قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث

جميعنا نشعر بالحزن، و لكل منا اسبابه. و لكن ماذا إن استوطن الحزن في اعماق روحك و رسخ جزوره في منتصف قلبك كنبات شيطاني أخذ ينمو و يكبر محاوطاً جدران قلبك متغذيا علي دماء روحك فيسلب منك كل معالم الحياه، فتصبح كإنسان آلي مجرد من كل انواع المشاعر...

في أحد أرقي احياء القاهرة في الساعه الخامسه صباحاً
يستيقظ بطلنا ذلك الوسيم صاحب العينين بلون السماء و بداخل قلبه هموم بحجم الجبال، و لم لا فقد هجرته معشوقته و حبيبه روحه عند اول خطوة في طريق حلمهم...
فمنذ ذلك اليوم و هو أشبه بالموتي الأحياء لا ينام كثيره فقط بضع ساعات. و لا يأكل الا قليل، اصبح شبه منعزل عن العالم إلا من فنجان قهوته المرة الذي اصبح رفيقه بعد رحيلها...

تحرك يوسف لغرفه الرياضه لممارسه تمارينه الصباحيه عله يفرغ فيها جميع شحنات الحزن بداخله و لكن هيهات ان يستطيع شئ اخماد ذلك الحريق بداخله فزفر يوسف بشده تاركاً غرفه الرياضه بعد وقت ليس بقليل، و دخل إلى حمامه الملحق بغرفته لعمل روتينه الصباحي اليومي ثم ذهب لغرفه الملابس و ارتدي بدله سوداء اللون تحتها قميص اسود.

و لما لا فهكذا اصبحت حياته بعد رحيلها
تجهز يوسف للذهاب إلى عمله قبل استيقاظ من هم في المنزل فلفت نظره هيئته في المرآه فنظر إلى ملامحه الباهته، و عينيه التي فقدت بريقها، و تجمعت حولها الهالات فبدا أكبر من سنه بكثير، فصدح صوت برأسه صارخاً
لييييييه!

ما اصعب أن تشعر بأنك مُسن و انت مازلت في ريعان شبابك. أن تحمل ملامح العشرين و لكن هذا القلب العليل الذي يحمل من العلل ما يجعلك تظن انك في السبعين من العمر...

فما كان منه سوي ان ضرب المرآه بقبضد يده فتهشمت متسببه في جرح يده و تناثرت الدماء بكثرة منها فلم يهتم يوسف فجرح قلبه كان اعمق بكثيييير...

بعد وقت قليل. ضمد يوسف يده ثم خرج إلى عمله قبل إستيقاظ الجميع فهو لا طاقه له بالحديث مع احد
فاعترض طريقه نيفين قائله
نيفين: يوسف،!
زفر يوسف قائلا: نعم
نيفين: مش هتفطر
يوسف بملل: انتي مش ملاحظه انك كل يوم توقفيني و تسأليني السؤال دا و ارد عليكي نفس الإجابه دانا زهقتلك سلف
نيفين متجاهله حديثه: طب اعملك قهوة
يوسف: لا هشربها في الشركه.

نيفين بإستفزاز: و اشمعنا كنت بتخلي كاميليا تعملهالك و كان علي قلبك زي العسل
يوسف و فق فقد سيطرته عندما سمع إسم معذبته...
قام بلوي ذراعها قائلا: عشان هيا كاميليا و انتي عمرك ما كتتي و لا هتكوني زيها فهمتي و لا افهمك ثم نفض زراعها من يديه و هم بالانصراف
نيفين بغضب: يا ربي علي لوح التلج دا. هو عامل ليه كدا، الله يخربيتك يا زفته يا كاميليا حتى بعد ما مشيتي لسه واقفه بينا.

خرج يوسف من باب القصر يتنفس الصعداء فقد كان علي وشك خنق تلك النيفين بيديه ألا تمل منه تلك المتطفله، و هنا صدح صوت عقله معاتباً
و هل مللت انت فاخفض رأسه بحزن قائلا، بعد ما طعنتيني في ضهري و سبتيني و هربتي لسه مش قادر اشيلك من تفكيري لسه بحن لكل لمسه، كل نظره، حتى ريحه نفسك وحشتني، مش عارف غيابك هيعمل فيا ايه اكتر من كدا، )
ثم ركب سيارته و أمر سائقه بالانطلاق...
داخل السيارة.

عم عبده: علي فين يا يوسف بيه
يوسف: هيكون فين عالشركه طبعا
عم عبده: بس شكلك مش قادر تروح الشركه، انا آسف يا يوسف يا ابني بس انت شكلك تعبان جدا و انا بعتبرك زي ابني و خايف عليك متكتمش جواك يا ابني صرخ، زعق، كسر بس متعملش في نفسك كدا غلط علي صحتك.

فابتسم يوسف بمراره قائلا: حاسس ان الكلام تقيل علي لساني كإني طفل صغير لسه بيتعلم الكلام. عارف حتى النفس إلى بتنفسه تقيل عليا يا عم عبده مهما صرخت و زعقت و كسرت مفيش حاجه هتغير من إلى جوايا انا عمري ما هعرف ارتاح و ارتاح ازاي و الحاجه الوحيده إلى هتريحني مش موجوده...

عم عبده بحزن علي حاله: قول يا رب يا ابني ربنا قادر يريح قلبك و يردها لحضنك تاني...
صمت يوسف و قد مست كلمات عبده جزء من قلبه فصدح صوت قلبه متسائلا هييجي يوم و تبقي في حضني فعلا.؟ يااااااااااه مجرد الاحساس بدا ريحني، ثم أخذ يتذكر اول مرة اخذها بين احضانه...

فلاش باك
كان يوسف نائم وسط سريره عاري الصدر فبرز جسده المفتول العضلات...
فشعر بأحد يفتح باب غرفته فظل علي حاله إلى أن وجد تلك الجنيه الصغيره تدخل من بابا الغرفه و بيدها كوب من القهوة وضعته علي الطاوله ثم تقدمت من سريره و اخذت تتفحصه ببلاهه قائله
كاميليا بإنبهار: يالهوي هو في حلاوة كدا قمر يخربيتك...

يوسف مازال مغمض العينين يراقبها يبتسم بداخله علي برائتها و هيئتها الملائكيه، و لكنه صدم عندما سمعها تقول.

كاميليا: يخربيتك و انت مووز كدا
عند هذه النقطه لم يتمالك نفسه فبلمح البصر كان واقفا أمامها ممسكا اياها من زراعيها قائلا
يوسف: بتقولي ايه
كاميليا و قد فاغرت فاهها من هول الصدمه: ، هااااه
يوسف بضحكه حاول كتمها: هتفضلي فاتحه بقك كدا كتير فقام بغلق ففمها بأصبعه ممررا إياه علي شفتيها المغريتين قائلا هو مين إلى موز بقي
كاميليا متلعثمه: أص، أص، أصلي كان نفسي في المووز.

فضحك يوسف قائلا: و مفتكرتيش انك نفسك في الموز غير و انتي في اوضتي. ثم غمز لها قائلا: و لا اتتي كنتي جايه تدوري عليه هنا.

فسحرت كاميليا بضحكته و قالت ببلاهه: انت حلو اوي يا ابيه هو انت ازاي حلو كدا...
فابتسم يوسف علي برائتها و جالت انظاره علي وجهها الفاتن و شفتيها الرائعه فكان يود ان ينقض عليها ليلتهمها فتلك الشقيه برغم برائتها تفعل الأعاجيب بقلبه، فاق من تأملاته عل سؤالها الغريب
كاميليا: أبيه هو انت ممكن تتجوز في يوم من الايام.

يوسف بتقطيبه خفيفه: اكيد يعني، فلاحظ حزنها الذي هز قلبه فأخذ يدها و اجلسها بجانبه علي السرير و وجدها تخفض بصرها بحزن فامتدت اصابعه تحت ذقنها ترفعه لأعلي فتلاقت عينيه بعينيها الرائعه التي يتجلي بها الحزن فسألها بحنيه.

يوسف: مالك يا حبيبتي
كاميليا بحزن: يعني انت هتتجوز واحده و تجبها تعيش معاك هنا و اكيد هتحبها و تبطل تحبني و تدلعني و مش بعيد تخليك تمشي من هنا و معرفش اشوفك فهطلت دموعها التي كانت بمثابه جمرات علي قلب يوسف.

فقام يوسف بمسح دموعها برقه قائلا
يوسف: ليه بس الدموع دي
كاميليا بحزن: معرفش بس حسيت ان قلبي وجعني اوي لما حسيت اني ممكن مش اشوفك تاني يا أبيه و وضعت يدها علي قلبها.
ففقد يوسف التحكم في نفسه نتيجع لحركتها البريئه التي اشعلت النار في كافه جسده فانخفض برأسه و قبل يدها التي فوق موضع قلبها برفق قائلا
يوسف: انا عمري ما اقدر ابدا يعدي عليا يوم و مشفكيش فيه يا قلب ابيه يوسف.

كاميليا بفرحه: بجد يا ابيه يعني عمرك ما هتبعد عني ابدا
يوسف بحزن مصطنع: طبعا يا كامي بس في مشكله
كاميليا باستفسار: مشكله ايه دي
يوسف: لازم كل واحد يتجوز واحده
كاميليا بعفويه: ليه يعني
يوسف بمكر: يعني عشان يلاقي واحده تهتم بيه و تطبخله و تأكله بإيديها و تعمله قهوته و امممممم و شويه حاجات كدا يعني ( عيل سافل ?? ).

كاميليا بتفكير: امممم طب ايه رأيك تتجوزني انا. انا ممكن اطبخلك ماما صفيه اكيد هتعلمني و هأكلك بإيديا و ههتم بيك خالص و هعملك احلي قهوة في الدنيا و، هيا إيه الحاجات التانيه دي.؟
يوسف بغمزة: لا دي هبقي اقولك عليها بعدين لما تكبري
كاميليا بحزن: يعني هعرف اعملها و لو معرفتش اعملها مش هترضي تتجوزني
يوسف بوقاحه: لا دانا هخليكي بريمو فيها يا روحي سبيها عليا و بعدين بلاش تكشري و لا تزعلي تعالي نتفق اتفاق.

كاميليا بأمل: اوك نتفق
يوسف: انتي دلوقتي عندك كام سنه
كاميليا: ستاشر
يوسف: تمام من هنا لحد ما تتمي 18 سنه هيكون زي تمرين ليكي هتبقي مسئوله عن كل حاجه تخصني أكلي لبسي حتى قهوتي
كاميليا: تمام انا موافقه هعملك كل حاجه بس...
يوسف باستفسار: بس إيه!
كاميليا: طنط سميرة و نيفين ممك...

يوسف مقاطعا إياها: محدش يقدر ييجي جمبك طول مانا موجود إلى يقولك كلمه واحده هقطعله لسانه اوعي تخافي ابدا و انا موجود انتي هتبقي مرات يوسف الحسيني فاهمه
كاميليا بفرحه مرتميه في احضانه: بحبك اوي يا أبيه ربنا يخليك ليا
فاحتضنها يوسف بحب مقبلا اعلي رأسها قائلا
يوسف: انتي روح ابيه يوسف و بعدين تعالي هنا ايه أبيه دي في واحده تقول لجوزها يا أبيه
كاميليا: طب اقول إيه
يوسف: قوليلي يوسف و بس
كاميليا: بس.

يوسف مقاطعا: لما اقول كلمه تتنفذ
كاميليا: بس هكسف اقول كدا قدامهم كلهم
يوسف: خلاص قوليلي يوسف لما نكون لوحدنا
كاميليا: تمام اتفقنا و انا ابتديت من النهارده و عملتلك فنجان القهوة بإيديا
يوسف بحب: تسلم ايديكي الحلوين دول ثم قبل باطن يديها بعشق.
فغزا الاحمرار وجنتيها فبدت شهيه.
فتنحنح يوسف قائلا: يالا بقي علي اوضتك عشان ورايا شغل.

فاستفاق يوسف من بحر ذكرياته متنهدا و قال بشوق ( وحشتي قلبي اوي برغم جرحه و وجعه منك مش قادر يتخلي عن حبك ).

وصلت السياره امام ذلك الصرح العملاق فنزل يوسف بكل هيبه و وقار و دخل إلى شركته متجاهل نظرات الاعجاب من حوله مستقلا المصعد للطابق العاشر...

يدخل يوسف إلى مكتبه و ورائه سكرتيرته هند
هند: صباح الخير مستر يوسف تحب اقولك برنامج النهارده
يوسف: هاتيلي قهوتي و اطلبيلي مازن و حوليه عليا
هند: حاضر يا مستر يوسف
خرجت هند و اغلقت بابا الغرفه تاركه ذلك البائس الغارق حتى أذنيه في الحزن...

فرك يوسف عينيه بشده و قال بتعب ( كل الوجع له مسكن الا وجعك انتي مفيش اي حاجه ممكن تسكته في قلبي ابدا، لأول مرة اتمني ان دموعي تنزل يمكن تريحني، لأول مرة اتمني اصرخ بأعلي صوتي يمكن اخرج النار إلى جوايا، لأول مرة أتمني اكسر كل حاجه حواليا و مش قادر حتى اتحرك، حاسس ان في حد ماسك دموعي، كاتم بقي، مكتف ايديا، مش عارف الشعور المميت دا يتسمي ايه )...

الحزن الخامد، هو ألا تحزن و لا تغضب. ألا تثور و لا تبوح بأي شئ مما يدور بداخلك كمن أصابه الشلل في جميع أعضاء جسده، صامت ظاهريا و كإنك تمثال نُحت من حجر و لكن يكمن خلف هذا التمثال الحجري براكين تعصف بجميع خلايا جسدك...

في مكان آخر في محافظه الاسكندريه تحديدا في المقابر نجد ذلك الشاب الوسيم يجلس أمام قبر والديه يبكي بصوت غير مسموع قائلا
مازن بدموع: وحشتوني اوي مشيتوا بدري و سبتوني في حاجات كتير اوي كان نفسي اعيشها معاكوا ملحقتش. انا مش معترض بس غصب عني مفتقدكوا اوي، صدح صوت هاتفه فاخرجه من جيبه مجيبا.

مازن: اهلا بالواطي إلى معتزل الناس بحالها لسه فاكر ان ليك صاحب اسمه مازن
يوسف: انت فين يا ابني و مال صوتك كدا
مازن بحزن: اممممم متشغلش بالك المهم كنت عايز حاجه
فقال يوسف بحنيه: تعيش و تفتكر يا صاحبي حقك عليا بعدت عنك بس كان غصب عني انا جوايا نار قايده.

مازن: كنت فاكرك هتنسي النهارده ايه لما سألتني انت فين
يوسف: ان جيت للحق انا قربت انسي نفسي يا مازن بس انا مقدرش انسي يوم زي دا
مازن: هتفتكر ايه و انت قاتل نفسك في ااشغل كدا
يوسف: و ياريت نافع
مازن و قد سمع صوت بكاء شديد فاحس بنغزه في قلبه فقال
مازن: ثواني يا يوسف.

اخذ مازن السير باتجاه الصوت فوجد تلك الحوريه و هي تبكي والدها الراحل فلم يشعر بنفسه و هو يغلق المكالمه و أخذ ينظر إليها و يستمع إلى بكائها الذي يمزقه دون ان يدري ما السبب.

كارما بدموع: وحشتني اوي يا بابا، الحياه وحشه اوي من غيرك. انا ببان قويه بس بجد مش قادره اكمل. كل يوم بستناك تدخل عليا الاوضه قبل ما انام و تطبطب عليا و تغطيني، بابا الحياه صعبه اوي من غيرك. بقعد اصبر في ماما و اخواتي بس انا مبقتش قادرة قوم تعالي احضنك و ارجع تاني.

فشعر مازن بكلامها كالخناجر تغرز بقلبه فقد وجد غيره يعاني من مرارة الفقد.
كفكفت كارما دموعها و و لملمت شتات نفسها ثم نهضت فاختفي مازن حتى لا تراه.

ثم توجهت إلى خارج المقابر فوجدت سياره دفع رباعي تسد الطريق علي سيارتها فزفرت بحنق قائله
كارما: مين الغبي إلى راكن الركنه دي دا لو لسه بيتعلم سواقه هيركن احسن من كدا...

فضحك ادهم الذي كان يتابعها من علي بعد
فاخذت كارما تتلفت حولها علها تجد ذلك المتعجرف فأخذت تنادي يا عم حسن. يا عم حسن...

فتحمحم مازن و قرر الظهور أمام تلك الحوريه الغاضبه
سار مازن بهدوء إلى سيارته متجاهلا إياها فاغتاظت كارما من هذا المغرور فقالت غاضبه
كارما: انت يا استاذ انت راكن عربيتك في نص الطريق كإن الطريق دا ملكك و لا حد مالي عينك
مازن ببرود قاصد استفزازها: نعم حضرتك بتكلميني.
كارما بغيظ: لا بكلم خيالك
مازن باستفزاز: خلاص خلي خيالي يرد عليكي
كارما بصياح: دانتا انسان بارد و مستفز.

مازن بإعجاب: و انتي سافله و زي القمر
كارما بإرتباك: أااا انت ازاي تقولي كدا انت اتجننت
مازن بتسليه: قولت ايه
كارما: اني حلوة و زي القمر
مازن بتوضيح: محصلش. قولت سافله و زي القمر
كارما: بغضب. انت انسان متذبذب اصلا بتعاكسني و بتشتمني في نفس الوقت
مازن باستنكار: إنسان ايه ياختي...
كارما بتمهل: م. ت. ذ. ب. ذ. ب
مازن بملل: طب اجري العبي ادام بيتكوا مش فاضيلك
كارما بصياح: انت قليل الادب و لسانك طويل.

مازن بغضب شديذ و قد امسكها من رسغها فكاد ان يقتلعه: بت انتي مش عايز قله ادب بدل ما اتغابي عليكي دانتي مستفزه
كارما: تتغابي علي مين يا زفت الزفت انت و لا انت ولا بلدك بحالها تقدروا تعملولي حاجه و سيب إيدي
مازن بصياح: انتي اتجننتي يا بت انتي دانتي يومك اسود معايا و رحمه امي لأحبسك النهارده.

ثم قام بثني ذراعها خلف ظهرها ضاغطا علي يدها لاصقا اياها بصدره فتقابلت عيونهم للحظات جعلت قلب مازن يدق كالطبول و مازاد الطين بله حين بللت كارما شفتيها فشعر مازن برغبه عارمه في تقبيلها و الفتك بشفتيها الرائعه
اما عند كارما فشعرت بأن قلبها سيخرج من قفصها الصدري و فقدت القدرة علي النطق و جف حلقها فبللت شفتيها دون ان تعي ان حركتها هذه قد اضرمت النيران في جسد ذلك الماثل أمامها.

فقال مازن لاهثا بدون وعي و عينيه مازالت معلقه علي شفتيها: ياتري طعمهم هيبقي إيه
فاستفاقت كارما من غفلتها و حررت نفسها من بين يديه و قامت برفع يديها و حاولت صفعه فأمسك مازن يدها بشده و قال من بين أسنانه
مازن: انتي اتجننتي انتس عارفه انتي عايزه تمدي ايدك علي مين
كارما بثقه مصطنعه: علي واحد قليل الادب زيك.
مازن بصياح: انتي اظاهر كدا الحاج كان مشغول و مش فاضي يربيكي انا بقي هتولي المهمه دي.

كارما بدموع و قد آلمتها كلماته بشده: لا الحاج مكنش موجود عشان يربيني الله يرحمه
فخفق قلب مازن بشده لرؤيته لدموعها و لعن نفسه فكيف تناسي انه رآها تبكي والدها الراحل فقال نادما
مازن: اعذرن، فقاطعته كارما قائله
كارما بحده: لو سمحت حرك عربيتك عشان عايزه امشي
ثم تركته و ذهبت إلى سيارتها تكفكف دموعها المنهمرة كالمطر.

ركب مازن سيارته بغضب لاعناً نفسه و قادها بعيدا عن سيارتها فانطلقت كارما بسرعه شديده فتنخد مازن قائلا في سره ( غبي ازاي قدرت تجرحها كدا و انت شايفها بعينك بتعيط عشان ابوها و منهاره. بتعمل معاها إلى كان بيتعمل معاك زمان و كان بيوجعك. اوف بقي ) ثم انطلق بسيارته.

في القاهرة قي شركه الحسيني يقف يوسف أمام النافذه يرتشف فنجان قهوته المرة قائلا ( مكنتش اعرف ان قهوتي مرة غير لما بطلتي تعمليها كنت بحسها فيها عسل الدنيا كله عشان من إيدك )
فاق من شروده علي صوت هاتفه يرن فالتقطه مجيبا
يوسف: مازن عاوز اعرف كاميليا فين
مازن: لسه فاكر تدور يا يوسف بعد ست شهور
يوسف: مش عايز كلام كتير عايز في ظرف 48 ساعه اعرف مكانها
مازن: بلاش يا يوسف بلاش و انت كدا هتأذيها.

يوسف بإستخفاف: امال امتا إن شاء الله
مازن: لما تتكلم يا يوسف و تخرج كل إلى جواك و تبقي قادر تتعامل طبيعي و بعقلك مش و انت كدا
يوسف بسخريه: علي اساس اني لما اتكلم هرتاح. هه نفذ إلى طلبته منك من غير نقاش ثم اغلق الخط.

فزفر مازن بحزن علي حال صديقه فرن هاتفه فأجاب من دون ان ينظر علي المتصل
مازن: في اوامر تاني حضرتك و لا خلاص
المتصل: إيه يا ابني انت داخل زي القطر ليه كدا مش تفتح
فتفاجئ مازن بصوت صديق عمره قائلا
مازن: دنجوان اسكندريه علي باشا هاشم مش مصدق نفسي والله
علي: واحشني يا صاحبي عامل ايه طمني عليك
مازن: بخير يا صاحبي انت عامل ايه
علي: تعيش و تفتكر يا صاحبي
مازن: لسه فاكر يا علي.

علي: طبعا فاكر بس الدنيا بتاخدنا والله و الدنيا بتفرمنا
مازن: انت هتقولي يا علي ممتك و باباك عاملين ايه
علي بحزن: بابا تعيش انت و ممتي كويس الحمد لله
مازن: البقاء لله يا صاحبي حصل امتا الكلام دا
علي: الدوام لله من 4 سنين
مازن: والله ما اعرف غير دلوقتي حقك عليا اني مكنتش جنبك
علي: و لا يهمك يا عم المهم قولي موحشكش جو اسكندريه
مازن بضحك: هيوحشني ازاي و انا فيها
علي: بتهزر...

مازن: والله ابدا انا فعلا في اسكندريه
علي: يبقي الغدا عندي يا معلم
مازن: هشوف كدا و هرد عليك
علي: تشوف ايه ياد هو انا باخذ رأيك و لا ايه موحشتكش شقتكوا
مازن: يااااه يا علي تصدق اني من يوم إلى حصل و مش قادر ادخلها
عاي: خلاص تعالي عندنا موحشكش محشي الحاجه فاطمه
مازن: طبعا وحشني خلاص الغدا عندك يا معلم
علي: اتفقنا يالا اشوفك بعد كام ساعه
مازن: تمام سلام.

عودة إلى القاهرة تحديدا في شركه الحسيني. يدخل أدهم الحسيني بضحكته الجميله وسامته المعهوده يوزع إبتساماته و غمزاته علي كل من يقابله من الموظفين فقد كان محبوب جدا فهو خفيف ااظل شديد الوسامه ستعامل مع موظفيه بتواضع و لكن بحزم. استقل ادهم المصعد إلى حيث مكتب اخيه الاكبر فهو غير راضي ابدا علي سلوكه في هذه الفترة و متحير جدا فيما فعلته كاميليا فقد كان كل من في المنزل شاهدا علي عشقهما.

اقتحم ادهم مكتب اخيه فوجده منكب علي عمله فرفع يوسف نظره إلى ادهم ثم اخفض نظره مرة ثانيه فاغتاظ ادهم و وجه حديثه إلى هند قائلا بسخريه
أدهم: الا قوليلي يا هند هو انا شفاف اوي كدا عشان يوسف بيه ميشوفنيش
ابتسمت هند التي تعودت علي مزاحه قائله
هند: ازاي بقي يا أدهم باشا دا حضرتك تتشاف و تتشاف اوب كمان
أدهم بغمزه: حبيبتي يا هند فكريني اصرفلك شهر ذياده علي مرتبك
يوسف بغيظ: انجز و قول عايز ايه مش فضينلك.

انتهي يوسف من التوقيع علي الاوراق التي في يده و اعطاهم لهند التي اخذتهم و خرجت من الغرفه بدون التفوه بحرف
زفر أدهم بضيق قائلا
أدهم: و بعدين معاك يا يوسف هتفضل كدا لحد امتا
يوسف بهدوء: مالي يا أدهم
أدهم: ساكت كلنا توقعنا منك من وقت هروب كام، فلم يكمل ادهم كلامه عندما رأي عيون يوسف تتحول إلى الأزرق الفاتم ففهم انه قد وصل إلى ذروة الغضب.

أدهم بمسايسه: انت اخويا الكبير يا يوسف سندي و صاحبي و ماليش غيرك مقدرش اشوفك كدا و اسكت
يوسف: و المطلوب
أدهم: فضفض يا يوسف خرج إلى جواك عشان ترتاح
يوسف: هتسافر اسكندريه بكرة في مشكله في الفرع هناك جهز نفسك عشان هتقعد هناك اسبوع
أدهم: اهرب يا يوسف براحتك بس انا مش هسيبك بردو هفضل وراك لحد ما تتكلم و إيه إلى عمل في ايدك كدا؟

يوسف: متشغلش بالك. و خد الباب وراك
نهض ادهم مغتاظا من ردود اخيه فخرج و صفق الباب خلفه...
أما عند يوسف فابتسم بمراره قائلا ( مفكرين ان الكلام هيريح هه يبقي متعرفوش حاجه ).

عندما لا يتحمل لسانك مراره الكلام الذي ستتفوه به فالتزم الصمت...

عودة إلى الإسكندرية
تحديدا في منزل السيده فاطمه رن جرس الباب فذهب علي لفتحه
علي: يا هلا يا هلا بوحش الداخليه
مازن بشوق: واحشني يا دنجوان اسكندريه
و احتضنوا بعض بشوق عارم
و بعد تبادل السلامات سمعوا قفل الباب يدور فالتفت علي و مازن إلى الباب فتسمر مازن في مكانه عند رؤيه الشخص القادم من الخارج.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة