قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والستون

اندفع أدهم و مازن تجاه صفيه يحاولان فض النزاع بينها و بين ناهد فلا طاقه لهم بتلك الأحاديث في هذا الوقت بالذات فقال ادهم لصفيه بحنان
ماما لو سمحتي تهدي شويه. الي انتي فيه دا غلط علي صحتك..
ارتمت صفيه علي صدره بحنان و هيا تقول
اخوك وجع قلبي اوي يا أدهم..
لم يجبها بل احتضنها برفق و علي الناحيه الآخري نجد مازن يتحدث مع ناهد قائلا بهدوء يتنافي مع غضبه من ولدها.

لو سمحتي حضرتك شايفه الوضع عامل ازاي ممكن تقدري ظروفها و ظروفنا كلنا و متناقشيهاش في أي حاجه بتقولها
لم تستطع ناهد الحديث فقد شعرت بأنه يود لو يخرجها من المكان بأكمله و لكنه لم يستطع لذا قالت بإنكسار
انا اسفه، انا همشي، ربنا يطمنكوا عليه..
اندفعت صفيه تقول بغضب
طبعا راحه تطمني ابنك المجرم أن خطتكوا نجحت و قتلتوه، بس وحياة حرقتي علي ابني ما هسيبكوا أبدا، زي ما خدتوا روحه هاخد روحكم..
أدهم بحدة.

خلاص بقي يا ماما بطلي. مفيش داعي الكلام دا دلوقتي..
اندفعت روفان تقول بغضب
سيبها يا أدهم عايزها تعمل ايه و هيا واقفه قدام ام المجرم الي قتل ابنها..
عند تفوه روفان بهذا الحديث انفلت زمام الأمور من تلك التي استنكر عقلها وقلبها معا تلك الجمله التي تحوي في معناها هلاكها فهبت من مكانها صارخه بغضب.

كفايه بقي، ايه مبقاش علي لسانكوا غير موتوه و قتلوه. يوسف مامتش سامعيني، مامتش، يوسف عايش كفايه بقي تفولوا عليه..

صمت الجميع ناظرين الي تلك التي و لاول مرة يروها بتلك الحاله من الغضب و الإنفعال الذي تجلي في عينيها التي لم تستطع ذرف و لا دمعه واحده بل تحجرت الدموع بعيناها و انحبست الأنفاس بصدرها و لا تعلم كيف اتتها القوة لتقف بمواحهتهم هكذا و لكن قلبها لم يعد يتحمل هذا الحديث المؤلم بل المميت عن موته المزعوم لذا حاولت بكل ما اوتيت من قوة استمدتها من عشقها له في إيقافهم و لهذا غضبت صفيه منها و من انفعالها ظنا منها في أنها تدافع عن غريمتها فاقتربت منها تقول بغضب.

طبعا لازم تدافعي عنهم مانتي منهم، من يوم ما دخلتوا حياتنا و انتوا دمرتوها من اول الست ناهد الي خدت مني جوزي و دمرتلي حياتي لامك الي ضيعت مراد و احمد من بعده لخالتك ليكي. كلكوا لعنه و حلت علينا..
صرخت كاميليا التي ضاقت ذرعا بكل تلك الأتهامات التي حولت حياتها الي جحيم سابقا و للآن تعاني منها فقالت بصراخ.

كفايه بقي، سممتوا حياتنا بإتهاماتكوا الباطله لينا. هيا مش ذنبها أن عمو عامر حبها و اتجوزها و امي مش ذنبها أن بابا مراد و عمو احمد حبوها و لا انا ذنبي ان يوسف حبني، من اللحظه دي مش هسمح لأي حد يتهمني انا و اهلي بأي حاجه من دي، و الي هسمعه بيجيب سيرة موت يوسف دي علي لسانه انا الي هقفله سامعاني ( قامت بإمساك صفيه من مرفقيها تهزها بعنف و هيا تقول بصياح ) يوسف مامتش، ( التفتت إلي أدهم و ناظرته بغضب و هيا تقول بحدة ) يوسف مامتش يا أدهم سامعني ( ثم حولت انظارها الي مازن تقول صارخه) يوسف ممتش يا مازن ( التفتت الجهه الآخري ناظرة الي جدها و هيا تقول بقوة ) ارفع راسك يا جدي و ادعيله. و اوعي تستسلم يوسف عايش، هو تعبان شويه بس. لكن هو عايش انا حاسه بيه و بنفسه، قلبي حاسس بقلبه، انا متأكدة والله صدقني، صدقوني كلكوا، يوسف عايش ربنا هيرده لقلبي تاني انا واثقه، انا متمنتش من الدنيا غيره، و عارفه أن ربنا مش هيضرني فيه..

رق صوتها في جملتها الأخيرة قليلا و من ثم عادت تقول بقوة و هيا تنظر إليهم جميعا
بدل ما تقعدوا تفولوا عليه ادعوله كلكوا يقوم بالسلامه، و الكلب الي عمل فيه كدا هييجي لو تحت سابع ارض و أنا الي هاخد روحه بأيدي..

قال جملتها الأخيرة و هيا تنظر إلي ناهد بغضب فبادلتها الأخيرة بنظرات منكسرة رافضه لأن تشهد نهايه ولدها مرة آخري لتتوجه فاطمه و تقوم بالربت فوق كتف ناهد بمواساه صامته و نظرت لعلي الغاضب بشدة من كل تلك الأحداث و قالت
على انا هاخد خالتك و اروح و انت لما يوسف يقوم بالسلامه ابقي طمني..
وافقها على دون حديث لتلتفت الي ابنتيها و تقول.

خليكوا جمب بنت خالتكوا متسبوهاش في الظروف دي عشان احنا عيله واحده، و مينفعش نتخلي عن بعض أبدا..

قالت كلمتها الأخيرة بنبرة ذات مغزي و التفتت لتغادر هيا و ناهد المشفي و ظل الجميع يتلون ما تيسر لهم من آيات الذكر الحكيم و كلا يحمل بعيناه شكر و إمتنان لكاميليا التي جاءت كلماتها في وقتها ليصحو من تلك الغفله الناتجه عن صدمتهم و يقوموا بالدعاء لذلك الذي كان يصارع الموت بالداخل لتمر عدة ساعات قبل أن يخرج الطبيب و هو يقول بتعب.

الحمد لله قدرنا ننقذه الإصابه مكنتش خطيرة بس هو نزف دم كتير بس الحمد لله قدرنا نسيطر عالوضع و هو دلوقتي هيتنقل اوضه عاديه حمد لله على سلامته..

تنفس الجميع الصعداء و توالت كلمات الحمد علي ألسنتهم من ذلك الخبر الأكثر من مفرح بالنسبه لهم و خاصتا تلك التي سمحت أخيرا للدموع بأن تجري علي خديها و لكنها تلك المرة لها مذاق خاص فهيا دموع الفرح فقد رُدت إليها روحها من جديد بنجاته و لكن القلب العاشق يكن دائما طماع فاندفعت تجاه الطبيب تقول برجاء
دكتور انا ممكن اشوفه، ارجوك متقولش لا انا مش هتعبه أبدا..

أوشك الطبيب علي الرفض فاقترب منه أدهم ليأخذه بعيدا عنهم قليلا ثم قال
سبها تدخله يا دكتور سبعين في الميه من علاجه علي أيدها والله اسمع مني..
تحرك مازن الي جانب الطبيب و قال بخفوت
اه والله يا دكتور صدقه، شوف الدم الي هو خسره دا كله هيا هتعوضه عنه في لمح البصر دخلها و شوف هيحصل ايه، بوسه واحده بس هيقوم زي الحصان دا ابن خالتي و أنا عارفه
انت بتقول ايه يا حيوان انت و هو..

لم يشعر كلا من مازن و أدهم بمراد الذي اقترب منهم ليستمع الي حديثهم مع الطبيب فاغتاظ رغما عنه و صرخ بهم ليقول مازن بإرتباك
عمو مراد هو انت بتطلع منين
مراد بغضب
اخرس يا زفت، ايه بتطلع منين دي!
أدهم بنفاذ صبر
عمو مراد بقولك. ايه احنا عايزين الراجل يخف بسرعه، فمضطرين بعد اذن مشاعر الأبوة الي ناقحه عليك دي ندخلها تطمن عليه قولت ايه.

زفر مراد حانقا من هؤلاء الملاعين و لم يجد ما يقوله لذا تجاهله أدهم و قال ناظرا للطبيب
خلاص بقي يا دكتور قولتلك علي ضمانتي..

وافق الطبيب بعدما أخبرها بضرورة عدم إزعاجه و بالفعل قامت الممرضه بتعقيمها و دخلت الي الغرفه لتجده نائم علي السرير مغمض العينين عاري الصدر و الضماد يلف كتفه الأيسر فآلمها قلبها علي مظهره فلأول مرة بحياتها تراه بتلك الحال و إن كانت سابقا تخاف من غضبه و صراخه تتمني الآن لو تسمع صوته و أن كان يوبخها تتمني أن يفتح عيناه التي تعشقها و تعشق الغوص بها تريد أن تشعر بذراعيه تضمها و تبكي حتي تجف عيناها تحكي له كيف أن غيابه مؤلم حتي و إن كان لساعات تريد أن تعتذر له آلاف المرات عن كل مرة تخلت عنه بها و اختارت فراقه. اقتربت منه و أمسكت بيداه المغروز بها المقوي و قامت بطبع قبله رقيقه فوقها و جلست علي الكرسي بجانبه تناظره و هيا تشعر بأن ما في قلبها قد فاق الحدود و بأن عشقه يتغلغل بداخلها للدرجه التي لم تكن تتوقعها أبدا بل إنه استوطنها فصارت الكلمات تخرج من قلبها دون ترتيب تزامنا من عبراتها التي نزلت منها دون أن تدري.

وحشتني! وحشتني اوي! عارف اول مرة احس بمعني الكلمه دي بالشكل دا، الساعات الي نمت فيهم و فارقتني كانت الدنيا صعبه اوي من غيرك، احساس اني ممكن اخسرك دا ابشع احساس حسيته في حياتي، انا كنت عايزة اضرب نفسي ميت طلقه زي الي انت خدتهم دول عشان فكرت في يوم من الأيام اسيبك أو ابعد عنك، دي طلعت الدنيا سودا اوي و انت مغمض عنيك كدا، ارجوك فتح عنيك عشان اقولك قد ايه انا بحبك، ايوا انا مكنتش اعرف اني بحبك اوي كدا، انا مش بحبك بس انا بعشقك، فاكر لما قولتلي الحب دا درجات اعلي حاجه فيها العشق اهو انا وصلت معاك للعشق يا يوسف فتح عنيك عشان اقولهالك، عشان اقولك حقك عليا، ياريتني فضلت مخبيه كل حاجه في قلبي، انا كنت مرعوبه اقولك عشان كدا، كنت حاسه ان هيحصل حاجه كل مرة كنت باجي اقولك كان لساني بيقف و مبقدرش أخرج الكلام منه، ياريت لساني كان اتقطع قبل ما اقولك..

المرة الجايه انا الي هقطعلك لسانك لو خبيتي عني حاجه!

بعدما أنهت كلماتها اخفضت رأسها لتضعها فوق كف يده و تنهمر دموعها التي لامست قلبه فأحيته من جديد ليستيقظ و يستمع إلي حديثها الذي نفخ الروح بقلبه الذي بالرغم من ألمه و لكنه كان يرقص فرحا بكلماتها التي طيبت جروحه و لكن جملتها الأخيرة اغضبته فخرجت الكلمات منه خافته لتجعلها تشهق و هيا ترفع رأسها غير مصدقه بأنها سمعت صوته مرة ثانيه فأخذت تنظر إليه بصدمه سرعان ما تحولت لفرح شديد و صارت تضحك من بين دموعها و هيا تقول بصوت متقطع.

يوسف، انت صحيت صح، انت مفتح عنيك، انا مش بحلم..
ابتسم يوسف بوهن قبل أن يمد يده إليها قائلا بصوت خافت
قربي مني و أنا اثبتلك انك مش بتحلمي!
ما أن أوشكت علي الاقتراب منه حتي انفتح الباب علي مصرعيه و اندفع أدهم و مازن إليه بفرح و قال الأخير
حمد لله عالسلامه يا وحش، انا قولت يوسف الحسيني قط بسبع ترواح..
هلل أدهم هو الآخر و قال بصياح.

امال ايه يا ابني دا ابن الحسيني يعني يقرقش الطلق زي السوداني كدا، اخويا الأسد يا جدعان، حمدلله عالسلامه يا بطل..
نظر يوسف إليهم شذرا ثم نظر إلي كاميليا و هو يقول بفظاظه
مين سمح للأشكال دي تدخل هنا..
كاميليا بابتسامه
الأشكال دي كانت من شويه بتعيط زي العيال الصغيرة عشان خاطرك علي فكرة..
يوسف بإستنكار
مين دول الي كانوا بيعيطوا هو انا جابلي الكافيه غير قرهم عليا دا..
مازن بمزاح.

تصدق احنا غلطانين أننا كنا قلقانين عليك، ياخي خسارة الدمعتين الي نزلوا، لا و البارد الي اسمه على الي واقفلنا زي اللقمه في الزور دا، كنت عايز اعيط في حضن البت و تطبطب عليا و استغل الموقف و دا واقفلي عامل زي سنافور المحطه..
وافقه أدهم الرأي و قال حانقا.

اه والله عندك حق ياد يا مازن واقفلنا زي العمل الردي البت كانت خلاص هتحن عليا و نشغل اوبشن المحن شويه و دا وقف مش راضي يتعتع من مكانه مش عارفين نعمل اي مصلحه بسببه..
كانت كاميليا و يوسف ينظران إليهم بعدم تصديق ليتحدث الاخير بحنق و ألم نابع من جرحه
بره انت و هو..
التفت إليه الإثنان ينظران إليه بإندهاش سرعان ما تحول لإستنكار من جانب أدهم الذي قال
بره هو دا جزاتنا، بدل ما تشكرنا أننا جايين نطمن عليك..

وافقه مازن الرأي قائلا بسخرية
صحيح ياد يا أدهم، خيرا تعمل شرا تلقي، مش كفايه أننا قعدنا نتحايل علي الدكتور ساعه عشان ندخلك الست كاميليا و امك خدتنا بره غسيل و مكواه و اتبرت من الواد دا..
يوسف بنفاذ صبر
طيب يا سيدي شكرا ليكوا، مكن تسبوني ارتاح بقي شويه..
أقترب أدهم منه فجأة و قام بإحتضانه قائلا بصدق
حمد لله عالسلامه يا يوسف، انا مكنتش هقدر اتخيل اني اخسرك أبدا..
ربت يوسف علي ظهره بحنو قبل أن يقول.

الله يسلمك يا أدهم..
و فعل مازن بالمثل و قام بإحتضانه بشده حتي آلمه جرحه كثيرا و قال مازن بحب
سلامتك يا صاحبي، احنا كنا هنموت من القلق عليك فعلا، ربنا يخليك لينا..
بادله يوسف العناق قائلا بصدق
و يخليكوا ليا...
نهض مازن و تلاه أدهم الذي قال
هنخرج احنا. نسيبك ترتاح شويه، يالا يا كاميليا
عند ذكره لها انفعل يوسفو قال بغضب
و انت مال اهلك و مال كاميليا ما تنخفي تخرج انت و هو..

عند صراخه بتلك الطريقه آلمه جرحه كثيرا فصرخ متألما فاقتربت منه كاميليا بلهفه و هيا تقول بخوف
مالك يا حبيبي الجرح بيوجعك و لا ايه
يوسف و قد تلهف قلبه و شعر بالفرح من اقترابها منه فقال بتعب
اه بيوجعني جدا..
نظر إليه الثنائي المرح و قال مازن بتخابث
اه يا نمس، انت عايزنا نخرج عشان تستفرد بالبت..
و شاطره مازن الحديث اذ قال مقلدا لهجه يوسف و هو يقول بدلال.

اه بيوجعني جدا، عالجيه ياختي عالجيه. حتي وهو في الحاله دي مش راحم نفسه، يالا اللهم لا حسد، بينا يا ابني نطلع للجيش الي بره دا نطمنهم عليه..
غصب يوسف من غبائهم و لكنه استوقفهم قائلا بنبرة ذات مغزي
بقولكوا ايه طمنوهم عشان أنا تعبان مش قادر اشوف حد دلوقتي، عايز ارتاح شويه، هاه
فهم الإثنان ما يرمي إليه فنظرا الي بعضهم بمكر قبل أن يقول مازن بتخابث
عنينا يا كبير..

و ما أن خرجوا حتي تنفس يوسف الصعداء و نظر إليها و قد رقت نظراته كثيرا فقد اشتاقها و يريدها بقربه لذا قال بخفوت
كاميليا ممكن تعدليلي المخده مش مريحاني..
كاميليا بلهفه و هيا تقترب منه
اه طبعا حاضر..
و بالفعل اقتربت منه حتي تقوم بتعديل الوسادة لتمتد يده السليمه لتعانق خصرها ولكنها تتوقف في الهواء إثر انفتاح الباب و دخول والدته العاصف و التي هرولت إليه قائله بفرحه
يوسف يا حبيبي، حمد لله عالسلامه يا قلبي..

عند قدوم صفيه تنحت كاميليا جانبا لتتيح لها فرصه الإطمئنان عليه و من جهته فقد خاب أمله كثيرا بالإنفراد بها و ان يروي ظمأ قلبه منها و لكنه قام باحتضان والدته برفق بيده السليمه و هو يقول بحنان
اهدي يا ماما انا كويس قدامك اهوة
صفيه بإستنكار
كويس فين، دا كان قلبي كان هينخلع عليك لما شفتك..
لم يمهلها الفرصه لإستكمال جملتها و قام بالشد علي يدها و هو يقول بنبرة هادئه و لكن صارمه.

خلاص يا ماما متفكريش في الي حصل، المهم اني كويس قدامك اهوة
استنكرت صفيه حديثه و قد اختلط خوفها عليه بغيرتها فتشوش عقلها و قالت بغضب
مفكرشي، هو انت هتعدي الي حصل دا بالساهل و لا انت في حد لعب في عقلك
قالت جملتها و هيا تنظر إلي كاميليا المذهوله من حديثها ليقول يوسف بغضب من بين ألمه
ماما و أنا من امتا في حد بيلعب في عقلي و بعدين ايه معني كلامك دا
صفيه بغضب.

معناه هتعرفوا لما تقوم بالسلامه يا يوسف، وقتها نبقي نتكلم، الف سلامه عليك
انصرفت صفيه و تركت الأجواء خلفها مشحونه بالتوتر فقد لاحظ نظرات والدته الي كاميليا التي كانت تنظر في الأرض بحزن من موقف صفيه العدائي منها و لكنها تجاهلته و نظرت إليه بإبتسامه هادئه قبل أن تقول
هكلم الدكتور ييجي يشوفك و يطمن عليك..
أوقفها حديثه عندما قال بحزم
استني يا كاميليا، تعالي هنا قربي مني..

طاوعته و اقتربت منه لتجلس علي السرير بجانبه فمد يده يمسك بيدها قائلا بحنان
في ايه حصل بينك و بين ماما و ايه معني كلامها دا
زفرت كاميليا بتعب قبل أن تقول بخفوت
مفيش حاجه مهمه هيا بس اتضايقت مني عشان انفعلت عليهم و انت في العمليات
يوسف و قد امتدت يداه لتداعب خدها بحنان
و انتي انفعلتي عليهم ليه
كاميليا بحزن
مقدرتش اتحمل كلامهم و هما بيتكلموا عليك انك خلاص.

لم تستطع نطقها لذا توقفت الكلمات بحلقها ففهم هو ما ترمي إليه و امتدت يده نحو خصرها تقربها منه فتألم بسبب تلك الحركة فشعرت هيا بألمه و اقتربت منه بلهفه قائله
هناديلك الدكتور يديلك مسكن اكيد الألم صعب..
يوسف بحب
قربي مني انتي بس و ملكيش دعوة..

لم يتثني لها الإقتراب منه حتي وجد الباب ينفتح علي مصرعيه و دخول عمه مراد الذي يود الإطمئنان عليه و بعد خروجه دخلت روفان تتعلق بعنقه و هيا تبكي تارة لإصابته و تضحك تارة لنجاته و جاء جده أيضا للإطمئنان عليه فظل الحال هكذا الي أن ضاق ذرعا و شعر بأنه علي وشك إرتكاب جريمه فعندما يوشك أن يقترب منها ليرمم قربها جرحه يتفاجئ بأحدهم قادم و قد غضب من هذان الغبيان فلقد أكد عليهما بأنه متعب و غير قادر علي رؤيه أحد و لكنه لا يعلم اين هما و ماذا يفعلان..

في الخارج كان أدهم ومازن يقفان أمام باب الغرفه ينظمان الصفوف و يقول أدهم بتوجيه
كلكوا هتدخلوله يا جماعه بس بالدور، ماما انتي دخلتي قبل كدا اصبري في ناس لسه مدخلتش..
و تحدث مازن قائلا
عم عبدة الدور عليك بعد ما تطلع روفان، و بعديك دادا شريفه، بصوا مش عايزين نسيبه لوحده دقيقه لازم نعرفه قيمته عندنا..
هنا ذُهِل الطبيب الذي جاء ليري حالته فتفاجئ لما يفعله هذان الأحمقان فقال غاضبا
انتوا بتعملوا ايه هنا.

تفاجئ كليهما من قدوم الطبيب و تحمحم أدهم قبل أن يقول
أبدا يا دكتور بس الناس دي كلها حبايبه و جايه تشوفه بس احنا بتتبع قواعد النظام و كل واحد بيدخل لوحده..
الطبيب بإستنكار
ايه هو احنا في جمعيه! حضرتك دا مريض و خارج من من عمليه صعبه و انتوا هنا بتنظموا المرور دا تهريج اتفضلوا من هنا لو سمحتوا...

أخيرا تنفس يوسف الصعداء عند خروج روفان مع جده و نظر إليها قائلا بنفاذ صبر
بيتهيألي العيله كلها دخلت اطمنت عليا مفاضلش حد تاني
ابتسمت كاميليا بحب قبل أن تقول
عارفه انك اكيد تعبان بس كلهم كانوا هيتجننوا عليك و مش هيقدروا يمشوا قبل ما يشوفوك و يرتاحوا.
يوسف بإرهاق
طب و أنا هرتاح امتا طيب..
كاميليا بعدم فهم
طب قولي اعمل ايه عشان تكون مرتاح
يوسف بحب
قربي مني!

خجلت كثيرا من التلميح المبطن في جملته لذا اقتربت منه بهدوء لتعتقل يده السليمه خصرها و يقربها منه برفق قبل أن يتنهد براحه و هو يقول
و أخيرا هعرف اخدك في حضني..
ابتسمت كاميليا بخجل قبل أن تقول
يوسف احنا في المستشفي، ممكن اي حد يدخل علينا..
يوسف بحنق
هو في حد تاني لسه مدخلش علينا، دانا اضرب نفسي طلقتين تانيين و اخلص بقي
تعالت ضحكتها قليلا و هيا تقول بحب
بعد الشر عليك، لا كدا اعتقد الناس كلها دخلت..

يوسف براحه
الحمد لله، طب ايه بقي
كاميليا بخجل
ايه بقي
يوسف بمداعبة
في جرح هنا محتاج لمسكن علي فكرة..
كاميليا بدلال
اناديلك الدكتور يجبلك مسكن
يوسف بلهفه و نبرة خافته جذابه و هو يضغط علي خصرها بيده
لا دكتور ايه و انت موجود، تعالي بس و أنا هتعامل
كاميليا بتحذير
يوسف!
يوسف بلهفه
كفايه عذاب في يوسف والنبي، تعالي بقي.

كانت تتلهف لقربه بقدر ما يتلهف لقربها بل أكثر فهيا قد اختبرت غيابه الذي جعلها تنوي إلا تضيع لحظه واحده بعيدا عنه إذا اقتربت منه تحاوط عنقه بكفيها و هيا تنظر إلي داخل عيناه بعشق قبل أن تقول
سلامتك يا روح قلبي..

اخترقت كلمتها منتصف قلبه فغيبته عن الواقع و قام بتقريب شفتيه ينوي التهام ثغرها الشهي الذي كاد أن يقتله بروعه كلماته منذ ثواني و لكن كالعادة اتي الطرق علي الباب ليجعله يسب بخفوت سمعته هيا فخجلت و تحركت بسرعه لتقف بجانب السرير و هيا تنظر إلي الطبيب الذي جاء لرؤيته و الاطمئنان علي حاله و قد كان يوسف ينفث النيران من أنفه فاحتمل كشف لطبيب بالكاد و ما أن انتهي حتي اشار له يوسف للاقتراب منه فأطاعه ليقول الاخير.

الاوضه دي ليها مفتاح صح
اه ليها
يوسف بصرامه
عايزه!
الطبيب بزهول
ليه
يوسف بحده
من غير ليه و اي حد يسألك عني قوله نايم و مش هيقدر يقابل حد. من هنا لبكرة الصبح مش عايز مخلوق يدخل عليا الاوضه فاهم!
الطبيب بإستفهام
طب و ادويتك و.
قاطعه يوسف بنفاذ صبر
ابقي ابعت حد يعلقهالي في مواعيدها غير كدا لا..

وافقه الطبيب و قام بإعطاء المفتاح لكاميليا بناءا علي طلبه و التي خجلت كثيرا من فعلته و لكنها لجأت للصمت ريثما تنهي الممرضه إعطاءه الدواء و ما أن خرجت حتي نظرت إليه بعتب قائله
يوسف ايه الي انت عملته دا!
يوسف و قد تمكن الغضب منه
كاميليا روحي اقفلي الباب بالمفتاح بدل ما اقوم اطربق المستشفي دي فوق دماغ صحابها..

اطاعته دون حديث فغضبه كان مخيف و قامت بإغلاق الباب بالمفتاح و تقدمت منه ليمد يده إليها و ما أن تناولتها حتي جذبها إليه لتسقط في حضنه و يقوم بإلتقاط شفتيها بقبله طويله محمومه جاءت بعد عناء لتكون كالبلسم فوق جرحه النازف فصار يعمقها أكثر و أكثر حتي شعرت بأنه طار بها الي السماء السابعه ليحلقان سويا في سماء الحب و ما لم يتوقعه هو أن تبادله بمثل هذا الشغف و لما لا فهيا تعشقه مثلما يعشقها و تريد قربه بل و تشتهيه بكل خليه من جسدها و روحها فصار يمتص منها رحيقها الذي اسكره فلم بعد يشعر بشئ حوله و لا حتي الم جرحه الذي كان يأن عليه من شدة المجهود الذي كان أكثر من محبب علي قلبه الذي يعشقها و يشتهي قربها بل يبيع العالم بأكمله لأجل أن يبقي معها. أخيرا استطاعا الإنفصال عن بعضهم و لكنه كان لبعض إنشات فقط فاسند جبهته فوق جبهتها يتنفس أنفاسها بلهاث و كأنها هيا من تمده بالحياة و قد كان الوضع لا يختلف كثيرا بالنسبه لها فقد كان وجوده هو ما يمدها بالحياة و قد تخلت عن خجلها لثوان و هيا تضع قبله فوق ذلك التجويف البسيط في ذقنه قائله بصوت مرتعش.

اوعي تسبني أبدا..
يوسف و قد اضاعته حلاوة فعلتها فقال بوله
اسيبك! دانا روحي مردتليش غير لما خدتك في حضني..
ابتسمت بحب ليتابع هو بإرتياح
أخيرا خدت المسكن بتاعي..
بادلته المزاح قائله
يا سلام يعني انا المسكن بتاعك!
يوسف بمداعبة
طبعا، انتي اول مرة تعرفي كدا و لا ايه
بصراحه اه..
يوسف بعشق
طب قربي و أنا اثبتلك..

و بالفعل اختطفها بجوله عشق غير متناهي معه تتمني من الله لو تدوم للأبد و هكذا هو حاله فقد غلب عشقها كل الصعاب حولهم و أنساه كل شئ يدور حوله فقط يشعر بها و بشفاهها التي تنقله بعالم آخر يتمني لو يظل به للأبد عالم لا يوجد به سوي هو و هيا فقط .

علي جانب آخر نجد ذلك الذي كان يجلس أمام مدفئته ينظر أمامه بضياع و للآن عقله لم يستوعب كل هذا الذي مر به و كل تلك الحقائق الي قلبت عالمه رأسا علي عقب. عالمه الذي كان من الأساس مليئ بالدمار و الخراب لتأتي تلك الحقيقه المرة لتزيد من خرابه و دماره أكثر و هو كالعادة الدميه التي تتقاذفها الحياة يمينا و يسارا دون أن تترك له خيارا واحدا..

كان ينظر إلي صوره مع والده المزعوم بسخريه مريرة فحتي الشئ الوحيد الحقيقي بحياته اتضح أنه كذبه لعينه و عليه تقبلها أيضا، كيف هكذا تساءل بداخله و لكنه كالعادة لم يجد أجابه..

أخرجه من شروده رنين جرس الباب فتفاجئ كثيرا فذلك البيت الجبلي الذي يمكث به لا يعرف عنه الكثير فمن الذي أتي إليه فهب من مكانه و أمسك سلاحه و قام بالنظر من النافذه فلم يجد اي سيارة فتوجه الي باب البيت و قام بفتحه بحذر ليتفاجئ بتلك التي كانت تقف أمامه ترتعش من شدة البرد فقال بذهول
انتي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة