قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس والأربعون

يحدث أن يكرهك أحدهم ليس لانك شخص سئ بل لكونك جيد بالقدر الذي يجعله يري مدي بشاعته.

هبت كاميليا من مكانها تنظر إليه بعدم تصديق لتندفع صفيه من خلفها قائله بصدمه
انت بتقول ايه يا يوسف؟
يوسف بثبات
الي سمعتيه يا ماما، كاميليا بنت عمي مراد و طنط زهرة..
أخيرا تحدثت كاميليا بضعف قائله بعدم فهم
انا مش فاهمه حاجه ايه الي انت بتقوله دا يا يوسف..
نظر إليها يوسف للحظات قبل أن يلتفت الي الخلف ناظرا لمدخل الغرفه و هو يقول
مش انا الي هفهمك يا كاميليا، الي هيفهمك وصل اهوة.

هبت سميرة من مكانها بزعر و هيا تقول بعدم تصديق
مراد!
تقدم مراد الي داخل الغرفه ناظرا الي سميرة و نيفين بقرف قائلا بحقد
ايوا مراد يا خاينه الي خدعتيه بدل المرة الف، و مكفكيش لا دانتي كمان حاولتي تقتليني انتي و عشيقك..
انهي مراد كلماته تزامنا مع إخراج سلاحه من خلف ظهره و وجهه الي سميرة التي كانت ترتجف رعبا مما تراه فاندفع يوسف محاولا ثنيه عما ينتويه
اهدي يا عمي احنا اتفقنا علي ايه..
مراد و قد اعماه الغضب.

ابعد انت يا يوسف، انا لازم اخلص عالمجرمه دي
رحيم بذعر
اهدي يا ابني عشان خاطري، دي متستهلش تضيع نفسك عشانها..
مراد بانفعال
دلوقتي متستهلش مش دي الي فرضت عليا اتجوزها و بسببها كنت بتعامل زهرة اسوء معامله، هااه..
صمت رحيم و قد شعر بالخزي من حديث ولده ليتدخل أدهم قائلا بمساسيه
عمي كلنا عارفين انها ست زباله، يبقي ليه تضيع حياتك بسببها؟
صرخ مراد قائلا بقهر.

حياتي ضاعت من زمان بسببها دي الي دمرتلي حياتي و حرمتني من حب عمري، بسببها عشت أسوء أيام حياتي و أنا شايفها عايشه مع أخويا قدام عيني و انا بموت من القهر و الوجع، بسبب واحده رخيصه زيها خسرت اشرف ست في الدنيا..
غلا الدم بعروق سميرة عند حديث مراد عن زهرة و عنها فاندفعت من خلف يوسف قائله بصراخ
اشرف ست في الدنيا دي باعتك و راحت اترمت في حضن اخوك، زي ما تكون ما صدقت..
مراد بغضب جحيمي.

اخرسي، انتي فكراها رخيصه ذيك..
تابع مراد بنبرة متألمه من عمق الوجع الذي يشعر به
انا الي خلتها تعمل كدا، بعد جريمتي البشعه في حقها مكنش قدامها حل تاني غير كدا..
تقصد ايه؟

كانت تلك النبرة الخافته المصدومه لكاميليا التي أخيرا استطاعت إخراج صوتها بعد كل تلك الصدمات التي انهالت عليها دفعه واحده لينظر إليها يوسف بقلب ينفطر ألما علي مظهرها المزري و ملامحها الشاحبه و لكن كان لابد من تلك المواجهه و كشف تلك الحقائق لكي يستطيعوا التخلص من قوي الشر التي تهدد أمنهم و سلامتهم..

اقترب مراد من اقرب كرسي و جلس بجسد متهالك من فرط الألم الذي يشعر به في قلبه و قام بوضع سلاحه أمامه فوق الطاوله و هو يسرد ذكرياته المريرة و خطيئته التي حرمته الجنه طوال حياته.

زهرة كانت حب حياتي من اول يوم شفتها فيه حبيتها و هيا كمان سحرتني بجمالها و رقتها و ادبها قلبي قالي هيا دي الي بندور عليها هيا دي الي النور الي بعد الضلمه دي كلها و هيا كمان كانت بتبادلني نفس الشعور و بالرغم من كدا مبينتش أبدا و مهما كنت بحاول اقرب منها كانت بتبعد لحد ما خدت قرار اني لازم ارتبط بيها رسمي و فعلا قولتلها الكلام دا و نزلت عالقاهرة عشان افاتح رحيم بيه في الموضوع مع اني كنت عارف أنه هيعارض بس قولت يمكن لما اقوله اني لاقيت سعادتي و راحتي معاها دا يخليه يلين و يوافق علي جوازي منها لكن للاسف دا مكنش يفرق معاه اصلا..

كان مراد ينظر إلي رحيم بخيبه أمل كبيرة فهو يري أنه المتسبب الوحيد في هلاكه و ضياع سعادته و قابله رحيم النظرات بآخري نادمه متوسله فأدار مراد رأسه للجهه الآخري ناظرا الي الفراغ قائلا بلهجة مريرة.

رجعت علي اسكندريه تاني و أنا كلي تصميم اني مش هخسر البنت الي بحبها عشان خاطر حد حتي لو هتنازل عن حقي في الورث و في كل حاجه زي ما هددتني و قولتلي روح قولها اني لو اتجوزتها أبويا هيحرمني من كل حاجه و شوف هتفضل معاك أو لا، و فعلا عملت كدا روحت قولتلها اني عايز اتجوزها في اقرب وقت و هيا الفرحه مكنتش سيعاها بس قولتلها في حاجه لازم تعرفيها لو أتجوزتك انا همضي علي تنازل عن حقي في كل مليم يخص عيله الحسيني و الحقيقه ردها مصدمنيش لاني كنت عارف اني قلبي عارف يختار صح، قالتلي انتي عندك استعداد تتخلي عن فلوس عيله الحسيني عشاني، قولتلها انا عندي استعداد اتخلي عن اي حاجه في الدنيا عشان خاطرك، قالتلي كلمه عمري في حياتي ما نستهاو أنا مش عايزة حاجه من عيله الحسيني كلها غيرك انت و بس، وقتها قولتلها احنا هنعمل خطوبه و كتب كتاب و بعد ما اظبط اموري هنتجوز و هيا وافقتني و فعلا طلعت علي خالها و شرحتله ظروفي و هو قدرني جدا و حس قد ايه انا بحبها و كتبنا الكتاب فعلا و اتفقنا أننا منعرفش حد عشان الموضوع ميوصلش لرحيم بيه لاني كنت واثق انه مش هيسكت و عدي حوالي شهر لاقيت أحمد أخويا جاي و بيقولي انت في حاجه بينك و بين زهرة شفت في عنيه نظرة غريبه مقدرتش اترجمها وقتها بس لقتني برد تلقائي و بقوله زهرة مراتي و طلعتله قسيمه الجواز و معاها تنازل مني عن حقي كله..

اتصدم طبعا بس انا كنت فاكر أن صدمته دي عشان هو رأيه من رأي بابا لكن لقيته بيقولي زهرة تستاهل كل خير و سابني و مشي، و فضلت حياتنا حلوة أنا بحاول أأسس شغل ليا و زهرة بتساعدني.

لحد ما في يوم لقيت حد باعتلي ظرف و في ورقة مكتوب عليها أن زهرة بتخوني و أنها هتكلمني تقولي أنها هتقعد في البيت و مش هتروح الشغل النهاردة عشان والدتها تعبانه بس هيا هتروح تقابل عشيقها و سابلي عنوان في آخر الجواب طبعا مصدقتش. في اليوم دا كان عندي شغل كتير و زهرة كانت عارفه و عارفه كمان اني مش هقدر اسييب المكتب خالص، حاولت انسي الجواب دا و محطش الكلام في بالي و قولت اكيد دا ملعوب من بابا لان اكيد احمد عرفه أننا اتجوزنا لحد ما التليفون رن! قلبي وقع في رجلي و أنا بسمعها بتقولي نفس الكلام المكتوب في الجواب، و بعد ما قفلت معاها فضلت بردو اكذب نفسي لحد ما جالي حيه في توب بني آدمين و جايه قال بتدور علي صاحبتها عندي عشان راحلتها البيت ملقتهاش، و طبعا عرفتوا هيا مين؟.

كان مراد ينظر إلي سميرة بقرف و التي لم تكن تشعر بأدني ذرة ندم لما اقترفته من جُرم فتابع مراد بحزن.

طبعا اتجننت و طلعت اجري و هيا جت ورايا و ركبت العربيه معايا بدافع القلق علي صاحبتها و أنا عقلي مكنش فيا رايح للعنوان الي في الجواب و أنا بدعي و اقول يارب ميكنش دا حقيقي أبدا، و فعلا وصلت هناك و لما جيت انزل شدتني من ايدي و قالتلي اهدي و روق كدا و عرفني في ايه مش هسيبك تنزل كدا شكلك زي الي رايح يرتكب جريمه، عرفني حصل ايه، و كأنها ملاك و متعرفش حاجه اتاريها بتعطلني عشان اشوف زهرة الي لقتها نازله من التاكسي و معاها راجل شكله مكنش غريب عليا بس مكنتش فاكر شفته فين قبل كدا و لقيتها داخله معاه عمارة و علي مدخل العمارة شفته بيشيلها، كل ذرة عقل فيا طارت و لقتها جنبي بتقول هيا زهرة لسه بتقابل الواد دا، جناني حضر في اللحظه دي و قولتلها لو مقولتليش مين دا هخلص عليكي قالتلي أن دا واد بيشتغل معاهم في المطعم و زهرة كانت بتحبه و علي علاقه بيه بس هو مكنش بتاع جواز و لما ظهرت انا سابته و ارتبطت بيا، بخت سمومها في عقلي زي الحيه و أنا كنت الغبي الي صدقت و طلعت اجري عالعمارة و أنا حالف لهقتلها و هقتله و طلعت كان تقريبا الباب مفتوح لاني أول ما زقيته يكتفي اتفتح بسهوله و دخلت سمعت صوت مكتوم في أوضه النوم..

صمت مراد لبرهه و هو يستحضر ذلك المشهد الذي آلم قلبه حينها و ادماه الان فكان مشهد يحمل من الحقيقه الكثير و لكن ذلك الغضب المميت و تلك السموم التي كانت تجري في شرايينه بدلوا الحقائق و اعموا القلب و العقل معا فتابع بمرارة و آسي.

و شفتها في حضنه، بس الحقيقه أنها مكنتش في حضنه، هو كان بيحاول يحضنها غصب عنها و هيا كانت لتحاول تقاومه بس انا مفهمتش دا ومحستش بنفسي غير و أنا عمال اضرب فيه زي المجنون و هيا كانت عماله تعيط و تقولي اهدي يا مراد و تحوش فيا غيرتي و غضبي صورولي أنها بتدافع عنه سبته و ضربتها بالقلم و قولتلها انتي أحقر انسانه شفتها في حياتي صدمتها مش قادر انساها لحد دلوقتي لا و مسكتش قولتلها كلام محدش في الدنيا يتخيله في الوقت دا الحيوان التاني كان هرب، قولتلها ازاي تخونيني بعد ما اتنازلت عن كل حاجه عشانك انا بعت اهلي و الناس كلها و اشتريتك انتي، انهارت و قعدت تحلفلي أنها عمرها عمرها ما عملت كدا بس انا مصدقتش و قولتلها ابشع ألفاظ ممكن تتقال و سبتها و مشيت، كان اصعب احساس عشته في حياتي، هيا كانت كل حاجه بالنسبالي، كنت عايز ابعد عن الناس كلها في الوقت دا.

و كان أحمد أخويا له شقه مقفوله مش كتير يعرف مكانها هيا كانت بتاعتنا احنا الاتنين بس طبعا بما اني اتنازلت عن كل حاجه فبقت بتاعته لوحده، كان مفتاحها لسه معايا مكنش احمد خده. روحت هناك و قضيت اصعب ليله في حياتي و أنا بتعذب عذاب ميتحملهوش بشر لحد ما لقيت جرس الباب بيرن مرة و اتنين و تلاته و لما قومت فتحت لقيتها هيا في وشي، كان نفسي احضنها قوي و بعد كدا اخنقها. بحبها اوي و موجوع اوي منها اصعب احساس في الدنيا علي أي راجل هو إحساس الخيانه، قولتلها ايه الي جايبك هنا، قالتلي جايبه كتاب ربنا احلفلك عليه اني عمري ما خنتك، اتجننت لما شوفتها جايبه المصحف و بمنتهي الجبروت خدته منها و حطيته علي الترابيزة قبل ما اقولها الناس القذرة الي زيك متمسكش كتاب ربنا و الي تعمل وساختك سهل اوي عندها تحلف كذب..

صمت مراد و أخذت القطرات تهبط. من مقلتيه و هو يتذكر ملامحها التي انطفأت بفعل ذلك الظلم الذي وقع عليها دون أن ترتكب اي خطأ و تابع بالم
قعدت تعيط كتييير اوي و قالتلي بمنتهي اليأس و الوجع اعمل ايه عشان تصدق اني فعلا مظلومه و عمري ما خنتك..! لما قالت الكلمه دي لقيتني بقولها أنا هعرف اذا كنتي مظلومه و لا لا، و عملت اكبر جريمه في الدنيا ممكن الإنسان يرتكبها في حق بنت..

لم يستطع مراد أن يكمل جملته فقد الجم الخزي و الندم لسانه فما أن وصل إلي عقولهم ما يرمي إليه حتي انطلقت الشهقات من جوف فاطمه تلتها روفان التي من هول الصدمه تمسكت بيد أخيها أدهم و كأنها ترتعب من مصير مرعب مثل هذا فلف أدهم ذراعيه حول كتف أخته يبثها الامان و الذي كان هو الآخر يشعر بالألم و الحزن مما يسمعه و لكن كان الألم الأكبر من نصيب تلك التي سقطت علي الكرسي خلفها و هيا تحرك راسها يمينا و يسارا بمعني لا لا استطيع تصديق كل هذا الظلم الذي وقع علي والدتي و كأن قدماها لم تستطع حملها ليندفع يوسف تجاهها يجثو علي ركبتيه ممسكا بيدها محاولا تهدئتها قائلا بألم من مظهرها المريع.

كاميليا، انتي كويسه..
لم تستطع كاميليا الرد عليه فقط نظرات ضائعه غير مصدقه لما يقع علي مسامعها لينظر مراد ليها قائلا بندم.

غصب عني يا بنتي والله سامحيني انا مكنتش في وعيي اقسم بالله كنت عامل زي المحموم، مفوقتش غير و أنا شايف بعنيا دليل برائتها، حسيت أن الأرض بتدور بيا طلعت اجري علي بره مقدرتش ابصلها بعد الجريمه دي كنت بتمني الموت في اللحظه دي كنت عايز اموت نفسي ميت مرة بعد الي عملته و بعد شكي فيها بالطريقه دي، مفوقنيش من حالتي دي غير و أحمد أخويا بيفتح الباب و داخل اتصدم من حالتي و قالي في أي مقدرتش ارد عليه، اتخض و قعد يهز فيا و يقولي عملت ايه و أنا كأني فقدت النطق لحد ما سمع صوت حد بيتألم جوا اتجنن و جه يدخل منعته قولتله زهرة جوا اتصدم و سألني انت عملت ايه مقدرتش ارد كل الي قولته زهرة بتنزف اطلبلها دكتورة بعدها فضل يضرب فيا لحد ما غبت عن الوعي، فوقت لقيت نفسي في المستشفي بعدها لاقيت أحمد داخل عليا الأوضه و بيقولي من غير اي مقدمات يالا عشان تروح تطلق زهرة، اتجننت و اتخانقت معاه و قولتله لازم اشوفها و فعلا وافق و وداني عندها. اتصدمت لما شوفتها و شوفت نظرة الكرة الي في عينيها ليا، حاولت اعتذر بس هيا مقبلتش و طلبت مني الطلاق و لما رفضت قالتلي هيا عندها تموت أهون ما تكمل معايا و بعد إصرارها و تدهور حالتها وافقت و جبنا المأذون و طلقتها فعلا، بالرغم من اني استاهل اكتر من كدا بس قلبي مكنش يستاهل قلبي محبش غيرها، مقدرش يشوف غيرها، انا حتي اتجوزت ميرفت عشان شبهها، انا حاولت كتير ارجعها و هيا رفضت و لما هددتها اني هردها غيابي حلفتلي انها هتموت نفسها، و تاني يوم في انتهاء عدتها عرفت انها اتجوزت و سافرت، عشت أسوء أيام حياتي، اقسم بالله ما كنت بنام من الوجع و القهرة و الغيرة و العذاب، انا كنت بموت في اليوم ميت مرة، كل ما كنت اتخيل حقارتي معاها اموت. كل ما كنت اتخيل أنها في حضن حد غيري اموت، و كأن عقابي دا كله مكنش كفايه، اتبليت بأكبر عقاب في حياتي..

قال جملته الأخيرة و هو ينظر إلي سميرة بحقد و كرة ثم تابع بإشمئزاز
اسوء ست في الدنيا دا أن اعتبرناها ست اصلا، احقر مخلوق علي وجه الأرض، جت و اتبلت عليا و لزقتلي بنت مش بنتي، ضيعت مني اجمل سنين عمري مع الانسانيه الوحيده الي حبتها، بسبب غيرتها و حقدها كانت فاكرة اني ممكن بعد ما كنت بحب واحده زي زهرة دي احب واحده مقرفه زيها
سميرة بقهر من حديثه الذي أصاب منتصف الهدف.

ليبيه فيها ايه زيادة عني، كلكوا حبتوها ليه و أنا لا، انا عمري ما حبيتك انا كنت طول عمري بحب احمد، عمري ما فكرت فيك من اساسه، هيا الي باعتني و لعبت عليه و خلته يحبها و يتعلق بيها، هيا الي واطيه و غداره..
انهالت يد مراد عليها بالصفع و هو يقول بغضب جحيمي
اخرسي يا حقيرة يا زباله زهرة دي اشرف منك الف مرة، انتي الي كنتي رخيصه و سلمتي نفسك ليه و بعد ما قرف منك رماكي طول عمرك زباله و مقرفه..

كان مراد علي وشك خنقها بين يديه و لكن تدخل كلا من يوسف و أدهم في الوقت المناسب لمنعه من اقتراف جرم في حق تلك الخبيثه التي ما أن تخلصت من بين يديه حتي اعماها الحقد و الغضب فقالت بصراخ.

مقرفه، طب خد عندك بقي، انا الي بعتلك الجواب دا عالمكتب و أنا الي كلمت زهرة و قولتلها اني في مصيبه و لازم تلحقني و خلتها تقولك أن أمها تعبانه عشان متجيش و متعرفش أن هيا عندي، و أنا ألي أجرت الواد الي شفته طالع معاها و اتفقت معاه يعمل كل دا، و أنا الي أدتها عنوان شقت احمد عشان تروحلك هناك و ترميها منها زي ما انا اترميت، و ايوا خنتك و مش مع واحد بس دا مع مليون عشان انت مش راجل و مكنتش مالي عيني..

كان الأمر بالنسبه لها انتقام لأنوثتها المدهوسه تحت اقدامه و لكنها لم تحسب حساب لغضبه الذي كان يكتمه عنها لسنوات فثار جنونه و خرج عن السيطرة ليطيح بأدهم و يوسف الذان كانا يمسكان به و ينقض عليها صفعا و ركلا و هو يسبها بأبشع الالفاظ و الشتائم و كان الجميع ملتفون حوله في محاوله للسيطرة علي هذا النمر المتوحش و الذي وجد فريسته بعد أعوام ذاق فيها شتي أنواع العذاب و الألم.

فكان الفتك بها هو خياره الوحيد لم يثنيه عن فعلته سوي صوت تلك الرصاصه التي اخترقت مسامعهم جميعا و هيا تخترق سقف الغرفه ليصدموا من مظهر نيفين التي كانت تمسك السلاح ناظرة إليهم جميعا بكرة و غضب تجلي في نبرتها عندما قالت
ياااه طول عمري كان نفسي امسك سلاح و اخلص عليكوا كلكواو ارتاح من قرفكوا، سبحان الله جتني الفرصه علي طبق من دهب
قالت جملتها الأخيرة بسخريه فكان يوسف اول من استوعب الصدمه فقال بلهجة حذرة.

نيفين هاتي السلاح دا و بطلي جنان
نيفين بسخريه
ماتخفش انا هخلص عليهم كلهم عشان نفضي لبعض يا روحي، هخلص تاري عشان نعيش سعدا بعد كدا..
كان يوسف في المقدمه علي يمينه أدهم خلفهم الفتيات و صفيه و علي يساره مراد و بجانبه رحيم الذي كان و لاول مرة يري مدي حقارتها فبعد أن علم حقيقتها كان جانب كبير منه يشفق عليها و لكن الان قد علم بأنها أعظم أخطاءه بهذه الحياه فقال بغضب.

بعد كل الي عملناهولك دا و عايزة تخلصي علينا، و بعد ما استغفلتينا سنين انتي و الكلبه دي عايزة تتخلصي مننا!
نيفين بوقاحه
رحيم الحسيني اكبر مغفل في التاريخ هو الي بيتكلم..! ما تقولي يا جدي العزيز علي قرار واحد صح اخدته في حياتك، قولي حاجه حلوة عملتها تقابل بيها ربنا، اقولك انا مفيش..
أنهت جملتها مطلقه قهقه شريرة شامتة فغضب يوسف الذي قال بحدة.

نيفين، بطلي استفزاز و وقاحه و نزلي الزفت الي في إيدك دا، دا مبيتلعبش بيه
نيفين بقهر مغلف بالسخريه
لا مانا عارفه أنه مش لللعب مانا جربت ناره قبل كدا، بس المرادي انت الي هتجرب ناره يا يوسف عشان تعرف بتوجع قد ايه.
أدهم بمسايسه
نيفين، اهدي متوديش نفسك في داهيه، احنا مش هنتخلي عنك و هنوفرلك حياة كريمه بعد ما تخرجي من هنا فبلاش تضيعي كل حاجه في لحظه طيش..
نيفين باستنكار.

حياة كريمه! و دي فين الحياة الكريمه دي لما بعد ما كنت نيفين الحسيني الي للناس كلها بتعملها حساب ابقي حته بنت مجهوله النسب اترمت بره في الشارع، فين الحياه الكريمه دي بعد ما خسرت كل حاجه بسبب واحدة زباله و حقيرة زي دي..
قالت جملتها الأخيرة بصراخ و هيا تنظر إلي كاميليا التي خرجت مندفعه من بينهم جميعا و هيا تقول بغضب و قوة.

اخرسي و اوعي تجيبي سيرتي علي لسانك أبدا، الزباله و الحقيرة هيا انتي و الي جابتك من الشارع و عملتك بني آدمه، ظلمتوني و ورتوني اسوء أيام حياتي بسبب غلكوا و حقدكوا سودتوا حياتي و حياة امي قبل مني و كل دا عشان ايه عشان طمعكوا و انانيتكوا..
يوسف بغضب و هو يتوجه اليها
كاميليا ارجعي هنا..
اوقفه صراخ نيفين التي قالت
مكانك لا اخلص عليها..

تسمر يوسف في مكانه و الغضب قد بلغ ذروته يضاهيه القلق فتلك المجنونه قادرة علي فعل أي شئ و لكن عليه الحفاظ علي حياة محبوبته لذا التزم الصمت عندما وجهت انظارها لكاميليا التي كانت تغلي من الغضب و قالت بحقد.

انتي الي طماعه كنتي عايزة تاخدي يوسف مني كنتي عايزة تبقي الكل في الكل هنا عشان اول ما تتمكني ترمينا في الشارع، اوعي تتخيلي اني كنت بصدق وش الملائكه الي لابساهولنا طول الوقت دا و بتضحكي بي عليهم، عشان كدا كنت بعاقبك بطريقتي، فاكرة ساعه جدو الي ضاعت و لقيوها في اوضتك، انا الي سرقتها و حطتها في هدومك و روحت قولتله اني شفتك و انتي بتسرقيها عشان يعاقبك و يحرمك من الخروج و انك تروحي تزوري قبر امك، و فاكرة ادوات الرسم الي كان يوسف بيجبهالك انا الي كنت بسرقها و اولع فيها عشان متعرفيش ترسمي تاني ابدا، فاكرة العروسه الي كنتي بتحبيها انا الي خدتها و حطتها في اوضه جدي عشان عارفه انك عمرك ما هتهوبي هناك و فضلتي يوم كامل تعيطي، و انا الي حرقت صورة جدتي و قولت لجدي انك انتي الي عملتي كدا عشان منعك من الخروج و وقتها كنت طايرة من الفرح لما شفته بيضربك بالقلم علي وشك قدامنا كلنا..

كانت نيفين تحكي تلك الأحداث المريرة التي اندفعت الي ذاكرة كاميليا في تلك اللحظه تحكي مدي معاناتها في ذلك القصر دون أن تقترف اي ذنب في هذه الحياه سوي أنها طيبه القلب و للاسف الشديد أصبح الآن أنبل صفاتنا سبب متاعبتا في هذه الحياه فصارت القطرات تتساقط كالامطار فوق خديها من فرط الوجع و الألم الذي كان يشاطرها إياه قلب يحيا بوجودها و يهلك أن هلكت فقال بحنق و لهجته تحمل من الوعيد اطنانا.

ورحمه أبويا لهدفعك تمن كل دا غالي اوي..
نيفين بسخريه
مش هتلحق صدقني، انا هنا يا قاتل يا مقتول.
كاميليا بألم قد فاق الحدود فحتي الموت لم تعد تهابه في تلك اللحظه
انتي ازاي كدا، انتي مش طبيعيه انتي مريضه، معندكيش ذرة ضمير تخليكي تشفقي علي واحده يتيمه معملتش فيكي اي حاجه وحشه..
نيفين بحدة
عملتي..! فكرتي تاخدي الي مش بتاعك..
كاميليا بألم
انا مكنش عندي حاجه بتاعتي اصلا..

مراد و قد كان الحزن و الندم يأكلانه من الداخل
حقك عليا يا بنتي انا السبب في كل الي انتي فيه دا و في كل الي حصلك و الي حصل لامك زمان، سامحيني..
نيفين بتخابث
اوعي تصدقيه، دا ممثل شاطر اوي، طب مانا كنت بنته كان عملي ايه اصلا مكنتش حاسه بوجوده كان زي قلته..
مراد بغضب
اخرسي.! انا عمري ما حسيت انك بنتي و برغم كدا كنت باجي علي نفسي و اتعامل معاكي كويس بس انتي واطيه و خسيسه زي الي لمتك من الشوارع..
نيفين بتهكم.

انت عندك حق الي لمتني من الشوارع واطيه و خسيسه و غبيه كمان بس انا بقي مش هخسر زيها و هاخد حقي منكوا كلكوا، و أولهم انتي..
وجهت انظارها لكاميليا التي صرخت قائله بغضب و قهر
حق ايه الي بتتكلمي عنه انتي حولتي حياتي لجحيم، انا الي ليا عندك بدل الحق الف، انتي كرهتيني في حياتي. انتي عارفه انا كام مرة اتمنيت الموت بسببك..!

قالت كاميليا جملتها الأخيرة بألم و وجع لم يرق له قلب نيفين التي قالت بمنتهي القسوة و الجبروت
و أنا بقي مابحبش يكون حد له حاجه عندي علشان كدا هحققلك أمنيتك..!
أنهت حديثها تزامنا مع إنطلاق رصاصه من فوهه سلاحها لتصيب رحيم الحسيني الذي ما أن رأي الشر يرتسم بعيناها حتي اندفع لكي يتلقي تلك الرصاصه بدلا عن حفيدته التي لاطالما تلقت منه شتي انواع العذاب و اللفظ و التحقير..

لم يفكر لثانيه واحده بل وجد نفسه يقف أمامها ناظرا الي عينيها برجاء و توسل كبيران يرتسمان في نظراته التي لم تهتز حتي عندما اخترقت تلك الرصاصه كتفه الأيسر فقد كان يود لو يتلقي الف رصاصه حتي يكفر عن كل تلك الأخطاء التي اقترفها في حقها و لأول مرة في حياته يتوسل السماح لمن أحد فقد انهار كل ذلك الجبروت و القوة أمام عيناها التي توسعت من الصدمه فقد أغلقت عيناها م لأن تفوهت نيفين بتلك الكلمات التي كانت تعلن عن نهايتها لتخترق صوت طلقات الرصاص أذنها و لكنها لم تشعر بأي شئ و كان الطلقه قد توقفت في الهواء لتفتح عيناها مسرعه لتجد عينان لاطالما رأت فيهم الكره و الغضب و الألم فور و لكن الصدمه الكبري كانت تلك النظرات المتوسله المنكسرة التي كان يطالعها بها لوهله لم تدرك ما حدث و كان الزمن توقف للحظه حوت الكثير و الكثير من مشاعر الندم و الألم و الانكسار قطعها تلك المهمات حولهم و الأصوات التي لشدة صدمتها لم تستطع فهم محتواها و لكن تلك الدماء التي اندفعت من كتفه و تلك الكلمات العميقه و النبرة المنكسرة في صوته عندما قال بألم.

سامحيني يا بنتي..
ظلت كاميليا تنظر إليه بضياع و دموعها تتساقط و كأنها في سباق مع دمائه التي تنزف بشدة من كتفه فأخذت تنقل نظراتها بين جرحه و بين عيناه التي كانت تتوسلان إليها غير قادرة علي التفوه بحرف و كأنها قد فقدت النطق و لكن صوت يوسف الغاضب أخرجها من حالة الصدمه تلك عندما تحدث بصراخ
امسك المجنونه دي يا مازن متسبهاش..

كان مازن قد وصل قبل لحظات قليله من إطلاق النار ليقوم علي الفور بامساك يد نيفين الممسكه بالسلاح و هيا تتلوي بين يديه بينما التف جميعهم حول رحيم الذي امتدت يداه أمسكت بريف كاميليا. هو يقول بلهجه تقطر ندما و حزنا
انا عارف اني مستاهلش تسامحيني و لا حتي تبصي في وشي بس انا طمعان في كرمك و طيبه قلبك الي كنت عامي عنها طول الفترة الي فاتت دي..

كانت كاميليا تناظره بعينان تتساقط منها الدموع كالانهار تشعر بعجزها أمامه فمظهر عيناه المتألمه و جرحه النازف و ارتعاشه كفيه من شده الألم يجعلها تشعر بالشفقه عليه خاصة و أن هذا الرجل بكل ذلك الجبروت يقف أمامهم جميعا يطلب منها أن تسامحه بعد أن انقذ حياتها فهل تتفوه بعبارات السماح التي لم تصل إلي قلبها ام تتجبر هيا الأخري مثلما كان يفعل معها و لكن للحق هيا لا تستطع فعل هذا معه و لكنها حائرة ليأتيها صوت منقذها و هو يقول بنبرة قاطعه.

مش وقت الكلام دا يا جدي انتي نزفت كتير و دا غلط عليك احنا لازم نروح المستشفي..
قاطعه رحيم بصوت واهن
مش فارقلي حاجه يا يوسف مش هعيش اكتر من الي عشته، انا. كل الي عايزة اني احس ان كاميليا فعلا سامحتني، كفايه ذنب أمها الي هموت بيه، مش هقدر علي ذنبين يا يوسف..
آلمتها كلماته كثيرا و تضرعه بتلك الطريقه المنافيه تماما لهيبته و جبروته فوجدت نفسها تقول بصدق.

انت أنقذت حياتي و أنا عمري ما هنسالك أبدا حاجه زي دي..
ابتسامه واهنه ارتسمت علي شفتاه و قد تمكن الإعياء منه كثيرا فقال بإمتنان
و أنا مش عايز اكتر من كدا، بدايه جديدة معاكي، و بتمني من ربنا، يديني العمر و اقدر اصلح الي عملته زمان..
كان كلماته المتقطعه تلك آخر ما تفوه به قبل أن يتمكن البوم و التعب منه ليسقط بين يدي يوسف التي التقطته بلهفه و هو يقول بألم
جدي..

انطلقت الصرخات من حولهما رعبا من خسارته فقد كان دائما برغم قوته و جبروته بمثابه الأب و الحامي لهم جميعا و بالرغم من كل أخطاءه إلا أنه له مكانه كبيرة في قلوبهم جميعا .

كان الجميع يقف أمام غرفه الطوارئ بالمشفي بعد إدخال رحيم لإسعافه و إخراج الرصاصه من كتفه و إمداد جسده بالمغذيات التي يحتاجها بعد أن فقد الكثير من الدماء و كان الجميع بانتظار الإطمئنان علي حالته و قد كان الصمت سيد الموقف الي أن لحقهم مازن مهرولا تجاه يوسف قائلا
للاسف سميرة هربت!
نظر يوسف إلي مراد نظرة ذات مغذي و هز رأسه قائلا بهدوء
دا شئ متوقع، عملت ايه مع نيفين؟
كل شي تمام متقلقش!

تقدمت صفيه من يوسف قائله
ممكن تفهمنا بقي حصل ازاي كل دا و انت عرفت الحاجات دي كلها ازاي و ازاي مراد طلع عايش، أظن من حقنا نفهم..
يوسف بتعب
نطمن علي جدي و هفهمك الي انتي عايزاه
صفيه بتصميم
دلوقتي يا يوسف مش هستني لحظه واحده بعد كدا
يوسف بنفاذ صبر
هحكيلك!

كانت فاطمه تجلس أمام تلك النائمه بهدوء تتأملها و ماذا فعل الزمان بشبابها و جمالها فقد أخذ منها الكثير و الكثير فقد سلبها وهج الحياه الذي كان دائما ينبعث من عيناها الجميله و تلك الروح المرحه التي كانت تتحلي بها، لم يصيب العجز وجهها بل أصاب روحها و هذا اقسي.

فهي منذ اليوم الذي جلبها على لهذا القصر تستيقظ دائما علي كوابيس و صراخ فمن حسن الحظ أن غرفتها تقع في الجزء المنعزل قليلا داخل القصر و ذلك كان طلبها لرغبتها في الهدوء فلو كان هذا لسمع جميع من في القصر صراخ ناهد كل ليله و التي حتي عندما رأتها البارحه لم تصدق بأنها فاطمه ابنه عمتها و صارت تهذي ثم نامت كالعادة..

اقتربت فاطمه منها و قامت بالربت علي كتفها و قامت بتمرير يدها فوق ملامح وجهها بحنان و هيا تناديها بنبرة رقيقه لتفتح الآخري عيناها ببطأ فابتسمت فاطمه ابتسامه هادئه و هيا تقول
صح النوم يا هنون.
قطبت ناهد جبينها و قالت بعدم تصديق
فاطمه انتي هنا صح؟! محدش كان بيقولي هنون دي غيرك!
فاطمه بحنان
ايوا يا حبيبتي انا هنا جمبك و ماسكه ايدك اهوة.

اعتدلت ناهد في نومها فساعدتها فاطمه حتي جلست ثم قامت بتمرير يدها فوق ملامح فاطمه بيد مرتعشه و هيا غير مصدقه بأنها وجدت احد يخصها من عائلتها و من ثم تساقطت العبرات من مقلتيها و ألقت بنفسها بداخل أحضان فاطمه التي هطلت دمعاتها هيا الأخري تأثرا بموقف ناهد التي قالت و هيا تحتضنها
انا مش مصدقه نفسي اني شيفاكي قدامي، انا قولت خلاص مش هشوف حد من اهلي تاني..
فاطمه بتأثر.

اهدي يا حبيبتي، انا والله الي مش مصدقه انك قدامي خصوصا بعد ما جوزك بعت قالنا انك موتي..!
تصلب جسد ناهد و قامت بالرجوع للخلف و نظرت باندهاش إلي فاطمه و هيا تقول
ايه؟ جوزي قالكوا اني موت!
فاطمه بتأكيد
ايوا بعتلنا انك عملتي حادثه و موتي و من ساعتها مسمعناش حاجه خالص عنك
قطبت ناهد جبينها و ما أن أوشكت علي الرد حتي دخل على الذي قال بمزاح
أخيرا الجمال النائم استيقظ؟
نظرت إليه ناهد و قالت بترقب
انت مين؟

فاطمه باعتزاز
دا على ابني.
تذكرته ناهد التي قالت بإندهاش
ابنك! ايه دا مش انت صاحب رائد الي جتلي البيت و. انت الي ضربتني علي دماغي و أنا في المطبخ بجبلك الميه؟
قالت الأخيرة بغضب فصُدِمت فاطمه من حديثها و قالت بغضب ناظرة لعلى
نهارك اسود، واد يا علي انت ضربت خالتك علي دماغها يا زفت انت؟
على بتذمر
ايه يا طمطم في ايه مش كنت بنقذها، كنت اسيبهم يخطفوها يعني؟
فاطمه باندهاش
يالهوي مين دول الي كانوا عايزين يخطفوها؟

ناهد بخوف
يخطفوني! هما مين دول؟
على بنبرة ذات مغذي
لا مين دي انتي الي هتقولي عليها؟
ناهد بخوف بإستفهام
انت فعلا صاحب رائد ابني؟
مش هكذب عليكي رائد عمره ما كان صاحبي انا تقريبا شفته يمكن مرتين تلاته.
ناهد بخوف
امال ليه قولتلي انك صاحبه لما جيت الشقه؟
على و قد رآي خوفها فأراد طمئنتها
ارجوكي تهدي انا عمري ما هأذيكي و لا هأذيه، انا بس كنت بجمع شويه معلومات عنه و الصدفه رنتك في طريقي، أو خلينا نقول القدر بقي.

ناهد بشك
و بتجمع معلومات عنه ليه؟
على بهدوء
هجاوبك لما تقوليلي ليه رائد طلع يجري من البيت و هو بالحاله دى؟
ناهد بحزن
رائد ابني دايما ضحيه الي حواليه، و آخرهم كان انا
على محاولا جرها الي الحديث
ازاي ضحيه و هو ضاحك علي كل الي حواليه و مفهمهم أنه يتيم و مخبي وجودك عن الناس كلها؟
ناهد بدفاع
عشان هو عاش فعلا يتيم انا كنت في غيبوبه و أبوه اتوفي و هو صغير.

ألقت ناهد نظرة ذات مغذي علي فاطمه التي فهمتها و نظرت إلي على الذي لاحظ تبادل أنظارهم فقالت فاطمه بهدوء
بقولك ايه يا على سيب خالتك ترتاح شويه؟
على برفض.

انا فعلا هعتبرك خالتي زي ما قولتي و عشان كدا هتكلم معاكي بصراحه، ابنك بيشتغل في شركه الحسيني معرفش تعرفيها أو لا و المفروض أن هو صديق صاحب الشركه دي بس للاسف انا من خلال مراقبتي ليه قدرت اعرف أنه السبب في أن الشركه علي وشك الإفلاس و أنه له أسهم بنسبه كبيرة في الشركه المنافسه ليهم زائد أن في علامات استفهام كبيرة حواليه في حاجات تانيه، فلو عايزة تساعديه تجاوبيني علي اسئلتي..

وقعت كلمات على علي مسامع ناهد فجعلت قلبها يرتجف رعبا علي ولدها فقالت بلهفه و خوف.

اسمعني يا على والله رائد مش وحش كله من راغب الكلب دا هو الي مفهمه أن له تار مع عيله الحسيني و أن هنا الي قتلوا أبوه و مفهمه اني كنت بخون أبوه مع عامر الحسيني و مسمم أفكاره و هو مش راضي يديني فرصه احكيله عشان كدا خرج يجري اليوم الي انت جيتلي فيه، والله ابني مظلوم راغب دا السبب في كل المشاكل و الكوارث الي حصلت لي في حياتي..
تنبهت جميع حواس على الي حديثها فقال بإستفهام.

ايه، طب و عيلة الحسيني هيقتلوا أبوه ليه؟ لا انتي لازم تفهميني كل حاجه دا الموضوع شكله كبير
ناهد بألم
الشيطان دا عايز يدمر ابني زي ما دمرني زمان و حرمني من فرحتي بحياتي مع جوزي و حبيبي زمان..
على باستفهام
جوزك و حبيبك دا الي هو اخوه صح؟
ناهد بنفي
لا، جوزي الاولاني، ابو رائد
الي هو مين؟
ناهد بحزن
الي هو عامر الحسيني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة