قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثمانون

زفر يوسف بغضب تجلي في نبرته حين قال
جايه السعادي تسأليها انا ايه في حياتك انتي عبيطه يا بت انتي؟

حاولت كاميليا تهدئته و قالت بتوسل
اهدي انت بس يا حبيبي انا هتصرف معاها، ( ثم وجهت انظارها روفان و قالت بحنان ) انتي صاحبتي و نصي التاني طبعا.

اتاها سؤاله الغاضب حين قال
نعم! مين دي الي نصك التاني و أنا؟
حاولت كاميليا عض شفتيها كنايه عن أنها تسايرها فقط ثم وجهت انظارها الي روفان التي كانت تغلي من الغضب و قالت ببكاء
بتضحكي عليا ماشي.

كاميليا بلهفه
والله أبدا. دانتي قلبي يا روفي
روفان بعناد
لو كنت قلبك بحق و حقيقي اتفضلي تعالي معايا اوضتي دلوقتي عشان أنا محتاجه افصفض معاكي..

عند هذه النقطه انفلت زمام غضبه و زمجر قائلا
لا دانتي اتجننتي بقي! مين دي الي تيجي معاكي؟ و انتي ساكته ليه؟

شعرت كاميليا بأنها بين شقي الرحى و لكن مظهر روفان آلم قلبها لذا التفتت الي يوسف مقتربه منه و هيا تربت علي كتفه بحنان قبل أن تقول بنبرة خفيضه
انت روح قلبي و حبيبي بس انت شايف شكلها عامل ازاي. و دموعها علي خدها يرضيك ازعلها و اسيبها تمشي مكسور خاطرها.؟

يوسف بإستنكار
و انا هو ابن كلب يعني مانا هيتكسر خاطري انا كمان..

كليليا بطمأنه و دلال
ما عاش و لا كان الي يكسر خاطرك أبدا، و بعدين انا هصالحك..

زفر يوسف غاضبا ثم قال من بين اسنانه
تمام يا كاميليا هانم اتفضلي مع صاحبتك. بس خليكي فاكراها..

و هكذا أخرجهم من الغرفه و قام بصفق الباب خلفهم فتردد صداه في ارجاء القصر و اهتزت لصوته أجسادهم فقالت روفان بصوت عال
كنت عارفه انك هتختاريني انا يا كامي يا صديقتي..

وصل إلي أذنيه حديثها فغلت دماؤه من الغضب و فتح الباب قائلا بصوت صارخ غاضب
لو سمعت صوت واحده فيكوا هاجي اكسر دماغها سامعين..

روقان برعب
اجري يا كاميليا هولاكو هيطلع ياكلنا..
و بالفعل هرولت الفتاتان الي غرفه روفان التي ما أن أغلقت الباب حتي قالت كاميليا بنبرة شبه باكيه
طلاقي هيكون علي ايدك يا روفان الكلب..

لم ترد روفان انما قامت بالإرتماء بين أحضانها تبكي و تنوح و هيا تقول
على مخاصمني يا كاميليا.

في البدايه صدمت كاميليا و لكنها اخت تربت علي ظهرها و هيا تحاول مواساتها الي أن هدأت قليلا ثم قالت بحنان
خلاص عيطي و طلعتي كل الي جواكي ممكن بقي تحكيلي حصل ايه زعل على منك و خلاكي في الحاله دي؟

كادت روفان أن تقص عليها ما حدث و لكنها توقفت قائله
استني تعالي اقعدي عالسرير هنا و استنيني لحظه
طاوعتها كاميليا و هيا تنظر بعدم فهم الي روفان التي أحضرت حاسوبها المحمول و جلست بجانبها علي السرير و قامت بتشغيله فتحدثت كاميليا قائله بفضول
ممكن اعرف انتي بتعملي ايه؟

اششش اسكتي و هتعرفي كل حاجه دلوقتي..
و ما هيا الا دقائق الا و كانت تقوم بإحراء مكالمه فيديو مع غرام و كارما التي كانت تجلس بجانبها و ما أن انفتحت الكاميرا حتي سألت روفان بترقب
بقولكوا ايه ماما فاطمه جمبكوا؟

اجابتها غرام نافيه لتنفجر روفان بنوبه بكاء و نواح مثلما فعلت مع كاميليا منذ لحظات و أعادت نفس كلماتها لتقول كارما بغيظ من نواحها
ما تبطلي يا بت عياط هو ضربك بسكينه؟ ما تقولي حصل ايه؟

هدأت نوبه بكائها قليلا و قالت بتحذير
احنا اتفقنا أننا حزب و محدش يدخل بينا و أننا عالحلوة و المرة سوي و زي مانا بتفق علي اخواتي معاكوا انتوا كمان هتساعدوني؟

غرام بنفاذ صبر
أمان يا بنتي. قولي بقي في ايه؟
تحدثت روفان ببكاء
هحكيلكوا.

قبل ساعه.

هرولت روفان تجاه على الي كان يشعر بخطواتها خلفه و لكنه أجبر نفسه علي عدم الإلتفات إليها فهو غاضب منها و كثيرا و لكن ذلك الرجاء في صوتها أجبره علي التوقف و لكن دون أن يلتفت لها لتقوم هيا بالدوران حوله و توقفت أمامه مباشرة و هيا تخفص نظرها قائله و هيا تشعر بالذنب
انت زعلان مني صح؟

مظهرها كان لطيفا و هيا تقف كالطفله المذنبه أمام والدها تريد مراضاته و لكنه أجبر نفسه علي التظاهر بالغضب حتي يعطيها درسا لحياتهما مستقبلا فرسم الغضب في لهجته حين قال
انتي ادري؟

رفعت رأسها تطالعه فلاول مرة تراه غاضبا منها بل و تسمع تلك النبرة في حديث يوجهه إليها لذا نزلت دمعه فوق خديها قبل أن تقول بحزن
انا عارفه اني غلطانه. بس والله انا مكنتش اقصد بس كنت عايزة انبه كاميليا..

آلمه مظهرها و دموعها الغاليه كثيرا علي قلبه و لكنه تمسك بموقفه إذ قال بنبرة أقل حده
انا نبهت عليكي كام مرة ماتقوليش؟

روفان بعفويه خطفت قلبه كثيرا
بصراحه معدتهمش. بس كانوا كتير.

حاول بصعوبه اخفاء ضحكه كادت تخرج علي مظهرها و حديثها العفوي فأدرك بأنه أمام طفله لم تتعلم الكثير من الأشياء و قد كان هو أكثر من مرحب بتعليمها كل شئ علي يديه و هيا بين أحضانه و لكن فليتركها الآن تظن بأنه غاضب منها حتي تتعلم أن تستمع له و ان تلتزم بوعودها معه لذا قال بهدوء
يعني قولتلك ماتقوليش و بردو قولتي، عموما يا روفان انا زعلت منك اوي عشان كنت متخيل أن لما توعديني هتبقي قد وعدك معايا..

روفان بحزن
والله انا.
قاطعها على قائلا بثبات
من غير مبررات. انا كنت متخيل ان اغلي من كدا عندك. انا همشي دلوقتي عشان الوقت اتأخر و ياريت تفكري في كلامي تصبحي علي خير..

لم يستطع مقاومه نفسه حين قام بالإقتراب منها و وضع قبله دافئه بجانب شفتيها و هو يحارب جيوش شوقه بضراوة و انتزع نفسه بصعوبه من أمامها و توجه لسيارته.

انتهت روفان بسرد ما حدث لهم و هيا تتخرط بنوبه بكاء حادة جعلت الفتيات الثلاثه ينظرون بزهول الي بعضهم البعض و كان اول المتحدثين كارما التي قالت باندهاش
هيا طبيعيه كدا و لا انا الي جالي تخلف و لا ايه؟

كاميليا بتحسر
لا ياختي هيا كدا ( ثم وجهت انظارها الي تلك التي كانت تبكي بين أحضانها و هيا تقول ) الله يسامحك يا روفان ضربتيلي الليله، بقي دا سبب يخليكي تعملي كدا.

هنا تدخلت غرام صائخه
بت يا اوزعه الكلب انتي. انتي بتعيطي ليه اومال لومكنش باسك قبل ما يمشي كنتي هتعملي ايه هترمي نفسك من البلكونه؟

روفان بإندفاع
ماهو باسني من خدي!

صُدِم الثلاثه من تصريحها العفوي و سرعان ما تحولت صدمتهم الي ضحك هستيري دام لدقائق و هيا تنظر إليهم بغضب لتكون غرام اول المتحدثين حين قالت بتخابث
اه يا سافله اومال كنتي عيزاه يبوسك فين؟

و أضافت كارما ساخره
شوف ياخي و احنا الي كنا فاكرينك مؤدبه؟
و تدخلت كاميليا قائلا بمزاح
يخربيتك ضحكتيهم عليكي يا هبله..

ضاقت ذرعا بما يحدث و قد حزنت بسبب مزاحهم و قالت بحزن
كدا بتضحكوا عليا و مش هاممكم زعلي! انا غلطانه اني فكرتكوا اصحابي و حكتلكلكوا.

تأثر الثلاثه من مظهرها الباكي الحزين و قالت كارما لتراضيها
والله أبدا احنا بنهزر معاكي بس انتي عندك حق ازاي يعمل كدا. مهما كان الي حصل ايه مكنش ينفع يمشي و يسيبك زعلانه.

و شاطرتها غرام الرأي و هيا تقول بقوة
وحياة دموعك الغاليه دي لهجبهولك زاحف ابن فاطمه، بصي وقع في ايدين الي مبترحمش..

و تدخلت كاميليا قائله بحماس
ايوا بقي يا ميمو عايزين خطة من بتوعك كدا متخرش الميه.

ضيقت غرام عيناها و هيا تفكر حتي اتتها فكرة ماكرة جعلتها تقول بصياح
بااااس لقتها، عارفه يا روفان انتي امك دعيالك ايوالله دعيالك لقتلك خطه هتجبلك على اخويا حافي علي بيتكوا، انا اساسا من زمان نفسي اخدمه و اهو جه علي حجري برجليه.

تحمست روفان و قالت بلهفه
بجد يا ميمو..
بجد يا عين ميمو.
كاؤما بحماس
طب قولي لنا يا ميمو عالخطه بسرعه.

شرعت غرام في سرد الخطه خطوة خطوة و كانت الفتيات ينظرن إليها بإنبهار الي أن اختتمت حديثها قائله بتشفي
و بكدا نبقي جبناه لحد عندك يصالحك و يعتذر كمان.

تحدثت كاميليا بفخر
الله عليكي يا ميمو. هيا دي الخطط و لا بلاش..
و وافقتها كارما الرأي و اخيرا تحدثت روفان التي قالت بإنبهار
ايه يا ميمو الدماغ دي، دانا لو طولتك دلوقتي وربنا هبوسك. لا بس انا كمان هخدمك، عارفه انا سمعت أدهم اخويا كان بيقول لمازن من شويه انا عامل حتته مفاجأة لغرام هتخليها تتشل من الفرحه.

برقت عيناها و شعرت بألم حاد في اعلي معدتها و قالت بذعر
هيا قالت ايه؟
اجابتها كارما بحماس
قالت أم ادهم عاملك مفاجأة يا بنت المحظوظه
غرام برعب
ياما. ايه الحدوته الي تخوف دي؟ يا تري هيعمل فيا ايه المرادي. لا انا مش حمل نطة تانيه، ياريتنا ما اتصالحنا..

كاميليا بتوبيخ
تصدقي انك بت مش وش نعمه.
غرام رنواح
اه فعلا انا مش وش نعمه، مانتي مجربتيش تجري ييجي عشرة كيلو بسبب البيه..

ظلت الفتيات تتحدث لوقت طويل. أخيرا انتهت المحادثه وتوجه كلا منهم إلي غرفته و ما أن دخلت غرام الي غرفتها و هيا تقول بخوف
والنبي يا رب أهديه و يبطل مفاجأته الي هتجيب أجل حد في يوم دي.

و ما أن أنهت دعائها حتي سمعت صوت حفيف الأشحار بالقرب من شرفتها فتقدمت بحذر الي باب الشرفه تري ماذا يحدث في الخارج و إذا بها تري ذلك المجنون الذي أطل برأسه من بين اوراق الشجر لتشهق مصدومه حين قال بلهفه
أخيرا يا شيخه جيتي دانا بقالي ييجي ساعه متشعبط في الشجرة مستنيكي.

تقدمت غرام منه و هيا تقول بصدمه
انت بتعمل ايه هنا يا مجنون؟
ناظرها أدهم بوله ما أن رآها بتلك الملابس المكونه من بلوزه قصيرة بلا أكمام و فوقها كنزة من الصوف تصل لمنتصف معدتها و تحتهما شورت قصير للغايه يبرز جمال ساقيها و قد كانت خصلاتها الحريريه تنطلق بحريه خلف ظهرها فأسره مظهرها الفاتن و سلب أنفاسه و جعل قلبه ينبض بجنون بين ضلوعه و تحشرج صوته حين قال
هو في حد يشوف الجمال دا كله ويفضل عاقل؟

عضت غرام علي شفتيها ما أن انتبهت بمظهرها و كانت علي وشك الهرب منه حين امتدت يداه تمسك بيدها و قام بإلصاقها به بعنف فلم يكن يفصل بينهم سوي السور الحديدي للشرفه فقام بلف ذراعه حول خصرها و هو يقول بلهفه
استني راحه فين؟ بقي تخطفي قلبي كدا و عايزة تمشي و تسبيه؟

غرام بخجل
أدهم بطل كلامك دا؟
أدهم بتحسر
يا بنتي وربنا مُجبر اقضيها كلام بس دلوقتي لحد ما يتنيلوا يجوزونا، بس بعد ما نتجوز و ربنا ما هسيب مجال لأي كلام. هستغل الوقت اسوء استغلال.

فهمت المعني خلف كلماته فزاد خجلها مما جعلها تحاول تغيير الموضوع إذ قالت بخفوت
مقولتليش جاي دلوقتي و طالع عالشجرة كدا ليه؟

تحولت نظراته للعشق حين قال بصوت أجش
جاي عشان اقول ل غرامي اني مجنونها و اني بعشقها و مقدرش اعيش لحظه واحده من غيرها.

شعرت بان قلبها تضخم من فرط روعه ما اشعرتها به كلماته الجميله و وجدت يدها تمتد الي جانب وجهه تتلمسه بحنان قبل ان تقول بتأثر
تعرف اني كنت بحلم بحاجه شبه الي انت عملته دا اوي، كان امنيه حياتي أن فارس احلامي ييجي تحت بلاكونتي و يجبلي ورد و يقولي أنه بيحبني.

لمعت عيناه قبل أن يقول بلهفه
ثانيه واحده
ثم اختفي بين اوراق الشجرة و خرج ممسكا بباقه كبيرة من الورود الحمراء و قدمها إليها بطريقه رومانسيه كثيرا و هو يقول بتمهل
بحبك يا غرامي..

من فرط سعادتها شعرت بالدموع تتدفق من عيناها فقد تحقق حلمها بل و بطريقه اجمل و قد كان شعورها الآن اروع من أن تستمع وصفه لذا اكتفت بكلمه واحده خرجت من اعماق قلبها
و انا كمان بحبك اوي..

في الاسفل كان مازن يتحدث بصوت خفيض و لكن غاضب من ذلك الذي يقف اعلي السلم و يعيش دور روميو و يتركه هو يمسك له السلم حتي لا يقع و قد تجمدت أطرافه من البرد وآلمته يداه فأخذ يقول بنبرة اعلي قليلا
ما تخلص يا هباب الطين انت، ايدي وجعتني و رصرصت من البرد.

سمعت غرام صوت أحدهم فقالت بإستفهام
ايه دا صوت مين دا؟
أدهم بإختصار
دا زفت مازن ماسكلي السلم. سيبك منه يتحرق المهم كملي كنتي بتقولي انك بتحبيني و ايه كمان؟

اخفضت نظراتها بخجل قبل أن تقول بخفوت
و بموت فيك..

في الاسفل كان على يجلس بمكتب جده يتابع اوراق قضيه جديدة يعمل عليها او هكذا كان يهرب من قلبه الذي كان يعذبه علي تركه لمحبوبته و هيا حزينه بهذا الشكل و لكنه شعر بحركه في الأسفل و سمع صوتا خفيض يأتي من النافذة فتقدم بخفه ليري ماذا يحدث هناك و من حسن حظه بأنه كان يضئ نورا خافتا بجانب المكتب فمن بالخارج لا يراه فأخذ يدقق النظر فلم يري شئ فقام بالخروج و توجه إلي المطبخ و خرج من الباب الخلفي ليري من هناك و بيده سلاحه يتأهب للتصويب ما إذا كان هناك لصوص و لكنه تفاجئ بمازن الذي كان يمسك سلم و لكن مهلا لماذا؟ فنظر للأعلي و برقت عيناه عندما رأي شقيقته تقف مع أدهم الذي يعتلي السلم و بيدها باقه حمراء ففطن لما يحدث و غضب كثيرا من هؤلاء الأوغاد و قال بوعيد.

ماشي يا كلاب بقي بتقطعوا عليا و جايين تعملوا كدا من ورايا أما وريتكوا.

كان مازن يسب بداخله ذلك الوغد المسمي بأدهم الذي أقسم بأنه لن يمكث كثيرا فقط خمس دقائق حتي يفاجئها و يقدم باقه الورود و هاهو يقف معها منذ أكثر من نصف ساعه و لا يهتم لنداءاته فأخذ يتوعد له و لكن فجأة سمع صوت يقترب منه فنظر حوله و لكن لم يجد شئ فزفر بحدة و لكنه تفاجئ عندما وجد هذا الكائن الضخم يتقدم نحوه و الذي لم يكن سوي كلب ضخم و خلفه يأتي اربعه من نفس فصيلته شعر مازن بأن حلقه جف من فرط الخوف و پانه هالك لا محاله و خاصتا عندما وجد الكلاب تزمجر فهو كان يعرف تمام المعرفه كيف يتعامل معهم و لكن في تلك اللحظه لا يعلم ماذا دهاه ليقوم بترك السلم و يهرول في الإتجاه الآخر ليجن جنون تلك المخلوقات المرعبه و تقوم بالقفز خلفه حتي اهتز السلم بأدهم الذي كان يقترب من شفتيها ليضع قبله تعبر عن ما يجول بقلبه من عشق خالص لها و ما أن أوشك علي اقتناصها حتي وجد نفسه يتحرك للجانب الآخر بقوة ليسقط من فوق السلم بين أغصان الشجرة التي حمته من الوقوع علي الأرض و بتحطم رأسه فصار يسب بداخله من فرط الوجع و قام بالنزول من فوق الشجرة بتمهل فقد كانت عظامه تؤلمه بشدة من تلك السقطه القويه و أخذ يتوعد مازن بالقتل و لا يعلم بأن صديقه كان يجري بأقصي سرعته و الكلاب من خلفه تعدو بسرعه رهيبه و مازن أمامهم يصيح.

الله يخربيتكوا نفسي اتقطع، حد يكعبل ولاد الكلب دول.

سمع أدهم صوته فأخذ يبحث عنه و إذا به يرى الكلاب تجري خلفه فسقط في نوبه ضحك كبيرة لم يخرجه منها سوي صوت زمجرة قويه خلفه فتسمر في مكانه و حاول الإلتفات بهدوء و لكنه تفاجئ بمخلوق ضخم ينظر إليه بجوع و أنيابه تلمع في ضوء القمر فوجد نفسه يهرول بأقصي سرعته و هو يقول بذعر
الحقونااااااي.

أخذ يعدو الي أن وجد مازن الذي كان علي الجهه الآخري يجري بأقصي سرعته و هو ينوح و قد اوشك نفسه علي الإنقطاع فتباطئت سرعته قليلا فجاءته صرخات أدهم الذي كان يجري بأقصي سرعته
حاسب ياد يا مازن الكلب هيهبرك..

دونا عنه اخذت قدماه تسابق الريح في محاوله للنجاة من براثن تلك الوحوش الضاريه و علي الجهه الآخري كان أدهم يجري بأقصي سرعته و هو ينوح قائلا بهستيريا
حرااام، دانا جاري ييجي عشرة كيلو الصبح..

اخيرا استطاع الإثنان الإختباء خلف إحدي الأشجار و هما يلهثان و تكاد أرواحهم تفارقهم من كثرة العدو و سقطوا علي الأرض بتعب ليتحدث أدهم بأنفاس مقطوعه
اه يانا يا ما ايه الي بيحصل دا، يالهوي دانا جريت جري النهاردة مجراهوش حمار في طابونه..

شاطره مازن الحديث إذ قال بلهاث
الله يخربيتك و يخربيت معرفتك السودا، انا هموت مش قادر.

ما أن انهي جملته حتي سمعا صوت زمجرة و تلك الوحوش تقترب منهم مرة آخري فهلع الإثنان و صرخ كلا منهما في نفس واحد
لاااااااااااا.

اخذ الإثنان يجريان بأقصى سرعه يمتلكانها و كان كلا منهما يصرخ بإسم محبوبته عسي أن تستطع إنقاذه و بالفعل توجهت غرام الي كارما و هيا تقول بصراخ
الحقي يا كارما أدهم و مازن تحت و الكلاب بتجري وراهم. هيموتوهم..
هبت كارما من مكانها و هيا تقول بذعر
بتقولي ايه يا غرام؟

غؤام بنفاذ صبر و هيا تتوجه الي الأسفل
انتي لسه هتسألي بقولك الكلاب هتموتهم تحت.
هرولت الفتاتان الي الأسفل و تفاجأ بوجود على الذي كان يناظرهم بوعيد فتسمرا أمامه و لكن اصوات الشباب في الخارج جعلت كارما تقول بخوف
على الحق الكلاب برة بيجروا ورا أدهم و مازن.

على بهدوء مستفز
ايوا مانا الي طالقهم وراهم، خليهم يتربوا
صدمت الفتاتان و قالت غرام بغضب
على انت بتقول ايه؟

عغى بصراخ
بقول الي سمعتيه، اتفضلي منك ليها علي اوضكوا.
جفلت الفتاتان و قاموا بالهروله صاعدين للأعلي أما عنه فقد ابتسم بتخابث قبل أن يقول
أما ربيتكوا يا كلاب مبقاش انا.

في مكان آخر نجد سميرة التي يتآكلها الغضب فقد اتي راغب مثل كل يوم و قام بجلب العصير إليها حتي تتجرعه فاوهمته بذلك و قد كانت تموت حتي تعلم إذا يحدث بينه و بين تلك الحيه التي ربتها علي يديها لتقوم بلدعها و بعد مرور نصف ساعه كانت تمثل انها تغط في نوم عميق عندما شعرت باقتراب أحدهم من الغرفه و كان ذلك راغب الذي كان يتأكد من أنها نامت بالفعل و اغلق الغرفه و خرج و ابتسامه خبث ترتسم علي شفتيه، و بعد مرور نصف ساعه آخري توجهت بأقدام ثقيله الي غرفة نيفين التي كانت بجناح بعيد كل البعد عن غرفتها و ما أن اقتربت حتي سمرتها في مكانها تأوهات الخيانه الصادرة من كليهما خلف ذلك الباب الذي تود لو تحطمه في تلك اللحظه و تقوم بقتل كلا منهما و بالفعل اقتربت تنوي إحراق الجميع بنارها و لكنها وجدت يد تكمم فاهها و تقبض بقوة علي يديها تجذبها للخلف و الذي لم يكن سوي فاتح الذي اخذها الي غرفته و اغلق الباب و هو يناظرها بشماته يخفيها جيدا خلف قناع الغضب الذي جعله يقول بحدة.

بتعملي ايه؟ انتي عايزاه يخلص عليكي؟

سميرة بقهر
مش هيلحق لا هو و لا هيا أنا كنت داخله ادفنهم بإيدي
فاتح بسخريه
تدفني مين؟ قبل ما تقربي منهم هيكون ضاربك طلقه في نص دماغك جايب اجلك.

اخذت تدور بالغرفه من شدة القهر الذي يأكل داخلها فاوقفتها كلمات فاتح
عايزة تاخدي حقك يبقي بالعقل. مش بالجنان دا و تضربيه من غير ما يعرف الضربه جتله منين.

عندما تفوه بتلك الكلمه لمعت بعيناها فكرة جعلتها تبتسم بشر إذ قالت
تصدق عندك حق! انا عارفه بقي هضريه ازاي و بمين.

اختتمت جملتها و تركته متوجهه الي غرفتها و قامت بجلب شئ ما من مخبئ سري بين طيات ملابسها و اقتحمت غرفة رائد الذي كان يتحدث مع محبوبته علي الهاتف فهب من مقعده حين رآها و خلفها فاتح الذي دلف و اغلق الباب خلفه و الغضب يأكله منها و ما أوشك علي أن يعنفها حتي وجدها تنظر إلي رائد قائله بقوة
قبل ما تاخد حقك من ولاد الحسيني خد تارك من الي يتمك و أبوك عايش علي وش الدنيا..

تسمر الإثنان في مكانهما و لم يستطع كلاهما التفوه بحرف لتأتي كلماتها التاليه بحقد حين قالت
خد المفتاح دا و انزل آخر دور تالت اوضه علي ايدك الشمال افتحها بالمفتاح دا و ادخل هتلاقي فيها برواز كبير اضغط عليه من النص هيدخلك اوضه سريه و وقتها هتعرف اقصد ايه؟
لم يتفوه بحرف و لم يستمع لتحذيرات فاتح و إنما انطلق حيث أخبرته وما أن فتح باب تلك الغرفه حتي تسمر في مكانه و جحظت عيناه من هول الصدمه و هو يقول.

انت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة