قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والستون

نزل رائد من طيارته الخاصه حاملا بين يديه تلك التي كانت نائمه في عالم آخر لا تدري شئ عن عذاب ذلك القلب الذي تضع فوقه رأسها بأمان هو آخر من يشعر به و لكن يجب عليه ارتداء ثوب القوة خاصتا بعد أن انقلبت جميع خططه رأسا علي عقب و تبدلت الأدوار من منتصر الي مهزوم و هذا أقصي ما قد يمر عليه خاصتا في ذلك الوقت الذي ظن به بأنه ولأول مرة سيتذوق طعم الإنتصار بحياته التعيسة التي لم يجد بها سوي الشقاء..

كان هذا لسان حاله عندما وضعها بالفيلا الخاصه به و قام بتغيير ملابسه متجها الي اسوء مكان علي وجه الأرض من وجهه نظرة و ما أن وصل حتي توجه مباشرة الي مكتب عمه الذي كان ينظر إليه بكرة لم يحاول أن يداريه تلك المرة بل أعلنه بوضوح خاصتا عندما حادثه رائد محاولا أن لا يظهر احتياجه له.

فايز مالوش آثر انا قلبت الدنيا عليه و ملقتهوش و الي عرفته أنه سافر من المانيا علي تركيا و بعد كدا خط سيره غير معروف، عندك اي معلومات
نظر إليه راغب بغضب شديد ممزوج بإحتقار وقال بإستهجان
غرورك و غبائك مانعينك تقولي انك محتاجلي صح.
زفر رائد بحده قبل أن يقول من بين اسنانه
انا سألتك سؤال عندك إجابته جاوب معندكش يبقي مالوش لازمه كلام كتير..
انتفض راغب من مكانه قائلا بغضب.

لا له لازمه، لما ابقي بقالي سنين بخطط و ارسم و اجهز فيك عشان تاخد تار ابوك الي هو اخويا و تيجي بعد كل دا تهدلي الي بنيته في لحظه بسبب غبائك و شويه مبادئ هايفه يبقي مش هسكت..
رائد بحده
يعني هتعمل ايه يعني
راغب بصراخ
همحيك من علي وش الدنيا!
نظر إليه رائد بإندهاش من حديثه المتناقض مع كل تلك الترهات الذي يلقيها علي مسامعه طوال حياته و قال بإستنكار.

هتمحيني من علي وش الدنيا عشان معرفتش اخد طار اخوك الي هو ابويا و الي المفروض ساسيبني في امانتك زي ما قولتلي
تراجع راغب و قد أدرك بأنه تمادي كثيرا في تعنيفه و قد أوشك رائد علي كشفه لذا قال بصوت أقل حده
لما الاقيك هتضيعنا كلنا بعمايلك دي يبقي لازم اقفلك و افوقك و اعرفك غلطك..
رائد يتهكم
هو فين غلطي من وجهه نظرك!
راغب بحنق
كل تصرفاتك غلط، من اول حته البت الشمال الي سلمتها رقبتك و قال ايه جندتها تساعدك..

جن جنونه عند سماعه ذلك الحديث الذي يمسها بسوء فاقترب منه قائلا بغضب و عيناه تقدحان شررا
خلي بالك من كلامك عشان كلمه واحده عنها و أنا الي هنسي انك عمي..
راغب يتهكم
نفس غلطة ابوك الي فضل امك عليا لما حبيت اكشفله حقيقتها، بس انا بقي هلحقك قبل ما تضيع نفسك زيه..

اختتم جملته و تحرك تجاه المكتب أمام أعين رائد الي كانت تشتعلان غضبا و قام بإخراج ظرف و قام برميه بوجهه ليلتقطه رائد و يقوم بفتحه لتجحظ عيناه من شدة الصدمه و هو يري هند بين يدي مازن الذي كان يحملها و هيا متعلقه بعنقه، و آخري لها تقف مع يوسف بمنزل غريب، كان يشاهد تلك الصور و عيناه تكاد تخرج من محجريها من فرط الصدمه و الزهول الذي تحول لغضب جحيمي خاصتا عندما سمع كلمات راغب المسمومه و هو يقول بشر.

الهانم كانت مسلماك ليوسف من اول يوم، و كل الورق الي كانت بتديهولك عن المناقصات هو الي كان بيديهولها و الشركه الي كنت مشارك فايز فيها كان هو الي ممول فايز يعني شركه الحسيني كانت بتخسر مناقصات لصالح شركه يوسف بيه الي كان بيديرها فايز و الي انت كنت مخلي كل حاجه باسمه عشان يوسف ميكشفكش يعني كل حاجه باسم يوسف الحسيني، خد منك كل حاجه فلوسك و حبيبتك الي وهمتك أنها هربت بس في الحقيقه أنها اختفت بعد ما أدت مهمتها و كان البيه بيروح يروش عندها هو و أصحابه زي ما شفت في الصور، مستني ايه تاني عشان تاخد تارك و تار ابوك، حبيبته الي حافظت عليها في نفس الوقت الي هو كان بيعاشر حبيبتك فيه، مستني ايه تاني عشان تفوق من اوهامك و مبادئك الي هتضيعك زي ما ضيعت ابوك..

صرخه غاضبه خرجت من جوف ذلك الذي كان يقود السيارة بجنون قاصدا منزل غريمه فقد خرجت كل الامور عن السيطرة و لم يعد يري سوي ثأره الذي سينتهي عند موت يوسف الحسيني و ليحدث ما يحدث حتي و أن مات هو الآخر فسيكون أكثر من مرحب بذالك الشئ فاي حياة يمكن أن يحياها وسط هذا المستنقع الملئ بالخيانه والغدر فهاهي والدته اتضح أنها خائنه تسببت في مقتل والده و تلك التي كان يظن بأنها أثمن اشياءه و انقي شئ في حياته البائسة اتضح بأنها خائنه مثل والدته لذا فليأخذ ثأره منهم جميعا و لتحترق تلك الحياة التي لم ترحمه ابدا..

بعد خروج رائد العاصف من القلعه قام راغب باستدعاء فاتح قائلا بخبث
جهزلي جنازة تليق برائد محمود نصار..

دخل يوسف من باب القصر حاملا كاميليا بين أحضانه فبعد أن اخضر طبيب الشركه للإطمئنان عليها أخبره بأنها بحاجه للراحه بعد ذلك الموقف العصيب الذي تعرضت له لذا جاء بها الي البيت لتقابله صفيه و روفان التان هاتفهم مراد واخبرهم بما حدث لينتظرا وصول كاميليا علي احر من الجمر و ما أن وصل يوسف حتي طمأنهم سريعا و قام بالصعود الي غرفتها بعد أن طلب من والدته إحضار بعض الطعام لها.

وضعها يوسف برفق علي السرير و أخذ ينظر إلي ملامح وجهها و هو للآن غير مصدق بأنه استطاع إنقاذها بالرغم من تلك المجازفه التي خاضها إلا أن العنايه الالهيه رأفت بحاله و تم الأمر دون أي خسائر.
اقترب منها و قام بوضع قبله حانيه فوق جبهتها و نهض حتي يتركها ترتاح الا ان يدها امتدت تمسك بكفه تمنعه من تركها قائله بوهن
يوسف..

كان يوسف يعطيها ظهره و يدها مازالت ممسكه بيده ليغمض عيناه بتعب و يأخذ نفسا كبيرا قبل أن يلتفت إليها قائلا بهدوء
نعم يا كاميليا..
كاميليا بنبرة بها الكثير من التوسل
رايح فين و سايبني
أبدا كنت هخرج و اسيبك ترتاحي شويه زي ما الدكتور قال، الي مريتي بيه النهاردة مكنش سهل أبدا..
تحركت كاميليا من مكانها و وقفت في موازاته قائله بحزن
تقصد حادثه الأسانسير و لا الي حصل قبلها..

فهم يوسف ما ترمي إليه فحاول المراوغه قائلا
اليوم كله كان صعب يا كاميليا، و حادثه الأسانسير دي مكنتش سهله لولا ستر ربنا كان زمانك
لم يستطع تكمله جملته و لا أن ينطقها أبدا لتقول هيا بألم
كان زماني مُت صح، علي فكرة يا يوسف انك تقولي هتجوزك شويه و اطلقك دي زيها زي حادثه الأسانسير بالظبط الاتنين ميفرقوش عن بعض كتير اللتنين نتيجتهم واحده الموت! ماهو انا من غيرك مش هقدر اعيش..
زفر يوسف بتعب و قال بيأس.

كاميليا اجلي الكلام دلوقتي، انتي لسه تعبانه و أنا..
قاطعته بألم يقطر من بين كلماتها
انا مش هرتاح لو أجلت الكلام يا يوسف، عمري ما هرتاح و انا و انت كدا..
لم يجبها بل كان يشعر بالإختناق من كل شئ لم يكن استطاع تجاوز ما حدث معها و لازالت فكرة فقدانها ترعبه لذا كان يود إنهاء الحديث حتي لا يفعل شئ قد يزيد الأمور سوء أو يصعب الأمور أكثر لتأتيه كلماتها المعذبه.

لما قولتلي و أنا في الأسانسير انك مسامحني كان من قلبك و لا عشان كنت حاسس اني خلاص همو.
لم يستطع تحمل كلمتها أبدا لذا قاطعها إذ امتدت ذراعيه تمسكان بكتفيها و هو يهزها قائلا بنبرة معذبه
متنطقيهاش تاني يا كاميليا، متجبيش سيرة الموت تاني، مش هقبل أن حاجه تاخدك مني أبدا..

ارتمت بين ذراعيه ما أن رأت ذلك العذاب المرتسم بعيناه و الذي يقطر من بين كلماته فاختارت تلك المرة أن تطمأنه بافعالها لا بكلمات لا تصف عمق شعورها نحوه فاشتدت ذراعها حول خصره ليبادلها هو هو العناق بأقوي منه و ظلوا علي تلك الحالة مدة لا بأس بها الي أن كان هو اول اول المنسحبين و قام بالنظر داخل عيناها و قال بلوعه.

كنت فاكر أن جرحك ليا دا اصعب حاجه ممكن أمر بيها لحد لما جربت احساس انك ممكن تضيعي مني وقتها كان الألم لا يحتمل حسيت ان روحي بتروح مني، مقدرتش اتحمل مجرد الإحساس بس..
تساقطت عبراتها تأثرا بذلك العشق الذي يظهر جليا بعيناه و قالت بصدق
انا روحي متعلقه بروحك يا يوسف، متقدرش تعيش من غيرك و لا تقدر تسيبك اصلا، عارفه اني غلطت في حق قلبك اوي و جيت عليه بس والله ما بإرادتي أبدا..

يوسف بنبرة تحمل من الحب بقدر ما تحمل من العتب
قلبي دا ملكك يا كاميليا داويه زي ما جرحتيه..
شعرت بمدي عذابه ولوعته أمام قلبه و كبرياؤه الذي في كل مرة يتنازل أمام عشقه لذا قالت بهدوء
طب ممكن اطلب منك طلب
هز برأسه بدون أن يتفوه بحرف واحد لتمسك هيا بيده تسحبه نحو الاريكه و هيا تقول بحب.

هنقعد هنا دلوقتي و كل واحد في قلبه حاجه للتاني يقولها مش هنخبي حاجه أبدا، عايزة نبدا من اول و جديد و نعتبر السنه الي فاتت دي كابوس و عايزين نفوق منه بقي..
نظر يوسف إلي عيناها التي يرتسم بها الحب و التوسل و الامل و يديها الممسكه بيده بتشبس و يشاطرهم قلبه الذي كان يتوسل إليه للبدأ معها من جديد فقد سأم العذاب و الألم لذا قال بخفوت
عايزة تقولي ايه يا كاميليا..
كاميليا بلهفه.

عايزة اقول كل الي في قلبي، عايزة اقولك انا قد ايه كنت بتعذب و أنا بمشي كل خطوة بعيدة عنك عايزة اقولك انا كل يوم كنت بحس بأيه ز انا بدور عليك و مش لقياك. كل يوم كنت بنام فيه من كتر العياط و الحزن و أنا بدعي اني مقومش تاني يوم عشان مش هشوفك، كل حاجه كانت صعبه اوي من غيرك بس كنت بقاوم عشان محطكش في حيرة بين قلبك و عقلك، عشان محدش يعايرك بيا في يوم، ( كاد أن يقاطعها فامتدت اصبعها تضعها فوق شفتيه و هيا تقول بلهفه ) سيبني اكمل ارجوك انا عارفه انك سامحتني، بس انت كمان لازم تعرف أنه مكنش سهل و انك مش اول حاجه انا بضحي بيها، بالعكس أنا متمنتش غيرك اصلا، فاكر يوم المستشفي. لما قولتلك انت سبب عذابي في الدنيا، انا مكنتش بكذب علي فكرة. انا فعلا كنت بتعذب كل لحظه و أنا بتخيل اني ممكن اخسرك كنت بتعذب كل ما افكر ابعدك عني ازاي عشان مهينكش، انا كنت بعذبك ببعدي عشان احميك من عذاب اكبر و أنا جمبك، انا مش ضعيفه والله زي ما هما شايفني لو انا ضعيفه فعلا كان زماني موت نفسي في نفس اللحظه الي اتقالي فيها اني بنت حرام، كنت موت نفسي لما انت عايرتني و قولتلي هستني ايه من بنت زهرة، وقتها اتحقق اسوء كوابيسي، و كانت اول حاجه طلبتها منك هيا الطلاق، الي عارفه أنه لو حصل يبقي انا فعلا مت، بالرغم أن قلبي كان زعلان منك اوي إلا أنه سامحك حتي غصب عني، يوم ما رجعتني هنا كنت مرعوبه برتعش حاسه اني رايحه للموت برجليا، و لا ليله نمت فيها مطمنه غير الليله الي نمتها في حضنك، و بعدها حصل الي حصل عارفه انك عملت المستحيل عشان تجبلي حقي.

بس عايزة أسألك سؤال واحد، انا اتخليت عنك كتير زي مانتا قولتلي، بس في كل مرة بتخلي عنك بإرادتي في كل مرة بختار اني ابعد عنك بمزاجي.

كان يتابع حديثها و قلبه ينفطر ألما علي كل هذا العذاب التي مرت به منذ ذلك اليوم المشؤوم لهروبها، كان يشعر بألمها و كأنه هو من عاشه و ليس هيا الي أن آتي سؤالها ليجعله يقف لثوان لا يستطيع الإجابه فهيا محقه و لكن نهره عقله الذي كان له رأيا آخر بأنه لولا ضعفها و جبنها لكانت أخبرته بكل شئ و عندها لكان فعل المستحيل حتي لا تصل الأمور بينهم الي ذلك الحال.
و كأنها شعرت بما يدور داخل عقله فقالت بألم.

انا مش ضعيفه علي فكرة و لا جبانه انا بس مقدرتش اكون انانيه معاك، اني اخاف عليك و اختار اني اتعذب و اموت بعيد عنك و لا اني أأذيك دا أبدا مش ضعف و لا جبن..
يوسف بألم
بس خوفك عليا دا اكتر حاجه اذتني يا كاميليا..
كاميليا بيأس.

و أذتني انا كمان علي فكرة، بس انت لو مكاني كنت هتعمل كدا، لو حسيت ان وجودك في حياتي بيأذيني كنت هتبعد عني، انا مش ببررلك حاجه انا عملتها، ماشي انا غلطت و اعتذرت و عندي استعداد اعتذر بدل المرة مليون..
قاطعها إذ امسك بمرفقيها ناظرا الي عينيها بقوة و هو يقول بقهر.

انا مش عايز اعتذارات يا كاميليا، انا عايزك تبقي انا، تبقي حاسه بالي انا حاسه من غير ما اتكلم، تبقي عارفه الي بفكر فيه من غير ما أقوله، تبقي مصدر قوتي متبقيش نقطه ضعفي، عايز احس بالأمان معاكي عايز اديلك ضهري. و انا مطمن، هتستغربي كلامي اوي بس فعلا دي اكتر حاجه انا محتاجها منك، الامان، مبقاش نايم خايف لا أقوم ملقاكيش
كاميليا بلهفه.

مش هيحصل أبدا، و انا والله مش عايزة غير كدا، نفسي عنيك ترجع تصفالي زي الاول يا يوسف..

لم يجبها بل عانقها بكل ما يحمل بداخله من عشق خالص يخصها وحدها و كانت هيا تبادله العناق بأقوى منه و قد شعرت أخيرا بأنها بين ذراعيه دون أي عوائق و لكن مهلا فهناك عائق وحيد أمامها و هو الأصعب علي الإطلاق و لكنها لم تجد مفر من إخباره فلن تخطئ أبدا تلك المرة فلتخبره و لتحاول بكل ما تمتلك من قوة أن تحميه لذا انسلت من بين أحضانه تناظره بنظرات اشعرته بأن هناك شئ لذا قال بإستفهام
في ايه..
كاميليا بخفوت.

عايزة احضنك من غير ما يكون في ينا اي حاجه ممن توجعنا أو تبعدنا تاني.
يوسف بترقب و قد شعر بأن هناك خطب ما جعل دقات قلبه تعلو بخوف
و ايه ممكن يوجعنا تاني يا كاميليا أو يبعدنا
كاميليا بإستفهام
انت سامحتني صح يعني اقصد قلبك صفيلي و مبقاش زعلان مني
يوسف بحنان و هو يعبث بخصلات شعرها
ما قولتلك قلبي دا ملكك انتي الي هتقدري تداويه زي ما جرحتيه، يعني الكورة في ملعبك..
كاميليا بخفوت.

قلبك دا اغلي حاجه عندي في الدنيا، و أنا مش مستعدة اني اخسره تاني ابدا.
شعر يوسف بأن هناك شئ ما خلف حديثها شئ يظهر بوضوح في عيناها لذا اقترب منها قائلا بحنان
كاميليا عنيكي بتقول أن في حاجه انتي مخبياها و خايفه تقوليها. لو فعلا صح قوليلي متخليناش نرجع لنفس دايرة العذاب دي من تاني..
نظرت إليه طويلا تحاول حسم صراعها الداخلي و اخيرا قالت بتصميم.

لا يا يوسف مش هنرجع تاني للدايرة دي بس قبل ما اقولك عايزة اطلب منك طلب و ارجوك متناقشنيش فيه تنفذه علي طول وحياتي عندك..
شعر يوسف بأن الأمر خطير لذا طاوعها و اماء برأسه لتنهض من جانبه و تقوم بإخراج شئ ما من الخزانه و الذي تفاجئ بأنه مصحف كبير و قامت بإمساك كفه قائله بتوسل
حط ايدك علي كتاب ربنا و احلف انك مش ممكن تعمل اي تصرف تأذي بيه نفسك أبدا.

كان أدهم و مازن قد وصلا الي القصر و توجها علي الفور الي الداخل ليتفاجئ كليهما بوجود كلا من غرام و كارما و فاطمه فبعد معرفتهم بما حدث لكاميليا من روفان هرولوا الي القصر للإطمئنان عليها و لكن صفيه أخبرتهم بأن يوسف معها في الاعلي و منع قدوم اي احد فقالت فاطمه بأمل
يارب يا صفيه يتصالحوا بقي..

امنت صفيه علي دعائها و كذلك كلا من روفان و كارما و غرام التي ما أن شاهدته يقف علي باب القصر يطالعها بفرحه كبيرة لوجودها أمامه حتي نظرت إلي الجهه الإخري حتي عندما تقدم هو و مازن و قاموا بإلقاء التحيه لم تجيبه و كذلك فعلت كارما بالمثل مع مازن و نظرت فاطمه و صفيه الي بعضهم البعض نظرات صامته فقالت الأخيرة
تعالي معايا يا فاطمه أما اوريكي الجنينه الي ورا و الورد الجميل الي طلع فيها..

طاوعتها فاطمه و توجها للخارج و عند مرورهم بمازن و أدهم قامت صفيه بقرص أدهم في ذراعه قائله بخفوت و بنبرة ذات مغزي
اديني فضتلك الجو اتلحلح و اعمل اي حاجه صالح بيها البت بدل مانتا مش فالح غير في الخطط الفاشله يا فاشل..
تألم أدهم من لدغتها كثيرا و من جملتها أكثر فقال بألم
اه ايه يا ماما، انتي هتسيحيلي و لا ايه
لم تجبه صفيه انما نظرت إليه بغضب و خرجت مع فاطمه فنظر إليه مازن قائلا بذعر.

ولا هيا تقصد ايه بالخطط الفاشله دي تكونش عرفت بالمصيبه الي عملناها..
نفس أدهم الحديث قائلا
يا عم لا دي لو عرفت كان زمانهم بيصلوا علينا العصر سيبك منها خلينا في البت الي اسمها روفان الي قاعدة زي اللازقه دي هنطرقها ازاي
مازن بتفكير
مش عارف استني كدا أما نحاول نبعتها تجيب اي حاجه..
اقترب مازن و جلس علي الكرسي المقابل لكارما التي لم تنظر إليه من الأساس و قال ناظرا الي روفان.

روفي خالتو صفيه بتنادي عليكي بره عيزاكي..
رفعت روفان نظرها من الهاتف و قالت بسماجه
انا مسمعتش حد بينادي و بعدين ماما معاها موبايلها لو عيزاني هترنلي..
نظر مازن الي أدهم بغيظ و قال
و بعدين في ام لسانين دي..
استني انت، روفي، بقولك ما تقومي تعملي دور عصير او شاي او اي حاجه عشان الضيوف يعني..
روفان بملل
ماهم لسه شاربين يا أدهم و بعدين غرام و كارما مش ضيوف لو عايزين حاجه هيطلبوا صح يا كوكي.

اجابتها كارما بتملق
صح يا روفي..
و قامت بإرسال قبله في الهواء جعلت مازن يقول بإندفاع و حقد
يا بختك يا اوزعه الكلب انتي..
روفان بغيظ
بتقول حاجه يا ميزو..
مازن بغضب
لا ياختي مبقولش..
زفر أدهم حانقا ثم أتته فكرة خطيرة فقال بحدة.

روفان انا مكنتش عايز اقولك بس انتي اختي و لازم انبهك، امك خدت طنط فاطمه و راحوا يقعدوا بعيد عننا عشان يتفقوا علي الجهاز مين هيجيب الستاير مين هيجيب المراتب مين هيجيب طقم الصيني و الحاجات دي..
فلازم تكوني موجودة احسن ياكلونا و انتي عارفه امك خلقها ضيق و ممكن تبوظ الجوازة انا قولت افطمك عشان تلحقي نفسك..
عند حديثه هذا هبت روفان من مقعدها و قالت بلهفه.

دا بجد، لا معلش بقي يا كوكي معلش يا ميمو انا لازم اروح الحقهم احسن الجوازة تبوظ فعلا عن اذنكوا..
اختتمت جملتها و هرولت للخارج تاركه كلا من غرام و كارما ينظران في إثرها بزهول تحول الي غضب و أدهم و مازن الذان كانا ينظرا إليهما بإنتصار ثم تحرك مازن من مكانه متوجها إلي كارما و جلس علي الكرسي بجانبها قائلا بخفوت
كارمتي..
لم تجبه كارما ليقول بنبرة بصوت هادئ لم يسمعه غيرها
مش هتحني عليا بقي، والله وحشتنيي..

كارما بغضب و بنبرة عاليه
لا مش هحن عليك و لا هكلمك و اتفضل قوم شوف رايح فين..
كان أدهم يجلس بجانب غرام محاولا أن يراضيها كالعادة و لكن كلمات كارما اوقفته و جعلته يقول بإستنكار
مش هحن عليك معناه ايه الكلام دا
نظرت إليه كارما شذرا و تجاهلت يد مازن الممسكه بيدها تضغط عليها بقوة و قالت بحدة
يعني الي سمعته، و لو عمل المستحيل مش هرجعله اصلا..
أدهم بصياح
نعم! يعني انتي الي مش راضيه تصالحيه..
كارما بتكبر
طبعا.

أدهم بإستفهام و هو ينظر بوعيد الي مازن الذي وضع يديه فوق عينه يحاول إخفاء حرجه من أدهم الذي قال
يعني انتي مرحتيش اتأسفتيله و اترجتيه يسامحك.
كارما بإستنكار
هيا مين دي الي اتأسفتله و اترجته يسامحها، مين الي قالك الكلام دا
أدهم بحنق
البيه هو الي قالي كدا..
مازن بغضب من انفضاح امره أمام صديقه
انا يا حيوان انت قولتلك أنها اترجتني انا قولتلك صالحتني بس..
أدهم بتوبيخ.

يالا يا نصاب دانتا قولتلي اتأسفتلي و اترجتني اني اسامحها و أنا من طيبه قلبي سامحتها و قال و أنا الأهبل كنت عايزك تعلمني ازاي اثبت البنات..
هنا تدخلت غرام في الحديث قائله بإستنكار
نعم عايزه يديلك دروس تثبت البنات ليه هو انت ناوي تنحرف و لا حاجه
أدهم بتلعثم
لا طبعا، قصدي يعلمني ازاي اثبتك، قصدي امرهمك، يووه قصدي اخليكي تسامحيني..
كارما بسخريه
و ملقتش الا مازن يديك دروس.!
مازن بانفعال.

و ماله مازن يا ست كارما مش عاجبك
كارما بغضب
عاجبني و نص مانتا دكتوراة في المواضيع دي..
لم يتثني لمازن الفرصه للرد حتي تفاجئوا جميعا بالخروج العاصف ليوسف الذي صرخ باعلي صوته الذي هز أرجاء القصر و هو يقول بغضب
أدهم، جهز الرجاله لازم اخلص عالكلب دي بإيدي.
نظر أدهم الي مازن بذعر و قد أيقن من أن كاميليا أخبرته بالحقيقه ليتفاجئ بها تخرج خلفه مهروله و هيا تقول بتوسل من وسط بكائها.

يوسف ارجوك انت وعدتني و حلفت علي كتاب ربنا انك مش هتعمل حاجه تأذي بيها نفسك..
لأول مرة تراه بهذه الحاله عندما صرخ بها قائلا
اسكتي يا كاميليا كفايه انك خبيتي عني كل دا..
وقفت أمامه تمسكه من مرفقيه و هيا تقول ببكاء يتقطع له نياط القلب
خفت عليك والله كنت عارفه انك هتعمل كدا. ارجوك وحياتي عندك يا يوسف متعملش كدا، متوديش نفسك للموت برجليك..
يوسف بشراسه.

الموت دا هيبقي ارحم له من الي انا هعمله فيه، انا هدفنه حي..
في هذه الأثناء كان مراد قد وصل و خلفه كلا من فاطمه و صفيه فقال مراد بزهول
في ايه يا يوسف
يوسف بصراخ
الكلب دا راح لكاميليا المستشفي و هددها بحياتي و عايزها تسبني و تتجوزه عشان كدا خافت تقولي أن هو الخاين..
اسودت عين مراد عندما علم بتهديد رائد لإبنته و قال بغضب
الحيوان ازاي يتجرأ و يعمل حاجه زي دي..
تدخل مازن في محاوله منه لتهدئه الأوضاع قليلا.

يا جماعه اهدوا شويه، و اديك قولت يا يوسف دا كلب و جبان ميستاهلش توسخ ايدك بيه، و انت مرتبله نهاايه تليق بيه و بوساخته..
يوسف بصراخ
مفيش حاجه هتطفي ناري منه غير اني اخلص عليه بإيدي، اوعي يا كاميليا..

قال جملته و لاول مرة استطاع أن يقسو عليها فقام بدفعها و التوجه إلي مكتبه مخرجا سلاحه و ما أن وصل أمام باب القصر حتي تفاجئ من شهقاتهم و صرختها بإسمه ليلتفت إليها و يصدم عندما رآها ممسكه بسكين الفاكهه الذي كان علي الطاوله امامهم و تضعه أمام قلبها مباشرة و هيا تقول بصراخ
يبقي تموتني الأول يا يوسف، قبل ما تخرج من هنا هكون انا ميته، مانا مش هقعد هنا و استني لما يجيلي خبر موتك..

جحظت الأعين من ذلك المشهد المريع وخاصتا هو فصار يتقدم منها و هو يقول بحذر
كاميليا هاتي السكينه الي في ايدك دي، و بطلي جنان..
كاميليا بيأس
الجنان اني اسيبك تخرج من هنا و أنا عارفه انك رايح للموت برجليك..
فرك يوسف وجهه بيده قبل أن يقول بهدوء ظاهري
كاميليا قولتلك هاتي السكينه دي مفيش حاجه في الدنيا ممكن تخليني اسيب الكلب دا..
قاطعته صارخه.

و انا مفيش حاجه في الدنيا هتمنعني اني اموت نفسي في نفس اللحظه الي هتخرج فيها من هنا..

أخذ يناظرها بعذاب للحظات و تبادله هيا النظرات بتوسل الي أن اخفض سلاحه علي مضض لتسقط السكينه من يدها علي الأرض و تندفع الي داخل أحضانه تبكي كما لم تبكي من قبل فظل يعانقها طويلا ثم نظر إلي مراد نظرات ذات مغزي ليفهمها مراد علي الفور و توجه ليقوم بتطويق خصرها و انتزاعها من بين أحضانه لتشعر هيا بما يحدث فصارت تبكي و تصرخ و تقاوم مراد بشتي الطرق و تناديه بلوعه و إحتراق.

يوسف، ارجوك يا يوسف، ابوس ايدك خليك هنا، وحياة اغلي حاجه عندك..
أخذ ينظر إليها بإعتذار و لكنه قد أخذ قراره بان يعاقب هذا الخائن اقسي عقاب كان يتخيله في حياته و ما أن عزم الأمر علي التنفيذ تفاجئوا جميعا من صوت الرصاص القادم من الخارج تلاه قدومه و تلك العينان التي كان الشرر يتطاير منها و هذا الصوت الغاضب الذي قال صارخا
يوسف يا حسيني
التفت يوسف إليه بغضب و قال بشراسه
جيتلي برجلك يا كلب.

و قام برفع سلاحه و شد اجزائه موجهه الي رائد الذي فعل بالمثل و وجه سلاحه في وجه يوسف و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة