قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثمانون

أخبرتني امي ذات يوم: يا بُنيتي قبل أن تحرقي قلبك من أجل أحدهم تأكدي بأنه يستحق..
فأخبرتها يا أمي آه لو تعلمين ان روحي من تتمني الإحتراق فداءا لعينيه..
نورهان العشري.

كل مواساة هذا العالم لا تكفي لجعلي اتحمل لوعه و مرارة غيابك .

توقف قلبه عن الخفقان لحظه سمع استغاثتها و تلك الرجفه في صوتها و التي توحي بمدي رعبها الذي جعل كل خليه به تنتفض ألما و ذعرا فخرج اسمها من بين شفتيه بلهجه ملتاعه
كاميليا.
لم يتثني لها أن تجيبه فقد أخذ راغب الهاتف من يدها و أطلق قهقهه شيطانيه قبل أن يقول بلهجه مقيته
ها. مقولتليش ايه رأيك في المفاجأة بتاعتي اكيد عجبتك؟

غلت الدماء بعروقه و خرجت النيران من أنفه علي هيئه انفاس غاضبه قبل أن يقول بلهجه ملتهبه و متوعدة
و رحمه ابويا لو فكرت تقرب منها خطوة واحده هخليك تتمني الموت و متطولهوش..

اهتز لتلك النبرة المتوحشه في صوته و لكنه تذكر كل تلك الكروت التي بيديه فوزع نظراته علي ذلك الثلاثي المقيد أمامه فكان أول ما وقع عيناه عليه هيا كاميليا التي كانت تحاول اخفاء رعبها من لك المخلوق الكريه خلف ستار من القوة و تجاهد حتي لا تذرف الكثير من الدموع و علي يمينها هند التي كانت نظراتها منقسمه الي غضب مقيت لذلك الشيطان و خوف مريع علي ذلك المقيد علي المقعد في الجانب الآخر و رأسه ملقي الي الأمام فقد كان يرقد في غيبوبه عميقه بفعل ذلك المخدر الذي وضعه له في المشروب.

عادت نظراته تلمع من جديد و هو يقول بفخر
شوف بقي كلامك الي مالوش لازمه دا نساني اكملك باقية المفاجآت، الحقيقه اني عندي مفاجأتين تانيين هما مش بحجم المفاجأة الأولي بس بردو يعزوا عليك، مشرفني هنا رائد الحسيني و مراته. طبعا هما مش فاضيين يسمعوك صوتهم عشان البيه في غيبوبه و الهانم مرعوبه عليه بس انت اكيد مصدقني ها ايه رأيك بقي في باقية مفاجآتي؟

توالت الصدمات فوق رأسه فاخر يدور حول نفسه و هو يقول بزئير
عملت في اخويا ايه يا حيوان؟
راغب بسخريه
اخويا! تصدق الكلمه طالعه من بقك زي العسل والله، ياخي دانا قشعرت.
قاطع يوسف إستفزازه قائلا بصراخ
اقسم برب العزة يا راغب الكلب لهخلي نهايتك ابشع ما خيالك يتصور. انطق قولي عملت فيه ايه و فين فاتح؟

راغب بغضب
فاتح. تقصد الكلب الي عض الإيد الي اتمدتلي. لا متقلقش عليه زمانه قابل رب كريم دلوقتي.

يوسف بصراخ
هخليك تحصله قريب بس صبرك عليا.

راغب بوعي.

مش هتقدر. و إلا تبقي بتحكم بالموت علي حبيبة القلب و اخوك و الزباله دي. اهدي كدا و حكم عقلك.

حاول يوسف تجاهل تلك الغصه التي تتوسط حلقه مانعه عنه التنفس و أشار إليه مازن لأن يفتح مكبر الهاتف ففعل و حاول الثبات قدر الإمكان قبل أن يقول بحنق
عايز ايه؟
راغب بسخريه
كدا تعجبني، بص يا سيدي انا مش هطلب اكتر من حقي
يوسف بحنق
و ايه هو حقك بقي أن شاء الله!

راغب بشر
احقق حلمي الي قعدت سنين احلم بيه و اخططله. اشوف ولاد عامر الحسيني بيموتوا بعض..
أطلق يوسف السباب و أخذ يدور حول نفسه كنمر غاضب يوشك علي الفتك بأحدهم ليجد ذلك الشيطان يقاطعه قائلا بسخرية
والله يا يوسف انا كنت عايز اعمل كدا قبل ما الحيوان دا يعرف الحقيقه بس من حسن حظي أن كل حاجه هتبقي عالمكشوف.

يوسف بإنفعال
والله ما هرحمك و هخلي نهايتك عبرة لكل الي يفكر يقرب من عيلة الحسيني.

راغب بتهكم
وماله، انا بحب التحدي..
يوسف بنفاذ صبر
اخلص و قول عايز ايه؟

في شحنه هتمر كمان ساعه علي الكمين الي في (. ) و الظابط الي هيكون في الكمين هو عمرو الرفاعي ابن عم على بيه. الشحنه دي لازم تعدي و إلا تترحم عالحلوين الي معايا.

حبس يوسف أنفاسه غضبا و قال بحدة
و اضمن منين انك متأذيهمش؟
راغب بسخرية
لا مانتا هتكون معايا بتطمن عليهم بنفسك. قدامك ساعه بالظبط و تكون في المكان الي هقولك عليه. عشان نشوف موضوعنا علي رواقه.
يوسف من بين اسنانه
مكان ايه الي عايزني اجيلك فيه.

راغب بسخرية
لا يا حلو هقولك المكان لما الشحنه تعدي. انت دلوقتي زي الشاطر تطلع علي طريق (، ) و تستني إشارة مني و اول ما الشحنه تعدي من الكمين و توصل بيتها هعرفك تروح فين بالظبط. و طبعا مش محتاج اقولك بقي تيجي لوحدك و اوعي تعرف البوليس و الكلام الفاضي دا عشان انت عارفه لوحدك..

اغلق راغب الخط فانفلتت صرخه غاضبه من فم يوسف الذي كان قلبه يحترق في الجحيم خوفا بل رعبا علي محبوبته و أخاه فقد شعر لأول مرة بأنه أخطأ و لكن ذلك الخطأ سيكلفه الكثير الذي لن يستطع تقبل خسارته أبدا.
كان الجميع حوله يشاطرونه الغضب و الخوف الذي تجلي في نبرة أدهم حين قال
الكلب دا ازاي قدر يوصل لكاميليا و هند؟

مازن بحنق
اكيد في خاين في القصر غير ناصر.
على بإنفعال
مفيش حاجه اسمها خاين احنا عاملين احتياطاتنا كويس.

امسك أدهم هاتفه و شرع بالإنصال بالقصر ليطمئن علي الجميع فتلقي تحذير صامت من يوسف الا يخبرهم بشئ لذا حين ردت روفان حاول أن يبدو صوته هادئا و هو يطمئن علي الجميع فطمأنته فأخبرها بأن كلا من كاميليا و هند برفقه يوسف في الخارج و اغلق الهاتف ليتحدث يوسف الذي كان العذاب يرتسم بنظراته التي كانت تتنافي مع حدته حين قال.

. على عايزك تكلم عمرو و تفهمه الي حصل. الشحنه دي لازم تعدي بأي شكل. انا مش مستعد اخسر حد منهم أبدا.

على بطمأنه
متقلقش يا يوسف. اعتبره حصل.
نظر يوسف إلي مازن و أدهم قائلا بصرامه
هتطلعوا عالبيت تأمنوا القصر كويس. و متحسسوش اي حد بأي حاجه و لو حد سأل علي كاميليا أو هند قولولهم أنهم معايا، مفهوم.

لم يصدق أدهم ما سمعه لذا قال مستنكرا
انت بتقول ايه يا يوسف! في كارثه زي دي و تقولنا روحوا عالقصر. احنا مش هنسيبك أبدا.
تدخل مازن موافقا
كلام أدهم مظبوط يا يوسف. الحرس في القصر هيأمنوه و انا هضاعف الحراسه هناك لكن مش هنسيبك.

يوسف بغضب
هيأمنوه كويس! و لما هما هيعرفوا يأمنوه كويس كاميليا و هند بيعملوا ايه عند الكلب دا. اسمعوا الي بقول عليه و نفذوه بالحرف. انا معنديش وقت اضيعه في الكلام و مش عايز بلاوي تانيه.
مازن بغضب
يا يوسف دا انتحار. هتروح لوحدك عند الكلب دا ازاي؟ و بعدين هو خد الي هو عايزه و الي يقدر يساومك بيه مش هيقرب من القصر و لا الي فيه تاني.

زمجر يوسف بغضب
لا يا مازن مخدش الي هو عايزة، راغب عايز ينفذ انتقامه. و انتقامه دا أنه يشوفني انا و رائد و احنا بنموت بعض، و دا يحصل قدام جدي..
نظر الإثنان الي بعضهما البعض و قد فهما ما يرمي إليه يوسف الذي كان التصميم باد في عيناه حين اقترب منه على الذي قال بلهفه
كل شئ تحت السيطرة. ناوي تعمل ايه تاني؟
يوسف بغموض
هروحله بس قبل ما اروح له لازم اطمن عليه فاتح.
أدهم بإستفهام
هو مش قالك أنه خلص عليه.

يوسف بتفكير
مش مصدقه. و كمان فاتح كان شاكك فيه فاكيد كان مأمن نفسه كويس
على بإستفهام
تقصد ايه يا يوسف؟
أخذ يوسف ينظر إلي البعيد و هو ينكر ما حدث عصر اليوم.

في وقت لاحق
كان يوسف يترجل من سيارت بعد ما صفها أمام باب القصر ليتفاجئ برنين هاتفه الذي أضاء بإسم فاتح فأجاب علي الفور لياتيخ صوت أنثوي تعرف عليه في الحال
يوسف الحسيني؟
يوسف بفظاظه
انتي مش عارفه متصله علي مين؟
سميرة بارتباك
لا طبعا عارفه، فاتح الي قالي اتصل عليك. و اقولك تقابلني في المكان (، ) عشان اسلمك حاجات مهمه.
يوسف بشك
و هو مكلمنيش ليه؟
سميرة بتوتر.

معرفش. بس هو تقريبا حاسس ان راغب شاكك فيه. المهم انا خرجت دلوقتي راحه كوافير (، ) هقابلك كمان نص ساعه في الباب الخلفي اديلك الظرف الي قالي عليه و همشي علي طول. احسن راغب يشك فيا انا كمان.

اغلق يوسف الخط معها و عاد إدراجه الي ذلك المكان حيث أخبرته و انتظرها في سيارته لبعض الوقت قبل أن يتفاجئ بها تفتح باب السيارة الأمامي و تجلس بجانبه التفت اليها ليجدها تقول بلهفه
دا الورق الي فاتح قالي اسلمهولك.
ناولته الملف فامسكه يوسف و أخذ يبحث به فوجد الكثير من الأوراق و فلاشه صغيرة و قبل أن ينظر داخل الورق تفاجئ بكلماتها حين قالت
علي فكرة محمود لسه عايش ممتش؟

توقفت يداه عن التقليب في الأوراق و نظر إليها بصدمه لتأكد علي حديثها قائله
راغب كان حابسه في اوضه سريه محدش يعرف مكانها و في يوم و هو سكران قعد يلخبط في الكلام و قالي أنه حابسه عشان يعذبه و ينتقم منه و علي فكرة رائد كمان شافه امبارح و كان راغب هيكشفه هو و فاتح لولا انا لحقتهم.

تجاوز صدمته و قال بغضب
الكلب دا مسابش حاجه وحشه معملهاش..

سميرة بتوتر
يو. يوسف. انا ماليش دعوة بيه انا ساعدتكوا اهوة. انا بعيد عن كل الي بيحصل دا..
ارتسم الإشمئزاز في نظراته التي كانت تطالعها فقال بإحتقار
انزلي.
برقت عيناها من لهجته و نظراته و ارتعبت حين قال بلهجة قويه
قولتلك انزلي.
اطاعته بلهفه فقد كانت تخشاه كثيرا و خاصتا بعدما انكشف كل شئ أمامه.

عودة الي الوقت الحالي.

انتهي يوسف من سرد ما حدث وسط نظرات الدهشه من الجميع التي كان أول من تغلب عليها هن على حين قال بغضب
هو ازاي دا بني آدم. دا الشيطان ميعملش كدا.
أدهم بحنق
الله يلعنه مطرح ما هو..
وجه أنظاره الي يوسف متابعا
انا هخاف عليك تروح لوحدك يا يوسف. دا مجنون و مش هتقدر لوحدك دا ممكن يعمل اي حاجه و أنا مش هتحمل انه يأذيك..
خرج الكلام من عمق الوجه الكامن بداخله من فقدانه لقطعه من روحه فتحشرج صوته حين قال.

ما هو فعلا آذيني يا أدهم. دا واخد روحي عنده. كاميليا معاه هناك و رائد كمان معرفش عمل في ايه و هند الي ملهاش ذنب في كل دا و الي وعدتها اني هرجعلها جوزها صاغ سليم. هيأذيني ايه اكتر من كدا؟ في ايه تاني ممكن ابكي عليه. مراتي و اخويا و مراته في ايد واحد مجرم و مجنون زي دا عايزني استني ايه تاني؟

قال جملته الأخيرة صارخا بوجع نفذ الي قلوبهم جميعا فقد شعروا بمدي معاناته مع قلب ممزق من الخوف و الوجه و عقل يرتجف من الذنب و ضمير لا يرحم ومسئولية كبيرة أُلقيت علي عاتقه منذ أن كان شابا مراهقا كل هذه الأشياء اجتمعت في آن واحد لتشكل جملا ثقيلا لا يقوم أحد علي تحمله و هذا ما كان يشعر به فهو بالكاد قادر علي الوقوف علي قدميه و لا يملك رفاهيه الإنهيار و لا يملك سوي خيار واحد فقط الحفاظ علي سلامه الجميع و علي رأسهم محبوبته و عشقه الاول و الأخير.

كان على يشعر بما يدور بخلده كثيرا فهو أكثر من يشبهه و يعلم ما هي مسئوليه أن يحمل المرء علي عاتقه حمايه عائله بأكملها لذا تدخل قائلا ببساله
انت مش لوحدك يا يوسف احنا في ضهرك. و كلنا واثقين فيك حتي الي كاميليا و رائد و هند واثقين فيك بعد ربنا. قولنا ايه في دماغك و احنا هننفذه. و ربنا هيقف حملنا بإءن الله.

شاطره مازن الرأي و قد شعر بمعناه صديقه فكلا منهما كان يشعر به بطريقه معينه و لإن مازن اقربهم إليه اقترب منه و ربت بقوة علي كتفه و هو يقول بصدق
انا بقي مش معاك و بس لا دانا رقبتي فداك يا حسيني. و بعون الله مش هيطلع علينا نهار غير و مراتك في حضنك هيا و اخوك.

ابتسم يوسف بإمتنان لتأتي كلمات أدهم الذي كان يشعر بنيران آخاه فكلاهما يحملا نفس الدماء الحارة و قد كان يريد به أباه الذي شب علي أكتافه و احتمي به طوال تلك السنوات لذا قال بقوة
معرفش غيرك اب تاني اسمع كلامه و لا اقدمله روحي حتي من قبل ما يطلبها.
هز رأسه و رسم ابتسامه صادقه علي محياه و لكنها لم تصل إلي عيناه فقد كان يكتوي بنار الفقد التي جعلته يقول بقوة.

أدهم انت و مازن هتروحوا عالقصر زي ما اتفقنا انا واثق أن الكلب دا عايز يحرق قلب جدي و مش هينفذ خطته غير في وجوده.
مازن بلهفه
اطمن يا يوسف الموضوع دا عندنا.
اماء برأسه و وجه أنظاره الي على الذي قال بإستفهام
هاجي معاك يا يوسف و متخافش مش هخليه يشوفني.
يوسف بتفكير
انتي هتجيلي فعلا يا على بس بعد ما اعرف انا رايح فين، و لحد ما اعرف في مشوار مهم لازم تعمله. عشان نبقي ماشيين صح..

تابع يوسف شرح باقي الخطه التي وضعها بإحكام و ما أن انهاها حتي انطلق الجميع كلا في وجهته فاستوقف يوسف على قائلا بصوت حاول أن يبدو ثابتا
على، لو جرالي حاجه خلي بالك من روفان. و متزعلش منها. روفان بريئه اوي لدرجه يمكن متصدقهاش. بس انا الي مربيها و عارفها كويس.

اهتز على لحديثه و لكنه حاول رسم القوة علي ملامحه و هن رأسه دون حديث و انطلق الي وجهته فأمسك يوسف بأحد هواتفه و قام بإرسال شئ ما و ارفقه برساله صوتيه فحواها
حان الوقت!

تساقطت دموعها براحه أخيرا و هيا تنظر إلي ذلك الباب الذي انغلق حين خرج ذلك الشيطان بعد أن أغلق الهاتف مع يوسف ملقيا عليهم بعض نظرات السخريه لتتنفس الصعداء و التفتت الي هند التي كانت علي الجانب الأيمن منها و قد كانت ترتعب من مظهر رائد الذي كان رأسه ملقي أمامه لا تعلم ماذا اصابه هل وقع تحت تأثير مخدر أو ماذا فعل به ذلك الشيطان و قد اجتمع شوقها مع قلقها ليشكلا شعور هائل لا تستطع تحمله فأخذت ترتجف و تتساقط العبرات من مقلتيها اليت كانت متعلقه به غير قادرة علي التفوه بأي حرف فاتتها كلمات كاميليا التي اشفقت علي مظهرها فقالت بحنان.

اهدي يا هند دا شكله متخدر متقلقيش اكيد مفهوش حاجه.
استطاعت أن تخرج صوتها الذي كان يشوبه نشيج بكائها و هيا تقول
لا يا كاميليا قلبي بيقولي أنه فيه حاجه.
كاميليا بنفي
والله ابدا انا سامعه صوت نفسه. اهدي انتي عشان خاطري خلينا نفكر هنخرج من هنا ازاي؟

لم تكد تنهي جملتها حتي تفاجئوا بالباب الذي انفتح و أطلت منه عينان بلون الشر و ملامح خبيثه لأفعي كانت تتدلل في مشيتها و هيا تتجه إليها تناظرها بتشفي تجلي في نبرتها حين قالت
كاميليا الحسيني، و أخيرا اتقابلنا. تعرفي انك كنتي وحشاني موت.
ناظرتها كاميليا بحنق و قالت بإحتقار
بس انتي مكنتيش وحشاني أبدا انتي آخر واحده كنت اتمني اشوفها في حياتي.

نيفين بسخريه
والله يا روحي القلوب عند بعضها. انتي بس الي مستنتيش لما اكمل كلامي. انا اقصد اني كان واحشني اشوفك مزلوله و زي الكلبه كدا قدامي بتطلبي مني ارحمك.

تجاهلت كاميليا خوفها و ارتفع الادرينالين بدمها مما جعلها تقهقه بسخريه و هيا تقول
انتي وصل بيكي الحقد مني إنك تتخيلي و تصدقي تخيلاتك، مين هنا طلب منك ترحميه! و لا مين هيطلب اساسا. هو انتي مفكره نفسك بقيتي بني آدمه و ممكن كاميليا الحسيني تستعناكي اصلا، لا يا نيفو في رأيي انك الي محتاجه حد يرحمك و يوديكي تتعالجي احسن انتي كدا يا حرام حالتك بقت تقطع القلب.

استشاطت نيفين من كلماتها الساخرة و عنفوانها الذي تجلي في عيناها التي تناظرها بتلك القوة التي لا تعلم من أين أتتها و لكنها ستعمل علي كسر شوكة تلك المتعجرفه و ستريها الجحيم ذلك الذي كان يقبع بقلبها و جسدها الذي ينفر كلما لمسها ذلك المسخ و لكنها كانت تتغاضي عن عذابها حتي تظفر بتلك اللحظه و تقتص من غريمتها و هيا لن تضيع الفرصه لذا اقتربت منها قائله بحقد دفين.

انا فعلتي حالتي بقت تقطع القلب و انتي السبب من اول يوم شوفت في عنيه حبك لحد يوم ما شوفته و هو واخدك في حضنه قدام الدنيا كلها و بيقول عليكي مراته لحد يوم ما شوفت وجعه و قهرته لما هربتي و سبتيه و لما شفته و هو جاي بيكي من المستشفي و واخدك في حضنه كأنه بيحميكي بدل ما يرميكي في الشارع و لما وقف قدامنا بدل المرة مليون عشانك. و لما وعدني أنه يتجوزني و طلع بيكذب عليا بردو عشانك و عشان يكشفنا و يجبلك حقك لحد ما كسرني قدامك و حبسني زي الحيوان في البدروم و جيتي انتي بكل جبروت و زلتيني قدامه و رمتيني بره القصر و وقف يسقفلك و هو فخور بيكي و بيقول كلامك يمشي عالناس كلها. و لما اترميت في صفيحه زباله و اضطريت اني اتحالف مع الشيطان و اسلمله جسمي و ارخص نفسي عشان بس يساعدني اخد حقي منك. عرفتي انا حالتي تقطع القلب ليه؟ انتي السبب. و أنا دلوقتي هاخد حقي منك تالت و متلت..

كانت تتحدث و دموع القهر تتساقط من مقلتيها و هيا تقترب شيئا فشيئا من تلك التي هالها مظهرها و كلماتها المعذبه و لهجتها المتألمه و التي قست حين تفوهت بجملتها الأخيرة حينها أصبحت أمامها مباشرة و قامت برفع يدها و هوت بها علي خد كاميليا بصفعه مدويه تركت بصماتها فوق بشرتها الرقيقه و جعلت خصلات شعرها تلتف الي الجهه الآخري فخرجت الكلمات من هند الذي هالها ما سمعت و ما رأت فقالت بصراخ.

انتي مجنونه. انتي اكيد مش طبيعيه. ابعدي ايدك عنها.

نظرت إليها نيفين شذرا و طالعتها بسخريه ثم التفتت الي تلك التي ارتسم الجحيم بعيناها و غيب الغضب عقلها فقالت قاصدة إستفزازها
كنتي دايما تقولي عليا اني ضعيفه وجبانه بالرغم انك و لا مرة وقفتي قدامي و واجهتيني لوحدك دايما كان بيبقي حواليكي الي بيحموكي. حتي دلوقتي بتواجهيني و أنا متكتفه لو عايزة تاخدي حقك صح فكيني و شوفي مين فينا الي هيعلم التاني الادب؟

اغتاظت نيفين من حديثها و لكنها كانت تعلم بأنها لا تستطيع حل وثاقها لذا حاولت الهروب قائله بسخرية
انتي بتستفزيني عشان افكك! هيا حركه ذكية منك. بس انا مش هبله و مش هفكك إلا قدام حبيب القلب عشان اخليه يشوفني و أنا بطلع بروحك و ادوقه من النار الي ياما دوقهالي.

كاميليا بسخريه قاصدة إيلامها.

هتعيشي و تموتي رخيصه يا نيفين. لسه بتحبيه بالرغم من انك عارفه أنه بيعشقني. و حتي لو مت يكفيني اني كنت مراته و حبيبته و عشقه الاول و الاخير يكفيني الكام يوم الي عشتهم في حضنه يكفيني أنه مكنش بيتمني من الدنيا دي كلها غيري. يكفيني اني عشت مراته و هموت و أنا شايله اسمه. أما انتي بقي فهتعيشي و تموتي نكرة محدش اصلا هيحاول يفتكرك. حتي لو طلعتي بروحي زي ما بتقولي مش هتقدري تنتصري عليا و هيفضل اسمي فوق أما انتي فهتفضلي تحت جزمنا كلنا هو دا مقامك..

غلت الدماء بعروقها لدي سماعها حديث كاميليا فسارعت بالإنقضاض عليها و ما أن أوشكت النيل منها حتي وجدت يد راغب تطوق خصرها و هو يجذبها بعيدا عنها و يطلق اللعنات و أخذ يجرها للخارج آمرا الحرس بإغلاق الباب و عدم السماح لها بالدخول الي هنا مرة آخري
بعد أن تأكدت هند من أغلاقهم للباب حتي قالت باندهاش لكاميليا التي زفرت بتعب
يخربيتك ايه الجبروت دا؟ دا لو مش كان راغب دا خرجها بره كانت خلصت عليكي.

كاميليا بغضب
بني آدمه قذرة اصلا. الحرق بالنار قليل عليها.
هند بتحفيز
لا بس انتي جدعه عرفتي تفحميها.

كاميليا بحنق
حيوانه فاكرة أن الحب بالعافيه و مفكره انها ممكن تطول شعره منه دانا كنت طيرت رقبتها.

لم يسثني لهند الحديث إذ تفاجئت بذلك الصوت الذي افزعها حين قال بتهكم
خلصتوا سف و شتيمه عليها و لا لسه. صدق الي قال كيد النسا غلب كيد الشيطان.

برقت عينا الفتاتان حين سمعوا صوت رائد الذي كان يحرك رأسه يمينا و يسارا بتعب فقد تشنجت رقبته و عضلات جسده من تلك الجلسه الغير مريحه فقد اعياه التمثيل بأنه مخدر و لكنه لم يكن يستطع المجازفه بفضح مخططهم لذا استمر بالتمثيل حتي تأكد من أنه لا يوجد احد حولهم.
تجاوزت هند صدمتها و قالت بلهفه
رائد انت كويس مش كدا؟ انا مش بحلم صح؟

طمأنها رائد إذ قال بحنان
انا كويس اطمني..

اخيرا استطاعت كاميليا الحديث إذ قالت بإندهاش
انت كنت صاحي و سامع كلامنا كل دا؟
رائد بإختصار و هو ينظر حوله محاولا اكتشاف مداخل و مخارج المكان عليه يجد ثغرة قد تساعدهم في الهرب
ايوه
هند بإستفهام
طب ازاي؟

شرع رائد في قص ما حدث سابقا.

في وقت لاحق
توجه رائد الي الحديقه الخلفيه فوجد فاتح الذي كان يبدو عليه الأرتباك فبادره بالحديث قائلا بإستفهام
في ايه يا فاتح؟
فاتح بلهفه
راغب كلامه ميطمنش انا حاسس ان في حاجه غلط.
رائد بقلق
طب و بعدين هنتصرف ازاي دلوقتي؟
و لا اي حاجه هتتصرف طبيعي خالص و هنجاريه لحد ما نشوف ناوي علي ايه.

اختتم كلامه وأخرج شئيا من جيبه و نازله لرائد قائلا
الحبايه دي تاخدها لو حسيت أنه هيخدرك.

نهش القلق بعقله فقال بتوتر
طب و انت يا فاتح
فاتح بعجاله
متقلقش عليا انا هعرف أدبر اموري، المهم تنفذ الي قولتلك عليه.

عودة للوقت الحالي
أنهي رائد حديثه و نظر إلي خصلات هند بإنبهار اخجلها فقالت بإرتباك
بتبص علي ايه؟

لم يجبها إنما قال بإنتصار
هو دا. هند حاولي تقربي مني شويه
اندهشت الفتاتان من طلبه فكانت كاميليا اول من تحدث حيث قالت بغضب
انت بتقول ايه يعني ايه تقرب منك هو دا وقته؟

فطن رائد لما يدور بخلدها فقال بغضب
هو ايه الي وقته، عايز اخد المشبك الي في شعرها دا و احاول افكها بيه عشان تفكنا..

خجلت كاميليا من حديثها و ظنها السئ لتجد هند التي قالت بلهفه
اوك قولي اعمل ايه بس.
رائد بعجاله
قربي مني و ميلي برأسك عليا.

فعلت هند ما أراده و اقترب هو من خصلاتها بشفتيه التي وضعت قبله رقيقه قبل أن تقول بجانب أذنيها بصوت أجش
وحشتيني اوي.

خدرها حديثه للحد الذي لم يجعلها تشعر بشفتيه التي انتزعت المشبك من بين خصلاتها بعنف بسيط فاختلطت نظراتها بنظراته التي تحمل الكثير من الشوق و الطمأنه التي كانت بحاجه اليها كثيرا في هذا الوقت و لكن أخرجها من شرودها حديث كاميليا اللازع حين قالت
لا والنبي. هتفضل متنحين لبعض طول الليل. اخلصوا.

جفلت هند من حديثها فأشار لها برأسه حتي تستدير و تقف بالمقعد و تعطيه ظهرها و ظل بحاول كثيرا أن يفك تلك العقدة اللعينه و التي أخيرا انفكت فشعرت هند بتحرر يدها أخيرا فأخذت تفركها ببعضها لثوان قبل أن تتوجه الي رائد لتحل وثاقه و من بعده كاميليا التي تنفست الصعداء و لكنها خجلت عندما وجدت رائد الذي امتدت يداه تجذب هند من مرفقها و قام بعناقها بقوة سحقت عظامها بين ذراعيه فقد اشتاقها حد الجحيم الذي تذوقه في غيابها و بادلته هيا العناق بأقوي منه غير عابئه بأنين عظامها فقد كان ما يهمها أن تشعر به و تتلمس جسده و تتنفس رائحته التي اشتاقتها كثيرا و لم تكن وحدها من تتعذب بلوغه الشوق فقد كانت كاميليا هيا الآخري تناظرهم بتأثر فقد اشتاقت دفء ذراعيه و امانها بقربه لذا امتدت يداها تحاوط ذراعيها و أغمضت عيناها لثوان تتخيله أمامها و لكن جاءها صوت من خلفها جعل عبراتها تتساقط حين قال رائد بطمأنه.

متقلقيش هرجعك لحضنه في اقرب وقت..

لم تستطع منع دموعها لذا اقتربت منها هند تحتضنها بحنان لمس قلبها و قامت بالربت علي يدها الممسكه بذراعها لثوان قبل أن يأتي صوت رائد الذي قال بلهجة قويه
مش وقت عواطف خلينا نشوف هنخرج من هنا ازاي؟

تنبهت الفتاتان الي حديثه فقالت هند بلهفه
عندك فكرة؟
لمعت عيناه حيت أتته تلك الفكرة و قال بحماس
عندي فكرة طبعا، اسمعي انتي و هيا.

انتهي رائد من سرد فكرته و شرع الجميع في تنفيذها حيث حاولوا إعادة لف الاربطه حولهم بشكل يوحي بأنهم مازالوا مقيدين و أخذت كاميليا نفس طويل قبل أن تقول بصوت عالي نسبيا
الحقوني، عطشانه هموت من العطش..

في البدايه لم يجبها أحد و لكن عند إستمرار ندائها سمعوا قفل الباب يدور و أخذ رائد وضعيته السابقه مدعيا أنه مازال مخدرا فيما تقدم أحدهم الي كاميليا قائلا بلهجة مرعبه
عايزة ايه؟ بتصوتي كدا ليه صدعتينا.

جفلت كاميليا من لهجته المرعبه و بنيته المفزعة و لكنها ابتلعت ريقها محاوله أن تكمل خطتهم للآخر فقالت بصوت أنثوي رقيق
أنا كنت عايزة كوبايه ميه ريقي ناشف اوي..

طالعها ذلك الضخم بإعجاب تجلي في نبرته حين قال
من عنيا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة