قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثلاثون

مؤخرا أصبحت لا أثق بالإنطلباع الأول و لا بالوجه الاول و لا ببدايات العلاقات فدائما ما تكون محمله برائحه
النفاق..
فدائما يسعي الإنسان لإظهار الجانب الجيد به و لكن تأتي المواقف لتزيل الغبار عن تلك القشرة الخارجيه و الصورة التي يرغب كل إنسان في وضع نفسه في إطارها،.

و غالبا أصبحت أُصدم كثيرا من تلك الوجوه المرعبه التي تقبع خلف قناع المثاليه الذي يرتدوه الكثير من الأشخاص في مجتمعنا الآن لذا أنا مدينه للصدمات كثيرا فهي من كشفت لي معادن الناس من حولي
نورهان العشري.

كان على في طريقه الي المشفي حين رن هاتفه معلنا عن إتصال من شخص مجهول فأجاب علي الفور
أيوا يا شادي..
على عايز اقابلك ضروري..
في حاجه و لا ايه..؟
جبتلكم شويه معلومات بخصوص الجدع الي خلاني اراقبه و اتحري عنه..
قطب على جبينه ثم سرعان ما فطن الي حديث شادي ليقول بلهفه
اه صح، معلش كان عندي شويه ظروف كدا نستني، طب انا هحاول انزل مصر في اقرب وقت و نشوف الموضوع دا..

انا كدا كدا عندي ماموريه نواحيكوا فممكن اعدي عليك بكرة و نتقابل.

تمام اوي يبقي نتقابل بكرة أن شاء الله..
انهي على مكالمته تزامنا مع وصوله الي غرفه غرام ليجد كلا من أدهم و رامي على وشك القتال فقال بصوت جهوري
في إيه بيحصل هنا..؟

توجهت أنظار كليهما الي على ليبادر رامي بالحديث بنبرة ساخرة من ذلك الذي علي وشك تحطيم أسنانه من شدة ضغطه عليها بفعل بركان الغضب الثائر بداخله
أبدا يا على كنت بشكر أدهم بيه عالي عمله و مساعدتة لينا في إنقاذ كارما و غرام، و كنت هدخل عشان اطمن علي خطيبتي! قال جملته الأخيرة بنبرة ذات مغذي لم تفت على على كما أنه لاحظ احمرار وجه أدهم و ذلك العرق في رقبته الذي علي وشك الانفجار فتابع رامي بمكر.

هسيبكوا بقي و ادخل اطمن عليها..
امتدت يد أدهم تلقائيا و دون وعي لتمسك بمعصم رامي فوق مقبض الباب قائلا من بين أسنانه
الدكتور قال إن غرام تعبانه و طلب إن محدش يزعجها..
سرعان ما تحدث رامي قائلا بلهفه
مانا هدخل اطمن عليها بصفتي دكتور بردو يا أدهم بيه، متقلقش على غرام معايا،
قطع على الحديث قائلا بصرامه
ادخل يا دكتور رامي اتطمن علي غرام و أنا جاي وراك..

بسمه جانبيه ساخره ارتسمت علي ملامح رامي و هو يطالع أدهم بشماته و تشفي قبل أن يفتح باب الغرفه و يقوم بغلقه بعنف في وجه أدهم الذي كان غضبه عظيما و زادت حدة تنفسه و اسودت عيناه فأصبحت و كأنها قادمه من الجحيم، فاقترب على منه يناظره بعينان ثاقبتان قائلا بثبات
ألف شكر يا أدهم تعبناك معانا، بس انا مضطر اقولك أن دورك انتهي لحد كدا..
قطب أدهم جبينه و قال من بين أسنانه
تقصد ايه يا على..!

أقصد أن الي بتفكر فيه و الي انا شايفه في عنيك من اول ما عرفت بالي حصل دا مينفعش يا أدهم، غرام مخطوبه و هيا الي اختارت خطيبها دا و موافقه عليه، بيتهيألي انت فهمت انا اقصد ايه..
هكذا أجاب على ليرد أدهم ساخرا
و انت شايف أنه مناسب ليها صح..؟

مناسب أو لا دي حاجه متخصكش يا أدهم، لو سمحت خلينا حبايب زي ما احنا و اتفضل من هنا و مرة تانيه شكرا علي وقفتك معانا و أتأكد إن دا هيفضل دين في رقبتي و اول ما ييجي وقته هردهولك، عن إذنك
انهي على حديثه ثم تقدم الي داخل غرفه غرام مغلقا الباب خلفه فوجدها مازالت لم تستفق بعد ليوجه حديثه الي رامي قائلا
طمني يا دكتور رامي غرام عامله ايه..
أجابه رامي بهدوء.

مؤشراتها الحيويه كويسه الحمد لله و ممكن تفوق في أي وقت..
طب الحمد لله، ألف شكر يا دكتور رامي تعبناك معانا، قال على جملته الأخيرة و هو ينظر الي رامي نظرة ذات معني فطن إليها رامي الذي قال في لهفه
ايه الي انت بتقوله دا يا على..؟ غرام خطيبتي و دا واجب عليا..

ابتسم على ساخرا ثم قال
لا والله تصدق انا نسيت الموضوع دا، و لما هيا خطيبتك سيبتنا و احنا رايحين ننقذها و روحت فين؟
توتر رامي من حديث على و قال مندفعا
والله لا، يوسف أجبرني اروح اوصل كاميليا و مجيش معاكوا..
قاطعه على هازئا.

ليه هو يوسف ولي أمرك و لا ايه..؟ بص يا رامي ايا كان الي حصل و خلاك تسبنا في ظرف زي دا و تمشي فالنتيجه بالنسبالي واحده و ملهاش عندي غير رد واحد بردو، انت غير جدير بأختي، و من اللحظه دي تعتبر خطوبتك ليها اتفسخت..
غصب رامي بشدة و قال بصوت عال نسبيا
مش من حقك تقولي كدا الرأي رأي غرام و انا مش هسمع منك انا هستناها لما تفوق و تقولي هيا بلسانها أنها مش عيزاني..
بس انا فعلا مش عيزاك..

.

كان يوسف أمام باب المشفي في إنتظار سيارات الحراسه التي كانت في طريقها اليهم لتحضر كاميليا التي لم تستطع الانتظار لحين عودتهم فأمر يوسف رجاله يإحضارها إليهم و التي ما أن توقفت السيارة حتي اندفعت مهروله تجاهه لترتمي بين أحضانه فقد نهش الخوف عليه داخلها بشراسه و لم تستطع الانتظار دقيقه واحده فتلقتها يد يوسف أكثر من مرحبه بوجودها بعد هذا اليوم العصيب فقد كان وجودها بين أحضانه هو اقوي مهدأ علي الاطلاق يمكن أن يحظي به فدفن وجهه بين حنايا عنقها مستنشقا عبيرها الفاتن ساحبا اكبر قدر ممكن من رائحتها العذبه الي داخله فظلوا علي هذه الحالة لوقت ليس بقليل حتي رفعت كاميليا رأسها تطالع كل إنش بوجهه و جسده بنظراتها العاشقه الملهوفه للإطمئنان عليه لتقول بصوت واهن.

يوسف، انت كويس.؟
ابتسم يوسف بحب و قام بطبع قبله فوق مقدمه رأسها قائلا بلهجه مطمئنه
انا كويس متقلقيش..
هطلت دمعه من عيناها تحكي مقدرا قلقها مع تلك الرجفه في صوتها و هيا تقول
انا كنت هموت من الرعب..
احتضن يوسف وجهها بعد أن امتدت أصابعه لتزيل تلك الدمعه الغاليه كثيرا علي قلبه و هو يقول بحب
بعد الشر عنك، انا زي الفل قدامك اهوة، بلاش دموع بقي..
لم تستطع السيطرة علي دموعها فسقطت بغزارة و هيا تقول.

غصب عني والله خفت اوي. طمني طيب غرام و كارما كويسين بجد زي ما قولتلي،
قام يوسف بمسح دموعها و ابتسم قائلا بمزاح
بتموتي في النكد قد عنيكي، ما قولت كويسين للمرة المليون، بطلي عياط بقي..
اشعلت كلماته فتيل التمرد بداخلها لتقوم بازاله كفيه التي تحاوط وجهها رافعه أنفها بشموخ قائله بكبرياء.

اي إنسان عنده ذرة إحساس اكيد هيتأثر بالموقف الي حصل و بما إني إنسانه حساسه جدا فأكيد غصب عني هعيط يعني مش نكديه زي ما بتقول..

كان يوسف يراقب تعبيرات وجهها التي يعشقها بدايه من حاجبها الذي ترفعه بغيظ مرورا بعينيها التي اشتعلت ببريق التحدي الي حركه شفتيها التي كانت تمطها في حركه طفوليه محببه إليه كثيرا فقد كانت أمامه كالفاكهه الشهيه التي يود إلتهامها في الحال و لكنه أراد أن يشاكسها قليلا حتي يستمتع بمظهرها الطفولي المغري أكثر فقال متخابثا.

حساسه اممم قولتيلي، يعني مش عشان كنتي هتموتي من القلق عليا زي ما قولتي من شويه و ما صدقتي شوفتيني و كدا..
اغتاظت كاميليا من لهجته فقد كانت مكشوفه أمامه كثيرا و هذا لا يروقها في ذلك الوقت تحديدا و هيا غاضبه منه فقالت بنفي و لهجه غاضبه و صوت عالي نسبيا.

لا طبعا، انا كنت هموت من القلق عشان غرام و كارما، مش عشان حد تاني..
رفع يوسف إحدي حاجبيه قائلا بلهجه محذرة
صوتك يا كاميليا،
زادت كلمته من غضبها و لكنها اخفضت صوتها قائله
تحب اخرس خالص مادام صوتي مضايقك..

قال يوسف بهدوء و هو يجاهد كي يخفي إبتسامته
و بعدين..!
صالحني !
خرجت الكلمه من فمها بإندفاع و غضب فصُدِم يوسف من حديثها و حين أوشك علي الحديث بادرته قائله
و متقوليش و أنا عملت ايه عشان انت عارف عملت ايه زعلني..
أنها كلماتها ثم توجهت الي الداخل فما كادت أن تخطو خطوتين حتي سمرها ندائه في مكانها و لهجته الغاضبه
كاميليا !

لم تلتفت كاميليا حتي لا يري مقدرا تأثيره عليها و لكنها تسمرت في مكانها لتأكل أقدامه الخطوات الفاصله بينهم و تمتد يداه تقبض علي معصمها بشدة ثم أدارها له قائلا بصرامه
اول و آخر مرة نبقي واقفين بنتكلم و تسبيني و تمشي، فاهمه.؟
لم تجب عليه فقد كانت تغلي من شدة الغضب ليكرر سؤاله هذه المرة بنبرة اعلي
فاهمه..؟
أجابته بصوت مكتوم فقد كانت داخليا تأبي الأنصياع لأوامره
فاهمه..

ضحك يوسف علي هيئتها و قام برفع يدها الي فمه و قبلها قبله عميقه و حاوط بيده الأخري خصرها مقربها منه ثم قال متخابثا
بعد كدا لما تزعلي مني قوليلي بيني و بينك مش قدام الناس كدا عشان اعرف اصالحك صح قال الأخيرة ثم اتبعها بغمزة وقحه اربكتها ثم أضاف بنفس لهجته العابثه
بس بردو ميمنعش اني اصالحك نص صلح كدا لحد ما نبقي لوحدنا..
انهي كلماته و اقترب منها لتتراجع علي الفور قائله بلهفه
يوسف. اعقل احنا قدام الناس..

زاد يوسف من إقنرابه منها و هو يقول بعبث
والله أبدا لازم اصالحك، ميرضنيش تفضلي زعلانه كدا..
أجابته بلهفه و قد كانت ملامحها تقطر خجلا
اقسم بالله عمري ما فكرت ازعل منك..
قهقه يوسف علي مظهرها و وجنتاها التي غزاها الإحمرار و قال من بين ضحكاته
جبانه..! مش قد اللعب متلعبيش، و بردو لما نروح هصالحك منا ميرضنيش زعلك أبدا..

انهي كلماته ثم أخذ يدها و ساروا الي الداخل و ما أن وصلوا الي الطابق الذي به غرفه كارما التي أصر مازن علي إجراء بعض الفحوصات لها حتي يطمئن عليها و لكنهم وجدوا ذلك الخروج العاصف لأدهم الذي كان لا يري أمامه فمظهره كان يوحي بأنه علي وشك إرتكاب جريمه فقالت كاميليا برعب.

هو في ايه يا يوسف أدهم شكله عامل كدا ليه، تكون غرام حصلها حاجه..
فهم يوسف حالة أخاه فهو يعلم بأن رامي جاء الي المشفي فوضع قبله فوق رأسها و طمئنها قائلا
متقلقيش مفيش حاجه غرام كويسه ادخلي انتي عند كارما و مازن و هما هياخدوكي عند غرام و انا هروح اشوف ماله..
لم يكن مظهره يسمح لها بالجدال معه فهزت رأسها بالايجاب و توجهت الي داخل الغرفه..

من المؤلم أن تترك وطنا كنت تظن أنه ملكك، و لكن الاكثر ألما أن يأتي بك الحنين جرا لتجده استوطنه أحد غيرك عندها تدرك معني أن يأكلك الندم حيا.

شعر أدهم و كأن حديث على و كلماته طعنات نافذة غرزت بداخل قلبه و لكن آكثر ما آلمه و اعتصر فؤاده من الداخل هو وجود ذلك الرجل الي جانب حبيبته فقد كان علي حافة الجنون كيف يمكن لرجل آخر أن يكون بجانب محبوبته في هذا الوقت هو فقط يشتعل من مجرد أن يراها أحد فكيف بوجود ذلك الغبي بجانبها بصفتها خطيبته كما وصفها تلك الفكرة كادت أن تقتله فقد كان يمشي هائم علي وجهه لا يري و لا يسمع كل تلك الأبواق التي انطلقت من السيارات التي كانت تعبر الطريق الذي قطعه دون النظر حوله فتوالت عليه اللعنات و السباب من الناس حوله و لكنه كان كمن فقد عقله هناك ألم شديد علي يساره قادر علي إنهاء حياته في تلك اللحظه ليظل في طريقه حتي وصل إلي شاطئ البحر ذلك الشاطئ فأخذ ينظر إليه تسبقه مياه عيناه التي انهمرت بشدة و أخذ يهذي بكلمات غير مفهومه و هو يعتصر رأسه بين كفيه قائلا بهستيريا.

لا، يا رب لا. انا مش هستحمل كدا. أبدا، لا، لااااااااااا
أوقف هذيانه يد يوسف التي امتدت و إدارته إليه بعد أن جف حلقه من كثره النداء عليه عندما رآه يعبر الشارع بتلك الصورة الهمجيه فقد علم بأن مقدار وجع أخيه قد تخطي حدود المعقول ليقول بصوت جهوري
أدهم في ايه، و ايه الي عامل فيك كدا..
نفض أدهم يداه و قال بقلب ممزق و صراخ جرح أحباله الصوتيه
بموت يا يوسف..! بموووت.

ذُعِر يوسف من مظهر أخاه الرث و تلك الحاله التي كان عليها فهو بحياته لم يره ضعيف مجروح هكذا ليقترب منه قائلا بمسايسه
اهدي يا أدهم و فهمني في ايه، ايه الي حصل و خلاك في الحاله دي كدا..
قال أدهم بانهيار تمزق له قلب يوسف.

الي حصل اني حيوان ضيعت مني الحاجه الحلوة الوحيده الي في حياتي ضيعتها يا يوسف ضيعت غرام من ايدي، و النتيجه انا بموت هنا و الحيوان دا قاعد فوق معاها، هو له الحق يكون معاها و انا لا، له الحق يشوفها و يطمن عليها و أنا لا عرفت ليه بمووت
أضاءت عقل يوسف بفكرة اقشعر لها جسده فطالعه بنظرة تخذيريه و قال بلهجه مستنكرة و تهديد مبطن
و انت عملت ايه يا أدهم عشان تخليها تضيع من ايدك و تبقي لغيرك..؟

صمت أدهم و تولت عيناه الاجابه و ملامح وجهه التي يأكلها الندم فاقترب منه يوسف ممسكا بتلابيبه قائلا من بين أسنانه
اوعي يكون وسخت معاها يا أدهم؟ و إلا هكون انا الي مموتك بايدي..؟
أسدل أدهم كتفيه بإنهزام و نكث برأسه قائلا بقهر
مقدرتش، والله. ما قدرت اعمل فيها كدا،
مقدرتش..! يعني حاولت، حاولت تأذيها يا حيوان..

انهي يوسف حديثه بلكمه قاسيه من يده اليمني سقطت علي خد أدهم الأيسر فحطمته دون ادني مقاومه منه و عندما أوشك أن يلكمه مرة ثانيه وجد يد مازن التي امتدت تمنعه من تحطيم وجهه فهو بنظره قد تخطي جميع الخطوط الحمراء..
تدخل مازن بينهم و قام بتخليص أدهم المستسلم تماما من يد يوسف الغاضب بشدة و هو يقول مهدئا
اهدي يا يوسف مش شايف حالته..؟
تحدث يوسف صارخا
دا عايز الحرق بالنار، يستاهل كل الي يجراله..

خلاص يا يوسف الكلام دا لا وقته و لا مكانه.
تحدث مازن بغضب ليجيبه يوسف و قد هدأت نبرته لتتحول من غاضبه الي ساخره
الكلام خلص خلاص، عارف يا أدهم انت الضرب خسارة فيك، انا هسيب نارك الي هنا دي ( و ضرب بيديه موضع قلبه الذي يدق بجنون ) تحرقك و هو دا العقاب الي تستحقه..
انهي كلماته ثم تحرك الي داخل المشفي و هو يلعن أدهم في داخله ثم وقف بعد بضعه خطوات و التفت قائلا بلهجه صارمه.

و من النهاردة انا الي هقفلك لو فكرت تقربلها خطوة واحده..
هنا خرج أدهم عن شعوره فها هو سد آخر قد بني بينه و بينها فصرخ قائلا بوجع
مش هتقدر يا يوسف، محدش هيقدر يقف بيني و بينها..
ليجيبه يوسف بنفس لهجته بل اعلي
لا هقدر يا ابن الحسيني، اصلا لو كنت اعرف الي عملته دا عمري ما كنت آمنتك عليها لحظه واحده و لا سبتك توديها المستشفي، بس غلطه و هتتصلح، و طول ما غرام هنا ايام تقرب من المستشفي فاهم..؟

كان أدهم علي وشك الصراخ حين تدخل مازن مانعا إياه من الحديث قائلا بصرامه
ما تهدي بقي يا أخي، ايه فاضل ايه غلط معملتوش، حتي يوسف إلي كان ممكن يساعدك بقي ضدك بطل اسلوبك الهمجي دا بقي..
ثار أدهم مره آخري و قال بقهر
مش سامع بيقول ايه..؟

لا سامع و متوقع هيقول ايه لما يعرف عملتك المهببه دي، و اوعي تفكر اني عشان واقف معاك اني موافقك، انا مشفق عليك و عارف الي مريت بيه قبل كدا لولا كدا كنت كسرت دماغك الشمال دي،
يأس أدهم من الحديث و قد شعر بأن كل العالم تاخد ضده و أخذ يحاسبه علي فعلته النكراء ليقول بإحباط.

و الحل ايه دلوقتي انا هموت يا مازن هموت هاين عليا اطلع اقتل رامي دا و أشدها من إيدها اقولها انتي بتاعتي انا، حبيبتي انا ملكي انا و بس، انا لو فضلت علي كدا ممكن يا ارتكب جنايه يا اموت من القهرة،
زفر مازن حانقا من لك المجنون و قال بمن بين أسنانه
ممكن تهدي عشان نشوف هيتصرف ازاي، و خصوصا مع يوسف إلي اول واحد هيقف في وشك و ممكن يطربق الدنيا علي دماغك و مش هيهمه أي حد و لا هيعمل اعتبار لأي حاجه..

امسك أدهم. رأسه و أخذ يدور حول نفسه و هو لا يدري ما عليه أن يفعل ليقول بيأس
انا مش هر اصبر لحظه واحدة و الحيوان دا قاعد معاها فوق، انا هطلع اطير رقبته و اخلص منه..
انهي كلماته ثم خطي مهرولا الي المشفي لتوقفه يد مازن ما أن خطي بضع خطوات و هو يقول بغضب
الله يخربيتك بطل جنان بقي هتودينا في داهيه، على بس الي معاها فوق..
التفت أدهم و نظر بإرتياب الي مازن و قال مستفهما
بجد يا مازن و لا بتقول كدا عشان اهدي.

تحدث مازن بحنق فقد ضاق ذرعا بحنان صديقه ليقول بنفاذ صبر
والله ما بكذب عليك روحت اودي كاميليا و كارما عندها لقيتها فاقت و قاعدة مع على جيت جري الحقك لما كاميليا قالتلي علي شكلك و انت خارج و علي فكرة شكل على مكنش يطمن لما شفته، على لو شم خبر عن الي كان بينك و بين أخته هو الي هيطير رقبتك بجد..

استكان أدهم و سرعان ما هدأت ضربات قلبه تدريجيا عندما سمع حديث مازن و هو أن ذلك الرجل ليس بجوارها ليتنفس الصعداء قائلا
متقلقش مش هيعرف حاجه خالص، انا بس عايزك تساعدني و تقف جمبي و انت هصلح كل حاجه عملتها..
اوي مازن شفتيه ثم قال بامتعاض
و انا المفروض اساعد جنابك ازاي..
قال أدهم بغموض
هقولك..

افتقدك برغم يقيني التام بأنك لم تكن ملكي يوما و لكن هناك جزء صغير بداخلي لا يخجل عن إفصاحه بانك تنتمي إليه .

غرام انتي بتقولي ايه..؟
ارتبكت غرام قليلا التي كانت مستيقظه منذ دخول على و لكنها لم تظاهرت بالنوم فلا طاقه لها بالحديث و لكن سرعان ما خرجت الكلمات من بين شفتيها عندما وجدت رامي مازال متمسكا بها.

كلامي واضح يا دكتور رامي، اعتقد انك كنت مديني وقت افكر و ارد عليك و أنا دلوقتي بقولك انا اسفه انا فعلا اتسرعت لما وافقت علي خطوبتنا لو سمحت ياريت تفهمني..

هز را مي رأسه متفهما و قد شعر بأنه قد وضع نفسه موضع الأحمق عندما اقحم نفسه في تلك العلاقه فحتي و أن كابرت غرام فهناك شعور كبير تكنه بداخلها لهذا الرجل و هذا ما اغضبه فقد كان يريد الانتقام منه لتطاوله عليه بالمشفي و لكنه لا ينكر أنه كان هناك شعور قوي داخله لتلك الفتاه و لكن كرامته اغلي بكثير هنا تحمحم رامي و وجه أنظاره الي على الذي كان يتابع الموقف بصمت تام.

تمام يا على كل شئ قسمه و نصيب، و أنا بنسحب من حياه غرام بس قبل ما امشي عايز اوضح نقطه بس، انا مسبتكوش و روحت مع كاميليا عشان أنا واطي أو غير أمين علي أختك انا روحت عشان دا واجبي. و كاميليا دي حالتي و أنا الدكتور بتاعها ومكنش ينفع اتخلي عنها..

وافقه على الرأي و قال بتأييد
عندك حق دي الحاله بتاعتك و دا واجبك بس واجبي تجاه اختي يخليني اديها للإنسان الي يسيب الدنيا كلها و يجري عليها لما تكون محتجاله واحد تكون هيا رقم واحد في حياته و اعتقد انك مش الإنسان دا، عشان كدا بقولك فرصه سعيدة يا دكتور رامي و اتشرفت بمعرفتك..

انهي على كلماته التي وضعت الحقيقه أمام رامي ليدركها بعد فوات الاوان ناظرا الي يد على الممدوده إليه ليصافحه بصمت مغادرا الغرفه دون النظر خلفه فلم يلحظ تلك التنهيدة التي خرجت من جوف غرام بارتياح فقد كان كابوس رامي اكبر من كابوس إختطافها فلم تلحظ تبدل ملامح على الذي اقترب من سريرها جاذبا الكرسي ليجلس بجانبها قائلا بنبرة ذات مغزي.

ياااه رامي كان تقيل علي قلبك اوي كدا. اومال وافقتي عليه ليه من الأول يا غرام..

ارتبكت غرام كثيرا من حديث على و نظراته الثاقبه فلم تجد ما تقوله فاخفضت رأسها و الندم يأكلها من الداخل لما فعلته بتلك الخطبه الخاطئه فهاهي لأول مرة تكون في هذا الموقف أمام أخيها الذي شعر بما يدور بداخلها فقرر تغيير الحديث قائلا بنبرة حانيه.

عامله ايه دلوقتي..؟
أجابته بنبرة خافته
الحمد لله..
في حاجه بتوجعك..؟

هزت راسها نافيه لتمتد يداه تمسك بيدها قائلا بحنان
باصه تحت ليه بصيلي..
رفعت غرام رأسها تطالعه بنظرات يكسوها الندم فبادرها على قائلا
زعلانه عشان رامي..

زعلانه عشان انت زعلان مني يا على..
خرجت تنهيدة قويه من جوفه اتبعها بهذا الحديث الذي شق قلبها الي نصفين.

من يوم موت بابا الله يرحمه و أنا اعتبرتك انتي و كارما بناتي، بفهمكوا من نظرة عنيكوا حاولت علي قد ما اقدر اعوضكوا عن حنان الأب كنت بدلعكوا و عمري ما قسيت عليكوا عندي استعداد اعمل المستحيل عشان اشوفكوا مبسوطين و فرحانين حتي لو هاجي علي نفسي، كنت دائما بقف قدام ماما لما تزعل واحده فيكوا اوتقسي عليها، لكن مش معني كدا اني غبي يا غرام مش معني اني بديكوا المساحه و الحريه انك تستغفليني..
قاطعته غرام قائلا.

على،.

إشارة واحده من يده كانت كفيله بجعلها تبتلع حروفها خاصتا عندما اكمل حديثه الذي أصابها في الصميم
الحب مش عيب يا غرام و محدش يقدر يحاسب حد علي مشاعره بس الإنسان بيتحاسب علي تصرفاته و تصرفاتك الفترة الي فاتت أكدتلي انك مش مسئوله، حسستني اني كنت غلط لما وثقت فيكي زيادة..

هطلت العبرات من مقلتيها فقد كان اصعب شئ عليها هو أن تتسبب في حزن أخيها الذي كان في مكانه الاب عندها فهو قد فعل المستحيل حتي يوفر لهم جميع مطالبهم الماديه و المعنويه و لم يشتكي يوما كان نعم الاب و الاخ و الصديق لا يستحق منها أن تطعنه في ظهره بتلك الطريقه و لكن ما باليد حيله فهي قد أخطأت و عليها أن تدفع الثمن حتي و لو كان غال جدا علي قلبها و هو خسارة ثقته بها فلم تستطع سوي أن تتمتم ببعض عبارات الأسف التي لم تغير شئ من ملامحه الجامده و نظراته الحزينه لينصب عوده قائلا بجمود.

مفيش حد فينا مبيغلطش يا غرام، بس الاهم أننا نتعلم من غلطنا و نحاول نصلحه و منداويش الغلط بغلط أكبر و منبقاش فريسه لانفعلاتنا و نزواتنا، حمد لله علي سلامتك..

انهي على حديثه ثم توجه إلي الخارج فما أن فتح باب الغرفه حتي وجد كاميليا و كارما علي وشك الدخول ليتخطاهم الي الخارج لتندفع كاميليا مستفهمه
على ماله في ايه..

إجابتها كارما بقلق
معرفش يا كاميليا شكله ميطمنش، بصي ادخلي انتي لغرام و انا هروح اشوفه..
و بالفعل انطلقت كارما خلف على و كاميليا الي غرام التي كانت تبكي بهستيريا فسرعان ما تلقتها كاميليا بداخل أحضانها لتحاول تهدئتها قائلا
غرام مالك يا حبيبتى فيكي ايه..

اخذت غرام تبكي و تشهق الي أن استطاعت اخيرا الحديث قائله من بين دموعها
على زعلان مني أوي يا كاميليا
قطبت كاميليا جبينها و قالت مستفهمه
على زعلان منك ليه بس يا غرام دا كان هيتجنن عليكي انتي و كارما، معقول بردو هيزعل منك
قالت غرام ببكاء.

ايوا زعلان مني و اوي كمان، انا خنت ثقته فيا يا كاميليا..

هزت كاميليا رأسها باستفهام لتقول غرام بخفوت هحكيلك، أخذت غرام تقص علي كاميليا ما حدث من اول يوم التقت فيه أدهم الي يوم اختطافها مرورا بأمر خطبتها المزعومة الي رامي و كل تلك الأحداث التي حدثت و قد مرت علي ملامح كاميليا جميع التعبيرات من دهشه لحزن لزهول و أخيرا الي غضب كبير من كل تلك الأحداث و لكن كان لأدهم النصيب الأكبر من ذلك الغضب و أخيرا تحدثت كاميليا بعد أن أخذت تراقبها غرام بنظرات مترقبه.

كل دا حصل يا غرام و أنا معرفش..؟
اخفضت غرام رأسها قائله بخفوت
مكنتش قادرة اقول لحد خالص، انتي اول حد احكيله..
و على بقي يعرف الفيلم الهندي دا كله..
هكذا سالت كاميليا لتجيبها غرام بلهفه.

لا طبعا على ميعرفش حاجه هو بس حاسس ان في حاجه بيني و بين أدهم و طبعا خطوبه رامي دي فهو حس اني مكنتش صريحه معاه و عشان كدا زعل مني..
و متخيله لو عرف الي حصل بينك و بين أدهم دا يا غرام ممكن يعمل فيكي ايه..
شهقت غرام برعب و قالت خائفه
انا والله معملتش حاجه غلط انا بس حبيته..

تحدثت كاميليا بغضب
معملتيش حاجه غلط..! و سهرك طول الليل تكلميه في الفون دا ايه يا غرام، و خروجك معاه من ورا اهلك؟ و انك تقبلي دعوته عالعشا في السويت بتاعه دا ايه مش غلط، فاضل ايه غلط معملتيهوش..؟ و زعلانه أنه فكر انك انسانه وحشه و حاول يعمل معاكي كدا؟ امال المفروض هيفكر انك ايه.؟ قوليلي حاجه واحده بس عملتيها تخليه يفكر فيكي غير كدا..؟

كانت غرام مصدومه من كلمات كاميليا القاسيه و التي وضعتها أمام جانب آخر من الحقيقه و هيا أنها أخطأت و بشدة فلم تجد أي كلمه واحده يمكن أن تقولها ردا علي اتهامات كاميليا فهي كانت محقه تماما لتزيد كاميليا من تعنيفها قائله.

عارفه يا غرام انتي عملتي كل حاجه في الدنيا ممكن تخلي واحد يقول علي واحده أنها مش كويسه..

تحدثت غرام ببكاء
بس انا والله مكنتش اقصد اي حاجه من دي.
عارفه انك مكنتيش تقصدي بس دا لاني عرفاكي يا غرام لكن هو يعرفك منين، واحد شايف واحده راحه جايه معاه و كلام وخروج و معرفش ايه تفتكري هيفكر فيها ايه، بصي يا غرام لو انتي رخصتي نفسك محدش في الدنيا هيغليها، لا فلوس و لا عيله و لا نفوذ و لا اي حاجه..

نفسك دي أمانه ربنا اداهالك عشان تحافظي عليها مش عشان تهنيها و تبهدليها كدا انا عارفه انتي قد ايه بريئه و طيبه و بتتصرفي بعفويه بس دا مينفعش مع كل الناس، ) اقتربت كاميليا ثم احتوت وجهها بين يديها و قالت بحنان عكس لهجتها القويه السابقه ) الناس وحشه اوي يا غرام مينفعش معاهم الطيبه و البراءة دي كلها، و بالذات الرجاله لازم تبقي دايما فوق نجمه بعيد في سابع سما ميطولكيش غير لما تطلع عينه عشان يعرف قيمتك عشان لو أيده طالتك بسهوله هتفرط فيكي بردو بسهوله..

انهارت غرام في أحضان كاميليا قائله بقهر.

انا عارفه اني غلط بس مكنتش اعرف اني غلط اوي كدا و اني رخصت نفسي للدرجادي، والله ما كنت اعرف..

ربنا كاميليا علي كتفها و قالت بمواساه
اهدي يا حبيبتي انا عارفه انك مكنتيش تعرفي، بس عارفه انا عجبني اسلوبك مع الحيوان الي اسمه أدهم دا..

زادت ضربات قلبها عندما سمعت اسمه و لكنها ابت أن تفتح جراحها مرة آخري فاثرت الهروب من شبح حبه الذي قد يقتلها يوما ما فقالت بإستنكار
ارجوكي يا كاميليا متجبيليش سيرته خلاص مبقالوش وجود في حياتي..؟

رفعت كاميليا أحدي حاجبيها و قالت بمكر
براحتك انا كنت عايزة احكيلك هو كان هيتجنن عليكي ازاي و انتي مخطوفه،
نبش الفضول أنيابه في جدران قلبها فودت لو تستمع لشئ قد يخدر جراحها لوقت قليل فقالت بلهجه حاولت أن تجعلها ثابته نوعا ما
مين الي كان هيتجنن عليا دا تلاقيه كان حاسس بالذنب بس، ( أكملت حديثها بمرارة )
دا لو كان عنده ضمير يعني..

نظرت كاميليا الي داخل عيناها و قالت بصدق
بصي يا غرام انا يعلم ربنا مش طايقه أدهم و لا طايقه اشوف وشه بعد عملته المهببه دي بس بأمانه هو فعلا كان هيموت من القلق عليكي، انا عارفه أدهم كويس اوي أدهم مش بيحبك بس دا بيموت فيكي و انتي كمان بتموتي فيه ومتبصيش الناحيه التانيه عشان أنا مش هبله.

و الحل يا كاميليا، بعد عملته دي تفتكري هقدر أرجعله تاني.؟
الموضوع هيبقي صعب انا عارفه بس الي مستحيل أن أدهم الي شفته و انتي مخطوفه دا يقدر يبعد عنك لحظه واحده، بصي مش بقولك ارجعيله لكن هقولك ربيه، خدي حقك منه تالت و متلت لحد ما تحسي أن نارك بردت و قدرتي تسامحيه و قلبك يصفاله، و تقريبا انتي قطعتي نص الطريق بالي انتي حكتيهولي دا..

زفرت غرام بتعب فكاميليا محقه بحديثها فهي لا طاقه لها علي الحياة بدونه فها هيا قامت برمي نفسها الي الموت لتنقذه فكيف لها أن تفارقه بتلك السهولة و لكن ما عساها أن تفعل فذلك القلب الذي يعشقه هو نفسه الذي يأمرها بالإبتعاد عنه فما كسره داخلها لا يمكن إصلاحه بسهوله فما العمل قطع سير أفكارها رنين هاتفه كاميليا معلنا عن قدوم رسالة و التي ما أن نظرت إلي فحواها حتي ألقت كلمات معتذرة على غرام و توجهت الي الخارج تاركه اياها تستلقي غارقه بأفكارها فلم تلحظ ذلك الذي اقتحم غرفتها مغلقا الباب خلفه يناظرها بنظرات غامضه فقد وصل أخيرا لمبتغاه .

كانت نيفين تنظر إلي روفان و هيا تلهو مع زين في الحديقه و عيناها تلمع بالسعادة فها هيا خطتها تسير علي النهج المطلوب و قريبا ستحقق مبتغاها فتلك الحيه سميرة تخرج كعادتها عندما يكون جدها يأخذ وقت استراحته و لكن تلك المرة فهيا كانت تعلم أين وجهتها و لم تصدم كثيرا فهيا أصبحت علي علم تام بحقارة تلك المرأة و قد آن الأوان للتخلص منها و لكن مهلا بقي القليل و ايضا فقد اقترب وقت عودتها لهذا بدأت في تنفيذ جزء آخر من خطتها لذا اقتربت من روفان و زين و جلست علي الأرجوحة أمامهما لتطالعها روفان بنظرات خاليه من الود و تقول لزين بلهجه حادة.

يالا يا زينو نمشي من هنا و نروح نلعب في حته طراوة اصل الأكسجين اختفي من حوالينا..
طاوعها ذلك الطفل البرئ و هو لا يدري ماذا يحدث حوله و لكن استوقفته تلك الأصوات المكتومه بالبكاء القادمه من تلك الفتاه التي يشعر برفضها له منذ دخوله الي هذا المنزل ليقوم بجلب يد روفان و هو يقول ببراءة
الحقي يا لوفي دي بتعيط،
نظرت إليها روفان بنصف عين و قالت بسخريه.

سيبك منها يا زين هتلاقيها ملقتش حد تنكد عليه النهاردة فصعب عليها نفسها، يالا نمشي من هنا..
زادت شهقات نيفين و توجهت الي مكانهما و رسمت الحزن علي ملامحها و هيا تقول بصوت مبحوح و نبرة تقطر ألما
انا مش قصدي اضايقكوا والله انا بس جيت اقعد قصادكوا عشان مكنش لوحدي، بس لو ضايقتكوا انا اسفه هطلع أوضتي تاني..

لعبت تلك الماكرة علي أوتار الضمير عند روفان التي قطبت جبينها و زمت شفتيها و اخذت وخزات الندم تنخر بداخلها فاستوقفتها قائله بلهفه جافه
استني عندك، ( تقدمت روفان بضع خطوات لتمسك بيدها و هيا تنظر داخل عينيها قائله بتشكك ) انتي بتعيطي بجد و لا دي لعبه من لعبك و هلاقيني راشقه في مصيبه بسببك..؟

اخفضت نيفين نظرها للاسفل و قالت بلهجه يائسه
انا عارفه اني كنت وحشه اوي معاكوا، و عارفه كمان أننا عمرنا ما هتبقي أصحاب و لا هتحبيني انا بس كنت مخنوقه شويه مقدرتش اقعد لوحدي فقولت اتفرج عليكوا من بعيد مش عايزة منك لا تتقبليني و لا تتعاملي معايا، عن إذنك.

تلك اللهجه كانت جديدة عليها فهيا دائما ما تكون سليطه اللسان و خاصتا عندما تنفرد بها فرفعت روفان أحدي حاجبيها و وضعت يدها أسفل ذقنها و اخذت تدور حول نيفين تطالعها بنصف عين قائله.

امممم وحيدة امال الحيزابونه، ( أخطأت روفان في الحديث و سرعان ما عدلت من قولها ) فقالت بلهجه طفوليه اااااقصد طنط سميرة فين..؟
طالعتها نيفين بنظرة مستنكرة ثم اخفضت نظرها و قالت بصوت خافت
ماما خرجت لما عرفت ان جدي نايم..
ايه، طنط سميرة خرجت من غير ما جدو يعرف يا ماما، يا جدي..
اندفعت روفان و خرجت الكلمات منها تلقائيه و بنبرة عاليه كثيرا فأخذت نيفين تحاول أن تكمم فاهها و هيا تترجاها بخوف.

ابوس ايدك وطي صوتك، لو عرفت اني قولتلك هتموتني،
صُدِمت روفان من حديث نيفين المبهم و نبرتها الراجبه لتخفض نبرة صوتها قائله في استفهام.

ايه هتموتك دي، ليه يا نيفين في ايه..؟
تابعت نيفين بحزن
مفيش حاجه بس. ورحمه عمي ما تقولي لحد اني قولتلك انا خلاص مش هضايقكوا تاني و هطلع أوضتي..
همت نيفين بالمغادرة لتمسك بها يد روفان التي شعرت بوجود خطب ما لتقول بلهفه
خلاص يا نيفين اهدي مش هقول حاجه، و خليكي قاعدة معانا احنا كدا كدا كنا بنلعب انا و زين، يعني لو حابه تقعدي تلعبي معانا براحتك..
ابتسمت نيفين ابتسامه باهته و قالت بنبرة خافته.

بجد يا روفان ينفع العب معاكوا، مش هتضايقوا مني؟
ترددت روفان بدايه الامر ثم حسمت أمرها سريعا و قالت بتأكيد
يا ستي لا تعالي العبي معانا ماهو بردو زي اخوكي..
هكذا بدأت الفتيات بالركض خلف زين محاولة إمساكه و قد كانت ضحكاتهم تملأ المكان ليتفاجؤا بذلك الصوت الغاضب يقترب منهم
نيفيييين،.

ارتعبت نيفين من مظهر والدتها الغاضب التي كانت تقترب منها و عينيها تقدح شررا فاقتربت لتقف خلف روفان التي كانت ترتجف داخليا من تلك المرأة فقالت بخوف
نعم ياختي انتي جايه تستخبي ورايا ليه و أنا مالي، انا الي كنت قولتلك تعالي العبي معانا..
عيب يا لوفي كدا تتخلي عن صديقتنا الجديدة تعالي جمبي يا نيفو و انا هحميكي من طنط الحيزابونه..

سمعت سميرة حديث ذلك الطفل التي تمقته بشدة فثارت ثائرتها و اقتربت منهم قائله بصياح
انتي بتهببي ايه هنا يا ست هانم بتلعبي مع ابن ضرتي، أياك تكوني فكرتي أنه اخوكي بصحيح..
ماهو اخويا فعلا يا ماما..
اخرسي..
نال خد نيفين صفعه قاسيه من سميرة لتتفاجئ بذلك الذي قام بإمساكها من خصلاتها يبعدها عن نيفين و هو يتوعد لها بشتي أنواع العقاب فأخذ صوته يهز أرجاء القصر.

انتي اتجننتي بتمدي ايدك علي بنتي، نسيتي نفسك يا زباله دا لولاها كان زماني راميكي بره في الشارع من زمان..
اخذ مراد يكيل لسميرة اللكمات حتي خرج كلا من في القصر علي صوته فهرولت صفيه و رحيم و جميع الخدم يحاولوا فك أسرها من بين يديه فأخذت نيفين تصرخ بهستيريا قائله
حرام عليكوا، ارحموني بقي، حولتوا حياتي لجحيم، مش كفايه كل الي انا عرفاه و ساكته عنه،.

هنا سكتت كل الأفواه و تسلطت جميع العيون عليها فقد آن الأوان لكشف جميع الأسرار التي يكتظ بها ذلك القصر الكبير ليخرج ذلك الصوت الغاضب قائلا بقوة
و ايه الي انتي تعرفيه و ساكته عنه يا نيفين، ووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة