قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثلاثون

اعتقد أن من دواعي الاستمرارية في هذه الحياه هيا التجاوز...
أن يتعلم الإنسان تجاوز ألمه، خيباته، هزائمه أن يتجاوز تلك اللحظات التي ظن أنها لن تتكرر مرة آخرى. و الاهم من ذلك كله أن يستطيع تجاوز الأشخاص فتجاوز بعض الأشخاص قد يكون نجاة.
نعم فالتجاوز مؤلم و يحتاج لمجهود شاق و لكنه مُنجي.!

انت بتقول ايه يا على.؟!
تكلم هاشم الرفاعي الذي رقص قلبه فرحا ما أن رأى الهاتف يهتز معلنا عن إتصال كان قد انتظره طويلا ليباغته على بالقاء تلك القنبله في وجهه الذي امتقع خاصة عندما تحدث على بتلك الكلمات الجارحه.

كلامي واضح. بسألك ليك يد في خطف كارما و غرام،؟! و قبل ما تجاوب عايزك تعرف ان يمين بالله لهقلب الدنيا عليها واطيها لحد ما ارجع إخواتي حتى لو كانوا في سابع أرض.

ذُعِر هاشم من حديث على و ارتعب قلبه عندما علم ما أصاب حفيداته فأجاب بلهفه و ألم.

ايه إلى انت بتقوله دا يا على.؟ انت واعي انت بتقول ايه.؟ انا هعمل كدا في بنات الغالي.؟ دانا افديهم بروحي.

شعر على بمقدار الألم في صوته و أخذت وخزات الندم تاكل قلبه فلم يستطع الحديث ليتابع هاشم بصوت مهزوز من فرط التعب و الحزن.

في إيه يا على حصل ايه للبنات.؟ طمني يا ابني.؟

تردد على لثوان قبل أن يتحدث بيأس
معرفش. معرفش كانوا خارجين الصبح و فجأة طلع عليهم ناس ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه و هربوا و لحد دلوقتي منعرفش حاجه عنهم، قلبت إسكندرية حته حته و مفيش اي جديد.

زاد رعب العجوز خاصتا لتلك النبرة اليائسه التي يتحدث بها حفيده و لكن هذا ليس وقت الضعف خاصتا لمن لم يعتاد عليه فأخذ يشحذ بعضا من قوته الذي أفقده إياها المرض و قال بصوت قوي.

إجمد كدا يا على، أن شاء الله هنلاقيهم. انا هقلب الدنيا لحد ما ارجع بنات ابني بيتهم سالمين متقلقش انت مش لوحدك انا في ضهرك و إلى عمل كدا هيتحاسب أشد الحساب أنه فكر بس يقربلهم.

لا يدري لما شعر ببعض من الارتياح لحديث جده و لكن كبرياؤه أبى أن يقبل بمساعدته فنفض عنه ثوب اليأس و تنحنح قليلا ثم قال بثبات.

شكرا يا هاشم بيه مش محتاج مساعدتك و أنا هعرف ارجع إخواتي حتى لو علي رقبتي.!

ابتسامه جانبيه ظهرت علي شفتي العجوز فقد كان يتوقع رد حفيده و لما لا فهو أخذ كثيرا من طباعه ليقول بمكر و مسايسه.

طبعا يا ابني انت تقدر تعمل كدا. و أنا معنديش شك انك تقدر ترجع إخواتك و تحافظ عليهم بس دول بنات ابني و ليا حق فيهم و مش هقدر اقف ساكت و هما مخطوفين كدا، ياريت تسبني اساعدك يا على و اقف في ضهرك.

اهتز على داخليا من رجاء جده المبطن و شعر بأنه يجب أن يضع مصلحة أختيه اولا ليزفر بتعب قائلا.

لو احتجت حاجه هقولك.

فرد الجد بارتياح
و أنا هبعتلك إلى يبقي رهن إشارتك و هيمشي بأمرك انت بس شاورله. دول بناتنا يا على شايلين اسم الرفاعي شرفنا و عرضنا يا ابني و لازم تحميهم بعنينا. و انا عارفه انك اسد و راجل من ضهر راجل،.

انهي على مكالمته و قد شعر بأن الهواء قد نفذ من رئتيه و لم يستطع التنفس و اغمض عينيه بتعب يناجي ربه بأن يرشده للطريق الصحيح و يخفف عنه هذا الثقل الذي يجثو فوق قلبه و كأن الله استجاب لدعائه ليرن هاتفه معلنا عن مكالمه أكثر من مُرحب بها ليلتقطه قائلا في لهفه.

روفان.!

فأجابته بقلب لهيف
على.! انا عرفت من كاميليا إلى حصل و قولت لازم اكلمك اطمن عليك.

لأول مرة في حياته يعجز عن الحديث الذي سيتبعه حتما انهار من الدموع التي لا تليق بعنفوانه لتزداد حدة تنفسه و علي صوته الذي أخبرها عن مدى معاناته لتجيبه بقلب عاشق.

متقلقش يا على أن شاء الله هتلاقيهم، ربنا هيحفظهم و هيرجعهم بالسلامه، انت بس قول يارب.

خرجت الكلمات من فمه بحرقه نابعه من إحتراقه داخليا.

يااااااارب، يااااااارب يا روفان يرجعوا بالسلامه،.

لتجيبه بلهجه هادئه نابعه من قلب انثي تحولت أما عندما وقعت في العشق.

هقولك علي حاجه حلوة. انت اكيد بتدور عليهم و مش واقف لحظه. عيزاك و انت بتدور عليهم اقعد قول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم كتير اوووي بنيه إن ربنا يحفظهم و تلاقيهم و أن شاء الله ربنا هيردهم ليك في اقرب وقت. و هتشوف إن ربنا مش هيكسر بخاطرك و هيطمن قلبك عليهم.

و كان حديثها كان كالبلسم علي قلبه و قد أنار له طريقا لا يعرف كيف غفل عنه و هو اللجوء إلى الله سبحانه و تعالي ليقول بحب تجلي في نبرة صوته.

حاضر، ربنا يخليكي ليا،
اهتز قلبها لتلك النبرة التي أسرتها و هذه الكلمات البسيطه التي جعلت الفراشات تحلق في معدتها لتأخذ نفسا عميقا يملؤه عبير العشق قائله بخجل.

و يخليك ليا، ثم تداركت الموقف قائله بتوتر و لينا و للناس كلها يعني بما إنك ظابط و كدا.

للحظات بسيطه شقت الابتسامه شفتيه علي توترها و برائتها ثم قال بلهجه ناعمه
ادعيلي و ادعيلهم.
ربنا معاك و معاهم يارب و يجمعكوا مع بعض في اقرب وقت.
امن على علي دعائها ثم ختم المكالمه التي اعطته جرعه كبيرة من الطاقه التي سيسخرها جميعها في البحث عن شقيقتيه لينطلق بسيارته إلى مقر الشرطه للبدأ في جوله جديده من البحث...

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بين إيديهم سالمين.

انتهت نيفين من تنزيل برنامج التصنت علي هاتف سميرة كي تعرف مع من تتحدث هذه الأحاديث السريه فهي لم تعد تأمن مكر هذه السيدة و يجب أن تعرف كل خطواتها و ما تخفيه عنها فهي واثقه أنها تملك الكثير من الأسرار التي عليها كشفها واحدا تلو الآخر ليهاجمها ذلك الصداع الذي كان يلاحقها الفترة الأخيرة دون أن تعرف له سبب فقامت بالذهاب إلى غرفتها و الجلوس علي اقرب كرسي لتتفاجئ بسميرة تدخل إلى الغرفه تنفث النيران من أنفها لتجدها علي تلك الحاله من التعب و لكن ذلك لم يجعلها ترحمها لتبدأ بالتنفيس عن غضبها بها ككل مرة.

انتي قاعده بتهببي ايه عندك و سايبه البلاوي إلى فوق دماغنا دي كلها.؟
لم تكن نيفين في حاله تسمح لها بالحديث فتجاهلتها تبحث عن قرص مسكن يخفف ذلك الصداع الرهيب لتغتاظ سميرة أكثر فتقوم بنهرها.

انتي يا زفته مش بكلمك. ردي عليا.

رفعت نيفين راسها و طالعتها بنظرة ساخرة ثم قالت بلامبالاه
خدي الباب في إيدك و انتي طالعه عشان تعبانه و عايزة أنام.!

تلك الكلمات البسيطه أثارت جنون سميرة لتقوم بالإنقضاض عليها ممسكه إياها من خصلاتها و هيا تقول بصياح.

بت انتي اتعدلي و انتي بتكلميني، فاهمه و لا لا.
فقامت نيفين بنقض يدها و قامت بدفعها بعنف و هيا تقول غاضبه
لا مش فاهمه و حذرتك قبل كدا إيدك تتمد عليا. يظهر انك انتي إلى مبتفهميش بس معلش هفهمك بطريقتي.!

انهت كلماتها ثم قامت بشق أحد أكمام فستانها حتى أنها قامت بجرح ذراعها ثم هرولت تبكي خارجا و هيا تستغيث صارخه.

يا جدو، يا طنط صفيه. الحقوني.

ما أن سمعت صفيه صوت استغاثتها حتى هرولت إليها لتجدها علي حاله من الانهيار و علي الفور ارتمت بين أحضانها تبكي و تنوح فحاولت صفيه تهدئتها قائله.

ايه يا نيفين يا حبيبتي مالك فيكي ايه. بتعيطي ليه كدا؟

أكملت نيفين تمثيليتها علي أكمل وجه حين اتبعت بكائها بإرتعاشه جسدها و هيا تقول بصوت متقطع.

الحقيني يا طنط صفيه ماما عماله تضرب فيا و تشتمني.
لتستشيط صفيه من الغضب و توجه أنظارها إلى سميرة المزهوله مما يحدث أمامها لدرجه انها فقدت النطق عندما نهرتها صفيه.

انتي اتجننتي يا سميرة بتضربي البت و تبهدليها ليه كانت عملت فيكي ايه.؟
لم تستطع سميرة الرد لترد نيفين التي كانت مازالت متشبسه بحضن صفيه
بتطلع غيظها فيا عشان بابا طلع متجوز عليها و جاب ابن ضرتها هنا. انا ايه ذنبي طيب.؟!

تركت صفيه نيفين ثم توجهت إلى سميرة تناظرها بإحتقار قائله
مش هتبطلي بقي القرف بتاعك دا بتطلعي عقدك و مشاكلك علي بنتك الغلبانه دا بدل ما تاخديها في حضنك و تخففي عنها، بتبهدلي فيها تصدقي دا له حق مراد يطفش منك.

كانت سميرة متسمرة في مكانها ليس بسبب كلمات صفيه و لكن بسبب تلك التي تقف خلفها تنظر إليها بسخريه و بإنتصار حتى أنها قامت برفع إحدي حاجبيها و كأنها تقول لها.

أرأيتي ما يمكنني فعله،؟!
فقد كانت ترى بها نسخه مصوره منها، لتحل محل السخريه نظرات بريئه منكسرة عندما التفتت صفيه تجاهها و قامت بمسح دموعها قائله.

اهدي يا حبيبتي و متخافيش محدش هيقدر يزعلك أو يضايقك تاني. ثم التفتت إلى سميرة قائله بغضب عشان لو حد فكر يعمل كدا يبقي يجهز نفسه أنه يواجه رحيم الحسيني بنفسه و أنا بقي إلى هقوله المرادي عالي بيحصل من ورا ضهره،.

قامت نيفين بمسح دموعها ثم وجهت نظره منكسرة إلى صفيه قائله بضعف مصطنع
ممكن اطلب من حضرتك طلب.؟!

اتفضلي يا حبيبتي
ممكن أنام في حضنك النهاردة.؟
اشفقت صفيه علي حالتها لتقول بحنان.

طبعا يا روحي تقدري، تعالي معايا.

أخذت صفيه نيفين باحضانها و توجهت إلى غرفتها تاركين خلفهم من كان الغضب يأكل كل خليه بها فما رأته اليوم من الفتاه التي ظنت أنها بيدق في لعبتها نحتها جانبا و تولت هيا القيادة لتشعر بأن أعدائها قد زادوا اليوم بل و أن من اسمتها ابنتها هيا أكثر من يجب أن تحذر منه لهذا اتجهت إلى غرفتها لتجري أحدي اتصالاتها الغامضه.

احنا لازم نخلص من نيفين في اقرب وقت. مش هينفع نتأخر اكتر من كدا. دي بقت خطر علينا.

كان يوسف يقود سيارته باقصي سرعه ممكنه حتى يصل إلى وجهته و لكنه كان بين الحين و الآخر ينظر إلى محبوبته إلى تجلس علي الكرسي بجانبه فيجد الضياع يسيطر علي كل ملامحها فقرر إعطائها المساحه الخاصه بها فهي بحاجه للهدوء قليلا بعد كل تلك الأحداث و لكن صمتها طال أكثر من اللازم خاصتا بالنسبه إلى طبيعتها في حضرته فهيا تعشق للحديث معه حتى ولو لم تجد ما تقوله ليقرر قطع ذلك الصمت قائلا.

فاكرة لما للعروسه بتاعتك إلى كانت ممتك جيبهالك ضاعت زمان،؟!
خرجت منها تنهيدة حارقه و قالت بصوت حزين
فاكرة.

اكمل يوسف حديثه و هو ينظر أمامه و لكن جميع حواسه كانت معها
يومها قعدتي تعيطي كتير اوي لدرجه ان عنيكي احمرت و جيت أن من السفر لقيتك كدا اتجننت افتكرت حد زعلك لقيتك بتقوليلي أن العروسه بتاعتك ضاعت قولتلك طب و ليه مدورتيش عليها قولتيلي دورت في أوضتي ملقتهاش. سألتك هيا غاليه عليكي قولتيلي غاليه اوي. قولتلك يبقي تقلبي الدنيا عليها مش تدوري في اوضتك بس و لما متلاقيهاش تستسلمي و تقعدي تعيطي،.

ابتسمت كاميليا بوهم قائله بصوت مبحوح من فرط البكاء
وقتها كانت نيفين مخبياها مني في اوضه جدو عشان واثقه اني مش هلاقيها عشان كنت بخاف ادخلها.

ابتسم يوسف هو الآخر ثم قال
يوميها ضحكتي ضحكه عمري ما قدرت انساها فضلت محفورة في قلبي،
لمست كلماته أوتار قلبها الذي رقص طربا علي أنغام عشقه فقالت بخجل
معقول منستش.
عمري ما اقدر انسي حاجه تخصك يا كاميليا. بس انتي بتنسي.!
عقدت جبينها و قالت باستغراب
انا بنسي.! انا عمري ما نسيت حاجه تخصك.
لا نسيتي إلى قولتهولك وقتها.
تنهدت بتعب و قالت بحزن.

منستش والله يا يوسف، بس غصب عني إلى تايهين مني دول مش عرايس دول بنات خالتي و اكتر من اخواتي. الناس دي خدتني في حضنها في أصعب لحظاتي. غصب عني.

و للعروسه وقتها كانت اغلي حاجه عندك...
متياسيش أبدا يا كاميليا. اليأس دا اكتر حاجه ممكن تخلي حياه الانسان جحيم، في ربنا فوق سابع سما مستنينا ندعيله عشان يستجيب لنا، متسبيش الحزن يتمكن منك عشان وقتها انتي إلى هتبقي عدوة نفسك، خلي نفسك طويل الحياه مابتحبش الضعيف و لا قليل الحيله، خليكي قويه و متستلميش بسهوله دي دنيا مش جنه.

اعتادت كلماته علي التخفيف عنها في أحلك مواقفها لذا لم تستطع سوي الابتسام و النظر إليه قائله بحب.

كلامك طول عمره بيطمني يا يوسف، ربنا يخليك ليا.
ظل نظره معلقا بالطريق أمامه و لكن انفرجت شفتاه عن ابتسامه عذبه اذابتها و قال
وحشتني ضحكتك الحلوة اوي عشان كدا اوعدك أني هعمل المستحيل عشان اشوفها تاني.

انشرح قلبها بوعده المبطن و امتدت يداها ممسكه بذراعه القابضه علي المقود و قالت بلهفه.

هترجعهملي تاني يا يوسف مش كدا.
امتدت يداه الأخري ممسكه بكفها و قام بطبع قبله حانيه فوقها و قال بلهجه واثقه
أن شاء الله يا حبيبتي، لسه قدامنا حوالي ساعتين حاولي تنامي عشان تقدري تقعدي مع خالتك و تبقي فايقه شويه.

ابتسمت كاميليا بخجل و قالت بنفي
لا انا هفضل صاحيه. اصلا انا مش جايلي نوم.

ابتسم يوسف عندما وجدها تغط في نوم عميق بعد تصريحها هذا بدقائق فقام بإيقاف السيارة علي جانب الطريق و نظر إلى ملامحها البريئه الصافيه و زاد جنون دقات قلبه الذي اشتاق إلى قربها بشدة فقام بحملها و إجلاسها علي قدميه بحيث أصبح رأسها ملقي فوق قلبه اللذي كان كالبركان الثائر بفعل العشق ليشعر وقتها باكتمال روحه التي كانت فارقته عند غيابها...

الكمال تلك النقطه التي يصل إليها الإنسان عندما يجد نصفه الاخر فتجعله يشعر بأنه امتلك العالم بأسره...

أحيانا يعمينا الغضب فيجعلنا نرتكب حماقات لو كان العقل حاضرا حينها لتبرأ حتما منها.

انتي ليكي علاقه بالي حصل مع كارما،؟

نظرت سيدرا بإستفهام لذلك النمر الغاضب الذي يود لو يحرق المشفي بما فيه لتقول مستفسره.

في ايه يا مازن، انت شكلك عامل ليه كدا؟!

استغفر مازن في سره للمرة التي لا يعرف عددها و قال بغضب حاول أن يكتمه
سيدرا جاوبيني ليكي يد في إلى حصل لكارما؟

هو ايه حصل لكارما انا مش فاهمه حاجه.؟
يعني متعرفيش أن كارما اتخطفت هيا و غرام اختها النهاردة الصبح؟!
صُدِمت سيدرا من حديثه و لكن زادت صدمتها عندما وصلها المغازي منه فقالت باستنكار.

اتخطفت،! و انت جاي تسألني اذا كان ليا يد في خطفها و لا لا.؟ للدرجادي شايفني رخيصه و زباله؟

غضب مازن من حديثها فقال بغضب
انا مقولتش كدا.
قاطعته سيدرا بقوة و ألم
بس كلامك معناه كدا، تسمي إلى تفكر تخطف بنات ايه.؟
أجابها بقوة ضاربا بكل ذرة تعقل لديه عرض الحائط فقد اضناه الغياب و غرز القلق حوافره في قلبه فلم يعد يدري أين الصواب.

ما إلى تفكر توقع نفسها في مصيبه زي إلى وقعتي نفسك فيها عشان واحد تقدر بردو أنها تفكر تخطف و تقتل كمان.

آلمتها كلماته كالخنجر المسموم الذي غرزته حقارة أفعالها سابقا لتلقي بها في مستنقع الذل هذا فقامت باخفاض راسها و قالت بألم.

عندك حق تفكر فيا كدا، ثم توجهت إلى الدرج الخاص بخزانتها و قامت بإخراج المصحف و وضعت يدها فوقه ناظره لعيناه بقوة و قالت بصوت مجروح.

- بحق من أنزل هذا الكتاب ما ليا يد في أي حاجه من إلى حصلت لكارما و لأختها خالص.

هزته فعلتها لدرجه انه شعر و كأن قطار قد دهس قلبه فهل كان بهذا الغباء أن يتهم طفله مثلها مثل هذه الاتهامات البشعه ليقول بتلعثم.

سيدرا أنا،.

قاطعته بقوة و كبرياء إمرأة قد دهسها قطار العشق فتناثرت أشلاء قلبها فلم يبقي لها سوي الموت بكبرياء لهذا قالت بثبات.

انا حطيت ايدي علي كتاب ربنا و حلفتلك اني ماليش دعوة يالي حصل لخطيبتك. ياريت انت كمان تحط إيدك عليه و تحلف انك مش هتحاول يكون ليك أي دور في حياتي تاني عشان حقيقي مش هتتصلح غير لما تختفي منها.

رغم غباء فعلته إلا أنها فتحت له باب النجاة من ثقل ذلك الحمل الذي كان علي عاتقه و لكن عقدة الذنب مازالت تنخر في عظامه ليحاول أن يثنيها عن موقفها هذا فقاطعته بحركه من يدها توقفه عن الكلام و قالت بثقه.

لو بتعز و بتقدر محمود الله يرحمه احلف. و متخافش و لا تحس بالذنب ناحيتي احسن حاجه تعملها فيا انك تبقي بعيد عني و خصوصا دلوقتي. انا لازم ابتدي صح و مش هقدر اعمل دا في وجودك. لازم اقطع الأمل منك عشان أنساك اشيلك من جوايا، فياريت تحلف،.

اغلق مازن باب سيارته و هو يشعر بأن جبال العالم ترسو فوق قلبه فلقد تحرر من قيد كان يخنقه عندما نفذ لسيدرا طلبها و لكن اي راحه قد يشعر به و روحه قد اتشطرت عنه و فارقته راحله مع حبيبته التي لا يعرف اين هيا حتى الآن فقد كاد أن يجن و هو يبحث عنها و لكن دون جدوى فأخذ يدور بسيارته لا يعرف إلى اين و لكنه يبحث في المجهول عله يصل إلى طرف خيط قد يوصله إليها...

ها يا يامن قدرت تدبرلي المكان إلى قولتلك عليه.؟

متقلقيش في خلال اسبوع هيكون جاهز يا هند. بس قوليلي ليه عايزة تمشي و تسيبي كل حاجه كدا.؟

توترت هند من سؤال يامن ذلك الشاب في نهايه العقد الثاني من عمره و هو جارها في حيهم القديم قد استعانت به ليوفر لها مكان في بلدتهم في الصعيد لتأخذ عائلتها و تهرب من ذلك الشيطان الذي يسيطر عليها و يوجهها كيفما يشاء حتى و أن تركت قلبها معه فهو لا يستحق ان تضحي بأي شئ آخر لأجله يكفيها عذابها و إحساسها بالذنب تجاه والدتها و أختها الصغيرة اللائي لا يستحقن ذلك الخزي إلى ألحقه بها فقررت الهرب إلى حيث لا يستطيع أن يجدها.

نظرت هند بتوتر إلى يامن ثم استجمعت شتات نفسها و قالت.

عايزة اغير جو و ابعد عن هنا انت عارف المشاكل إلى بينا و بين أهل بابا الله يرحمه و مش حابه دا يأثر علي صحة ماما فققررت امشي من غير ما اعرف حد.

أجابها يامن الذي يبدو و كأنه اقتنع بحديثها
خلاص زي ما تحبي و أنا هكلمك الناس معارفي إلى هناك يدبرولك شغل و متقلقيش القريه هاديه و الناس هناك في حالها.

ارتاحت هند لحديثه فقالت
كدا تمام اوي يا يامن انا مش عارفه اشكرك ازاي، انا هجهز نفسي و انت اول ما تظبط الدنيا هناك كلمني. و ياريت اسافر بالعربيه مش عايزة لا طيران و لا بالقطار.

طب و ليه البهدله دي يا بنت الناس.؟

معلش انا هبقي مرتاحه كدا اكتر.

خلاص زي ما تحبي، و متقلقيش في اسرع وقت هكون مظبطلك كل حاجه و هعرفك.

ميرسي اوي يا يامن مش عارفه اشكرك ازاي.
ماتقوليش كدا احنا أهل.

غادرت هند بعد ما أنهت مهمتها مع يامن الذي ما أن خرجت حتى قام باتصال و عندما أجاب الطرف الآخر حتى قال.

كل إلى حضرتك طلبته تم و هيا دلوقتي مستنيه مني تليفون.

كانت سميرة تغلي من شدة الغضب فما حدث أمامها منذ بضعة دقائق لك يكن بالهين فتلك النيفين أصبحت حيه سامه و يجب التخلص منها في اقرب وقت فقامت بإجراء اتصال هاتفي ليجيبها الطرف الآخر الذي ما أن سمعت صوته حتى بادرته قائله بشر.

انا مش هستني اكتر من كدا لازم تنفذ بسرعه و اخلص من نيفين.
و ليه الإستعجال مش قولنا كل حاجه في وقتها احسن.
معدش ينفع دي بقت خطر عليا و هيا مفكراني أمها امال لما تعرف الحقيقه هتعمل ايه.

ليه ايه إلى حصل لدا كله.؟
هكذا سألها ذلك المجهول لتقص عليه ما حدث حتى انفجر ضاحكا و قال بسخريه.

تربيتك بصحيح يا سميرة و شبهك،.

أجابته بغل
انت بتضحك بقولك البت بقت خطر عليا و بتبجح فيا و دا كل إلى قدرت تقوله.

طب ما احنا لو اتخلصنا منها دلوقتي كدا كاميليا هتشبع بيوسف.
أجابته بحنق
كاميليا كدا كدا شبعانه بيوسف و دي غبيه عمرها ما هتعرف تفرق بينهم حتي. انا هشوفلها طريقه تانيه احرق قلبها بيها بنت زهرة.

إلا قوليلي يا سميرة انا حاسس ان في حاجه في موضوع زهرة دي انتي محكتيهاش.
توترت سميرة قليلا ثم سالت
حاجه زي ايه.؟
يعني انتي كل إلى عيزاه الفلوس و انك تفضلي عايشه في عز و خير عيله الحسيني و كدا كدا زهرة ماتت و شبعت موت و نيفين مش فارقه معاكي مادام في غيابها هتضمني انك متخسريش إلى انتي فيه ايه بقي إلى يخليكي هتموتي و تحرقي قلب بنت زهرة كدا.؟ مانا مش هساعدك كدا و انتي مخبيه عني حاجه.

أجابته سميرة بقهر
فلوس الدنيا كلها متهمنيش قصاد اني احرق قلب بنت زهرة. زهرة إلى خطفت مني حب عمري و إلى فضلها عليا احمد بعد ما اديته كل حاجه ممكن تقدمها واحده ست لراجل و في الاخر رماني و فضلها عليا،.

أوبااا دا باين انا فايتني حاجات كتير معرفهاش لا دانتي تحكيلي بقي من الاول تاني.

بعدين هحكيلك.

اهم حاجه دلوقتي تقولي هنعمل ايه عشان نخلص من نيفين؟
اجابها الطرف الآخر بشر.

عندي ليكي سيناريو هايل. ايه رأيك في بنت مراهقه بتعاني من إهمال أبوها ليها فتقوم يا حرام منتحرة بعد ما تسيب جواب يقطع القلب عن معاناتها هيا و أمها مع ابوها الأناني إلى كان مهمل فيهم فيقوم الأب ينتهي بعقدة الذنب ناحيه بنته إلى ضيعها بأنانيته و تفضل الام المكسورة إلى خسرت بنتها و إلى الكل هياخدها في حضنه و يطبطب عليها عشان إلى هيا فيه و خصوصا لو راجل عجوز خرفان.!

ارتسمت ابتسامه كريهه علي شفتيها و هيا تقول بشر.

تعجبني،!

وصل يوسف و كاميليا أخيرا إلى عروس البحر الابيض المتوسط و هيا مازالت نائمه في حضنه حتى أنه تمني لو أن الطريق يطول كثيرا حتى يستطيع التنعم بهذا الشعور الممتع و لكن هكذا هيا الحياه دائما ما تنتهي اللحظات الجميله سريعا ليقوم بتمرير أصابعه فوق ملامحها يرسمها بدقه فكانت حركاته خفيفه كالريشه و لكنها تحمل بداخلها مشاعر عشق خالص يستوطن جميع خلاياه مما جعلها تتململ في نومتها إلى أن فتحت عيناها فناظرتها زرقه مياه البحر الصافيه المترقرقه في عيناه لتصطدم بذلك العسل الذائب في عيناها ليحدث تيار كهربائي غيب العقول لتتولي الشفاه المهمه حيث قام يوسف باخفاض رأسه مقتنصا شفتيها يقبله شغوفه حنونه اذابتها و اذابته في بحر عشقها الذي غرق فيه حتى أذنيه لتقوم بلف ذراعيها حول عنقه لتقربه أكثر منها لتزيد من جنون مشاعر هو بالكاد يتحكم بها فأخذ يلتهمها كقطعه حلوي رائعه هبطت من الجنه لتجعله يحلق في سماءها من فرط السعادة و لكن أجسادنا ليست كأرواحنا يهلكها العشق كثيرا فتصرخ طالبه الاستغاثة هذا هو حال رئتيهما التي أجبرت كلاهما علي الإنسحاب ليظلا يلهثا جراء هذة الرحله المفعمه بكل أنواع المشاعر الخارقه فظلا علي حالهما لثوان و وربما دقائق لا يمكن حساب تلك اللحظات التي يختطفها عاشقان من وسط صخب الحياه ليظل الصمت قائم حتى يقطعه يوسف قائلا.

نفسي اقدر اروي قلبي منك. مهما قربت منك مبشبعش أبدا. دا سحر و لا ايه؟

كانت كاميليا ترتجف كورقة في مهب الريح ريح عشقه الجارف الذي يأخذها لجنه لم تكن تحلم بها يوما و تأتي تلك الكلمات التي جعلت كل خليه في جسدها تصرخ بعشق ذلك الرجل الذي تكاد تجزم أنه حلم من مدى روعته.

تملكها خجل كبير عندما أخذت يداه طريقها تحت ذقنها ترفعه لتلتقي بعيناه التي تطوق قلبها باصفاد العشق لتجده يقول بتلك البحه الرجوليه القاتله.

مردتيش عليا، دا سحر و لا ايه.؟

ابتلعت ريقها بصعوبه غير قادرة علي قطع التواصل البصري بينهم و قالت بنبرة خافته
انا إلى مسحورة بيك يا يوسف. انت بجد؟ انت حقيقي،؟ انا بخاف تكون حلم جميل من كتر جماله صدقته.

صدقيه يا كاميليا عشان هو اكتر حاجه حقيقه هتقابليها في حياتك.
نفسي افضل جمبك كدا عمري كله.
مش هسمحلك تبعدي اصلا.
مش هقدر ابعد، اصلا قلبي لما بيتخير بيني و بينك بيختارك انت.
ابتسم يوسف بحب ثم قبل أرنبه أنفها قائلا
بعد ما نلاقي كارما و غرام أن شاء الله هنعمل فرحنا معنتش هقدر علي بعدك اكتر من كدا.

كلمه واحده خرجت من بين شفتيها دون أن تفكر و لو ثانيه جعلت قلبه يتراقص فرحا
موافقه.!
و كأن الإجابة خرجت من قلبها لقلبه مباشرة ليشعر به يتراقص داخله فاحتضنها بحب جعلها تلقي رأسها فوق كتفه كحال همومها و قالت بلهجه حزينه.

اوعدني انك ترجعلي كارما و غرام يا يوسف
أجابها بلهجته الواثقه التي دائما ما تبعث الراحه في نفسها.

اوعدك أن شاء الله هلاقيهم و ارجعهم بيتهم بالسلامه.

ما من شئ يسعد المرأة سوي ان تجد ذلك الكتف الذي تتكأ عليه في لحظات ضعفها فهذا يعطيها اقوي شعور في العالم و هو الأمان. فمتي تواجد ذلك الشعور أعلن القلب استلامه و رفع رايته أمام طوفان العشق...

بعد مرور ثلاث أيام كانوا جميعهم مجتمعين في بيت فاطمه التي قامت بزيارة هاشم الرفاعي بناءا علي طلب على نظرا لسوء حالته و الذي كان هذا بالاتفاق مع جده مع قطعه آلاف الوعود بعدم مضايقتها و ذلك خوفا عليها من معرفتها بتلك الكارثه لتمر الثلاث أيام في البحث المضني من كل جانب فقد سخر يوسف جميع معارفه للبحث عنهم و أيضا كلا من مازن الذي كان للقلق نهش عقله فأصبح كالمجنون لا ينام و لا يتناول الطعام فقد يصرخ و يصب جام غضبه حتى علي علبه سجائره للتنفيس عن غضبه. و كاميليا التي قضت معظم أوقاتها بالبكاء و الصلاة و التضرع إلى الله أن يحفظ بنات خالتها و كان يوسف بجانبها لم يتركها سوي للبحث معهم و ما بين على الذي كان الذنب يأكله لاعتقاده أنه اهمل في حمايتهم و روفان التي كانت دائما بجانبه و ما بين ذلك الذي كان كالتمثال إلى نّحِت من حجر لا يتكلم و لا يبكي و لا يثور فقط صامت يبحث و يبحث و يبحث و لم ينطق لسانه سوي بالقليل حتى و كأن شفاهه أعلنت اعتزال الحديث حدادا علي غياب حبيبته حتى جفونه أبت الإنغلاق و التسليم إلى النوم و هو لا يدري شيئا عن مكانها فقد تسلطت جميع المشاعر الانسانيه المرهقه علي قلبه حتى شعر بأن جميع القوي الخارقه علي هذه الأرض قد اجتمعت علي أن تعاقبه علي ما فعله بحقها فلم يكن يكفيه الم غيابها حتى زاد عليه ألم شعوره بالذنب و لم تخفي حالته علي أخيه الذي توجه إليه عندما وجده يقف بالشرفة يتطلع أمامه بنظرات ضائعه ليبادر بالحديث قائلا.

لما ربنا بيحب حد بيحب يبتليه عشان يشوفه هيصبر و لا لا. هيلجأله و لا لا؟ ربنا بيبقي مشتاق يسمع صوت عبده و هو بيدعيه و بيشكيله، و لما الإنسان بيرجع لربنا و بيصبر ربنا بيكافؤه علي صبره دا، أهم حاجه الإنسان يستفيد من البلاء أو المحنه إلى هو فيها أنه يقرب لربنا يا أدهم،.

انهي كلماته و ربت علي كتفه ثم نظر إليه نظره مشجعه و انصرف إلى الداخل ليشعر أدهم بأن رئتيه سوف تنفجر من شدة الإختناق و أن الهواء غير قادر علي الوصول إليها فأخذ ينظر إلى السماء برجاء صامت و روح تبكي و قلب ينزف حزنا علي فراق الحبيب ليجد قدميه قد أخذته تلقائيا إلى المرحاض و أخذ يتوضأ ثم ذهب إلى غرفة حبيبته و أخذ ينظر إلى محتوياتها بقلب ينزف من شدة الوجع ليقوم بجلب سجادة الصلاة و قام بفردها ثم شرع في أداء الصلاة و ما أن لامس جبينه الأرض حتى هطلت الدموع التي كانت ستفجر مقلتيه من شدة الحزن و أخذ يقول بقلب مفطور.

يااااااارب
كلمه كانت تحمل بداخلها الكثير من الوجع الذي لا يقدر قلب إنسان علي تحمله. فأخذ يكرر كلمته كثيرا إلى أن خرجت بعدها الكلمات دون إرادته و كأنها تخرج من قلبه لا من شفتيه.

يارب متعاقبنيش بيها يارب، انا عارف اني غلطت و استاهل بس انت كريم اوي يارب و أنا ضعيف اووووي ومش عايز حاجه من الدنيا غير أنها ترجعلي و تبقي بخير، يااارب.

اللهم اني اشكو إليك ضعف قوتي و قله حيلتي و هواني علي الناس.

ظل أدهم علي حاله لوقت ليس بقليل يدعو الله بكل ما يعتمل بداخله من وجع و دموعه تحكي مقدار ندمه الذي كان يأكل خلايا قلبه إلى أن انتهي و قام بالنظر حوله مرة ثانيه و إستنشاق عبيرها الفاتن الذي يسكن جدران هذا المكان ثم خرج من الغرفه علي صوت جرس المنزل و تلك الكلمات التي جعلت قلبه علي وشك أن ينخلع من مكانه.

انا عرفت مكان كارما و غرام،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة