اليوم الذي عنفتها به أميرة لتتفاجئ به متجسد أمامها فقد كان هذا فستان أحلامها و قد تم تنفيذه بحرفيه شديدة و هذا ما ازهلها لتتفاجئ بذراعان يطوقان خصرها من الخلف و إصطدامها بجزعه القوي و رائحته العذبه غزت أنفها و قد دفن رأسه في تجويف عنقها قائلا بنبرة جذابه.

مبروك يا احلي عروسه في الدنيا..
لم تصدق أذنيها ما تسمعه فالتفتت تنظر إليه و لم تترك يديه خصرها فأخذت تطالعه بعتاب كبير و هيا تقول
مش فاهمه تقصد ايه
ابتسم علي مظهرها الذي لا يزال غاضبا و قال بتسليه.

بقولك (ثم قام بوضع قبله رقيقه فوق ارنبه أنفها و تابع ) مبروك ( قام بوضع قبله فوق خدها الأيمن و تابع) يا ( و فعل المثل مع خدها الأيسر ثم تابع ) احلي ( و وضع قبله آخري فوق جبهتها و تابع ) عروسه (و وضع قبله فوق شفتها العلويه و تابع ) في ( و وضع قبله فوق شفتيها السفلي و تابع ) الدنيا ( عند نطقه الكلمه الأخيرة التهم شفتيها بين شفتيه بقوة نابعه من إشتياقه لها طوال الأيام الاربعه المنصرمه فلقد كان يمنع نفسه عنها بصعوبه شديده و هو يحضر لتلك المفاجأة و هيا حفل زفافهم الذي كان يعد الدقائق و الثواني ليأتي هذا اليوم و يعلن عشقه لها أمام العالم أجمع وبأنها أصبحت له و علي اسمه. أخذ يعمق من قبلته و يمتص رحيقها العذب حتي شعر بها تدور بين يديه ليتركها علي مضض و هو ينظر إليها بحب تحول الي تسليه عندما شاهدها و هيا مغمضه العينان و قد داهمها الدوار فقال بمداعبه.

كل دا من بوسه امال هتعملي ايه في الي جاي، لا اجمدي كدا دانا هطلع عليكي القديم و الجديد..
لكمته في كتفه فقد غمرها الخجل من حديثه فقهقه علي مظهرها الشهي فقد غزي الإحمرار خديها فاقترب منها و وضع قبله سطحيه فوق خديها و قال بخفوت
قدامك ساعه بالظبط تجهزي فيها اكتر من كدا مش هقدر اصبر و هتلاقيني جاي شايلك هيلا بيلا و لاغي الفرح دا و واخدك علي مكان محدش يعرف يوصلنا فيه و اصفي حسابي بقي براحتي..

قال جملته تزامنا من غمزة وقحه من عيناه اربكتها و زادت من خجلها فقالت بغضب مصطنع
يوسف بطل بقي و بعدين انا مخصماك اصلا..
يوسف بحب
تؤ. اجلي الخصام دا لبعد الفرح و أنا اوعدك هصالحك كما يجب أن يكون سبيلي نفسك بس..
يووه بطل بقي و اتفضل روح من هنا عشان اجهز انا مقداميش وقت كتير.
يوسف بحب
انتي يا حبيبتي قمر مش محتاجه حاجه خالص لو اطول اخبيكي عن كل العيون هخبيكي و مش هخلي حد يشوفك اصلا..
بحبك اووووي..
يوسف بقهر.

طب أخرج و اسيبك ازاي بعد الي قولتيه دا
كاميليا بدلال
لا أخرج و أنا مش هتأخر عليك
وضع قبله فوق ارنبه أنفها و قام بالخروج من باب الغرفه لتضع يدها فوق قلبها الذي كان يدق بجنون غير مصدقه لما يحدث معها فهل فعلا اليوم هو يوم زفافها علي حبيبها الذي لم تتمني من هذا العالم سواه.

أخرجها من أحلامها انفتاح الباب علي مصراعيه لتجد ثلاث من العيون يناظرناها بحب و هما غرام و كارما و روفان و فجأه نطق الثلاثه في صوت واحد
كاااااامي، مبروووووك..

و هنا خرجت الامور عن السيطرة فقد قام الثلاثه بالقفز فوقها و احتضانها بشدة و فجأة صدح صوت أحدي الاغاني الشعبيه لتقوم الفتيات بالرقص حولها في مرح و سعادة و بعدها جاءت خبيرة التجميل لتضع لها بعض من مساحيق التجميل البسيطه التي زادت من جمالها الذي كان مشع بفعل فرحتها النابعه من قلبها و التي لم تشعر بمثلها في حياتها و بعد بعض الوقت كان الجميع قد استعد و تعالت الدقات علي باب الغرفه فالتفت الجميع ليروا مراد الذي جاء لياخذها ليسلم العروس الي عريسها الذي ينتظرها بالأسفل علي احر من الجمر و قد كانت عيناه تترقرق بالدموع لرؤيتها بهذا الجمال فاقترب منها قائلا بحنان.

بسم الله ما شاء الله يا حبيبتي زي القمر..
كانت فرحتها عظيمه للحد الذي مسح علي جميع اوجاعها فطابت و شعرت في تلك اللحظه أنها قادرة علي مسامحه الجميع فقامت بعناقه بحب كبير و هيا تقول بحنان
ربنا يخليك ليا يا بابا..
كانت الكلمه لها مذاق رائع من شفتيها فجعلت الدموع تفر هاربه من عيناه لتمسحها هيا برفق و يقوم هو بتقبيل يدها قائلا بتأثر
كلمه بابا منك حلوة اوي يا كاميليا، كان نفسي اسمعها منك قبل ما اموت..

اشش متقولش كدا تاني ربنا يخليك ليا و يطولي في عمرك.
ابتسم مراد بحنان و انطلق صوت غرام من خلفهم
لا والنبي يا عمو بلاش دموع الميكب لو باظ هيتعمل مننا بطاطس محمرة احنا واخدين إذن ساعه واحده و مفاضلش فيها غير يدوب خمس دقائق..

ابتسم مراد علي مزاح غرام و قام بإمساك يد كاميليا التي شبكت يدها بذراعه و خرج الي خارج الغرفه فإنطلقت الزغاريد خلفهم ليلتف بلهفه ناظرا الي الاعلي و دقات قلبه تدق بعنف فهاهي حبيبته و معذبة قلبه ستصبح له و زوجته امام الجميع و لن يستطيع احد في الكون تفريقهما.

كان مشهدها و هيا تنزل الدرج بجانب مراد مهيب لدرجه دمعت لها الأعين و تحركت لها القلوب كانت كالاميرات في هذا الفستان الرائع الذي كان يجسد تفاصيل جسدها البض دون إبتذال بل كان آيه في الجمال و الفخامه و الرقي و كانت طرحتها البيضاء تتدلي فوق وجهها تحجب جمالها المشع عن الجميع و قد راق له هذا كثيرا فهذه هيا أمنيته و لكن لم تكتمل فعندما وصلت إليه و قام مراد بتسليمها إليه بعد أن أوصاه كثيرا عليها طالبه الجميع برفع الطرحه عن وجه العروس كما العادات ففعل ذلك علي مضض لتتعلق عيناه بتلك الحوريه الجميله بل الرائعه الجمال التي هبطت من السماء لتكون ملكه هو فقط فقد كانت جميله بطريقه خاطفه للأنفاس فضلا عن قلبه الذي كان يقع بعشقها في كل مرة يراها فيها. اقترب منها و وضع قبله حانيه فوق جبهتها و رفع رأسه ينظر إلي بحور العسل الذائب في عيناها و قال بلهجة مبحوحه من فرط التأثر.

و أخيرا يا عشقي الاول و الاخير..
ناظرته بعينان تحويان من الحب اطنانا و قالت بخفوت
أخيرا يا يوسف..

شبك يدها في ذراعه و توجه إلي الحديقه لتكون المفاجأة الكبري و هيا منظر الحديقه الخلاب فقد زينت و كأنها افخم القاعات و قد كان كل شئ مزين بالورود التي تعشقها و حتي ذلك الممر الذي كانوا يمشون فوقه تزينه الورود من كلا الجانبين و قد كان المنظر مبهج كثيرا و اشعرها بالفرح الذي لم تذق مثله في حياتها و اخيرا وصلوا الي المكان المخصص للعروسين ليوقفها يوسف و يأخذ اتجاه آخر فقطبت حاجبيها لتتفاجئ من تلك الطاوله الذي يجلس عليها شيخ فقالت بعدم فهم.

هو مش دا مأذون
ايوا مأذون.
و بيعمل ايه هنا هو احنا مش كاتبين كتابنا قبل كدا!
يوسف بحب
ايوا كاتبين كتابنا قبل كدا بس معملناش حفله و مكنش حد يعرف، عشان كدا قولت نعيده تاني قدام الناس كلها عايزك تعيشي كل اللحظات الحلوة الي في الدنيا..
تساقطت الدموع رغما عنها من روعه و حلاوة كلماته و إصراره علي جعلها تعيش تلك اللحظات الرائعه فخرجت الكلمات من بين شفتيها غير مرتبه.

انا بحبك اوي، انا مش عارفه اقولك ايه، بحبك دي كلمه قليله اوي عالي انا حساه ناحيتك، انا..
قاطعها يوسف و قال بمداعبه
نكتب الكتاب بس. نخلص الفرح دا و أنا هخليكي تقولي الي متخيلتيش انك تقوليه في حياتك اصبري عليا بس..

شعرت بالتلميحات المخجله في حديثه فناظرته بتأنيب و لم تتفوه بحرف فابتسم هو و قام بإجلاسها حول طاوله الزفاف بجانبه و أمامه جلس مراد و علي يمينه كلا من أدهم و مازن الشاهدان علي كتب الكتاب و امتدت يد مراد لتمسك بيد يوسف و هما يرددان كلمات الشيخ في فرح و سعادة الي أن تم عقد القران و تعالت الزغاريد و أصوات الفرح حولهم ليقوم يوسف بحملها و الدوران بها كالاميرات وسط التصفيق الحار حولهم و أصوات الصفير الذي أطلقها كلا من مازن و أدهم فقد كان الجميع فرح بصورة كبيرة جدا لم يشهدها هذا القصر مسبقا و قد كانت نصف تلك سعادة تقبع في قلوب ابطالنا يوسف و كاميليا فعندما انطلقت الموسيقي اخذها يوسف بين أحضانه ليرقصا علي انغام تلك الاغنيه الرائعه التي شعرت كاميليا و كأن كلماتها كتبت خصيصا له.

((( ياما عشت اتمني اقابلك يالي زيك مش كتير، مش مجامله عشان بحبك دانتا ليا حاجات كتير، هيا كام مرة هقابل حد بيحب بضمير حد عاش عمره عشاني و قلبه ليا بيت كبير، عمري ما انسي انا قبلك كنت في ايه و معاك بقيت انا ايه انا باقي ليك و لحد ما عمري. ينتهي هفضل يا حبيبي معاك و هعيش و اموت بهواك انا ليا مين غيرك حبيب عمري، ).

كانوا يتمايلون علي انغام الاغنيه و كانت العيون تنطق بما لا تستطع الشفاه قوله فعشقهم الكبير كان يزداد كل دقيقه بل كل ثانيه و لم يستطع أي شئ في هذا العالم الوقوف بوجهه و اخيرا تكلل هذا العشق بزواجهم و ارتباطهم الروحي للابد و لكن فجأة توقف العالم حولهم و تبدلت أصوات الفرح الي شهقات وصرخات اثر إندلاع صوت الرصاص حولهم و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة