قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والأربعون

كانت سميرة تنظر إلي نيفين التي كانت و كأنها في عالم آخر غير عالمهم و قد كانت كلماته المحتقرة تتردد بأذنها و كأنها سوط يجلدها بعنف حتي تلك الابر التي كان الطبيب يفرزها بكفها الذي تضرر كثيرا بفعل تلك الرصاصه التي كانت تود لو وجهتها لقلبها لكان أرحم عليها من هذا العذاب الان..
نظر إليها الطبيب ليجدها في عالم آخر فانهي دوره بمهارة فائقه و استقام ناظرا الي سميرة قائلا بعمليه.

انا خيطت الجرح و أن شاء الله مش هيسيب آثر كبير و ممكن نعملها تجميل بعد كدا، من حسن حظها أن الرصاصه جت في المكان الي بين السبابه و الإبهام و المكان دا مفهوش أعصاب و الا كان الضرر هيكون كبير خصوصا أن الرصاصه جايه من قريب اوي
سميرة بملل
ميرسي يا دكتور تعبناك معانا..
الطبيب بأدب.

لا يا فندم و لا تعب و لا حاجه، انا كتبتلها هنا علي الادويه المطلوبه و فيها كمان مسكن قوي عشان الألم و أن شاء الله هتتحسن في اقرب وقت، ألف سلامه عليها..
تناولت سميرة الورقه و هيا تقول بنفاذ صبر
الله يسلمك يا دكتور. اتفضل..
أشارت للخادمه بأن توصل الطبيب ثم نظرت إلي نيفين التي كانت حالتها لا تبشر بالخير و قالت بترقب
هتفضلي ساكته كدا كتير..؟

لم تجبها نيفين بل بدا لها و كأنها لم تسمعها من الأساس فنظرت إليها سميرة بامتعاض و قالت بغضب
براحتك متروديش، انا كلمت الخدم هيجبولك الأكل و هبعت حد من الجارد الي بره يجبولك الدوا و نامي و لما تصحي نبقي نتكلم..

لم تجب نيفين أيضا و هنا رن هاتف سميرة التي نظرت إليه بتوتر و اتجهت الي الباب مهروله لتدخل الي غرفتها ليتثني لها التحدث بحريه فما أن ضغطت علي ذر الإجابة حتي وصلتها قهقهات شريرة يتبعها صوت الشيطان قائلا
عايزك تجهزي اجمل طقم اسود عندك عشان عندك عزا يا مدام المرحوم..
صُدٌمت سميرة من حديث راغب و قالت بعدم تصديق
راغب انت بتتكلم بجد.؟
راغب بتأكيد.

و دي حاجه ينفع اهزر فيها بردو، مراد الله يرحمه و زمان الدكتور بيقولهم الخبر دلوقتي، يالا روحي جهزي الي هتلبسيه بقي عايزك قمر النهاردة..
اتبع حديثه بقهقهات مقززة و اغلق الهاتف لتجلس هيا علي أقرب أريكه ناظرة الي الفراغ و قد شعرت بألم يغزو قلبها مع نزول دمعه صادقه من عيناها و ألقت نظرة الي صورة له معلقه في غرفتها قائله بألم
انتي الي اخترت النهايه يا مراد..

في المشفي كان الجميع متوتر مما حدث خاصتا عند سؤال فاطمه المتكرر و الذي وجهته تلك المرة لصفيه قائله بنفاذ صبر
مش هتقولي حصل ايه لبنت اختي بردو يا صفيه؟
صفيه بارتباك
قولتلك محصلش حاجه يا فاطمه. كاميليا تعبت شويه و جبناها عالمستشفي علي طول.
فاطمه بغضب
و ايه الي تعبها، كاميليا مش هتتعب كدا من مفيش..
صفيه بتوتر
والله يا فاطمه معرفش، احنا لقيناها فجأة اغمي عليها..
فاطمه بحدة.

لما انتي عايشه معاها في نفس البيت و مش عارفه امال مين الي يعرف يا صفيه..؟
تدخل أدهم لإنقاذ والدته من عبأ الإجابة قائلا بنبرة قاطعه
طنط فاطمه محدش فينا له ذنب في تعب كاميليا خليكي متأكدة من دا..
توترت فاطمه من لهجه أدهم و أدركت بأنها تمادت في أسلوبها قليلا و هي تعرف كل المعرفه بأن صفيه أكثر من كان يحنو علي ابنه أختها فقالت برفق.

انا عارفه الكلام دا يا أدهم و متأكدة منه، بس انا قلبي واكلني علي كاميليا، دي مش اول مرة تقع و تتعب كدا..
اجابتها صفيه بحزن و شفقه
والله قلبنا كلنا واكلنا عليها، دي كاميليا دي بنتي ربنا عالم..
فاطمه باعتذار
عارفه والله يا صفيه و حقك عليا لو كلامي كان في حدة شويه، بس غصب عني دي الحاجه الوحيدة الي بقيالي من ريحه المرحومه.
صفيه برفق
الله يرحمها، عذراكي يا فاطمه، أن شاء الله هتقوم بالسلامه و هتبقي زي الفل..

قاطع حديثهم قدوم أحدي الممرضات و التي وجهت حديثها لأدهم قائله بنبرة مهتزة بعض الشئ
أدهم بيه الدكتور فؤاد عايز حضرتك ضروري..
انتفض الجميع و منهم فاطمه التي قالت بذعر
كاميليا جرالها حاجه؟
أدهم بهدوء
اهدي يا طنط فاطمه دا الدكتور بتاع عمي مراد..
نظر أدهم الي الممرضه التي كان وجهها لا يفسر و قال باستفهام
في حاجه؟
الممرضه
الدكتور عايز حضرتك أو يوسف بيه ضروري
صفيه بقلق
انا هاجي معاك يا أدهم..

نظر أدهم الي والدته قائلا بلهجه قاطعه
استني هنا يا ماما و أنا لو في حاجه هبلغك..
تدخلت روفان قائله
و أنا هروح معاك اطمن علي جدو زمانه صحي..
وافقها أدهم و أعتذر منهم جميعا ثم قام بالانصراف و القلق يأكله من الداخل.

بعد اسبوع.

دخل يوسف إلي تلك الغرفه التي تحوي بداخلها العالم أجمع بالنسبه اليه و قد كانت صدمته عندما وجدها جالسه علي السرير ناظرة الي اتجاه النافذة التي كان يدخل منها شعاع من الشمس ينعكس بريقه علي خصلات شعرها الذهبيه التي كانت تلمع كثيرا علي عكس إنطفاء صاحبتها و التي شعرت بانفتاح باب الغرفه و قد جاءت اللحظه التي كانت تؤجلها كثيرا طوال هذا الأسبوع فقد كانت تشعر به في كل مرة يأتي ليراها فتتظاهر بالنوم عندما يضع هو تلك القبله الرقيقه فوق جبينها و يجلس معها بصمت و لا تدري متي يذهب فقد كانت تذهب بعدها في ثبات عميق فتجده بطل لأحلامها التي كانت تارة تزعجها و تارة تسعدها و لكنها قد سئمت من النوم و قررت و لاول مرة بحياتها المواجهه فعندما جاء في الموعد المعتاد ككل يوم وجدها جالسه علي سريرها و قد أخذت وقتا طويلا حتي استطاعت النظر تجاهه و قد كانت نظراتها كقطرات ماء سكبت علي أرض قد تشققت بفعل الجفاف لتحييها هكذا هو حال قلبه الذي كان يموت شوقا لعيناها التي حرمته منها لأسبوع كامل قد حمل الكثير و الكثير من الأحداث المؤلمه و التي لا أحد يعلم كيف تجاوزها...

اقترب يوسف من سريرها ناظرا الي عيناها التي كانت الألم و الانكسار يغيم عليها و قد كان هذا أكثر الأشياء ألما لقلبه و لكنه حاول إضفاء الهدوء علي صوته و هو يقول
عامله ايه النهارده.؟
أجابته بصوت خفيض و قد كانت تنظر أمامها غير قادرة علي مواجهته
الحمد لله احسن..
يوسف بعتاب
اخيرا قررتي تفوقي..!

اخفضت كاميليا عيناها و هيا تشعر بالخزي من إفتضاح أمرها أمامه فقد كان قلبها يخبرها بأنه علي علم بتظاهرها و لكنها كانت تكذبه و الان علمت بأنه كان طوال هذا الوقت يعلم بهروبها و هو الأمر المخزي بالنسبه لها فلم تستطع الاجابه سوي بدمعه يتيمه نزلت من طرف عيناها هبطت علي قلبه كجمرة من النيران المشتعله ليتحرك من مكانه جالسا علي السرير أمامها و قام برفع رأسها بيد و باليد الأخري مسح دمعتها قائلا بلهجه حانيه.

لما اكلمك تبصيلي، اوعي توطي راسك أبدا..

و كان كلماته كانت الاذن بإنفجار عيناها بانهار من دموع القهر و الألم و الخزي لتمتد ذراعيه تحتضنها بقوة و رفق فصارت تنتفض بين ذراعيه تبكي عار اُلصِق بها عنوة و لم يكن لها اي يد به، تبكي حلما لم تتمني سواه و لكنه انتهي لحظه بدايته، تبكي مصير اسوء من الموت بدونه و هيا عاجزة لا تملك من أمرها شيئا سوي البكاء و النحيب الذي كان يفتت قلبه من الداخل و صوت شهقاتها يعلو و يعلو و كأنها كانت تحتفظ بتلك الدموع لسنوات حتي اتي الوقت للإفصاح عنها..

ظلت علي تلك الحاله لوقت ليس بقصير تبكي و تشهق و تنتفض و يداه الحانيه تحتويها و تهدهدها كالطفل الصغير حتي هدأت تماما فقام بتقبيل اعلي رأسها ثم قال بحنان
هخلي الدكتور ييجي يديكي حاجه مهدئه عشان تعرفي تنامي..
قاطعته كاميليا بنفي
لا، معنتش عايزة انام، انا نمت كتير و هربت كتير كفايه اوي لحد كدا..
طالعها يوسف بقلق فهو خائف من تدهور حالتها أكثر فقال بحنان
انتي تعبانه خلينا نأجل الكلام لما تبقي كويسه..

كاميليا بألم
مش هتفرق انا هفضل تعبانه و كدا كدا لازم نتكلم، و دلوقتي احسن من بعدين..
يوسف بمسايسه
طب اتكلمي خرجي كل الي جواكي..
نظرت إليه كاميليا بألم و داهمتها بعض الذكريات السابقه فحولت نظراتها الي البعيد و هيا تسرد ما حدث منذ ثمانيه أشهر
فلاش باااك
كانت كاميليا تنام بعمق الي أن شعرت بيد قويه تجذبها من فوق مخدعها بعنف فهبت مذعورة من نومها علي صوت نيفين البغيض و هيا تقول بغضب.

طبعا نايمه في العسل بعد ما عملتي عملتك السودا..
كاميليا برعب
ابعدي عني عايزة مني ايه.؟
نيفين بحقد
انا كان عليا نفسي آخد روحك بايدي، بس للاسف مش هضيع نفسي عشان واخده ذيك، بس وديني لهطردك زي الكلبه من البيت دا..
ارتعبت كاميليا من مدي الحقد الذي يقطر من كلماتها و لكنها ارتدت ثوب القوة التي استمدتها من كونها ننتمي إليه و نفضت يدها الممسكه برسغها قائله بحدة.

ابعدي ايدك دي عني، متقدريش تعمليلي اي حاجه، انا مرات يوسف الحسيني الي ممكن يهد الدنيا فوق دماغك لو فكرتي بس تقربيلي فاهمه..!
اخس عليكي يا نيفين احنا بنبارك للعروسه كدا بردو..؟
كان هذا الصوت الملئ بالشر لسميرة التي دخلت من باب الغرفه و سمعت حديث كاميليا فتقدمت تنظر إليها بكرة و غضب ثم وجهت انتظارها لابنتها قائله
روحي انتي يا نيفو انا ليا كلمتين مع ست
الحسن و الجمال..

نظرت نيفين بغضب لوالدتها و قاله بحدة
ماما..
سميرة بغضب
مفيش ماما قولتلك اخرجي و اقفلي الباب وراكي..
طاوعتها نيفين مرغمه بعد أن ألقت نظره محتقرة متوعدة علي كاميليا و خرجت صافقه الباب خلفها لتقترب سميرة من كاميليا قائله بوعيد
قولتيلي بقي انتي مرات مين..؟
كاميليا محاوله التحلي بالشجاعه
مرات يوسف الحسيني و الي مش هيسمح ليكي تمسي شعرة واحده مني..
قهقهت سميرة بشر ثم قالت بمكر.

و ياتري هيبقي دا موقف يوسف بيه لما يعرف أنه الست هانم مراته تبقي بنت حرام!
اخترقت الكلمه قلبها كخنجر مسموم شطر قلبها لنصفين فتراجعت علي إثرها خطوة للخلف و هيا تقول بنبرة مستنكرة
انتي مجنونه صح، وصلت بيكي الوقاحه انك تقولي عني الكلام المؤرف دا؟
سميرة بشماته من مظهر كاميليا المرتجف
انا بقول كلام مؤرف، امال انتي و امك تبقوا ايه دانتوا القرف نفسه، و عموما لو مش مصدقاني تعالي اسمعك بودانك..

كاميليا بإستنكار
انا مش هاجي معاكي في حته انتي ست مجنونه، ابعدي عني..
امتدت يد الشر و صفعتها علي وجنتيها صفعه قاسيه كقسوة كلماتها المسمومة و قامت بامساكها من رسغها قائله بغضب
لسانك دا هقطعهولك بس بعد ما اعرفك حقيقتك القذرة الي هتسمعيها و تتأكدي منها من بق رحيم الحسيني بنفسه و اظن دا مش هيكذب..

سارت كاميليا خلفها كالمنومه مغناطيسيا و هيا تتضرع الي الله أن يكون هذا الحديث كله كذب و إفتراء فهيا لن تقدر علي تحمل حقيقه مخزيه مثل هذه لتضاف الي حياتها البائسه..
توقفت أمام باب الغرفه كما أمرتها سميرة التي دخلت الي الغرفه و هيا تقول
عمي، انا قولت لكاميليا علي كل حاجه..
هب رحيم من مجلسه و توجه إليها قائلا باستنكار
ايه؟ كل حاجه ايه الي قولتي عليها؟

تراجعت سميرة خطوتان الي الخلف فقد هالها مظهره المرعب و قالت متلعثمه
أاانا قولتلها ععلي حقيقه نسبها و أنها مش بنت أحمد..
رحيم بغضب جحيمي
انتي اتجننتي، ازاي تعملي كدا من غير اذني..
سميرة برعب
مقدرتش اسكت بعد الي حصل النهاردة دا هنستني ايه لما يتمم جوازة منها و تحمل بحفيدك أو حفيدتك!
رحيم بحدة.

لا طبعا علي جثتي يحصل الكلام دا، بنت زهرة دي آخر واحدة في الدنيا هسمح أنها تبقي أم احفادي، و لازم تكون عارفه الكلام دا كويس
-ماهي خلاص عرفت..

هكذا تحدثت كاميليا التي فتحت باب الغرفه بعد أن وصل إلي مسامعها كل حرف تفوها به و قد شعرت بأن العالم كله بملئ إتساعه غير قادر علي إحتوائها بتلك اللحظه فقد كان ألمها لا يوصف لو ظلت تحكيه لمئه عام و قد تجلي ذلك في نبرة صوتها المختنقه و ملامحها المتألمه التي شحبت حتي يظن من رآها بأنها فقدت كل معالم الحياة و لكن ذلك لم يجعل رحيم يشفق عليها و الذي تفاجئ من وجودها في البدايه و لكنه سرعان ما تغلب علي صدمته و قال بجمود.

تبقي وفرتي علي نفسك و عليا كلام كتير مالوش لازمه..
كاميليا بقهر
عشان كدا مكنتش بتحبني، و لا مرة خدتني في حضنك و طبطبت عليا، انت عمرك ما بصيت في وشي، يمكن حتي متبقاش حافظ ملامحي، انا كنت بقعد أسأل نفسي كتير ليه بتعاملني كدا بس دلوقتي عرفت..
لاول مرة تحرك ذلك الحجر الذي يقبع علي يساره الما لحديثها و حزنها الكبير و لكنه تجاهل كل ذلك قائلا بفظاظه
و ياتري بعد ما عرفتي ناويه تعملي ايه؟

لم تجب عليه لسببين أولهما أنها صدقا لم تكن تعلم الاجابه و السبب الثاني و الاهم هيا صدمتها في جبروت ذلك الرجل الذي لم يشفق و لا مرة واحده علي يُتمها و عذابها فأخذت تطالعه بانكسار و ألم و لم تُسعفها الكلمات لتجيبه فتابع هو بفظاظه
ناويه تبقي انانيه و تفضلي مكمله معاه و تأذيه زي ما امك آذت ابني زمان؟

شعرت بألم طحن عظامها لحظه نطقه بهذا السؤال الذي كانت خيراته موتان موت بدونه و موت عند معرفته حقيقه نسبها و لكنها أخيرا اختارت الموت بعيدة عنه فهو لا يستحق أن يُعاب بشئ لم يكن له ذنب به فقالت بقهر
انا عمري ما هقدر أأذيه أبدا.!
بااااااااك.

انتهت كاميليا من سردها لتلك اللحظات المؤلمه التي عاشت بها كل مشاعر الحزن بهذا العالم و اختتمت حديثها ناظرة إلي عيناه التي كادت أن تخرج من مكانها من هول ما سمع و خاصتا جملتها الأخيرة التي كانت كالسهم الذي صوب الي منتصف قلبه.

طول عمرك بتقولي متخليش حد يكسرني بيكي و عشان كدا هربت! اختارت اني ابقي في نظرك واحده جبانه و غير جديرة بيك و لا انك تشوفني كدا، كنت عارفه أن محدش هيزعل علي فراقي و كنت عارفه أن كرامتك هتقف بينك و بين قلبك لما تقرا جوابي و عمرك ما هتدور عليا، انا هربت عشان محدش يكسرك بيا والله، كنت عارفه انهم مش هيترددوا ثانيه أنها يفضحوا سري و يقولولك اني بنت..

قاطعها يوسف واضعا إصبعه فوق شفتيها يمنعها من نطق تلك الكلمه المؤلمه و قام بتطويقها بأصفاد ذراعيه بقوة كادت أن تكسر عظامها و هو يقول بألم
اوعي تقولي الكلمه دي علي نفسك ابدا..
عانقته بكل ما تمتلك من قوة متجاهله الم جسدها فقد كان ألم القلب يفوقه بمراحل و تحدثت من بين دموعها
غصب عني مشيت، و مخدتش معايا حاجه غير ريحتك و صورتك بس، مكنتش عايزة اكتر منهم يصبروني عالحياه في بعدك...

افرج أخيرا عن دموعه التي حبسها كثيرا فقد تخطي ألمه لأجلها حدود العقل فكيف لقلب مثلها و في مثل هذا السن قادر علي إحتمال كل هذا الألم؟ كيف لحبيبته الصغيرة و البريئه أن تحتمل كل هذا العذاب وحدها؟ كيف احتملت قسوته و تعذيبه لها بعد ان أعادها قسرا الي جُحر الأفاعي بيديه.؟ كانت كل هذه التساؤلات تنهش بقلبه قبل عقله و قد اختلطت دموعه بدموعها و لاول مرة يفقد قدرته علي السيطرة علي نفسه فقط كل ما يراه و يشعر به هو ألمها الهائل وانتفاضة جسدها بين ذراعيه..

ظلا علي هذه الحاله لوقت غير معلوم حتي هداطأ هو ثم بعد فترة هدأ نجيبها و عاد انتظام تنفسها فقام بفك حصاره حولها و وضع إصبعه تحت ذقنها لينظر الي عيناها و هو يقول بأسف صادق
حقك عليا! انا اسف اني مكنتش جمبك و حميتك منهم و من شرهم، حقك عليا اني سبتك اليوم دا و مفضلتش معاكي، بس مكنتش أتخيل أن حقدهم يوصل للدرجادي، حقك عليا علي كل حاجه وحشه عشتيها بعيد عني، لو فضلت اعتذرلك عمري كله مش هيكفي.

امتدت يداها تحتوي خديه بين كفيها و هيا تناظره بحب قائله بلهجة مبحوحه من فرط البكاء
انا الي أسفه اني حطيتك في الموقف دا، أسفه اني مكنتش جديرة بيك و بحبك و باسمك بس دا غصب عني والله..
قاطعها يوسف قائلا باستنكار
كاميليا ايه الي انتي بتقوليه دا؟
كاميليا و قد اتخذت قرارها.

بقول الحقيقه يا يوسف و الي لازم تحطها قدام عنيك، انا منفعكش، منفعش اكون ام لولادك، متفكرش فينا بس، فكر فيهم هتقبل حد يعاير ولادك بنسب امهم زي مانا طول عمري بتعاير.!
غضب يوسف بشدة من حديثها و قال بحدة
كاميليا في حاجات كتير لازم تعرفيها و أولها اني عمري ما هبعد عنك مهما حصل..
قاطعته كاميليا بوضع يدها فوق شفتيه قائلا برجاء
ارجوك يا يوسف متكملش و تصعبها عليا اكتر من كدا..

نظر إليها يوسف بصدمه سرعان ماتداركها قائلا باستفهام
تقصدي ايه؟
كانت الكلمات تخرج من بين شفتيها كخروج شجرة شوك من بين لفائف الصوف تمزق كل ما تمر به هكذا كان حالها و هيا تنطق تلك الكلمات
احنا لازم نطلق..
نظر إليها يوسف لوهله غير مصدق بما تفوهت به ثم سرعان ما غلي الدم بعروقه و انتفض من مكانه صارخا بها
نطلق انتي اكيد اتجننتي..
كاميليا بحزن
أبدا انا متجننتش انا لأول مرة يواجه قدري بدل ما اهرب منه..

يوسف بإستنكار
و هيا دي المواجهه من وجهه نظرك و قال أنا طول عمري بقولك واجهي واجهي..
دلوقتي بس ندمت علي كلامي دا و بقولك ياريتك ما واجهتي و خليتك نايمه مخمودة احسن ما تصحي عشان تقوليلي الكلمتين دول..
كاميليا بنبرة أشبه بالتوسل.

ارجوك تهدي يا يوسف، القرار دا مش سهل عليا أخده دا اصعب حتي من الموقف الي مريت بيه، بس صدقني مش هقدر، احنا خلاص وصلنا للنهايه الي انا كنت مرعوبه منها، و مفيش اي حل غير اننا ننفصل..
قالت كلماتها الأخيرة بألم امتزج بدموع عيناها التي كانت تتوسل إليه بألا يعذبها أكثر و لكنها فجأة توسعت عيناها عندما وجدته يقوم بفك ازرار قميصه من الاعلي و يقوم بثني اكمامه و هو يقول بوعيد
اممممم، ننفصل، قولتيلي..

كاميليا بخوف مما يفعله و تلك اللهجه المتوعدة و النظرات الغامضه
ايه يا يوسف انت هتعمل ايه؟
يوسف بهدوء و هو يقترب منها
أبدا هعرفك بس انك متقدريش تبعدي عني لحظه واحده، و بعدها هربيكي عالكلمه الي كل شويه تقوليها دي..

انهي كلماته تزامنا مع امتداد يداه لضمها إليه بعنف حتي أنها شهقت شهقه قويه ابتلعها بجوفه عندما انقضت شفتاه تلتهم شفتاها في قبله قويه عنيفه أخذ يعمقها أكثر فأكثر و كانت يداه تمارس فنون العشق و العبث باحترافية فوق جسدها الخائن الذي أعلن إستسلامه إليه بكل ما أوتي من عشق فكيف يمكن أن تقاوم رجل يحتل كل خليه من خلاياها يملكها قلبا و روحا و جسدا تجاوب جسدها مع عنفه بجنون راق له كثيرا فصار يزيل كل ما يعوقه عنها حتي محي جميع الحواجز بينهم و أشعل براكين العشق بجسدها ثم نظر إلي عيناها قائلا من بين قبلاته.

تقدري تبعدي عني؟
كاميليا بصوت مبحوح من فرط الإثارة
مقدرش اعيش لحظه واحدة من غيرك..
لسه عيزاني اطلقك!
اوعي تفكر تعملها..
يوسف بهدوء
بس انا هعملها يا كاميليا!
شعرت كاميليا بدلو من الماء المثلج سقط فوق رأسها لدي سماعها كلماته التي تزامنت من إنشقاقه عنها فشعرت بالبرد القارص يغزو جسدها الذي تجمد من فعلته فصارت تتابعه و هو يرتدي ملابسه بهدوء تمام ينافي جنونه معها منذ قليل و بعد إنتهائه نظر إليها قائلا بفظاظه.

جهزي نفسك عشان هنخرج دلوقتي عندنا مشوار مهم، و بعد المشوار دا هطلقك، انتي عندك حق احنا معدش ينفع نكون مع بعض..
خيم الذهول علي ملامحها من هول الصاعقه التي تفوه بها حتي أنها لم تشعر بوصوله عند باب الغرفه فكانت مصدومه و كأنها فقدت القدرة علي الحديث و لكن حدته اخرجتها من شرودها عندما قال
كاميليا فوقي، في فستان اسود في الدولاب عندك قومي البسيه عشان هنمشي نروح البيت دلوقتي..

خرج بعد أن صفق الباب تاركها خلفه تعاني الأمرين فقد رفضها منذ دقائق بعد أن ألقي بوجهها ضعفها أمامه و عشقها الصريح له، رفضها! تلك الكلمه التي مزقتها من الداخل فكل ما حدث لها و مرت به لم يكن ثقيلا عليها مثل تلك الكلمه فلأجلها هربت و هربت و هربت و بالنهاية رأتها بعينها منذ دقائق و لم يجعله هذا يشفق عليها بل و الأدهي من ذلك سوف يأخذها الي هذا المنزل مرة ثانيه دون مراعاة لشعورها و ما حدث آخر مرة..

متي تحجر قلبه بتلك الطريقه فقد كان منذ دقائق يبكي و يعتذر لها عن كل ما حدث و كان يبثها عشقه و حنانه ماذا حدث ليتحول الي ذلك الكائن المتحجر القلب؟
لاول مرة بحياته لا يبالي بحزنها بل قتلها بكلماته الباردة دون أن ينظر خلفه..
أخرجها من شرودها ذلك الطرق علي الباب فوجدته ينظر إليها قائلا بغضب
انتي لسه ملبستيش.؟

ارتبكت كاميليا و نظرت إليه بتيه فقد كانت تحاول استيعاب ما يحدث ثم تحركت بغير هدي في الغرفه تنظر حولها و هيا تقول بشرود و تلعثم
حااا، حاضر، ث ثانيه واحده
اخيرا وجدت طريقها للمرحاض و قامت بتغيير ثوبها ثم خرجت لتجده يطالعها بإهتمام قائلا بلهجة مستفهمه
انتي كويسه.؟
كانت كاميليا علي حالها من الشرود و التوهان و كان عقلها لم يستوعب ما يحدث فبدت كأنها كالمنومه مغناطيسيا فأجابته بشرود
اه..

لعن يوسف بداخله فهو قد قسي عليها كثيرا و لكن هيا من أجبرته علي ذلك و لكن مظهرها الان لا يبشر بالخير. اجلسها يوسف بالكرسي المجاور له ثم توجه الي كرسي السائق و قام بقيادة السيارة بسرعه كبيرة و لاول مرة لا ترهبها سرعته في القيادة فقد كانت تنظر إلي النافذة بشرود اقلقه فعندما اقتربوا من القصر أوقف السيارة و نظر إليها قائلا بلهجه حانيه.

كاميليا انا عارف ان الموضوع هيكون صعب عليكي، بس متقلقيش، انا موجود...
قاطعته كاميليا بهدوء
انت هتطلقني صح؟
اغضبه سؤالها كثيرا فهاهي للمرة الثانيه في غضون ساعات تتحدث عن ذلك الموضوع فانتفض كبرياؤه الجريح و قال بتصميم
هطلقك يا كاميليا..
التفتت إلي الجهه الأخري و قالت بصوت لا حياه به
مش مهم عندي اي حاجه تانيه!

و قد كانت تلك هيا الحقيقه المؤلمه التي تراها امام عيناها هو طلاقها منه فاي شئ بعد هذا ليس بالمهم و في تلك اللحظه تمنت بأن يتوقف قلبها عن العمل و تنتهي حياتها البائسه تلك
أوقف يوسف السيارة أمام باب القصر و نظر إليها قائلا بجمود
يالا..

لم يتلقي اجابه من شفتيها و إنما إيماءة بسيطه من رأسها جعلته يترجل من السيارة و قام بمد يده لينزلها فنظرت إليه بعتب قاس و صريح ثم تجاهلت يده الممدودة إليها و نزلت بهدوء ناظرة الي هذا القصر الذي لاطالما كانت تكرهه و تمنت بأن لا تعود إليه يوما و عند هذه الخاطرة استعادت جزءا من وعيها جعلها ترمش عدة مرات و تبلل حلقها الذي جف و بدأت شفتيها بالإرتعاش و كان هذا يحدث تحت أنظاره المتألمه فامتدت يداه طوقت كتفيها في محاوله صامته منه لبثها بعض الأمان و لكنها فاجأته كالعادة و قامت بانزال يده قائله بلهجة هادئه منخفضه.

انا كويسه، يالا ندخل..
هز رأسه بموافقته و قد تصاعد الغضب بداخله من رفضها بأن يلمسها و أشار لها لتتقدمه فسارت أمامه بخطوات بطيئه و قد شعرت بأنها علي وشك الاغماء و لكنها قاومت ذلك بصعوبه بالغه و لاول مرة بحياتها لا تستجيب لعقلها الذي يأمرها بالانسحاب في تلك الدوامه التي تبتلعها دوما ولكنها قررت بأنها ستواجه حتي النهايه معلنه لهم جميعا عما تحمله بداخلها من ألم و عذاب..

سارا الي الداخل فوصل إليهم اصوات الجميع المنبعثه من غرفه الصالون فتوقفت كاميليا لدقيقه تأخذ نفسا طويلا قبل أن تشعر بصوته خلفها قائلا بلهجة حانيه يتخللها الصرامه
ارفعي راسك و اوعي توطيها أبدا، و متخافيش انا في ضهرك، يالا بينا..

بالرغم من ألمها منه و لكن كلماته أعادت إليها شيئا من الطمأنينة و القوة التي جعلتها تتقدم الي الداخل فما أن خطت خطوة الي الغرفه حتي التفتت إليها جميع عيون الحاضرين منها فرحه و منها شامته و آخري غامضه..
كان أول المرحبين بها هيا صفيه التي اندفعت تجاهها تأخذها بين أحضانها في عناق صادق محب كانت بحاجه اليه و خاصتا عندما قالت صفيه بحب
حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي، نورتي بيتك..

ابتسامه شاحبه ارتسمت علي ملامحها تلاها هزة بسيطه من رأسها فاندفعت روفان تعانقها بفرح و هيا تقول بسعادة
حبيبتي يا كامي الف سلامه عليكي أخيرا جيتي..
كاميليا بهدوء
الله يسلمك..
نظر يوسف إلي صفيه و روفان نظرة ذات معني فرجعت كلا منهما الي مكانها و تحدث بلهجه صارمه
نيفين!

ارتعبت كاميليا من لهجته و أيضا عندما نطق اسم تلك الحيه التي تحركت من مكانها ناظرة إليها بنظرات غامضه لم تستطع كاميليا تفسيرها ثم و أخيرا نطقت قائله بجمود
انا أسفه..
طالعتهت كاميليا بشك و لم تجب اكتفت بإيماءة بسيطه لتهز نيفين رأسها و ترجع الي مكانها بلامبالاه غريبه عنها كثيرا..
فاجأتها يد يوسف التي أمسكت بذراعها قائلا بلهجة ماكرة
روحي اقعدي هناك و حطي رجل علي رجل اتفرجي علي حقك و هو بييجي..

طالعته كاميليا بعدم فهم و لكنه أشار لها بنظراته الي حيث مكانها فذهبت إليه لتجلس علي الكرسي تنظر إليه بعدم فهم ليطالعها بنظرات مطمئنه سرعان ما تحولت إلي جامدة و هو يطالع البقيه قائلا بفظاظه
طبعا كلكوا مستغربين انا جامعكوا هنا ليه، بس متقلقوش مش هتستنوا كتير هقولكوا علي كل حاجه لما جدي ينزل..
انا هنا يا يوسف..!

كانت تلك الكلمات الهادئه لرحيم الذي كان يستند علي عصاه و من يراه يشعر بأنه قد كبر مائه عام فوجهه كان يحمل هموما كالجبال و قد انطفأت عينيه و وهن جسده كثيرا.
ظلت كاميليا تطالعه باندهاش لم تفصح عنه ملامحها و لكن توسعت عيناها من نظرته الحانيه التي ألقاها عليها حتي ظنت أنها كانت تتوهم..
كلنا هنا متجمعين عشان نحط النقط علي الحروف، و عشان كل واحد يعرف ايه مكانه في البيت دا..

القي يوسف كلماته ناظرا الي نيفين و سميرة التي ارتبكت من مغزي حديثه فطالعها بسخريه قائلا
طبعا سميرة هانم مرات عمي الي مش عاحبها دي هيا اول واحده كانت المفروض اترمت من البيت دا من زمان..
توترت الأجواء من حديث يوسف الفظ و نظراته المحتقرة لسميرة التي هبت من مكانه قائله بحدة
انا مسمحلكش يا يوسف، ولا عشان عمك مات خلاص هتبهدل فيا بالشكل دا..
ابتسم يوسف ساخرا و قال باستنكار.

علي أساس أن عمي لو كان موجود كان هيدافع عنك اصلا، عمي لو كان هنا كان زمانه دفنك حيه علي خيانتك ليه؟
جحظت أعين جميع الموجودين من حديث يوسف و اتهامه الصريح لسميرة التي ارتبكت لثوان و سرعان ما تداركت الموقف و قالت بغضب مفتعل
يوسف، لحد هنا و كفايه انا مسمحلكش تتهمني إتهام زي دا..

كان يوسف يتوقع رد فعلها هذا فلم يبد عليه الاندهاش بل ظل ثابتا يطالعها بنظرات محتقرة و قام بالقاء قنبلته الثانيه بنفس الهدوء الذي فجر به الأولي و نظر إلي أدهم الذي كانت تعبيراته لا تختلف كثيرا عن تعبيرات يوسف الذي قال بهدوء
ما تشغلنا فيلم حلو كدا يا أدهم نتفرج عليه كلنا..

استجاب أدهم الي حديث يوسف و قام بوضع فلاشه في التلفاز و ضغط عدة ازرار و انتظر ثوان لتظهر فجأة صورة نيفين و سميرة تقتحم غرفتها بعنف
( مشهد من الفصل التاسع و الثلاثون )
قائله
واطيه و خسيسه..
لم تفق نيفين من أمر صفعتها حتي امسكتها سميرة من خصلات شعرها و هيا تقول بغل
بقي انا يا كلبه بتبعيني و تروحي تقولي ليوسف اني السبب في هروب كاميليا، بتكسبيه علي قفايا يا سافله..

نفضت نيفين شعرها من يد سميرة و هيا تقول بغضب
ابعدي عني أنا مقولتش حاجه لحد، انتي اتجننتي..
سميرة بحقد و غضب
اتجننت عشان حاويت حيه زيك في ببيتي، بس لا انا مش هقع لوحدي دانا هخسف بيكي الارض قبل ما تفكري توقعيني..
نيفين بغضب
انتي بتهدديني!
سميرة بسخريه
لا يا عنيا انا مش بهدد انت بنفذ علي طول، و مادام انتي فاردة جناحاتك اوي كدا انا بقي هقصقصهملك..
قهقهت نيفين ساخرة و قالت بتخابث.

و لا هتقدري تعمليلي اي حاجه، كلمه واحده مني لرحيم الحسيني هخليه يطيرك علي طول، و يا سلام بقي لو عرف انك انتي الي عملتلي في ابنه الوحيد كدا انتي و عشيقك طبعا..
جحظت عين سميرة من حديث نيفين و للحظه استرجعت كل الأحداث السابقه لتشهق قائلا بزهول
انتي الي قولتي لمراد علي مكاني..!
نيفين بشماته
مش بالظبط يعني أنا رميت الطعم و هو بلعه يعني تقدري تقولي كدا اديته طرف الخيط!

استعادت سميرة وعيها و أوشكت بالهجوم مرة ثانيه علي نيفين و هيا تصرخ بغضب
اه يا كلبه يا واطيه، والله لهقتلك و اشرب من دمك.
أمسكت نيفين بيدها و هيا تقول بسخريه
اهدي اهدي، الانفعال وحش عشانك، انتي دلوقتي المفروض تقعدي تفكري هتقولي ايه لمراد الحسيني لما يفوق و يقرر يقتلك علي خيانتك له، ماهو مش معقول يعني هيسيب واحدة خاينه زيك كدا علي ذمته
سميرة بشماته و قد استعادت بعضا من هدوئها.

لا دانا هفكر في حاجه احسن و احسن، تفتكري ايه رد فعله لما يعرف انك اصلا مش بنته!
لم تتغير ملامح نيفين و كأنها كانت تتوقع حديثها بل زادت ابتسامتها حتي وصلت لقهقهات متتاليه مما أدى الي زهول سميرة و خاصة عندما تحدثت نيفين قائله
ايه اتفاجأتي أن انا عارفه! لا دانتي اتعودي بقي عشان انا عارفه حاجات كتير اوي! و أولهم سر كاميليا الي خلاها تهرب و تسيب البيت و تمشي!

كان الزهول يخيم علي ملامح سميرة التي قالت بعدم تصديق
أيه؟!
نيفين بملل
انتي سمعتيني كويس، و مش دا موضوعنا، انا هعرض عليكي ديل حلو انتي اسكتي عن حقيقه اني مش بنت مراد الحسيني و أنا هسكت عن موضوع خيانتك له و انك السبب في الي حصله..
أخذت سميرة وقت للتفكير و إستيعاب ما تفوهت به نيفين ثم قالت بقلق
طب و افرضي مراد فاق ماهو هيقول علي كل حاجه؟
نيفين بسخريه.

لا من الناحيادي اطمني مراد خلاص في عداد الاموات، مجرد ما تتفصل عنه الأجهزة هيبقي بح و معتقدش دي حاجه صعبه يعني..
قالت نيفين جملتها الأخيرة بمكر فاجابتها سميرة مستفهمه
و انت عرفتي الكلام دا منين؟
نيفين بخبث
يوسف إلي قالي..
قطبت سميرة جبينها قائله
و من امتا يوسف بيحكيلك أو بيتكلم معاكي؟
نيفين بسخريه.

اه مانتي معرفتيش مش جدي العزيز وصاه و هو في العنايه المركزه أنه يتجوزني و يوسف وعده بكدا فمن دلوقتي تقدري تعتبريني مادام يوسف الحسيني..
سميؤة بانبهار
انتي بتتكلمي بجد..؟ طب و كاميليا؟
نيفين بملل.

متجبليش سيرة الزفته و عموما الحوار دا ميخصنيش و يوسف هيتصرف فيه، المهم دلوقتي روحي شوفي انتي رايحه فين عشان متأخرش علي مشواري و خليكي فاكرة إن مصلحتك معايا انا و اني ممكن ارفعك سابع سما و اقدر بردو اخسف بيكي سابع ارض..
طالعتها سميرة بمكر و هيا تقول
طبعا يا نيفو هو انا ليا غير بنتي حبيبتي.!

انتهي المشهد و قام أدهم بإطفاء التلفاز عن طريق جهاز التحكم وسط شهقات الإستنكار و الذهول التي خرجت من الجميع و أولهم كانت كاميليا و التي كانت و كأنها تشاهد فيلم سينمائي غير قادرة علي تصديق ما حدث و كذلك صفيه و روفان التان خيم الصمت علي كليهما للحظات قبل أن تقول روفان بعدم تصديق
معقول نيفين مش بنت عمو مراد، طب ازاي حصل الكلام دا؟
تحدث يوسف قائلا بشماته
ها يا سميرة تحكي انتي و لا احكي انا؟

نظرت سميرة إليه بعدم تصديق و قد شعرت بأن كل أحلامها تحطمت دفعه واحده فوق رأسها و بأنه لا مجال لقول الحقيقه فسقطت علي الكرسي خلفها قائلا بانكسار.

لما جيتلك هنا و قولت لرحيم بيه اني حامل من مراد كنت فعلا حامل، بس بنتي ماتت يوم الولادة و لما الدكتور قالي اتجننت و اترعبت لا مراد يرميني في الشارع لما يعرف، فقعدت اترجي الدكتور أنه يساعدني و قولتله بيتي هيتخرب و مستعده ادفعله كل الي هو عايزة بس ميقولش أن بنتي ماتت و يجبلي اي طفله تانيه تبقي مكانها و فعلا كان في واحده جايه تولد بنتها في نفس معاد ولادتي و الدكتور ولد البنتين و أداها البنت الميته علي أنها بنتها و هيا مكنش عندها مانع عشان كانت عايزة تتخلص من الحمل اصلا بس ربنا ما أردش، وخدت انا البنت الي كانت عايشه الي هيا نيفين..

تقدم يوسف من نيفين يطالعها باحتقار و هو يقول بحنق
وقفتي هنا و مسكتي كاميليا و رمتيها عالأرض و انتي بتقولي انها بنت حرام بس الي متعرفهوش بقي ان انتي الي طلعتي بنت حرام و أن اهلك ما صدقوا الدكتور عرض عليهم العرض دا عشان يرموكي و يخلصوا من عارك...

صعقت نيفين من هول ما يحدث أمامها فهي لم تتخيل باحلامها أن ينفضح أمرها بهذا الشكل و تدور الدائرة لتسقي من نفس الكأس الذي كانت تسقي منه كاميليا طوال هذا الوقت فظلت تنظر حولها لتطالعها نظرات الاحتقار و الشماته من كل جانب و التقت عيناها بعين كاميليا التي للحظه اشفقت عليها فهيا تعلم ما تعانيه و لكن سرعان ما تحولت شفقتها الي صدمه و ذهول من حديث يوسف الذي تابع قائلا بانتصار.

ايه اتصدمتي طب خدي القنبله دي بقي، الي قولتي عليها بنت حرام دي تبقي هيا البنت الحقيقيه لمراد الحسيني..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة