قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثمانون

لم اكن اعلم ماذا يعني الإنصاف إلا بعد أن احببتك فإنتِ الشئ الوحيد الذي كافئتني الحياة به. أنتِ هديه القدر لروحي، نورهان العشري.

تجمدت الدماء بعروقه و اشتدت يداه الممسكه بالهاتف و تمم بكلمات خافته عند سماعه ذلك الصوت البغيض لتلك الشمطاء التي يشمئز من النظر إليها و لكنه حاول التماسك و أخذ نفسا طويلا و انزل يديه الممسكه بالهاتف قبل أن يلتفت ناظرا الي سميرة التي كانت تطالعه بخبث فقد كانت تكرهه بشدة بسبب نظراته المحتقرة لها و التي كان يغلفها بالبرود و الهدوء المستفز لها كانثي خاصتا عندما حاولت إغوائه ذات مرة و لكن قابلها بنظرات محتقرة و كلمات قاتله أصابت أكثر النقاط حساسية بالنسبه لإمراة حين اقترب منها و قام بإعادة غلق المئزر الخاص بها و عيناه تقيم تلك البضاعه الرخيصه التي تعرضها عليه و من ثم انتقل الي عيناها المصدومه قائلا بسخريه.

تفتكري واحد زيي ممكن يخون الراجل الي مشغله! و حتي لو اتجنن و خانه هيخونه عشان واحده زيك! تنفع تبقي جدته، (قام بضم شفتيه بأسف مصطنع قبل أن يضيف قاصدا إذلالها ) ثم إن للأسف البضاعه الي بتعرضيها عليا مستهلكه و أنا بقرف! ).

لم تنسي أبدا كلماته التي اخترقت أعماق روحها و قد اكتشفت فيما بعد بأنه يحاول ان يجعل راغب يشك بها لهذا قررت الإنتقام منه و ها قد سنحت لها الفرصة فتقدمت منه بدلال و نظرات الشماته تطل من عيناها و توقفت أمامه مباشرة قائلا بمكر
اهلا بفاتح بيه الوفي، الي ميقدرش يخون ولي نعمته و الراجل الي بيشغله، تخيل عيني دمعت و أنا بفتكر كلامك.

لم يظهر علي ملامحه اي تأثر بهذا الموقف العصيب و لا حديثها الساخر فقد كان يكظم غضبه بداخله و يرتدي قناع الجمود و اللامبالاة و لكن عيناه كانت تقيم الوضع من حوله و كيف يمكنه التصرف مع تلك الأفعي التي لن يكن التخلص منها هينا أبدا. أخيرا تحدث قائلا ببرود
عايزة ايه؟

برقت عيناها للحظه من سؤاله الغريب و لكنها سرعان ما رسمت ابتسامه كرييهه علي وجهها و هيا تقول بتهكم
قصدك عايزة ايه عشان اسكت؟
فاتح بجمود
بالظبط.

سميرة بسخريه
هفاجئك زي ما فاجئتني و هقولك اني مش هسكت حتي لو جبتلي الدنيا كلها تحت رجليا..
قرر أن يأخذ بحكمه خير وسيله للدفاع الهجوم لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بثبات
وجعك اوي كلامي ليكي آخر مرة صح! طب ايه رأيك اني هوجعك اكتر و اقولك انك متقرطسه عيني عينك كدا. و الميه بتجري من تحتك و انتي مش حاسه!

قطبت جبينها من كلماته التي ثارت الشكوك في رأسها فعلت أنفاسها قبل أن تقول بإستفهام
تقصد ايه بكلامك دا؟

ابتسم ساخرا و قد نجح في مسعاه لذا اقترب منها خطوة قبل أن يقول بجانب اذنيها
راغب مقضيها كل ليله في حضن الأمورة الصغيرة الي انتي ربتيها علي ايدك عشان تاخدي بيها طارك بس الحقيقه أنها هيا الي هتطيرك من عالعرش الي انتي فاكرة نفسك الملكه بتاعته و البركه في كوبايه العصير بتاعت كل يوم!

سقطت كلماته علي مسامعها كالقنابل فقد تذكرت كوب العصير الذي يعطيها إياه راغب كل ليله متحججا بذلك التعب الذي كثيرا ما يأتيها في الآونه الأخيره و بأنها تهمل صحتها و قد ازهلها ذلك الحنان المفاجئ في تصرفاته و لكنها فرحت كثيرا رغما عنها فقد ظنت بأنه يراضيها بسبب غضبها من وجود نيفين بالقلعه و لكن حديث فاتح الآن اخذها الي منعطف آخر لن تتحمل السير به..

بالظبط، اهو الي جه في بالك دلوقتي هو الي انا أقصده.

لم تتحمل الإقرار بتلك الحقيقه أبدا لذا قالت بغضب
اخرس انت كذاب..

فاتح بهدوء
لا انا مش كداب انت الي خايفه و عموما هثبتلك و هساعدك بس بشرط!

ضيقت عيناها و نظرت إليه بإستفهام ليقول بفظاظه
قبل اي حاجه انا مش خايف لا تكشفيني و الفيلم العبيط دا. انا ممكن اخلص عليكي دلوقتي و احط التليفون دا في ايدك و اقول لراغب اني قتلتك لما سمعتك و انتي بتنقلي أخباره ليوسف الحسيني، و هو الصراحه هيشكرني لإنه ما هيصدق يخلص منك و هو كدا كدا بيخطط لدا، فاعرفي مصلحتك عشان انتي في كل الحالات خسرانه الا لو انا ساعدتك! ها ايه رأيك في كلامي.

ظلت تناظره لثواني و ما أن همت بالحديث حتي سمعت صوتا قذف الرعب بقلبها
انت واقف تحكي هنا و انت عارف الي ورانا؟
التفت فاتح الي راغب الذي كان ينظر لكليهما بغموض فصمت الإثنان لثوان قبل أن يقول فاتح بهدوء
سميرة كانت بتسألني اذا كان معايا حاجه للصداع و لا لا؟

لم تعجبه تلك الإجابه و شعر بأنها خدعه فزاد غضبه من الإثنان و لكنه نظر إليها قائلا بسخريه
سلامتك يا سميرة، عندك صداع؟
التفتت إليه بعد أن حاولت تدراك صدمتها و قالت بنبرة مهزوزة بعض الشئ
اه فعلا انا مصدعه شويه، و كنت بدور علي حبايه مسكنه فقابلت فاتح كان خارج من اوضته فقولت اساأله لو معاه.

داخليا فقد ارتاح لإستسلامها له و لكن خارجيا لم يتأثر لذا التفت ناظرا الي راغب و قال بهدوء
هستناك في العربيه تحت..
ما كاد يخطو خطوتان حتي ناداه راغب قائلا بأمر
استني انا جاي معاك.

قال جملته و نظر إليها نظرة غامضه ثم توجه إلي فاتح الذي ما أن ركب السيارة حتى سمع صوته الحانق و هو يقول بحدة
في ايه بينك و بينها يا فاتح و متفكرش اني اقتنعت بالكلام الاهبل الي قولتو فوق؟

كان فاتح يجلس بكرسي السائق ينتظر أمر راغب بالإنطلاق و لم تهتز ملامحه لثوان و ظل علي هدوئه الذي يناقض حديثه حين قال
الحقيقيه بالنسبالي نسبيه و هترجع لقرارك انت؟

لم يفهم راغب حديثه لذا قال بغضب
بطل فلسفه و فهمني تقصد ايه؟
فاتح بهدوء
يعني لو سميرة لسه لزماك هقولك الكلام الي قولتهولك فوق. أما لو مبقاش ليها لازمه بالنسبالك يبقي هقولك أنها عايزة ترافقني. بإختصار جايه تعرض نفسها عليا.

صُعِق راغب من حديث فاتح الذي فاق جميع توقعاته فلم يستطع الحديث للحظات تدارك بها صدمته التي تحولت إلي غضب مميت جعله يخرج سلاحه و يضعه في رأس فاتح قائلا بجنون
عيد الي انت قولته. ا تاني عشان افجر دماغك..

داخليا كان الرعب قد تسلل الي قلبه و لكنه لم يظهر ذلك بل التفت اليه بهدوء ليصبح السلاح بمنتصف رأسه و قال بهدوء
سميرة جايه تعرض نفسها عليا و دي مش اول مرة علي فكرة!
لفتت انتباهه الجمله الأخيرة و التي جعلته يقول من بين اسنانه
تقصد ايه؟

قص فاتح موقفه السابق من سميرة ليتزايد غضب ذلك الشيطان الذي قال من بين اسنانه
و انت رديت عليها قولتلها ايه؟
اجاب فاتح بإختصار
قولتلها بقرف.

لوهله صدمته رده البسيط و لكنه ابتسم بحنق قبل أن تقسو عيناه و يقوم بشد اجزاء سلاحه و هو يقول بنبرة صارمه
نمت معاها؟
فاتح ببرود و نظرات صقريه
تلميذك طالع لأستاذه مبياخدش فضلات حد!

لثوان كان الصمت يعم المكان الذي يتنافي مع ارتجافه قلب ذلك الذي كان يراقب المشهد من بعيد و قد جف حلقه و هو يري راغب يوجه سلاحه لرأس فاتح و لكن فجأة سمع قهقهات ذلك المجنون الذي انفجر ضاحكا و هو يربت علي كتف فاتح بقوة قائلا
جدع عرفت تثبتني، عارف لو كنت قولتلي مبعضش الإيد الي اتمدتلي و الكلام دا. كنت ضربتك بالنار في ساعتها. بس كدا انا اتأكدت انك معملتهاش، أما الكلبه دي فهقطع رقبتها.

فاتح بغموض
اتقل علي رقبه العصفورة. يمكن نحتاجها!
راغب بعدم فهم
تقصد ايه؟
فاتح بنبرة ذات مغزي
مش العصفورة بتاعتنا طارت من القفص. نحط واحده تانيه مكانها.

راغب بإمتعاض
تقصد ناصر! منه لله الغبي الي خلص عليه. و ضيع مننا اهم مصدر معلومات لينا و لو مفكر أن سميرة ممكن تحل محله تبقي اغبي منه عشان ولاد الحسيني لو شافوها هيولعوا فيها.

فاتح بغموض
سيب الموضوع دا عليا..
قاطع حديثهم فتح باب السيارة و إذا برائد يجلس بالخلف فأثار ذلك إستغراب فاتح الذي نظر لراغب قائلا بإستفهام
بيعمل ايه معانا؟
نظر راغب أمامه و هو يقول بشر
رائد من النهاردة هيبقي شريكي في كل حاجه بعملها و لازم يعرف كل حاجه عن عمه، اومال مش وريثي الوحيد!

عند نطقه بتلك الكلمه اغلق يوسف الهاتف و قام بركل تلك الطاوله التي أمامه فقد كان علي الهاتف بطلب من فاتح الذي تمتم قائلا بخفوت
متقفلش!

و أخذ يستمع لكل ما يحدث و لكن أتت تلك الكلمه الأخيرة و نفذ شحن هاتف فاتح مما جعل يوسف يصل لأقصي مراحل غضبه فهب أدهم من مكانه مذعورا و هو يسأل بلهفه
في ايه يا يوسف؟
أخذ يوسف نفسا عميقا و هو يحاول التمسك بحبال الهدوء و قال بإختصار
الكلب دا عايز يغرز رائد معاه في أعماله المشبوهه..

لم يعط أدهم بالا للأمر الذي ظن بأنه لا يستحق كل هذا الإنفعال لذا قال ببساطه
ما يرفض ماهو طول عمره بيرفض ايه المشكله يعني؟
بوسف بحنق
المشكله أنه ميعرفش عشان يرفض!

لم يكد أدهم يتحدث حتي أضاء هاتفه معلنا عن مكالمه هاتفيه فأجاب مسرعا
ايوا يا مازن..
مازن بعدم فهم
يوسف في حاجه غلط محدش جه لحد دلوقتي احنا مستنيين و..

قاطعه يوسف الذي قال بنفاذ صبر
عارف، الخطه اتغيرت الزفت دا غير كل حاجه علي آخر لحظه.
مازن بإستفهام
يعني ايه؟
يوسف بحنق
يعني هنستني لما نشوف هترسي علي ايه؟ و علي فكرة رائد كمان موجود معاهم.

مازن بصدمه
ايه! يعني ايه معاهم؟ ايه اللخبطه دي؟

يوسف بنفاذ صبر
الي سمعته. عالأغلب موبايل فاتح فصل شحن. خليك مستني اي اشارة منه ممكن يحاول يفتحه. و لو في اي جديد كلمني.

بعد عدة ساعات نجد روفان التي كانت قادمه لتوها من الخارج برفقه على الذي القي عليها نظرة محذرة فهزت رأسها بطمأنه و عيناها ترسل إشارات الامان لقلبه فابتسم و توجه إلي مكتب يوسف و توجهت هيا الي غرفه كاميليا و لم تجدها و لكنها وجدتها تتجه الي مكتب يوسف فامسكتها من يدها و توجهت بها الي الحديقه وسط دهشه كاميليا و اسألتها المستفهمه
في ايه يا بت انتي وخداني علي فين؟

روفان بنبرة منخفضه
هشش اسكتي. عايزاكي في موضوع سر.
أخيرا توقفت روفان أمام الارجوحه و أخذت تنظر حولهما كلص يختبئ من الشرطه وسط نظرات كاميليا الساخرة و التي اوقفتها بمكانها و هيا تقول بنفاذ صبر
يا بنتي هو انتي حراميه عماله تتلفتي كدا ليه؟

زجرتها روفان و قالت بعصبيه
اكتمي و سبيني اشوف شغلي.
زفرت كاميليا بملل و أنهت روفان استكشافها للمكان من حولهم ثم وقفت أمام كاميليا تقول بلهجه خائفه
بصي يا كامي الي هقولهولك دا سر ماتقوليهوش لحد.

كاميليا و قد خدش القلق عقلها
في اي يا روفان قلقتيني؟

روفان بتوتر و هيا تفرك يدها ببعضهما البعض
انا شفت نيفين النهاردة..
صُدِمت كاميليا كثيرا من حديث روفان و قالت بإستفهام
نيفين! و دي شفتيها فين؟
هقولك..

فلاش باك.

يا اهلا بالعشاق..
رفع على رأسه لينظر الي تلك الدخيلة التي غير مرغوب بوجودها بالمرة و نظراتها التي تحمل الشر تحاوط المكان فتلوث الهواء المحيط بهم و التفت روفان التي شعرت بالصدمه عند رؤيتها و لكن شعورها تحول للغضب عندما قامت بجر إحدي المقاعد و جلست عليه بينهم و هيا تطالعهم بسخريه قبل أن تقول
محدش قالي اتفضلي قولت اتفضل من نفسي.

اوشكت روفان علي الحديث و لكن قبض على بقوة علي يدهاا ليمنعها من الحديث و نظر إلي تلك الجالسه بهدوء مستفز و قال بنبرة يملؤها الإحتقار كحال نظراته تجاهها
و بما انك ملقتيش حد قالك اتفضلي محستيش انك غير مرغوب فيكي هنا!

كان من المتوقع أن تشعر بالإزلال من حديثه و لكنها علي العكس ابتسمت قبل أن تقول بإستفزاز
انا قولت علي ما تتجاوزوا صدمه وجودي بس.

ابتسم على ساخرا قبل أن يقول
صدمه وجودك! انتي بتدي نفسك حجم كبير اوي، انتي وجودك اقل بكتير من أنه يلفت انتباهنا حتي.

اغضبها حديثه كثيرا و تلك المرة لم تفلح في إخفاء غضبها إذ انمحت ابتسامتها و قالت بوعيد
لا متقلقش مانا قريب اوي هخليكوا تعملوا لوجودي ألف حساب.

لم تتغير ملامح على بل زادت سخريته حين قال
لو هصنف كلامك دا علي أنه تهديد هيبقي اهيف تهديد سمعته في حياتي، و هعتبره نكته بايخه هعمل نفسي اصلا مسمعتهاش!

ابتلعت لعابها بصعوبه من كلماته التي اغرقتها بالوحل و حاولت إنهاء ما جاءت من أجله لذا أخذت نفسا طويله و من ثم رسمت ابتسامه مزيفه علي شفتيها و قالت بتحفظ
طيب واضح ان لقائنا خلاص خلص، و أنا في الحقيقه كنت جايه اسلم علي روفان يعني مهما أن كان احنا اهل و عشرة عمر و لا ايه يا روفان؟

قالت جملتها الأخيرة و هيا تنظر إلي روفان التي كان الغضب من تلك المخلوقه يأكلها لذا قالت بغضب
احنا عمرنا ما كنا أهل يا نيفين عشان انتي متعرفيش يعني ايه أهل! احنا حتي و احنا مفكرينك بنت عمنا الحقيقيه مكنتش حاسين انك مننا..

وصل غضبها للذروة لذا هبت من مكانها و هيا تنظر بغضب تنافي مع حديثها عندما قالت
طيب يا نيفين مكناش اهل. انتي عندك حق، بس علي الاقل كنت عايشين في بيت واحد مع بعض، و عموما انا مش هطول عليكوا انا كدا كدا كنت ماشيه..

ثم فاجأتهم عندما اقتربت تعانق روفان التي زادت صدمتها لدي سماعها سموم تلك الأفعي التي بختها قي أذنها عندما قالت بفحيح
قولي للحلوة بنت عمك اني مش نسياها و أن اللعبه لسه مخلصتش و تاري معاها قريب اوي هاخده و مش هسيها تتهني بأخوكي أبدا، يالا باي باي يا اوزعه.

باااك.

شعرت كاميليا بأن هناك يد قويه اعتصرت قلبها و منعت الهواء من الوصول إلي رأتيها و لكن جاء حديث روفان ليجعلها تتجمد بأرضها عندما قالت بنبرة توشك علي البكاء
تخيلي الحيوانه دي قالتلي يا اوزعه قدام على؟

كادت عيناها أن تخرج من محجريها من شدة الصدمه التي جعلتها تقول
نعم! هو دا كل الي فارق معاكي؟
صححت روفان خطأها إذ قالت بلهفه
لا طبعا دي من ضمنهم يعني، انا اقصد اقول شفتي الحيوانه بتقول ايه عليكي انتي و ابيه يوسف؟

عند ذكر اسمه شعرت بأنها تحتاج إليه في تلك اللحظه لذا رغما عنها وجدت قدماها تقودها إليه غير عابئه بنداء روفان حتي أنها اقتحمت المكتب لتجد نفسها فجأة أمام اربعه ازواج من العيون تحدق بها و لكن من بينهم نظرات زرقاء ارتسم بهما القلق من مظهرها فاندفع يوسف تجاهها و هو يقول بقلق
مالك؟ حصل حاجه و لا ايه؟

لم تستطع الحديث فقط نظرات يرتسم بها الخوف و شفاه مرتعشه لا تقدر علي السيطرة عليها و يد ترتجف بين يديه فشعر بأنها علي حافه الإنهيار فنظر حوله ليفهم الجميع و خرج كلا من مازن و أدهم و اخيرا على الذي فهم سبب حالتهاا فهو علم الآن لما يطلقون علي صغيرته لقب (الفتانه) فهو أخذ يحذرها طوال الطريق بألا تخبر كاميليا بما حدث و لكنها افشت السر فزفر بغضب قبل أن يقترب من يوسف و هو يربت علي كتفه و ينظر إليه بنظرة ذات مغزي فهمها يوسف فعلي الفور فزفر بغضب و ما أن سمع صوت إغلاق الباب حتي احتوت يديه وجنتيها بحنان ينظر إلي عيناها التي يملئها الخوف فلعن بداخله و قد رق قلبه لمظهرها فقام بتقبيل ما بين عيناها محاولا إضفاء بعضا من الدفء فوق جبينها عله يصل الي قلبها الخائف فإرتمت مرة آخري بين أحضانه و هيا تقول من بين دموعها.

انا خايفه اوي يا يوسف..

زاد من ضمته إليها يود لو يدخلها بين ضلوعه حتي يطمأنها و قد آلمته كثيرا كلماتها و نبرة الزعر تلك لذا قال بحنان
ينفع تخافي و أنا موجود؟

رفعت رأسها تطالعه بعذاب و هيا تقول بتلعثم
انت متعرفش حصل ايه. نيفين رجعت تاني يا يوسف و بعتالي تقولي انها مش هتهنيني عليك، شافت على و روفان و.

قاطعها يوسف بوضع إصبعه فوق شفتيها و هو يقول بخفوت
اشش. و لا تقدر تعملك حاجه. دي متخلفه آخرها تقول كلام في الفاضي من قهرتها، انا عامل حساب كل حاجه متقلقيش..

نظرت إليه بإندهاش و قالت
تقصد ايه؟ انت كنت عارف بالي قالته لروفان؟ على قالك مش كدا؟

يوسف بهدوء
قالي. و بقولك متقلقيش هيا كل دا عايزة تخوفك. لإن دي الحاجه الوحيدة الي تقدر عليها و عشان كدا وغلاوتي عندك يا كاميليا اوعي تسبيها تنجح في دا. انا عايز اشوف كاميليا الي وقفتلها قدام الكل و طردتها. انتي مش ضعيفه عشان حاجه تافهه زي كدا تهزك.

لامست قلبها كلماته كثيرا و ذلك المعني الخفي بين طياتها لذا قالت بصدق
يوسف أنا عمري ما هخذلك أبدا، انت عارف كدا صح؟

يوسف بحب
عارف و الدليل انك في حضني دلوقتي و جيتي تحكيلي الي حصل و دا معناه انها فشلت ترجعك كاميليا الي بتخاف و بتخبي، خليكي قويه زي مانتي و اوعي يهزك كلامها.

هزت رأسها بالموافقه و علي وجهها إبتسامه عاشقه فقد أدركت بأنها اضاعت علي نفسها الكثير من اللحظات معه و اختارت طريق الهرب الذي كان مليئ بالأشواك و العراقيل و قد حرمت نفسها من مذاق الامان بين ذراعيه لذا احتضنته بشدة لتتنعم بدفء جنته التي هيا وحدها اميرتها و بادلها العناق بأقوي منه و ظلوا علي هذه الحاله لدقائق حتي اتي رنين هاتفه معلنا عن وصول رساله نصيه و كانت تحوي العديد من مقاطع الفيديو التي ما أن شاهدها حتي تهللت اساريره و ظهرت ابتسامه واسعه علي شفتيه اتبعها بزفرة إرتياح لترتسم معالم الإستغراب علي ملامحها فتقدمت منه قتساله بفضول.

ايه الي فرحك اوي كدا يا يوسف؟

التفت ناظرا إليها و قد تبدلت نظراته الي عشق خالص جعله يقترب منها قائلا بفرحه
يوسف بيعشق امك.

و لدهشتها قام بلف ذراعيه حول خصرها يرفعها و قام بالدوران بها في أرجاء الغرفه وسط ضحكاتها الفرحه بما يفعله الي أن قام أخيرا بإنزالها بعد أن انقطعت انفاسهما و لكن يداه لم تفارق خصرها و تحولت نظراته لآخري تعرفها جيدا و قال بتخابث
اعملي حسابك هديه عيد ميلادي عايزها النهاردة..

تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل و اخفضت بصرها عن نظراته التي كانت تغزوها بشكل قاتل جعل جسدها يتخدر قبل أن يلمسها و قد شعر بذلك لذا اقترب من أذنها قائلا بوقاحه
مادام الفراوله ظهرت علي خدودك كدا يبقي عرفتي قصدي ايه، اعملي حسابك أني هخلص المحصول كله النهاردة.

قهقهت علي كلماته فشاركها قهقهاتها و لف يديه حول خصرها ساندا رأسه فوق رأسها الملقى بإرتياح فوق أحضانه و هو يقول بتفاؤل
اوعدك أن من النهاردة ضحكتك دي مش هتفارق وشك أبدا..

كاميليا بتمني
نفسي نبقي كلنا مبسوطين يا يوسف مش انا و بس، نفسي الكابوس دا يختفي بقي..

يوسف بطمأنه
هانت يا قلب يوسف، الي باقي مش كتير.

في الخارج كان الجميع يجلس بإنتظار معاد العشاء و الكثير منهم تتآكله الظنون و ينخر القلق بخلايا رأسه الي أن اتي يوسف الذي أرسلت ابتسامته رساله واضحه المعاني جعلت الجميع يتنهد بإرتياح ليتحدث أدهم قائلا بمزاح
متجمعين في الخير أن شاء الله. منور يا جدي منور يا عمي مراد، منور يا على مش منور اوي يعني بس يالا انت في بيتنا..

نظر إليه على شذرا فقد كانت عيناه تتابع تلك التي كانت تنظر في الاسفل متحاشيه النظر إليه و هيا تلعن لسانها الطويل الذي افشي ذلك السر فكاميليا بغبائها لم تنتظر حتي تخبرها بالا تخبر أحد انما اندفعت الي أخاها في الحال و لابد بأن على قد علم بأنها افشت سره و قد تأكد ظنها حين وجدته يتحدث مع يوسف دون النظر إليها و قد لاحظ هذان الماكران ما يحدث فقال مازن بصوت خفيض لا يسمعه احد.

واد يا ادهم شكل في حاجه حصلت بين الواد على و روفان، باين عليه مش طايقها..

دقق أدهم النظر و قال يوافقه الرأي
تصدق صح دا بيبصلها بقرف. البغل دا ازاي يبص لأختي كدا..

زجره مازن الذي قال بملل
اختك ايه دلوقتي، فكر معايا ليه؟ تفتكر يكون اتقرص منها؟

أدهم بتفكير
و ليه لا، ولا شفت كاميليا كانت داخله علينا المكتب ازاي؟ تفتكر تكون روفان حكتلها عالي على حكاهولنا في المكتب..؟
مازن بلهفه
تقصد حوار نيفين؟
اه بالظبط..

في تلك الأثناء لفت انتباه على حديثهم الجانبي و نظراتهم إليه فبادلهم النظرات بآخري حانقه ليقوم مازن برفع حاجبه ( بيلاعبله حواحبه يعني ) في حركه مسرحيه يقصد بها إستفزازه، فزفر على بغضب قبل أن يلتفت ليوسف قائلا
طب هستأذن انا عشان الوقت اتأخر.

أدهم بمزاح
ما تبات معانا يا على رايح فين يا حبيبي؟

و شاركه مازن المزاح و لكن بصوت خفيض
اه ياريت و انا هروح ابات عندهم..

زجره أدهم لينظر إليهم على شذرا و تتدخل صفيه التي نظرت إليهم غاضبه و تحولت نظراتها للحنان حين ناظرت على و تجلي ذلك في نبرته حين قالت
ايه يا على يا حبيبي رايح فين ما لسه بدري؟

تدخل أدهم مستنكرا
بدري ايه يا حاجه الفجر هياذن؟
تدخل يوسف قائلا بتهكم
لا والله و لما الفجر هيأذن انتوا لسه صاحيين ليه دي الفراخ نامت من زمان!

قهقه الجميع من حولهم و تحدث صفيه ساخره
والنبي قولهم يا يوسف..
قاطع على الحديث و هو يقول بتوعد
سبيهم يا طنط يستظرفوا كل واحد و له يوم..

ضيق مازن عيناه وقال بشك
واد يا ادهم دا شكله بيهددنا..
أدهم بوعيد
سيبه والله لو ما رضي يجوزنا لههرب انا و هيا و اجبله العار اصبر عليا بس..

يالا يا جماعه تصبحوا علي خير..
نظرت صفيه الي روفان و قالت بأمر
اطلعي يا روفان وصلي خطيبك.

اطاعتها روفان بلهفه فتحدث أدهم مستنكرا
ايه دا أن شاء الله ازاي تسمحيلها تطلع وراه يا ست ماما هو احنا من امتا بقينا اوبن مايند كدا..

و سانده مازن قائلا
ايوا يا خالتي أدهم عنده حق مينفعش كدا.
طالعتهم صفيه بسخريه حين قالت
لا ياد يا فاشل انت وهو الي هتعلموني ايه يصح و ايه ميصحش؟ ابقي قولوا الكلام دا لنفسكوا هاه!

كانت صفيه تتحدث بنبرة ذات مغزي فقال ادهم بحنق
هموت و اعرف هو انتي لقياني قدام باب جامع يا ست انتي هو في ايه؟

هنا تدخل يوسف الذي ضاق ذرعا بما يحدث
انا قايم يالا يا كاميليا احسن اللتنين دول صدعوني..

و ما أن هم بالقيام من مقعده و يده بيد كاميليا حتي اندفع الإثنان تجاهه و قال مازن بلهفه
لا بص احنا هنصدعك كتير الفترة الجايه دي..
و قال أدهم
ايوا مازن عنده حق احنا فاضيين و هنقرفكوا في عيشتكوا إلا إذا فتحتوا دماغكوا معانا..

نظر إليهم بتقيم قبل أن يقول ساخرا
و نفتح دماغنا معاكوا ازاي بقي؟
نطق الإثنان قي نفس التوقيت
تجوزونا..
ابتسم يوسف قبل أن يقول بوعيد
يعني يا نجوزكوا يا تقرفونا؟

أدهم و قد شعر بأنه ظفر أمام اخاه
بالظبط كدا
و لكن فاجأة يوسف الذي قال بسخريه
اممم شايف قدامك كام حيط؟
التفت الإثنان ينظرون حولهم ثم قال أدهم
اه شايف بس ليه؟

يوسف بصرامه و نبرة مرعبه
كل واحد منكوا يختارلوا واحده يخبض دماغه فيها بدل ما اخبطهاله إنا و إياك اسمع صوت واحد فيكوا عشان دماغي بقت قد كدا..

انهي كلماته ثم أخذ كاميليا من يدها والقي التحيه علي جميع الموجودين و خرج من الغرفه ليتحدث مازن غاضبا
يارب تفضل تكبر لحد ما تتحشر في البدله دي يا يوسف يا ابن صفيه، ياربي انا كان مالي و مال العيله الي واقفين حالي معاهم دول..

و شاطره أدهم الرأي حين قال
عيله فقر يا ابني.
تدخلت صفيه قائله بحنق
يا ابني انت ووهو عيب انتوا شايفين الظروف تسمح للافراح دلوقتي، ما اتنيلتوا كتبتوا كتابكوا عايزين ايه تاني؟

تدخل مازن حانقا
عايزين حقنا الطبيعي في الحياة يا خالتي..
شاطره أدهم الرأي حين قال موافقا
ايوا بالظبط عايزين نتكاثر زي باقي مخاليق ربنا و بعدين تعالي هنا ما البيه اتجوز تحت طلقات الرصاص و مهموش طالع واكل نازل واكل..

صفيه بصدمه
واد انت و هو بتقروا علي اخوكوا؟ و بعدين دا يا حبه عيني مش كفايه معرفش يعمل فرح كبير يليق بيه و بإسمه.

أدهم بغيظ
اتفضل بتقولك يا حبه عيني كل دا و هو الي صعبان عليها، انتي يا ست انتي قوليلي لقياني قدام انهي جامع..

زفرت صفيه بحنق و قالت بنفاذ صبر
يا حبايبي احنا عايزين نعملكوا فرح كبير يعوض فرح يوسف.

مازن بحنق
يا ستي هنعمل الفرح في الحوش الي ورا، جوزينا انتي بس و مالكيش دعوة..
صفيه بتعب
طيب الصبح هتكلم مع اخوكوا و ربنا يحلها من عنده اوعوا من خلقني خلوني اطلع انام صدعتوني..

تنفس الإثنان الصعداء و قال مازن بإرتياح
الحمد لله اهي قالتلنا هتكلمه..
اجابه أدهم بإمتعاض
فرحان علي خيبه ايه انت مش عارف خالتك دي بتثبتنا، بس سيبك منهم احنا كدا كدا هنقرفهم في عيشتهم لحد ما يجوزونا خلصانه، المهم انا عامل مفاجأة لغرام و عايزك تساعدني.

كانوا يتحدثون و هم في طريقهم للخارج فوجدوا روفان التي كانت تهرول للاسفل و ألقت عليهم ناظرة غاضبه و تابعت صعودها فتحدث أدهم قائلا بإستفهام
مالها البت دي بتبصلنا بقرف ليه؟
مازن بملل
يا عم سيبك منها هتلاقي على زعل منها عشان فتنت عليه، خلينا احنا في المهم. انت ناوي تفاجئ غرام ازاي؟

أدهم بحماس
عاملها حته مفاجأة احتمال تتشل من الفرحه.

في الأعلي أخيرا دخلوا الي الغرفه فزفر يوسف بإرتياح قبل أن يقول
و اخيرا طلعنا اوضتنا، انا قولت اليوم مش هيخلص أبدا
كانت كاميليا تبتسم علي حديثه و هيا تقوم بخلع جاكت بذلته و تضعه علي الاريكه ثم توجهت الي طاوله الزينه و هيا تقول بمزاح
أدهم و مازن دول مشكله.

ما أن كادت تصل إلي الطاوله حتي امتدت ذراعه و التقطت خصرها يلصقها به و هو يقول بوقاحة
دا انت الي مشكله، هو في كدا..

تصنعت عدم الفهم فقد ارادت أن تتدلل عليه قليلا فقالت بغنج
الي هو ايه كدا دا؟
كان يقترب منها و هو يقول بغزل ممزوج بوقاحه
كدا الي هو البطل الي قدامي دا، ( ثم قام بإرسال غمزة وقحه و أضاف ) عماله تحلوي كل شويه انا هتعب كدا.

انهي جملته و كاد أن يقتنص شفتيها و إذا بقبلته تسقط في الهواء فقد أنسلت من بين يديه حين سمعت ذلك الطرق الشديد علي باب الغرفه فقالت بخوف
الحق يا يوسف مين بيخبط كدا؟

توجه يوسف علي الفور الي الباب يفتحه ليري ماذا يحدث فهذا الطرق يوحي بحدث كارثه في الخارج و ما أن فتح حتي تجمدت نظراته عند روفان التي تقف تشبك يدها حول ذراعيها و تمط شفتيها كالأطفال و العبوس باد علي جبهتها التي كانت تجعدها فأخذ يوسف نفسا عميقا قبل أن يقول من بين اسنانه
في ايه يا روفان حد يخبط علي حد كدا؟
روفان بغضب طفولي توشك علي البكاء
فين كاميليا صاحبتي؟

رفع يوسف أحدي حاجبيه و قال رإستفهام
نعم؟
روفان بنفس لهجتها
بقولك يا أبيه لو سمحت فين كاميليا صاحبتي و متقوليش نامت انا سمعت صوتها بتضحك دلوقتي..
لم تتح له الإجابه فقد ظهرت كاميليا من خلفه و هيا تقول بحرج
انا اهوة يا روفان في ايه؟

روفان بنبرة متحشرجه
دلوقتي هو الصاحب له عند صاحبه ايه؟
نظرت كاميليا الي يوسف بإندهاش و قالت بجهل
مش عارفه الصراحه ياروفان. ( ثم وجهت انتظارها الي يوسف تسأله ) انت تعرف؟

تصاعد الغضب بداخله و نظر إلي روفان قائلا بنفاذ صبر
روفان انتي جايه دلوقتي عشان تسألينا السؤال دا؟
روفان و هيا تضع يدها أمام وجهه و تقول بدموع أوشكت علي الهطول
ثانيه يا أبيه، ( ثم وجهت انظارها الي كاميليا قائله بحدة ) الصاحب له عند صاحبه تلت حاجات يا ست كاميليا، عشوة، كذبه و خدمه و أنا عايزة الخدمه دلوقتي..

كانت جملتها الأخيرة تتضمن صرخه خافته جعلت كاميليا تقول بلهفه
عنيا ليكي يا قلبي عايزة ايه قوليلي..
نظرت روفان الي يوسف بنظرات حانقه ثم وجهت انتظارها الي كاميليا قائله بغضب
دلوقتي انتي من وقت ما اتجوزتي خدك مني خالص و معنتش بتلم عليكي و أنا عشان صاحبه جدعه متكلمتش بس دلوقتي انا من حقي اعرف أنا ايه في حياتك؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة