قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني

ماهو الحنين؟! هو ذلك الشعور ااذي يتولد حين يصل بركان الشوق بداخلنا إلى ذروته و ينفجر قاذفا حممه البركانيه بداخل شرايين القلب فيضخها إلى كامل جسدك فتشعر بالاحتراق الذي لا ينطفئ حتى و لو اجتمعت جميع أنهار و محيطات العالم ??.

أفاقت كاميليا من بحر ذكرياتها علي يد قويه تعتصر قلبها. مردده لما الحنين مؤلم بهذا الشكل؟!

ثم توجهت لتستقل سيارة و تتوجه إلى مقر عملها فهي تعمل في مكتب محاماه تقوم بترجمة النصوص.
فهي لا تستطيع العمل في مجال دراستها خوفا من ان يستطيع يوسف الوصول إليها، فهي تعلم انه يبحث عنها في كل مكان...

لهذا لجأت إلى خالتها التي لا يعلمون عنها شيئا. فهم عندما تزوجت والدتها من والدها منعوها من زياره اهلها و اجبروها علي قطع علاقتها مع كل معارفها، و لولا تلك الخادمه المخلصة لامها الراحله لم تكن لتعرف بهم...
وصلت كاميليا لمقر عملها فكانت.

فكانت قمه في الجمال و الرقه...
القت التحيه المقتضبه علي زملائها في العمل فقد كانت تتحاشي تكوين اي علاقات خوفا من افتضاح سرها و ايضا لتتجنب نظرات المعجبين المحيطه بها اينما ذهبت...
جلست تتابع عملها بملل و لكنها لم تسلم من وخزات الحنين فأخذت تسترجع بعض من ذكرياتها...

فلاش باك.
تركت يوسف و خرجت راكضه من الغرفه وجدت يد قويه تقبض علي معصمها و تدخلها غرفه آخري فنظرت لصاحبه تلك اليد فوجدتها نيفين ابنه عمها
كاميليا: ايه الجنان دا في ايه جيباني هنا و مسكاني كدا ليه...
نيفين: انتي يا ست زفته يوسف كان عندك بيعمل ايه...
كاميليا بإرتباك حاولت ان تخفيه لكي لا تبدو ضعيفه أمامهم فهي تكره ان يري أحد ضعفها سوي حبيبها: والله روحي أسأليه إيه إلى جابه أوضتي.

نيفين: و ايه إلى يخليكي تضحكي و تتمرقعي كدا إن شاء الله...
كاميليا بإستفزاز و مكر أنثوي: أصل يوسف كان بيزغزغني يا نيفو...
والله و كبرتي يا بنت زهرة و بقيتي تخربشي و مبقاش يملي عينك حد كان هذا الصوت الملئ بالشر صوت سميرة زوجه عمها مراد و أم نيفين...
كاميليا برهبه: ليه بس يا طنط هو انا كنت عملت ايه...

سميرة بسخريه: مش متربيه يا عيون طنط ضوافرك طولت و بقت تخربش بس انا بقي مش هقص ضوافر القطه لا دانا هقطعلها إيديها كلها لو حاولت تضايقني.
ثم نظرت لآبنتها الواقفه تنظر بشماته لكاميليا. و اكملت او تيجي عالي خصني يا عنيا
ثم لفت نظرها مدي جمال و روعه كاميليا في هذا الفستان
فهي أمضت اسبوع تحاول ان تقنع يوسف ان ترتديه و آخيرا وافق علي مضض مشترط أن تلازمه طوال الحفل و لا تبتعد عنه.

مشطت سميرة كاميليا بنظراتها بدأً من شعرها إلى قدميها و قالت و إيه المسخره إلى انتي لبساها دي ايه...
فاكملت نيفين بسخريه: يمكن عايزه تصطاد عريس يا مامي...
سميرة بإستهزاء: يمكن لما ملقتش فايدة من إلى جوا قالت ادور بره يمكن الاقي حد يعبرني ماهي طالعه لأمها مبتضيعش وقت خالص...
عند هذا الحد لم تعد كاميليا تحتمل سخريتهم و نزلت دموعها بكثرة من عيونها الجميله و قالت باكيه.

كاميليا: انا مسمحلكيش تتكلمي علي ممتي كدا أبدا. ممتي دي كانت اشرف ست في الدنيا و كانت بتحب بابا و بابا كان بيحبها بطلي تغيري من واحده ميته...
استشاطت ناهد من كلمات كاميليا التي اصابتها في الصميم و ما كان منها سوي انها قامت بجلب كوب من العصير من ااطاوله بجانبها و سكبته علي وجهها و فستانها فافسدت مكياجها و فستانها...

فصعقت كاميليا من فعلت هذه المرأة و مدي شرها فهطلت دموعها كالمطر و قالت بحزن شديد (لو فاكرين اني عشان معنديش أم يبقي معنديش حد، تبقوا غلطانين انا عندي ربنا احسن من اي حد)
ثم هرولت باكيه لغرفتها تدعو ربها الا يراها احد بهذه الحاله المزريه...
غافله عن تلك العيون التي رأت و سمعت كل شئ و توعدت لهم بأشد أنواع العقاب.

حقا ما أصعب الحياه بدون أم، فهي قسيمه الحياه و موطن الشكوي و مرممه الكسور و مجبرة القلوب. و هيا آيه الله و منته ?.

هرولت كاميليا إلى غرفتها و ارتمت علي سريرها تبكي حزنا و قهرا علي حالها فقد ماتا أبويها و هي في عمر السابعة و من ذلك الوقت و هيا تعيش في بيت جدها ذلك القصر الكبير مع عمها مراد و زوجته سميرة و ابنته نيفين و زوجه عمها صفيه و أبنائها يوسف و أدهم و روفان فجميع من في ااقصر يعاملوها بلطف و حب و هذه السيده الجميله صفيه بمثابه أم ثانيه لها و روفان و أدهم يحبونها و حتى جدها برغم نظراته الغامضه و تحفظه معها و لكن يعاملها معامله حسنه و عمها مراد تشعر بحنانه في كثير من الاحيان و لكنه دائما غامض حزين لا يبالي بأحد ( هنعرف سره بعدين ).

و لكن ما ينغص عليها حياتها هيا معامله سميرة و نيفين فهم لا يكفون عن مضايقتها منذ كانت طفله و دائما ما تنعت سميره زهراء والدتها الراحله بأسوء الصفات عندما تختلي بكاميليا فهي تعلم ان عمها مراد كان يحب امها قبل ان تتزوج احمد والدها و أخوه
سمعت كاميليا طرق علي بابا حجرتها فلم تقدر علي الرد نظرا لسؤ حالتها فانفتح الباب و اطلت روفان برأسها من الباب بجمالها و برائتها قائله
روفان: ينفع ادخل.

فاكتفت كاميليا بهزة من رأسها.
فذهبت اليها ررفان بخطوات واسعه و اخدتها بين احضانها قائله
روفان: اهدي يا قلبي مفيش حاجه تستاهل دموعك دي
كاميليا: المرادي وجعوني اوي و زودوها انتي متعرفيش قالوا ايه...
روفان: سمعت كل حاجه و لازم جدي و يوسف يوقفوهم عند حدهم مبقاش ينفع كدا
كاميليا بلهفه: ارجوكي بلاش تقوليلهم انا مش عايزه مشاكل معاهم هما من غير حاجه مش طيقني.

روفي: طب خلاص قومي اغسلي وشك و متزعليش نفسك و قومي البسي احلي فستان عندك و تعالي ننزل عشان نغيظهم اكتر ما هما متغاظين
كاميليا باكيه: لا ماليش نفس انزل انا كنت عايزه انزل بفستاني دا كان عاجبني اوي و كمان معنديش غيره ينفع للمناسبه دي كنت شرياه مخصوص عشانها...
روفان: طب قومي بس ادخلي الحمام اغسلي وشك و انا هتصرف قومي بقي متخليش حد ينتصر عليكي...

لم تعطيها فرصه للرد و قامت روفان و خرجت من الغرفه عندئذ كفكفت كاميليا دموعها و قررت بأن تستمع لروفان و لا تدعهم ينتصرون عليها و دخلت إلى المرحاض لأخذ حمام يهدئ من روعها قليلا...

بعد قليل خرجا كاميليا ملتفه بمنشفتها التي لا تخفي سوي القليل من جسدها الفاتن. و بيدها منشفه آخري صغيره تجفف بها شعرها و لم تشعر بتلك العينان التي تكاد تلتهمها من شده حسنها...

اما عند يوسف. فقد تسمر في مكانه مصعوقا من جمالها الآخاذ و فتنتها الواضحه و هيا تتحرك بخفه و تمسك بمنشفه آخري تجفف بها شعرها و لم تشعر بوجوده...
و مالبث ان أتته بعض الأفكار الوقحه و لكن أخرجته من افكاره شهقه خرجت من جوفها قائله
كاميليا: يوسف،! انت بتعمل ايه هنا...
فتحمحم يوسف معتذرا سوري معرفش انك في الحمام انا قلقت عليكي لما خبطت و مردتيش البسي حاجه و ناديني عايزك ضروري.

ثم خرج مهرولا كمن لدغته أفعي.
فاصطدم بروفان
فقال لاهثاً: روفان هاتي فستان شيك و حشمه لكاميليا و قوليلها يوسف بيقولك البسيه و نادي عليا...
ثم فر هاربا إلى غرفته.
فاندهشت روفان من فعلته و قالت ببرائه: ماله دا هو اتخانق معاها و لا ايه؟

في الداخل عند كاميليا التي شعرت بأن قدميها لم تعد قادره علي حملها فاندفعت تجلس علي جانب سريرها واضعه يدها علي قلبها الذي تسارعت دقاته و كأنه سوف يخرج من بين ضلوعها من فرط الخجل و الإحراج.
أما عن وجنتيها فقد غزاهم الاحمرار فاصبحت كالفراوله الناضجه القابله للإلتهام.

دخلت روفان الغرفه قائله بمرح: كاااااااااامي يالا عشان تلبسي الفستان دا و إلا هخلي ابيه يوسف يدخل يلبسك هو انا حذرتك اهوة و انا هعملك شعرك و امكيجك و اظبطك من غير و لا حرف يالا.

فما كان من كاميليا سوي ان تطيع روفي فهيا كانت في وضع لا يسمح لها بالجدال و خاصه بعد تهديد يوسف فهو لا يتحدث مرتين...

فقامت بإرتداء فستان رائع من الشيفون.

فقد كانت كحوريه هبطت من الجنه.
فاقتحمت روفان الغرفه كعادتها قائله بإنبهار
روفان: أوبا بقي دا ايه الحلاوة دي يا بت يا كامي...

كامليا باستغراب: متأكده ان يوسف قالك هاتيلي الفستان دا البسه
روفان بكذب: طبعا يا بنتي يالا بقي اظبطلك شعرك و مكياجك و ننزل نكيد العوازل.
كاميليا بحيره: طب ازاي.
فنهرتها روفان قائله: يالا يا زفته انتي خلينا نخلص الحفله هتضيع علينا دا في مزز بالهبل تحت.
كاميليا باستسلام: يالا ياختي اشتغلي لقيتي واحده مضحيه بنفسها لدرجه تقعد تحت إيدك
فضحكت الفتاتان و شرعت روفان بالعمل...

بعد مده ليست بقصيرة كانت روفان قد انتهت من تزيين كاميليا. فنظرت بانبهار قائله: إيه يا بت انتي الحلاوه دي يخربيتك دا ابيه يوسف هيخطفك و يطير بيكي...
كاميليا بسخريه: قصدك هيطير بيا لفوق هيطلعني رحله إلى بيروح مبيرجعش انتي متأكده يا بنتي انه قالك تجبيلي الفستان دا البسه...
روفان بملل: ما خلاص يا بنتي انجزي بقي قولتلك ايوه. انا هنزل انادي عليه زي ما قالي.
و خرجت من الغرفه بسرعه.

بعد حوالي ربع ساعه تململت كاميليا من الانتظار و حسمت امرها قائله: انا هنزل بقي و إلى يحصل يحصل انا زهقت من القاعده دي.

خرجت كاميليا بهيئتها الفاتنه، و ما كادت ان تنزل أول درجه من السلم حتى شعرت يد قويه تمسك بمعصمها و تسحبها برفق. و شعرت بأنفاسه الدافئه بجانب أذنها و صوته العميق يقول بهمس.

يوسف: هو انتي مجبرة تبقي حلوة كدا طول الوقت...
كاميليا بخجل: يوسف انت جيت مني...
لم تكاد تتهي جملتها فشعرت بيده الآخري تطوق خصرها و تلفها لتصبح في مواجهته فاخفضت بصرها خجلا فهيا لم تنس موقفهم الاخير معا و رؤيته لها بالمنشفه و عضت علي شفتيها تلك الحركه التي تلازمها عندما تتوتر، و لا تدري شيئا عن تلك النار تشعلها بداخله...

يوسف بغيظ: يخربيت ام الحركه دي يا بنتي شفايفك إلى عماله تعضي فيها دي ممكن اكلها و اريحك منها خالص...
كاميليا مدهوشه من وقاحته: بطل قله ادبك دي و سيبني بقي حد يشوفنا
يوسف بجديه: مانا عايزهم يشو، نهارك اسود ايه الفستان دا نزلالي بقميص نوم، قالها بصدمه ما ان جالت انظاره علي فستانها الجرئ.

كاميليا و قد تلألأت الدموع بعيونها: مش انت إلى بعتهولي مع روفان عشان البسه...
يوسف بغيظ: يا بنت الكلب يا روفان هو دا إلى قولتلك عليه...
كاميليا بحزن: خلاص بقي يا يوسف انا هدخل انام اصلا مش مكتوبلي احضر الحفله دي
يوسف و قد رق قلبه عندما رآي دموعها و قد تذكر ما حدث مع زوجت عمه و ابنتها بعد ما اخبرته روفان
و ما كادت ان تلتفت مغادره حتى امسك بيدها و قبلها قائلا.

يوسف: مبقاش يوسف الحسيني لو سبت مراتي تنام زعلانه مبقاش راجل اصلا و لا استاهلك تعالي يا روح قلب يوسف لو حد ضايقك بالكلام انا هحرقه بالفعل.
فرقص قلب كاميليا فرحا لكلاماته التي كانت كالبلسم لجروحها و قالت
كاميليا: هتعمل ايه يا يوسف
فامسك يوسف بيدها و قبلها ثم احتضنها بيده قائلا.

يوسف: حطي إيدك في إيدي كدا بس و انا اهد الدنيا و ابنيها عشان خاطرك انتي قوتي يا كاميليا مش عايزك تضعفي أبدا ضعفك يعني ضعفي الحاله الوحيده إلى مسموحلك تضعفي فيها و انتي في حضني غير كدا لا. ثم قبل ارنبه انفها و قال فهمتي يا قلب يوسف
فهزت كاميليا رأسها قائله
كاميليا: فهمت بس غصب عني والله احيانا الوجع بيهزم الانسان مهما حاول يكون قوي.

يوسف بحنيه: و انا روحت فين تعالي ارمي وجعك و همومك كلها في حضني و لو مخرجتيش منه راحه الدنيا كلها جواكي يبقي مستاهلكيش
كاميليا بعشق: بحبك يا يوسف
يوسف ممازحا: طب ايه، مش يالا بقي، و بيغمزلها
كاميليا بعدم فهم: يالا ايه
يوسف بوقاحه: اخدك في حضني بقي و كدا و نشيل الوجع و كل الحاجات الوحشه إلى جواكي دي...
كاميليا بغضب: يوسف بطل قله ادب
يوسف بحسره هو انتي شوفتي لسه قله ادب. يالا ياختي اتنيلي انزلي.

كاميليا متذكرة شئ: و بعدين تعالي هنا ايه كل شويه مراتي مراتي دي هو احنا لسه اتجوزنا اصلا.

يوسف: علي اعتبار ما سوف يكون يا قلبي ماهو انتي عمرك ما هتبقي مرات حد غيري ثم استكمل بنبرة محذرة: و لا انتي ليكي رأي تاني
كاميليا بدلع: انا اقدر يا قلب مراتك
يوسف بغيظ: طب يالا ياختي ننزل بدل ما تبقي مراتي دلوقتي بحق و حقيقي
كاميليا بضحكه مجلجله جذبت الانظار اليهم: يالا يا قلبي
فهبطا الدرج سويا وسط انظار المدعوين التي كان بعضا منها حاقد و الاخر سعيد و الاخر حاسد الا نظرة واحده كانت غامضه.

و هيا لرحيم الحسيني فلا هيا حزينه و لا هيا فرحه بل كانت غاضبه
استفاقت كاميليا من شرودها علي هزات من زميلتها سمر قائله
سمر: كاميليا، كاميليا فوقي سرحانه في ايه بقالي ساعه بنادي عليكي
كاميليا: سوري كنت سرحانه شويه في حاجه
سمر: مستر احمد عايزك جوا في مكتبه
فزفرت كاميليا بضيق فهي تعلم اعجابه بها. فقامت علي مضض و ذهبت إلى مكتبه و طرقت عده طرقات حتى سمح لها بالدخول
كاميليا: مستر احمد حضرتك طلبتني.

احمد بحرج: اه فعلا كنت عايز اطمن عليكي، فصمت لبرهه، كاميليا ممكن تاخديلي معاد من اهلك
كاميليا و قد امتقع وجهها بشده لطلبه فهي تعلم ما المغزي من طلبه هذا
فاندفع احمد من مقعده متفحصا هيئتها الشاحبه قائلا
احمد: مالك يا كاميليا انتي كويسه
كاميليا بتعب: دوخت شويه اصلي مفطرتش الصبح قبل ما انزل
احمد: طب تمام تقدري تاخدي النهارده اجازه عشان شكلك مرهقه جدا و تيجي بكرة ان شاء الله.

و عندما همت بالاعتراض قاطعها حازما
احمد: مفيش نقاش هخلي السواق يوصلك بالعربيه
فلم تقدر كاميليا علي معاندته فهي فعلا تشعر بالتعب
استقل كاميليا سياره احمد عائده إلى منزل خالتها تلك المرأه الطيبه التي كانت تحمل بعضا من ملامح امها و التي استقبلتها بفرحه غامرة و كأنها كانت تنتظرها عمرا كاملا.

فلاش باك
( استقلت كاميليا القطار المتوجه إلى عروس اابحر المتوسط اسكندريه و في داخلها الف شعور، الندم و الحسرة و الخوف و القلق و الحزن لا تدري اذا ما فعلته كان صائبا ام لا تشعر و كأنها ذهبت و تركت جزء كبير منها في ذلك القصر ذهبت و لكن قلبها آبي الذهاب و ترك معشوقه ).

ياتري يوسف هيقول ايه لما بيقرا الجواب إلى سبتهوله،؟
يا تري هيسامحني اني سبته بعد كتب كتابنا بكام ساعه،؟
سبته في اليوم إلى قعدنا نحلم بيه عمرنا كله، ياتري هيفضل يحبني و لا هيفتكرني شخصيه جبانه و ضعيفه و ينساني،؟
ياتري هيدور عليا و لا هيكمل حياته و يحب و يتجوز،؟
عند هذه النقطه شعرت بسكين حاد ينغرز في قلبها فلم تستطع كبح دموعها التي هطلت علي خديها كالامطار...

فاخرجت صورته التي وضعتها في حقيبتها علها تطفئ نار شوقها له. فهاهيا تركته منذ ساعات و اشتاقت لوجوده لرائحته...
فوضعت صورته علي قلبها قائله سامحني مكنتش اقدر أأذيك بوجودي في حياتك انت تستاهل احسن واحدة في الدنيا، ثم استسلمت لغيبوبه نوم علها تنقذتها من عذابها...

احيانا نلجأ للنوم هروب من هذا الواقع المرير الذي فرضته علينا تلك الاقدار اللعينه، فما حيلتي اذا كان القدر قد حكم علي بعشق شخص كل الطرق لا تؤدي إليه...

استيقظت كاميليا من غفوتها عند وصول القطار المحطه فشعرت بالبروده تسري في اوردتها برغم حراره الجو. و لكن هذه كانت بروده غيابه فقد كانت انفاسه تدفئ قلبها...
فما اقسي النسيم الذي يحمل رائحه غيابه...
استقلت سياره اجره و اعطت للسائق العنوان تناجي ربها ان تجد خالتها في هذا العنوان و الا تكون تركته...

وصلت ااسياره إلى احدي الاحياء بالاسكندريه فزادت دقات قلبها فقامت بدفع الاجرة و ترجلت من ااسياره و دخلت إلى العقار المشار اليه في تلك الورقه التي بيدها و استقلت المصعد إلى الدور الخامس
و خرجت باحثه بعيونها عن شقه خالتها و بعد برهه وجدت ضالتها و لافته بجوار الباب مطبوع عليها
شقه المهندس سالم هاشم فطرقت الباب بإيد مرتعشه.

و شعرت بان دقات قلبها تقرع كالطبول. فسرعان ما فتح الباب و وجدت امامها فتاه جميله تشبهها بلون شعرها و ملامح وجهها و لكن مع اختلاف لون العيون...

فقالت اافتاه ( كارما ): اهلا يا قمر اتفضلي عايزه مين
فانعقد لسان كاميليا و لم تتفوة باي شئ
فاستغربت الفتاه كثيرا و قالت: ايه يا بنتي انتي بلعتي لسانك و لا تكونشي واقعه علي ودنك و انتي صغيره
فابتسمت كاميليا ابتسامه صغيره
فقالت كارما: لا مادام ضحكتي يبقي سمعتيني مش واقعه علي ودنك ودنك كدا براءة
فصدح صوت من الداخل خفق له قلب كاميليا بشده.

مين يا كارما: فأجابت كارما: معرفش يا ماما واحده مزه كدا بس شكلها خارسه او تايهه لسه محددتش
فأتت فاطمه من ااداخل و قالت مين يا ام لسا...
ثم برقت عيناها بزهول سرعان ما تبدل إلى فرحه غامرة و صرخت باكيه: كاميليا يا بنت قلبي، ( ممحونه اوي الوليه فاطمه دي ).

فصرخت كاميليا باكيه: خالتو فاطمه و ارتمت بين احضانها...

العوض هو نهايه ممر مليئ بالاشواك التي تنغرز بقلبك قبل قدميك، هو النور بعد ذلك الطريق المظلم المليئ بالعراقيل، هو ذلك البلسم ااذي يشفي الجروح و كأنها لم تكن موجوده يوما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة