قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والستون

كان المشهد مرعب لدرجه جعلت الفتيات ترتجف من الخوف و الرعب علي هذان الوحشان الذان يقفان أمام بعضهما البعض بعينان سوداء قاتمه من شدة الغضب ينبعث منها حقد أعمي و انتقام غاشم قادر أن يطيح بالجميع في طريقه غير عابئ بأحد فقد كان المشهد هكذا يوسف أمام رائد كلاهما ينفث النيران من أنفه و كاميليا يحتضنها مراد خوفا من أن تخترق حربهم تلك و أدهم و مازن يقفان و خلفهم الفتيات و قد كانا هما الآخران ينبعث الغضب كالشرر من أعينهم و في اتم الإستعداد للتدخل في اي لحظه دفاعا عن اخ كان و لايزال الداعم لهم طوال حياتهم غافلين عن اخ آخر قُدِر له أن يعيش اسوء الإبتلاءات منذ أن كان نضفه في رحم أمه بهجران والده لها و تخليه عنهم قبل أن يعلم بوجوده من الأساس حتي خُلق و شب بين أحضان غريب كان يظنه أباه فتبخل عليه الحياة بوجوده و تصفعه صفعه قويه تركت بصمتها علي قلبه المهترئ و تأخذه بمنتهي القسوة أمام عيناه و تحرمه من والدته و حنانها ليربا بين أحضان الشيطان يبثه سموم حقده و أنتقامه فهكذا كان حال رائد الذي كان ينظر بمنتهي الغضب و الحقد الي يوسف كانت الشراسه تشع من عيناه و تجلت في لهجته حين قال بتوعد.

جيت لقضاك برجليك يا كلب..
رائد بنبرة اشرس و اقوي
الكلب دا الي هتموت علي أيده يا ابن الحسيني..
يوسف ساخرا
عمرك شفت أسد مات علي ايد كلب!
رائد بتهكم
أسد! تصدق لايق عليك التشبيه دا اوي، مش انت بس انتوا كلكوا، كلكوا زي الاسود غدارة بتاكلوا و تنهشوا في اقرب ما ليكوا المهم تشبعوا..

كان القهر ينبعث من لهجته و يقطر الألم من بين كلماته و الذي كان نابعا من جروح قلبه النازفه ليأتيه الرد بعنف و قسوة من رحيم الذي كان يشاهد الموقف من البدايه ليتدخل قائلا بإحتقار
احنا الي غدارين و الي انتوا الي عضيتوا الإيد الي اتمدتلكوا انت و ابوك و عمك و غدرتوا بالي عملكوا و لولاه كان زمانكوا كلاب في الشوارع..
رائد بصراخ
اخرس ابويا دا كان اشرف منك و من عيلتك كلها..

غلت الدماء بعروق يوسف الذي نوي اقتلاع الشر من جذوره و قال صارخا
انت كدا كتبت علي نهايتك بإيدك..
و ما أن أوشك ىإطلاق النار حتي صدح صوت من خلفه صارخا
هتقتل اخوك يا يوسف!

تجمد يوسف بمكانه لحظات إثر سماعه صوت فاطمه التي كانت ترتجف رعبا ما أن شاهدت ما يحدث و سالت صفيه بخفوت عن هوية ذلك الشخص. فاخبرتها بأنه رائد صديق يوسف و الذي اتضح أنه خائن و عند تلك الكلمه ربطت جميع الإحداث بذهنها و خرجت الكلمات من فمها في الوقت الصحيح لتمنع حدوث كارثه.

انحبست جميع الأنفاس للحظات و التفت الرقاب تطالع بذهول فاطمه التي تسارعت أنفاسها مما تفوهت به و لم تجد ما تقوله للحظات كيف و هيا لا تملك أي دليل بيدها تثبت به صحه حديثها لذا أغمضت عيناها لثوان و هيا تردد ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)
فاقت علي صوت مراد الذي قال بإستفهام
انتي بتقولي ايه يا فاطمه مين الي اخو يوسف
نظرت إليه فاطمه بإرتباك للحظات ثم قالت بإستسلام
رائد يبقي اخو يوسف..

استفاق يوسف علي جملتها التي أثارت غضبه فقال صارخا
انتي بتقولي ايه
أتاه الرد من خلفه
بتقول الحقيقة يا يوسف، رائد يبقي اخوك!
التف يوسف و التفتت معه جميع العيون تناظر على الذي كان يلهث من فرط التعب و معه رجل غريب و امرأة عندما وقعت أنظار صفيه عليها سقط قلبها بين ضلوعها من الصدمه و التي كان له النصيب الأكبر من رائد الذي التف و قال بذهول
ماما!

عند نطقه بتلك الكلمه شهقت صفيه و تساقط الدمع من عيناها فصرخ أدهم بنفاذ صبر
هو في ايه ما حد يفهمنا، ماما انتي بتعيطي ليه تعرفي حاجه عن الكلام دا!
لم تستطع صفيه الرد ليحثها رحيم علي الحديث قائلا بغضب
ما تتكلمي يا صفيه، مين دي
صفيه بألم
دي ناهد، مرات عامر الأولانيه يا عمي!
جحظت عين رحيم و التف ناظرا الي ناهد التي طالعته بقهر تساقط من عيونها علي هيئه انهار من الدموع لينطلق رائد قائلا بغضب.

مش معقول، مين دي مرات عامر الاولانيه الكلام دا اكيد كذب.
ليوافقه أدهم الغاضب قائلا بصراخ
طبعا كذب مش معقول مجرم زيك يكون من عيلة الحسيني أبدا..
اندفع رائد قائلا بإشمئزاز
انا الي ميشرفنيش اكون منكوا اصلا.
مراد بإنفعال
انت تطول تبقي مننا!
هنا خرجت صرخه قويه جعلتهم يصمتون جميعا و كانت ليوسف الذي قال غاضبا
بس، مش عايز اسمع و لا كلمه..
قال جملته و تحولت أنظاره الي على قائلا بغضب.

على! عايز تفسير للكلام الي انت قولتو دلوقتي..
كل كلمه قولتها صح و الدليل معايا..
قال على جملته و تنحي جانبا ليظهر شخص ما كان في منتصف العقد السادس من العمر غزا الشيب رأسه و كبرت ملامحه قليلا و لكن كل هذا لم يمنع رحيم من التعرف عليه إذ قال بصدمه
- عابد!
عابد بإحترام
ايوا عابد يا رحيم بيه.
رحيم بعدم فهم
انت ازاي هنا، انت ممتش مع عامر في اليوم دا انا مش فاهم حاجه!
تدخل على قائلا بهدوء.

انا بقترح أننا نقعد كلنا و نتكلم زي الناس عشان تفهموا كل حاجه..
ضاق ذرعا بما يحدث و لم يستطع لا قلبه و لا عقله تقبل تلك الحقيقه التي ألقيت علي مسامعه فقال بإنفعال
انا مش هقعد مع حد و لا عايز افهم حاجه، و كل الكلام الاهبل دا ميدخلش ذمتي بتلاته تعريفه، انا عارف انا ابن مين و عدوي مين و تاري هاخده و مفيش حاجه في الدنيا هتوقفني أبدا..
يوسف بصرامه.

مش بمزاجك، محدش هيخرج من هنا غير لما نفهم كل حاجه، و اتأكد انك لو خطيت خطوة واحده مش هتلحق تكملها..
تدخلت ناهد بينهم تتلمس يد ولدها و هيا تقول ببكاء رق له قلوبهم جميعا.

ارجوك يا ابني اقعد و اسمع الحقيقه الصح مرة واحده في حياتك عشان تفهم، كفايه الي راح من عمرك هدر في انتقام و كره مالوش أي أساس، ابوس ايدك يا ابني متعذبنيش اكتر من كدا، اقعد اسمع و بعدين قرر متنولش راغب الي هو عايزه، متخليهوش يفرح و هو شايف ولاد عامر بيموتوا بعض..
صراخ رائد بقهر
انا مش ابن عامر الحسيني، انا ابن محمود نصار، متقوليش ابن عامر دي تاني..
ناهد بصراخ.

لا هقول عشان دي الحقيقه، انت ابن عامر الحسيني، ابوك طلقني و أنا حامل فيك يدوب تلت شهور، الكلب الي اسمه راغب اوهمه اني بخونه مع محمود و طبخ الطبخه و ابوك صدقها و طلقني في اليوم الي كنت راحه أقوله اني حامل فيه..
تدخل على قائلا
الكلام دا حقيقي و دي صورة قسيمه الجواز الي بتثبت أن كلامها صحيح..

تناولها يوسف و نظر بغموض الي عابد الذي كان يقف صامتا و لم يتفوه بحرف و علي النحو الآخر كان رائد ينظر بجمود حوله غير قادر علي التفوه بحرف فقد تحررت عيناه ببكاء كتمه بداخله لسنوات و صارت شفتيه ترتجف من فرط الصدمه و كان هذا حال الجميع فصار الدمع يتقاذف من الأعين شفقه علي ذلك الذي كان ينظر بضياع اليهم و هو غير مصدق بأن هذا يحدث معه إلا يكفيه ما كان يعانيه طوال حياته حتي تأتي تلك الحقيقه و تقصم ظهره الي نصفين فشعر بأن الدماء إنسحبت من بين أوردته و بأن نهايته أوشكت فأخذ ينقل نظراته من بينهم فشاهد أكثر شئ يبغضه في حياته و هو الشفقه و التي لم يتحملها قلبه فانسحب مهرولا للخارج و في تلك اللحظه أتت ليوسف رساله نصيه علي الهاتف فما أن رآها حتي اسودت عيناه و قان بمهاتفة حرس البوابه و قال بغضب جحيمي.

اقفل البوابه و امسكه لحد ما اجيلك، اوعي يهرب منكوا..
توالت الشهقات خلفه و تلاها الصرخات عندما تقدم الي الباب و هو ينظر أمامه بشراسه ارعبت ناهد التي هرولت تجاهه تقول ببكاء
ارجوك يا يوسف ابني مالوش ذنب ورحمه ابوك اوعي تأذيه كفايه الي شافه طول حياته..

لم يجبها يوسف و لكن ازدادت عيناه قتامه و لم توقفه النداءات خلفه و التي كانت من مازن و على و أدهم و مراد و لكنه صدمهم جميعا حينما خرج و اغلق باب القصر من الخارج و هو يقول بصراخ هز أرجاء القصر
في بينا طار لازم اصفيه..

اندفع الرجال الي نحو الباب. لكنهم وجدوه مغلق فاوقفهم اصوات قفل النوافذ و التي كان الحراس يغلقونها من الخارج بأمر منه ليتوجه هو الي البوابه لملاقاه رائد الذي كان يتشاجر مع الحرس يريد الخروج فجاءه صوت يوسف الغاضب خلفه و هو يقول بشراسه
تروح علي فين قبل ما نصفي حسابنا مع بعض..
التفت رائد بغضب و هو يقول صارخا
ابعد عني يا يوسف وووو.

و ما كاد أن يكمل حديثه حتي تلقي لكمه قويه في أنفه جعلت الدماء تخرج من أنفه فانفجر بركان غضبه و كاد أن يرد اللكمه ليوسف و لكن الحراس خلفه قيدوه فقال بصراخ
خلي كلابك يسيبوني يا يوسف يا حسيني و تعلالي راجل لراجل..
يوسف بسخريه
متقلقش هيحصل، دخلوه اوضه الحراسه
و بالفعل ادخله الحراس الي غرفه الحراسه التي تقع بجانب بوابه القصر و أمرهم يوسف بالخروج و إغلاق الباب خلفهم و ما أن خرجوا حتي قال يوسف.

ادينا بقينا راجل لراجل اهوة وريني بقي الي عندك..

في الداخل كانت شهقات ناهد ينفطر لها القلب و هيا تقول لفاطمه التي تربت فوق ظهرها تحاول مواساتها
ابني هيضيع مني تاني يا فاطمه، هيموته و يحرق قلبي عليه..
فاطمه بمواساه
اهدي يا ناهد عمر يوسف ما هيعمله حاجه بعد ما عرف أنه اخوه..
ناهد بألم
انتي مشفتيش نظرته ليا و هو خارج و أنا بترجاه ميأذيهوش يا فاطمه..
هنا تدخلت صفيه قائله بغضب
انا ابني مش قتال قتله يا ناهد، و عمره ما هيأذي أبنك مهما كان ندل و أذانا..

اندفعت ناهد قائله بغضب و قهر
انا ابني عمره ما كان ندل يا صفيه، ابني كان ضحيه زي أمه..
صفيه بسخريه
ضحيه! انتي كنتي ضحيه يا ناهد، غريبه مع أن عامر مقاليش كدا..
ناهد بلوعه
عامر انضحك عليه، الكلب الي اسمه راغب عمل عليه لعبه قذرة عشان يشككه فيا و في محمود الله يرحمه، و هو صدقها، و يعلم ربنا اني عمري ما خنته و لا فكرت أأذيه أبدا..
تدخل رحيم بقسوة
و ايه الي يثبتلنا أن كلامك صح..

اسودت عيناها من الغضب و نظرت إليه بكره و هيا تقول
متبقاش رحيم الحسيني لو مقولتش كدا، بس انا للأسف معنديش دليل علي كلامي، لكن عندي امل أن ربنا يظهر برائتي بعد كل السنين دي..
رحيم بإنفعال
دموع التماسيح دي تعمليهم علي عامر الله يرحمه كان ممكن يصدقك و لو أنه عرف حقيقتك قبل ما يموت، انما انا عمري ما هصدقك..
ناهد بقهر
دي مش دموع تماسيح دي حقيقه انا والله مظلومه، عمري ما خنته و لا حتي فكرت..

قامت ناهد بسرد ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم لتنتهي قائله بألم
عملت المستحيل عشان اشوفه و أقوله اني حامل و اني عمري ما خنته بس معرفتش..
ما أوشك رحيم علي الحديث حتي اتاه صوت صفيه المهتز و التي لم تقدر علي الحذف فقالت بإذعان
كلامها صح يا عمي..
نظر رحيم إلي صفيه بذهول و قال بعدم تصديق
انتي بتقولي ايه يا صفيه!
صفيه بنبرة مهزومه نابعه من قلبها الذي كان رافض لظهور غريمتها علي الساحه بعد كل تلك السنوات.

يوم موت عامر جالي و كان في حاله صعبه اوي مشغتوش فيها من اليوم الي جالي فيه و قالي أنه عرف أن ناهد بتخونه، يومها بص في عيني و قالي سامحيني، وقتها أتصدمت و قلبي حس و قولتله انت رايحلها، مقدرش ينكر سألته حتي بعد ما خانتك! قالي إنها عمرها ما خانته، و ان دا كان ملعوب من محمود عشان كان بيحبها و عايزها لنفسه، و قالي أنه لازم ينقذها هيا وابنه الي محمود نسبه ليه و ان دا واجب عليه بعد ما ظلمها هيا و ابنه، و للأسف مقدرتش امنعه، و بعدها بالليل جالنا خبر موته، ولما ناهد مظهرتش بعدها فكرت أنها ماتت هيا و ابنها و مقدرتش اتكلم و لا افتح بقي..

نزل حديثها عليهم جميعا كالصاعقه بداية من رحيم الذي كادت عيناه أن تخرج من محجريها من شدة الذهول مرورا بمراد الذي كان غير مصدق لما يسمعه فكل ما يعرفه عن موت أخاه هو أن ذلك الكلب محمود قام بقتله بعدما خانه مع زوجته لتأتي تلك الحقيقه و تصدمه. هنا تحدث ذلك الغريب و قال بهدوء.

في اليوم دا الشركه كان عندها مناقصه مهمه قدام شركه محمود و احنا خسرناها و بعدها جت واحده شكلها غريب و أصرت تقابل عامر بيه و فعلا قابلته بعدها اتحول و فضل يصرخ و حلف لا لازم يخلص علي محمود و فعلا طلعنا علي فيلته بس الغريب أنه كان خايف و بيرتعش زي ما يكون كان عارف أننا جايين و وقتها عامر خلص عليه فعلا و جاله تليفون خلاه يتجنن و طلع يجري و مشي بينا علي طريق اسكندريه الصحراوي و فجأة طلع علينا عربيات من قدامنا و ورانا ضربت علينا نار من كل اتجاه و صفوا اكتر من نص رجالتنا الي كانوا محاوطينا بالعربيات و متبقاش غيرنا فمقدرناش نقاوم و عامر بيه اتصاب حاولت اسعفه قالي اهرب يا عابد و انقذ ناهد و مكملش كلامه جت رصاصه في قلبه خلصت عليه، و بصعوبه قدرت اهرب و قدرت اوصل لمكان راغب و ولعت في المخزن بتاعه بعد ما اخدت ست ناهد الي كانت بين الحيا و الموت و كان ليا ناس صحابي كلمتهم و سفروني بالليل علي ألمانيا كنت عايز أبعدها عن ايدين راغب دي كانت وصيه عامر بيه الأخيرة ليا و فعلا حصل و قدرت هناك اعالجها من الجروح السطحيه لكنها كانت في غيبوبه الدكتور قال إنها بسبب صدمه عصبيه و كنت مراقب راغب و رائد الي كان خلاص كبر و بدأ يشتغل في شركه عمه و أنا كان جالي سرطان القاولون و كنت خايف يجرالي. حاجه في أي وقت فحاولت اعرفه طريق أمه و أنها لسه عايشه من غير ما اعرفه انا مين و حذرته ميعرفش عمه أنها لسه عايشه عشان ميقتلهاش و فعلا حصل..

كان عابد يحكي تفاصيل مقتل عامر و كانت القلوب تنفطر ألما علي تلك الطريقه البشعه التي مات بها و ذلك الغدر الذي تلقاه علي يد هذا الشيطان راغب لتقول ناهد بأسي.

اليوم دا الكلب راغب جابلي جثه عامر و جثه محمود و جثه رائد و رماهم قدامي مقدرتش اتحمل الصدمه و وقعت محستش بالدنيا غير و أنا في شقه رائد الي اتفاجئت نه لسه عايش و أن راغب مفهمه أن عامر قتل أبوه و حاول يغتصبني و انه لازم ياخد تاره من عيله الحسيني كلها حاولت أفهمه رفض بكل الطرق و آخر حاجه قاله اني كنت بخون محمود مع عامر و وراله صور ليا انا و عامر أيام ما كنا متجوزين..

تحدث أدهم الذي كان و كأن السماء ارعدت فوق قلبه و هو يقول بألم
يعني رائد كل دا كان ضحيه الكلب راغب دا و قبل منه بابا..
ناهد بألم
بالظبط كدا، والله يا ابني ما كذبنا بحرف..
تدخل مازن قائلا بعدم فهم
طب انا عايز افهم ايه دخل على في الموضوع و طنط فاطمه
فاجأته فاطمه حين قالت
ناهد تبقي بنت خالي عمرو انا و زهرة..

هنا نظرت كاميليا الي جدها الذي ناظرها بألم و لاول مرة تتفهم دوافع كرهه لوالدتها و عائلتها فقد كان له فقيد ظن أنه خسره بسببهم..
تحدث علي الذي كان يطالع النوافذ يبحث عن يوسف و رايد و القلق ينهشه فقال بغضب
انا معرفش ايه الي يوسف عمله دا
هنا سأله رحيم قائلا
انت عرفت طريق عابد منين..

قص عليهم على ما حدث بداية من رؤيته لرائد في غرفة كاميليا بالمشفي مرورا بمراقبتة له و إكتشاف في وجود ناهد التي هيا تكون ابنه خالة والدته و كيف أنه وظف ذلك التحري الذي كلفه بمعرفة مكان عابد الذي لم يكن من بين القتلي في ذلك اليوم و ما أن علم بمكانه حتي سافر إليه في الحال
فلاش باك.

تجمد على بمكانه عندما امسكه عابد متلبس و هو يفتش في أغراضه و لكنه كان قد وصل إلي غايته فامتدت يده و التقطت تلك الصورة التي كانت في الإطار و التف ناظرا اليه مبتسما قبل أن يقول بإرتياح
متقلقش انا مش دخيل و لا حرامي انا جيت عشان دي..

نظر عابد الي تلك الصورة التي كانت في زفاف عامر علي ناهد بالتحديد في عقد قرانهما الذي شهد عليه كلا من عابد و سالم و قد كانت الصورة تضمهم الثلاثه فضيق عابد عيناه و هو ينظر إلي تلك الصورة المصغرة من ذلك الذي كان بجانبه فيها و قال بعدم تصديق
سالم! ازاي
صحح له على قائله علي الفور
على سالم..
بااك.

بعد كدا فهمته كل حاجه و انه لازم ييجي معايا عشان يثبتكوا أن رائد ابن عامر الحسيني و الحقيقه أنه فاجأني لما لقيت معاه نسخه من القسيمه بتاعت جوازهم و جبته و جيت و اول ما نزلت من المطار الناس بتوعي بلغوني أن رائد في طريقه لهنا و مش ناوي علي خير فجيت جري جبت طنط ناهد معايا و جيت عشان الحق الكارثه قبل ما تحصل..

جلس أدهم علي الكرسي خلفه بتعب فكل ما يحدث الآن أقسى ما قد يمر عليه في حياته فهل يمكن أنهم طوال تلك المدة يخططون للإنتقام من اخاهم و أنه لولا وجود فاطمه لكان إحداهما قتيلا الآن..

عند مرور ذلك الخاطر علي باله جحظت عيناه عندما سمع صوت رصاص قادم من الخارج فاندفعت الصرخات من حوله و هرول مازن و على في محاولة لفتح باب القصر و الذي كان مغلق بأمر من يوسف للحراس فاشتعل غضب مازن و قام بالرجوع الي الخلف مخرجا سلاحه و هو يأمر الجميع بالإبتعاد خوفا من أن يصاب أحد و قام بالتصويب علي قفل الباب لينفتح فيهرول الجميع الي الخارج و من بينهم تلك التي انخلع قلبها و قد شعر بأن هناك مكروه قد أصابه ليصح حديثها إذ توجهوا الي غرفه المراقبه ليجدوا يوسف ملقي علي الأرض غارقا في دمائه.

هب راغب من مكانه و هو يقول بغضب
انت بتقول ايه يوسف مات
اتاه الرد علي الجانب الآخر ليقول بإنفعال
طب و هو راح فين دلوقتي، طب روح انت و راقب الجو عندك و عرفني حصله ايه بالظبط..
تقدم فاتح منه وقال بإستفهام
حصل ايه
راغب بعدم فهم
رائد اتخانق مع يوسف و رفعوا سلاح علي بعض و ضرب يوسف بالنار و هرب..
صُدِم فاتح من حديث راغب و قال بعدم تصديق
معقول يوسف يكون مات
راغب بتيه.

مش عارف، محدش عارف حصل ايه جوا كل الي سمعوه رائد بيزعق و بيقول هقتلك يا يوسف و بعد كدا سمعوا صوت ضرب نار و رائد خرج من شباك اوضه الحراسه و ركب عربيته و طلع يجري..
هنا توقف عقل راغب عند نقطه واحده و قال بذعر
يا نهار ازرق دي البت الي متتسماش دي عنده و اكيد هتقوله أن يوسف يبقي اخوه و دي تبقي كارثه..
فاتح بذهول
هو رائد و يوسف اخوات طب ازاي!
راغب بملل.

دا موضوع طويل مش وقته الكلام فيه المهم دلوقتي الحق البت دي لا تقوله عالحقيفه و تضيع كل الي عمال ابني فيه..
فاتح بتساؤل
ايه عرفك أنها مقالتلوش اصلا
راغب بحنق
لو قالتله كان هيروح يتهجم عليهم و يضرب يوسف بالنار معقول يعني!
فاتح بانفعال
طب و الحل
راغب بتفكير
هقولك..!

كان الوضع بالمشفي علي قدم و ساق فمن جاء مصاب ليس اي احد شخص بل إنه رجل أعمال من العيار الثقيل و عائلته من أكبر العائلات في المنطقه لذا كان الجميع في حالة ذعر منذ قدوم سيارة الإسعاف تحمله الي الطوارئ و من ثم الي غرفة العمليات لإستخرج الرصاص و إجراء اللازم فإستغرق الأمر عدة ساعات كان الجميع فيها يرتعب من هول تلك الفاجعه التي حلت بهم فمن كان هو الحامي و الكتف الذي يسند الجميع كان لاول مرة يحتاج من يسنده و يرقد لا حول له و لا قوة هكذا كانت كاميليا تحدث نفسها و هيا ملقيه برأسها علي كتف غرام في صمت يتنافي مع ضجيج قلبها و كانت غرام تربت علي كتفها تواسيها و لكن هيهات أن يستطيع أي شئ في هذه الحياة أن يخفف عن قلبها ذلك الألم الذي كاد يفتك بها و هيا تشعر بالرعب من مجرد فكرة أنه يمكن ألا تراه مرة ثانيه، يرتعب قلبها و ينتفض فزعا و تختنق أنفاسها من ذلك الهاجس المخيف و شعرت غرام بإرتجافه جسدها فقالت تطمئنها.

كاميليا اهدي يوسف قوي و هيقوم بالسلامه أن شاء الله، ادعيله بدل مانتي منهارة بالشكل دا..
كان مظهرها يقطع نياط قلبهم جميعا و قد كان حالهم لا يختلف كثيرا عن حالها فكل فرد منهم يستند عليه بشكل مختلف فهناك من يراه الأب و الأخ و الصديق الذي مهما بلغت هيبته يظل اليد الحانيه التي دائما ما تربت برفق فوق اوجاعهم و هذا كان حال روفان التي كانت دموعها تنزل بصمت و هيا تقول بألم.

ابيه يوسف عمره ما هيسبني أبدا، هو وعدني انا أنه هيفضل في ضهري العمر كله، وعدني أنه هيسلمني بإيده لعريسي، وعدني أن عمره ما هسيمح لحاجه في الدنيا دي توجعني و هو موجود، بس انا مفيش حاجه وجعتني غير غيابه..
قالت جملتها الأخيرة بإنهيار تام بين أحضان كارما التي أخذت تهدئها و تطمئنها قائله بحنان
أن شاء الله هيقوم و هيبقي كويس يا روفان اهدي عشان خاطري..

لم تتفوه روفان و إنما زاد بكائها الذي كان يحزن على بل و يعتصر فؤاده من الداخل ألما علي عذابها و غضبا من عدم قدرته علي احتضانها و التخفيف عنها في ذلك الموقف العصيب يعز عليه كثيرا كون حبيبته و صغيرته البريئه تشعر بهذا الألم الكبير و هو يقف عاجز عن تهدئتها أو التخفيف عنها و هذا حال غرام التي كانت تنظر لأدهم بنظرات معذبه تود الإعتذار له عن كل هذا الألم الذي يشعر به تود لو تعانقه الف مرة لتمتص منه جميع اوجاع قلبه و لكنها حالها كحال أخيها تقف بمكانها غير قادرة علي التحرك خطوة واحده ليشعر أدهم بما تحويه عيناها من حنان لمس قلبه الذي كان انشق لنصفين لدي رؤيته لآخاه ملقي علي الأرض غارقا في دمائه لأول مرة في حياته يشعر بمثل هذا الشعور و هو إنسحاب الهواء من رئتيه فشعر بالموت و هو علي قيد الحياة شعر بأن ظهره كُسِر بسقوط أخاه بتلك الطريقه فمهما كان قويا و لكنه كان دائما بحمايته يحتاجه فقد كان الأب عندما خسر أباه و كان الاخ و كان الصاحب و الحامي و الاكثر من ذلك كان ذلك الكتف الذي يعلم بأنه يستطيع أن يرمي فوقه جميع اوجاعه و آلامه دون خجل أو تحفظ، سقطت دمعتان من عيناه تحكي مقدار قهره و عذابه الذي كان يشاطره به مازن فكان يقف لأول مرة بحياته منكثا رأسه و يبكي بصمت تاركا العنان لدموعه بأن تخفف من ذلك الثقل الماثل فوق قلبه و هو يتذكر مشهد صديقه بل تؤم روحه الذي لازمه منذ ذلك اليوم الذي ترك به الإسكندريه و الذي كان دائما يخفف عنه عذابه و لوعته بغياب والديه و كان يشاطره أحزانه حتي و لو لم يفصح عنها فكيف يستطع مفارقته بمثل تلك السهوله هل تكن الحياة ظالمه لتأخذ منه جميع احباءه بتلك الطريقه شعر بيد حانيه تربت بلطف علي كتفه فشعر قلبه بها قبل أن يرفع عيناه لتُصدم من مظهره الباكي و المشعث فلأول مرة تراه بتلك الحاله لتنزل دموعها بصمت يقف هو عاجزا أمامها لا يستطيع أن يرفع يده يمسح بها دمعاتها الغاليه علي قلبه و قد فهمت هيا ما يشعر به فقالت بصوت خافت حنون.

هيبقي كويس أن شاء الله..
لم يجبها انما اكتفي بابتسامه واهنه لم تصل إلي عيناه لتنمحي سريعا ما أن سمع صوت صفيه التي كانت تجلس علي المقعد خلفها و دموعها تنساب بحرقه علي ولدها و فلذة كبدها و سندها في تلك الحياة فخرج صوتها متحشرجا من كثرة البكاء
خدوك مني يا يوسف، روحت مني زي الي راحوا متفقناش علي كدا يا ضنايا..
اقتربت فاطمه منها و هيا تشعر بالأسي و الحزن من مظهرها فحاولت تهدئتها قائله بحنان.

متقوليش كدا يا صفيه يوسف هيبقي كويس بإذن الله..
تبدلت نظرات الحزن و الإنكسار بعيناها و هيا تنظر إلي فاطمه بغضب و قالت بصراخ
انتوا السبب، انتوا الي عملتوا فينا كدا، ابعدوا عننا بقي ابعدوا عننا..
تدخلت ناهد للدفاع عن فاطمه التي تساقطت الدموع من عيناها
اهدي يا صفيه فاطمه ملهاش ذنب في أي حاجه من الي حصلت دي عشان تلوميها..
ارتسم الجنون علي محياها ما ان شاهدتها صفيه و توجهت إليها و هيا تقول بهستيريا.

انتي لسه هنا بتعملي ايه جايه تتأكدي أن ابنك نفذ إنتقامه و خد بتاركوا، و لا عايزة تشمتي فيا بحرقة قلبي علي ابني الي موتوه..

كان رحيم في عالم آخر من الألم والقهر و لأول مرة تتساقط دموعه كالطفل الصغير حزنا وألما علي حفيده الغالي و الذي كان بمثابه الابن و الحفيد و الصديق الغالي الشخص الوحيد الذي يثق به في هذه الحياة الابن الذي مهما اختلف معه لا يغضب أبدا منه الشخص الوحيد الذي كان يفضل أن يراه سعيدا حتي و لو علي حساب وجعه و ألمه كان يود لو يعتذر منه آلاف المرات و في كل مرة يأخذ القرار تتوقف الكلمات على أعتاب شفتيه لا يقدر علي نطقها و لكنه كان يراها بعيناه و يتفهم كبرياءه اللعين بل و يسامحه. أخذ يتذكر بكل مرة تسبب بها بجرحه و خذلانه و عذابه و قد كان كل هذا يعتصر فؤاده من الداخل و لأول مرة في حياته يتمني لو أن الله يأخذ أمانته قبل أن يسمع تلك الجمله للمرة الثالثه و الاصعب فهو حتما لن يحتملها..

أخرجه من عذابه صراخ صفيه في ناهد التي قالت بلوعه و ألم
والله أبدا أنا مقدرتش اسيبكوا و امشي، انا معرفش الي حصل دا حصل ازاي و لا حتي ابني راح فين
صفيه بصراخ
راح في ستين داهيه المجرم هرب بعد ما موت ابني..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة