قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والثلاثون

استنادا علي مقوله فاقد الشئ لا يعطيه فإن من أصعب المهمات التي تلقي علي عاتق الإنسان هو أن يجبر على بث الأمان لأحدهم و هو يفتقده
نورهان العشري.

منذ أن رأي على تلك الصورة و عقله يعمل في جميع الاتجاهات يشعر و كأنه يعرفها أو رآها من قبل و لكن لا يدري أين و متي و ذلك الطفل أيضا ليس بالغريب عليه و لكن ذاكرته لم تسعفه فآثر أن يفكر في الأمر عندما يختلي بنفسه فها هو في طريقه الي القاهرة مع والدته و أختيه للعيش مع جده، ذلك القرار الذي أخذته والدته رغما عنه و أصرت عليه بطريقه غريبه حتي أنها قطعت كل طرق المناقشه فيه فهو منذ ذلك اليوم لم يحادثها يشعر و كأنها أيضا تتجاهله فهذه المرة الأولي التي تتوتر علاقتهم بهذا الشكل و قد آلمه هذا الشئ و لكن الاكثر ألما هو أن يكون قرارها هذا نابع من إعتقادها بأنه فشل في حمايه أختيه هذا الهاجس الذي جعل قلبه ينشق الي نصفين و لكنه آثر الصمت فمازال صدي كلماتها يتردد في عقله الي هذا الحين..

كسر هذا الصمت الخانق في السيارة صوت فاطمه التي طلبت من الفتاتان أن يذهبان مع مازن بسيارته لتستطع هيا الحديث براحه مع على و محاوله تصليح الأمور بينهم فقالت بنبرة معتذرة
على، خليك عارف اني خدت القرار الصح بأنكوا لازم تروحوا تعيشوا مع جدكوا، دانا كمان أتأخرت اوي في الخطوة دي كان لازم تحصل من زمان..
كان الحزن يأكل على من الداخل و لم يستطع الصمت أكثر من لك فقال بمرارة آلمت فاطمه كثيرا.

طبعا بما إني فشلت في حمايه إخواتي البنات فلازم يروحوا لالي يقدر يحميهم و يعمل الي انا فشلت اعمله..
استنكرت فاطمه حديثه و قالت بنبرة قاطعه
اوعي تقول كدا تاني يا على ، لو كان عندي شك واحد في الميه انك تقدر تحمي اخواتك مكنتش وافقتك لما فسخت خطوبه غرام من رامي انا حتي مناقشتكش في الموضوع و كون انك عملت كدا يبقي دا الصح ليها..
أجابها على بإيجاز.

غرام طفله و إنفعالتها بتتحكم فيها و مكنش لازم وافقناها علي حوار الخطوبه دا من الأول..
وافقته فاطمه الرأي قائله
عندك حق، غرام عاطفيه اوي واخده طبع زهرة اختي و ناهد بنت خالي الله يرحمها..
رفع على إحدي حاجبيه و سألها
الله يرحمها.! امال ايه قصه ناهد دي مسمعتش عنها قبل كدا..؟
سحبت فاطمه نفس عميق و قد بدأت تستعيد ذكريات الماضي التي سلبتها الكثير من أحبائها فبدأت بسرد مقتطفات مما مر علي ذهنها.

ناهد دي بنت خالي عمرو بنته الوحيده و كانت تعتبر التالته بتاعتنا بعد وفاة أبويا مكنش لينا حد هناك في روسيا و خالي أصر علي امي أنها تجيبنا و تيجي هو كمان كان عايش هناك في روسيا بس حب بنت مصريه هناك كانت جايه في بعثه تبع الجامعه عندها بس أهلها مكنوش موافقين أنها تتغرب بعيد عنهم خصوصا انها بنتهم الوحيده فقرر أنه يجازف و يسيب روسيا و ينزل مصر و يتجوزها كانت جدتي لسه عايشه و مقدرتش تمنعه عن قراره فاضطرت توافق علي وعد أنه علي طول ييجيي يزورها و فعلا كان بيعمل كدا في الإجازات يا بيكون هو و مراته عندها يا هيا بتاخد ماما و تروح تزوره ممتي مكنتش لسه اتجوزت و كانت بتحب مراته دي اوي و حبتها اكتر بعد ما خلفت ناهد كانت وارثه الجمال بتاعنا و كانت شبه جدتي اوي و استمرت الحياه لحد ما ممتي اتجوزت و خلفتني انا و زهرة.

ناهد كانت أكبر مننا بأربع سنين و كنا دائما يا بنسافرلهم يا بيجولنا حتي بعد ما جدتي توفت فضلنا بردو عالحال دا، لحد ما بابا اتوفي و كنت انا لسه ستاشر سنه و زهرة اربعتاشر وقتها خالي أصر علي ماما تجيبنا و نيجي نعيش في مصر خصوصا أنة مبقاش يقدر يروح و ييجي عشان مراته جالها المرض الوحش و كان لازم بفضل جمبها لأن ملهاش غيرة بعد وفاة أمها و ابوها.

و فعلا نزلنا بس للاسف كنا شبه معدمين لأن بابا قبل ما يموت كان صرف كل فلوسه عالشرب و القمار بعد ما اتلم عليه شله فاسدة ضيعوه و ضيعونا معاه..

و دا من الأسباب الي خلت ماما تنزل بينا علي خالي هنا في مصر، بصراحه شالنا و عمره ما حسسنا بحاجه أبدا و لا إننا عبأ عليه لحد ما خلصت تعليمي و زهرة كانت في آخر سنه في كليه حقوق و أنا كنت خدت تمريض و ناهد كانت أخدت كليه تجارة طول عمرها كان عندها طموح و من اول يوم خلصت فيه كانت عايزة تشتغل و تثبت نفسها..

في البدايه خالي عارض بس مع ضغط المصاريف عليه خصوصا أنه كان خد قرض من البنك بضمان شقته عشان يقدر يصرف علي علاج مراته اتجبر أنه يوافق و فعلا اشتغلت و حبها مديرها في الشغل و وقف جمبهم جامد و سدد ديونهم و طلب منها يتجوزها و في الفترة دي مامتها اتوفت عشان كدا معملوش فرح و لا حاجه.

وبعد ست شهور من الجواز انفصلوا و ناهد مردتش تقول لحد أسبابها و بعد ما خلصت شهور عدتها اتجوزت تاني و قالت إنها هتهاجر مع جوزها كندا، و دي كانت الصدمه الي خالي مقدرش يتحملها و مات بعد جوازها بكام شهر و للأسف مقدرتش تنزل تحضر عزاه و مرت الشهور كنا بنتراسل مع بعض و حملت ناهد و خلفت و بعتتلنا صورها مع ابنها آخرهم كانت الصورة الي انت شفتها دي و بعدها جالنا خبر وفاتها في حادثه عربيه و منعرفش اي حاجه عن جوزها و ابنها بعد كدا..

انتهت فاطمه من سرد حكايتها متنهدة بألم فقد عاد الوجع مرة ثانيه لينظر إليها على بحزن و إشفاق علي كل تلك الأحداث المؤلمه التي تعرضوا لها فقال بتأثر
ياااه دانتوا شفتوا كتير اوي في حياتكوا..
ابتسمت فاطمه ساخرة و قالت بألم
كتير و اي كتير يا على دانا حكتلك باختصار..
نظرت إليه فاطمه و قالت بحزن.

انا محكتش الكلام دا غير لسالم الله يرحمه و ليك انت دلوقتي، حقك عليا يا على، انا عمري ما قصدت ازعلك، انت اول فرحتي و ابني حبيبي أنا معنديش اغلي منك في الدنيا..
كانت تتحدث ويرافق حديثها أنهار من الدموع التي تنهمر علي وجنتيها مما جعله يصدم من مظهرها فاوقف السيارة علي جانب الطريق و قام باحتضانها محاولا تهدئتها و قد آلمه قلبه كثير علي إنهيار والدته القويه بتلك الدرجه
ماما اهدي في ايه حصل لكل دا..

أجابته من بين دموعها و قد كانت ترتجف بين يديه
لا حصل يا علي أنا جرحتك اوي، بس والله يا ابني كان غصب عني سامحني.
اششش اوعي تقولي كدا، انا الي المفروض اطلب منك تسامحيني عشان زعلتك بس والله مكنش قصدي انا كنت خايف عليكي..
انهي كلماته و قام بتقبيل كفيها تزامنا مع نزول دموعه هو الآخر لتقبل فاطمه رأسه المنحني فوق كفيها قائله بحب.

عمري ما زعلت منك أبدا يا على، دانتا حته من روحي و اغلي حد عندي في. الدنيا انا مستعدة ادفع عمري كله و متبعدش لحظه عني واحده..
شعر على بوجود خطب ما خلف حديث والدته فقال باستفهام
ماما حبيبتي في ايه، و ليه بتقولي الكلام دا..؟

طالعته فاطمه بنظرات الحيرة فهل تصارحه باعظم أسرارها و تتعرض لخسارته ام تصمت و يبقي الحال كما هو عليه و ما أن حسمت قرارها و همت بالحديث أوقفها رنين الهاتف الخاص بعلى الذي اعتذر منها و أجاب ليبادره الطرف الآخر علي الهاتف
الست الي كان بيزورها رائد في المستشفي
طلعت امه يا على..

الاسوء من غدرك بي أن تعود إلي بعد أن قطعت شوطا طويلا في طريق الشفاء منك لتعيدني أنت الي نقطه الصفر مجددا
أدار رائد المفتاح في الباب لينفتح ثم قام بإالضغط علي ذر الإنارة لتنير المصابيح المكان من حولهما و تنحي جانبا ليسمح لوالدته بالدخول و التي كانت تنظر حولها بخوف سرعان ما تحول الي حب و هيا تناظره قائله بصوت خافت
دا بيتك..؟
أجابها رائد باختصار
بيت من بيوتي ..؟
يعني دا مش البيت الي عايش فيه..؟
لا..

و ليه مودتنيش بيتك خايف مراتك تتضايق، مش البنت الي كانت معاك دي بردو تبقي مراتك..؟
نظر إليها رائد و قد بدأ علي ملامحه الحزن الشديد الذي شعرت هيا الأخري به و لكنه قال باختصار
لا مش مراتي..
خطيبتك..؟
زفر رائد و جلس علي الاريكه خلفه و تبعته هيا فقام بمسح وجهه بيداه قائلا بنفاذ صبر
لا بردو، دي واحدة شغاله معايا.
فهمت ناهد أنه لا يريد الحديث و لكن عيناه تحكي الكثير فقالت بنبرة متزنه.

مالك.! متضايق اني بسألك..؟
تحدث رائد غاضبا
متضايق! لا هتضايق ليه..
أجابته بهدوء
تمام عايزة اقابلها..!
لم يعد قادر علي السيطرة علي غضبه فهب واقفا و قال بانفعال.

نعم تقابليها، بقالي اسبوع من ساعة ما فوقتي و انا بحاول اعرف حصل ايه بينكوا عشان تنهاري و تقرري تفوقي من غيبوبتك الي قضيت نص عمري بتحايل عليكي تفوقي منها و ترجعيلي و مفيش اي جديد اجي اسيبها معاكي نص ساعه بس ارجع الاقيكي. في حالتك دي و اجي أسألك قالتلك ايه تقولي مفيش، و دلوقتي عايزة تقابليها ليه؟
ظلت ناهد علي نفس هدوئها و قالت بإتزان
قالتلي انها بتحبك .

صُدِم رائد من حديثها و لكنه استوعب صدمته سريعا و قال بقهر
و لما هيا بتحبني سابتني و هربت ليه !
يمكن خافت..!
ابتسم رائد ساخرا و قال بوجع
لا مش يمكن دا اكيد،
اقتربت منه علي مهل و ربتت علي كتفه قائله بمواساه
متزعلش، لو بتحبك بجد هترجع تاني..
انفلتت دمعه هاربه من عيناه و قال ساخرا
عارفه انا مش زعلان منها و لا بلوم عليها هيا عندها حق اي حد في مكانها كان هيهرب . هتفضل مع واحد زيي ليه..؟

هطلت الدموع من عينيها قهرا و حزنا علي حاله و كوبت وجهه بين كفيها قائله
اوعي تقول كدا انت اي حد يتمناك ..
نظر إليها رائد بحزن و خرجت الكلمات دون إرادته
انا تعبان اوي.

لم تمهله الوقت ليكمل حديثه بل احتضنته بقوة جعلته يفقد كل ذرة تماسك بداخله و يسمح لنفسه بالانهيار داخل أحضانها فكم اشتاقها كثيرا و كم مرت عليه ليالي جافه قاسيه كان يواجه فيها ضعفه و تعبه و حزنه وحده ليظلا علي هذه الحاله وقت ليس بقليل قاطعه رائد بعد ما هدا قليلا قائلا بضعف.

متعرفيش حضنك دا كان واحشني قد ايه . انا لسه فاكر اخر حضن حضنتيهولي قبل ما يحصل الي حصل، بس اوعدك والله لهجبلك حقك من ولاد الحسيني واحد واحد و هدفعهم التمن غال اوي..
ارتجف جسد ناهد و رجعت الي الخلف ناظره لعيناه و من ثم أمسكت بكلتا يديه تسحبه خلفها حتي اجلسته علي الأريكه مرة ثانيه و قد حاولت اختيار كلماتها بصعوبه و قالت بهدوء.

انا معرفش ايه الي والدك قالهولك يا رائد عن الي حصل بس واثقه أنه عمره ما هيقولك الحقيقه..
صُدِم رائد من حديثها و قال بدهشه
انتي بتقولي ايه..؟
زفرت ناهد بتعب و قالت
انت ملكش طار مع ولاد الحسيني يا رائد..!

خرجت سميرة من الحمام تتغنج و هيا تلف جسدها بمنشفه قصيره تبرز ساقيها بسخاء و هيا تنظر علي ذلك الرجل الجالس فوق مخدعه يناظرها بإشتهاء من بين سحب دخان سجايره التي تملئ الغرفه فأخذت تتمايل أمام المرآة تمشط شعرها في دلال فقال بلهجه ماكرة
ما تيجي هنا عايزة أقولك كلمتين مهمين..
ضحكت سميرة بمياعه و قالت بغنج
هو لسه في كلام تاني متقالش..
دا في كلام كتييير بس للاسف مش مدياني وقت اقوله..
أجابته سميرة حانقه.

هعمل ايه بس يا حبيبي مانتا شايف المرة الي فاتت لما كنت معاك الزفت الي اسمه مراد دا عمل فيا ايه
اندفع الرجل بغضب قائلا
وحياتك عندي لهدفعه تمن الي عملوا معاكي دا غالي و كل قلم اداهولك هديله مكانه عشرة
تحركت سميرة من مكانها و اقتربت منه قائله بحقد
مش هو بس هو و كل عيلته الي هانوني و بهدلوني، الناس دي لازم تدفع تمن كل حاجه وحشه عملوها معايا..
اجابها ذلك الرجل بوعيد.

هيحصل يا حبيبتي متقلقيش، بس المهم هتعملي انتي ايه مع نيفين.؟
لا نيفين دي سبها عليا ليها تكتيك تاني خالص هدفعها تمن غدرها بيا الطاق عشرة و بعد كدا هخلص عليها أساسا بقت كارت محروق بالنسبالي..
نظر إليها ذلك الرجل بنظرات مقززة يملؤها الرغبه فاقترب منها بأنفاس لاهثه و قال
بس تصدقي مراد دا راجل غبي. بقي حد يكون في أيده الجمال دا كله و يفرط فيه..
آلمتها كلماته و ذكرتها برفضه المهين لها فقالت بحقد.

مراد دا اغبي راجل ممكن تقابله في حياتك، باع الغالي بالرخيص، بس معلش بكرة هبكيه بدل الدموع دم..
نظر إليها هذا الرجل بنظرات غامضه و قال
بس انا عايز اعرف هو ليه شايل منك اوي كدا، يعني يضربك و يتجوز عليكي و يبهدلك كل دا ليه؟
نظرت إليه سميرة بحذر ثم قالت بكراهيه
عشان غبي، و هيفضل طول عمره غبي..
امممم يعني مفيش حاجه انا معرفهاش و انتي مخبياها عني؟
ارتبكت سميرة و قالت بتلعثم
ايه. و انا هخبي عنك ايه..؟

اقترب منها الرجل و قال بفحيح
سميرة متلفيش و تدوري عليا هاتي من الآخر،
نظرت إليه سميرة للحظات ثم قررت الحديث أخيرا فقالت ايجاز
عشان أنا الي فرقت بينه و بين زهرة زمان..
ازاي و ليه، و اوعي تقوليلي عشان كنتي بتحبيه، لو كنتي بتحبيه مكانش زمانك كنتي في حضني من شويه، فبلاش تحوير..
قالت سميرة بغل
أبدا انا عمري ما حبيته، و لا كنت طيقاه. انا محبتش في حياتي غير أحمد..!
صفق الرجل بحماس و قال.

اوباااا. دي بدأت تحلو اوي، لا دا احنا نصبلناا كاسين بقي و نقعد نحكي علي رواقه..
لم تجادله سميرة كثيرا و إنما انتظرت أن يأتي لها بالمشروب الذي تناولته جرعه واحدة علها تبتلع معه تلك الغصه التي تشكلت في حلقها جراء تلك الجراح العلاقه بقلبها..
نظرت امامها في شرود و أخذت تتذكر ما حدث في الماضي و قالت بلهجه مريرة.

من أول ما شفت احمد قلبي اتخطف مني حسيت أن هو دا الراجل الي عشت احلم بيه طول حياتي كان وسيم و غني و شخصيه في كل مواصفات فارس الاحلام الي اي بنت تتمناها..

كان هو و مراد بييجوا الكافيه الي بشتغل فيه هما و العملا بتوعهم حاولت الفت انتباه احمد بكل الطرق إلا أنه مكنش واخد باله لحد ما واحده من صاحباتنا لاحظت و فكرتني معجبه بمراد الي كان شاف زهرة و حبها عشان كدا قولت لزهرة تفضل جمب أمها العيانه و أنا هعمل شغلها و هغطي علي غيابها قدام المدير كنت عايزة تبعتها عنه..
و لقيت بعدها أن الي بيسأل على زهرة كان مراد مش احمد.

و في يوم قررت اني لازم أقابله و أكلمه و فعلا حاولت ارمي نفسي قدام عربيته و شرب هو الطعم و اتعرفت عليه و بدأت ارسم عليه عشان أوقعه في حبي و حصلت بينا علاقه بعدها بدأ يتهرب مني و اروحله ميرداش يقابلني لحد ما في يوم عرفت اوصله لما عرفت من زهرة ان في واحده في حياته عشان في الفترة دي مرد و زهرة كانوا حبوا بعض و اتفقوا عالجواز بس مكنش حد يعرف لحد ما مراد يقنع ابوه..

أغمضت سميرة عيناها تسترجع مدي الذل و الهوان الذان تعرضتلهما و أكملت متألمه
روحت استنيته قدام الفندق الي نازل فيه و اول ما خرج جريت عليه و قولتله لازم نتكلم و فعلا خدني و طلعنا عالمكان الي كنا بنتقابل فيه و قولتله اننا لازم نتجوز وقتها قعد يضحك بهستيريا و بصلي بقرف و قالي اني مجرد واحده من الشارع قضي معاها ليلتين و رماها. و صدمني بعدها صدمه عمري، ( هطلت الدموع من عيناها بغزارة و هيا تكمل ).

قالي أنه بيفكر يتجوز زهرة و أنه حبها و حاسس انها كمان بتحبه قعد يوصفلي قد ايه هيا بنت جميله و محترمه و متعلمه و اني أنا نكرة بالنسبالها و أنه مغصبنيش علي حاجه انا الي فرطت في نفسي بالساهل وقتها عرفت انها كانت بتلعب عالونجين عشان تطلع باي حد فيهم مع انها كانت عارفه اني بحب احمد الي كسرني و ذلني عشانها و لما قولتله أن زهرة بتحب مراد و مقضياها معاه نزل فيا ضرب و قالي اني كذابه و جرجرني من شعري و رماني في الشارع.

يومها حلفت اني هدفعه التمن غالي. و بعدها علي طول جتلي زهرة فرحة الدنيا فيها و هيا بتقولي أن مراد خطبها من والدتها و اتحدي عشانها عيلته كلها
عمري ما هنسي احساسي وقتها و أنا شايفاها بتعيش الفرحه الي كنت رسماها لنفسي بعد ما دمرتني و خطفت احمد مني و خلته يتعلق بيها و مراد كمان الي كان طاير بيها، النار ولعت فيا و حلفت يمين اني هدمر حياتهم كلهم و لازم ادمر سعادتهم زي ما انا كمان سعادتي اتدمرت و حصل !

شككت مراد فيها و خليته يتأكد أنها بتخونه و نفس الي اتعمل فيا اتعمل فيها . و حلفت اني هخطف مراد منها
و هحرق قلبها و قلب احمد..

و في ليله مراد كانت حالته زي الزفت بعد ما سابوا بعض و عمال يشرب لحد ما بقي سكران طينه كنت أنا مرقباه بعد ما اتأكدت أنه خلاص راح في دنيا تانيه خدته عندي عالبيت و لما فاق الصبح انهارت و قولتله أن في حاجه حصلت بينا و مثلت عليه الدور صح و حاولت اقنعه أنه يتجوزني و بعدها يطلقني عشان متفضحش و فعلا اقتنع بس بعد ما عرف أن زهرة اتجوزت و سافرت مع جوزها طلعت اذكي مني بكتير و لعبت علي احمد و بلفته و طبعا هو مخدش في أيدها غلوة لانه كان بيحبها..

مراد اتجنن بعدها و كان عايز يطلقني بس انا وقتها قولتله اني حامل اتصدم و كان عايزني انزل الجنين لانه عمره ما هيستمر معايا، بس انا لعبتها صح جريت علي الحسيني و حكتله كل حاجه و طبعا لما سأله مقدرش ينكر و أجبره يتجوزني
قاطعها الراجل ناظر إليها بقرف و إشمئزاز و قال باحتقار
يخربيتك دانتي راضعه سم تعابين، و بعدين تعالي هنا حامل ازاي هيا نيفين دي بنتك
نظرت إليه بإستياء و قالت.

لا طبعا مش بنتي انا فعلا كنت حملت من مراد لأن اليوم الي خدته فيه علي بيتي حصل بينا حاجه و لاول مرة القدر يقف معايا في حاجه طلعت فعلا حامل، بس للأسف و أنا بولد بنتي ماتت وقتها عرفت اني هخرج من المستشفي علي الشارع عشان مراد عرف اني وقعت بينه و بين زهرة و مكنش طايقني و الي كان حايشه عني أبوه عشان كدا فكرت بسرعه و رشيت الدكتورة و خلتها جابتلي بنت كانت لسه مولوده و بدلتها ببنتي الميته و أدت الي ماتت لأهلها..

لا دماغ شغاله بصحيح، طب و ايه بقي الي انتي عملتيه عشان مراد يشك في زهرة، و ازاي عرف انك ورا كل الي حصل دا..؟
أوشكت سميرة علي الرد و لكن قاطعها رنين هاتفه الذي التقطه سريعا و أجاب و ما هيا الي ثوان حتي برقت عيناه و هب من مكانه قائلا بصدمه
انت بتقول ايه ناهد لسه عايشه ؟

كانت كاميليا تعاني الأمرين طوال هذا الأسبوع بسبب تجاهل يوسف لها وإنشغاله الدائم عنها فقد كان يخرج صباحا قبل استيقاظهم و أن عاد يعود بعد أن يخلدوا جميعهم الي النوم و ماعداها فقد كانت تنتظره للاطمئنان عليه كل ليله دون أن تشعره بذلك قط تنتظر لتراه من النافذة و هو عائد و تمني نفسها بأنه سوف يحاول رؤيتها و الاطمئنان عليها فبعد أن عادوا من الاسكندريه لم يحادثها فقط اكتفي بأن حملها الي غرفتها ثم خرج دون التفوه بحرف و تركها طوال هذا الأسبوع فريسه لهزيانها و حيرتها و حزنها..

تلك هيا المرة الأولي التي يعاملها هكذا و لكن في قصر العجائب هذا لا شئ محال فهيا منذ عودتها يخيم الصمت و الهدوء علي كلا من في المنزل و حتي تلك الحرباء سميرة لم ترها سوي مرة واحده ودائما ما تلازم غرفتها و أيضا نيفين التي تعاني من وعكة صحيه بحسب ما قالته روفان و عمها مراد الصامت و جدها الي لم يكن ينظر إليها من الأساس فقط زين الذي كان يهون عليها قليلا من وحدتها و لكن لا يوجد احد في هذه الحياه يستطيع أن يعوض غياب يوسف !

ذلك الاسم الذي يرتجف قلبها بين ضلوعها من مجرد ذكره لا تدري كيف لقلب بحجم كف اليد يمكنه أن يحمل كل هذه المشاعر لشخص واحد و الأغرب أن هذا الشخص يمكنه بنظرة واحده قلب كيانها رأسا علي عقب..

شخص بيده هلاكها و نجاتها قادر علي إرسالها للجنه و إهلاكها في الجحيم دون حول لها و لا قوة هذا هو حالها. معه دائما ما يوجهها حبه دون إرادتها دائما ما تأخذ قراراتها بناءا عليه دون أن تعطي نفسها اي اهميه و هذا ما زاد من حزنها فكيف يمكن أن تعشقه الي هذا الحد بينما يتسببلها بكل هذا الألم..

كانت هذه الكلمات تدور بخلدها و هيا جالسه بحديقه القصر تراقب زين و هو يلعب مع روفان فلم تلحظ اقترابه منها الي أن أخرجها من شرودها صوت زين و هو يهلل مهرولا إليه ليرتمي في أحضانه فللحظه شعرت بالغيرة من زين فهو قادر علي الارتماء بين ذراعيه متي يراه عكسها فهيا أكثر من يرغب في عناقه الآن و لكن هذه الامنيه تعد دربا من دروب المستحيل..

اقترب يوسف من مكانها يطالعها بنظراته التي دائما ما تعجز عن تفسيرها فحاولت الثبات قدر الإمكان خاصتا عندما أصبح أمامها مباشرة فزادت وتيرة أنفاسها عندما نظر بعمق الي داخل عيناها فحاولت رسم القوة بهما و قررت بأنها لن تضعف أمامه أبدا و لكنه كالعادة يصدمها بردود أفعاله فما كان منه سوي أنه قال بكلمات وجيزة و نبرة أشبه بالأمر
تعاليلي عالمكتب عايزك..

و لم يضف شيئا آخر بل تركها و غادر المكان لتنفلت الكلمات من فمها بقهر
ياربي علي لوح التلج..
أقبلت روفان تجاهها و قالت بمزاح
لوح تلج بس قمر..
التفتت إليها كاميليا بغيظ و قالت بسخريه
قمر بالستر ياختي..
قهقهت روفان و قالت بشماته
طب وطي صوتك ياختي احسن يسمعك، و اتفضلي شوفي عايزك في ايه بدل ما ييجي يجيبك من شعرك اخويا غبي أصله انا عرفاه..
نظرت إليها كاميليا بغضب و قالت مدافعه.

احترمي نفسك يا بت انتي غبي في عينك، و ايه يجيبك من شعرك دي شيفاه بلطجي قدامك،
نظرت إليها روفان بزهول و قالت
بت يا كامي انتي سخنه، انتي مش من دقيقه واحده كنتي بتقولي عليه لوح تلج و مكنتيش طيقاه دلوقتي بتدافعي عنه..
قالت بتبرير
ايوا انا اقول الي انا عيزاه انتي متقوليش، و اوعي بقي أما اروح اشوفه عايز ايه..
نظرت روفان في أثرها بزهول و هيا تردد
هو البيت دا ملعون ياربي مفيش فيه حد عاقل يوحد ربنا..

أخذت كاميليا نفس عميق ثم طرقت باب غرفة المكتب الخاصه به و فتحت الباب لتجده يقف أمام النافذه يتحدث في الهاتف و سرعان ما اغلق الخط بعد دخولها لتتقدم تجاهه في خطوات بطيئه و نظرات مشتاقه حاولت أن تغلفها بالجمود و كان هو يحتضنها بعيناه ناظرا إليها بنظرات يملؤها الاشتياق و الإشتهاء معا لتراها هيا غامضه بينما العشق الذي يملؤها يفوق قدرتها علي الاستيعاب..

قطع الصمت الدائر بينهم عندما بادرها بالحديث بلهجه هادئه
اقعدي يا كاميليا،
اطاعته دون التفوه بحرف لتجلس هيا علي الكرسي متجنبه الجلوس علي الأريكه حتي تحرمه لذه الجلوس بجانبها و ايضا تحمي نفسها من شوقها الذي قد يجعلها ترتمي بين ذراعيه..
ابتسم يوسف لتصرفها و قرر الخوض في الحديث دون التعليق علي ما تفعله و لكنه قرر إثارتها قليلا فهو يعلم طبيعتها الناريه التي افتقدها كثيرا فقال بلهجه هادئه مختصرة.

عرفتي غلطك فين يا كاميليا..؟
نجح يوسف كثيرا في مسعاه عندما هبت كاميليا من مقعدها واقفه تقول بإستنكار
غلطي، انا الي غلطانه يا يوسف..
هو يوسف رأسه و ابتسم ساخرا ثم قال بنفس لهجته
تصدقي مكنتش متوقع غير كدا بس كنت بكذب نفسي، يا خسارة يا كاميليا..
زاد غضب كاميليا و تحول الي حزن شديد و قالت بوجع
خسارة..! للدرجادي انا وحشه و أنا معرفشي..

غضب يوسف من حديثها كثيرا فخرجت منه تنهىدة قويه محاولة للتنفيس عن غضبه و لكنها أصابت قلبها في منتصفه فقد فهمتها علي أنه قد نفذ صبره منها فآثرت الحفاظ علي كبريائها و قالت بصوت مهتز و دموع هددت بالهطول
تمام يا يوسف و أنا ميرضنيش خسارتك، انا ماشيه و سيبهالك خالص، اقولك اعتبرني من اللحظه دي برا حياتك..

ألقت كلماتها و فرت من أمامه و لكنها لا تدري انها أيقظت براكين الغضب بداخله فقال بصوت جهوري و تهديد سمرها في مكانها
استني عندك..

اقترب يوسف منها و قام بإدارتها إليه فوجد دموعها الحبيبه التي و كأنها القت تعويذة علي قلبه حولت براكين غضبه الي حمم من المشاعر الملتهبه يعززها شوقه الضاري لها فقد استخدم كل ذرة مقاومه لديه للسيطرة علي نفسه حتي لا يقوم ببثها كل ما يشعر تجاهها لكي لا تتفوه بكل تلك الحماقات مرة آخري فأمسك بمرفقيها قائلا بإنفعال
انتي هتعقلي امتا بقي..؟
حاولت التملص من بين يديه قائلا بغضب
سيب ايدي و ملكش دعوة بيا..

انفلتت زمام غضبه فهزها بعنف قائلا بقوة
بطلي جنانك دا، و حطي الكلام الي هقولهولك دا في دماغك عشان ترتاحي، مفيش حد في الدنيا له دعوة بيكي غيري، و وجودنا في حياة بعض دا أمر واقع و مش هسمح لاي حد في الدنيا يغيره حتي لو كنتي انتي،
هزتها كلماته في الصميم و لكنها تحدثت من وقع جرح غائر ينزف بداخلها و قالت من بين دموعها
مش كنت خسارة في حياتك من شويه..
نظر إليها يوسف بعدم تصديق و قال بزهول
انا امتا قولت كدا..؟

أجابته قائله ببكاء
اه قولت، قولت يا خسارة يا كاميليا..
ضحك يوسف بسخريه و عاود الحديث قائلا بغضب
و دا معناه انك خسارة بالنسبالي يا كاميليا..
لم تجب شفتاها بينما تولت عيناها المهمه و جاء الجواب علي هيئه انهار من الدموع المنهمرة علي خديها فرقت نبرته قليلا و هو يقول بصدق
و حتي لو انتي خسارة بالنسبالي فأنا بردو عايزك.

أصابت كلماته عمق الجرح النازف في قلبها فكانت كالسحر الذي جعل ابتسامه راحه ظهرت علي شفتيها و لكنها سرعان ما انمحت و حل محلها الغضب و هيا تقول بحزن
بس انت سبتني اسبوع كامل مسألتش فيا دا غير الي عملته فيا و احنا في اسكندريه و معاملتك ليا قدامهم،
انفعل يوسف مرة ثانيه و قال بغضب
شوفتي اهو دا الي بقولك عشانه يا خسارة عشان بعد دا كله مش عارفه غلطك بردو..
انفعلت كاميليا و قالت بغضب.

ممكن اكون غلطت بس مستاهلش كل دا..
أجابها يوسف بحدة
متستاهليش..! كاميليا انتي فاهمه معني كلمه انتي مراتي دي و لا مش وصلالك لسه..؟
تراجعت خطوة للخلف إثر إنفعاله و قد اشعرتها كلماته بالخجل و لكنه تجاهل انفعالات وجهها و تابع بلهجه حادة.

اقولك انا مراتي دي يعني شريكه حياتي نصي التاني الجزء الي بيكملني انتي الإنسانه الوحيده الي اديها ضهري و أنا مطمن و مش خايف تغدر بيا، تبقي معايا علي طول الخط مش تلاقي الناس بتكذب عليا و بتستغفلني تقومي تكذبي انتي كمان و تصدقي علي كلامهم عادي عندك ان حد يستغفلني و بدل ما انتي الي تصارحيني لا تسانديه
قاطعته كاميليا مدافعه عن نفسها
والله كنت هقولك بس مستنياك تهدي شويه..
قال مستنكرا.

عذر اقبح من ذنب يا كاميليا لما اهدي بعيد عنك انتي لازمتك ايه ؟ و خصوصا انك عارفه انك انتي الوحيده الي عمري ما هقدر أأذيها أبدا مهما كانت حالتي ، و مع ذلك وقفتي عيني في عينك و كذبتي عليا متخيله انا حسيت بأيه ساعتها..؟
اخفضت كاميليا رأسها و قد شعرت بمدي خطأها و غبائها فسارع يوسف برفع رأسها مرة ثانيه و قال بلهجة قويه
متوطيش راسك تاني مهما كان السبب،
زفر يوسف بتعب و قال بلهجة هادئه قليلا.

انتي مفكرة أنه سهل عليا انفعل عليكي و ازعلك بالشكل دا، يا كاميليا للمرة المليون افهمي انتي حته مني مراتي و حبيبتي و كل حاجه ليا، في حاجات لو حصلت من الناس كلها و لا هتهز شعره فيا انما منك انتي تكسرني..
قاطعته كاميليا بلهفه واضعه اصبعيها فوق شفتيه قائله بأسف.

متقولش كدا ارجوك انا عمري ما اقدر اعمل فيك كدا، انا عارفه اني غبيه و غلطت بس دا كان رد فعل مقصدتوش والله انا خفت ليحصل مشكله لما مازن قالي انك مانع أدهم يشوف غرام
ابتسم يوسف ساخرا و قال بوجع
أدهم..! عارفه يا كاميليا أدهم دا يبقي ابني مش اخويا، انا الي مربيه هو و روفان علي إيدي من بعد ما بابا اتوفي لما يعمل عملته دي متخيله انا هبقي عامل ازاي أو حاسس بأيه..

انا حسيت اني كنت بزرع السنين الي فاتت دي في ارض بور..
أدهم خزلني و خلاني لاول مرة في حياتي مش قادر ارفع عيني في عين على
كان لازم اقفله و اعرفه غلطه و اعاقبه بالرغم من اني عارف أنه هيعمل المستحيل عشان يشوفها و دا في حد ذاته عقاب أنه بدل ما يكون مكانه جمبها لا دا بيشوفها زي الحراميه
و لاني واثق أنها هتعرف تدفعه تمن غلطه كويس.

كنت لازم اعرفه انه خيب أملي فيه و اني أنا الي هقفله و انا عارف ان مازن معاه و هيساعده بالرغم اني كان ممكن أنبه علي مازن ميساعدهوش و كان هيسمع كلامي بس سبته يقف جنبه
انا مش ظالم يا كاميليا انا بحاول اوصل بينا كلنا لبر الأمان بس للاسف كلكوا ضدي محدش أبدا بيساعدني.

شعرت كاميليا لاول مرة بأنها مشفقه عليه فهيا تعلم بأنه يحمل علي أكتافه همومهم جميعا و يقوم بحمايتهم منذ أن أبصرت تلك الحياه لذا اندفعت الي داخل أحضانه محاولة التخفيف عنه فقد شعرت بأن ذلك الجبل الذي تستند عليه طوال حياتها قد تعب أيضا و يريد أن يسنده أحد و ستكون أكثر من مرحبه بالتخفيف عنه فقالت بأسف من بين دموعها.

حقك عليا يا يوسف، حقك علينا كلنا، انا عارفه أننا تعبناك اوي و أن الحمل عليك تقيل سامحني ارجوك
احتضنها يوسف بقوة و قد سمح لنفسه بالتنفيس عن بعض من معاناته معها و لما لا و هيا الوحيده القادرة علي امتصاص جميع اوجاعه بل و قربها هذا يمنحه قوة هائله تدفعه للمواصله، اغمض يوسف عينيه بتعب و أخذ يتنفس عبيرها الفاتن الذي يأسره و ظلا علي هذه الحاله لوقت ليس بقصير لتقطعه كاميليا قائله برجاء.

سامحني يا يوسف ارجوك..
خرجت تنهيدة قويه من جوفه اتبعها بقبله طويله فوق جدار عنقها و رفع رأسه ناظرا بعينها بحب قائلا بصوت أجش
مسامحك من قبل ما تطلبي مني دا، بس كان لازم آخد منك موقف عشان افهمك..
تابع يوسف حديثه معها و هو يناظرها بنظرات ذات مغذي
وبعدين بلاش حركات الستات المفقوسه دي عشان هتقلب معايا بنتايج عكسيه و انتي الي هتزعلي في الآخر..
ارتبكت كاميليا و تصنعت عدم الفهم و قالت بتلعثم.

انت تقصد ايه، مش فاهمه..
ابتسم يوسف علي حركاتها الطفوليه و قال بمكر
انتي فاهمه و عارفه، لو كنت رقدت على جمب أخته في المستشفي كنتي هتبقي مبسوطه..
طالعته كاميليا بزهول من كشفه لمخططها الأحمق فقالت بخجل
انا مقصدتش علي فكرة..
بلاش كذب يا كامي و إياكي تفكري تثيري غيرتي تاني عشان النتايج هتكون وحشه اوي..
هزت كاميليا رأسها باستسلام و قالت بخنوع
أسفه..

مش عايزك تتأسفي أبدا، عايزك تفهمي و تعرفي غلطك و تحاولي تصلحيه..
حاضر..
أحاط يوسف خصرها بيديه و قال بمكر
طب مستنيه ايه، يالا صلحيه..
خجلت كاميليا من نظراته و يديه القابضه علي خصرها تجعلها و كأنها جزء منه فقالت بخفوت
مانتا قولت سامحتني عالي حصل،
ايوا سامحتك بس محتاج إقناع بصراحه.

فهمت كاميليا ما يرمي إليه فترددت قليلا ثم وقفت علي أطراف أصابعها و قامت بتقبيله علي خده الأيمن و قد غزا الإحمرار خديها فجعلها قابله للإشتهاء فقرر يوسف مشاكستها قليلا فقال باستنكار
انتي كدا اقنعتيني..؟
قالت بتذمر
ايوا دا الي عندي و بعدين انت إقناعك صعب كدا ليه..
أجابها متخابثا
معلش بقي لوح تلج هتعملي ايه
برقت عيناها من الصدمه و قالت بدهشة
انت سمعتني و لا ايه. ؟

ايوا سمعتك بقي في واحده تقول علي جوزها لوح تلج بردو..
حاولت كاميليا استجماع شجاعتها و قالت
ايوا لوح تلج
ابتسم يوسف علي مظهرها و شجاعتها الزائفه و قال بعشق
- لو تعرفي لوح التلج دا بيدوب معاكي ازاي و بيتحول لبركان نار بخاف عليكي منه..

انهي كلماته مختطفا شفتيها في قبله عاصفه ليذيقها جزءا بسيطا من نيران عشقها التي تحرقه كل لحظه و لتعلم تلك الحوريه بأنها وحدها لها القدرة علي جعل الجليد ينصهر عشقا بين ذراعيها.

بعد وقت ليس بقليل استطاع يوسف السيطرة علي براكين شوقه و الابتعاد عنها محتفظا بها بين ذراعيه فقد اسكرتها خمرة عشقه للحد الذي جعلها تتكأ علي جدران قلبه الذي كان يدق بجنون و يشاطره قلبها في جنونه و استمرا علي هذا الوضع لدقائق فنطق قلبها ملتمسا الأمان و الإطمئنان
يوسف انت سامحتني صح..؟
تنهد يوسف و نظر إلي داخل عيناها قائلا.

مسامحك يا كاميليا بس من حقي اعرف لو في حاجه مخبياها عني، و خليكي فاكرة إن دي آخر مرة هسألك فيها..
نظرت كاميليا الي عينيه تلتمس منها القوة للإجابه عن سؤاله فأخذت بعضا من الوقت لتنطق أخيرا
في يا يوسف..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة