قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والثلاثون

عندما أتقنت التظاهر أنني بخير ظنوا جميعهم بأنني قد تعافيت.
لا يعلموا أنني أجُبرت علي هذا فقط كي أعيش .

انا عرفت مكان كارما و غرام
كانت هذة الكلمات البسيطه التي القتها سهى صديقه كارما علي مسامع كلا على الذي قام بفتح باب المنزل ما أن سمع الجرس و أدهم القادم من الداخل ليقول على بلهفه.

بجد يا سهى.؟
خرج كلا من كاميليا و مازن و يوسف علي سؤال على الذي أجابته سهى قائله
معرفتش مكانهم فين بالظبط. بس عرفت مين خاطفهم.!
اندفع مازن تجاهها قائلا بنفاذ صبر
و مستنيه ايه ما تقولي.؟
لم يكد مازن ينهي جملته حتى فاجئهم ذلك الصوت القادم من الخلف
حصل ايه يا على لغرام و كارما؟!

كان هذا الصوت لرامي الخطيب المزعوم لغرام و الذي سافر عقب قراءة الفاتحه مباشرة لحضور مؤتمر طبي و ذلك لكي يترك المجال لغرام بالتفكير و لكنه جاء مسرعا عندما علم ما حدث ليتفاجئ به أدهم الذي اصطقت أسنانه من الغضب عند رؤيته له و أوشكت عيناه علي الخروج من محجريها.
أعاد على سؤال مازن مرة آخري علي سهي التي أجابته لاهثه
دكتور ماجد. دكتور ماجد هو إلى خطفهم.

قطب على جبينه لدي سماعه لذلك الاسم بينما مازن قد علت درجه حرارة دمائه من الغضب و صرخ بصوت جهوري
الكلب والله لهوريه
فنظر إليه جميع الموجودين باستغراب و بادره على بالسؤال
مين ماجد دا.؟ و انت تعرفه منين يا مازن.!
زفر مازن حانقا و أجاب في عجاله
الحيوان دا معيد عند كارما في الكليه و حاول يضايقها قبل كدا و أنا وقفته عند حده
غضب على بشدة و قال صارخا
و ازاي أنا معرفش بحاجه زي دي.؟
أجابه مازن بحده.

معرفش يا على و مش مضطر اديلك تقرير بالي بعمله
زادت حدة كلمات على و علا صراخه قائلا
لا مضطر لما يبقي الموضوع يخص اختي تبقي مضطر و رجلك فوق رقابتك.
تدخل أدهم حانقا
انتوا هتفضلوا تتخانقوا عالتفاهات دي و تسبوا المهم. عايزين نطمن عليهم و نعرف الزفت دا وداهم فين.؟
اجابه على بغضب
دي مش تفاهات. مش معقول واحد معيد هيخطف طالبه عنده كدا من الباب للطاق اكيد البيه عمل عمله سودا عشان يوصله أنه يتهور و يعمل كدا.

اجابه مازن بغل
ايوا عملت ضربته و كسرت عضمه و دوست عليه قدام الجامعه كلها و هددته أنه لو قرب منها تاني هتبقي نهايته علي إيدي.

انقض على فوق مازن لاكما إياه بعنف قائلا بغضب جحيمي
يعني اخواتي دلوقتي مخطوفين بسبب غباوتك و تهورك.
تقدم يوسف و قام بامساك يد مازن التي كانت على وشك لكم على و هو يصيح في كلا منهما
بطل انت و هو. لعب العيال دا قاعدين بتتخانقوا و سايبين المصيبه الكبيرة إلى احنا فيها.؟ ايه انتوا هايفين للدرجادي دانتوا حتى مدتوش فرصه للبنت تقول إلى تعرفه.
تحدث مازن بغضب.

انت مش شفت هو بيعمل ايه و جاي بيضربني في الآخر عشان دافعت عن أخته من واحد مجنون زي دا.
اغتاظ على من حديثه و أوشك بالإنقضاض عليه مرة أخري و لكن تدخل يوسف حائلا بينهم كسد منيع قائلا بصوت جهوري
خلاص بقي يا على المهم نعرف مكان البنات و نرجعهم تاني بالسلامه ثم نظر إلى مازن بغضب
و انت تسكت خالص مش وقته الكلام دا. ابقوا صفوا حسابتكوا دي بعدين خلينا في المهم دلوقتي.
اقترب من سهى قائلا بوقار.

لو سمحتي يا آنسه سهى ممكن تقوليلنا كل إلى تعرفيه.
طالعته سهى بانبهار و نظرت يملؤها الاعجاب الذي لم يخفي علي تلك القطه التي ظهرت مخالبها فجأة و تقدمت من بين جميع الرجال و سحبت سهى من معصمها بقوة و أجلستها علي الكرسي خلفهم و هيا تقول بحدة
اتفضلي قوليلنا يا ست سهى إلى تعرفيه.
خافت سهى من تلك النمرة التي كانت تطالعها بنظرات قاتله فأجابت بلهفه.

يوم خطف البنات كان عندنا امتحان و اتلغي فكنت رايحه للدكتور ماجد عشان اعرف المعاد هيكون امتا تاني فدخلت عليه لاقيته متوتر جدا و بسأله قالي لسه مش عارف و فجأة جاله تليفون لقيته بصلي كدا و قالي اتفضلي اطلعي بره و باين أنه مكنش عايز يرد قدامي لانه وشه اتقلب ميت لون لما التليفون رن فأنا بصراحه استغربت حالته و خرجت و بعد ما طلعت افتكرت أني كان معايا ورق مهم لازم اديهوله فرجعت تاني لاقيته بيكلم حد و بيقوله يا غبي مش قولتلك ركز انت كدا هتضيعنا. و معرفش إلى عالخط التاني قاله ايه لقيته بيرد عليه بيقوله خلاص روح و أنا هحصلك عالمكان إلى اتفقنا عليه. بصراحه انا خفت أكلمه و هو متعصب كدا فرجعت تاني و بعدها عرفنا موضوع خطف كارما و غرام بس انا متخيلتش أنه له يد فيه. و تاني يوم الخبر انتشر و الغريب أنه مكنش مستغرب أو حتى مبانش عليه أنه متأثر علي الرغم من أنه كان بيتجنن لما كارما تغيب يوم. لحد ما جه النهاردة كنت رايحه اوضه دكتور شوقي عشان أشيل ورق عنده في الدرج هو مديني مفتاح مكتبه عشان احط ورق الامتحان بتاعنا لانه عنده ظروف و معرفش ييجي و أنا بفتح الدرج المفتاح وقع تحت المكتب نزلت اجيبه لقيت دكتور ماجد جايب محمد واحد من أفراد الأمن بتاع الجامعه و عمال يتخانق معاه و يقوله انت ايه جابك مش قولتلك خليك معاهم لحد ما اجيلك و أنا هظبطلك موضوع الغياب بتاعك. فمحمد رد عليه قاله متقلقش حمو هناك واخد باله كويس انا قولت أظهر في الصورة عشان محدش يشك فيا و بعدين بصراحه كدا انا محتاج فلوس. فماجد زعقله و قاله انا اديتك نص الفلوس قبل ما تنفذ و قولتلك هديك الباقي بعد ما العمليه تخلص. فمحمد قاله لا انا غيرت الاتفاق و هزود الفلوس شويه دا خطف مش لعب عيال ممكن يوصلني لحبل المشنقه و أنا عايز أأمن عيالي. لقيت ماجد بيقوله خلاص روح دلوقتي و تعالي بكرة هديك عشر الاف جنيه محمد قاله لا عشرين فماجد قاله موافق و محمد قاله هجيلك الساعه عشرة الصبح أخدهم منك فماجد قاله تاخدهم و تطلع عالمكان إلى حاطينهم فيه و مشوفش وشك هنا تاني و بعد كدا خرجوا و أنا استنيت شويه لما اتأكدت أنهم مشيوا و جيت جري علي هنا عشان ابلغكوا.

انهت سهى كلماتها لاهثه ليكور مازن قبضته و يلكم الحائط خلفه قائلا بغضب
الحيوان والله لهندمه عاليوم إلى اتولد فيه.

كان أدهم يستمع إلى الحديث و داخله بركان يزداد توهجه أكثر فأكثر فمنذ أن دخل هذا المدعو رامي إلى البيت و هو يود الفتك به و جاء حديث تلك الفتاه ليزيد بركان غضبه أكثر فأكثر و كان على هو الآخر ينفث النيران من أنفه و هو يتوعد لذلك الماجد بأقسي انواع العقاب فنظر يوسف إلى ثلاثتهم و قال بسخريه.

مناظركوا انتوا التلاته دي هتوصلنا لطريق مسدود. احنا دلوقتي مسكنا طرف الخيط عايزين نحسب خطواتنا الجايه صح. ماجد دا اكيد مش لوحده و احنا لازم نتحرك بسريه تامه عشان اي غلطه البنات إلى هتدفع تمنها
انفعل مازن قائلا
الكلب دا انا هروح اجيبه من قفاه و اطلع عين اهله لحد ما يقول وداهم فين.
عارضه على قائلا بصياح
انا إلى هروح اجيبه و هعرف اربيه ازاي.
أيدهم أدهم في الرأي قائلا.

دا لازم يتجاب و ياخد بالجزمه لحد ما يعترف وداهم فين و عمل فيهم ايه.
تحدث رامي باستنكار آثار جنون أدهم
لا طبعا غلط جدا إلى انتوا بتقولوه دا كدا ممكن يخلي الناس إلى معاه تأذيهم.
نظر يوسف إليهم بغضب قائلا.

انا شايف أن انتوا التلاته متفكروش خالص الزفت دا محدش هيلمسه و لا هيحط أيده عليه غير لما البنات ترجع بالسلامه احنا منضمنهوش ممكن يعمل ايه هو و إلى معاه دا واحد دكتور كون أنه يفكر التفكير الغبي دا مع طالبه عنده لمجرد أنها رفضته أو أنه تتخانق مع خطيبها يبقي مريض و دا متوقع منه أي حاجه
زفر أدهم قائلا بعصبيه
طب و الحل يا يوسف هتفضل قاعدين حاطين إيدينا علي خدنا كدا و هما بين ايدين المجنون دا.؟

أجابه يوسف بتعقل
لا طبعا. احنا هنراقبه لحد ما نعرف مكانهم.
و هو اهبل ما اكيد عامل حسابه عشان محدش يشك فيه. هكذا أجاب على بحنق ليجيبه يوسف قائلا بغموض.

متقلقش انا عندي خطه هتخلينا نعرف مكانهم فين بالظبط.

كانت نيفين تطالع زين و هو يلهو و يلعب مع روفان في الحديقه بنظرات يملؤها الكره فلم يكن يكفيها كل تلك المشكلات ليأتيها ذلك الفتي الصغير و يسحب البساط من تحت قدميها فجدها أصبح و كأنه مهووس به فكان يدلله كثيرا و هذا ما اغضبها و تلك الحرباه المسماه بسميرة يجب أيضا التخلص منها فقد استمعت لحديثها مع ذلك الغريب و الذي كانت تتخلله بعض العبارات الوقحه و الإيحاءات البزيئه التي توضح أن علاقتهم ليست بالبريئه فهي لابد أن تستخدم تلك النقطه لصالحها حتى تستطيع أن تتخلص منها نهائيا و عندها ستكون هيا بمفردها أمامهم و عليها أن تضع خطه محكمه للتقرب إليهم جميعا و استمالتهم و ذلك بتمثيل دور الضحيه الذي يروقها كثيرا أن تلعبه و لهذا فعليها أن تبدأ في تنفيذ أولي خطواتها لتحقيق مبتغاها.

توجهت نيفين إلى غرفه والدها الذي عاد ليلا في ساعه متأخرة و طرقت عليها عدة طرقات بسيطه فأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت بخطوات سُلحفيه مطأطأة رأسها و قالت بصوت خفيض.

كنت عايزة اتكلم معاك شويه ممكن.؟!
تهللت أسارير مراد الذي كان يفكر في كيفيه التقرب إليها و إعادة بناء الشرخ القائم في علاقتهم فقال بلهفه و هو يدعوها للجلوس بجانبه علي الاريكه.

طبعا يا نيفين. تعالي اقعدي هنا جنبي.
تقدمت نيفين و جلست بجانبه و أخذت تفرك كفيها ببعضهما و كأنها تبحث عن كلمات لتبدأ بها فبادرها مراد قائلا.

حقك عليا يا نيفين. انا عارف اني اهملتك اوي و عارف انك كنتي كتير بتتاخدي في الرجلين بسبب المشاكل إلى بيني و بين امك لكن اوعدك اني هعوضك عن كل إلى فات.

طالعته نيفين بنظرات المسكنه و الحزن و قالت بنبرة منكسرة
انا مش زعلانه منك يا بابا انا إلى جايه اتأسفلك عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش. حقك عليا. أسفه.
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي.

حقك عليا يا بنتي انا إلى آسف. انا إلى اهملتك و ظلمتك كتير. انا مش زعلان منك. ليكي حق تقولي و تعملي اكتر من إلى عملتيه انا مقدرتش مشاعرك بس غصب عني موت ميرفت كان صدمه بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي.

قاطعته نيفين بلهفه مصطنعه
متبررليش يا بابا دا حقك و حقه. حقه يعيش وسطنا. انا صدقني مش ضده بالعكس. أنا بحاول أأقلم نفسي علي وجوده. انا بس ليا رجاء واحد عندك.
أجابها مراد بلهفه.
أؤمريني يا حبيبه بابا.
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و نزول العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال.

متنسانيش وسط اهتمامك بزين. متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني. اديني و لو جزء بسيط من وقتك. عشان أنا محتجالك اوووي.

شقت كلماتها قلب مراد إلى نصفين فأخذها إلى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم علي ما اوصل ابنته إليه هو أن تترجاه ليعطيها بعضا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمه الساخره المرتسمه علي شفاه تلك الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر.

وقتي كله ليكي يا حبيبتي. حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي. اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليكي تحتاجيلي تاني و متلاقينيش هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميكي من كل حاجه وحشه و أولهم أمك.

فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفه مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه
ياريت يا بابا تحميني منها. ياريت متخلنيش احتاجلها تاني انا عايزة انسي أنها امي.
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام
ليه يا نيفين.؟ حصل منها ايه عشان تقولي كدا.؟
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود
م. مفيش. مفيش حاجه.

زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحده طفيفه
نيفين. بصيلي هنا و قوليلي في ايه.؟
التفتت إليه نيفين قائله بانهيار
مفيش حاجه. ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا.
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفه و أغلقت الباب خلفها و هيا تشعر بالانتصار فها هي أولي خطواتها قد نجحت نجاح عظيم.

ممكن اعرف انت موديني علي فين.؟!
كانت تلك الكلمات لهند التي أخذها رائد إلى ذلك المشوار الغامض و الذي جعل الرعب يدق في قلبها خوفا من أن يعيد فعلته الدنيئه معها مرة آخري فأجابها هو بلهجه حانيه قلما تظهر منه.

من وقت ما خرجنا من الشركه و انتي مش علي لسانك غير السؤال دا. ممكن تثقي فيا شويه.؟

تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر الما و مرارة
مانا وثقت فيك قبل كدا و النتيجه كانت ايه.؟ معتقدش اني ممكن اثق فيك تاني.؟

ذكرته كلماتها بذنب مغروز كالشوك في قلبه و لكنه حاول أن يغير مجري الحديث و أن يضفي بعض المرح علي الأجواء
ورد عامله ايه في الدراسه.؟ لسه بردو بتعمل بطنها وجعاها عشان متروحش المدرسه.؟

توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن تري هل علم بما تخطط له.؟ حاولت أن تسيطر علي توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب
كويسه الحمد لله عادي هيا ورد هتتغير.
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته.

مش قادر انسي منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه. تصدقي وحشتني و نفسي اشوفها. قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالرعب يدب في أوصالها من حديثه و نظراته لتلتفت إلى الجهه الأخري خوفا من أن يريد ذلك الخوف المرتسم علي ملامحها و هيا تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عيناها قائلا.

انا عارف اني أذيتك و ظلمتك معايا. بس اديني فرصه اخلص من كل العك إلى انا فيه دا و اوعدك هعوضك عن كل حاجه وحشة شفتيها معايا بس خليكي جمبي و اصبري عليا شويه.

كانت كلماته أشواك تزرع في قلبها الذي لو أطلقت له العنان لكانت الآن مرتميه بين ذراعيه تبكي حبها و ألمها و حماقتها فلو كان الأمر يخصها هيا فقط لتركت كل شي و خطت معه نحو المجهول و لكن الأمر يصل إلى من هم اغلي و أنقي منها بكثير فلم يعد لها مفر سوي حمايتهم من تلك اللعنه التي إصابتها و هيا لعنه عشقه فرت دمعه هاربه من طرف عيناها تلقتها أطراف أصابعه بحنان و قال بلهجه ناعمه.

انا جايبك اغلي مكان علي قلبي و هكشفلك سر مفيش مخلوق في الدنيا يعرفه.
أضاءت كلماته وميض الفضول داخلها لتنظر حولها و إذا بها تري لافته منقوش عليها مشفي الامراض العقليه
فقطبت جبينها قائله
هو انا كنت متأكدة مليون في الميه انك مجنون بس انك تبقى معترف بدا لا صدمتني الصراحه.
ضحك رائد بقوة علي حديثها و قال عندما هدئت ضحكاته
هو انا مجنون اه بس مش للدرجادي. يالا انزلي في حد لازم اعرفك عليه جوا.

استجابت هند لطلبه و ترجلت من السيارة و تبعته إلى الداخل و وقفت بانتظاره عدة دقائق حتى انهي حديثه من ذلك الطبيب ثم توجه ناحيتها و اخذها من يدها دون حديث و توجه بها إلى أحدي الغرف و ما أن فتح الباب حتى وجدت تلك السيدة الجميله جالسه علي سريرها ناظرة إلى الامام فلم تنتبه لدخولهم و الأحري أنها لا تنتبه لشئ مما يدور حولها
اقترب منها رائد مقبلا يدها و جبينها قائلا بحب
وحشتيني يا امي !

نزلت الكلمه علي هند كالصاعقه. هل فعلا هذه المرأة تكون والدته فالجميع يعلم أن عائلته متوفيه و هو طفل صغير فكيف تكون تلك المرأة والدته هل يعقل أن يكون أوهم الجميع بقصه والديه المحزنه تلك.
لم تلتفت السيدة تجاههم و كما توقعت هند فهيا تعيش بعالم خاص بها يختلف تماما عن عالمهم و لكن هذا لم يثني رائد عن الحديث معها و محاوله إقحامها داخل ذلك العالم لتجده يحادثها و كأنها تسمعه.

عارف اني إتاخرت عليكي و انك اكيد زعلانه منه. بس غصب عني صدقيني. بس انا النهاردة قررت اصالحك و اجبلك حد غالي عندي اوي و كان نفسي تتعرفي عليه من زمان.
اختتم جملته ثم رفع يده و مدها إلى هند التي ترددت لحظات قبل أن تضع كفها فوق كفه الممدود تجاهها و تقدمت من السرير الخاص بتلك السيده و لكن ما زاد من صدمتها تلك الكلمات التي قالها رائد لامه.

دي هند إلى حكتلك عنها يا امي. دي اغلي انسانه عندي في الدنيا بعدك. و اكتر انسانه اتظلمت معايا و بسببي. جبتها هنا النهاردة عشان اعتذرلها قدامك و اقولها أنها غاليه عندي اوي و اني ناوي اعوضها عن كل حاجه وحشه شافتها معايا. بس هيا تقول مسامحه.
ثم نظر إليها قائلل بترجي
ها مسامحه و لا لا.؟

هطلت العبارات من مقلتيها دون أن تكون لها القدرة علي ايقافها فتلك للكلمات الحانيه التي تخرج من بين شفاهه تزيد من ألمها و عذابها فكيف لها أن تتركه بعد ما فعله الان كيف لها أن تكسر قلبه بعد تلك الوعود التي طالما تمنت أن تسمعها منه. فهي الان تجد نفسها أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر أن تنجو بعائلتها من بطشه و ذلك الانتقام الذي كلفها الكثير من المعاناه و لا تدري إلى اين سياخذهم أم تتراجع عن قرارها بهجره و تجاذف بأن تنكشف أمام يوسف الحسيني الذي قد يهدم العالم فوق رؤوسهم؟ لا تعرف ماذا تفعل فللقلب رأي متناقض تماما عن رأي العقل و هيا حائرة في المنتصف لا تدري ما عليها فعله. أنقذها دخول الممرضه التي نادت علي رائد لتبلغه بأن مدير المشفي يريد الحديث معه فتركها بمفردها مع والدته قائلا بأنه لن يتأخر.

نظرت هند إلى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت هند بأنها تحسدها و تتمني لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فُرِض عليها العيش في كل هذا العذاب دون القدرة علي الاعتراض حتي. قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجه يائسه.

انا معرفش ايه إلى حصل وصلك للحاله دي. بس اكيد حاجه كبيرة اوي إلى توصلك انك تخلقي عالم جواكي و تعيشي فيه...
اكيد الدنيا كانت قاسيه عليكي اوي.
انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاف عليها. ناس مقدرش اتخلي عنهم. ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس علي قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم.

مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم حتى لو علي موتي. لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس إلى مبترحمش.
ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلي عنه أبدا. قوليله اني اهون عليا الموت و لا أنه اسيبه يواجه العذاب دا كله لوحده بس غصب عني مش هقدر. مش هقدر.

انهت كلماتها ثم فرت هاربه تبكي حبها المحكوم عليه بالموت و قد حسمت أمرها بأنها ستفعل اي شئ مقابل حمايه عائلتها حتى لو كانت ستعيش بلا قلب فهيا تركته معه.

والله ا رائد بيه دا إلى حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص إلى جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي علي طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره و عشان ميتصورش.

تلك كانت كلمات مدير المشفي لرائد الذي اندهش من حديثه و أخذ عقله يعمل في كل اللإتجاهات فذلك المكان لا يعلم أحد عنه و لا بأن والدته هنا فقد أخفاها جيدا عن العيون فالكل يظن بأنها ميته حتى عمه فمن الذي يراقبه و يسعي خلفه حتى كاميرات المراقبه لم تنجح في إظهار ملامح ذلك الشخص فمن هو إذن؟
لم يسعفه عقله باجابه و خاصتا عندما ظهرت تلك الممرضه التي كانت تهرول تجاههم قائله بزعر.

الحقني يا دكتور. الست إلى تبع الأستاذ دا جالها حاله انهيار عصبي.

متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليكي و مأمنينك كويس.
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهي التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط غضبا من تلك الفتاه التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعله كما وصفتها كاميليا.

مش قلقانه يا يوسف بيه. انا واثقه في حضرتك.
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هيا تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن غضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر.

اقصد واثقه فيكوا كلكوا. و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه.

لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من بابا العماره حتى تحدث مع سهى بنبرة فولاذيه
ماجد نازل اهوة. جاهزة.؟
ارتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت ببنبرة ثابته نوعا ما
جاهزة..
مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوي و تمثلي دورك بالظبط الغلطه هنا بفورة.

لم ينتظر إجابتها انما أمرها بالنزول فورا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان علي وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
دكتور ماجد دكتور ماجد.
التفت ماجد إلى ذلك الصوت ليتفاجئ بسهي تقف علي بعض سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا
سهى! انتي ايه إلى جابك هنا.
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق
بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع..

و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه.؟
أجابته سهى بلهفه
لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا.
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل
خير يا سهى موضوع اي إلى مينفعش يتأجل دا و لا يتقال في الجامعه.
تقدمت سهى منه و نظرت بداخل عيناه و هي تقول
دكتور ماجد أنا .
انتي ايه يا سهى.؟ هكذا أجابها ماجد بنفاذ صبر.

انا معجبه بيك من زمان اوي و كنت عايزة اصارحك بس مكنتش بتيجي فرصه مناسبه.

قطب ماجد جبينه بإندهاش قائلا.
معجبه بيا انا.!
تقدمت سهى منه خطوة آخرى و. قد أتقنت لعبتها جيدا و تفننت في اللعب علي اوتار كبرياؤه المشروخ قائلا
و مالك مستغرب اوي كدا ليه.؟ انت الف واحده تتمناك. بس انت إلى كنت مغمض عنيك و مش شايف غير واحده بس.

أجابها ماجد بسخريه
و بما إن الواحده دي مخطوفه أو مش موجودة حاليا فقولتي استغل الفرصه.
اجابته سهى بلهفه و قد اغرورقت عيناها بالدموع
لا والله انا مش كدا و اوعي تفكر اني فرحانه في خطف صاحبتي. أبدا بس غصب عني لما لاقيتك مش مهتم بغيابها و حتى مش باين عليك انك متأثر قولت يبقي الطريق لقلبك بقي مفتوح. انا أسفه لو كنت ضايقتك بكلامي بس انت اكتر حد عارف احنا ملناش سلطه علي قلوبنا.

نجحت سهى في استفزاز رجولته خاصتا عندما هطلت دموعها و ذلك الضعف الذي ظهر في صوتها فأخذ ماجد ينظر إليها لا يدري ماذا يقول لتبادره هيا قائله
يظهر اني غلطت لما جيتلك و صرحتلك بمشاعري. انا اسفه.
انهت كلماتها تزامنا من دوخه بسيطه اعترتها فكانت علي وشك السقوط حتى امتدت يد ماجد لتلتقطها فاقتربت منه للحد المرغوب لها و لتنفيذ خطتها ليقول ماجد بلهفه
سهى انتي كويسه. اوديكي المستشفي.

انهت سهى ما جاءت لأجله فقالت بقوة حاولت رسمها
انا كويسه متقلقش عليا. انا محتاجه امشي. و ياريت تنسي كل إلى قولتهولك.
انهت كلماتها و هيا تعتدل في وقفتها محاوله إظهار كونها انثي جرحت بشدة و تحاول لملمه شتاتها فقالت بكبرياء
انا مش هعطلك عن مشوارك اكتر من كدا. واضح انك كنت مستعجل. انا بس جتلي لحظه شجاعه محبتش اضيعها بس الظاهر أني كنت غلطانه اتفضل امشي.

توتر ماجد بصورة ملحوظه عندما رن هاتفه و قال محاولا التخفيف عنها
بصي يا سهى انا مستعجل دلوقتي. لكن اوعدك أننا هنقعد مع بعض و نتكلم كتير. بس انا مضطر امشي دلوقتي. عن إذنك.

كان كل هذا يحدث أمام أنظار يوسف و كاميليا التي كان الغضب و الغيرة يأكلانها بدون رحمه و لم يخفي هذا علي يوسف الذي كان أكثر من مستمتع بغيرتها تلك فبادرته كاميليا بالحديث قائلا
جدعه اوي سهى.
اجابها يوسف بتأكيد
اه بنت ممتازة.
زاد غضبها أضعاف من حديثه عنها لتحاول التحكم في نفسها قدر الإمكان قائله
و أمورة كمان.
فأجابها يوسف بتأكيد
اه فعلا.
أخذت درجه حرارتها تزداد شيئا فشيئا فقالت بسخريه.

ايه رأيك نشوفلها عريس. يعني بنت جدعه و ممتازة و كمان أمورة. منضيعهاش من إيدينا.

كان يوسف يسايرها في الحديث و وهو يكتم ضحكاته بصعوبه فأجابهم بنبرة لا مباليه
هيا فعلا خسارة تضيع من أيدينا. بس انا مش خاطبه يا روحي.
علت نبرة كاميليا بعض الشئ و هي تقول بغضب
امممم و لا ندورلها علي عريس ليه ما العريس موجود اهوة. و عجباه كمان لا و في نظرات و ابتسامات واثقه فيك يا يوسف و معرفش ايه يا يوسف و أنا أباجورة قاعدة جمبك.

أجابها يوسف بلهجه محذرة
كاميليا صوتك ميعلاش. و متنسيش أننا لولاها مكنتش عرفنا نوصل لالي خطف بنات خالتك فبطلي جنان.

اغضبتها لهجته و عرفانه بجميلها فهذا الراجل يثير جنونها فتارة يكون حنون للدرجة التي تجعلها تذوب بين ذراعيه و تارة يكون بارد غير مبالي بوجودها و تارة يكون قاسي في تحذيرها فكيف يمكنها التعامل معه.

تصدق عندك حق انا مجنونه فعلا بس مش عاميه و شايفه نظراتها ليك عامله ازاي.

اديكي قولتي نظراتها. و أنا مش مسئول عن نظرات الناس ليا. و ياريت تقفلي الموضوع بقي.

احزنتها كلماته و لكنها الحقيقه فهو غير مسئول عن ردود أفعال الفتيات تجاهه و لكنها نوبات الغيرة الملعونه التي تصاحبها عندما يتعلق الأمر به لا تدري ماذا تفعل فآثرت الصمت و وجهت انظارها لتلك الفتاه محاوله كبت دموعها التي تهدد بالانفجار.

و لأنها جزء لا يتجزأ منه ألمها يؤلمه فقد شعر بمدي حزنها و لكن ليس هذا الزمان و لا المكان ليرضي جنونها.

رأي يوسف ماجد يهم بالإنصراف فقام بالنظر إلى حبيبته و إدارة وجهها إليه واضعا قبله طويله فوق جبينها و آخري بجانب فمها و قال بصوت خفيض خرج من قلبه إلى قلبها مباشرة
انا مبشوفش غيرك يا كاميليا. مفيش واحده ست في العالم ممكن تهز فيا شعرة في غيابك مابال في وجودك بقي.

هطلت الدموع من عيناها كالشلال و لم تستطع أن ترد عليه ليحتضنها و هو يقول بحب
دموعك دي اغلي من انها تنزل علي حاجات تافهه زي دي.
انهي يوسف كلماته ثم ترجل من السيارة و ذهب إلى مكانها و فتح الباب و قام بإخراجها و اخذها داخل أحضانه أمام سهي القادمه تجاههم و التي كانت مصدومه مما رأته فقبل جبينها ثم قال بلهجه حانيه اخترقت مسامع سهى
خلي بالك من نفسك يا قلبي أن شاء الله مش هتاخر عليكي.

صدمت كاميليا من حديثه فقالت
ايه دا هو انا مش هاجي معاكوا.؟
قال يوسف بصوت خفيض و لكن صارم
مش هينفع يا كاميليا انتي طلبتي تيجي معانا و تشوفي بعينك هيحصل ايه و خلاص لحد هنا و مش هقدر تعرضك للخطر. تتفضلي تروحي من غير مناقشه و أن شاء الله مش هنتأخر عليكي.

التفت يوسف تجاه سهى قائلا بوقار
شكرا يا آنسه سهي. لحد هنا دورك انتهي. تقدري تتفضلي العربيه هتوصلك.
لم ينتظرها أن تجيبه إنما اتجه تجاه دكتور رامي الذي كان أدهم ينظر له و كأنه فريسه و هو الصياد ليقول يوسف بصرامه
دكتور رامي هتروح توصل كاميليا و سهى البيت و ترجعلنا علي طول.
اغتاظ رامي من طلب يوسف ليقول بحده.

و اشمعنا انا يا يوسف بيه إلى اروح اظن إلى مخطوفه دى خطيبتي و أنا أولي اكون معاكوا. تقدر تبعت اي حد تاني وجوده مالوش لزوم.

كانت كلماته قد أشعلت فتيل أدهم الذي كان علي وشك الإنقضاض عليه لولا نظرات يوسف المرعبه التي جمدته في مكانه و الذي قال بنبرة أحرجت رامي.

بصراحه يا دكتور رامي كاميليا حالتها مش مطمئنه و أنا مش هقدر اجازف أنها تتعب في الطريق و لا حاجه و كمان انت الدكتور بتاعها إلى متابع حالتها و اكيد لو تعبت هتقدر تتصرف. و تقدر تحصلنا بعد ما توصلها كدا كدا الحراسه هتكون وراكوا و هيكونوا علي علم بمكانها عشان هيحصلونا.

لم يعطه يوسف الفرصه للإعتراض حيث التفت لرئيس الحرس خاصته و قال يالا نفذوا إلى قولتلكوا عليه.

انصاع رامي لطلب يوسف علي مضض و داخله يغلي من الغضب و خاصتا عندما راي تلك النظرات الشامته من أدهم له فأخذ يسب و يلعن داخله لذلك الذي كان قد تنفس الصعداء عندما تخلص من هذا الطبيب المزعج حتى أنه لم يستطع أن يخفي ضحكته ليباغته يوسف بلكمه خفيفه علي كتفه ايقظته من شروده و قال له بلهجه تحذيريه.

بطل تضحك زي الهِبل كدا و يالا عشان ورانا حاجات كتير هنعملها. و لينا قاعده عشان شكلك عامل بلاوي كتير من ورايا.

صعد يوسف إلى سيارة مازن الذي بادره بالحديث
جهاز التتبع إلى حطته سهى في هدومه اشتغل و دلوقتي نقدر نتحرك يا يوسف.
تمام يالا و أنا كلمت الناس بتوعي و هيقابلونا عالصحراوي.
و أنا كمان قوات الدعم مستنيه مني الإشارة عشان تتحرك. هكذا قال على قبل أن تنطلق السيارة في وجهتها المجهوله.

ما أن ترك ماجد سهى و قام بالصعود إلى سيارته حتى فتح الهاتف إلى ظل يرن و كان ذلك المدعو محمد فبادره بالحديث قائلا
في ايه كل دا رن ما قولتلك جايلك في الطريق
البت إلى جوا دي مصدعانا من الصبح عماله تزعق و تصرخ و أختها كمان لما سمعتها قعدت تصوت زيها و انت قولت جاي من ساعه و مجتش نعمل معاهم ايه.

صرخ ماجد فيه قاائلاا
اوعي تقربلهم. انا جاي في الطريق. مسافه السكه و هكون عندك.
و بالفعل وصل ماجد إلى وجهته ذلك البيت المهجور بالقرب من أحدي الطرق الصحراويه فوجد محمد و ذلك المدعو حمو جالسان في مقدمه البيت و يحيط بهم العديد من الرجال المسلحين و لكنه لم يستمع لاي صوت قادم من الغرف المحتجزة بهما الفتاتان ليقول بلهفه.

انا مش سامع صوت للبنات ليه.؟
أجابه حمو قائلا.
لا مفيش اصلهم صدعونا فخوفناهم شويه عشان يسكتوا.
ذُعِر ماجد من حديثه فقام بإمساكه من تلابيبه صارخا بوجهه
عملت فيهم ايه يا حيوان. انا مش قولت محدش يقرب منهم.
قام حمو بدفعه و قال بصوته الجهوري
انت هتمد ايدك عليا يا حيلتها لا بقولك ايه دانا ادفنك هنا.

ارتعب مازن من مظهر ذلك المجرم و قد تأكد بأنه قد أخطأ خطأ كبير بالوثوق بهؤلاء الاوغاد و قام بالتوجه تجاه الغرفه المحتجز بها كارما فصعق مما رآه فقد كان خدها متورم و كانت ترتجف من شدة الرعب فيبدو أن أحد هؤلاء الاوغاد قد قام بصفعها ليجن جنونه و يخرج مرة ثانيه ليقوم بالهجوم علي ذلك المجرم حمو و لكمه لكمه عنيفه أطاحت به ليفقد حمو توازنه و يسقط علي الارض و قام ماجد بلكمه عدة لكمات تسببت في تطاير الدماء من فمه و ما أن كان يعطيه القاضيه حتى وجد تلك الضربه المفاجأة تنزل علي رأسه من الخلف فقد كان محمد بالحمام و خرج علي صوت شجارهما ليجد ماجد علي وشك قتل حمو من شدة لكماته فقام بضربه بالمطرقه علي رأسه لإنقاذ صديق السوء هذا.

نظر محمد إلى ماجد و قام بخوف
يا نهار ازرق ليكون مات.؟
مات و لا غار في داهيه أيده طارشه ابن الكلب.
قالها حمو الذي كان يحاول إعادة توازنه و الوقوف علي قدميه فساعده محمد و قام بغسل وجهه بالماء قائلا
هنعمل ايه دلوقتي يا حمو.
فأجابه ذلك الشيطان قائلا.
احنا نكتف الكلب دا و نرميه في أي اوضه و نستمتع احنا مع المزتين الحلوين دول.
اتبع كلامه بضحكه كريهه فأعجب محمد بمخططه و قال بسخريه.

على رأيك و اهو نلبسها العاشق الولهان دا و نبلغ عنيه و نخلع احنا بالفلوس و نسيبه يلبسها هو.

ايوا كدا يا ابو حميد فتح مخك معايا هيا دي الخطط و لا بلاش. يالا بقي انا هقوم اغسل وشي و اجي اجهز عشان اشوف المزة إلى جوة دي ايه نظامها.

كانت غرام ترتجف خوفا علي شقيقتها التي هدأ صوتها فقد مرت الثلاث أيام عليهم و كأنها دهرا فلم تكن تري اي احد سوي ذلك الشخص الملثم الذي يدخل ليضع الطعام أمامها ثم يخرج دون أن يتفوه بحرف واحد مهما حاولت الصراخ لا يعيرها اي اهتمام فقد كانت تصرخ و تصرخ و تصرخ حتى يتمكن أحد من سماعها و لكن دون جدوى و كانت كارما ما أن تسمعها تصرخ حتى تشاركها الصراخ و احيانا تنادي عليها باسمها حتى تطمئن من أنها بخير حتى يأتي ذلك الكريه و يضع تلك اللاصقه علي فمها حتى يمنعها من الصراخ و لكن اليوم اتي ذلك النذل.

و صفعها صفعه مدويه اخرستها و جعلت الألم يشتعل في خدها و جعلت أوصالها ترتجف من الخوف و خافت أكثر. علي أختها التي هدأ صوتها هيا الأخري مما يدل أنها نالت صفعه من ذلك المجرم و لكنهم عندما قاموا بخطفها قد استطاعت أن تنزع القناع عن أحدهم التي تقسم أنها رأته من قبل و لكن ذاكرتها لا تسعفها في تذكر أين رأته و من يكون.

كانت كارما ترتجف خوفا عندما اتي ذلك المجرم و صفعها بوحشيه فأخذت تبكي في رعب و لكنها صُدِمت عندما وجدت ماجد يدخل عليها تلك الغرفه إذن فقد كان هو مختطفها و ذلك الشخص الذي يرتدي القناع و الذي كان يأتي كل يوم طوال الثلاث أيام المنصرمة يجلس أمامها يناظرها بعيون يملؤها الحزن و الألم و لم يتفوه بحرف واحد مهما حاولت أن تصرخ عليه.

كاد عقلها أن يجن كيف يستطيع فعل هذا بها و اختطافها هيا و أختها و حبسهم بتلك الطريقه الغير آدميه و لكنها لم تصل إلى إجابات بعد لتتفاجئ بأحدهم يقوم بالقاء ماجد بجانبها و هو مقيد و فاقد للوعي لتبدأ دموعها بالهطول إذن فماجد أصبح أسير هو الآخر مثلها و قد أصبحوا جميعا تحت قبضه هؤلاء ال مجرمين.

كانت غرام تبكي و تتضرع إلى الله أن يزيل ذلك الكابوس و ترجع هيا و أختها سالمين إلى بيتهم فإذا بذلك المدعو حمو يقتحم غرفتها و يناظرها بنظرات يملؤها الرغبه بعثت الرعب داخلها أكثر و أكثر و أخذ يتقدم منها ببطأ و هيا ترتجف خوفا حتى صار علي بعض سنتيمترات قليله منها فقالت بصراخ.

ابعد عني يا حيوان. انت عايز مني ايه.؟
قهقه ذلك المدعو حمو ضحكه كريهه تشمئز لها النفوو قال بمكر
احنا هننبسط مع بعض شويه يا قطه.
ما أن اختتم كلماته حتى تقدم منها فأخذت بالصراخ رعبا من مظهره المقزز و نواياه الكريهه فوصل ذلك الصوت إلى كارما التي شعرت بالخوف الشديد و بأن أختها في خطر فأخذت تصرخ و تصرخ إلى أن جرحت حنجرتها علي امل بأن يسمعها أحد.

كانت السيارات قد وصلت عند اقرب نقطه لذلك البيت المهجور و لكنها توقفت خوفا من أن يكشفهم هؤلاء المجرمين و قام يوسف بأمر رجاله بتطويق المكان و ارسل منهمم من تقدم زحفا ليعاين المكان و يري عدد الرجال الموجودين و أيضا أخبر على القوات بأن تتأهب في إنتظار إشارة منه.

و ترجل اربعتهم كلا يمسك سلاحه الخاص حتى عاد رجال يوسف و اخبروهم بأن هناك رجلان يقفان بالأسلحة عند مقدمه المنزل و آخران في الخلف و بانهم سمعوا صراخ الفتيات لتنتفض القلوب رعبا مما قد يقدم هؤلاء المجرمين علي فعلا فانقسموا إلى فريقين يوسف و ادهم في الجهه الخلفيه و على و مازن في الجهه الاماميه تحاوطهم القوات من جميع الاتجاهات.

مع كل خطوة كان أدهم يتقدمها و يصل إليه صراخها كان يتمزق داخليا و يدعو الله بأن يحفظها له و يتوعد لهؤلاء الاوغاد بأقسي انواع العقاب و أسرعت خطواته تزامنا مع علو صرخاتها ليوقفه يوسف قائلا بصوت حاد و لكن خفيض
اهدي شويه يا أدهم انت كدا هتكشفنا و دا ممكن يكون خطر على حياتهم.
فقاطعه أدهم غاضبا و قد كانت كل خليه فيه تحترق رعبا علي محبوبته
اهدي ازاي مش سامع صوتها بتصرخ.
أجابه يوسف مطمئنا إياه.

اوعدك أن شاء الله هننقذهم.
انهي يوسف كلماته و قام بإلقاء حجر ليلفت انتباه ذلك الذي كان يقف حارسا للمكان ممسك بسلاحه فيتقدم تجاه الصوت القادم ليباغته يوسف بلكمه في منتصف رأسه و يكسر عنقه فخر صريعا في الحال كما أن أدهم فاجئ الآخر الذي كان معطييا إياهم ظهره فقام بضربه بمؤخره سلاحه فوق رأسه عده ضربات أفقدته وعيه.

و كذلك فعل على مع ذلك الحارس في الجهه الأخري و مازن أيضا الذي أخذ يلكم الحارس الآخر حتى آلمته قبضته فقد كان يخرج غضبه بوجه ذلك القذر.

تقدم أدهم يقوده قلبه علي صوت محبوبته ليقوم بكسر باب الغرفه فوجد ذلك الحيوان يحاول الاعتداء عليها ليجن جنونه و قام بالإنقضاض عليه و أخذ يكيل له اللكمات أمام نظرات غرام المرتعبه و الغير مصدقه بأنه استطاع التدخل في الوقت المناسب و لكن توسعت عيناها ما أن لمحت ذلك القادم تجاههم يحمل في يده مسدسا ليدفعها قلبها تجاهه قائله بصراخ
حاسب يا أدهم.
لتخرح أحدي رصاصات الغدر تصيب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة