قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والسبعون

دعيني أُخبِرك شيئًا. إن روحي لا تُزهِر أبدًا سوي معكِ، لذا فإن كان طريق الوصول اليكِ مُستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم..
معاناتي مع الحياة جعلتني اخجل من تمني السعادة. فقط القليل من الألم حتي استطيع ان احيا..

هناك أشياء عندما تحدث تجعل العقل في حاله من اللا وعي تجعلنا نقف مشدوهين نري نسمع نتنفس و لكن لا نشعر. تلك هيا الحالة التي انتابته عندما سمع جملتها التي جعلت عقله يتوقف عن العمل للحظات غير قادر علي فهم ما تقوله. فأخذ يناظرها بوجه جامد لا حياة به حتي أنه لم ينطق بحرف و كأنه اصابه الصمم فحاولت إستجماع شجاعتها و تقدمت منه خطوة واحده و كل خليه بداخلها ترتجف من ذلك السكون الذي تتوقع بعده عاصفه هوجاء قد تكون حياتها ثمناً لها و لكن لا مجال للخوف الآن. فقط بعض الضعف الذي اعتري نبرتها حين قالت.

مقدرش اخبي عليك حاجه زي دي، لو قررنا نبدأ حياتنا مع بعض يبقي لازم نبدأها صح..

لم يجبها و لكنها رأت الألم المرتسم بعيناه التي كانت تطالعها بصمت تام و اي حديث يمكن أن يقال لقلب ظن بأنه أخيرا وصل إلي بر الأمان ليجد الأرض تتهاوي به مجددا و تلقي به في قاع جحيم أخطاءه التي لن يفلح أبدا في الهرب منها ولا من توابعها.

نعم هذا ما شعر به في تلك اللحظه الألم لأجلها و الندم علي ما فعله بها و الغضب من نفسه فيما اقترفته مسبقا من أخطاء بل جرائم أدت إلي ذلك العذاب الذي ينهش بصدره فيجعل حتي النفس مؤلم لتلك الدرجه!

كان ينظر إلي النافذه و يشاهد شروق الشمس و كيف تنشر نورها علي الكون من حوله عدا قلبه الذي مازال معتم تفوح منه رائحه الألم و العذاب الذي ابي أن يفارقه و من الواضح بأنه سيكون رفيقه طوال حياته. فتلك الكارثه التي أخبرته بها جعلت جميع أحلامه الورديه تتبخر في الهواء و لم يستطع سوي أن يدير ظهره إليها متوجها للخارج قبل أن يقول بنبرة مقتضبه.

جهزي نفسك بكرة الصبح العربيه هتيجي تاخدك عشان توديكي علي قصر الحسيني..

لم يستطع نسيان صدمتها التي غلفت ملامحها و لا نظرات العتب التي أطلقتها عيناها و استقرت كشهب ملتهب في قلبه الذي في تلك اللحظه أعلن الهزيمه امام قدره الاسود و بأن السعادة لن تكون أبدا من نصيبه.

نظر إلي سيجارته المشتعله و هيا تحترق بصمت تماما مثل قلبه الذي كانت النيران تأكله من الداخل دون أن يستطع الصراخ فعلي من سيصرخ عليها تلك المسكينه التي سلب منها كل شئ يمكن أن تتمناه انثي في هذا العالم. كيف اخطأ الظن بأنه في إمكانه أن يعوضها علي ما اقترفه في حقها من جرائم حتي و أن سامحه قلبها الذي يعشقه كيف سيمحي من عقلها تلك الذكريات؟ و أن محاها كيف سيجعلها تتخطي فقدانها لطفلها بسببه. الآن فقط فرت دمعه من طرف عيناه و هو يتخيل أنه كان يمكن أن يكون أب! لم يحتمل مجرد التفكير في هذا الأمر لذا اطفأ سيجارته وأخذ يفرك وجهه بكلتا يديه و كأنه بذلك يحاول الهروب من ألم ينخر عظامه حتي كاد أن يفتتها. ألم فاق تصوره فكل ما حدث سابقا لا يقارن بما يشعر به الآن فهب من مكانه و قد اشتعل غضبه حد الجحيم فود لو ينفث نيرانه في كل شئ حوله علها تهدأ قليلا فما أن التفت حتي وجدها تقف علي باب الغرفه تسند رأسها بوهن عليه و تحتضن كتفها بذراعيها تنظر إليه بألم و حزن تساقط من عيناها علي هيئه انهار من الدموع الصامته العاجزة عن محو كل ذلك العذاب المحيط بهما ليجد نفسه يناظرها بندم و خزي شديد و خاصتا عندما وجدها تقترب منه ببطئ و بخطوات واهنه و تقف أمامه قائله بنبرة خاليه من الحياة.

كنت مرعوبه اقولك لا تتعصب عليا و تضربني أو تأذيني. بس عارف. سكوتك و وجعك الي شفته في عنيك دا خلاني اتمني لو تقتلني بإيدك بس مشوفكش موجوع كدا..

جاهد كثيرا ألا يبكي أمامها و لكن لطاقة البشر حدود و قد فاق المه كل شئ فهطلت انهار غزيرة من عيناه عند سماعه حديثها الذي كان الوقود الذي غزي نيران ندمه أكثر فأكثر لذا تحدث بتوسل
ارجوكي كفايه كدا، كلامك دا بيوجعنى اكتر، انا مستاهلش دا مستاهلكيش.
قاطعته بألم
عمر ما قلبي هيحبك اوي كدا و انت متستاهلش، انا عارفه أن الصدمه كانت صعبه عليك، بس انا مقدرش اخدعك، مقدرش ارميك في النار تاني بإيديا!

رائد بتهكم
و انتي لما قولتيلي الي قولتيه دا مرمتنيش في النار، هو في نار اكتر من كدا..
قاطعته بقوة
لا مفيش نار اصعب من كدا يا رائد، بس انا قولتلك و أنا جمبك، اقدر اطفي نارك دي بإيدي و اطمنك..

رائد بإستنكار
تطمنيني! اذا كان انتي نفسك محتاجه الي يطمنك.

اقتربت هند منه بخطي سلحفيه و قامت بإلتقاط يديه و امسكتها بقوة و هيا تقول بصدق
انا كدا مطمنه، و أنا معاك و إيدك حضناني مطمنه. الوجع الي انت عشته دا انا حاسه بيه و يمكن اكتر بكتير عشان عشت كل تفصيله فيه، بس انا مؤمنه أن ربنا بيعوض اوي و جوازنا النهاردة هو دا العوض الي انا كنت مستنياه من ربنا و الحمد لله حققهولي، اني ابقي معاك و مراتك دا اكبر عوض ليا عن كل العذاب الي شفته، هتبخل بيه عليا..

عشقها يعذبه حنانها يقتله تسامحها يجعله يود لو يخرج قلبه بيديه كي يضعه تحت اقدامها فهو مهما فعل لن يستطيع أن يعطيها قدرها فعلي الرغم من كل شئ هيا من تتوسل حبه و هو الذي عليه أن يفعل المستحيل لأجلها تكفيرا عن ذنوبه العظيمه معها فأي إمرأة قد أهداها إياه القدر؟ كان هذا السؤال الذي يدور بعقله في تلك اللحظه لتترجمه شفتاه حين قال بعدم تصديق.

انتي ازاي قادرة تكوني كدا؟ ازاي قادرة تسامحي في كل الي شفتيه مني دا. انا مفيش حاجه وحشه معملتهاش فيكي، انا دمرت حياتك..
قاطعته بوضع كفها فوق شفتيه بلهفه فهيا غير قادرة علي سماع حديثه لذا قالت برجاء
ارجوك بلاش تحكي حاجات انا عارفاها و لسه مرارتها جوايا..

قاطعها بألم
اديكي قولتي انك منستيش. و لسه مرارة عمايلي جواكي يبقي ليه جيتي النهاردة اكيد يوسف إلي اجبرك صح؟
هند بصرامه.

والله والله ما حد أجبرني علي حاجه، و انت قاطعت كلامي مسمعتوش للآخر، انا سامحت بس منستش، سامحت عشان عارفه أن كل الي حصل دا مكنش يإرادتك، سامحت لما قولتلي اني مراتك و انك مقدرتش تلوثني، عارفه أن لو اي حد سمع دا هيقولك عليا اني معنديش كرامه بس والله قلبي سامحك، مش شفقه و لا عطف علي فكرة لا. دا حب، انا كنت بقول يارب معجزة تصلح كل الي حصل دا، بالرغم من اني كنت هربانه منك و قطعت كل حاجه ممكن توصلني بيك الا قلبي مقدرتش عليه. كنت بعمل نفسي طول اليوم نسيتك لحد ما اجي احط راسي علي سجادة الصلاة و اقول يارب، يارب معجزة تصلح كل الي حصل دا، و اهو ربنا حققهالي، جاي انت دلوقتي تهد كل دا و تدمر كل احلامي لا مش هسمحلك..

كانت تريد بحديثها أن تصف لها مدي عشقها و لكنها لم تكن تعلم بأن حديثها هذا يزيد من عذابه يجعله يود إحراق نفسه كي يطهرها من كل تلك الخطايا التي تجعله لا يستحقها لذا قال بغضب
كفايه بقي، مفيش حد كدا، اصلا حبتيني علي ايه انا مقدمتش ليكي حاجه واحده حلوة تحبيني عشانها، و لو بعد دا كله حبتيني تبقي غبيه..

اشتعلت نيران غضبها من حماقته فقالت بصراخ
تمام اعتبرني غبيه و حبيتك، انت بقي هتبقي غبي و تضيع حد بيحبك كدا من ايدك و خصوصا اني عارفه انك بتحبني و اكتر مانا بحبك كمان، و لا هتفهم و ترمي كل الي حصل دا و تدفنه مع الماضي، و نبدأ مع بعض من جديد..

ناظرها رائد بعذاب تجلي في عيناه فهو يود لو يرتمي بين أحضانها ينشد الراحه و السلام و لكن هناك الكثير الذي كان يتغافل عنه سابقا لتأتي الكارثه و تجعله يفوق من غفوته و تذكره بما هو مقدم عليه و الذي جعله يقف بشموخ و تبدلت نظراته الي الجمود و هو يقول
مش هينفع يا هند، مش هينفع بعد كل الي حصل دا نبدأ من جديد و لا عمرنا هنعرف نعيش حياه طبيعيه مع بعض بعد كل الي حصل بينا دا..

نزل حديثه عليها كالصاعقه التي جعلتها تتجمد في مكانها غير مصدقه لما يقول هل يستطيع أن يتخلي عنها بتلك السهولة؟ هل يستطع أن يدعس علي قلبها بتلك الطريقه الخاليه من الرحمه؟ لم تستطع أن تصدق ما يقوله فحاولت الحديث قائله بنبرة متوسله
رائد ارجوك..
قاطعها صارخا بألم
بطلي تعذبي فيا بقي، أنا الي اترجاكي مش انتي، انا الي مفروض اعيش عمري كله اتحايل عليكي تسامحيني مش انتي..

احتضنت نيرانه بلمسه حانيه من كفوفها احتوت بها وجهه و هيا تقول بخفوت
هتقدر تعيش من غيري..
خفوت نبرتها و نظراتها التي تحوي من الحب و الحنان ما يجعله عاجزا عن الإنكار و كفوفها التي شعر و كأنها احتوت قلبه المهترئ كل تلك الأشياء جعلته يقول بإستسلام
لا..

لم تحد نظراتها عن عيناه و إنما ازدادت نظراتها قوة و هيا تقول بثبات
و لا انا اقدر اعيش من غيرك، و هقولهالك لآخر مرة قلبي سامحك بس مستني منك تنسيه كل العذاب الي شافه معاك و في بعدك، و يكون في علمك لو فاكر انك لما تبعد عني بتكفر عن الي عملته معايا تبقي غلطان دانتا كدا كإنك بتاخد قلبي و تدفنه بإيدك و دا اللي عمري ما هسامحك عليه أبدا..

تراجعت خطوتان فشعر بالبرد يسري بين أوردته و كأنها كانت تقصد أن تجعله يشعر الفرق بين وجودها بحياته و غيابها عنه و ذلك عندما قالت بثبات دون أن تهتز نظراتها
هسيبك تاخد قرارك و تعرفني انت عايز ايه، بس خليك فاكر اني الي هتقرره دا مش هيكون في راجعه أبدا، و زي ما قلبي غالي عندي كرامتي اغلي..

لم يكن حديثها تهديد بالمعني الصريح و إنما كانت تضع أمامه كافه الإختيارات و نتائجها لتجعله يعلم بأنه أن أختار بُعدها فسيُحرم من جنتها للأبد و قد تضمنت نبرتها القدر الكافي من الإصرار و الثبات الذي جعله يعي بأنها قادرة علي تنفيذ ما تفوهت به و عندها ارتعب قلبه من تلك الفكرة و هيا خسارتها للأبد و خاصتا عندما وجدها قامت بالإلتفات تنوي المغادرة لذا لم يستطع منع يديه من إلتقاط يدها و جذبها إليه بعنف لتستقر بين أحضانه و لم يمهلها الفرصه لتدرك ما حدث و إنما التقط شفتيها بقبله طويله محمومه أودعها فيها كل ما يشعر من عذاب و لوعه و ندم قبلة كانت رقتها إعتذار، عنفها إشتياق، جنونها رغبه عاتيه لم يشعر بها طوال حياته مع إمرأة سواها.

بالطبع لم تكن قبلته الأولي و لكنها كانت الوحيده التي يوجهها قلبه الذي كان يود الإرتواء منها ليرمم تلك الحفر و الندبات التي حفرها ماضً قاس مؤلم و قربها هو الدواء الوحيد لها و لأن الحب كان المحرك الأساسي بداخله لم يشعر سوي و هو يحملها بين يديه و يتوجه بها الي غرفتهم و يضعها فوق مخدعه برفق جديد كليا عليه فهو لم يكن أبدا حنونا و لا مراعيا و لكنه معها كان مختلفا تحولت يداه القاسيه لفراشات ناعمه تدغدغ جسدها بأفعاله التي بقدر ما كانت رقيقه كانت مُلهبه لمشاعرها. فقد تبخرت جميع مخاوفها منه في تلك اللحظه عندما رأت مقدار حنانه الذي اخذها لعالم ساحر فلم تشعر بأنها تجردت أمامه من كل شئ حتي عندما توحدت أجسادهم لم يكن الألم بقدر السعادة التي ضربت جميع انحاء جسدها و ذلك الشعور اللذيذ الذي لم تفلح اي كلمات في وصفه و الذي القي بخجلها جانبا و أخذت يداها تحتضنه بشده راقت له كثيرا و اضفت الوقود الي نيرانه التي اشتعلت أكثر عندما رأي جمالها الكامل أمامه فقد بدت كفاكهه شهيه قابله للإلتهام و هو كان أكثر من مرحب بذلك فصار يلتهمها بكل ما أوتي من عشق كان هو الشعور الأساسي في لقائهم العاصف و الذي استمر لساعات طويله كانت أشبه بالحلم الذي كان نهايته قُبله طويله راضيه وضعها فوق جبهتها أودعها فيها شعور مختلف لم يختبره مسبقا فهذه لم تكن مرته الأولي مع إمراة و لكن كل ما مر عليه من علاقات كانت إرضاءا لرغباته فقط أما هيا فالوحيدة التي أرضت قلبه الذي و لاول مرة بحياته شعر بالراحه و السعادة و التي كانت اضعافها بقلبها فقد كان كلاهما يتفاني في إسعاد الآخر و إعطاءه ما يحتاج من الحب و الحنان اولا و بعدها يأتي كل شئ..

و ماذا عن قلب عندما يراك تُصيبه لعنه الإشتهاء للحد الذي يجعله غارق في ملامحك و تقاسيم وجهك التي أصبحت محفورة فوق جدرانه فلا يمل من النظر إليها أبدا بل أجده في كل مرة يقع بعشقك أكثر و أكثر..

استيقظت كاميليا بعد ليله طويله عاصفه من ليالي عشقهم التي دائما ما تنتهي بعد أن تنهار قوتها الجسديه فيشفق عليها ويأخذها بين أحضانه بحنان و هو يهدهدها كطفله صغيرة تتدلل علي ابيها و كان ذلك يتنافي تماما مع جنونه معها كعاشق يقسو احيانا من فرط شوقه و هوسه بها و لكن تلك القسوة كانت أكثر من محببه إليها فكانت لها خير دليل علي مدي تأثيرها علي رجل مثله فهيا الشئ الوحيد القادر علي صهر جليد طباعه ليتحول معها الي كتله نيران متأجحه.

كانت تلك الأفكرا تدور برأسها و هيا تراقب ملامحه الجميله و الهادئه و هو نائم بعمق مستلقي علي ظهره و قد شعرت الآن بما كان يقصده حين قال لها أثناء حديث سابق دار بينهم
هتستغربي من كلامي بس انا عايز احس معاكي بالأمان يا كاميليا، عايز انام و أنا مش خايف اصحي الاقي هربتي!

وضعت قبله حانيه فوق جبهته و داخلها تقسم بأنها أبدا لن تغادره حتي و لو كلفها ذلك حياتها فسوف تفعل المستحيل فقط من أجل إرضاءه و تعويضه عن كل ذلك الألم الذي تسببت به.

كان نائما بعمق إلي أن شعر بشفتيها تضع قبله رقيقه فوق جبهته اهتز لها قلبه الذي لم يعرف معني للسعادة سوي بين ذراعيها فهي بكل مرة يكون معها تجعله يقع بعشقها أكثر يرغبها أكثر. الأمر أبدا لم يكن عاديا فبكل مرة تتعمق علاقتهم أكثر يظن بأنه سوف يرتوي منها و لكن يجد تعطشه إليها يزداد أكثر و أكثر و كأنها كالإدمان الي امتلك كل ذره في جسده و قلبه معا.

علي فكرة أنا عارفه انك صاحي. متمثلش!
لم يقدر علي إخفاء ابتسامته أكثر فهيا قد لاحظت بالتأكيد ضربات قلبه الجنونيه نتيجه فعلتها تلك ففتح عيناه ليطل عليها بزرقاوتيه الرائعتين و التي جعلتها تفغر فاهها و هيا تقول بوله
يخربيت عنيك الحلوة الي بتدوخني دي..

فجأة اعتقل خصرها بيده لتجد نفسها أسفله و هو يطل عليها بجسده الضخم يناظرها بمكر قبل أن يقول متخابثا
بتعاكسيني و بتتحرشي بيا عالصبح كدا دا احنا اطورنا و بقينا قلالات الادب خالص..

تحول خديها لحبات من الفراوله الشهيه بفعل الخجل من كلماته التي جعلتها ترتبك و تقول بنفي
ايه، هو فين التحرش دا، دي هيا معاكسه بريئه و دا طبعا مش ذنبي دا ذنب عنيك الحلوة دي..
ابتسم يوسف علي حديثها و مظهرها الشهي و حاول ارباكها أكثر حين قال بمكر
و البوسه الي كانت علي شفايفي من شويه دي تتسمي ايه؟
صُدِمت من كلماته و وقعت في فخ مكره حين قالت بإندفاع
لا والله دي كانت علي راسك. مجتش جمب شفايفك خالص..

ابتسم علي اندفاعها و شدد من احتضانه لخصرها و هو يقرب رأسه منها لتتلامس أنوفهم و هو يقول بعتاب صريح
و ليه مجتيش جمبها، هو انا زين عشان تبوسيني من راسي..
عند ذكره لزين تذكرت أمرا هام فجعلها تقول بلهفه
زين. كويس انك فكرتني دانا كنت وعداه اني أخرجه النهاردة الصبح و اشتريله لبس المدرسه بتاعته..
يوسف بوعيد
دانتي بقيتي تاخدي قرارات من ورايا كمان..

لعنت غبائها فهيا كانت تريد أخباره بصورة آخري لذا عضت علي شفتيها بغيظ من اندفاعها و حاولت أن تراضيه قائله بخفوت
والله يا يوسف ابدا انا كنت هقولك طبعا و انا عارفه انك مش هتزعلني انا و زين و هتوافق، صح؟
قالت الأخيرة بإستفهام يغلفه التوسل و لكن حركتها العفويه أخذته الي عالم آخر جعله يقول بصوت أجش
قدامك تلت ثواني تصالحيني فيهم و إلا مفيش مرواح في أي مكان و مش هتخرجي من الأوضه دي غير بكرة..

كاميليا بصدمه
يوسف انت بتتكلم بجد؟
يوسف بتصميم
اه بتكلم بجد و اهو فرصه اعوض امبارح الي اضرب لما سيادتك فرهدتي بدري و نمتي و سبتيني
برقت عيناها من حديثه البعيد تماما عن الصواب فهيا استسلمت للنوم في ساعات الفجر الأولي فهل هذا الوحش لم يكفيه كل هذا الوقت فهيا فعليا استسلمت للنوم بعد أن أصبحت كل عضله في جسدها تؤلمها من فرط جنونه لذا قالت مستنكره.

انت اكيد مش طبيعي، مين دي الي نامت و سابتك، دا انا وقعت الفجر..
يوسف بوقاحه
ايوا ما احنا كنا لسه هندخل في الجد لقيتك مش في الدنيا..

كاميليا بعدم تصديق
هو كل الي اتقال دا مكنش جد امال الجد دا يبقي ازاي حضرتك.
قرب شفتيه من خاصتها و هو يقول بخفوت
هقولك حالا..

اوشك علي نيل مراده ليتفاجئ بطرق قوي علي باب الغرفه جعلها تفزع و لكنه كان يعلم مسبقا من هذا الشخص الذي يود لو يكسر رأسه في تلك اللحظه و خاصتا عندما سمع صوتا البغيض و هن يقول بوقاحه
كاميليا، حبيبتي اصحي كل دا نوم زين مستنيكي عشان تخرجي معاه زي ما وعدتيه..

اعتذرت كاميليا بحرج قبل أن تنسل من بين أحضانه لتلتقط المئزر الخاص بها و هيا تنظر إليه برعب خاصتا عندما شاهدت تحول ملامحه للغضب الكبير و لكن كان عليها أن تتوجه الي الخارج للرد علي مراد الذي لم يتوقف علي الطرق و كأنه قاصدا أن يخرج الوحش الذي كان يعد للعشرة في محاوله منه لتهدئه غضبه الذي كان في ذروته في تلك اللحظه.

فتحت كاميليا باب الغرفه و نظرت إلي مراد الذي كان يرسم البراءه فوق ملامحه و هو يقول بود
حبيبة بابا صباح الفل. اي كل دا نوم. متعودتش عليكي كسوله كدا. و لا ايه يا زين؟

زين ببراءة
ثح يا بابي..
نظرت كاميليا الي يوسف الذي مازال يعطيها ظهره و أيقنت بأنه مازال غاضب فقالت بحرج محاولة صرف مراد
معلش يا بابا اصل اليوم كان طويل امبارح، و أنا اكيد منستش معادي مع زين، استنوني انتوا تحت و أنا هحصلكوا علي طول
عندما ختمت جملتها سمعت بابا المرحاض يغلق بعنف جعل مراد يبتسم بتشفي و قال بمرح
اوك يا حبيبتي مستنيينك، يالا يا زين ننزل..

دخلت كاميليا الي الغرفه تشعر بالحيرة ماذا عليها أن تفعل لكي تراضيه فهيا تعلم بأن والدها يفعل كل هذا لكي يغضبه و لكن هيا ليس لها ذنب بشئ.

مر وقتا قليل لتجده يخرج من الحمام واضعا منشفه حول خصره و المياة تقطر من بين خصلاته لتقع علي جسده الرياضي ليبدو و كأنه لوحه فنيه بديعه. جعل مظهره هذا الدماء تهدر بعروقها لتهب من مكانها متوجهه الي غرفه الملابس حيث وجدته يقف أمام خزانته معطيا إياها ظهره لتقترب منه بخطي سُلحفيه و تقوم بتطويق خصره بكلتا يديها واضعه قبله في منتصف ظهره شعر و كأنها اخترقت جسده لتستقر بقلبه الذي زادت دقاته بجنون يوازي جنون دقاتها التي شعر بها عندما اراحت رأسها فوق ظهره و قربته أكثر منها فجف حلقه تأثرا بفعلتها و لكنه حاول أن يبدو صوته ثابتا حين قال.

و بعدين يا كاميليا..

لم تجبه بالحديث بل أخذت تضع القبلات البسيطه في منتصف ظهره لتضعف مقاومته كثيرا فلم يستطع منع يده التي امتدت تديرها و تجعلها امامه مباشرة محاصرة بينه و بين الخزانه و أخذ يناظرها بنظرات صارت تعرفها جيدا لذا قامت بلف يدها حول عنقه و هيا تقول بخفوت
الفترة الي فاتت دي عرفتني انك مابتحبش الاعتذار يكون بالكلام فقولت اخليه فعل..

لم يستطع منع ابتسامته التي ظهرت علي شفتيه من كلماتها العابثه و التي جعلته يدرك بأنها قطعت شوطا كبيرا في طريقها إليه فهاهي لثوان استطاعت أن تتحكم في شعوره لتحوله من الغضب الشديد الي الرغبه الشديده ثم الي الهدوء الذي ينافي غضبه الكبير منذ دقائق لذا قال بتهكم
اممممم أو نقول انك بتثبتيني عشان اوافق تنزلي صح..

ابتسمت علي حديثه و لكنها قالت بصدق
خليك متأكد أن الحاجه الي هحس و لو للحظه أنها هتضايقك أو مش هتكون راضي عنها عمري ما هعملها.
لامست صدقها و روعه كلماتها قلبه فقام بلف يده حول خصرها يقربها منه قائلا بحب
انا متأكد من كدا، بس انتي بتاعتي يا كاميليا، اتعذبت كتير عشان اوصلك و مش قادر حد يشاركني فيكي..

لامست باناملها الرقيقه ملامح وجهه و هيا تقول بخفوت
حاسه بيك علي فكرة، عشان أنا اكتر حاجه بتمناها انك تكون ليا لوحدي و محدش يشاركني فيك، بس انا عمري ما هقدر اخليك تتخلي عن مسئولياتك. و عشان كدا اقلمت نفسي اني اشاركك فيها و احس انها مسئولياتي انا كمان و منها اكون معاك علي طول..

ابتسم يوسف علي حديثها و قد وصله المغزي منه و قد اعطاها عقله كل الحق في ما تفوهت به فهيا بالفعل أصبحت تشاركه كل شئ بل و تساعده في ما يقع علي عاتقه من أعباء و لكن ماذا يفعل مع قلبه الذي لا يقبل بأن تبتعد عنه أو يأخذ من وقتها احد غيره لذا قال بتذمر
طبعا أنا عارف انتي تقصدي ايه و المفروض أأقلم نفسي انا كمان أنه أبوكي و أن زين اخوكي و أنهم ليهم حق فيكي صح؟

شعرت في تلك اللحظه بأنه طفل لا يقبل أن يقترب أحد من والدته لذا اختارت ان تطمأنه فقالت بصدق
خليك عارف انك اغلي حد عندي في الدنيا واني لو اتخيرت بينك و بين اي حاجه او اي حد هختارك انت حتي من غير ما افكر..

ارضت كلماتها قلبه كثيرا و جعلت ثورة غيرتة تهدأ لذا قام بغرسها بداخل احضانه يعتصرها بشدة و كأنه يخبرها بأنها له و منه خلقت من ذلك الضلع الذي علي يساره و لن يقبل بإنشقاقها عنه ابدا و اتبع عناقه بجمله استقرت بمنتصف قلبها حين تفوه بها.

انتي طول عمرك سر نجاحي في حياتي يا كاميليا. الهدف الي بحطه قدامي عشان اتغلب علي اي محنه بمر بيها، نصيبي الحلو في الدنيا الي بصبر نفسي بيه و يبقي مستعد ارمي نفسي في النار مدام بعدها حضنك..

رفعت رأسها تطالعه بإنبهار. هذا الرجل العظيم في كل شئ عشقه حنانه عطاؤه. كل شئ به مُبهِر للحد الذي يسلب أنفاسها. حتي شفتيها كانت عاجزة عن النطق فأي حديث يمكن أن يصف ما تشعر به نحوه. فكل احاديت العالم لا تكفي روعته و لا تعطيه حقه لذا اكتفت بأن تقوم بإلصاق شفتيها بخاصته في قبله محمومه كانت هيا من بدأها ليتفاجئ من فعلتها و شغفها و لكنه سرعان انخرط معها في دوامه عشقهم ليتولي هو القيادة و يأخذها في جوله جديده من جولات عشقهم الامتناهي ليبثها شتي انواع المشاعر و الأحاسيس التي تأخذها الي عالم السحر الخاص بهم.

في الأسفل كان الجميع في غرفه الصالون يتبادلون أطراف الحديث و كان مراد يجلس بتذمر من تأخير كاميليا التي وعدته بأنها ستلحق به في وقت قليل و قد زاد غضبه عندما تخيل أن ذلك المستبد لم يسمح لها بالنزول. و هيا حتما لن تعارضه فهيا تراه كل شئ بعالمها حتي أنه يأخذ دوره في حياتها و لا يبالي بمشاعره و لا بإحتياجه إليها و لا باحتياجها له فهيا حتما مهما كانت تعشقه فلابد أن تكون بحاجه الي وجود والدها بحياتها و خاصتا في عدم وجود زهرة. عند مرور اسمها في مخيلته شعر بألم كبير في صدره فهي رحلت عن هذه الحياة بالمها و عذابها و لم يستطع أن يكفرعن خطاءه معها و لكن الحياة أعطته فرصه ثانيه ليعوض ابنتهما عن كل ما مرت به من ظلم و قهر في حياتها و لكن ذلك اللعين لا يسمح له بل إنه يحتكرها كليا و لا يسمح لها بالابتعاد عنه ابدا. بل يجعلها ملتصقه به طوال الوقت وهذا يجعله علي حافه الجنون فهيا أيضا ابنته هيا معجزته التي أشفق عليه قدره و انعم عليه بوجودها ليستطيع أن يحيا حياة طبيعيه بعد أن ذاق الويلات منذ افتراقه عن أمها.

نظر مراد الي ساعته و قد علي غضبه فالساعه تجاوزت الواحده ظهرا فقد مر قرابة الساعه و النصف علي حديثه معها وإخباره بأنها قادمه خلفه لذا هب من مكانه و قد نوى تلك المرة أن يكسر رأس ذلك اليوسف الذي أن كان يكن له الكثير من المحبه مسبقا فالآن يشعر و كأنه عدوه اللدود و ما أن أوشك علي التوجه إلي باب الغرفه حتي تفاجئ بتلك السيدة الجميله التي أطلت عليهم هيا و ابنتها الصغيرة الرقيقه و عندما شاهدته ارتبكت للحظه قبل أن تقول بحرج.

اذيك يا مراد بيه..

هو أيضا شعر بنفس ارتباكها دون معرفه السبب و حتي عندما نطقت اسمه بتلك الطريقه الرقيقه و الخجوله شعر بخفقه قويه في قلبه لا يعلم أيضا سببها قظل ينظر إليها بنظرات لم تفهمها كما لم يفهمها هو كل ما يعرفه هو أن ملامحها مألوفه كثيرا بالنسبه اليه يعجبه النظر إليها كثيرا و هذا ما جعل الخجل يغزو وجنتيها و لم تجد ما تقوله لتظل تناظره هيا بحرج و لم ينتبهوا لذلك الثنائي الذي كان ينزل الدرج ليشاهد ما يحدث فتحدثت كاميليا قائله بإستفهام.

ايه دا دي طنط سهام مامت هند، هو بابا واقف بيبصلها كدا ليه؟
لم يجبها يوسف و إنما لمعت برأسه فكرة ماكرة تحدث علي إثرها قائلا بتمني
حقة لو يكون الي في بالي صح، يارب يبقي صح و تجيله حاجه تشغله عني.

نظرت إليه كاميليا لتجد ابتسامه ماكرة علي شفتيه فلم تفهم سببها لذا قالت بخفوت
بتضحك علي ايه؟
تنبه يوسف إليها و لكنه لم يخبرها شئ حتي يتحقق من حدثه لذا قال بإختصار
افتكرت حاجه ضحكتني.

كاميليا بفضول
حاجه ايه دي؟
نظر إليها بوقاحه في تلك البذله التي تبرز جمالها المشع و وجهها الفاتن الذي انعكست عليه سعادتها فجعلته لامع و مشرق للحد الذي جعله يقترب منها واضعا قبله رقيقه فوق جبهتها قبل أن يقول بوقاحه تتماشي مع وقاحه تخيلاته
خايف اقولك افتكرت ايه تقعدي تحمري و تصفري و تفضحينا قدامهم..

وصلها المغزي خلف كلماته فغزا الاحمرار خدها و قالت بصوت يشوبه البكاء
لا ارجوك اسكت. مش عايزة اعرف..
ابتسم علي خجلها الواضح و قام بأخذ يدها بيد يديه و اكملا النزول للاسفل فانتبه لهم مراد الذي نظر إليه بغيظ و هو يقول من بين اسنانه
ما لسه بدري.

لم يجبه يوسف انما وجه أنظاره الي سهام التي طالعته بإمتنان و خاصتا عندما قال بترحاب
اهلا بيكي يا مدام سهام. منورانا انتي و ورد، مش اسمك ورد بردو؟
نظرت إليه ورد بخجل قبل أن تهز برأسها دلاله علي الموافقه لتجيب سهام بدلا عنها
اهلا بيك يا يوسف بيه، معلش ورد خجوله شويه مع الناس الي متعرفهمش.

يوسف بتفهم
خليها علي راحتها..
تدخلت كاميليا قائله بود
اهلا بحضرتك يا طنط، نورتينا حقيقي..
البيت منور بأصحابه يا حبيبتي، بس احنا مكناش حابين نتقل عليكوا..
كاميليا بلهفه
متقوليش كدا ابدا، تنقلي علينا ايه، ما تقول حاجه يا يوسف.

تدخل يوسف قائلا بلباقه.

احنا اهل يا مدام سهام و مفيش بينا الكلام دا، اتفضلوا نقعد كلنا جوا..
اطاعه الجميع و توجهوا الي الداخل ليتم تبادل الأحاديث و السلامات وسط نظرات مراد الحانقه من ذلك الذي يجلس بجانب ابنته يحتضن خصرها بوقاحه دون اعتبار لوجوده أو وجود رحيم لذي يبدو و كأنه أكثر من سعيد بما يفعله هذا الوغد لذا فعليه أن يحارب وحده فتدخل قائلا بنفاذ صبر
كاميليا الوقت اتأخر مش يالا بقي عشان تروحي مشوارك مع زين؟

نظرت كاميليا الي يوسف بتوسل تجلي في نبرتها حين قالت
مش يالا يا حبيبي؟
تدخل مراد قبل أن يتحدث يوسف فقال بإستنكار
نعم حبيبك مين هو جاي معانا و لا ايه؟

لم يتح لها يوسف الفرصه للإجابه فتحدث بلهجه مستفزة حيث شدد من احتضان خصرها و هو يقول
طبعا يا عمي انا مسبش مراتي تروح في مكان من غيري أبدا..
جز مراد علي اسنانه حتي كاد أن يحطمها من إستفزازه و لكنه حاول أن يتحكم بغضبه حين قال بسخريه
علي أساس انك موراكش شغل متعطل قد كدا في الشركه.

وصل مراد بحديثه الي النقطه التي أرادها لذا اجابه بتخابث
شركه ايه انت ناسي اني في شهر العسل؟
كان مراد مشتعلا من كلماته لتأتي كلمات صفيه المستنكرة لتزيد من نيران غضبه
شركه ايه يا مراد الي هيروحها يوسف دلوقتي، ماهو طول عمره بيشتغل لا الشركه دي انت الي تروحها. و تشيل شويه بقي مكانه دا بقاله سنين مخدش يوم اجازة..

و هنا تدخل رحيم حيث قال بصرامه
صفيه عندها حق يا مراد. يوسف من حقه يريح شويه و ياخد إجازة اشتغل كتير و انتوا كنتوا نايمين، انت الي المفروض تكون في الشركه دلوقتي..

للمرة التي لا يعرف عددها تفوق عليه هذا الماكر و نجح في أن ينحيه من طريقه هكذا أخذ مراد يفكر و هو يقود سيارته في طريقه الي الشركه و قد كانت كل خليه به ترتجف غضبا من ما يحدث معه لذا قام بصف سيارته بعشوائيه حتي كاد أن يصدم غرام التي كانت في طريقها الي أدهم فبعد أن قضت ليله البارحه في صراع دامي بين قلبها و عقلها انتصر أخيرا قلبها الذي أخبرها بأن كل ما تعيشه هو محض اوهام سببها خوفها و قد قررت بأن تخبره عما تشعر به حتي يطمأنها و تستطع أن تهنئ معه و هيا في طريقها كادت أن تصدمها سيارة و لكن لحسن حظها توقفت في الوقت المناسب لترفع رأسها تنوي تحطيم رأس صاحبها لتتفاجي بمراد الذي ترجل من سيارته للإعتذار منها كثيرا فابتلعت حروفها حين قال بأسف.

سامحيني والله يا بنتي مخدتش بالي منك..
غرام بحرج.
حصل خير يا عمو..

مراد بلهفه
طمنيني انتي كويسه..
غرام بصدق
انا كويسه متقلقش، ربنا ستر.
لا بصي انا هبعت للدكتور بتاع الشركه يشوفك.
غرام بتأكيد
صدقني مالوش لزوم حضرتك مخبطنيش اصلا يعني كنت علي وشك بس ربنا ستر..
ابتسم مراد علي حديثها و قال بإحراج
الحمد لله انها جت علي قد كدا، انتي اكيد راحه لادهم..

لا تعلم لما شعرت بالخجل الذي جعلها تقول بإندفاع
لا. انا كنت جايه لكاميليا في الأساس، بس يعني ممكن اعدي عليه اشوفه بردو..
تحدث مراد بغيظ قائلا
لا روحي شوفيه علي طول. كاميليا مجتش النهاردة قاعدة جمب سي يوسف بتاعها..

لمست غرام شرارات الغيرة في حديث مراد و لكنها كبتت ضحكتها علي مظهره و قالت بجديه
والله بجد، طب ابقي اعدي عليها في البيت بقي..
مراد بتهكم
أن عرفتي تقعدي معاها، دا لازق فيها بغرا.

ابتسمت غرام علي مظهره و ما كادت أن تتحدث حتي سمعت شخص ما ينادي مراد و كان عدي الذي أخبره بضرورة التوجه إلي موقع ما لإصابه أحد العاملين به فإستأذن منها مراد و عاد إلي سيارته و بجانبه عدى لمعرفة ما يحدث و توجهت هيا الي الاعلي بعد أن سحبت نفسا عميقا الي داخل رئتيها و هيا تحضر الكثير من الكلمات لكي تبدأ بها حديثها معه و صارت دقات قلبها تعلو مع اقتراب المصعد من الطابق الخاص به و ما أن توقف حتي خرجت بقدم مرتعشه لتتفاجئ عندما وجدت تلك الفتاة تقف مع أحدهم قائله بغنج.

ممكن تاخدي مني الفايل دا علي ما اعمل القهوة لأدهم بيه.

فاجابتها الفتاه الأخري
ما تخلي البنت بتاعت البوفيه تعملها و توديهاله هيا.
تحدثت سلمي قائله بتخابث
أصله مابيحبهاش غير من ايدي!

صّدٌمت غرام عندما رأت تلك المرأة تقف أمامها و تتحدث بتلك الطريقه فنظرت حولها فوجدت احداهن فاوقفتها قائله بلهجه مرتعبه.

لو سمحتي هيا مين البنت الي هناك دي؟

اجابتها الفتاة قائله
دي سلمي سكرتيرة أدهم بيه الجديدة..

بعد يومان في مكان آخر اجتمعت بيه الكثير من الشياطين تمارس جميع انواع المحرمات و الانتهاكات دون اعتبار لأي شئ نجد أحدهم يجلس أمام ذلك الشيطان راغب و هو يقول بعمليه
أنهم يشكون في ولائك و لهم كل الحق بذلك..
تحدث راغب بخوف
و لكن انا لم افعل شئ، اقسم لك بأن هذا ما حدث..

الرجل بسخريه
اصدقك انك لا تعلم شئ فقد تأكدت بنفسي من ذلك و لكن هناك من يعلم.
تحير راغب في حديث ذلك الرجل فقال بإستفهام
تقصد من؟
نظر إليه الرجل بغضب تجلي في نبرته حين قال
لا تراوغني ايها الوغد، انا اعلم بأنك من أخفيت شحنه السلاح تلك و ذلك بمساعدة هذا اللقيط.

جفل راغب من لهجته و لكن فضوله كان يقتله لمعرفه علي من يتحدث لذا قال بحدة
تكلم معي بصراحه من تقصد و اناعلي أتم الإستعداد لتصفيته في هذه اللحظه لأثبت لك ولائي.

ابتسم الرجل قبل أن يقول بمكر
هكذا إذن! لك هذا. اقصد ذلك الوغد رائد!

صُدِم راغب من حديثه و قال بإستنكار
ما هذا الهراء الذي تقوله، فذلك الوغد أضعف بكثير من أن يقوم بكل هذا وحده. فأنا أضعه أمام عيني دائما و لا يستطيع فعل أي شئ دون أن أعلم..

الرجل بدهاء
إذن ما تفسيرك بأن المخازن التي يضع بها تلك الشحنه من الاسلحه تعود إليه
ماذا تقول؟ اي مخازن تلك؟

قام الرجل برمي حفنه من الأوراق في وجهه ليلتقطها هو و يقوم بقرائتها ليشتعل غضبه فقد تأكد حدسه فذلك الوغد يحاول أن يفسد علاقته بالمافيا حتي يقوموا بقتله و لكنه لن يسمح له أبدا لذا رفع نظره الي الرجل أمامه و قال بغضب
ذلك الوغد كان يحاول الإيقاع بي و لكني لن أسمح له.

التفت إلي ذلك الذي كان يقف خلفه و وجهه خال تماما من التعبير و أشار له ليعطيه هاتفه و قام بمهاتفه أحدهم و لم يقل سوي كلمه واحده.

عايزك تدفن رائد مع حبيبه القلب النهاردة.

في منتصف الليل دخل يوسف إلي القصر بعد يوم شاق من الأعمال المتراكمه فوق رأسه و التي لا تنتهي ابدا فإن استسلم لها لن يعود إلي البيت قبل شهر و لكنه حاول إنهاء جزء كبير منها و العودة باقصي سرعه الي جنته التي يود أن يبقي بجانبها طوال حياته و لا يغادرها أبدا و لكنه مكبل باصفاد مسئوليته تجاه عائلته و حمايتهم حتي لو كلفه ذلك حياته. أخيرا وصل إلي باب الغرفه يسبقه قلبه المتلهف لرؤيتها ففتح الباب علي عجل ليتفاجئ من ذلك الظلام الذي يخيم علي المكان و لكنه لم يكن ظلاما كاملا فقد كانت تزينه بعض الشموع التي نثرتها بأماكن متفرقة من الغرفه ليستوعب ما يحدث عندما وجد حوريته الجميله و هيا ترتدي ذلك الفستان الخلاب الذي يظهر قوامها الممشوق و ينسدل خلفها شعرها الطويل الذي كان يلمع في هذا الضوء الخافت و هيا تتقدم منه في دلال أرهق قلبه كثيرا لتقف أمامه و تمسك بكلتا يديه بعد أن التقطت معطفه الذي كان يمسك به و وضعته علي الأريكه و سارت به الي داخل الغرفه و هيا مازالت تمسك يداه و عينيها تحتضن خاصته في عناق روحي جعل الدماء تهدر بعروقه و خاصتا عندما توقفت و قامت بتمرير يدها علي طول ذراعه لتصل إلي رقبته و تعانقها و تقرب رأسها من أذنيه قائله بصوت خافت ساحر مثير.

كل سنه و انت طيب يا حبيبي..

تفاجئ كثيرا من جملتها فهو لم يتذكر أبدا بأن اليوم هو يوم مولده و لكنها لم تنسي بل ظلت طوال الليل تنتظره لتحتفل معه و قامت بتحضير تلك الحفله الصغيرة و الرائعه بالنسبه اليه فأخذ ينظر حوله ليجد تلك الطاوله و يتوسطها قالب حلوي و حوله الكثير من الأشياء التي يفضلها و لكن تأتي هيا في مقدمتهم لينظر إليها بنظرات جائعه كثيرا لتذوق شهدها الذي هو اروع ما قد يتذوقه في حياته و لكنه نظر إلي داخل عيناها و قال بعشق.

تؤ مبتتقالش كدا المفروض تقوليلي كل سنه و انا معاك و في حضنك. و أنا ارد اقولك و أنا مش عايز من سنيني كلها غيرك انتي..

ابتسمت بعذوبه علي روعه كلماته التي دائما ما تبهرها و تثلج قلبها الذي جعلها تقول بخفوت
انا بقي سنيني الي فاتت دي كلها مش محسوب منها غير الكام يوم الي عشتهم في حضنك دول..

زاد التصاقه بها و قد شعر بأن الحديث لم يعد كافيا لذا اقترب من عنقها و صار ينثر عشقه بتمهل ارهقها كثيرا و لكنها حاولت التحلي ببعض الإرادة لتستطع أن تكمل مفاجأتها له لذا قالت بأنفاس مقطوعه
مش عايز تشوف هديتك؟

لم يتوقف عن ما كان يفعله إنما قال بخفوت بجانب أذنها
هديتي من الدنيا دي كلها انتي..
لفت ذراعيها حول رقبته بتمهل قبل أن تقول بجانب أذنه شيئا جعل عيناه تتوسع من فرط الصدمه فرفع رأسه ينظر إليها بعدم تصديق فاخفضت هيا نظرها غير قادرة علي مواجهته لترتسم ابتسامه ذات مغزي فوق شفتيه و ما أن هم بالحديث حتي قاطعهم رنين الهاتف الخاص به لتجفل و تبتعد عنه قائله بصوت مرتبك
تليفونك بيرن..

لم تتركها عيناه الماكرة حتي عندما امسك بهاتفه يجيب و لكنه تفاجئ بما سمعه علي الجانب الأخر فقال بصدمه
رائد اتقتل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة