قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والثلاثون

اعتقد أن النظرات قادرة علي سرد روايات العشق ابلغ من ألف حديث فهناك مشاعر اقوي بكثير من أن يستطيع اللسان وصفها هكذا كانت نظرات أدهم إلي غرام فلو أنها رأت كيف يطالعها لتجاوزت جميع أخطاءه في حقها و هرولت الي ذراعيه فقد كانت عيناه تحمل اطنانا من العشق القادر علي محو جميع الجروح العالقة بقلبها و لكنها للأسف كانت مستلقيه مغمضه العينان و قد خانها قلبها و أخذت تتذكر اجمل لحظاتها معه فأخذ قلبها يرتجف داخلها من فرط العشق الممزوج بالوجع لتسقط دمعه خائنه من عيناها سرعان ما امتدت أصابعه لمسحها لتبتسم غرام ابتسامه خفيفه فقد كانت تظن أنها واهمه و أنها من فرط اشتياقها له تتخيل رائحته و لكن قشعريرة سرت بكامل جسدها عندما شعرت بيديه تمسح دمعتها فسرعان ما فتحت عيناها لتلتفت الي الجهه الأخري لتجد معذبها ينظر إليها بتلك النظرات التي اذابت عظامها ليتسائل قلبها قائلا بلهفه.

انت هنا بجد..!
أجابها أدهم الذي كان كل خليه فيه ترغب في احتضانها عله يطفئ تلك النيران التي تأكله من فرط الوجع و العشق أيضا
مادام سألتي السؤال دا يبقي قلبك كان بيحلم بيا..

لم تستطع غرام زحزحه عيناها من أمام عيناه فقد كانت تأثرها نظراته و تكبلها بقيود عشق خلق لها و بها فلم تقو شفتاها علي التفوه بحرف واحد قد يكذب حديثه فلا طاقه لها بالكذب و محاوله إخفاء ما يدور بداخلها فقد انهكتها تلك المعارك التي خاضتها اليوم لتفضل الصمت أمام عيناه التي كانت و كأنها تحتضن ملامحها شوقا و لو إن الشوق بداخله فاق حدود الوصف فهو قد اختبر في غيابها اقسي ما قد يشعر به الإنسان في حياته و لم يعد لديه طاقه للمقاومة أكثر فأعلن قلبه و عقله معا رايته البيضاء مستسلما لغزوها الضاري لذا فقد فعل المعجزات ليختلي بها حتي يتثني له أن يعبر عن مكنونات قلبه و إزاله الرماد المحترق و الذي لايزال مشتعلا منذ سنين و لكنها لم تستطع أن تصمد أكثر أمام عيناه فادارت رأسها للجهه الأخري قائله بخفوت.

جاي ليه يا أدهم..؟
امتدت يداه لتعيدها الي النظر إليه مرة آخري فهو أكثر من يعلم عن ذلك الصراع الذي يدور بين قلبها العاشق و عقلها الرافض فقد كان فريسته لوقت طويل فقال بحنو
بصيلي، متدوريش عينيكي الناحيه التانيه عشان قلبك هيفضل باصصلي..
حاولت جاهدة ارتداء قناع القوة و الثبات أمامه و لكن كان ذلك شاقا للغايه خاصتا و أنها تقاوم نفسها اولا فكررت سؤالها بصوت حاولت أن يكون ثابتا
جاي ليه يا أدهم !

في بينا كلام كتير لسه مخلصش، قالها أدهم بهدوء فأجابتهه بنبرة متالمه حزينه آلمته كثيرا
- معدش في بينا كلام يتقال، الي عندي انت عارفه و متفكرش أن الي حصل دا ممكن يغيره..
- بس انا مش جاي اكلمك انتي يا غرام انا جاي اكلم قلبك الي حس بيا من قبل ما اتكلم و الي كان بيناديني في حلمه و جابني علي ملئ وشي جري..
آلمتها كلماته و ذكرتها بمعاناتها بسببه لتندفع قائله بغضب و حزن ارهقها كثيرا.

قلبي مش دا بردو الي دوست عليه بعد ما اتأكدت أنه حبك و اتعلق بيك..
كان أدهم ثابتا علي عكس عادته فقد اقسم أنه سيراضيها بكل الطرق و لن يترك المجال لجنونه بأن يدمر كل شي مرة آخري لذا أخذ نفسا عميقا ثم بدء بالحديث عن جراح دفنت لسنوات.

عارفه يا غرام اوحش حاجه في الدنيا انك تراهن الناس كلها علي شخص و في الاخر يخذلك مش هقولك أن طفولتي كانت صعبه أو غير مستقرة بس مكنتش حابب بيتنا دا أبدا، الي يشوفه من برة قصير كبير و فخم اي حد يتمني يعيش فيه إلا الناس الي عايشه فيه، تخيلي القصر دا كان فيه اكتر ناس طيبه ممكن تقابليها في حياتك و اكتر ناس شريرة بردو ممكن تقابليها في حياتك، كنت عادي تقعد علي نفس السفرة مع ناس بتكرهك و تتمنالك الموت و مجبر انك تضحك في وشهم و تتعامل عادي كمان، كان الوقت الي بقضيه في بيتنا دا اصعب وقت ممكن اقضيه في حياتي، مكنش بيعدي يوم من غير مشكله كبرت و أنا رافض كل دا مكنش بيصبرني علي البيت دا غير وجود امي فيه، و طبعا يوسف و روفان بس كنت دائما بحس أن ماما معتبرانا عوضها من ربنا في الدنيا و أن الي مصبرها عالحياة دي هو وجودنا حواليها و كان كفايه اوي الي شافته و الي حصلها زمان ، فكنت مجبر اتحمل حياتي معاهم لحد ما قابلتها، ( جميع حواسها انتبهت عند تلك الكلمها و أخذ قلبها ينتفض من فرط الترقب و الخوف وعيناها تتابعه عندما انتقل من مكانه متوجها إلي النافذة و قد لاحظ هو ما يدور علي ملامحها من انفعالات و لكنه واصل الحديث مرة ثانيه قائلا ).

مقابلتي ليها كانت صدفه زي الي بتيجي في الأفلام كدا، كنت سايق عربيتي و ماشي في طريقي فجأة لقيت واحده بتعدي الطريق و هوب داخت و اغمي عليها قدام العربيه بتاعتي فطبعا وقفت و نزلت اشوف فيها ايه و أصريت اوديها المستشفى عشان اطمن عليها و من هنا بدات القصه لقتها بنت جميله و هاديه و بريئه أو دا الي حسيته وقتها ابتدت علاقتنا تقوي اكتر و نقرب من بعض اكتر و لأنها ممثله شاطرة قدرت تخدعني صح و توقعني في حبها و كانت بالنسبالي طوق النجاة و الحاجه الوحيده الحقيقيه الي في حياتي و عشت معاها احلي قصه حب و طبعا حكايه سندريلا البنت الفقيرة الي وقع في حبها الشاب الغني دي اكيد وصلت لرحيم بيه فحاول أنه يبعدني عنها بحجه أنها طمعانه في فلوسك و في عيلتك و انت الحب عامي قلبك بس لما لقاني متمسك بيها اوي قالي يبقي ملكش أهل و لا عيله و قرر أنه يطردني من البيت و يحرمني من الميراث، يوسف و ماما حاولوا يقفوا جمبي وقتها بالرغم من أنهم مكنوش مقتنعين بيها و يوسف نفسه حذرني منها و مرتحلهاش بس الي مكنوش يعرفوه أن انا كنت مستني اللحظه دي اني اتحرر من البيت و العيله دي للابد هتصدقي لو قولتلك اني كنت مستنيه يقولي كدا و حكتلها و قولتلها اني هبدأ من الصفر معاها و أن معايا الي هيسندني بس طبعا ملايين الحسيني مش هتبقي موجودة و طبعا انتي اكيد سمعتي عن البوقين الي بيتقالوا في الظروف دي انا جمبك و معاك و مش هسيبك أبدا و الحقيقه ان الي حصل عكس كدا خالص بقت تتهرب مني و كل ما اجي اطلبها للجواز تتحجج لحد ما في يوم اختفت خالص و كنت وقتها عامل زي المجنون مش عارف اروح فين أو اروح لمين لحد ما في يوم جتلي رساله أنها موجودة في مكان معين و روحت المكان دا لقيتها بيتكتب كتابها الدنيا كلها بالنسبالي وقفت عند النقطه دي، و طبعا العريس كان اغني مني و عنده ملايين كتير بس الي مستغربتوش بقي أنه كان تقريبا قد أبوها، ( ابتسم أدهم ساخرا ثم أكمل ) - عرفت بعدها أن يوسف هو الي بعتلي الرسالة دي عشان يفوقني، حتي أنه بعتلي مازن يقف جمبي و مرديش ييجي هو عشان ميكسرنيش قدام نفسي و أنهم طلعوا صح و أنا الي كنت غلط، و بعدها اتحولت لأدهم الي انتي شفتيه انا حتي مدتش لنفسي وقت اني احزن أو استوعب الي حصل، كتمت كل حاجه في قلبي و روحت تاني يوم الشركه قعدت في مكاني و كملت من مكان ما وقفت، محدش قدر يتكلم و لا يسأل حتي بما فيهم جدي و دا بأمر من يوسف، و كملت حياتي و أنا مقتنع أن الستات دول ارخص حاجه في الدنيا نستمتع بيهم و نرميهم، و الحقيقه اني كل الي قابلتهم بعد كدا اكدولي الموضوع دا، لحد ما قابلتك..

اختتم حديثه ناظرا إليها ليجد ملامحها المتألمه من أجله و من أجلها و أيضا لا تنسي الغيرة التي نالت منها خاصتا و هو يتحدث عن غريمتها الي لم تكن تعلم حتي بوجودها ليتألم قلبها كثيرا فهناك حب آخر قد ملأ قلبه سابقا و لأجله يتألم الآن نهش الفضول عقلها فتحركت من مكانها متوجهه إليه لتقف قبالته قائله بصوت مهزوز
حبيتها..!

ابتسم. ادهم فقد علم المغذي وراء سؤالها و قد لمح الغيرة القاتله المرتسمه بعيناها و التي تحاول أن تخفيها عنه و لكن تستطيع المرأة أن تخفي الف شعور بداخلها ماعدا الغيرة ليقول بإختصار
قبل ما اعرفك كنت مفكر اني بحبها، بس الي اكتشفته بعد كدا اني كنت محتاج لها..
قطبت جبينها و قالت بعدم فهم
محتاج لها..؟

مش محتاج ليها كشخص بس كنت محتاج لحد يظهر في حياتي في الفترة دي و الصدف خلتها الشخص دا، انا كنت راسم في خيالي صورة للبنت الي اتمنا اكمل حياتي معاها حتي لو مش هحبها بس كنت عايز فيها صفات معينه و لإنها جتلي في وقت كنت فيه متدمر نفسيا و هيا رسمت دورها صح فأنا كمان حاولت احطها في إطار الشخصيه الي في خيالي و دي الي انا حبتها فعلا لكن هيا في الحقيقه عكس كدا خالص. و دي اكبر غلطه ممكن يغلطها الإنسان في حياته،.

اراحتها فكرة أنه لم يكن عاشق لتلك المرأة قليلا و لكن هيهات أن تستطيع إخماد تساؤلاتها لذا واصلت الحديث محاوله التوغل الي أعماقه بأكبر قدر ممكن
انت قولت انك قبل ما تعرفني كنت فاكر انك بتحبها، اشمعنا بقي يعني اقصد انا ايه علاقتي بالموضوع.؟
انهت حديثها المتلعثم و قد كانت تنظر في جميع الاتجاهات ماعداه ليقوم بمد إصبعيه تحت ذقنها ليديرها إليه قائلا بصدق ترك صداه علامه كبيرة في قلبها.

عشان عرفت معاكي يعني ايه حب..!
أصابت كلماته صميم قلبها الذي ود الهروب منها الي ذراعيه في تلك اللحظه متجاهلا نزيف جراحه التي كان هو المتسبب الرئيسي بها ليرسل العقل إشارات الخطر، خطر وجود ذلك الرجل أمامها فهبت كالمذعورة من بين يديه و أدارت رأسها للجهه الأخري قائله بنبرة قويه
بتحكيلي كل دا ليه يا أدهم..؟
زفر أدهم بعمق و قال بتأكيد و بلهجه ثابته
عشان أبدأ معاكي بدايه صح.

التفتت إليه غرام رافعه إحدي حاجبيها قائله باستنكار
و مين خلاك متاكد كدا إني هوافق أبدا معاك..؟
بلغ الغضب ذروته بداخل أدهم فقد تراكمت عليه جميع الأحداث السابقه لتشكل بركان ثائر بداخله و لكنه آثر الحديث بهدوء فقال
عندي سببين مهمين أوي يخلوني متاكد من كلامي..
اولهم..؟
اقترب منها أدهم كثيرا ناظرا بقوة الي داخل عيناها قائله بقوة.

انك بتحبيني زي ما بحبك و إلا مكنتيش حاولتي تفديني بروحك و مترددتيش لحظه تعملي دا،
ارتبكت غرام كثيرا من حديثه الصحيح و اقترابه منها الي هذا الحد فمرت ثوان حاولت أن تستجمع فيهم شتات نفسها حتي لا تهزم من أول معركه أمامه فحاولت الثبات قدر الإمكان لتقول بدفاع
انت انقذتني الأول و كان لازم لما الاقيك في خطر اني اعمل كدا، و علي فكرة أنا كنت هعمل كدا مع اي حد غيرك..
ابتسم أدهم و طالعها بحب قائلا.

مكنش و لا هيكون في غيري يا غرام أقلمي نفسك علي كدا، اه و دا السبب التاني
اغتاظت غرام كثيرا من لهجته الواثقة فبدل من أن يداوي جراحها التي كانت بيديه و يطلب منها السماح يرغمها علي تقبل وجوده و كأن شيئا لم يكن فاندفعت دماء التمرد تجري في عروقها لتقول بقوة.

أبدا يا أدهم، بقي بدل ما تيجي تقولي أسف و تطلب مني اسامحك جاي تقولي كدا، ( ضحكت ساخره ثم قالت بلهجه قويه ) اوعي تفكر و لو للحظه اني ممكن أكون ليك و لا حتي في أحلامك..
نصب أدهم عوده قائلا بفظاظه
معنديش وقت احلم يا غرام، انا هنفذ علي طول، الخيار ليكي لو مكنش بمزاجك هيبقي غصب عنك، و ابدا مش خطاب منك تسامحيني انا هجبرك تعملي كدا..
بلغ غضبها الذروة من فظاظه و غرور ذلك الرجل لتنتفض من مكانها صارخه.

بأي حق ترغمني علي وجودك في حياتي
لم يستطع أدهم السيطرة علي جنون غضبه أكثر من ذلك فإندفع تجاهها قابضا علي كلا ذراعيها قائلا بغضب و قهر
بحق كل لحظه شفت فيها الموت و أنا بعيد عنك و كل لحظه اتمنيته فيها و انتي مخطوفه و مش عارف اوصلك، و بحق النار الي كانت يتقيد فيا كل ما اتخيل الحيوان دا جمبك مش هبعد عنك يا غرام، و رحمه أبويا لهتكوني ليا و بكرة تشوفي..

انهي كلماته و توجه إلي باب الغرفه تاركا خلفه كتله من النيران التي أشعلها هو ليوقفه ندائها
أدهم.
رقص قلبه بين ضلوعه عندما سمع ندائها بتلك الطريقه المغويه فقد ظن أنها قد انصاعت لأوامر أخيرا ليلتفت ناظرا إليها بأمل فوجدها تقترب منه بتمهل قائله بلهجه هادئه مثيرة
هتفضل عمرك كله تحلم بيا و متطولنيش يا أدهم، هتفضل عمرك كله في نار اني كنت في حياتك و محافظتش عليا و دا وعد مني..

هل يوجد تناقض اكبر من أن بتفوه الإنسان بحديث و تنفيه عيناه بآخر مناقض له تماما هكذا كان حالها فلو أنه القي بال لحديثها لهدم المكان من حولها و لكن ما جعله يهدأ هو تلك النظرات المختبئه بين نظراتها المتمردة فكيف تتحدث بتلك الثقه و عيناها تهتز أمامه بتلك الطريقه، شفتاها تخبرانه شئ و عيناها تنفيه تماما لذا قرر بأنه لن يبالي بما تقوله بل سيكتفي بما يراه و لكن كبرياء الرجل بداخله أبي أن تكون لها الكلمه الأخيرة فأمتدت يداه تمسكها أسفل رأسها تقربها إليه ليأخذها في قبله محمومه فجر بها جميع براكين شوقه و غضبه و لم تستطع هيا التمرد و لا المقاومه فقد تغلب القلب علي العقل و غيبه تماما لتصبح معه بعضا من الوقت في دوامه عشقه التي ارهقتها كثيرا حتي أنها أوشكت علي الاختناق ليتركها أدهم رآفه بها فقد كان يود لو تطول تلك القبله الي مالا نهايه و لكن لا الزمان و لا المكان يسمحان له بذلك.

لم يمهلها الوقت للتفكير أو الإعتراض بل اقترب من أذنها قائلا بصوت أجش
المرة الجايه الي هعمل فيها كدا هتكوني مراتي و دا هيكون قريب اوي أن شاء الله..
انهي كلماته ثم اختفي كالحلم ليتركها وحيده تواجه كبريائها الذي حتما سيعاقبها و بشدة علي استسلامها المخزي له.

ما أن وصلت كاميليا رسالة مازن حتي هرولت للاسفل لترى ما الأمر فوجدته ينتظرها في الرواق فتوجهت إليه لتسأله بلهفه
خير يا مازن في ايه رسالتك قلقتني..
تحمحم مازن فهو لا يدري مدي معرفتها بالأمر و لكنه كان يجب أن يساعد صديقه و قرر بأن يقحمها بمخططاته فهي الوحيده التي تستطيع أن اخماد نيران الوحش عند اندلاعها
بصي يا كاميليا انا بصراحه عايزك تعطلي يوسف شويه..

رفعت كاميليا أحدي حاجبيها و نظرت إليه بدون فهم قائله
اعطله.! يعني ايه اعطله
تحدث مازن بنفاذ صبر
يعني تعطليه يا كاميليا، تقعدي معاه شويه تنسيه فيها الناس كلها، انا الي هقولك يعني..
ايوا ليه عايزني اعمل كدا؟
امممم ليه، بصي الموضوع معقد شويه اقولك يوسف متضايق شويه و عايزك تفرفشيه..
شعرت كاميليا بأنه بو خطب ما و مظهر مازن المرتبك و كلماته الغير مرتبه اشعروها بالقلق لتقرر أن تعرف ماذا هناك فقالت بغضب.

في ايه يا مازن بالظبط عشان أنا مش مرتحالك..
زفر مازن حانقا و قال بملل
ما تسمعي الكلام و انتي ساكته و تبطلي اسئله ملهاش لازمه..
أجابته كاميليا بمكر
ماهو لو مقولتليش في ايه هروح اقول ليوسف انك جايبني من فوق مخصوص عشان انزل اعطله، يعني في مصيبه اكيد و انت مش عايزه يعرف و هو بقي هيعرف يقررك ازاي بطريقته..
طبعا هستني ايه من تربيه يوسف الحسيني لا و مراته كمان انا كان ايه رماني عالعيله دي ياربي بس..

أنجز و قول في ايه..
تحدث مازن بنفاذ صبر
بصي من الآخر أدهم كان عايز يتطمن مع غرام و يوسف أساسا مش طايقه و حالف لو قربلها هيكسر دماغه..
غضبت كاميليا كثيرا و قالت بحده
و الحيوان دا عايز ايه من غرام، لحظه هو يوسف عرف بعملته المهببه دي
تحدثت كاميليا بذعر ليجيبها مازن بصدمه
ايه دا هو انتي كمان عارفه، الله يخربيتك يا أدهم دي مصر كلها عارفه..
انا لسه عارفه من شويه غرام الي حكتلي، و الزفت دا عايز منها ايه بقي.

تأفأف مازن و قال بملل
ملناش فيه يا كاميليا هما حرين سوي..
أوشكت كاميليا علي الرد فتفاجأت بدخول يوسف الذي كان ينهي بعض المكالمات المتعلقه بالعمل ليجدها تتحدث مع مازن فقال
انتي ايه الي موقفك هنا،
تلعثمت كاميليا قليلا فهو يبدو عليه الغضب فعلا و هذا يرعبها
اااا عادي انا كنت نازله ادور عليك..

لم يرتاح يوسف لتلعثمها فنظر إلي مازن الذي كان ينظر أمامه غير قادر علي النظر إليه و من ثم وجه أنظاره إليها مرة أخري قائلا بفظاظه
و بتدوري عليا ليه هو انا تايه و لا حاجه..
كانت لهجته غاضبه و ملامحه لا تبشر بالخير فحاولت إيجاد مبرر مقنع و هيا تشعر بالخوف من جفاءة الغريب فقالت بصوت خافت
لا أبدا انا كنت عايزة أساألك احنا هنسافر امتا فنزلت ادور عليك..

شعر يوسف بتغير ملامحها و خفوت نبرة صوتها فعلم أنه احزنها و لكنه الآن في أقصي مراحل غضبه فآثر الصمت حتي لا يحزنها أكثر و اكتفي بإيماءة بسيطه من رأسه و لكن مظهر مازن آثار شكوكه فنظر إليه قائلا
و انت بتعمل ايه هنا..؟
أجابه مازن سريعا لتزداد شكوكه أكثر
كنت بشم شويه هوا..
و أدهم فين..؟

تلعثم مازن و لم يجد ما يقوله فهو لا يحب الكذب و لا يريد المشاكل و ايضا يري بأن أدهم يحتاج الي فرصه و بأن يوسف كان ظالما معه فاضطر آسفا الي الكذب قائلا
أدهم مشي ..
و هنا تدخلت كاميليا عندما نظر إليها يوسف و قد بهتت معالمها فقالت باندفاع
اه مشي قال يروح يرتاح و كدا..
اممم مشي علي كدا كارما و على فين هما كمان..
- على و كارما في الجنينه بره،.

هنا تأكدت شكوك يوسف فازداد غضبه و تضاعف كثيرا لاشتراكها بالكذب عليه فقال بغضب
علي و كارما قاعدين في الجنينه و انتي بتدوري عليا و انت بتشم هوا و أدهم روح، دا ميبقاش ابن الحسيني لو عملها، بتشتغلوني انتوا الاتنين..؟
قال الأخيرة بصراخ جعل كاميليا تنتفض من مكانها ليجيبه مازن محاولا تهدئته
- اهدي يا يوسف محدش بيشتغلك..
- بتكذبوا عليا عيني عينك كدا عادي، شايفيني عيل صغير قدامكوا،.

التفت إلي كاميليا التي اخفضت رأسها بحزن و قد غلفت عيناها طبقه كريستاليه رقيقه من الدموع التي تهدد بالهطول فقال بنفس نبرته
- و الهانم بتكذب و عينها في عيني عادي.؟
هنا تدخل مازن الذي شاهد حالة كاميليا فحاول تهدئه الوضع قائلا
يوسف لو سمحت اهدي و وطي صوتك كاميليا ملهاش ذنب انا الي طلبت منها تعمل كدا..
تدخلت كاميليا التي شعرت بإهانة كبيرة من حديثه معها.

ثواني يا مازن انا مقصدتش اكذب عليك انا كنت هقولك بس تهدي شويه عشان انت مبتشوفش شكلك و انت متضايق بيكون عامل ازاي،
تأثر يوسف بمظهرها. و بحديثها و لكن فكرة أن تكذب عليه اغضبته كثيرا فاكد مازن علي حديثها
احنا فعلا كنا هنقولك بس بعد ما تهدي و نعرف نتكلم معاك و تفهمك..
استنكر يوسف حديثهم فقال ساخرا
تفهموني، هو انا في حاجه تانيه لسه مفهمتهاش؟

اه فيه، محدش له الحق أنه يمنع أدهم يكلم غرام غير غرام نفسها، حتي لو هو غلط في حقها عمره ما هيوقفه عند حده غيرها هيا بس الي في أيدها القرار تسامحه أو تقوله أنها مش عايزاه في حياتها، لكن لو مين وقف مش هيقدر يمنعه و انت عارف كدا كويس، دا قرارهم هما الاتنين احنا ملناش دخل فيه.

هكذا تحدثت كاميليا بفعل الغضب و الحزن منه فعلت نبرة صوتها لتري بعينيه نظرات التحذير فقررت الهروب من في تلك اللحظه خوفا من عدم سيطرتها علي دموعها أكثر من ذلك فقالت بجمود
انا هطلع اشوف كارما و على..
و ما أن خطت خطوتان حتي اوقفتها لهجته الآمرة
استني عندك..!
ما أن التفتت إليه فاجأتها نظراته الغاضبه و كلماته التي أحزنتها أكثر
متطلعيش لوحدك، روح معاها يا مازن، و اعملي حسابك ساعه و هنسافر..

هزت راسها بالإيجار و التفتت للجهه الأخري تجاهد منع دموعها ليلحق بها مازن الذي لعن بداخله جميع عائله الحسيني فقد شعر بالذنب لإقحامه كاميليا في هذا الوضع.

كانت كارما تحاول أن تعرف ماذا حدث بين على و غرام و لكن الأخير لم يعطها اي إجابه بل ظل صامتا طوال الوقت ناظرا أمامه فآثرت كارما الصمت هيا الأخري الذي قطعه ظهور مازن ببجانبه كاميليا و التي كانت ملامح وجهها توحي بالحزن الكبير فاتوجهت إليها كارما لتسالها بلهفه
في ايه يا كاميليا، مالك انتي معيطه و لا ايه؟
لا أبدا مفيش حاجه..
إجابتها كاميليا ليتدخل على قائلا باهتمام
امال مالك كدا..؟

زعلانه عشان يوسف قال هيمشوا كمان شويه..
تولي مازن الاجابه بدلا عنها لينقذها من نظرات على النافذة لتومئ برأسها بالايجاب فاختضنتها كارما بحب قائله
كدا يا كامي هتمشي تاني دا احنا ما صدقنا جيتي ..
بادلتها كاميليا الاحتضان و قد سمحت لبعض العبرات بالهطول و قالت بحزن كبير
غصب عني يا كارما انا لو كان عليا مش عايزة اسيبكوا أبدا و امشي..

اه انتوا هتقلبوها نكد بقي، لا والنبي كفايه الي شوفناه التلت ايام الي فاتوا ارحمونا شويه..
هكا تحدث مازن ليوافقه على الرأي قائلا
اول مرة تقول حاجه صح في حياتك، والنبي انتي و هيا خدوا بعض و تقعدوا علي جمب عليطوا احنا دماغنا خربت..
نظرت إليهم كارما شذرا قائله بسخريه
عالم متبلدة المشاعر، منعدمين الأحساس..
ليقاطعها مازن قائلا بهيام
طب و ربنا انا كلي احاسيس انتي الي مش واخده بالك..

باغته على بلكمه في كتفه قائلا بغضب
ولا انت هتسبلها قدامي، بقولك ايه انا أساسا علي آخري متخليهاش تيجي فيك
- انت طالعلي من أنهي داهيه معرفش، ياخي ارحمني سيبني اقول كلمتين من نفسي..
لا ماتقولش اسكت خالص احسن..
وجه على أنظاره الي كاميليا و سألها
اخبار غرام ايه..؟
حاولت كاميليا أن تخفي ارتباكها قدر الإمكان فقالت بخفوت
كويسه..

وصلت رساله نصيه علي هاتف مازن الذي تنفس الصعداء علي إثرها فقد كان يحبس أنفاسه عند سماعه سؤال على ليقول بنبرة مرحه أثارت دهشتهم
ما تيجوا نطلع كلنا نطمن عليها..

التفتت إليه كاميليا في حدة و لكن نظراته طمأنتها فارتاحت هي الأخري و أيدت اقتراحه ليتوجهوا جميعا الي غرام التي كانت للان تحت تأثير القبله التي أطاحت بكيانها فتارة تلوم نفسها و تعنفها و تارة تتلمس شفتيها و تتخيل ما حدث لتزداد جنون دقات قلبها فكيف تستطيع مقاومة هذا الرجل فقد حطمها سابقا و الان يأتي ليخبرها بأنها تنتمي إليه و الغريب بأنه هناك جزء كبير منها يؤيده و يشعر بالإنتماء إليه فكيف تستطيع التغلب علي معاناتها معه..

فاقت من شرودها علي اقتحام كارما غرفتها و التي هرولت ترتمي في أحضانها لتبادلها غرام الحضن مع نزول انهار من الدموع من كليهما فقد خاضتا الاثنتان تجربة قاسيه و لكن لطف الله تدخل في الوقت المناسب لينقذهم و هم أكثر من شاكرين..
ما خلاص بقي انتوا مصرين تخلوني اعيط ليه..
هكذا تحدثت كاميليا التي هطلت دموعها هيا الأخري تأثرا بهذا المشهد فامتدت يد كارما تقربها منهما قائله من بين دموعها
تعالي عيطي معانا تعال..

اقترب مازن من على قائلا باستنكار
هو ايه الأوفر دا.؟
ليجيبه على بيأس
امال انا اعمل ايه يا ابني عايش مع الأوفر دا طول حياتي..
الله يكون في عونك يا عم..
نظر له على بطرف عينه و قرر إغاظته قليلا فقال بنبرة عاليه
قصدك ايه الله يكون في عونك دي يا مازن مش تحاسب علي كلامك، كارما عمرها ما كانت نكديه..
التفتت كارما علي إثر حديث على و نظرت إلي مازن بطرف عينها و قد تبدلت ملامحها من الحزن الي الغضب.

والنبي يا سي مازن هيا مين دي الي نكديه..
صُدِم مازن من تبدل حالها بتلك السرعه و قال بلهفه
والله ما قولت كدا،
اومال ايه يعني على هيكذب..
اجابها مازن و قد غضب من ذلك الماكر فنظر إليه وقال بحده
و دي محتاجه سؤال طبعا بيكذب..
تصنع على الحزن و قال بزهول مصطنع.
اخص عليك يا مازن انا هكذب..
اندفعت كارما و قالت صائحه
مازن انا بحذرك اوعي تقول علي على كذاب مرة تانيه..

اغتاظ مازن من لهجتها و انحيازها الواضح لأخيها فقال بإنفعال
ما تيجي تاخديلك قلمين احسن..!
ايه يا ابني انت اتجننت هتزعق لأختي و أنا واقف..
تحدث على إليه بتلك الكلمات ثم وجه أنظاره الي كارما و قال بحنو مفتعل اثار مازن بشدة
مش قولتلك يا كارما يا حبيبتي دا مينفعناش دا بيعلي صوته عليكي من دلوقتي و هو لسه ملبسش دبل حتي امال هيعمل ايه لما يكتب كتابه..
تصدق عندك حق يا على دا مالوش امان..

زاد غضب مازن و حنقه علي ذلك المدعو على و الذي يريد الايقاع بينهم فحسب و تلك البلهاء التي تنساق خلف مخططه دون أن تدري فقال بقهر
تصدقي أن انا عايز ضرب الجزمه ممرمط نفسي عشان سيادتك و في الاخر طلعت ماليش أمان..

لم يتثني لها الرد عليه فقد قاطعهم عدة طرقات علي باب الغرفه ارتعش لها قلب كاميليا فقد شعرت بأنه من يقف خلف الباب و قد صدق حدسها ماهيا الت ثواني حتي أنفتح الباب و أطل عليهم بهيبته الطاغيه و وسامته المهلكه لها فتصنعت اللامبالاة و آثرت عدم الالتفات نحوه و لكن جميع حواسها كانت معه
اذيك يا غرام عامله ايه دلوقتي..
الحمد لله يا يوسف، ميرسي علي كل الي عملته عشاني انا و كارما..

هكذا أجابته غرام بخجل ليجيبها بلهجته الواثقه
متقوليش كدا انا معملتش حاجه، حمد لله علي سلامتك..
تحدثت كارما هيا الأخري قائله بعرفان
بجد يا يوسف احنا مش عارفين نشكرك ازاي، حقيقي ميرسي اوي..
كانت كلماتها كالبنزين الذي سُكِب علي نار مازن فإندفع يقلدها بطريقه مضحكه.

ميرسي اوي يا يوسف مش عارفين نشكرك ازاي، علي أساس اني كنت رايح اسوقلهم للعربيه مانا كان طالع عين اهلي انا كمان الي ما حد قالي كلمه عدله توحد الله فالحه بس عماله تطبلي لأخوكي علي قفايا،
أجابه على بشماته
يا ابني بطل حقد، و بعدين ما لازم تطبلي انت مين اصلا هو احنا نعرفك..

ضحك. جميعهم بما فيهم يوسف الذي كان ينظر إلي تلك التي تتحاشي النظر إليه بكل الطرق فهو يعلم بأنه احزنها كثيرا و قد لام نفسه علي ايلامها بهذا الشكل و لكن لا مجال الندم الآن فما حدث قد حدث ليقرر إنهاء هذا الحديث الدائر و المغادرة فهو يريد الانفراد بها باي شكل ليقول بنبرة هادئه
طب انا مضطر آخد كاميليا و ننزل بقي عشان قدامنا سفر طويل ،
التفت إليه على الذي قال
بسرعه كدا خليكوا معانا كمان يومين..

معلش يا على مش هقدر في شغل في الشركه كتير متعطل لازم اسافر ضروري..
ربنا يعينك يا يوسف ، كنت عايز اتكلم معاك شويه قبل ما تمشي..
هكذا تحدث على ليجيبه يوسف قائلا
تمام تعالي نطلع نتكلم بره علي ما كاميليا تسلم عالبنات، اختتم حديثه و نظر إليها قائلا في عجاله
- كاميليا هستناكي بره،
و نظر إلي الفتاتين قائلا بمجامله
حمد لله علي سلامتكوا مرة تانيه..

خرج يوسف دون أن ينتظر ليسمع ردها ز ذلك احزنها أكثر و لكنها لم تظهر ذلك و اخذت تتبادل السلامات مع الفتاتين..
أما في الخارج كان يوسف يتحدث مع على الي قال بعرفان
بصراحه يا يوسف م شعارف اشكرك ازاي علي كل الي عملته معانا عشان نقدر نرجع البنات من تاني..
أجابه يوسف بتواضع
متقولش كدا يا على احنا أهل، و انا معملتش حاجه، اي حد كان في مكاني كان هيعمل كدا و اكتر ..

اكيد طبعا احنا أهل، بس كان لازم اشكرك، و أن شاء الله دا دين في رقبتي و لازم اردهولك في يوم من الايام..
مالوش لزوم الكلام دا يا على، انا قولتلك احنا أهل،
دا شئ يشرفني، كان نفسي حقيقي تفضلوا معانا شويه بس مش هقدر اعطلك عن شغلك اكتر من كدا..
هكذا تحدث على ليجيبه يوسف قائلا
تتعوض أن شاء الله،
خرجت كاميليا يليها مازن الذي اقترب من يوسف يحاول ممازحته
جووووو، لسه ناوي عللرحيل..

نظر إليه يوسف شذرا و لم يجيبه ثم وجه أنظاره الي كاميليا و قال بهدوء
جاهزة عشان نمشي..
أجابته باختصار
جاهزة..
وجهت كاميليا انظارها لعلى و قالت بنبرة ذات مغذي
خلي بالك من غرام نفسيتها مش مظبطه خالص..
فهم على ما ترمي إليه و أجابها بهدوء قائلا
متقلقيش يا كاميليا، خلي بالك انتي من نفسك، و لو احتاجتي اي حاجه كلميني..

نظرت إليه كاميليا بعرفان و قد آشعرتها كلماته بشي كانت تفتقده و تتمناه منذ زمن و هو وجود أخ لها فقالت بتأثر
حاضر، و انت كمان خلي بالك من نفسك و من البنات، و أنا هحاول اقابل خالتو فاطمه لما انزل القاهرة..
كاميليا، هنتأخر،
كانت هذه كلمات يوسف الغاضبه التي فهمها كلا من مازن و على الذي ابتسم بخفه فهو قد شعر بغيرة يوسف من حديث كاميليا معه فلم يطل أكثر و استأذن منهم للاطمئنان علي أختيه.

نظر يوسف إلي مازن و قال بإيجاز
هشوفك في القاهرة..
تقدمته كاميليا بصمت دون حتي أن تلتفت إليه و لكن نيران غضبه كانت تصل إليها و لكنها لم تبالي فهيا اغضبته و هو جرحها و كثيرا لذا فليغضب أكثر و أكثر فهو بساعه واحده قد أثار لديها مختلف المشاعر المؤلمه دون أن ينظر إليها حتي..
صعد كليهما الي السيارة و مر بعض الوقت دون أي حديث ليقطعه يوسف قائلا من بين أسنانه.

آخر مرة تتكلمي مع أي راجل بالطريقه الي اتكلمتي بيها مع على دي فاهمه..
التفتت إليه في حده و قالت بدهشه ممزوجه بالحزن
طريقه ايه الي اتكلمت بيها يا يوسف..
علت نبرة صوته و قد بلغ غضبه للذروه
فاهمه..!
ارتعبت كاميليا. من مظهره و آلمتها طريقته في الحديث معها الي جانب مواقفه معها الليله و حديثه الأكثر من مؤلم بالنسبه لها فقالت بخفوت
فاهمه..

أدارت وجهها للناحيه الآخري تخفي دموع انهمرت رغما عنها و قد شعر هو بها الي جانب نظراتها التي ألمته كثيرا و لكنها اليوم أثارت غضبه و غيرته أيضا و الأخيرة قد آثارت جنونه فهو كان ينوي أن يراضيها و لكن طريقتها مع على جعلت الدماء تفور في عروقه فرغما عنه آلمها أكثر..
امتدت يداه تحت ذقنها تديرها إليه فانفطر قلبه بمظهرها الباكي و مد إصبعه ليمسح دموعها التي تهطل كالأمطار و قال بحنو و بلهجه معاتبه.

هو كل ما يحصل بينا مشكله هتزعلي و تقعدي تعيطي كدا..
لم تكن كاميليا في حاله تسمح لها بالحديث فقالت بثبات ظاهري
مشكله..! أبدا مفيش اي مشكله انت أمرتني وانا لازم انفذ أوامرك، و لو علي دموعي فمتقلقش مش عشانك انا بعيط عشان كارما و غرام هيوحشوني و مش عارفه هعرف اشوفهم تاني امتا..

لعن يوسف بداخله فهو قد اوصلها بغباؤه الي تلك الحاله من الحزن و الغضب فقام بأخذها بين أحضانه في عناق قوي يحمل من الأعذار ما يعجز اللسان عن البوح به و تشبست هيا الأخري به و كأنه طوق نجاتها في بحر العذاب الذي تشعر به تاركه العنان لدموعها تخبره عن مدي حزنها و آلمها وبعد وقت ليس بقليل بادرت بالانسحاب من بين ذراعيه ليتشبث هو بها رافضا تركها قائلا بعشق
حقك عليا..
يالا عشان نمشي..
هكذا أجابته فقال بلهفه.

كاميليا عشان خاطري..
فقاطعته برجاء مزق قلبه الي نصفين
عشان خاطري انت، انا فعلا مش قادرة اتكلم، خلينا نمشي..
زفر يوسف بيأس و أفلتها لترجع الي مقعدها ثم قال بهدوء ينافي ضجيج قلبه
زي ما تحبي..
أدار السيارة و انطلقق بسرعه كبيرة افزعتها و لكنها ظلت علي جمودها و عندما وصلت إليها أنفاسه العاليه علمت بأن الغضب مازال يأكله و ما أن هم بالحديث حتي بادرت هيا فقالت بصوت خفيض
هنام شويه عشان تعبانه اوي..

ضغط يوسف علي أسنانه بغيظ فهيا تغلق أمامه جميع الأبواب للصلح و لم يكن هذا ما يخطط له و لكن كبرياءه ابي أن يتوسل إليها للحديث فقال من بين أسنانه
تمام،
التفتت كاميليا الي الجهه الأخري ما أن اخفض هو مستوي المقعد قليلا حتي تستطيع النوم براحه و لم تستطع منع ظهور ابتسامه خبيثه علي ملامحها فقد أرادت معاقبته بشده علي تعنيفه لها و قد نجحت في ذلك و هيا أكثر من سعيدة بغضبه الشديد هذا و تمتمت بداخلها بانتصار.

اصبر عليا يا ابن الحسيني اما جننتك مبقاش انا كاميليا
عند انطلاق صوت آذان الفجر من أحدي المساجد بالاسكندريه كان على يفتح باب منزلهما بعد إصرار غرام مغادرة المشفي و الرجوع إلي المنزل و قد كانت كارما تقوم باسنادها و قام على بالضغط علي زر الإضاءة ليتفاجئ بوجود والدته التي طالعتهم بالكثير من الغضب و هيا تقول
حمد لله عالسلامه..

صُدِم ثلاثتهم من وجود فاطمه بالمنزل فعندما سألت غرام عن مكان والدتها اجابتها كارما بأنها لا تعلم شيئا و أنها عند جدهم بالقاهرة فماذا حدث ليجدوها قي مثل هذا الوقت في المنزل و من الظاهر انها كانت تنتظرهم..
سرعان ما تغلب على علي صدمته و اقترب منها قائلا باستفهام
ماما، حضرتك جيتي امتا..
مبقاليش كتير..

اندفعت الفتاتان تجاه والدتهما و التي سرعان ما تلقتهم بين أحضانها لتطمئن عليهم فهيا قد شعرت بالرعب من مظهر غرام و تلك الضمادة فوق رأسها فقالت بلهفه
حصل ايه، و ايه الي علي دماغك دا يا غرام.
تبادلت غرام و كارما النظرات ثم وجهوا أنظارهم الي على كي ينقذهم من هذا الموقف فهم على بالحديث و لكن يد فاطمه التي أوقفته قبل أن يبدأ لتقول بلهجه آمرة
عايزة الصراحه يا على، اي كذب مش هتهاون فيه..

زفر على بيأس و قال بنفاذ صبر
طب اتفضلي اقعدي و أنا هحكيلك..
جلسوا جميعهم و قام على بقص جميع الأحداث الي حصلت في غياب فاطمه و التي ذُعِرت من ما تفوه به على فهل كانت علي وشك خسارة ابنتيها في لحظه لتنتفض من مكانها صارخه
انت بتقول ايه يا على بقي بناتي يتخطفوا و يحصل فيهم كل دا و أنا معرفش حاجه.
حاول على تهدئتها قائلا.

ماما لو سمحتي اهدي شويه، انا مردتش اقولك عشان خوفت عليكي، الدكتور قال غلط تتعرضي لاي انفعال..
قاطعته فاطمه باستنكار
خوفت عليا، و لما كان يحصل لواحده فيهم حاجه كنت هتعمل ايه و لا كنت هتفضل مخبي عليا العمر كله..
تدخلت كارما محاوله تهدئة الوضع قليلا
ماما ارجوكي اهدي كدا غلط علي صحتك على مالوش ذنب هو خاف يقولك يحصلك بعد الشر زي ما حصلك قبل كدا..
زاد انفعال فاطمه فقالت بغضب.

مين آداله الحق يقرر حاجه زي كدا لا و كمان يبعتني عند جده كإني عيله صغيرة بيوزعها، للدرجادي شفت نفسك كبرت عليا يا سيادة الرائد..
تدخلت غرام هيا الأخري و قد شعرت بالحزن لهذا الظلم الواقع علي شقيقها فقالت بانفعال
ماما على مالوش ذنب في كل الي حصل، كان قالب الدنيا عشان يلاقينا، لو كان قالك و لا قدر الله حصل لحضرتك حاجه كان هيعمل ايه هيسيبنا و يفضل جمبك و لا هيجري يدور علينا ويسيبك بين الحيا و الموت..

والله عال يا ست غرام انتي كمان بتعلي صوتك عليا،
ماما انا مقصدتش..
قاطعتها فاطمه صارخه
اسكتي خالص،
اخيرا تحدث على الذي ضاق ذرعا بكل ما يدور حوله فقرر إنهاء هذا النقاش قائلا
اسكتي يا غرام لو سمحتي، حقك عليا يا ماما انا أسف يمكن اتصرفت غلط بس غصب عني، مكنتش هقدر اتحمل انك تتعبي أو بعد الشر يحصلك حاجه..

الي مكتوبله حاجه هيشوفها و بعد كدا ياريت متاخدش قرارات من نفسك و البنات دول مُلزمين مني انا مش منك انت لما ابقي اموت ابقي اعمل الي انت عايزة..
صدم الجميع من حديث فاطمه و تلك اللهجه التي تتحدث بها مع على للمرة الأولي و لم تكتفي بذالك بل ألقت تلك القنبله التي افزعتهم جميعا
جهزوا نفسكوا انتوا التلاته عشان في خلال اسبوع هنمشي من هنا و نروح نعيش عند جدكوا في القاهرة..
قطب على جبينه و قال باستنكار.

ماما ايه الي انتي بتقوليه دا..
قاطعته فاطمه بقوة
مش عايزة نقاش، الي قولته هيتنفذ سواء رفضتوا أو قبلتوا، كل واحد يأقلم نفسه علي كدا..
ط
اندفعت غرام بغضب قائله
ازاي و دراستنا دي الامتحانات خلاص قربت ..
جدك هيخلص كل الحاجات دي في اسرع وقت متشيلوش هم، ياريت تجهزوا نفسكم..
و انت يا سيادة الرائد ابدأ في ورق إجراءات نقلك و لو سمعت منك اي اعتراض يبقي تعتبر من اللحظه دي انك ملكش أم..

ألقت فاطمه قذائف كلماتها ثم هرولت الي غرفتها فقد بلغ الحزن و الغضب ذروته بداخلها فهيا و للمرة الأولي التي تتحدث معه بتلك الطريقه و لكن ما باليد حيله فهي لا تريد خسارته أبدا..
اما عند على الذي أصابت كلمات والدته صميم قلبه فقام بأخذ مفاتيحه و الخروج فورا من باب المنزل لا يدري إلي اين هو ذاهب كل ما يريده هو التنفيس عن ذلك الغضب الذي كان يأكله ..

بعد مرور أسبوع حمل الكثير من الأحداث نأتي لذالك اليوم الموعود لسفر فاطمه و اولادها للقاهرة فقد جاء مازن و سيد البواب و معهم على الغير راضي بالمرة عن تلك الخطوة و لكنه رفض أن يجادل والدته في قرارها و أثناء حمل سيد إحدي الصناديق التي تخص والدته سقط منه و تناثرت محتوياته و التي كانت عبارة عن صور قديمه فقام على بلملمتها و لكن لفت إنتباهه صورة لامرأة جميله في ريعان شبابها و بجانبها طفل صغير فشعر على بأنه يعرف تلك المرأة و ذلك الطفل أيضا فأتاه صوت والدته من الخلف و التي سألت قائله.

على ايه الي موقفك كدا..؟
التفت على إليها قائلا في ترقب
مين الست الي في الصورة دي.؟
التقطت الصورة من بين يديه و نظرت إليها ثم قالت باختصار
دي ناهد بنت خالي و دا ابنها..
برقت عيناه من شدة الصدمه و قال بدون وعي
إيه ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة