قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والثلاثون

ليست كل العواصف تأتي لعرقله الحياه فبعضها يأتي لتنظيف الطريق...

أخذ أدهم يكيل اللكمات لهذا القذر الذي كان يحاول الاعتداء علي حبيبته و كانت غرام ترتعب مما يحدث حولها و لكن أدهم كان طوق النجاه الذي أنقذها من ذلك المصير السئ الذي كانت ستلقاه علي يد ذلك المجرم لولا تدخله لتلمع عيناها فجأة عندما لمحت ذلك القادم تجاههم يصوب فوهه مسدسه إلى ظهر حبيبها و منقذها لتندفع بدون وعي تجاهه قائله في زعر.

حاسب يا أدهم.

رفع أدهم رأسه من فوق ذلك المجرم الذي انقطعت أنفاسه من شدة لكماته ليجد غرام تلقي بنفسها فوقه لتتخطاهم الرصاصه باعجوبه و تصيب الحائط خلفهم فلم يستطع أدهم تصديق ما حدث فهل فعلا قامت بإنقاذه من تلك الرصاصه الطائشه خاصتا بعد ما ما فعله معها. اصطدمت أجسادهم بشدة علي الارضيه الصلبه مما ادي إلى فقدان غرام الوعي في الحال و سقوط بعض قطرات الدماء تحتها ليجد أدهم عيناها تنغلق و سائل لزج يبلل يديه أسفلها فسقط قلبه بين ضلوعه خوفا من سكونها بتلك الطريقه بين يديه لتخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبه بالغه.

غ. غرام.؟ غرام ردي عليا انتي كويسه.؟
أدهم انتوا كويسين.؟

كان هذا صوت يوسف الذي ما أن رأي ذلك النذل يذهب حاملا سلاحه في الإتجاه الذي توجه إليه أدهم حتى لحق به و فور أن أطلق تلك الرصاصه حتى باغته يوسف بضربه قويه خلف رأسه بمؤخرة سلاحه جعلته يفقد وعيه في الحال ثم هرول يوسف للإطمئنان عليهما ما أن رأي اصطدامهم بالارضيه ليجد أدهم و قد جحظت عيناه عندما شاهد دمائها فأخذ يتلمس وجهها بخفه كي يوقظها مناديا عليها بكل ما يعتمل بداخله من رعب.

غرام غرام ارجوكي فوقي متعمليش فيا كدا.!
أبعده يوسف عنها ما أن رأي للدماء التي افترشت الارضيه و قام بوضع إصبعيه فوق شريانها النابض ليقول بعمليه
نبضها ضعيف لازم تتنقل المستشفي دلوقتي حالا.
نظر له أدهم بضياع لا يدري ماذا يفعل و كأن كل حواسه توقفت لحظه أن ألقت بنفسها بين ذراعيه تحميه من الموت المحتم ليصرخ به يوسف قائلا.

أدهم. خدها و اطلع علي اقرب مستشفي دلوقتي و أنا هكلمهم يبعتوا عربيه إسعاف تقابلكم. مفيش وقت للصدمات حياتها في خطر.
افاق أدهم من صدمته و قام بحملها و خرج بها مهرولا للخارج و هو يقول بوجع و قهر
غرام. ارجوكي متستسلميش ارجوكي قاومي عشان خاطري.
فقد كان يشعر و كأنه يحمل قلبه بين ذراعيه فإن استسلمت توقف قلبه مستسلما هو الآخر.

كان مازن يبحث في الغرف كمن فقد عقله و يتبعه على إلى أن سمعوا صوت بكاء مكتوم آت من أحد لغرف فإندفع كليهما تجاه باب الغرفه ليصعقوا من ذلك المشهد فقد كان هذا المجرم محمد يمسك بكارما واضعا يده حول عنقها و الثانيه ممسكه بسكين موجهه لشريانها النابض و ماجد ملقي علي الارض خلفهم ليقع قلب كليهما من هذا المشهد خاصتا عندما قال ذلك المجرم.

زي الحلوين كدا تنزلوا السلاح إلى في ايديكوا احسن اطير رقبه الأمورة.

نظر كلا من على و مازن إلى الآخر و قاما بوضع أسلحتهما علي الارض مرغمين إمتثالا لأوامر ذلك المجرم و رعبا علي تلك التي ترتجف من شدة الخوف و يرتجف معها قلب مازن فرؤيتها هكذا و هو مقيد غير قادر علي إنقاذها أشعراه بالعجز و هو أصعب شعور يمكن أن يشعر به رجل تجاه حبيبته العجز في حمايتها لتبرق عروق يده من شده ضغطه عليها بفعل ذلك الغضب الذي يأكله و كان هذا حال على الذي قال بهدوء منافً تماما لما بشعر به.

اهدي. احنا رمينا السلاح اهوى زي كانتا عايز. سيبها بقي و خلينا نتفاهم.
ابتسم محمد بسخريه و قال باستهزاء
انت فاكرني اهبل تسبب مين دانتوا تفرتكوني. انا مش هسبها غير لما أخرج من هنا و أتأكد أن مفيش حد ورايا.
سيبها و أنا اضمنلك محدش هيتعرضلك.
ابتسم محمد بشر و قال بفحيح كالافعي
تعجبني يا بيه ماهو اصل انا ماليش ذنب في كل دا دا العاشق الولهان هو إلى خطط و دبر انا بس عرفته علي حمو غير كدا معملتش.

أثناء ذلك الحديث كان يوسف الذي ما أن تأكد من تأمين سيارة إسعاف لتقابل أدهم و غرام حتى أخذ يبحث عن البقيه ليلفت انتباهه على و مازن الواقفين داخل أحدي الغرف كالتماثيل بل و الأدهي من ذلك أن أسلحتهم كانت مرميه تحت أقدامهم ففطن إلى الأمر بسرعه و تراجع للخلف و خرج إلى الناحيه الخلفيه ليبحث تلك النافذه التي تطل عليها تلك الغرفه و بالفعل وجدها فاقترب بهدوء منها و قام بتصويب فوهه مسدسه في ذلك الشق الذي يتوسطها و قبل أن يطلق بثوان وجد ذلك الذي خرج من العدم و قام بضرب محمد فوق رأسه من الخلف بتلك القطعه الحديديه فاختل توازنه و انفلتت كارما من بين يديه صارخه سرعان تلقفتها يد مازن و انخفض على يمسك بسلاحه ليجد محمد قد التف غارزا نصل سكينه الحاد في قلب ماجد الذي استفاق علي عرض محمد الرخيص و هو ممسك بكارما و سرعان ما حاول إحتواء ألمه ليحاول إنقاذ حبيبته مما ورطها فيه عندما حمل تلك القطعه المعدنيه ليهوي بها فوق رأس محمد الذي وجه إليه تلك الطعنه و لكن في نفس التوقيت أطلق كلا من يوسف و على طلقه من مسدس كليها استقرت في منتصف رأس محمد ليخر صريعا في الحال .

أخذت كارما تنتفض في حضن مازن الذي حجب عن عينيها رؤيه ذلك المشهد البشع كي لا تنهار و قام بحملها و إخراجها خارج ذلك المكان و هو يحاول تهدئتها قائلا.

كارما حبيبتي اهدي انا جمبك. كل حاجه خلصت خلاص.

ظلت كارما ترتجف و هيا تحرك رأسها يمينا و يسارا بصورة هستيريه حتى استطاعت احضان مازن إحتوائها لتبدأ بالهدوء تدريجيا وسط كلمات مازن المطمئنه بإنتهاء ذلك الكابوس فرفعت أنظارها إليه غير مصدقه لوجودها معه و قبل أن تستطع التحدث لمحت على القادم من الداخل فخرجت من بين أحضان مازن مندفعه تجاهه ترتمي بين احضانه غير مصدقه بأنه هنا معها ليعض مازن علي شفتيه بغضب أعمي و غيرة هوجاء فكيف تتركه لتندفع إلى احضان غيره حتى و لو كان أخاها ليقترب منه ذلك الذي كانت كل معالم السخريه و الشماته ترتسم علي ملامحه قائلا بتشفي.

حيلك يا عم الدنجوان هيطقلك عرق. دا اخوها بردو.
أجابه مازن بغيظ
شوف بنت الجزمه إلى انا كنت هتجنن عشانها سابتني زي خربتها ازاي و طلعت تجري علي اخوها.
قهقه يوسف و قال من بين ضحكاته
الصراحه شكلك وحش اوي يا مازن دي حلقتلك حته حلقه انما ايه في الجون. نعيما يا معلم.
اغتاظ مازن أكثر من حديثه قائلا بغضب
فرحان فيا اوي ياخويا. طبعا مانتا مزاجك عنب كاميليا لا اخ و لا اخت يعني بيضالك في القفص.
قال يوسف من بين ضحكاته.

اهي عينك دي هيا إلى جيباني ورا. بس بصراحه شمتان من قلبي في حبيب قلبي. افهم يا غبي البت عملت الصح على لو كان شاف حضن المطارات دا كان غربلك بالسلاح إلى في أيده. احمد ربنا أنها انقذتك.
لمع وميض الغرور في عين مازن الذي قال
مانا بردو بقول البت كارما بتحبني مش معقول تحلقلي كدا الا إذا كانت خايفه علي مصلحتي يا حبيبتي يا كارما وانا إلى كنت ظالمك.! انهي كلماته ثم أخذ بعض علي شفتيه بغيرة قائلا بغيظ.

هو ماله متبت فيها كدا ليه.؟ كل دا حضن ابو تباتت أهله ياخي.
مش أخته يا غبي و كانت مخطوفه. و كمان هو عرف إلى حصل لغرام عشان كدا خايف عليها اوي.
هكذا كان رد يوسف الذي ما أن سمعه مازن حتى قطب جبينه و قال بلهفه
اه صحيح فين غرام و فين أدهم و ايه إلى حصلها.
قص يوسف علي مازن ما حدث و اختتم كلامه قائلا
بس انا طبعا مقولتش لعلى كدا انا قولتله أنها وقعت و هيا بتجري من المجرمين و أدهم لحقها و وداها عالمستشفي.

حزن مازن كثيرا فغرام بمثابه أخته الصغري و قال باإهتمام
طب هيا حالتها عامله ايه دلوقتي. اطمنتوا عليها.؟
على كلم أدهم اول ما عرف و قاله أنهم في عربيه الإسعاف و قربوا يوصلوا المستشفي.
ربنا يستر. مش عايز كارما تعرف خايف عليها.
مش عايزني اعرف ايه يا مازن.؟

كان هذا سؤال كارما التي كانت اقتربت منهم و هيا مازالت تحت ذراعي على الذي لعن مازن في سره ليصمت ثلاثتهم لا يدروا كيف يخبروها بما حدث لتندفع الدموع من مقلتي كارما وتقول ببكاء
غرام جرالها حاجه صح.
زاد على من إحتضانها و قال محاولا تهدئتها
اهدي يا كارما. غرام كويسه هيا بس اتخبطت في رأسها و أدهم وداها المستشفي و هيا دلوقتي بخير متقلقيش.

لا يا على انت بتكذب عليا.
شدد على من إحتضانها و قال مطمئنا
والله ما بكذب عليكي يا حبيبتي. هيا كويسه متقلقيش.
خلاص يالا نروحلها عايزة اطمن عليها بنفسي.
لعن مازن بداخله من إصرارها للذهاب إلى المشفي و لكنه استغرب من حديث على المبهم
خلاص يا كارما يوسف و مازن هيودوكي عند غرام في المستشفي و أنا هحصلكوا.

رفع مازن أحدي حاجبيه تزامنا من إقتراب يوسف الذي كان يهاتف كاميليا ليطمئنها و الذي فهم ما يرمي إليه على فقال
يالا يا مازن نوديها عالمستشفي و على هيلم الليله هنا.
كان مازن يريد أن يختلي بذلك الحقير الذي تسبب في كل هذا العذاب لحبيبته فقال بعناد
لا روحوا انتوا انا ورايا شغل مهم.
فهم على و يوسف ما يرمي إليه مازن فقال يوسف بلهجه قاطعه
وجودك معادلوش لزوم كل حاجه خلصت خلاص.

قهم مازن ما يرمي إليه يوسف بأن هذا المدعو ماجد قد توفي إثر تلك الطعنه لتهدأ نيرانه قليلا و قال موافقا
تمام يالا بينا.

ركب يوسف في مقعد السائق و بجانبه مازن و كارما التي جلست في الخلف و انطلقوا في وجهتهم و لكن ما أن ابتعدوا عن المكان حتى اوقف يوسف السيارة إذعانا لطلب مازن بالنزول ليجلس بجانب كارما التي كانت ترتجف فهيا لم تتغلب علي ما حدث بعد فكانت تنظر إلى النافذة بضياع حتى أنها لم تلحظ توقف السيارة و لا ركوب مازن بجانبها و لكن قشعريرة سرت بكافه أنحاء جسدها عندما امتدت يداه لتطوقها فاراحت رأسها علي كتفه تنشد الأمان فظلت ساكنه لبضع لحظات ثم قالت.

مات مش كدا.؟!
انسي يا كارما و متفكريش. أخد جزاؤه.
بس هو انقذني من الموت و ضحي بحياته عشاني.
غضب مازن كثيرا لحديثها و لو كانت الظروف مختلفه لكان هزها بعنف و لكنه آثر الهدوء و قال بحدة طفيفه
قصدك هو إلى رماكي للموت بإيده. ولولا انتا قدرنا نعرف مكانكوا و نتدخل ف الوقت المناسب كان زمانكوا لسه تحت رحمه المجرمين دول إلى يا عالم كانوا هيعملوا معاكوا ايه. هو إلى عمل في نفسه كدا يا كارما.

رفعت كارما رأسها و همت بالحديث ليقوم مازن باحتضان وجهها بين كفيه قائلا بلهجه حانيه و لكن حازمه
انسي يا كارما و اوعي تحسي بالذنب أو ضميرك يأنبك و لو للحظه عشان هو إلى جني علي نفسه. و اختار نهايته بايده.
عند هذا الحد لم تستطع كارما الحديث فقد لمست الغضب و الحزن التوسل في عيناه لتومئ برأسها علامه علي الموافقه ليعيد رأسها فوق كتفه مشددا من إحتضانه لها.


كان أدهم ينظر لغرام الغائبه عن الوعي بقلب ممزق و عينان اخذت الدموع تسقط منها كالأنهار و نشهدها و هيا تلقي بنفسها لتنقذه لا يبارح مخيلته فيعتصر قلبه من الألم فكيف يمكن أن تكون رائعه لهذا الحد معه بعد ما فعله معها. لا يدري ماذا دهاه حينما فكر بأذيتها بتلك الطريقه كيف يفعل ذلك معها و هو يشعر تجاهها بكل تلك المشاعر التي لم يعرفها سوي برفقتها اين كان عقله وقتها.

امتدت يداه تزيح خصله شاردة فوق جبينها و هو يقول بحب امتزج بمياه عيناه التي سقطت علي شفاهها لتزيد من نيرانه.

عارفه كل شويه بتأكد انك أنقي حد قابلته في حياتي كل إلى بيحصل فيا بسببك دا بياأكدلي أن ذنبي في حقك كبير اوي. اااااه لو يرجع بيا الزمن لورا كان زمانك ساكنه جوا قلبي زي مانتي ساكنه فيه و محتلاه كدا . اوعي تسبيني وحياه حبي إلى خلاكي ترمي نفسك قدام الرصاص عشان خاطر تنقذيني لتقاومي اوعي تسبيني دانتي احسن حاجه حصلتلي في حياتي كلها.

انهي أدهم كلماته تزامنا من وصول سيارة الإسعاف إلى المشفي ليقوم التمريض بدوره و هو نقلها إلى الداخل حيث وصلوا لغرفه الطواريء مانعين أدهم من الدخول ليقوموا بعمل اللازم مر بعض الوقت حتى وصل مازن و كارما و يوسف إلى المشفي ليجدوا أدهم يزرع المكان بخطواته الحائرة لتتقدم كارما منه في لهفه تسأله
ايه يا أدهم غرام عامله ايه دلوقتي طمني.؟
أجابها أدهم ييأس.

معرفش من ساعة ما دخلوها جوا مقالوش حاجه ومحدش طلع من عندها.
ارتعبت كارما من حديثه و همت بالحديث فاوقفها
خروج الأطباء من غرفتها ليقترب أدهم بلهفه مستفسرا عن حالتها
طمني يا دكتور هيا عامله ايه دلوقتي.
تحدث الطبيب بعمليه.

الخبطه كانت قويه بس الحمد لله ماثرتش علي المخ احنا عملنالها اشعه و الحمد لله مفيش كسور داخليه و لا اي خطر عالمخ و خيطنالها الجرح بس من الواضح أن حالتها النفسيه كانت سيئه و كمان شكلها مكلتش بقالها كتير و دا عملها هبوط حاد في الدورة الدمويه بس الحمد لله احنا عملنا اللازم.
أجابته كارما سريعا
يعني مفيش خطر علي حياتها يا دكتور.
لا الحمد لله مفيش اي خطر.
تنافسوا جميعهم الصعداء فتحدث أدهم برجاء.

دكتور انا ممكن ادخل اطمن عليها.؟
لما ينقلوها الأوضاع بتاعتها تقدروا تشوفوها. عن اذنكوا.
مرت بعض الوقت إلى أن جاءت الممرضه إليهم لتخبرهم بأنه تم نقل غرام للغرفه الخاصه بها لينطلق أدهم يسبقه قلبه اليها و ما أن امتد كفه القبض علي مقبض الباب حتى أوقفته تلك اليد التي قبضت علي معصمه توقفه ليقول صاحبها بسخريه
علي فين يا أدهم بيه. إلى جوا دي خطيبتي و أنا إلى أولي اكون معاها و اطمن عليها دلوقتي.

اشتعلت نيران أدهم من ذلك المتطفل و اسودت عيناه من شدة. الغضب ليقول من بين أسنانه
لو مستغني عن ايدك متشيلهاش و لو مستغني عن عمرك خليك واقف مكانك.
ابتسم رامي في سخريه و قال بسماجه
لو مفكر انك كدا بتخوفني فأنت غلطان. و ياريت تتفضل تمشي عشان وجودك هنا مالوش لازمه.
اشتظت قبضه أدهم و أوشك علي الإنقضاض فوق رامي ليوققه ذلك الصوت الغاضب
في ايه بيحصل هنا.؟

كان رائد ينظر إلى والدته الراقدة بفعل المهدئ و لا يدري ليشعر بالفرح لعودتها ام بالخوف لحالتها تلك. و ما الذي اوصلها إلى تلك الحاله فهو منذ سنين يحاول أن يجعلها تخرج من عالمها الوهمي التي كانت تعيش فيه و لكنها لم تستحب أبدا لتأتي هيا و يتركها معها لنصف ساعه فتجعل والدته تنهار بهذا الشكل لا يدري هل يشكرها أم يعنفها و هروبها أيضا أثار شكوكه فرحتي هاتفها اغلقته و هو لا يستطيع ترك والدته و الذهاب إليها قلبه يؤلمه يشعر و كأن شئ سي علي وشك الحدوث و لا يدري ماذا عليه أن يفعل فقد كانت تلك التخبطات و التساؤلات تنهش في عقله بدون رحمه و لاول مره يقف حائرا بالمنتصف هكذا و لكنه قرر أخيرا بأن ينتظر مع والدته و أن يحادث الحرس المكلف بمراقبتها يستفسر منه عن مكان تواجدها ليخبره بأنها أتت إلى المنزل في حاله مزريه و منذ أن دخلت لم تخرج ليطمئن قلبه نوعا ما إلى وجودها في منزله و لكن عقله مازال يعمل في جميع الاتجاهات باحثا عن إجابه لكل أسئلته.

كانت هند تنظر حولها بضياع إلى تلك الشقه التي تمكنت في إستأجارها في ذلك الحي الشعبي تمهيدا لهروبها فهي عندما علمت بسفر يوسف فقررت إنتهاز الفرصه و الهرب إلى اي مكان مخفي عن الأنظار لحين أن يستطيع يامن تأمين مكان لها و عائلتها و قد كانت تعلم بأن رائد يراقبها فقد غافلت الحراسه التي ظن أنها لم تلاحظها و قامت بالتسلل من الباب الخلفي للشقه خاصتا ز هيا قد اتفقت مع والدتها و أختها علي الغداء في الخارج ليخرجوا في غيابها أثناء تواجد الخرس حولها دون أن يدروا شيئا عن مخططها و لكنها قبل أن تهرب قررت بألا تزيد معاناته في البحث عنها فتركت له أوراق تلك الصفقه المهمه التي كان يبحث عنها فهيا استطاعت الوصول إليها بطريقه ما و ذلك الجواب الذي أحرقك كلماته كل ذرة في قلبه.

رائد. وقت ما تقرأ الجواب دا هكون انا مش موجودة و مش هقدر تلاقيني. و ارجوك متدورش عليا. انا مكنش ينفع افضل معاك اكتر من كدا مش عشاني دا عشان أهلي إلى ملهمش ذنب في انتقامك و ماضيك إلى ضيعوك و ضيعوني معاك. انا عمري ما كنت اتمني أجرحك و لا أعذبك حتى بعد إلى عملته فيه و غدرك بيا قلبي مكنش بيطاوعني اني أاذيك بس الموضوع بقي اكبر مني. لو كان عليا كنت هفضل جمبك و معاك لحد ما توصل لبر الأمان بس غصب عني ماما و ورد ملهمش ذنب. أرجوك سامحني زي مانا هحاول اسامحك انا سبتلك ورق الصفقه إلى كنت قالب الدنيا عليه اتمني اني اكون قدرت اساعدك لآخر مرة. خلي بالك من نفسك. و انساني و اوعي تدور عليا عشان مش هتلاقيني . هند.

انهي رائد قرائته لذلك الجواب الذي وجده مع أوراق الصفقه في ذلك المظروف في الكنبه الخلفيه لسيارته ليشعر بيد قويه تعتصر قلبه و تمنع عنه التنفس فهل يمكن أن يكون هذا حقيقي.؟ هل يمكن أن تغادره بتلك السهولة خاصتا عندما أخذ القرار بفتح قلبه لها و إطلاعها علي ماضيه بداية من والدته. هل يمكن أن تطاله يد الغدر ثانية علي يد أكثر إنسانه قد احبها في حياته.؟ هل ستظل الحياه قاسيه معه دوما هكذا فدائما ما تأخذ منه أحباؤه ليظل وحيدا دائماً.

دون إرادته سقطت دمعه يتيمه من عيناه ليصرخ قلبه بعدها بصوت جهوري ممزق من الحزن و لوعه الفراق قائلا.

هندددددددددد ....

تعالي يا فاطمه اقعدي محتاج اتكلم معاكي شويه.

كان هذا صوت هاشم الرفاعي الذي كان أخذ عهد علي نفسه بمعاملة فاطمه معامله حسنه فهو يريد أحفاده بجانبه و لهذا يجب أن يتغاضي عن ما حدث بالماضي فقرر بالاتفاق مع على أن تأتي فاطمه إليه لتزوره نظرا لتدهور حالته و ذلك خوفا عليها من معرفتها بأمر إختطاف الفتيات فهي حتما لن تحتمل و ما أن خاطبه أحد رجاله يخبره بأمر العثور عليهما سالمتان حتى تهللت أساريره و قرر الحديث مع فاطمه و تكمله الجزء الباقي من خطته.

نعم يا هاشم بيه. اتفضل سمعاك.
طبعا لازم اشكرك انك وافقتي تيجي و تشوفيني و أنا تعبان.
أجابت فاطمه بهدوء
تشكرني علي ايه زيارة المريض واجب.
بصي يا فاطمه انا ماليش في اللف و الدوران انا هدخل في الموضوع علي طول. انا عايزك تقنعي على و البنات ييجوا يعيشوا معايا هنا
قطبا فاطمه جبينها و قالت بابتسامه بسيطه
والله الموضوع دا مش في ايدي على و اخواته كبقوش صغيرين و يقدروا يقرروا عايزين يعيشوا فين و مع مين.

زفر هاشم بقوة و قال بلهجته المتسلطه
انتي عارفه كويس اوي عما مش عايزين ييجوا يعيشوا معايا ليه و عشان مين.
مفيش داعي اتركيه الكلام يا هاشم بيه. لو مفكر اني انا إلى بعداهم عنك تبقي غلطان.
قاطعها هاشم بغضب
لا مش غلطان انتي إلى واقفه بيني و بين ولاد ابني.
أجابته فاطمه بقوة
لا يا هاشم بيه غلطان. إلى واقف بينك وبينهم دلوقتي هو إلى وقف بينك و بين ابوهم زمان.
اجاب هاشم بقوة.

بين قوسين انتي يا فاطمه. ابني عمره ما كان هيعاديني و لا يخرج عن طوعي لولاكي انتي. انتي إلى ضحكتي عليه و خلتيه ينسي أهله و ينسي ناسه و خدتيه و هربتي بيه من هنا
ابتسمت فاطمه بسخريه و قالت.

ابنك كان خارج عن طوعك من زمان و انت عارف ابنك اصلا عمره ما كان تحت طوعك و طول عمره رأيه من دماغه و بعدين انا مخدتش و هربت سالم هو إلى اختار يبعد عنكوا و عن جبروتكوا لما شاف إلى اتعمل مع صاحب عمره من اقرب الناس ليه مقدرش يستني اكتر من كدا مقدرش يعيش وسطكوا بأنانيتكوا و ظلمكوا.
قاطعها هاشم بقوة قائلا بصياح.

جبروتنا و ظلمنا تقصدي مين يا فاطمه تقصدي رحيم إلى خسر ولادة التلاته بسببكوا. دفن اتنين منهمتحت التراب و شال نعشهم بإيده و بردو هو إلى أناني.؟
أجابته فاطمه بقوة
ظلم دي أعمار و مكتوبه و هيا إلى ماتت مع احمد دي تبقي مين ماهي اختي ايه هتقولي هيا كمان إلى اتسببت في موته.
قال هاشم ساخرا
و محبتيش سيرة إلى قبله ليه.؟ مين تتسبب في موته.؟
لم يتلقي ايه أجابه من فاطمه التي ظهر الألم فوق معالمها ليتابع قائلا.

اقولك انا إلى تتسبب في موته الخيانه و بأنه سلم قلبه لالي ميستحقوش و دي كانت نهايته.
مش هقدر اتكلم في إلى معرفوش. بس إلى واثقه منه أن إلى يحب عمره ما يقدر يخون. و دلوقتي قصر الكلام طلبك بالنسبالي مرفوض. لو الولاد حبوا ييجوا يعيشوا معاك هنا مش همنعهم. لكن لو مرديوش عمري ما هحاول اقنعهم أبدا عن إذنك
انهت حديثها ثم توجهت للخارج حين باغتها سالم بتفجير تلك القنبله التي جمدتها في مكانها.

- لو منفذتيش طلبي هقول لعلى انك مش أمه .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة