قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثمانون

يُقال بأن الدفء عادة ما يأتي بعد سقوط المطر. لهذا تركت قلبي في السماء يعانق الغيوم بخيط من الدعوات التي لم أكف عن ترديدها منذ رحيلك، و في الأرض غفت روحي علي أمل أن تُمطر تلك الغيمات فيمسح المطر علي قلبي بنسيم رائحتك لأستيقظ علي دفء وجودك
نورهان العشري.

كان أدهم يناظرها بعدم تصديق مما سمعه لتوه فلم يستطع عقله ترجمه حديثها الذي خرج من بين شفتيها المرتعشه و قد كان صدقه مرتسم بعيناها التي كان بها إعتذار أفقده كل ذرة تعقل لديه لتمتد يديه تقبض علي معصمها بعنف غير مقصود جعلها ترتجف من فرط الخوف خاصتا حين قال بصوت مرعب
يعني ايه الصور دي حقيقيه؟

لم تطاوعها شفتيها علي الإجابه فقد تملك الرعب بكل خليه منها و ارتجف جسدها بشدة و صار الدمع يتقاذف من مقلتيها فأعاده مظهرها المذري الي وعيه فسحب يده الممسكه بيدها و هب من مكانه يحاول تنظيم أنفاسه لثوان قبل أن يلتفت إليها ليجدها علي حالها من الرعب الباد علي محياها فاقترب منها بهدوء ينافي جحيم غضبه المستعر بداخله و قال بتعقل.

غرام، ممكن تهدي و تفهميني تقصدي ايه بكلامك دا؟ يعني ايه الصور دي مش متفبركه، انتي، انتي فعلا الي..

لم يطاوعه لسانه بنطقها و قد احتدم غضبه مع وجعه و غيرته ليشكلا الجحيم بنظراته التي تحولت إلي جمرات و هيا تطالعها بتوسل كي تنفي ما تفوهت به لتأتي كلماتها التاليه لتزيد من نيرانه حين قالت بإرتباك
أيوا يا أدهم انا فعلا الي في الصور دي..

اخترقت جملتها منتصف قلبه كسهم مسموم سري مفعوله كالنيران في عروقه ليشعر بألم حاد يجتاح جسده بأكمله فلم يشعر سوي بنفسه و هو يترنح ليسقط علي المقعد خلفه و كأن قدميه لم تعد تقوي علي حمله أو أن قلبه لم يعد يستطع تحمل ذلك الألم القاتل الذي جعل التنفس بات ثقيلا عليه مما جعل الدماء تهرب من وجنتيه فأصبح شاحبا كالأموات و هو يتخيل أن تكون حبيبته طفلته معشوقته مع رجل آخر عند ذلك الهاجس اشتدت قبضة يده حتي برزت عروقه بقوة تنافت مع ضعف نبرته حين قال بألم.

ليه؟

توقعت منه الغضب و الصراخ و حتي العنف. توقعت ان تري رجل غاضب جريح قد يعميه غضبه و هواجسه كما اعمته من قبل. توقعت منه الأسوء حتي أنها ظنت للحظه بأنها سوف تهلك علي يده ما أن تتفوه بجملتها تلك و لكن ما لم يخطر علي بالها ان تري كل هذا الضعف و الألم. فمن يري وجهه الآن يظن بأنه علي وشك مفارفه الحياة. لم تستطع مقاومه رغبتها بأن تري تأثير حديثها عليه و هل ستري ذلك الوجه البشع الذي سبق و رأته قبل ذلك في تلك الليله المشئومه! و لكن ما رأته الآن جعل قلبها يلعن تلك الرغبه اللعينه فهرولت اليه لتجلس أمامه علي ركبتها و هيا تقول بلهفه و ندم.

أدهم. الموضوع مش زي مانتا فاهم، انا معرفش مين دا اصلا الموضوع كله جه صدفه..

انتشلته كلماتها من قاع الجحيم الذي ابتلعه منذ دقائق ليرفع رأسه و يطالعها بعدم فهم لتقول هيا بلهفه
انا هحكيلك كل حاجه، بس قبل ما احكيلك انت واثق فيا و هتصدقني صح؟

كانت تطالعه بتوسل ارتسم بنظراتها فلم يستطع أن يجيبها سوي بهزة بسيطه من رأسه و قد كان داخله يحترق حتي يستمع إلي ما ستقوله لتخرج الكلمات متلهفه من بين شفتيها.

انا معرفش مين دا. انا في يوم كنت خارجه من الكافيه و كنت معيطه و اعصابي بايظه و دورت العربيه عشان امشي و فجأة لقيت العربيه بدل ما تطلع قدام رجعت لورا و خبطت العربيه الي راكنه ورايا. الناس اتلمت فنزلت جري عشان اشوف حصل ايه قعدوا يتخانقوا معايا يلوموني و اني بهدلت العربيه وقتها اترعبت و قولت انا هدفع تمن تصليحها و فين صاحبها و جه الشاب دا و قعدت اعتذرله و قولتله هدفع تمن تصليح العربيه فهو لما لقاني اعصابي بايظه و عماله اعيط قعد يهديني و اقترح عليا اني ادخل الكافيه اشرب حاجه و نقعد نتكلم. و أنا في الوقت دا فعلا مكنتش قادرة اقف علي رجلي من كتر الضغط و التوتر الي كنت فيه و دخلنا فعلا و الحقيقه أنه كان شاب محترم جدا و قالي مفيش مشكله و ان هو مش عايز مني اي حاجه و انا اصريت ادفع تمن تصليح العربيه و هو اضطر يوافق و عرفني علي نفسه وقتها. أنا حتي مش فاكرة اسمه ايه من اللخبطه الي كنت فيها و طلعت مبلغ ادتهوله و قمت عشان امشي فجأة حسيت الدنيا بتلف بيا و دوخت و هو لحقني زي ما في الصورة كدا..

هرولت تجاه أحدي الصور و التقطتها لتضعها أمام عيناه و هيا تشير الي مظهرها فكانت مغمضه الأعين من يراها و لا يعرف حقيقه الأمر يظن أنها في حالة من العشق و الهيام و لكن عندما أمعن النظر بها لمس صدق حديثها فتابعت بعد أن أتت بصورة آخري و هيا تقول بصدق.

محستش بنفسي غير بعد فترة و الناس كلها حواليا و بتفوقني. و بعد ما فوقت أصر يوصلني عشان كنت مش قادرة اسوق بس انا رفضت و اصريت اطلب اوبر و على بعت السواق يجيب العربيه و اول مرة اعرف انه شالني لما شوفت الصور دي دلوقتي. و من وقتها مشوفتوش و لا اعرف عنه حاجه حتي اسمه مش فاكراه، دا كل الي حصل.

كان يناظرها بنظرات غامضه لم تفهمها مما جعل الرعب يغزو قلبها من جديد و ازدادت دقاته بعنف حتي شعرت بأنه قد سمعها من مكانه لتقول بتوسل
والله كل الي حصل كان صدفه يا أدهم.

ادهم بغضب
لا يا غرام دي مش صدفه
صدمتها كلماته و تلك القسوة التي انبعثت من عيناه ذكرتها بنظرات رأتها من قبل فتجمدت الدماء بعروقها و جف حلقها و خرجت الكلمات من فمها بأنفاس مقطوعه
يعني ايه يا أدهم؟ انت مش مصدقني؟

ناظرها بقوة تجلت في نبرته حين قال
الصور دي مدام وصلتني يبقي الي حصل مكنش صدفه يا غرام، دا مترتبله و مترتبله صح اوي..

وصل لعقلها المعنى المبطن لكلماته فقالت بإندهاش
انت تقصد أن في حد رتب لالي حصل دا عشان يصورني و..

توقفت الكلمات عند أعتاب شفتيها ليتابع هو قائلا بقسوة
و يبعتلي الصور و اشوفها و اتاكد انك بتخونيني..
غرام بعدم تصديق
لا يا ادهم مش معقول كلامك دا، مانتا مش معقول كنت هتشوف الصور من غير ما تسألني و اكيد انا كنت هقولك الي حصل. معتقدش الموضوع زي مانتا بتفكر كدا.

زفر أدهم بحدة قبل أن يقول غاضبا
مانا ممكن مكنتش اصدقك، و خصوصا بعد الي حصل قبل كدا..
طالعته غرام بشك قبل أن تقذف كلماته الرعب بقلبها حين قال بحنق
الي عمل كدا دا عارف الي حصل بينا قبل كدا، و عشان كدا عمل اللعبه القذرة دي عشان اتجنن و اكرر غلطي معاكي، و بكدا يضمن انا انا و انتي نفترق للابد.

اخذت غرام تدور حول نفسها و هيا ترتجف قائله بإنفعال
دي تبقي كارثه، لو فعلا زي ما بتقول عارف بالي حصل بينا قبل كدا. يبقي انا كدا روحت في داهيه..

اعماه الغضب من خوفها الواضح فامتدت يداه تقربها إليه بعنف و هو يقول بصرامه
انتي مجنونه! محدش في الدنيا دي يقدر يجيب سيرتك بحرف. و الي يفكر بس همحيه من علي وش الارض..

لم تجد ادفء من أحضانه لترتمي بها حتي تزيل تلك البرودة التي قذفها الخوف بداخلها فاشتدت يداها الممسكه بمقدمه قميصه و كأنها تخبره ليس لي سواك. ليلبي هو ندائها الصامت و تلتف ذراعيه حولها بحمايه ليتسلل الأمان الي سائر جسدها الذي تراخي لتجد نفسها تستند عليه فقام بالجلوس علي المقعد خلفه و هيا لا تزال بين أحضانه و يداه تربت برفق فوق خصلات شعرها حتي شعرت بأنها قد هدأت و عاد انتظام أنفاسها و استطاعت أخيرا أن ترفع رأسها لتنظر الي عيناه بإعتذار لم يفهمه لتقول بخفوت.

حسيت بأيه لما قولتلك أن الصور دي حقيقيه.

شعر بأن سؤالها كان له معنا آخر و لكنه أجاب بتلقائيه
انك غرزتي سكينه في نص قلبي بالظبط..
طالعته بندم اندهش له كثيرا لتصدمه كلماتها التي خرجت من بين دموعها
أنا أسفه، بس مقدرتش اقاوم رغبتي بأني اشوف في عنيك انك عمرك ما هتأذيني تاني..

كان اعترافها اشد قسوة من تأثير فعلتها عليه فقد كانت كشخص القي به في قاع الجحيم ثم وقف يشاهد احتراقه بهدوء تام اتبعه باعتذار بارد لم يزده سوي عذابا تجلي علي قسمات وجهه التي كوبته بين كفيها و هيا تقول من بين دموعها.

لما قولتلك أن الصور حقيقيه و سكت عقلي قالي اني هشوف أدهم الي في يوم من الايام حول حياتي لجحيم بس قلبي قالي لا، كل مرة كنت بتقولي بحبك و سامحيني كان عقلي بيقف بينك و بيني و يقولي اوعي تسامحيه هيرجع يأذيكي تاني مع اول مشكله تحصل بينكوا. حتي بعد ما رجعنا لبعض مكنش عقلي قادر يستوعب دا و كنت بهرب من مواجهته دايما. لكن النهاردة بس هقدر أواجه بحبي ليك الي عمري ما هندم لحظه عليه..

كان يعطيها كل الحق فيما فعلته سابقا بل و كان يلوم نفسه معها و لكن الآن حقا آلمه قلبه للحد الذي جعله غير قادر علي الغفران شعر بأن كل ما فعله من أجلها ضاع هباءا منثورا و لم تشفع نظرات التوسل التي كانت تطالعه بها أن يعطيها الحق تلك المرة أيضا و يتجاوز عن خطأها يحقه لكنه لم يستطع جل ما استطاع التفوه به هو.

النهاردة بس خدتي حقك مني يا غرام، قدرتي توجعيني زي ما وجعتك يمكن اكتر كمان. ارتاحي. حقك رجعلك و زيادة شويه..

ارتعب قلبها عند سماعها لكلماته و شعرت بمرارة الندم تسري في حلقها فتزايدت عبراتها في الهطول و قد كانت كجمرات تسقط فوق قلبه الذي كان يفيض منه الوجع فامتدت يداه تمسح قطراتها برفق و قام برفعها من فوق قدميه و نهض بهدوء تجلي في نبرته حين قال
هغير هدومي عشان نمشي.

لم يستطع المكوث امام عيناها أكثر فتوجه الي الداخل و ما كاد أن يخطو خطوة الي غرفة النوم حتي تفاجئ بصوت قفل باب الشقه فالتفت ليجدها تغلق باب الشقه بالمفتاح و هيا تنظر إليه بتصميم اذهله بقدر ما ازهلته كلماتها القويه.

تمام براحتك يا أدهم. بس خليك عارف ان مفيش حد مننا هيخرج من هنا غير و احنا متصالحين و كل واحد فينا مش شايل في قلبه حاجه من التاني. عشان حراااام بجد انا معنتش قادرة اتحمل وجع اكتر من كدا، نفسي بس في ليله واحده تعدي عليا من غير عذاب و دموع و حرقه قلب..

أنهت جملتها الأخيرة و انخرطت في نوبه بكاء هستيري جعلها غير قادرة علي الوقوف علي قدميها فجلست بوهن علي الأرض و هيا تدفن وجهها بين يديها تاركه العنان لدموعها و شهقاتها التي أتت به جرا إليها فلم يحتمل قلبه رؤيه انهيارها بهذا الشكل فسرعان ما التفت ذراعيه تحاوطها بقوة و عشق تغلب علي كل شئ بداخله فصار جسدها يهتز بفعل البكاء و أخذت شهقاتها تعلو أكثر فاشتدت يداه حولها و كأنه يريد أن يغرسها بين ضلوعه حتي يخفف عنها وطاة ما تشعر به و ظلوا علي تلك الحاله لوقت غير معلوم حتي هدأت تدريجيا و استكان جسدها بين ذراعيه فاحتواها لتتكور هيا بين أحضانه كالجنين في رحم والدته فأخذ هو ينثر عشقه فوق خصلات شعرها و كأنه يودع بين قبلاته اعتذارات علي طريقته و ما هم أن يترجمها الي اقوال صُدِم عندما وجدها قد غفت فاهتز قلبه حين رأي سكونها فقد لمس مدي شعورها بالأمان بين ذراعيه الذي يجعلها تغفو هكذا و قد أيقن في تلك اللحظه بأنها أسلمت إلي عشقه بكل جوارحها و برغم صعوبة طريقهم المليئ بالأشواك التي تركت بصماتها في قلبه إلا أن شعوره بها الآن كان كالبلسم الشافي لجروحه فوضع قبله عميقه فوق شفتيها و هو يقول بصدق.

بحبك يا غرامي..

كانت كاميليا تتحدث علي الهاتف مع فاطمه التي كانت تتحرك بعشوائية في المطبخ لتتوقف عند جمله كاميليا التي صدمتها فقالت بخوف
بتقولي ايه يا كاميليا روفان مالها؟
كاميليا بتأثر مصطنع
بقولك داخت يا خالتو و احنا في المول النهاردة و كان هيغمي عليها بس لحقناها و جبناها هنا عالبيت..

فاطمه بذعر تجلي في علو نبرتها حين قالت
يا قلبي يا بنتي. طب متعرفيش ايه الي عمل فيها كدا؟ تكونشي خرجت من غير فطار؟

كاميليا بنبرة ذات مغزي
اه فعلا يا خالتو هيا مردتش تتعشي امبارح و لا تفطر النهاردة و قاطعه الأكل خالص شكلها زعلانه من حاجه، مانتي عارفه روفان بقي رقيقه قد ايه؟

فاطمه بتأثر
اه يا ضنايا عارفه دي عامله زي البسكوته مبتتحملش. بس يا تري مين زعلها و خلاها تقطع الاكل كدا؟

كان هذا الحديث يقع علي مسامع على الذي كان عائدا للتو من الخارج و قد تسمر في مكانه عندما سمع حديث والدته فدق الخوف بقلبه علي محبوبته التي لم تحتمل عقابه و غضبه منها فلعن بداخله علي غباءه فكيف يقسو عليها بتلك الدرجه فهو أكثر من يعلم كيف أنها رقيقه بل هشه أقل شئ يؤثر بها و ها هي قد مرضت بسببه. عند هذا الحد لم يستطع الإنتظار أكثر بل عاد ادراجه للخارج و قد عزم علي أرضاءها بل و الإعتذار منها على قسوته تلك و ما كاد أن يخطو خطوة الي خارج القصر حتي سمع نداء والدته التي هرولت تجاهه و هيا تقول بلهفه.

استني يا على، انت رايح فين؟

على باختصار
رايح اشوف روفان
فاطمه ببراءة
انت عرفت! دانا كنت جايه اقولك كاميليا لسه قافله معايا و قالتلي..

قاطعها على و قد غلى قلبه من كثرة القلق عليها و لم يرد تضييع الوقت اكثر لذا قال بنفاذ صبر
عرفت يا ماما سمعتك و انتي بتكلمي كاميليا، و أنا رايح عشان اشوفها.

فاطمه بلهفه
طب استني انا جايه معاك.
لم يجيبها بل هز رأسه و توجه مهرولا الي سيارته و تبعته فاطمه التي كانت تشاهد انفعالاته و تبتسم بخبث علي نجاح خطتهما في جعله يسامح تلك الفتاة الرقيقه التي كانت تحبها فاطمه و تشعر بنقائها لذا شاركتهم في خطتهم حتي تجعل ذلك المغرور يراضيها و يوجهها بطريقه آخري فالخصام و الهجر لا يزيد القلوب سوي قساوة و طرقه تصنع الفجوات بين القلوب.

كان على يقود بسرعه كبيرة و قلبه لا يتوقف عن تعنيفه بسبب غباءه في التعامل مع محبوبته و عدم تقديره لطبيعتها الرقيقه فكان من المفترض عليه أن يحادثها بهدوء و يوضحلها أن لكل زوجين اسرار تخصهما فقط و أن عليها طاعته فيما يطلبه منها و أن من من دواعي نجاح اي علاقه هيا حفاظ كلا الطرفين علي وعوده و قد قرر أن يراضيها ثم يحادثها بما يريد و هو اكيد من أنها سوف تفهم و تقدر ما يطلبه منها.

أخيرا وصلا إلي قصر الحسيني و ترجل علي بلهفه يسبقه قلبه الي محبوبته التي كانت بغرفتها يفرضها القلق و الرعب من تلك الخطه اللعينه التي وضعتها غرام لكي تجعل على يأتي للإطمئنان عليها و مراضاتها خاصتا عندما يعلم بأنها مرضت بسبب قسوته عليها و قد أعطتها كارما اسم عقار عندما تتناوله سيجعل ضغطها ينخفض قليلا كي يبدو كل شئ طبيعي و ها قد حدث ما أرادت و لكنها لا تعلم لما ينهش القلق داخلها بهذا الشكل و خاصتا عندما هرولت والدتها للاطمئنان عليها فادعت أنها متعبه و أخذ الندم يقرضها من الداخل حين رأت لهفه والدتها فشعرت بعمق خطأها و تساقط الدمع من مقلتيها خاصتا عندما دخلت هند الي الغرفه والتي كانت تعتزل الجميع منذ مجيئها الي ذلك القصر و لكن ما أن سمعت من والدتها خبر مرض روفان حتي أتت علي استحياء للإطمئنان عليها فوجدتها تبكي بحزن فاقتربت منها بتحفظ و هيا تقول بحنان.

ألف سلامه عليكي..
لمست روفان الحناان في صوتها فرفعت رأسها و قالت من بين دموعها
الله يسلمك..

جلست هند بجانبها و هيا تقول بخفوت
انتي شكلك زعلانه و دا الي تعبك صح؟
هزت روفان رأسها دون حديث لتقول هند بحزن
حاسه بيكي، اكتر حاجه بتتعب الزعل و الحزن. دول اكتر حاجه بتخلي البني آدم يقع..

روفان بلهفه
لا بعد الشر عليا مش للدرجادي. بس انا ضميري مأنبني شويتين.

ابتسمت هند علي عفويتها و قد أحبت تلك الفتاه الرقيقه العفويه كثيرا فقالت بتعقل
بما أن ضميرك بيأنبك لدرجه انك تتعبي و تعيطي يبقي اكيد عملتي حاجه غلط..

هزت روفان رأسها بأسف لتقول هند بإستفهام
طب احكيلي يمكن اساعدك، و متخافيش سرك في بير
روفان بأسف
مش هينفع احكي للأسف.

هند بإستفهام
هو الموضوع كبير ولا ايه؟
روفان بحزن
للأسف اه..
ربتت هند علي كتفها و هيا تقول بمواساه
خلاص يا حبيبتي و لا يهمك متحكيش مدام مش حابه، بس لو في اي وقت احتاجتيني هتلاقيني. انتي اكيد عارفه اوضتي..

نظرت إليها روفان بتأنيب ضمير فقد ظنت أنها احزنتها لذا قالت بلهفه
انتي زعلتي و لا ايه، انا والله مش قاصدة اخبي عليكي. بصي هقولك، بس الي هقوله دا سر. اوعي تفتني عليا و تقولي لحد. الفتنه أشد من القتل خليكي فاكرة..

ابتسمت هند داخليا علي حديثها لكنها تصنعت الجديه إذ قالت
لا طبعا انتي بتقولي ايه وحياة ربنا ما هقول لحد، عيب عليكي.

ما أن أنهت جملتها حتي انخرطت روفان في نوبه بكاء و هيا تقص عليها ما حدث و انتهت أخيرا قائله
و بس يا ستي كذبنا علي على عشان ييجي هو و يصالحني أصله وحشني اوي و كرامتي تمنعني اني اروح اصالحه..

تجمدت يداه الممسكه بقبضه الباب و غلى الدم بعروقه عند سماعه حديثها و اقسم بالا يمرره مرور الكرام .

كان الجميع يجلس حول الطاوله يتناولون طعامهم بصمت لم يجرحه سوي صوت الملاعق عند إرتضامها بالأطباق و لكن كان كلا منهما ينخرط في تفكيره الخاص فنجد تلك التي كانت تناظر سميرة بإستخفاف من حينا لآخر فقد قاربت علي اقتلاع جذورها من هذا المكان و رميها الي الخارج خاصتا عندما ملكت قلب ذلك الشيطان الذي كان يسيل لعابه عند اقترابها منه و قد تنازلت علي آخر ذرة شرف تملكها و سلمته اغلي ما تمتلكه و بالمقابل كانت تناظرها سميرة بحقد كبير فهيا من ربتها طوال تلك السنين و رحمتها من اسوء مصير يتلقاه انسان بهذا العالم أن يصبح لقيطا و جعلتها الابنه و الحفيدة المدلله لواحده من أكبر عائلات المجتمع الراقي حتي تساعدها في الأخذ بثارها و لكن بغبائها أضاعت كل شئ و لم يكفيها ذلك بل قررت بأن تسلب منها عرش تلك القلعه التي ظنت بأنها ملكتها بدون أن يرف لها جفن و لكنها سوف تكون لها بالمرصاد و لن تجعلها تنل ما تطمح إليه.

و بالطرف الآخر كان رائد ينظر إلي طعامه و داخله يغلي من الغضب من ذلك الشيطان الذي أصبح لا يستطع تنفس الهواء ذاته معه فكل أخطاءه استطاع تحملها إلا ذلك الخطأ الذي جعله يحاول جاهدا التمسك بكل ذرة إراده لديه حتي لا يقتلع قلبه في تلك اللحظه فهو لم ينسي أبدا حال والده الذي ظل مدفوناً لسنوات بتلك الغرفه المقيته يتجرع انواع شتي من العذاب و الجميع يظن بأنه ميت. لم يستطع عقله أن يمرر ما رآه ليله البارحه و ذلك الضغط الذي تعرض له حين ظن أن أمره قد انكشف و لكن انقذته سميرة بالوقت المناسب و فتحت لهم باب ذلك السرداب الذي كان يأخذهم الي الحديقه الخلفيه للقلعه و بذلك نجو بأعجوبه من بطش ذلك الشيطان الذي كان يطالعه بترقب و علي شفاهه ترتسم بسمه كريهه قاطعها صوته البشع حين قال بوقاحه.

سميرة. نيفين. كل واحده علي اوضتها.

جفلت سميرة من وقاحته و التفتت غاضبه نحوه و لكنها تفاجئت بتلك الأفعي تقول برقه مصطنعه
امرك يا راغب بيه..

صُدٌمت من طاعتها العمياء له و رقتها المصطنعه فاشتبكت نظراتها مع فاتح الذي لم تهتز ملامحه انما ارتسمت السخريه بنظراته و التي كانت و كأنها تخبرها
شاهدي و تعلمي من غريمتك.

لذا ابتلعت غضبها و رسمت ابتسامه هادئه و هيا تقول بطاعه
حاضر يا حبيبي..
شددت من كلمتها الأخيرة مما آثار ريبة راغب الذي تفاجئ بخنوعها دون جدال أو مشاجرة و قد راق له ذلك كثيرا و لكنه لم يعلق بل انتظر الي أن خرجت المرأتين و وجه نظراته إلي كلا من فاتح و رائد و قال بفظاظه.

النهاردة معاد تسليم اول شحنه للروس. بعد ما اتفقنا معاهم و طبعا لازم كل حاجه تمشي مظبوط و إلا هنروح في حديد..

فاتح بهدوء
متقلقش. المرادي هكون موجود بنفسي..
نظر راغب الي رائد الذي كان يتابع حديثهم بصمت و قال بإستهزاء
الافندي مسمعش الكلام و لا حاجه.

حاول كتم غضبه بشتي الطرق و قال بنبرة ثابته
سمعته، متقلقش. كل حاجه هتمشي زي ما احنا مخططينلها..

ابتسم راغب بسخريه قبل أن يقول
هنشوف. و متقلقش العمليه دي تتم علي خير و هنفوق بعدها لولاد الحسيني.
ابتسم رائد بسخريه رغما عنه قبل أن يقول بغموض
هنفوقلهم! و كل خاين هيدفع تمن خيانته غالي اوي..

قهقه راغب بشر قبل أن يقول بوعيد
هيحصل! وغلاوتك عندي هيحصل.

كان فاتح ينظر إلي راغب بغموض و قد شعر بخطب ما في حديثه لذا استغل انشغاله بتلك الرساله النصيه التي أتت علي هاتفه و أشار في الخفاء لرائد الذي فهم ما يريده و نظر إلي راغب قائلا
هقوم انا اجهز عشان بالليل.

راغب بتهكم
وماله، جهزلي نفسك، عشان الي جاي شديد، شديد اوي.

شعر في حديثه بشي ما بعث القلق في نفسه و لكنه تجاهل ذلك و مضي في طريقه و قد وصل شعوره إلي فاتح الذي حاول تجاهل ما يشعر به من ريبه و نظر إلي راغب قائلا بهدوء
معاد التسليم الساعه ٢؟ و هيكون في (، )؟

نظر إليه بغموض قبل أن يقول ساخرا
مش عيب تبقي دراعي اليمين و مش مركز؟
لم يتأثر خارجيا بحديثه و إنما قال بإختصار
انا طول عمري مركز.

راغب بتهكم
و دا الي عاجبني فيك، بس المرادي فلتت منك.
فاتح بإستفهام
يعني؟
يعني انا غيرت المعاد و المكان. اصل بصراحه مواعيد نص الليل دي معدتش جايه علي هوايا.

تفاجئ فاتح من حديثه فقال مستغربا
تقصد ايه؟
راغب بشر
اقصد أن التسليم هيبقي الساعه ٧ و الشحنه هتعدي من قدام الحكومه و محدش هيقدر يتكلم و لا يفتح بقه حتي لو شافوا المخدرات بعنيهم.

دخل فاتح إلي غرفته و عقله يعمل في جميع الإتجاهات و لكنه شعر بشئ خاطئ يحدث فانتظر دخول راغب غرفته فتوجه الي سميرة التي كانت تغلي من الغضب و تفاجئت بدخوله الي غرفتها و أغلاقه للباب خلفه و باغتها قائلا
تسمعي الي هقولك عليه و تنفذيه بالحرف الواحد.

كانت تنام بعمق داخل أحضانه و لأول مرة تشعر بتلك الراحه و الأمان الذي كان كاملا تلك المرة حيث رفع عقلها راية الإستسلام و اقتنع أخيرا بإحتياج قلبها الشديد له و إنتماء روحها الكامل إليه و الذي شعر هو به حين كان يراقب ملامحها الهادئه و التي بدت و كأنها مستمتعة بتلك الغفوة القصيرة و التي أخرجها منها رنين هاتفها المستمر و الذي جعل أدهم يسب بداخله خاصتا حين وجدها تتململ بين ذراعيه فقد كان يحاول الوصول إلي ذلك الهاتف ليغلقه حتي لا يقلق نومتها الهانئه و يقطع عليه لذه الأستمتاع بمراقبتها. و لكنها استيقظت قبل أن يستطع إغلاقه فكان أول ما رأته عندما فتحت عيناها هيا عيناه التي كانت صافيه يملؤها عشق كبير تجلي في ابتسامته البسيطه و التي تحولت إلي انبهار حين أعطته تلك البسمه الساحره و التي خرجت من اعماق فؤادها لتخترق فؤاده في الحال الذي أسرته عيناها الجميله و التي ظلت متعلقه بعيناه للحظات قبل أن يقطع تواصلهما البصري رنين الهاتف مرة آخري فتحرك أدهم تجاهه و قام بألتقاطه فوجدها فاطمه فنظر إلي غرام التي كان الخجل يكسو ملامحها الجميله و قال برقه.

دي ممتك الي بتتصل.

جفلت غرام عندما سمعت حديثه و هبت من مكانها و أخذت الهاتف منه بلهفه و همت بالإجابه علي والدتها التي قالت بغضب
ايه يا ست هانم برن عليكي كل دا مبترديش ليه؟
اجابتها غرام بتوتر
أبدا يا ماما مسمعتش الفون، في حاجه و لا ايه؟
لا مفيش حاجه بس بطمن عليكي، انتي قدامك قد ايه و تروحي؟

غرام بلهفه
بالكتير اوي نص ساعه..
طب تعاليلنا عند كاميليا احنا كلنا هناك.
قطبت غرام جبينها و قالت بإستفهام
اشمعنا كدا؟
ابدا روفان تعبانه شويه و جينا نطمن عليها و طنط صفيه اصرت أننا نتغدي معاهم. يالا تعالي متتاخريش. انا كلمت كارما و هيا مع مازن و جايين في الطريق.

غرام بطاعه
حاضر يا ماما مسافه السكه هكون عندك..

أغلقت غرام الهاتف و هيا تنظر إليه ذلك الذي كان يراقب تعابير وجهها بإستمتاع تجلي في ابتسامته التي زينت ثغره فجعلت الدماء تغزو وجنتيها و خاصتا عندما امتدت يداه تقرص إحداهما بمزاح و هو يقول بخفوت
بيبان عليكي لما بتكذبي. عنيكي بتفضحك. و خدودك كمان.

ابتسمت بخجل قبل أن تقول
عشان أنا مش متعودة اكذب عليها. بس طبعا من وقت ما عرفت حضرتك و انا بقيت اكذب عليها كتير.

باغتها سؤاله حين قال بإستفهام
ندمانه انك عرفتيني.؟
خرج الحديث من اعماق قلبها دون إرادتها
عمري ما ندمت اني عرفتك أبدا.

لامست كلماتها اوتار قلبه و أسرته لهفتها في الحديث فقال بخفوت
حتي بعد كل الي حصل؟

اخفضت رأسها قليلا قبل أن تقول بصدق
حتي بعد كل الي حصل، كان بييجي عليا لحظه توحشني اوي كنت بطفي نور الأوضه و اقعد في الضلمه و احط الهند فري و اشغل الريكوردات الي كنا بنبعتها لبعض و افتكر اللحظات الحلوة الي عشتها معاك وقتها و تقريبا دي الحاجه الوحيدة الي كانت بتصبرني علي كل الوجع الي جوايا.

في كل مرة يأتي علي ذكر ما حدث بينهم سابقا تأتيه صدمه تجعله يعض أصابعه من الندم و خاصتا مظهرها الحزين فحاول أن يغير دقه الحديث و قال بمزاح
و كنتي بتقعدي في الضلمه لوحدك و مش خايفه تتلبسي أو يطلعلك عفريت.

جمدته بأرضه إجابتها حين قالت بحزن
كنت بخاف عيني تيجي عالمرايه و اشوف ضعفي و حبي ليك بعد ما رمتني و دوست عليا بالطريقه دي. اي حاجه تحصلي كانت هتبقي اهون بكتير.

لم يستطع ان يمنع يديه التي امسكت بخصرها تقربها إليه في عناق ساحق كان به الكثير من الإعتذارت التي لم يستطع اللسان الإفصاح أو التعبير عنها و الكثير من الحب الذي يكنه لها داخل قلبه الذي آلمه بشده علي ما تسبب لها به من حزن و قد أعطاها الحق لأن تلقنه ذلك الدرس بل و أجبره علي الإعتذار منها للمرة للأخيرة إذ قال بصوت أجش.

هقولهالك للمرة الأخيرة أسف. و بعد كدا هخليكي تشوفيها بعنيكي. و وعد مني يا غرامي اول ما تبقي في بيتي هعمل كل حاجه في الدنيا عشان انسيكي اي عذاب اتسببتلك فيه.

رفعت رأسها تطالعه بحب و هيا تقول برقه
انا واثقه انك هتنسيني كل حاجه وحشه شفتها. و عشان كدا انا سلمتلك قلبي و عارفه انك مش هتخليني اندم أبدا. انا معنتش قادرة عالعذاب في بعدك يا أدهم.

نظر إليها بحب و كوب وجهها بين يديه و قال بصدق
مفيش عذاب و لا حزن تاني يا روح أدهم. في فرح و سعادة و حب و بس
ابتسمت بحب قبل أن تقول بخفوت
ربنا يخليك ليا.
أدهم بحنان
و يخليكي ليا يا غرامي. و احلي حاجه حصلتلي في حياتي..

كانت هند تجلس في الحديقه تنظر إلي الفراغ الذي استوطن قلبها منذ غيابه حتي تلك المكالمات البسيطه التي كانت تأتيها منه لم تفلح في إخماد شوقها إليه و لا حتي في تهدئه نيران القلق التي تنهش بداخلها و تجعلها غير قادرة على التعامل مع من حولها بشكل طبيعي فاختارت عزلتها و التي كانت رائحته انيسها الوحيد بها فصارت تغفو كل ليله و هيا تتلحف بمنامته و بيدها مسبحتها التي شهدت علي دعواتها التي لم تفارق شفتيها و لم يكف قلبها عن ترديدها و كانت هيا حبل الامان بالنسبه إليها.

أخرجها من شرودها دخول يوسف من بوابه القصر و ترجله من السيارة و لكنه توقف حين رن هاتفه و قام بالإجابه عليه لتتحول ملامحه علي الفور و يعود إدراجه الي السيارة و ينطلق الي الخارج فلا تعلم لما شعرت بالخوف من مظهره و خروجه بتلك الطريقه فهبت من مقعدها و توجهت للداخل فوجدت كاميليا التي كانت في طريقها للخارج ما أن سمعت صوت سيارتة و لكنها تفاجئت بعدم وجوده لتقابلها هند التي ما أن راتها حتي قالت بلهفه.

كاميليا اتصلي بيوسف شوفي في ايه؟

كاميليا بزعر
ايه يا هند الي حصل؟
هند بعدم فهم و صوت أوشك علي الإنهيار من شدة القلق
معرفش جه و يدوب نزل من العربيه تليفونه رن رد عليه و فجأة شكله اتغير و ركب عربيته و جري.

ارتعب قلبها لدي سماعها حديث هند و ما أن همت بالتوجه للداخل حتي رن هاتف هند التي قالت بلهفه
دا رائد الي بيتصل.
كاميليا بلهفه
طب رودي بسرعه.
و علي الفور أجابت هند و التي فجأة تبدلت ملامحها و سقط الهاتف من يدها و أخذت تهز برأسها قبل أن تهرول الي بوابه القصر و تبعتها كاميليا التي لم تفهم شيئا و أخذت تصرخ بها قائله
هند، استني رايحه فين؟

خطت كاميليا الي خارج البوابه و ظلت تنظر حولها فلم تجد أحد و فجأة شعرت بأحدهم يكمم فاهها و سقطت مغشيا عليها .

في المساء كان يوسف يحاول الإتصال بفاتح الذي كان هاتفه خارج نطاق التغطيه و الساعه قد أوشكت علي الثامنه و النصف و ها هو لم يهاتفهم و قد كانوا جميعا علي أهبة الإستعداد في المكان المتفق عليه و لكن لم يأتي أحد شعر يوسف بأن هناك شئ ما قد حدث و قد بدأ القلق ينشب مخالبه بعقله و لم يعد قادر علي الصمود أكثر
ليأتيه أدهم الذي لم يري أخاه في تلك الحاله من قبل فقال محاولا التخفيف عنه.

ايه يا عمهم اهدي كدا. ان شاء الله خير
أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول باختصار
أن شاء الله.

أدهم بتحفيز
لا روق كدا لما انت تبقي قلقان بالشكل
امال احنا هنبقي عاملين ازاي.

يوسف بتوتر
الموضوع حساس المرادي يا أدهم الي في نص النار دا مش اي حد دا اخوك..

كان أدهم يشعر بما يعانيه يوسف من خوف لا يستطيع الإفصاح عنه و قد كان يشعر هو الآخر بنفس الشعور لذا قال بتمني
بإذن الله ربنا مش هيضيعنا و هتعدي علي خير..

مرت ساعه اثنان و لم يأت خبر و قد انضم إليهم كلا من مازن و على و كان الجميع علي صفيح ساخن و كلا يسبح في أفكاره الي أن وصلت الي يوسف رساله نصيه تفيد بأن هاتف فاتح يعمل الآن و بعد مرور ثوان جاءه اتصال منه ليجيب يوسف بتحفظ
آلو..
أتاه آخر صوت كان يود سماعه بالعالم
يوسف بيه الحسيني، مفاجأة مش كدا
اغمض يوسف عيناه بغضب فقد حدث ما كان يخشاه لذا حاول التظاهر بالقوة حين قال
مين معايا؟

راغب بشر
عملك الاسود. عزرائيل الي هياخد روحك انت و عيلتك كلها واحد ورا التاني.
يوسف بنبرة قويه متوعدة
دا في احلامك، عيلتي لإنتا و لا مليون واحد من عينتك يقدروا يمسوها بأي شر دول مانا عايش علي وش الدنيا..
راغب بسخريه
قبل ما تتكلم بثقه كدا استني اعرف المفاجآت الي انا محضرهالك.

يوسف بنفاذ صبر
اخلص عايز تقول ايه؟
راغب بسخريه
المرادي مش انا الي هقول.
حبس أنفاسه لدي سماعه تلك الجمله و لكن برقت عيناه حين استمع الي ذلك الصوت الذي جعل كل خليه به تنتفض ذعرا ً.

يوسف الحقني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة