قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والخمسون

كان يوسف كبركان يغلي من شدة الغضب عندما رأي كاميليا جالسه في غرفة التدريب و علي مقربه شديدة منها ذلك الشاب الذي لم يكن سوي عدي و الذي كان يساعدها في رسم شيئا ما و كان قريب جدا منها فقد كاد يأكل أسنانه من شدة الغضب حتي أنه لم يشعر عندما أخذ يضغط بقوة علي ذلك القلم الذي في يده حتي انكسر و ثار معه بركان غضبه عندما رآها تضحك إليه تلك الضحكه الرائعه فصار يقذف حممه في كل مكان حوله الي أن وصل إلي مكان التدريب فدفع الباب بغضب جعل كل من في المكان ينتفضون بخوف من دخوله العاصف الذي جعلها ترتعب من مظهره الغاضب فقد كان ينفس النيران من أنفه خاصتا عندما نظر إليها تلك النظرة المرعبه التي جمدتها بأرضها فلم تستطع النطق بحرف لتصدمها كلماته الباردة كالصقيع عندما نظر الي عدي قائلا.

أميرة فين
تجاوز عدى صدمته قبل أن يقول باحترام
بشمهندسه أميرة استأذنت و خرجت من ساعه تقريبا و أنا خدت مكانها في التدريب، في حاجه يا يوسف بيه
يوسف محاولا كتم غيظه فقال من بين اسنانه
و انت مين سمحلك تاخد مكانها
عدي بجزع
أدهم بيه!
ابتسم يوسف بغضب قبل أن يقول بصرامه
الشركه دي انا رئيس مجلس الإدارة بتاعها، يعني أوامرك تاخدها مني انا، اظن كلامي واضح.

حاول عدى تجاهل اهانه يوسف له خاصتا أمام كل هؤلاء المتدربين و قال بغيظ مكتوم
واضح يا يوسف بيه.
علي مكتبك..

قال يوسف كلمته فانصرف علي إثرها عدى و هو يغلي من شدة الغضب الذي كان كنقطه في بحر غضبه ذلك الذي كان ينظر إليها يود لو يفجر رأسها الذي هو سبب في عذابه و لوعته بتلك الطريقه و كان تفكيره الغاضب لاول مرة يظهر جليا بنظراته التي كانت ترعبها فقد كان مظهره يوحي بأنه علي وشك إرتكاب جر. يمه عندما قال بصرامه
تعالي ورايا.

القي كلماته ثم انصرف تاركها تشعر بالحرج من نظرات الأشخاص من حولها و الذي جعلها تغضب بشدة لذا جمعت اشيائها بسرعه و توجهت الي مكتبه و لكنها توقفت عند باب المكتب للحظات تحاول فيهم تمالك غضبها و رعبها أيضا منه و من ثم طرقت بخفوت علي الباب و دخلت فوجدته يقف أمام النافذة يعطيها ظهره فظلت تناظره بإعجاب كبير و قد تناست كل ما كان يغضبها منه ف كان مثال للضخامه و الهيبه و الرجوله التي تخطف القلوب و الأنظار هكذا أخبرها قلبها الذي كان يرفرف داخلها من شدة الشوق إليه و قد تجلي ذلك في عيناها التي كانت تناظره بهيام و ابتسامه دافئه إرتسمت علي شفتيها جعلته يندهش عندما التفت اليها ووجدها تبتسم بتلك الطريقه المغويه فضعف للحظه قبل أن يلملم شتات نفسه قائلا بخشونه.

مين المسئول عن تدريبك يا كاميليا
جفلت كاميليا من طريقته في الحديث و سرعان ما عادت إليها ذاكرتها و عاد معها غضبها منه فقالت ببرود
المفروض بشمهندسه أميرة
يوسف بغضب مكتوم
و لما هو مفروض بشمهندسه أميرة عدي كان بيعمل ايه هناك
كاميليا ببساطه
والله معرفش احنا اتفاجئنا بيه جاي بيقول أنه هو الي هيكون معانا النهاردة عشان أميرة دي استأذنت و مشيت. و بصراحه بقي عملت خير أنها مشيت
يوسف بإستفهام
يعني ايه مفهمتش!

كانت تشعر برائحه غيرة تلوح في الأفاق لهذا أرادت ان تلعب علي اوتارها قليلا فقالت ببراءه مفتعله
بصراحه بقي انا مبفهمش منها حاجه و طريقتها مستفزة بس بشمهندس عدي أسلوبه بسيط و لطيف جدا و فهمت منه..
كانت يعتصر كفيه بشدة فبرزت عروق يديه و انتفض ذلك الشريان النابض في عنقه من شدة الغضب و الغيرة على حديثها الي يبدو عفويا و لكنه كأسلاك شائكه التفت حول قلبه ليتقدم منها قائلا من بين اسنانه
لطيف! اممم و ايه كمان.

كانت نظراته و مظهره لا يبشران بالخير أبدا لذا جعلها هذا تتراجع خطوة للخلف قبل أن تقول بخفوت
لا مفيش هو كدا بس!
يوسف بغضب
افهم من كدا انك عيزاه يدربك
نظرت إلي داخل عيناه قبل أن تقول بتخابث
يعني اهو احسن الوحش!
قطب جبينه قبل أن يقول بإستفهام
نعم!
كاميليا بتبرير
بصراحه بقي لا هو و لا أميرة دي بيعرفوا يشرحوا حاجه و لا بفهم منهم اي حاجه تحسهم كدا حافظين مش فاهمين.
يوسف بإستنكار.

مين دول الي حافظين مش فاهمين! الناس دي اشطر ناس في مجالها و بعدين دول بيشتغلوا في شركتنا الي هيا من اكبر شركات المعمار في الشرق الأوسط تقوليلي مبيفهموش حاجه!
اقتربت منه كاميليا خطوتان فوقفت أمامه مباشرة قبل أن تقول بتخابث
بصراحه بقي انت السبب!
يوسف بإستنكار
نعم! انا السبب في ايه
انت الي عودتني علي اسلوب معين من ايام ما. كنت بتشرحلي و أنا في الجامعه و من وقتها و أنا مبفهمش من حد تاني خالص غيرك انت!

كانت كلماتها البسيطه كافيه لقلب شعوره مائه و ثمانون درجه فمنذ لحظات كانت الغيرة تقتله و الان بكلمات بسيطه منها شعر و كان قلبه يحلق في الهواء من فرط السعادة التي دائما ما يكون هناك سبب يعكر صفوها و هذا ما جعله يزفر بحدة قبل أن يقول ساخرا
افهم من كدا انك عيزاني انا ادربك
تغاضت عن خشونته و سخريته و قالت بخنوع
يعني لو مكانش هيضايقك!

تقدم يوسف و جلس خلف مكتبه محاولا عدم الانسياق خلف تلك الذكريات الرائعه لهما عندما كان يقوم بالشرح لها عندما كانت بالجامعه حتي لا يتأذي قلبه أكثر من ذلك فهو قد علم مبتغاها جيدا فهيا تريد تذكيره بلحظاتهم الرائعه معا و هذا ما لا يريده فهذا لا يناسبه أبدا في الوقت الحالي لذا تظاهر بالبحث عن اوراق ما قبل أن يقول ببرود.

مش فكرة هيضايقني. بس الكلام دا زمان لما كنتي لسه في الجامعة انما دلوقتي انتي اتخرجتي و بتدربي تحت ايد احسن ناس في المجال دا فبطلي دلع و ركزي و انتي هتفهمي
اغتاظت كاميليا من تحوله المفاجئ لذا قالت محاوله إستفزازه
تمام عندك حق، و زي ما قولتلك البشمهندس عدي كويس انا عايزاه هو يدربني!
يوسف بحزم
تدريبك مع بشمهندسه أميرة انتي مش هتمشينا علي مزاجك. و اتفضلي علي مكان التدريب بتاعك.

اغتاظت من برودته و جفائه و ودت لو تصرخ بوجهه تخبره بأنه بالفعل لوح ثلج و لكنها تجاهلت كل هذا و توجهت الي باب الغرفه دون قول شئ و عندما فتحت الباب وجدت أميرة التي كانت تقف أمام الباب ترتجف من فرط الرعب و خاصتا عندما دخلت إليه لتجده يناظرها بتلك الطريقه التي سحبت الدماء من أوردتها و خاصتا عندما نظر في ساعته قبل أن يقول
قدامك ساعتين تسلمي فيهم شغلك و مهامك للبشمهندس عدي عشان احنا استغنينا عن خدماتك..

سقطت كلماته فوق أذنيها كالصاعقة التي جعلتها تقترب من مكتبه بلهفه قبل أن تقول بجزع
ليه يا يوسف بيه انا عملت ايه لكل دا
يوسف بإستنكار
عملتي ايه! انتي شايفه انك معملتيش حاجه
اميرة بإرتباك
كل دا عشان اخدت إذن ساعتين بس! دي اول مرة استأذن فيها من يوم ما اشتغلت علي فكرة وكان عندي مشوار مهم
قاطعها يوسف قائلا بحدة
منفذتيش الأوامر الي ادتهالك ليه
يا فندم والله انا بنفذ أوامر حضرتك بالحرف الواحد..
يوسف بحنق.

و لما انتي بتنفذي اوامري عدي كان بيعمل ايه في جروب البنات بتاع التدريب انا مش قولتلك انتي المسؤوله عن تدريبهم و حذرتك أن عدي مالوش دعوة بيهم..
نظرت إليه أميرة بإرتباك فقد كان مسلطا نظراته الثاقبه عليها بشكل جعلها تتوتر و تقول بتلعثم
اصل. اصل. انا يعني مشواري كان مهم. فقولت لو اخد مكاني ساعتين بس مش هيجري حاجه..
يوسف ساخرا
و أنا بردو قولت لما ارفدك مش هيجري حاجه المهندسين علي قفا مين يشيل..
اميرة برعب.

لا يا فندم رفد ايه، انا والله هفهم حضرتك، انا خفت الغي التدريب أو أأجله يحصل مشكله فيعني قولت عدي ياخد مكاني ساعتين
يوسف بنفاذ صبر
و مرجعتليش ليه بتاخدي قرارات من نفسك حضرتك، الكلام خلص خلاص، و اتفضلي عشان عندي شغل
اميرة بإندفاع
ما هو بصراحه بقي يا فندم مكنش بمزاجي!
نظر إليه يوسف بشك قبل أن يقول باستفهام
تقصدي ايه
أخذت أميرة تولول بصوت خفيض لم يسمعه
منك لله هتضيع مني الواد المز الي برسم عليه بقالي سنين..

يوسف بصراخ
بتبرطمي تقولي ايه
اميرة ببكاء
مببرطمش انا هحكي لحضرتك..
قبل ساعتين من الآن
كانت أميرة في مكتبها تقوم بعملها كالعادة لتتفاجأ بذلك الشاب الوسيم الذي لم يكن سوي مازن الذي كانت تكن له الكثير من الإعجاب منذ زمن و لكنه لم يكن يعيرها اي اهتمام لتتفاجأ به الآن يقف أمام غرفه مكتبها يبتسم لها تلك الابتسامه الرائعه التي جعلتها تقف فاغرة فمها من فرط الاعجاب و الدهشه ليتقدم هو تجاهها قائلا بنبرة جذابه.

اذيك يا بشمهندسه أميرة..
لم تجبه أميرة فقد كانت غارقه في سرحانها و ابتسامه بلهاء مرتسمه علي شفتيها جعلته يلعن بداخله و من ثم قال بصوت عال نسبيا
انسه أميرة.
عادت الي وعيها و قالت بارتباك
مازن بيه، ايه المفاجأة الحلوة دي، انا مش مصدقه نفسي حقيقي. حضرتك هنا بنفسك و أنا مش بحلم و كدا.
كان الغيظ يأكله من الداخل و لكنه لم يظهر شيئا بل رسم ابتسامه سمجه علي وجهه و هو يقول بتملق.

هو انا بردو ينفع آجي الشركه من غير ما اعدي أشوفك..
اميرة بإندفاع
اه عادي بتيجي علي طول و مبتعديش عليا..
سرعان ما تداركت الأمر و التفت حول المكتب لقف أمامه و تمسك بيده قبل أن تقول بنبرة ذات مغزي
بس مش مشكله المهم انك هنا دلوقتي..
نظر مازن اليها بخوف قد فطن الي أنه أوقع نفسه في فخ لن يفلت منه بسهوله فأخذ يسب أدهم في سره قبل أن يقول بإرتباك.

ايه يا اميرة انتي بتقفشي كدا ليه دانا كنت جاي أشوفك و امشي علي طول يعني..
تمشي علي طول ايه دانا ما صدقت لاقيتك، قصدي ما صدقت قفشتك، قصدي ما صدقك انك تيجي تشوفني يعني..
شعر مازن بأن تلك الفتاة غير متزنه فحاول أن ينهي مهمته بسرعه لذا قال بصوت متأثر قليلا
طب بقولك ايه ما تيجي نفطر سوي..
لم يكد ينهي جملته حتي اندفعت الكلمات من فمها بلهفه
بجد، انتي جاي عشان تفطر معايا صح، انا مش بحلم.

ارتد مازن للخلف من مظهرها المريع و صراخها ليقول بتلعثم
اه والله. بجد مش بتحلمي.
فاجأته بقولها
اقرصني!
مازن بعدم فهم
نعم!
اميرة بصراخ
بقولك اقرصني، امال اعرف ازاي اني مبحلمش اتفضل اقرصني.
لم يدعها تكمل جملتها إذ فاجأها بقرصه مؤلمه كثيرا أودعها كل غيظه منها و من أدهم لتجعلها تصرخ بألم قائله بغضب
ايه كل دي قرصه، دا انت عنيف جدا، بس مز جدا.

قالت كلمتها الأخيرة بغمزة اتبعتها بأن عضت شفتيها باغراء جعله يفزع من أفعالها الحمقاء لذا قال معنفا إياها
انسه أميرة انتي في شركه محترمه مينفعش الي بتعمليه دا. و بعدين انتي فهمتيني غلط انا اقصد أننا نخرج نفطر برا و ندردش شويه يعني نتعرف علي بعض. مش القاذورات الي جت في دماغك دي!
اميرة بتخابث
اممم نفطر بره، وماله نفطر و نتغدي و نتعشي كمان، احنا ورانا حاجه..

نظر مازن إليه بإشمئزاز و لكنه حاول أن يضغط علي نفسه قليلا و تحمحم قائلا بنبرة جذابه
طب و شغلك
اميرة بهيام
يتحرق
مازن بنفس لهجته و هو يغمز
و التدريب هتسبيه لمين
اميرة علي نفس حالتها
هلغيه النهاردة و هاخد اليوم كله أجازة و هقضيه معاك!
ذُعر مازن و قال بلهفه
لااا، تخلي عدى ياخد مكانك النهاردة في التدريب و انتي تاخدي إجازة ساعتين نفطر فيهم و نلف شويه بالعربيه و بعدين اجيبك هنا تاني، اصل انا عندي شغل ضروري.

اميرة بإرتباك
هاه عدى! لا مينفعش خالص
حاول مازن رسم الحزن علي ملامحه قائلا
افهم من كدا انك بترفضي طلبي
اميرة بلهفه.
لا طبعا، بس اصل انت متعرفش عدي مينفعش يمسك التدريب خالص، دا يوسف بيه كان ينفخني.
ابتسم مازن داخليا علي خطة صديقه الذي سيجعله يجن اليوم فاقترب منها قائلا بخفوت
و يوسف هيعرف منين
اميرة بإنتباه
قصدك ايه
مازن بتخابث.

انا هاخدلك إذن ساعتين من أدهم و هو مش هيمانع و عشان ميبقاش في لخبطه عدي هياخد مكانك لحد ما ترجعي و يوسف هيكون مشغول طول النهار اصلا في اجتماعاته و صفقاته و احنا بقي نفطر و نرجع علي طول تستلمي شغلك من عدي و لا مين شاف و لا مين دري ايه رأيك
لم تجيبه بل ظلت تفكر قليلا ليقترب هو من ورده في المزهريه علي مكتبها و قام بقطفها و أعطاها إياها قائلا
وردة لاحلي وردة في الدنيا!

أخذت الوردة بهيام ثم التفت آخذه حقيبتها ثم التصقت به تمسك بيده بشدة قبل أن تقول بابتسامه أظهرت جميع أسنانها و ذلك التقويم البشع الذي تضعه
يالا بينا!
عودة للوقت الحالي
والله يا يوسف بيه دا كل الي حصل، و لما سمر كلمتني كنت اصلا تحت و جيت جري علي حضرتك متأخرتش لحظه.

فهم يوسف ذلك المخطط القذر الذي أُحيك بواسطة كلا من أدهم و مازن و قد اقسم بأن يذيقهم الويلات لتدخلهم فيما لا يعنيهم لذا رقق لهجته كثيرا عندما قال بتخابث
انا شامم ريحة قصه حب علي وشك أنها تبدأ صح و لا انا غلطان
اميرة بخيبه أمل.

والله يا يوسف بيه انا كنت شامة ريحتها انا كمان بس الغريب بقي أنه اتقلب ١٨٠ درجة لما خرجنا و بقي قاعد كأنه مش طايق نفسه يدوب فطرت و قومنا قعد يلف حوالين الشركه شويه من غير ما يفتح بقه بكلمه و اكلمه ميردش و الاخر نزلني قدام باب الشركه و طار بالعربيه تفتكر ايه السبب
يوسف بمكر
للأسف مازن مش هيبطل حركاته دي!
اميرة بانتباه
حركات ايه
يوسف بحزن مصطنع.

هقولك بس اوعديني تمسكي اعصابك، و اعرفي اني معاكي في كل الي انتي عايزاه و هساعدك كمان
اميرة و قد زاد توترهت فقالت بلهفه
اوعدك بس هو في ايه يا يوسف بيه
يوسف بتأثر زائف
مازن خاطب و كتب كتابه الخميس الجاي، بس هو كل فترة و التانيه بيحاول يلعب بديله و يعرف بنات و يعشمهم بالجواز و يلف لفته معاهم و يعلقهم بيه و بعد كدا يخلع، انتي مش اول واحده يحصل معاها كدا دانا يمكن نبهتك في الأول..

هبت أميرة من مقعدها قائله بإنفعال
يا نهار اسود، انت بتقول ايه يا يوسف بيه
يوسف بتخابث
بقولك الحقيقه، انا عارف انك مصدومه بس انتي حالك احسن كتير من حال خطيبته الي مخدوعه فيه دي، تخيلي تعيش مع انسان زيه كل شويه مع واحده شكل و بيلعب بيهم و بعد كدا يتخلي عنهم!
اميرة بغضب
و ايه الي يجبرها تكمل مع واحد واطي كدا زيه
يوسف بمكر.

ماهي للأسف متعرفش، و لا واحده من الي عرفهم كان عندها الجرأة تروح تحكيلها، تخيلي يسيبوا بنت زيهم كدا تتخدع و تعيش تجربه قاسيه زي دي مفيش حد فيهم عنده ذرة ضمير و يروح يقولها يرضيكي يا آنسه أميرة الي بيحصل دا
اميرة بتصميم
لا ميرضنيش طبعا، يوسف بيه انا عندي ضمير و ميرضنيش اسيب بنت زيي تتبهدل كدا و لا تعيش مع ذئب زي دا..
يوسف بتحفيز.

كنت واثق انك عندك ضمير و هتعملي كدا، ربنا يكتر من امثالك يا انسه أميرة، و أنا هسهل عليكي الموضوع خالص..
التف يوسف حول مكتبه و قام بتدوين شئ ما علي ورقة أعطاها إياها قائلا بحماس
دا عنوان خطيبته، عايزك تحكيلها كل حاجه اوعي تخبي اي حرف واحد، و اعتبري أن باقي اليوم إجازة و ليكي شهر مكافأة علي شهامتك دي..
زاد حماس أميرة فقال بحماس
اطمن يا يوسف بيه دانا هحكيلها و هوريلها الدليل كمان..

لم تمهله الوقت ليسأل فقط أخرجت هاتفها و ارته صورة لها مع مازن الذي يبدو و كأنه مرغم علي التقاط الصورة بتلك البسمه المشمئزة التي يرسمها علي ملامحه مما جعل يوسف يشفق كثيرا عليه من ذلك المصير السيئ الذي سيتجرعه علي يد كارما التي لم تهتم سوي بأنه في الصورة مع فتاة الباقي لن يهمها عندما تقوم بتهشيم رأسه لذا قال بسعادة غامرة.

الله عليكي يا بشمهندسه أميرة، تعجبيني هو دا الشغل، عايزك تطيري بقي علي كارما و ترسيها عالفوله، عايزها تخرب خالص..
اميرة بحماس
اعتبره حصل يا يوسف بيه، عن إذن حضرتك
عند خروج أميرة تعالت قهقهات يوسف الذي جلس بإرتياح علي الكرسي خلفه و هو يقول بوعيد
ياه يا مازن كان نفسك تتجوز يا عيني قبل ما تموت..
التف يوسف إلي الهاتف الخاص به و قام بضغط ذر و قال بأمر.

عايز تسجيلات الكاميرا الي قدام باب الشركه بتاعت يوم الحد..
اغلق الهاتف ثم تواصل مع سمر قائلا
احجزيلي اول طيارة مسافره علي ألمانيا..

كانت كاميليا في طريقها إلي غرام التي كانت تنتظرها في أحد المقاهي علي النيل الذي أخذت تنظر إليه تود لو تشكي له كل تلك الهموم التي تحملها بداخل قلبها و التي تعجز عن الوصول لحل لها فهيا منذ آخر لقاء بينهم تتجنب رؤيه اي شخص فقط تفكر و تفكر و تفكر و لكنها لم تصل لشئ لذا هاتفت كاميليا التي كانت وصلت للتو و جلست قائله بلهفه
غرام مالك صوتك قلقني اوي في التليفون
غرام بلهجه حزينه
تعبانه اوي يا كاميليا!

كاميليا بلهفه
سلامتك يا قلبي، في ايه مالك حاسه بأيه حاجه وجعاكي
غرام مطمئنه
متقلقيش انا سليمه مفيش حاجه وجعاني، اقصد انا تعبانه من جوا حاسه قلبي واجعني اوي و مخنوقه جدا
كاميليا بتأثر
حبيبتي يا ميمو، موضوع أدهم بردو!
هبطت الدموع من مقلتيها متبوعه بكلمات متألمه خرجت من عمق وجعها.

تعبت اوي يا كاميليا مش عارفه اعمل ايه حاسه بروحي بتتسحب مني و أنا بعيد عنه و لما بقرب منه الخوف و الرعب بيمتلكني و احس اني عايزة اجري و اهرب لاي مكان بعيد عنه، مش عارفه انا عايزة ايه اعصابي تعبت من التفكير و الخوف و العذاب الي انا عيشاه، مش عارفة اوصل لحل يرضي قلبي و يقنع عقلي
كاميليا بهدوء.

انتي بتحبيه يا غرام و بتحبيه اوي كمان و دا الي واجعك أنه برغم الي عمله معاكي مش قادرة تسيطري علي مشاعرك ناحيته، و هروبك دا دليل علي خوفك منه أنه يخذلك أو يجرحك تاني.
غرام بألم
هموت يا كاميليا، مش هقدر اتحمل منه أي جرح تاني.
كاميليا بلهفه
بعد الشر عنك ماتقوليش كدا، و أدهم بيحبك و بيموت فيكي. و اكيد انتي حسيتي بدا
غرام بتعب.

عارفه أنه بيحبني اوي، آخر مرة اتكلمنا فيها اتأكدت أنه بيعشقني مش بيحبني بس، لكن بردو مطمنتش خايفه يظلمني تاني، خايفه يحرجني تاني..

الي بيحب حد بيقدرش يجرحه يا غرام أو يوجعه، أدهم الاول كانت السكينه سرقاه و كانت كل حاجه ملخبطه جواه مكنش قادر يعترف لنفسه أنه بيحبك أبدا بس دلوقتي عرف و فهم و اتعلم و انتي عذبتيه لدرجة أنك لو رجعتيله مش بعيد يحطك في باترينه و يخليكي بعيد عن أي حاجه ممكن توجعك في الدنيا دي، اسمعي مني أدهم عمل المستحيل عشان تسامحيه و انتي لسه علي عنادك و هو علي عكس المتوقع عنده استعداد يحارب عشانك و ميأسش و لا استسلم أبدا بالعكس إصراره بيزيد.

غرام بلهفه
ماهو دا الي مخوفني، أدهم شخصيه قويه شخصيه محدش يقدر يهزمها بيقدر يوصل لالي هو عايزه بكل الطرق مفيش حاجه عمرها وقفت قدامه، يمكن عشان كل الي عملته فيه بيحاول يقرب مني و يخليني اسامحه و اول ما يوصل لهدفه خلاص هيفقد شغفه و ابقي زي اي حاجه كان عايزها و وصلها في حياته..
كاميليا بتفهم.

انا عارفه و حاسه كل الي انتي حاسه بيه دا بس بقولك و بطمنك أن مفيش حاجه من دي خالص أدهم فعلا بيعشقك، انا نفسي تشوفي عنيه لما بتيجي سيرتك، الحب بيبان يا غرام في طريقه الكلام في النظرات انا اكتر واحده تعرف أدهم في الدنيا دي. و بقولك أنه بيموت فيكي مش بس بيحبك بس، خديها مني عيشي حياتك مع الي بتحبيه و متديش فرصه للدنيا تبعدكوا عن بعض، الحياة قصيرة اوي علي انكوا تعذبوا بعض اوي كدا.

شعرت غرام بحزن صديقتها الذي يقطر من بين كلماتها لذا امتدت يداها تقبض بلطف فوق يديها و هيا تقول بحنان
كاميليا انتي كويسه
كاميليا بألم
لا، انا عمري ما كنت مش كويسه قد الأيام دي..
غرام بلهفه
فيكي ايه يا حبيبتي اتكلمي
كاميليا بقهر
اغلي حاجه في حياتي بتضيع مني و مش قادرة اعمل حاجه!
بطلي كلام بالالغاز و فهميني
قررت أخيرا بأن تفصح عما يجول بخاطرها علها تجد حلا بمعاناتها لذا قالت بحزن.

يوسف بيضيع مني و أنا عامله نفسي مش واخده بالي و عماله اكذب في نفسي بس مبقتش قادرة..
غرام باستفهام
ماله يوسف مش كل حاجه انكشفت و عرف عنك كل حاجه يبقي في ايه بقي
معرفش كل حاجه، في حاجات انا مخبياها عنه و للاسف عمري ما هقدر اقولهاله ابدا!
قطبت غرام حاجبيها و قالت بترقب
حاجات ايه دي الي عمرك ما هتقدري تقوليهاله
أخيرا استطاعت أن تخرج ذلك السر الذي لا طالما ارهقها كثيرا فقالت بيأس.

الشركه بقالها فترة بتخسر و يوسف و أدهم شاكين أن في خاين في الشركه و الخائن دا انا اعرفه بس للاسف مش قادرة اقول عليه
غرام باستفهام
و مين الخاين دا و ليه مش قادرة تقوليلهم عليه
الخاين دا يبقي رائد، صاحب يوسف الروح بالروح و أيده اليمين في الشركه و يوسف بيثق فيه جدا بس هو خاين و زباله
صُدِمت غرام من حديث كاميليا فقالت بإستفهام
طب و انتي ايه عرفك أن هو دا الخاين انتي بتقولي صاحبه الروح بالروح ازاي هيخونه.

كاميليا بغضب
هو الي قالي..
دا ازاي يعني
استرجعت كاميليا ما حدث في ذلك اليوم في المشفي و قصت عليها ذلك اللقاء الذي حدث بينها و بين رائد و انتهت قائله من بين دموعها
هتجنن يا غرام مش قادرة احكيله و لا أقوله حاجه، انا مبنمش و لا باكل و لا بشرب من تعب الأعصاب الي انا فيه
حاولت غرام تهدئتها قائله بحنان
طب اهدي يا حبيبتي و فهميني ليه مش قادرة تقوليله
كاميليا بألم.

لو قولتله هضطر أقوله علي كل حاجه و علي عرض رائد اني اتجوزه و يوسف لو سمع حاجه زي كدا مش بعيد يق. تله، كمان هو قالي أن وراه ناس ممكن تأذي يوسف و أن محدش هيقدر يلحقه منهم و أنا مرعوبه و مش عارف اعمل ايه
غرام بصدمه
يا نهاره اسود ازاي صاحب و يقدر يعمل مع صاحبه كدا و بعدين تعالي هنا انتي كدا مفكرة انك بتحمي يوسف منهم دانتي كدا سيباه علي عماه و ممكن يلبس في حيط لو فضلتي ساكته اكتر من كدا!
كاميليا بارتباك.

لا ما هو انا مسكتش، انا حاولت اعرفه بس بطريق غير مباشر!
غرام بعدم فهم
دا الي هو ازاي يعني
كاميليا بخفوت
انا بعتله جواب قولتله فيه أن رائد هو الخاين و مكتبتش عليه اسم و لا اي حاجه
شهقت غرام من صدمتها و قالت بإستنكار
جواب! انتي هبله يا بت انتي! جواب ايه الي تبعتيهوله في الظروف المهببه دي دا بدل ما تجري تقوليله عالمصيبه دي بعتهاله في جواب!
كاميليا بإنهيار.

كنتي عيزاني اروح أقوله ايه أنه كان هيموتني و أنه كان عايزني اسيبك و اتجوزه عشان يروح يخلص عليه، انا خوفت عليه اقسم بالله كنت هموت من الخوف و الرعب لما. كان بيتأخر بره شويه كنت بتجنن مش عارفه اعمل ايه و مش عارفه حتي الجواب دا وصله و شافه و لا لا انا هتجنن
غرام بمواساه
طب اهدي شويه، انتي قولتيلي من شويه أنه متغير عليكي و سألك انتي في حاجه مخبياها عليه ما يمكن عرف انك انتي الي بعتي الجواب دا.

كاميليا بنفي
لا ميعرفش انا كتبته عالكمبيوتر و بعته بالفاكس أيام ما كنت عند جدي في المستشفي و هو اكيد مش هيعرف مين بعته
غرام بتفكير
طب و لنفرض أنه في احتمال و لو واحد في المليون أنه يعرف انك انتي الي بعتاه تفتكري تصرفه هيكون ازاي
كاميليا باندفاع
كان طربق الدنيا على دماغي و كان استجوبني لحد ما يعرف انا عرفت منين، يوسف غيور فوق ما خيالك يصورلك و عمره ما هيعدي موضوع زي دا
غرام بحيرة.

طب يعني هو ميعرفش موضوع الزفت دا و وارد أنه ميكونش شاف الجواب يبقي تفتكري ايه ممكن يكون مزعله منك كدا
كاميليا بارهاق
يمكن يكون عرف بالكلام الي حصل بيني و بين جدو في المستشفي، أو عرف بالكلام الي قولته لنيفين يوم ما جتلي تقولي أنه هيتجوزها انا بصراحه خبطت جامد
غرام بتأنيب.

هو بصراحه عنده حق يزعل و انتي غلطتي في كل حاجه كلامك معاها و كلامك مع جدك و انك اصلا تشكي فيه دا غلط لانك اكتر واحده عارفاه في الدنيا و عارفه أنه عمره ما يعمل حاجه زي دي
كاميليا بحنق
عارفه بس سمعته بودني اعمل ايه يعني
غرام بغضب
تسأليه مش تاخدي الكلمتين و تطلعي تجري و تعيشي في دور الضحيه..
كاميليا بندم.

هو بردو قالي كدا، بس كلام جدي وجعني اوي و حسيت أنه مقداموش حل غير أنه يسمع كلامه انا كنت هموت من الوجع يا غرام..
غرام بمواساه
طب اهدي كدا و إن شاء الله كل حاجه هتتحل، المهم انتي لازم تجمدي قلبك و تقولي ليوسف كل حاجه عشان تبقي في السيف سايد و ميكونش في حاجه خايفه منها، انك تعيشي مع الخوف دا احساس بشع و كمان عشان يقدر يلحق شركته الي هتفلس دي
كاميليا بذعر
انتي مين قالك كدا.

جدي كان بيتكلم مع على من يومين قبل ما يسافر و قاله أن الدنيا مش مظبطه معاهم خالص
شعرت كاميليا بالألم لما سمعته و أخذ ضميرها يؤنبها بشدة فما أوشكت علي الحديث حتي أتاها إتصال فأجابت عليه
ايوا يا خالتو!
فاطمه بلهفه
الحقيقي يا كاميليا يا بنتي، كارما منهارة و حالتها صعبه انتي فين
كاميليا بلهفه
مالها كارما انا مع غرام بره
فاطمه بغضب
و الزفته دي مابترودش علي موبايلها ليه بقالي ساعه برن عليها
كاميليا بتوتر.

معرفش والله يا خالتو، غرام انتي موبايلك فين
اجابتها غرام بعد أن قامت بالبحث عن هاتفها فلم تجده
معرفش تقريبا نسيته في العربيه
فاطمه بأمر
طب هاتيها و تعالوا بسرعه عالبيت
أغلقت فاطمه فهبت كاميليا من مكانها و هيا تقول بقلق
يالا يا غرام نروح عالبيت خالتو عماله تزعق و بتقول كارما منهارة معرفش في ايه.

و بالفعل نهضت غرام بلهفه و توجهت الاثنتان الي سيارة غرام التي وجدت علي هاتفها الكثير من المكالمات الفائته و رساله علي أحد التطبيقات التي سرعان ما فتحتها لتصدم بمحتواها فنظرت الي كاميليا بصدمه قائله
هو دا الي بتقوليلي أنه بيحبني! شايفه!
أخذت كاميليا الهاتف من يدها فصدمت مما رأته و قالت بإندفاع.
مرام!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة