قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

كطير صغير كُسِر جناحه عند أول محاوله طيران له هذا هو
الخذلان...

من العبث ان نقف بحياتنا عند نقطه معينه ننتظر شخص لم يجبره احد علي الرحيل بل كان بملئ إرادته. فالقلب يميل ثم يحب و يتعلق و أخيرا يعشق فإن عشق لن يترك أبدا حتى لو اجتمعت عليه الارض و السماء. و اما ما دون العشق لا يستحق أبدا دقيقه إنتظار واحده...

كانت كارما تتوسط سريرها محاوطه كتفاها بذراعيها تحاول إحتواء ذلك الألم الرهيب ااذي يعصف بكيانها و تترجمه عيونها علي هيئه أنهار من الدموع لا تستطع إيقافها فجميع حواسها الآن تتركز علي صوره واحده حبيبها يحتضن آخري،!

لم يكن فقط حبيبها بل حلم طفولتها الذي انغرس بقلبها منذ ان كانت طفله صغيره و أخذت ترعاه و تسقيه مياه الأمل بأن يعود فارسها و يختطفها مثلما وعدها لتجني ثمار عشقها و تتذوق حلاوة إنتظارها له. و لكن ماذا حدث،؟

أصيبت زرعت حبها بفيروس الخيانه القاتل الذي و حتى الآن لا يوجد أي دواء في هذا الحياه يمكن معالجة قلب أصابه ذلك الألم الناجم عنه فهو يقتل القلب و لكن ببطأ، ??.

تري هل أخطأت بالإنتظار.؟ و لكن لم يكن لدي حيله مع قلب خلق له و به، لم اكن املك من أمري شيئا سوي إنتظاره و إنتظار جزء من روحي قد انشق مني و رحل معه...

لقد سألته مرارا و تكرارا هل اقتحمت حصونك انثي غيري فأقسم لي بأن قلبه لم يحتوي سواي...

كذب،! نعم كذب علي و علي قلبي الغبي الذي كان يصدقه حتى قبل ان يتحدث و كان يلتمس له العذر في كل مرة اذاقني فيها خزلانه فالغدر لم يأتيني منه فقط بل من قلبي الذي غدر بي اولا عندما سامحه مرارا و تكرارا و اخذ يختلق له الاعذار الواهيه و اعطاه الخنجر الذي طعنني به...

اخذت تتذكر لقطات من سعادتها المزعومه معه
فلااش باك...

- ها عايزه تعرفي عني ايه بقي يا سكرتي
- انا مش سكرة حد دا اولا يعني. ثانيا بقي قول إلى انت عندك استعداد انك تعرفهولي.

نظرلها مازن بتسليه و أجاب بمرح
- عندك حق بلاش سكرتي دي. دي لما. كنتي صغيرة بضفاير انما دلوقتي انتي كبرتي يا كارمتي و بقيتي فرسه جامده. قالها بوقاحته المعهوده
خجلت كارما كثيرا من وقاحته فقالت بغضب ممزوج بالخجل
- مازن احترم نفسك و بطل قله ادبك دي و ان كنت عديتلك إلى عملته في العربيه دا فدا مش معناه اني موافقه عليه و لو حصل تاني هع...

قاطعها مازن بإحتواء كفها بيد يديه و قال بعشق
- هتعملي ايه يا روح قلبي
- مش هتشوف وشي تاني قالتها بإرتباك من نظراته التي كانت تلتهمها و يده المحتضنه كفها.

ابتسم مازن و لثم كفها برقه و قال بهدوء
- بصي يا كارمتي موضوع إني مشفش وشك تاني دا مش هيحصل عشان دا مش بمزاجك و لا بمزاجي.
- و دا ازاي بقي قالتها بغضب
- يعني مثلا لو قمت الصبح و قولت لنفسي يا واد يا مازن مش عايزين نشوف البت كارما دي تاني هلاقي قلبي بيعاندني و جايبني من قفايا و جاي يقولك وحشتيني نفس النظام بينطبق عليكي قلبك هيعمل معاكي كدا بردو.

- والله لو قلبي عمل معايا كدا هسيبه يتفلق و مش هسمحله يتحكم فيا اصلا
- الكلام دا عندك انتي. و الله يكون في عون قلبك بصراحه. انما انا بقي واحد قلبي دا اغلي حاجه عندي و مدلعه عالآخر و مبقدرش ارفضله طلب.

- امممم و ياتري بقي كنت بتدلعه ازاي و انا مش موجوده قالتها كارمه بخبث
- كارما انتي الداخليه عندنا خسرتك صدقيني، انتي محدش يعرف يحور عليكي أبدا
- اديك اعترفت انك بتحور، في ايه بقي خايف تحكيه و عمال تلف و تدور عشان تغلوش عالموضوع
قهقه مازن بشده و قال من بين قهقهاته
- خايف،! انتي متخيله بطولك دا ممكن تخوفيني.

- الموضوع مش بالطول يا سيادة الرائد دا بالعقل، و بعدين انا طولي مظبوط علي فكرة انت إلى طويل بذياده
- انت كل حاجه فيك مظبوطه يا قمر مش طولك بس اردف كلامه بغمزة وقحه
- ما قولنا بطل قله ادبك دي...
قالتها كارما بغضب مصطنع فقد كان كل ذره من كياتها تنتفض طربا لغزله الصريح بها و قد كان ذلك الماكر يعلم بذلك و يتجلي ذلك بوضوح في عينيه التي كانت تغوص في اعماقها و تكشف جميع أسرارها.

- كارمتي عايزك تعرفي اني في اقصي درجات الأدب معاكي والله و دي حاجه ضد طبيعتي
- مازن هقوم امشي والله
- وماله يا روحي امشي لحد آخر مكان في الدنيا هتلاقيني وراكي، اي مكان هتروحيه يا كارما هتلاقيني جمبك فيه...
-خايفه أصدقك يا مازن
عارفه يا كارما انا مكنتش قادر ارجع ليه طول المدة إلى فاتت دي.؟
لم يتلق منها إجابه و لكن عيناها كانت تتوسله الا يجرحها فطمئنها بضغطه رقيقه علي كفها المتعلق بكفه و أردف.

-عشان مكنتش هقدر اشوفك و مخدكيش في حضني مكنتش هقدر اشوفك و ابعد عنك تاني و قبل ما تسألي، كنت خايف أأذيكي و اخنقك معايا بعقده الذنب إلى كانت ملفوفه حوالين رقبتي طول السنين دي و إلى يمكن بعدي عن ربنا هو كان السبب الرئيسي فيها.

- تقصد إيه
- اقصد إني يوم ما روحت من عندكوا حسيت كإني كنت اعمي طول السنين إلى فاتت دي و فتحت لما شوفتك و لقيت قلبي بيقولي ازاي كنا مختارين نعيش في الضلمه طول حياتنا.؟
فضلت طول الليل اتقلب عالسرير و مش عارف آخد قرار قلبي بيترجاني ارجعلك و محرمهوش من نور حبك و عقلي بيقولي اهرب احنا مش قد الوداع مرة تانيه...

لحد ما ربنا أراد انه ينور بصيرتي و هنا سمعت أذان الفجر و حسيت بصوت بيقولي قوم صلي و سيب كل حاجه لربنا و فعلا اتوضيت و لجأت لربنا إلى كنت بعيد اوي عنه في حين ان الراحه مبتجيش غير في القرب منه.

و قمت صليت و قولت يارب، و مش قادر اوصفلك الراحه إلى حسيت بيها بعد ما صليت و في لمح البصر اول ما حطيت راسي عالمخده نمت و شوفت ابويا و امي في الحلم لابسين ابيض و حواليهم اطفال صغيرين كتير بيضحكولي و بيشاورولي من مكانهم و المفاجأة بقي إن دي كانت اول مرة يجولي في الحلم من يوم وفاتهم تقريبا كدا كانوا بيعاقبوني عالي كنت بعمله في نفسي و بعدها عرفت ان أهم حاجتين في حياتي هما.

قربي من ربنا إلى بالرغم من بعدي عنه مبخلش عليا بيكي و ردك ليا من تاني
و انتي يا كارما، انتي اغلي حاجه عندي في الدنيا فرحه قلبي إلى عمره ما داق و لا عرف طعم الفرح غير بيكي.

يا الله لقد كانت كلماته كالبلسم لقلبها المجروح و حلقت بها للسماء السابعه فها هو حلمها قد تحقق به و عاد لها فارسها الذي انتظرته لأعوام. من فرط الفرحه لم تشعر بجريان الدموع علي وجنتيها فاقترب منها محاوطا وجهها بكفيه قائلا بعشق.

- مفيش حاجه و لا حد في الدنيا يستحق دموعك دي يقلبي، دموعك دي غاليه عليا اوي يا كارما، انا بحبك اوي و عارف اني جرحتك ببعدي بس صدقيني قلبي مبطلش يوم يحبك، انا كنت بعاقب نفسي قبلك.

- امال ليه عنيك بتقول كلام كتير لسانك مقالهوش
- قلبي إلى بيتكلم يا كارما مش لساني
- طب اصدق مين فيهم
- صدقي قلبك و شوفي هيقولك ايه
- قلبي هييجي عليا معاك يا مازن
- قلبك حاسس بقلبي و عارف ايه جواه
- في حاجه معرفهاش
- بحبك اوي
- في حد دخل حياتك في غيابي
- محدش دخل قلبي غيرك
- معرفتش حد بعدي
- محبتش حد غيرك، ليه مش قادره تصدقي
- اقنعني
- تتجوزيني.

ادارت وجهها عنه و اغمضت عيناها بشدة فهي تعشقه حتى النخاع و لكن هناك شئ يخبرها بأن لكل جنه شيطان و هيا تخشي ان يظهر هذا الشيطان علي هيئه إمرأه قد استوطنت قلبه في غيابها و تحرمها من جنته التي لطالما حلمت بها معه.

- متخبيش عنيكي مني كفايه اتحرمت منهم كل دا
- خايفه اعرف اترجم إلى في عنيك يا مازن و يوجعني
- عمري ما هوجعك ابدا
- يبقي متخبيش عني حاجه
- عايزه تعرفي ايه
- كل إلى معرفهوش
- إلى متعرفيهوش اني مكنليش حد قبلك و لا هيكونلي حد بعدك
- و انا مش موجوده مكنش في حد بيعوض غيابي شددت علي كلماتها بكل ما يعتمل بداخلها من خوف.

لم تتلق من شفتيه اي إجابه و لكن تولت عيناه مهمه الرد عليها فقد أخذت ترسل إليها شرارات من العشق الذي فاض به قلبه، و ارتوت به روحها فشعرت بالدفئ يتسرب إلى داخلها و لكن أبت ان تسلم رايتها فقالت.

- ساكت ليه
- سيبت عيوني ترد عليكي سيبتك تشوفي فيهم انتي بالنسبالي ايه
- انت بتلجأ لطرق غير مشروعه علي فكرة
- في الحب و الحرب كل شئ مباح
- بس دي حرب غير متكافأه
- حرب مش حب،! طب ليه مش متكافأه من وجهه نظرك
- عشان كل حاجه ضدي فيها كل حاجه فيا بتحاربني معاك يا مازن
- و كل حاجه فيا بتعشقك يا كارما، ليه راميه نفسك في الحيرة دي كلها و سايبه الظنون تاخدك و توديكي.

- عشان مش هقدر اترفع معاك لسابع سما و تيجي حاجه تخسف بيا سابع ارض، مش هقدر يا مازن، لو وقعت مش هقوم تاني.

- للدرجادي معندكيش ثقه فيا يا كارما قالها بوجع
- مش قله ثقه بس انا و انت مش لسه متقابلين امبارح احنا متقابلين من زمان اوي و كان بينا وعد حافظت عليه بروحي و انا محصنه نفسي بريحتك إلى كانت ساكنه فيا من يوم فراقك و فضلت مصبرة قلبي بصوره قديمه لينا زمان كانت بتواسيني في بعدك، فمش هقدر اسامح علي حاجه حصلت في غيابي و مش هقبل اسكن مكان لمست جدرانه واحده غيري حتى لو كان وضع مؤقت.

كانت كلماتها و كأنها ضربات سوط تجلد قلبه العاشق لها و كان يصب عليها النار لتشتعل اكثر ضميرة الذي كان يعنفه بشده علي ما يخفيه عنها و يأمره بالإفصاح بما يخبئه في أعماق نفسه و لكن ما يخفف من عذابه و لو قليلا هو انه لم يكذب بشأن قلبه الذي لم تمسه إمرأة سواها.

و أخيرا قرر مازن انهاء معاناتها و معاناتها فلا طاقه له بالعيش دونها و لن يترك الحياه تتلاعب به مرة أخرى و ترغمه عن التخلي عنها فقال بلهجه لا تقبل الشك.

- محدش سكن قلبي غيرك انتي، قلبي كان مختوم بحبك إلى كان مخليه مش شايف اي بنت تانيه، محدش لمس جدرانه غيرك، و مفيش حد هيقبل يسكن مكان كل ركن فيه مكتوب عليه اسمك انتي حبيبتي الاولي و الاخيره و قلبي محدش سكنه إلا انتي اطمني.

باااك
- كداااب، اكتر إنسان كداب في الدنيا قالتها كارما بحرقه من بين دموعها و أخذت تلعن غبائها فهو كان يراوغها و هيا بكل سذاجه صدقته هو خدعها و لم يكن صريح معها و هيا لن تلومه وحده بل تلوم قلبها الذي اوقعها في شراك رجل لا يعرف معنى الوفاء
صدح رنين هاتفها برساله منه فهيا تتجاهل مكالماته التي تخطت المائه مكالمه فائته...
امسكت بهاتفها تقرأ و داخلها يتمزق.

ردي عليا يا نور عيني متحكميشش عليا بالإعدام من غير حتى ما تسمعيني و لو لمرة واحده ارجوكي ردي عليا.

أخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فكتمتها بالوساده خوفا من ان نستيقظ والدتها فهي تخشي عليها من ان تراها في تلك الحاله المذريه مفطورة القلب مكسورة الخاطر و ما هيا إلا دقائق معدوده حتى سمعت جرس الباب فتعجبت فالوقت يشير إلى الحاديه عشر فمن سيأتيهم في هذا الوقت.؟

حاولت إصلاح هيئتها المزريه تلك وهمت بفتح الباب فصدمت مما رأته
- أنت.؟

بكل ما أوتيت من عشق أتمني لو أنني لم التقي بك أبداً.

بدأت غرام بإسترداد وعيها شيئاً فشيئاً و أخذ رأسها يتحرك في جميع الاتجاهات تحاول معرفه أين هيا فشعرت بيد تحتوي كفها بحنان لمس قلبها فالتفتت لتتفاجئ به يبتسم لها بوهن.

فبدأت تستعيد ذكرياتها المريرة معه فشعرت بألم حاد في صدرها بات يمنع عنها التنفس و علي الفور انتزعت كفها من يده المتشبسه به و وضعته فوق قلبها و اغمضت عيناها بشده بينما دموعها تنهمر علي وجنتيها و كأنها جمرات مشتعله تسقطت على قلبه فتحرقه.

أخذ الندم يقرضه من الداخل كونه المتسبب في ذلك العذاب الذي تعيشه الآن فود لو يرجع به الزمن عده ساعات لكان الآن يأخذها بين احضانه و يخبرها انه يعشقها و انها إمرأه حياته و لكن سبق السيف العزل و لم يعد بيده شئ فهو أخطأ و الآن يجب عليه تحمل نتيجه افعاله النكراء.

- حتى الموت استخسرته فيا
قالتها بوجع انحفر بمعالم ووجهها فباتت كعجوز نجح الزمن في إمتصاص الحياه منها و طبع خيباته عليها.
وقعت كلماتها عليه كضربات السيف الذي شطر قلبه لنصفين فياليتها تعلم ان لا حياه لقلبه دونها و انه لو كان بإمكانه ان يدفع عمره مقابل أن يعيد الزمن إلى الخلف بضعه ساعات فقط.

لكان وضعها بين الطيات قلبه و حماها من ذلك الشيطان اللعين الذي كان يتملكه و لكن هيهات ان يستطيع إنسان ان يعيد الزمن للحظه واحده.

فالندم كان و لا يزال لعنه البشريه التي لا يمكن التحرر منها فهو أشبه بإبتلاع الإنسان جمرة من النار تحرقه من الداخل و لا يملك سلطه إرجاعها فيظل يكتوي بنارها الحارقه فرفاهيه إرجاع الزمن إلى الوراء لم تخلق بعد...

- ارجوكي متقوليش كدا، انتي لو كان جرالك حاجه مكنتش هسامح نفسي طول حياتي
تحدث أدهم بعد ان جاهد كثيرا ان يلملم شتات نفسه التي بعثرتها إمرأه أصبح يعشق الهواء الذي تتنفسه و أكثر ما كان يقتله انه لم يكن يكتشف مقدار عشقه لها سوي في تلك اللحظه التي اوشكت فيها علي التخلي عن حياتها.

- و دلوقتي مسامح نفسك
قالتها بوجع فلم تتلقي منه أيه إجابه فباتت صورته في عيناها كمسخ مجرد من كل معالم الإنسانيه فواصلت تحطيم من تبقي من ثباته المصطنع
- ياااه، هو السؤال صعب اوي كدا
لا يليق بك الضعف و الإنحناء حتى و إن أخطأت فهي من دفعتك لذلك. هكذا اخبره عقله فنصب عوده و حاول رسم جدار من اللامبالاه التي تجلت في كفيه الذان اخفاهم في جيوب بنطاله و قال بصوت جاهد ان يكون ثابت.

- مقدرش اشوف حد بيحاول يموت نفسه و اقف اتفرج عليه
خرجت منها ضحكه مدويه تحمل كل معاني الخزلان الذي يعتمل بداخلها و سرعان ما تحولت لنبرة بكاء تقطع نياط قلبه لأجلها و اقتربت منه قائله بسخريه سرعان ما تحولت لوجع
- متقدرش تشوف حد بيموت لكن تقدر تموته صح،؟!
انا عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا.؟
بلاش السؤال دا، قولي شفت مني ايه يخليك تفكر فيا التفكير القذر دا
- شووفت...

قالها ادهم بصراخ اهتزت له ارجاء الغرفه و دب الرعب في اوصالها عندما وجدته يقترب منها ممسكا بإحدي رسغيها ويده الآخرى تلكم الحائط خلفها و هو يقول بغضب مميت و بنبرة مرعبه.

- شفتك و انتي في حضن واحد في الكافيه و ضحكتك مسمعه اسكندريه كلها. و شوفتك و انتي في حضن واحد تاني قدام باب المستشفي بعد ما كنتي معايا بدقيقتين و سمعتك و انتي بتكلمي واحد تالت في التليفون و بتوصفيله قد ايه مشتقاله و بتتكلمي عني معاه علي إني مجرد واحد صاحب اخوكي، عايزاني اشوف ايه تاني عشان افكر فيكي كدا، ردي علياااااا...
قالها بصراخ ارعبها فصار جسدها يرتعش بين يديه و اخذت تردد دون وعي.

- انت مجنون، اكيد مجنون، استحاله تكون إنسان طبيعي
- احمدي ربنا ان المجنون دا مقتلكيش في ساعتها. لإن النار إلى كانت جواه كفيله انها تحرق إسكندريه بإلي فيها.
- ابعد عني معنتش عايزه اشوفك انت انسان ظالم و كداب و ملكش اي حق تحاسبني علي اي حاجه . انت بتدور علي اس شماعه تعلق عليها جريمتك.

- جريمتي دي كانت النهايه لأي واحده تفكر ترخص نفسها و تتنقل من حضن كل واحد شويه
دوت صفعه مدويه علي خده بثته فيها كل ما تشعر به من قهر و ألم و اخذ يتردد صداها في ارجاء الغرفه.

اغمضت عينيها بشدة تتوقع منه ان يحطم رأسها في اي وقت و هيا حتى لن تعترض فقد كانت تتمني لو تنتهي حياتها بتلك اللحظه و ينتهي كل ذلك الألم. ، و لكنها فوجئت بذلك المجنون يحطم كل ما يحيط بهم في الغرفه و يزأر كأسد جريح. ، فارتعبت من مظهره واتخذت ركن في آخر الغرفه وانزوت به محاوطه جسدها بزراعيها ترتجف بشدة حتى هدأ تماما من نوبه الجنون التي انتابته فهو إن لم يفعل ذلك و يخرج شحنه الغضب التي ولدتها فعلتها الخرقاء لكانت الآن في عداد الاموات.

اخذت خطواته تقترب منها فشعرت بثقلها علي قلبها اما هو فقد كان يود لو فصل رأسها عن جسدها لتلك الفعله الشنيعه والتي لم يتجرأ احد و يقدم عليها طوال حياته و لكن تلك النظرة التي رآها في عينيها ما أن رفعت رأسها تنظر إليه
شلت تفكيره تماما فلم يشعر سوي و هو يحتضنها و يضع جبهته علي خاصتها و دموعهما التي امتزجت سويا قائلاً من بين دموعه.

- كان نفسي تطلعي غيرهم كان نفسي تبقي الملاك إلى هينقذني من الجحيم إلى عايش فيه ليه طلعتي خاينه زيهم.

حتي و إن مستها دموعه و انتفض لها قلبها فلن تسامحه على غدره بها و أيضا ظلمه لها إذن فليتجرع جزء من عذابها
فانتفضت من بين احضانه قائله بغضب
- عشان انت متستهلش غير واحده خاينه و غداره زيك عارف.! أتمني تفضل عايش في الجحيم دا طول عمرك أتمني تفضل متعذب و متشوفش يوم حلو أبدا في حياتك هو دا إلى انت تستاهله .

شعر أدهم بسريان النار بين اوردته فقد كان يود لو تخبره بأنه أخطأ بحقها و انها الملاك الذي جاء لينتشله من عذابه فهو بعد ما رأي انهيارها و محاوله انتحارها يكاد يجزم بأنها أطهر مخلوقه علي وجه الأرض و لكن لما تتفوه بهذه الترهات ألتذيد من عذابه.؟ ألا يكفيه ما يعانيه من ألم و لوعه.؟
فلم يشعر بنفسه و هو يقول بجمود
- عشان كدا انا مش ندمان علي إلى عملته معاكي و لو رجع بيا الزمن هعمل كدا تاني.

القي بقنبلته و غادر دون ان يلتفت ليري مدي الخسائر الذي تسببت بها و لا ذلك القلب الذي تفتت حزنا و وجعا، ، و لكن ماذا كانت تنتظر من شخص مثله لا يمتلك قلبا من الأساس و لكن ألم يكن هذا ما تمنته ان يشبه حبيبها مصاصة الدماء.! فهو بالفعل يشبهها قولا و فعلا و لكن الإختلاف هنا بأنه امتص روحها و تركها مثل خرقه باليه لا تصلح للحياه ليته امتص دمائها أيضا و أنهي حياتها التي أصبحت كالجحيم.

دخل يوسف إلى شقته و هو يشعر بأنه يحمل هموم بثقل الجبال فوق كتفه فنظر إلى أثاثها المبعثر و المهشم تماما كما هو حال قلبه فأخذت قدماه تلقائيا إلى حيث الغرفه التي كانت تمكث بها معشوقته يتلمس رائحتها التي يعشقها.
فتقدم يجلس علي فراشها و يحتضن وسادتها و انفلتت دمعه حارة منه تحكي مقدار الوجع الذي يشعر به فأخذ يتذكر كيف حطمه غيابها و ما تحمله من عذاب فقدها فبهروبها كأنها منعت عنه الهواء الذي يتنفس.

فتلك هي المرة الأولي التي يشعر بها بمثل هذا الضعف في حياته لطالما كان قويا صلبا لا يستطيع اي شئ ان يحرك ساكنا به
فهو مثال للرجل القوي الذي اعتاد أن يقف بمواجهه الحياه بكل عنفوان لم يأبه لأحد قط. فقد كان بمثابة الصخرة التي يحتمي بها الجميع، و الجدار الذي يتكأ عليه كل من حوله لم يعتد أبدا علي الإنحناء للحياه.

فكان يناطحها و لم يجعلها يوما تخضعه لإرادتها بل لم يستطع شئ او شخص في هذه الحياه ان يهزمه سواها !

هيا و فقط. من استطاعت ان تحطمه. غيابها افقده عقله أشعر بالعجز لأول مرة في حياته.
تلك المرأه فعلت به ما لم يستطع ألم أعداؤه ان يفعلوه حتى أنها جعلته يتخلي عن الكثير من مبادؤه لأجلها و لكن لم يعد يستطيع أن يتحدى كبرياؤه أكثر فلتتحمل نتيجه خياراتها.

أخيرا قرر عدم الاستسلام لأحزانه أكثر من ذلك و قرر أنه لن يتراجع عما انتواه لها فقام بالبحث عن حقيبتها ليجدها مخبأة في الخزانه فراوده الشك حول هذا الأمر فقرر معرفه ما تحتويه فقام بفتحها و لكنه صُدِم مما رآه.

- أنت ! انت ايه إلى جابك ليك عين تيجي هنا
- ارجوكي يا كارما لازم تسمعيني قالها مازن بقهر
- كداب كداب من قبل ما اسمعك يا مازن و لو قعدت تتكلم من هنا لبكرة مش هصدقك
- ارجوكي اديني فرصه ادافع بيها عن نفسي
- فرصتك خلصت خلاص و معدش ليك جوايا إلى يخليني اقدر حتى اسمعلك
- يعني إيه
- يعني رصيد جوايا خلص يا مازن إنساني و ابعد عني انا حتى مبقتش طايقه اشوفك قدامي.

همت بإغلاق الباب في وجهه فوضع قدمه مانعا إغلاقه و قال بغضب
- بلاش تعندي انا عارف اني لسه جواكي إلى خلاكي تستنيني السنين دي كلها مش هيخليكي تقدري تشيليني من قلبك بالسهوله دي.

قالت صارخه من بين دموعها
- و انت قدرت صح،؟ قدرت واحده حبتك و استنتك كل السنين دي و مسمحتش لحد يقرب من حاجه تخصك، كتبت قلبها علي اسمك و مخلتش حد يقرب منه، قضت طفولتها و مراهقتها و شبابها بتحلم بيك و انت في المقابل عملت ايه روحت رميت نفسك في حضن واحدة تانيه لا و كمان كانت هتبقي مراتك يعني انا اصلا ماليش وجود امشي يا مازن مش عايزة اشوفك تاني.

- والله انتي فاهمه غلط البنت دي متهمنيش أبدا و الخطوبه دي لها قصه لو سمعتيها هتعذريني.

- كان ممكن أصدقك لو مكنتش شفتها بعيني و هيا في حضنك و كأنها متعودة علي كدا و كان دا مكانها.

- ارجوكي
- قاطعه بغضب اسكت، اوعي تترجاني عشان لو عملت المستحيل عمري ما هرجعلك تاني انا بقيت بقرف منك ألقت جملتها في وجهه و اغلقت الباب و هي تبكي بلوعه فكم تود أن ترتمي بين ذراعيه تشكو له عذابها معه تشكو ضعفها تشكو خيبتها تشكو كل ما يجعلها تتألم بهذا الشكل المريع .

صدح هاتفها معلنا عن اتصال من مجهول فلم تلق بال فيكفيها ما تعانيه ليتكرر الاتصال عدة مرات فتجيب.

ليلتها صوت غرام الباكي
- كارما انا في المستشفى تعالي خديني
- مستشفه ايه انتي كويسه
- متقلقيش انا كويسه بس تعالي من غير ما تقولي لماما حاجه انا بكلمك من رقم ممرضه هنا تليفوني ضاع مني.

- حاضر يا قلبي مسافه السكه هكون عندك
لملمت أشياؤها سريعا و قامت بالإطمئنان علي والدتها خوفا من أن تستيقظ فوجدتها تغط في نوم عميق بفعل الأدويه التي تناولتها فخرجت سريعا و ما أن فتحت باب المنزل حتى تفاجئت بمعذب فؤادها يجلس علي الأرض يضع رأسه بين قدميه في حاله يرثي لها فخفق قلبها بشده و ودت لو أخذته بين احضانها تخففف انه و عن قلبها و تزيل كل هذا الألم الذي يشعران به...

انتفض مازن عندما وجدها تخرج من باب الشقه تري هل رأفت بحالته و قررت أن تمنح له فرصه أخيرة للحياه بإنصاتها إليه فاقترب منها قائلا بلهفه.

- كنت عارف إني مش ههون عليكي يا قلبي
- غرام في المستشفي معرفش حصلها ايه كلمتني بتعيط و انا ريحالها تحدثت من بين دموعها.

اقترب منها محاوطا وجها بيديه و قال بحنان بالغ
- إن شاء الله خير يا قلبي متقلقيش
- خايفه عليها اوي يا مازن قالتها بإنهيار فما كان منه إلا أن يلبي دعوه قلبها المنفطر ألما و أخذها في أحضانه يطمئنها و يطمئن قلبه بها...

أشعر بأنه يوجد خيط خفي يربط قلوبنا ببعضها البعض فكلما هممنا بالابتعاد أجده يعيدنا مرة ثانيه، فبالرغم من عذابي و معاناتي معك إلا أنني لا أشعر بالإطمئنان و الأمان سوي بين يديك، و أشعر بقلبك أيضا ينتفض عشقا عندما يكرن معي فلا أدري ماذا تخبئه الحياه لنا و لكن حقا أشعر بصوت في اعماق قلبي يتوسل لي بالا افلت يدك مجددا،!

فتح يوسف باب غرفتها بعدما تحدث مع الطبيب الذي اخبره بأنه يجب عرضها علي طبيب نفسي لمتابعه حالتها حتى لا تسوء أكثر و بأنها نامت بفعل المنوم و لن تستيقظ حتى الصباح فسبقه قلبه بلهفه إلى مكانها و اقترب منها بخطوات بطيئه و أخذ ينظر إلى ملامحها الجميله و شعرها المنثور حولها كأشعه الشمس يعطيها جمالا فوق جمالها فقد كانت نائمه كملاك برئ، فتمدد بجانبها محتضنها واضعا رأسها فوق كتفه و أخذ يتذكر لقطات من سعادته معها.

فلاااش بااك
كان منهمك في عمله كثيرا إلى أن سمع طرقه رقيقه علي الباب تردد صداها في قلبه علي الفور فعرف صاحبتها قبل ان تشرق بنورها عليه فابتسم ابتسامه خافته وأغلق الملف الذي بيده و اقترب من الباب و فتحه بسرعه ساحبا إياها من خصرها و الصقها به بعد ان اقفله خلفها
فأصبحت محاصرة بين جسده و باب الغرفه فشهقت بخجل من إلتصاقها به علي هذا النحو و قالت بخفوت.

- يو. يوسف خضتني
لم تتلق منه رد فقد كان مشغولا بإستنشاق عبيرها الفاتن دافنا رأسه في عنقها الغض ممررا أنفه صعودا و نزولا عليه ببطئ مثير فقد أسكرته رائحتها العطرة، و خدره قربه منها إلى هذا الحد...
ظلا علي هذه الحاله وقت ليس بقليل إلى أن شعر بها تتململ بخجل بين احضانه فاقترب من أذنها و قال بهمس.

- قلب و روح و نور عين يوسف
فعضت علي شفتيها بخجل من فعل كلماته فكانت فعلتها هذه كافيه بإشعال براكين الرغبه الممزوجه بعشق بداخله فمد إصبعه يحرر أسر شفتيها و أخذ بتمرير إبهامه عليها و قال بوله.

- قولتلك مليون مرة متقسيش عليهم دول بتوعي أنا و أنا بس إلى مسموحلي اعمل فيهم كدا.

و علي الفور قام بإثبات ملكيته لهما و أخذ يتذوق من شهدهما الذي لم يتذوق أشهي منه في حياته و كالعادة اختطفته معها إلى الجنه التي دائما ما تغريانه بها عيناها و لكن هذه المرة كانت مختلفه
فهذه المرة أصبحت ملكه بكل ما تعني الكلمه من معني فبات أسمها مقرونا بإسمه مدي الحياه فاليوم أصبحت زوجته...

تركها علي مضض و هو يشعر بأنها لم تعد قادرة علي التنفس و كان صدره يعلو و يهبط من فرط المشاعر التي عصفت به فكان يلهث كما لو أنه في سباق للعدو...

ماذا تمتلك تلك المرأه لتجعله يشعر بكل تلك المشاعر التي تجتاحه كفيضان و هو غير قادر علي السيطرة عليها، هكذا حدثه عقله
قام برفع رأسها ليجعلها تنظر إليه فقال بهيام و هو يتأمل خجلها المحبب إلى قلبه
- هو انا لو كلتك دلوقتي هيجري إيه
- يوسف وسع كدا انا همشي
- هو دخول الحمام زي خروجه و لا ايه
- تقصد إيه قالتها بخوف
قهقه يوسف علي ملامحها التي انتابها الذعر فقال
- هو ينفع تبقي مرات يوسف الحسيني و تخافي كدا.

- هو دا بجد، انا بقيت مراتك فعلا.؟
- طبعا بجد يا روح قلبي و جد الجد كمان
- خايفه اصدق يا يوسف
- قولتلك متخافيش طول مانا معاكي مش واثقه فيا و لا ايه
- طبعا واثقه فيك بس انت مشوفتش ردود افعال الناس حوالينا كانت عامله ازاي تقريبا محدش باركلنا خالص غير روفان و بعد ما اخدت وقت عشان تستوعب الصدمه
- اديكي قولتي صدمه يبقي لازم نديهم وقتهم
- حاسه اني متلخبطه
- بحبك
- انت قاصد تلخبطني أكتر
- بموت فيكي.

- يوووسف قالتها بدلال
- عيونه قالها بحب
- صحيييح. تعلالي هنا حضرتك فتحت الباب و شدتني و خدتني في حضنك افرض بقي كان في حد تاني غيري كان هيبقي إيه الوضع دلوقتي تحدثت بغيرة و هيا تمسكه من اعلي قميصه.

- عارفه يا كاميليا لو حد من الناس إلى بره دول شافك و انتي مسكاني المسكه دي هيبقي شكلي عامل ازاي قالها بمزاح.

- هبقي انا دخلت التاريخ من اوسع ابوابه يا روحي قالتها بدلع ثم اردفت
- جاوب عليا يا يوسف لو حد تاني دخل كان زمانه مكاني صح قالتها بغضب
- مفيش حد ينفع يبقي مكانك يا كاميليا
قالها بلهجه حانيه تحمل من الصدق ما يجعلها تترك العالم اجمع و ترتمي بأحضانه ثم اكمل ليجعل عشقها له يتضاعف بداخل قلبها...
- و بعدين لو اي حد تاني غيرك مكنش قلبي هيدق اوي كدا، قلبي بيبعرف صوت خطوتك يا كاميليا.

قلبي إلى مفيش حد سكنه غيرك و لا حد قدر يوصله قبلك، انتي عشقي يا كاميليا عشق يوسف،!

ذابت من حلاوة كلماته و ارتمت بين ذراعيه جنتها و حصنها المنيع غير مصدقه بأن تلك السعاده لها وحدها فهطلت دموعها من فرط التأثر و تسلل بعض الخوف إلى داخلها من ان يحدث ما يعكر صفوها فشعرت بجسده يتصلب و ذادت وتيره انفاسه فعلمت انه غاضب فارتجفت خوفا فهي تعلم كم غضبه مرعب
فلاحظ هو إرتجافها فشدد من إحتضانها و قام بوضع بعض القبلات الهادئه فوق رأسها و قال بهمس.

- عارفه يا كاميليا كام واحد هنا بيمشي رافع راسه و عارف ان محدش هيقدر يرفع عيني فيه عشان هو تحت حمايتي.

ضيقت عينيها بعدم فهم فهذا الرجل بالرغم من عشقه لها و هيامها به إلا أنه مليئ بالغموض و الأسرار فهو كاللوغريتمات لا تقدر علي فكها
- تخيلي يا كاميليا ان في ألافات من الناس هنا و في العزبه و في كل مكان انا بملكه كلهم حاسين بالأمان عشان تحت حمايتي و الإنسانه الوحيده إلى بعشقها و ممكن اهد الدنيا لو اتمست شعره واحده من شعرها خايفه و هيا في حضني
- انا مش خاي...
قاطعها بوضع إصبعه علي شفتيها و قال بحزم.

- متكذبيش يا كاميليا عشان انا مابحبش الكذب و عشان انتي مش مضطرة لدا انا بفهمك من عنيكي، انتي مرعوبه يا كاميليا مش خايفه بس
تنهيده قويه خرجت من اعماقها و تحركت في أنحاء الغرفه بحركه عشوائيه تحت شعاع نظراته المسلط علي كل حركه بسيطه تخرج منها فقالت بخفوت
- انا مش مكتوبلي السعاده يا يوسف، مفيش مرة كملتلي فرحه.

شعرت به يقترب منها فلامستها حراره جسده فأدفأت قلبها الذي أثلجته بردوه الحياه القاسيه التي عاشتها فأردفت بعد ما التفت ذراعيه تطوقان خصرها و أخذ ثغره ينشر بعضا من عشقه فوق كتفها.

- انت الحاجه الوحيده الكامله إلى في حياتي. الحاجه الوحيده الحلوة إلى بمتلكها. لو حصلت حاجه خلتني اخسرك يبقي مفيش حاجه اسمها عوض في الدنيا بالنسبالي.

- عارفه يا كاميليا الحب دا درجات اول درجه فيه الاعجاب و آخر درجه فيه العشق
الإعجاب دا ميعتبرش حب عشان بيبقي بالعين و بس و بعدها لو اتكتبله عمر بيمر بمراحل كنير زي التعلق و اللهفه و التعود لحد ما يوصل لآخر مرحله إلى هيا العشق
قال الأخيرة و هو يديرها إليه لينظر داخل عيناها بقوة و هو يكمل.

- إلى بيعشق دا يا كاميليا بيبقي لا شايف و لا سامع و لا حاسس بأي حاجه غير بحبيبه. العشق دا بيجري في الدم كدا متعرفيش تتخلصي منه و لا تعيشي من غيره و أنا عشقتك، ?.

عشقتك لدرجه مخلياني مش عايز حياتي دي لو مش هتكوني فيها، اوعي تخافي و لو للحظه و انا موجود، لو حد فكر بس مجرد تفكير انه يأذيكي او يبعدنا عن بعض انا همحيه من علي وش الدنيا حتى لو كان هو مين، و لو حطوكي في كفه و العالم دا كله في كفه مش عايز غيرك...
- و لا انا عايزه غيرك.

- عايزك بس تحطي ايدك في ايدي و تنسي اي حاجه في الدنيا غيري، مش عايز حد يكسرني بيكي أبدا و انا هدوس علي كل حاجه في الدنيا ممكن تبعدني عنك يا عشقي الأول و الأخير
- بعشقك يا يوسف
- بعشقك يا قلب يوسف
- ممكن اقعد معاك هنا مش عايزه اشوف حد غيرك
- دا ممكن و ممكن و ممكن، تعالي
اخذها من يدها و أجلسها فوق المكتب بجواره و أخذ ينظر إلى عينيها بعشق فشعرت بالخجل منه و قالت
- هتفضل تبصلي كدا كتير و مش هتشتغل.

- يعني بذمتك حد يكون قدامه القمر دا و يبص علي حاجه تانيه
- بسيطه هقوم من قدامك عشان تعرف تشتغل
- عيزاني اعرف اشتغل.؟ قالها و عيناه تضئ بوميض الخبث
- اكيد
فقام بجذبها لتسقط فوق قدميه و تستلقي في أحضانه و قال بوقاحه
- خليكي في حضني كدا و انتي هتشوفي مني احلي شغل اردف كلامه بغمزة اربكتها
- انت قليل الأدب يا يوسف قالتها بخجل يكاد يغمرها من فعلته تلك
فقهقه بشده و قال.

- والله يا قلبي كان نفسي اوريكي قله الادب إلى علي حق بس للأسف مضطر استني اسبوعين لحد ميعاد الفرح
لكمته علي كتفه قائله و وجها يشتعل من الخجل
- لو مبطلتش هقوم و اسيبك
- آخرك هتمشي خطوتين و هترجعي تاني يا حبيبتي
- و دا ليه بقي
- حاجه من اللتنين يا قلبك هيرجعك بما يرضي الله. يا إما هقوم اجيبك انا من شعرك و ارجعك بما لا يرضي الله ها يا روحي تختاري إيه.

- لا انا اخليني هنا احسن بكرامتي
- انا بقول كدا بردو قالها بمرح
- يوسف انت ممكن تضربني بجد لو زعلتك
- إلى يضرب واحده ست دي يبقي غبي و مش راجل يا كامي.
بس في أنواع عقاب كتير ممكن يعاقبها بيها. ، و تقريبا يا قلبي الضرب دا اهون حاجه فيهم
- متخوفنيش منك يا يوسف
- ليه بس يا قلب يوسف
- عشان انت صعب مع الناس كلها و كلهم بيخافوا منك و بيعملولك الف حساب و اكيد دا مش من فراغ.

- انتي غير الناس كلها يا حبيبتي انا مقدرش أأذيكي أبدا حتى لو اضطريت اني اعاقبك في يوم تأكدي اني عمري ما هأذيكي بردو
حاوطت خصره بذراعيها وقد طمأنتها كلماته و بثتها الأمان الذي لا تشعر به مطلقا سوي و هي بين احضانه و قالت بحب
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك أبدا...
شدد من احتضانها و طبع شهده فوق معالم وجهها و قال بحنو
- و يخليكي ليا يا حبييتي ??.

بعد وقت قليل وجدها قد غفت بين أحضانه فابتسم بداخله علي هذا الملاك الجميل الذي هبط من السماء لينير حياته و يجعلها جنه...

باااك
تنهد يوسف بحزن و هو ينظر إلى تلك النائمه بسلام بين احضانه و يتمني لو ان الحياه توقفت عند تلك اللحظه عندما غفت بين احضانه ليته لم يتركها أبدا، لو يعلم أنها سيجدها غادرته عندما يعود لم يكن يتركها أبدا و لكن ما حدث قد حدث و هيا الآن بين احضانه حتى ولو لوقتت قصير فيكفيه ان تكون امام عينيه، سخر يوسف من حلمه الجميل الذي تبدل في لمح البصر و لأول مرة في حياته يخاف مما يخبأه له القدر...

بدأ النوم يداعب جفونه و سرعان ما استسلم له يسرق من الزمن لحظات ينعم فيها بجنه احضانها...

و ما حيله قلب قد اوقعه القدر في حيره بين الحنين لحلمه الجميل و السخريه من واقعه الأليم.

- غرام حبيبتي مالك فيكي ايه كان ذلك صوت كارما التي دخلت مندفعه نحو غرام المستلقيه علي سريرها و كل شئ مبعثر حولها
- كارما، قالتها غرام ببكاء و هيا متشبسه بحضن اختها تنشد السكينه و الراحه
- مالك يا قلبي حصلك ايه
ارتبكت غرام كثيرا ماذا تقول و كيف تستطيع ان تقص عليها تلك الكارثه التي وقعت فيها جراء غبائها و تهورها و ثقتها في ذلك الذئب و عندما لمحت مازن امام الباب اخفضت رأسها بحزن قائله
- عملت حادثة.

دخل مازن الذي تفاجئ كثيرا من حاله غرام فشعر بأن الأمر يتخطي بكثير الحادث فاقترب منها يربت علي ظهرها و قال بحنو فهو لطالما كان يحبها مثل اخته الصغيره فقد تربت ايضا علي يديه
- غرام، حصل ايه يا حبيبتي عرفيني و متخافيش انا جمبك مفيش حد و لا حاجه هتقدر تأذيكي أبدا و انا موجود.

- في ايه بيحصل هنا كان هذا صوت ادهم الذي تفاجئ من وجور مازن و كارما في الداخل و قد غضب عندما رأي مازن يربت علي ظهر غرامه
- أدهم انت ايه إلى جابك هنا قالتها كارما باندهاش ثم ما لبست ان نظرت لغرام بشك و اردفت
- هو حصل ايه يا غرام قالتها بنبرة حادة
- كارما كلميني انا و انا هفهمك
- بصفتك ايه هتفهمني قالتها كارما بغضب
- مانتي لو اديني نفسك فرصه تسكتي هتفهمي
- تمام اتفضل فهمني
- ممكن نتكلم برة.

- انا عملت حادثه و هو لحقني و جابني هنا المستشفي بسرعه تحدثت غرام التي ارتعبت مما قد يخبر كارما به فهي لا تثق به مطلقا.

فنظر إليها أدهم بحزن ليجدها ترتجف كورقه في مهب الريح فلعن نفسه للمرة المليون علي ما فعله بها فهي لا تثق به أبدا و لهاذا اختلقت تلك الكذبه خوفا مما قد يخبر اختها به و لكنها لا تعلم بأنه لن يقدر علي أذيتها أبدا.

- و هو عرف منين موضوع الحادثه دا قالت كارما بشك
تدخل مازن الذي تأكد انه حتما يوجد شئ بين غرام و أدهم و أن أدهم له علاقه بما حدث لها اكتشف ذلك من من نظرات غرام الحزينه له.

- خلاص يا كارما انتي مش شايفه حالتها عامله ازاي خلينا نشوف الدكتور و نطمن عليها الأول و بعدين ابقي اعرفي كل إلى انتي عايزاه بعدين.

جلست كارما بجانب اختها و احتضنها و قالت من بين دموعها
- طب قوليلي الحادثه دي حصلت ازاي
- كنت بعدي الطريق و عدي واحد خبطني بالعربيه و جري و بعدها اغمي عليا و صحيت لقيت نفسي هنا تقريبا هو جابني علي هنا. لم تستطع ان تذكر اسمه خوفا من ان تهتز نبرة صوتها عشقا و وجعا...
تحدثت غرام بحزن علي حالها و علي إضطرارها للكذب علي اختها و لكن ليس بيدها شئ
شهقت كارما بذعر و شددت من احتضانها قائله.

- يا قلبي سلامتك. و الحيوان دا ازاي يعني يخبطك و يجري كدا هو للدرجادي الناس معدش عندهم رحمه في قلوبهم.

- فعلا يا كارما الناس بقوا وحشين اوي و معدش عندهم رحمه في قلوبهم قالتها غرام ببكاء تقطع له نياط قلبه فهو يعلم بأنها تقصده بحديثها.

أنا لازم اشوف الدكتور و اطمن عليكي
- انا لسه كنت عند الدكتور و هو طمني عليها بس هيحتاج انها تبات هنا النهاردة عشان يطمن عليها اكتر تحدث أدهم.

- انا عايزة امشي من هنا يا كارما مش هقعد هنا و لا دقيقه واحده تحدثت غرام بغضب من حديثه.

- يالا يا كارما عشان اوصلكوا
تحدث مازن أخيرا بعد ما كان يراقب الموقف في صمت حتى تأكدت له شكوكه و لكنه أقسم بداخله ان يعاقب أدهم أشد العقاب ان الحق السوء بغرام تحدث مازن و اقترب من غرام يساعدها مع كارما علي النهوض و لكن ما أوشك علي الإمساك بيدها حتى فاجئته يد أدهم الذي كان ينظر إليه بغضب جحيم و قال من بين أسنانه.

- أنت رايح فين
فابتسم مازن بداخله و علم ان صديقه قد عشق و بشده و لكنه أراد أن يضايقه قليلا فقال بهدوء.

- هشيلها عشان اكيد مش هتقدر تمشي
- فكر بس تلمسها و وقتها هنسي انك اخويا الكبير و هنسي اي حاجه بتربطني بيك قالها بجانب اذنه بصوت كالفحيح.

- و ماله يا روميو قالها مازن بابتسامه هادئه و تراجع عندما وجده يقول
- انا هوصل غرام لحد البيت عشان عايز اتكلم معاها في موضوع
تحدث معا غرام و كارما التان كانا يشاهدان ما يحدث بزهول تام
- لا طبعا
- غرام لو سمحتي عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم قالها ادهم بغضب مكتوم من عنادها
- و انا تعبانه و مش عايزة اتكلم مع حد قالتها دون ان تنظر إليه خوفا من ان تقع في فخ عيناه مجددا.

- تمام اوي مازن لو سمحت وصل كارما و انا هوصل غرام قالها بغضب و اقترب منها و قام بوضع يديه تحت ركبتها و الآخري خلف ظهرها و حملها و خرج من الغرفه في وسط زهول تام من كارما و مازن و حتى غرام التي لم تفق الا عندما سمعت بابا السيارة يغلق بعنف حتى التفتت له قائله بصراخ.

- أنت إنسان مش طبيعي انت اكيد مجنون ايه إلى انت عملته دا
- ماهو انتي لو مكنتيش عاندتي مكنتش عملت كدا
قالها بغضب جحيمي لم تكترث كثيرا له فردت بغضب مماثل
- هو بالعافيه مش طايقه اتكلم معاك
- بس انا عايز اتكلم معاكي
- تصدق ان انت بجح تقتل القتيل و تمشي في جنازته عايز مني إيه تاني مش كفايه إلى عملته فيا.

- معملتش قالها بصراخ يصم الآذان
- معملتش. مقدرتش أأذيكي أبدا قالها بضعف
كانت جامده بلا حراك فلم يستطع عقلها ان يستوعب كلامه فاقترب هو منها ما ان لاحظ حاله الجمود التي اعترتها مستندا جبهته علي خاصتها ممسكا بيدها و قال بحزن.

- مقدرتش. والله ما قدرت المسك او أأذيكي. انا كنت بس عايز اعملك قرصه ودن عشان تبطلي إلى انتي بتعمليه دا و تحافظي علي نفسك اكتر من كدا.

ماذا ماذا. ماذا هل حقا لم يفعل بها شئ.؟ هل تركها تعاني كل تلك الآلام و تتجرع كل ذلك الخزلان و تشعر بهذا الخزي ليعاقبها علي هذا الهراء الذي خيله له عقله المريض،؟
لم تشعر سوي و هيا تنهار عليه باللكمات و تسبه بكل انواع السباب الذي تعرفه فلم يفكر بمقاومتها حتى و تركها تفرغ كل شحنات غضبها منه حتى هدأت أخيرا و قالت من بين دموعها.

- أنت أحقر إنسان شفته في حياتي انا عمري ما هسامحك حتى لو بتموت
قالت جملتها التي استقرت بمنتصف قلبه و لكنها فاجأته بفتحها باب السيارة و هروبها إلى حضن كارما التي كانت تقف مزهوله من الحاله التي فيها شقيقتها.

علي الفور هرول خارج السيارة و توجه إليها يود لو يصرخ بها أمام الجميع بأنه يعشقها و لكنه تفاجئ بلطمه باغتته و ألقت به أرضا في وسط زهول تام منهم جميعا .

- عمي ممكن اتكلم مع حضرتك شويه قالتها صفيه بعد ما طرقت باب الغرفه علي رحيم الذي سمح لها بالدخول
- طبعا يا صفيه اتفضلي. في حاجه و لا ايه
- لا أبدا مفيش حاجه لو هتنام أأجلها لوقت تاني
- يا ستي مش هنام و لا حاجه بس استغربت عشان الوقت اتأخر و دي مش عوايدك تكوني صاحيه لحد دلوقتي
- اصل حصلت حاجه كدا و كنت حابه اقولك عليها، حضرتك عارف اني متعودتش اخبي عنك حاجه.

- حاجه ايه دي إلى متستناش لحد الصبح
اخذت صفيه تقص عليه ما حدث بدأً من إخبار نيفين لها بخروج روفان لمقابله على و حتى تلك المكالمه التي أتتها من يوسف.

فلااش بااك
- يوسف.! حبيبي يا ابني انت فين طمني عليك بقالي اسبوع هتجنن معرفش عنك اي حاجه
- يا أمي اهدي انا كويس اديني فرصه اتكلم
- كاميليا معاك يا يوسف صح اوعي تأذيها يا ابني ورحمه ابوك الغالي
- مين قالك ان كاميليا معايا
تلعثمت صفيه و احتارت ماذا تخبره و لكنها فضلت ان تخبره الحقيقه فالصدق دائما منجي.

- ابن خالت كاميليا جه عندنا القصر و سأل عليها و قالنا انك. يعني
- يعني ايه يا امي قولي متجننيش قالها بغضب
- انك خطفتها و اتخانق مع جدك
- شكل الهانم مقالتش لابن خالتها انها مراتي و لا ايه قالها بسخريه مريره
- لا يا ابني هو عارف والله بس اصل خالتها يا عيني تعبت و دخلت المستشفي لما عرفت انها اتخطفت و وصته انه يدور علي بنت خالته.

- ماشي يا ماما انا هتصرف، المهم بكرة نيجي انتوا و روفان عشان تشوفوا كاميليا هيا في مستشفي (، ).

- كاميليا مالها يا يوسف مستشفي ايه قالتها صفيه بفزع
- اطمني كاميليا كويسه شويه هبوط بس عشان مكنتش بتاكل حلو
- يوسف انت مبتكذبش عليا صح
- و انا من امتا كذبت عليكي يا صفيه
- ربناي يريح قلبك يا ابني، طب مش ممكن نيجي نشوف كاميليا دلوقتي دي وحشاني اوي.

- الوقت اتأخر يا امي خليكوا بكرة
- ما احنا كدا كدا بره قالتها صفيه بلهفه
- و انتوا بتعملوا ايه بره في الوقت دا انتتي و روفان يا ماما قالها يوسف بحده
تلعثمت صفيه و فضلت تأجيل الحديث لحين الإطمئنان علي كاميليا و حتى لا تزيد غضيه من على الذي شعرت به من نبرة صوته فقالت كاذبه.

- كنا بنشتري شويه حاجات يا حبيبي و بعدين قولنا نقعد في اي كافيه نرتاح شويه و نشرب حاجه و بعدين نروح.

شعر يوسف باهتزاز نبره صوتها و لكنه فضل الصمت علي اي يعرف ما اربكها في وقت لاحق
- ماشي يا ماما هستناكوا بكرة تيجوا تشوفوا كاميليا و بعدها نتكلم براحتنا سلام دلوقتي.

باااااك
- و دا إلى حصل يا عمي و انا بصراحه متعودتش اخبي علي حضرتك حاجه و كمان مققدرتش استني لحد بكرة الصبح
- عارفه يا صفيه انتي فيكي حاجات كتير اوي حلوة بس احلي حاجه فيكي انك نقيه متعرفيش اللوع و لا الخداع واضحه اوي يعني بالرغم من انك عارفه انك ممكن اعاقب روفان عالي عملته بس انتي اختارتي انك تكوني صادقه معايا و تعرفيني بيحصل ايه من ورا ضهري.

- يا عمي انا شاكرة لذوقك و شهادتك دي اعتز بيها بس روفان لسه صغيره و خافت علي اخوها مكنتش تقصد تكذب علينا او تخبي
- فاهم يا صفيه و عارف كلامك دا من قبل ما تقوليه و عارف إلى حصل دا من قبل ما تيجي تحكي
صُدمت صفيه مما تفوه به و برقت عيناها و قالت بزهول
- تقصد ان حضرتك كنت عارف ان روفان قابلت على
- تقصدي بتقابل على انا عارف من و هيا هناك معاه
-و طبعا اكيد سميرة إلى قالت لحضرتك.

- مش مهم مين قالي يا صفيه المهم إلى حصل و الواد إلى اتجرأ دا و فكر يهدد روفان عشان تقابله لازم يتعاقب.

- يا عمي صدقني الولد دا كويس جدا و محترم هو بس قلقان علي بنت خالته كمان والدته دخلت المستشفي من الزعل
- انني غريبه يا صفيه بتدافعي عنه بعد ما هدد انه يموت ابنك قالها بزهول
- عشان عارفه هو عمل كدا ليه و له مبرره
- انتي كمان بتبرريله يا صفيه
- مش ببرلله يا عمي بس هو عاارف هو داخل بيت مين و كان لازم يبين انه مش خايف مننا و قال كدا عشان يوسف ميفكرش يأذي كاميليا.

- دا اقنعك بقي
- مأقنعنيش و لا حاجه بس انا مش صغيره و اقدر افهم الناس كويس و كمان انا عارفه تربيه فاطمه هتبقي عامله ازاي.

- قصدك اصله يا صفيه هو إلى هيمنعه يعمل حاجه وحشه فاطمه دي زيها زي اختها قالها باحتقار
- فعلا فاطمه زيها زي زهرة الله يرحمها و الاتنين احسن من بعض حتى لو حضرتك رفضت تصدق دا
- تحبي افكرك بالعذاب إلى اتسببولك فيه
-مش هما يا عمي، و حتى الشخص إلى حضرتك تقصده مكنش يقصد يعذبني ابدا
- بس كان يقصد يعذب ابنى.

- ارجوك يا عمي بلاش نفتح فالي راح كل واحد بياخد نصيبه و الماضي راح و اندفن، انا كنت عايزه اعرف حضرتك ناوي تعمل إلى مع على
- إلى مانعني عنه ان هاشم كان بيعمل عمليه كبيرة في قلبه و مش هيستحمل اي حاجه دلوقتي تتعبه خصوصا انه عمل المستحيل عشان يخليهم يروحوا يعيشوا معاه من بعد موت سالم الله يرحمه.

- لا تقصد شرط عليهم انه مش عايز امهم في حياته عايزهم بس من غيرها
- حقه بعد ما اتسببت ببعد ابنه عنه و مات زعلان منه
- قصد حضرتك ابنه هو إلى بعد عنه لما لقاه واقف قدام سعادته معاها
- عرفت تضحك عليه و توقعه في حبها و تاخده من اهله و كل دا عشان فلوسه و فلوس عيلته.

- و لما انقذت حياه عمرو حفيده بردو و رضعته مع بنتها و اهتمت بيه بعد ما الدكاترة كلها قالوا هيموت خدته في حضتنها و حافظت عليه لحد ما وفاء خرجت من المستشفي بالرغم من كره وفاء الفظيع ليها
- عشان كان المفروض سالم بيحبها و هيتجوزها
- سالم عمره ما كان هيتجوز وفاء ابدا حتى من قبل ما يقابل فاطمه و حضرتك فاهم انا بتكلم عن ايه
- و هاشم عمل كل إلى عليه معاها كفايه اوي انه مرديش يقول لعلي ان...

قاطع حديثهم صوت طرقات علي الباب ووووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة