قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والسبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والسبعون

اخطر النساء هيا التي تصبح نورًا عندما تهوي و نارًا عندما تجرح و هذا ما يميزك حبيبتي فلا نورك استطيع التخلي عنه و لا جرحك استطيع التغلب عليه..
نورهان العشري.

تقاجئت هند بل صُدِمت عندما شاهدت يوسف الحسيني يقف امامها و ما زاد من صدمتها أنه لم يكن وحيدا بل كان بصحبته كاميليا الحسيني زوجته التي طالعتها بإبتسامه بسيطه لم تستطع ردها لتنتقل عيناها الي يوسف الذي تحمحم قبل أن يقول بهدوء
مش هتقوليلنا اتفضلوا؟

تخطت هند صدمتها بصعوبه و بللت حلقها قبل أن تقول بحرج
أسفه. اتفضلوا..

بالفعل تقدم يوسف إلي الداخل و يده تحتضن يد كاميليا و قام بالجلوس علي الاريكه واضعا ساق فوق الآخري و هيا بجانبه و جلست هند علي الأريكه المقابله لهم دون التفوه بحرف فقط تنظر إليهم و هيا تشعر بالتيه من زيارتهم المفاجئه و كيف علموا بمكان وجودها و لكن فجأة زارها هاجس ارعب قلبها و سارت رعشه قويه بكامل جسدها من أن يكون هناك مكروه قد أصابه فشعرت بأنفاسها تعلو و شفتيها ترتعش من فرط الرعب به ليشعر هو بأنها خائفه من شئ ما فتحدث مستفهما.

اقدر اعرف ايه سبب الرعب الي علي ملامحك دا؟

استطاعت إخراج صوتها بصعوبه إذ قالت
مش مرعوبه و لا حاجه مستغربه بس..
يوسف بابتسامه هادئه
لا حقك تستغربي، بس انا مش هسيبك تستغربي كتير. انا جاي اطمن عليكي و اطمنك علي اهلك، اختك و ممتك.

ارتاحت قليلا من حديثه فملامحه تبدو هادئه و مسالمه لدرجه كبيرة و هذه المرة هيا الأولي التي تراه هكذا تري هل وجودها معه السبب في ذلك أم ماذا؟
لم ينشغل عقلها كثيرا بمعرفه الإجابه و ذلك لأن قلبها كان في مكان آخر يود الإطمئنان علي ذلك الذي اذاقها كل انواع العذاب و لكن عذاب خوفها من فقدانه كان أشدهم لذا اخفضت نظراتها و قالت بخفوت
طب و هو؟

لا تعلم لما كانت تشعر بالحرج للسؤال عنه هل لخجلها من أنها كانت شريكته في مؤامراته سابقا أم لأن علاقتها به مجهوله الهويه؟ لا تعلم الأسباب و قلبها لم يهتم بكل هذا فقط أراد الإطمئنان عليه و هذا ما وصل إلي يوسف الذي نظر إليها بغموض قبل أن يقول بإختصار
مين؟ رائد! كويس!

غضبت كثيرا من رده المختصر و الذي لم يروي ظمأ قلبها و لكنها تعلمه و تعلم طباعه الحمقاء فهو أعطاها الإجابه علي قدر السؤال لذا تحدثت بغضب مكتوم
تمام، و أنا كمان كويسه!
طالعها يوسف بسخريه قبل أن يقول بتخابث
مش باين!
هند بإنفعال طفيف
تقصد ايه؟

يوسف بنفاذ صبر
هند!
فجأة انفجرت الدموع من مقلتيها تعبر عن ما يجيش بصدرها من ألم و عذاب و لوعه تجلت في كلماتها و هيا تقول بإنهيار.

طيب ماشي انا مش كويسه. مش هو دا الي انت عايز تعرفه يا يوسف بيه، مكسوفه منك علي كل الي حصل مني قبل كدا. بس في نفس الوقت مش ندمانه اني وقفت جمبه عشان هو اكتر حد اتعذب في الدنيا دي، و لو رجع بيا الزمن هساعده اكتر من الأول ينفذ انتقامه عشان اشوفه مره واحده بس فرحان بدل مانا قاعده بموت كل لحظه و أنا مستنيه خبر موته كدا..

لم يبالي كثيرا بإنهيارها و لا بحديثها الأخرق عن مساعدته و لكن ما لفت انتباهه جملتها الأخيرة ( مستنيه خبر موته!) و ما أوشك علي الحديث حتي قاطعه كاميليا التي هبت من مكانها بجانبه و اتجهت لتلك المسكينه التي كانت تشعر بعذابها فهي قد تذوقته سابقا لذا امتدت يداها تمسك بكفوفها المرتعشه و هيا تقول بحزن علي حالها
اهدي يا هند متعمليش في نفسك كدا. أن شاء الله كل حاجه هتتصلح..

نظرت إليها هند بلوعه قبل أن تقول بعذاب يقطر من بين كلماتها
اهدي ازاي بس و أنا شيفاه رايح للنار برجليه ازاي عايزاني اهدي و هو كل الي في دماغه أنه ياخد تاره من الحيوان دا حتي لو علي موته، انا اكتر واحده عارفه هو اتعذب قد ايه و عارفه أنه مش هيتردد يضحي بنفسه عشان ينتقم من الحقير دا..

كاميليا بمواساه
مفيش حاجه من دي هتحصل أن شاء الله، صدقيني رائد مش لوحده. يوسف مأمنه كويس، مش كدا يا يوسف؟

وجهت نظراتها إليه تحسه علي طمأنة تلك المسكينه ليطالعها هو بملل قائلا بنفاذ صبر
والله يوسف مش شايف اي لازمه للفيلم الهندي الي هيا عملاه دا!

جحظت عيناها من حديثه و كلماته القاسيه لتهب هند من مقعدها قائله بغضب
فيلم هندي، بقي النار الي هو فيها دي حضرتك شايفها فيلم هندي؟
يوسف ببساطه
النار دي طول عمره عايش فيها و راغب مش هيأذيه طول ما هو واهمه أنه تحت طوعه و بينفذ كلامه زي ما احنا متفقين.

هند بإنفعال
دا لو نفذ اتفاقه معاك اصلا، رائد ناوي عالشر انا عرفاه اكتر منك..
يوسف بسخريه من حديثها
و أنا عارف بعمل ايه كويس اوي. و بعدين كل كلامك دا مالوش اي إثبات.

اغتاظت هند من حديثه فقالت بحنق
طب تمام انا هثبتلك كلامي، استناني هنا ثواني.

قالت جملتها و توجهت للداخل فتحركت كاميليا من مقعدها و انتقلت الي جانبه تطالعه بغضب و هيا تقول بعتب
ايه يا يوسف اسلوبك مع البنت دا؟ انت جاي تطمن عليها و لا جاي تحرق دمها؟

يوسف ببساطه
الصراحه لا دا و لا دا. انا قولت اخلع بيكي من قدام أبوكي الي لازقلي في كل حته دانا ناقص افتح الدولاب الاقيه في وشي، لعلمك انا ساكتله بس عشان انتي محلفاني بحياتك.

كاميليا بزهول
حرام عليك والله. دانتا الي بتتعمد تغيظه و تحرق دمه، بقي في حد يعمل الي انت بتعمله دا؟
يوسف بلامبالاة
ايه يعني عشان بوستك قدامه؟ مانا عمال عايز اخلع بيكي و هو مُصِر انك تتفرجي عالفيلم معاه قولت اعمله انا فيلم رومانسي احلي من فيلم مصاصين الدماء الي كان مشغلع، و بعدين دي كانت حته بوسه انما ايه بطعم الفراوله..

قالها بوقاحه اغاظتها كثيرا و ايضا أفعاله التي تجعلها في قمه الخجل خاصتا أمام مراد الذي كان ينفث النيران من أنفه عندما يري ما يفعله معها دون خجل لذا قالت بحنق
والله انك قليل الأدب، دا حتي زين الطفل الصغير مسلمش منك..

يوسف بإستنكار
زين دا الي جايلي الساعه اتنين بالليل يقولي عايز كاميليا تحكيلي حدوته، جاي في اهم لقطه في الحدوته بتاعتي و يفصلني، كنتي عايزاني اعمل ايه ماهو يا اما اطرده زي ما عملت يا اما اسيبه يدخل يتفرج عالحدوته لايف. انهي احسن بقي..؟

شعرت بالدماء تفور في رأسها من شدة الغضب و الخجل معا لذا قالت بنفاذ صبر
يوسف اسكت كفايه كدا.
اقترب منها ناظرا الي شفتيها بوقاحة و قال بخفوت
طب بقولك ايه ما تجيبي بوسه صغيرة كدا علي ما نروح و اكملك حدوتة امبارح. اما انا محضرلك شويه حواديت النهاردة انما ايه ما تيجي احكيلك واحده منهم..

تحركت للخلف و هيا تقول برجاء
يوسف ابوس ايدك اسكت بقي..
يوسف بوقاحه
لا ايدي ايه الي تبوسيها! انتي تبوسي حاجه تانيه و أنا اوعدك ابطل كلام خالص و ادخل عالفعل علي طول.

كانت علي وشك البكاء و هيا تقول بتوسل
والله لو ما سكت لهعيط..
ابتسم علي مظهرها اللطيف فقد كان الخجل يغمرها و الإحمرار يكسو خدها الشهي و شفتيها المزمومه كالأطفال فاحتضن خصرها بيديه يقربها منه واضعا قبله عميقه فوق جبهتها و هو يقول بحنان
خلاص يا حبيبي، بهزر معاكي. ميبقاش قلبك خفيف كدا..
كاميليا بتذمر
بزمتك قله الادب دي هزار
يوسف بتخابث
انا قليل الأدب بردو بالنسبه للوحش بتاع امبارح دا كان ايه؟

تذكرت ليله البارحه و أحداثها الصاخبه و جنونها معه فقد اختطفها كالعادة الي عالمه الملئ بالسحر و قد جعلتها أفعاله المجنونه تنحي خجلها جانبا و صارت تبادله مشاعره الملتهبه بأقوي منها فقد كانت تحترق بين أحضانه من فرط العشق الذي جعل ملحمتهم تستمر حتي ساعات الصباح الأولي حين ارتمت لاهثه فوق صدره الذي كان يعلو و يهبط و كأنه كان خارجا لتوه من سباق للعدو و قد كان هذا ما يحدث بالفعل فقد كان كلا منهما يتسابق في بث الآخر كل ما يمتلك من مشاعر قويه أنهكت كلاهما ليستسلما أخيرا للنوم هانئين في احضان بعضهم..

خرجت هند تمسك ذلك المظروف الذي كان رائد قد تركه لها قبل رحيله و من فرط حزنها و تأثرها لم تلحظ ملامح كاميليا التي كانت تكاد تنفجر من الخجل و لا ابتسامه يوسف الماكرة التي انمحت تماما عند دخلو هند لتتحول ملامحه الي الجديه و الصرامه عندما تناول منها ذلك المظروف و فتحه ليتفاجئ بتلك الاوراق التي تفيد بأنه ترك جميع أملاكه باسمها و اسم والدته و ايضا مظروف خاص مدون علي غلافه اسم يوسف الحسيني.

المفروض اني مدكش الجواب دا غير بعد الشر لو جراله حاجه، بس انا واثقه أنه فيه الي هيثبتلك كلامي.

هكذا تحدثت هند و لكنه لم ينظر اليها بل أخذ المظروف و قام بفتحه و هو يتوجه الي الشرفه و أخذ يقرأ كلماته التي جعلت الغضب يسيطر علي ملامح وجهه فقام بإخراج هاتفه ليجري اتصالا هاما.

في الداخل كانت هند تجلس و بجانبها كاميليا التي كانت تشعر بالشفقه علي حالتها المذريه لذا قالت بحنان
متقلقيش أن شاء الله خير..
نظرت إليها هند بلوعه قبل أن تقول من بين قطراتها
خايفه عليه اوي. مش قادرة اتخيل أنه بعد كل دا اخسره..

كاميليا بحنو
متقوليش كدا هيبقي كويس أن شاء الله خلي ايمانك بربنا قوي، و خليكي واثقه في يوسف. و أنا الي بقولك كدا يوسف عمره ما هيسيب رائد يتأذي و هيحميه حتي من نفسه، اسمعي مني..

هند بأمل
ياريت. رائد مش وحش ابدا بس الظروف دايما اقوي منه و الحياة بتيجي عليه اوي، علي فكرة هو الي انقذك لما كنتي هتتخطفي و انتي في اسكندريه..

كاميليا ببساطه
عارفه و عشان كدا بقولك اطمني، كل ما هو حسيني يوسف جوزي بيحميه برموش عنيه.

هند بخجل
والله يا كاميليا هانم يوسف بيه مفيش منه متتخيليش انا مكسوفه منه قد ايه بسبب الي حصل قبل كدا بس..
قاطعها دخول يوسف إلي الغرفه و ملامح وجهه لا تفسر و جاءت كلماته لتصدمها.

خايفه عليه؟
صُدِمت هند من حديثه و نبرته الغاضبه بجانب ملامحه التي توحي بالإنفجار في أي وقت. طال صمتها للحد الذي جعله يقول بفظاظه
مش هكرر سؤالي تاني؟

تغلبت علي صدمتها و قالت بلهفه
طبعا خايفه..
يوسف بأمر
يبقي تنفذي الي هقوله بالحرف الواحد.

أوقف أدهم سيارته أمام باب الشركه و قام بالترجل منها و إعطاء المفتاح للحارس ليضعها في المكان المخصص لها بينما توجه هو الي الداخل و لكن قبل أن يدخل من الباب سمع صوت مألوف يناديه فالتفت ليجد مرام تتقدم تجاهه و ما أن وصلت إليه حتي تحدثت قائله برقه
أخيرا عرفت اشوفك يا أدهم.

نظر أدهم إليها بلامبالاه اخفتها تلك النظارة السوداء التي يرتديها لكي يداري آثار الكدمه حول عينه جراء تلك القبضه القويه التي تلقاها من يوسف في مباراة الملاكمه المزعومة تلك الليله و التي لازال يعاني من آلام جسده بسببها فقد ظل هذا الوحش يبارزهم لعدة ساعات قام فيها هو بالتصدي للكثير من اللكمات و تفادي الكثير أيضا و لكنه استطاع أن ينجو بوجهه الا من كدمه واحدة حول عينه يحاول مداراتها قدر الإمكان.

تحدث أدهم بعد أن نظر في ساعته ثم قال بملل
خير يا مرام عايزة تشوفيني ليه في حاجه؟

احرجها سؤاله و نبرته كثيرا و لكنها تجاهلت ذلك و قالت إعتزار كاذب
أسفه لو كنت ضايقتك بمجيي هنا، بس انا كنت عايزة اشكرك عالي عملته معايا؟

ادهم بعدم فهم
هو ايه الي انا عملته معاكي؟
مرام برقه مبالغ فيها
انك ساعدتني ارجع ابني لحضني تاني. انا كسبت القضيه الي المحامي بتاعكوا رفعهالي.
ادهم بمجامله
والله طب كويس. مبروك، معلش يا مرام أنا مضطر اسيبك و امشي عشان ورايا شغل مهم..

ما أن هم بالدلوف الي داخل الشركه حتي أمسكت يده تمنعه و هيا تقول بلهفه
ايه دا طب مش هنحتفل بالمناسبه دي؟
تفاجئ أدهم من فعلتها و ما أن أوشك علي نزع يده من يدها تفاجئ بذلك الذي انقض عليها وهيا تقف بجانبه ليقول بصراخ
بقي هو دا بقي عشيقك يا سافله الي سبتيني عشانه و ساعدك تاخدي ابني مني..

صرخت مرام برعب عندما رأت طليقها ذلك الوغد ينقض عليها ليمسك يدها حتي استنجدت بأدهم صارخه
الحقني يا أدهم..
غضب ادهم من تعدي ذلك الرجل علي إمرأة بهذا الشكل الوحشي فقام بنزع يده الممسكه برسغها بقوة و قال بغضب
شيل ايدك من عليها يا حيوان انت، انت مش عارف هيا واقفه فين و مع مين؟

الرجل الآخر بغضب
هيكون مين يعني؟ ابن بارم ديله. هتلاقيك عيل صايع من بتوع بابي و مامي و فاكر ان محدش هيقدر يق..

قاطعته تلك اللكمه القويه التي سددها له أدهم في منتصف وجهه و التي جعلته يصطدم بالأرض بشدة و سمع صوت أدهم الغاضب و هو يقول للحراس بأمر
ارموا الزباله دا بره و لو لمحتوه تاني قدام الشركه تضربوه بالنار..

تلونت الحرباء بلون الضعف الممزوج برعب مفتعل و احتضنت جسدها بذراعيها ترتجف فاقترب منها أدهم يسألها بخشونه
انتي كويسه؟

أتقنت تمثيل ارتجافه شفتيها و ذرف بعضا من دموع التماسيح قبل أن تقول بصوت مرتجف
كويسه.
شاهد أدهم حالتها فلعن بداخله علي هذا الموقف الغبي و قال مضطرا
لا شكلك مش كويس خالص، تعالى معايا فوق اشربي حاجه تهديكي شويه و بعد كدا امشي و كمان يكون الحيوان دا غار في داهيه..
كان بداخله تتمني لو ترفض عرضه و لكنها قالت بخوف مفتعل
يالهوي يا أدهم هو ممكن يكون مستنيني، انا خايفه اوي ليعمل فيا حاجه..

ادهم بحدة
ليه هيا سايبه؟ و لا يقدر يعملك حاجه..
مرام بخفوت
هو عارف اني لوحدي و ماليش حد يحميني منه..
ادهم بنفاذ صبر
و بالنسبه لإخواتك ايه نظامهم، محسوبين رجاله كدا و خلاص..

مرام بخبث
بيخافوا منه و بيعملوله ألف حساب و مش بعيد يسلموني ليه لو روحتلهم، انا لوحدي اوي يا أدهم، و ماليش حد في الدنيا دي..

أشفق عليها كأي رجل يري امرأة في تلك الحاله لذا قال بهدوء
تعالي يا مرام نتكلم فوق و اكيد هنلاقي حل أن شاء الله.

أتقنت اخفاء المكر خلف غلاف من الضعف و الإنكسار الذي يجعل اعتي الرجال يشفق علي حالها و سارت خلفه و يدها تحاوط كتفها و ما أن وصلوا الي المصعد حتي توقف بأمر من قلبه الذي نبهه الي ما يحدث معه و ذكره بأن هناك جميله قد توجها ملكه علي عرشه و لن يسمح لأي شئ بإيلامها فتوقف فجأة و التفت ناظرا إليها نظرات حيرتها الي أن آتت كلماته الحازمه لتثير حنقها
مرام اتفضلي اسبقيني انتي و أنا هحصلك؟

اغتاظت كثيرا من حديثه فقد كانت تنوي ألقاء شباك أغوائها حول قلبه ظنا منها أنها بإستطاعتها إيقاظ مشاعر لا تعلم بأنها أصبحت غبار تناثر في الهواء منذ أول لقاء جمعه بمحبوبته لذا حاولت ابتلاع غيظها لتقول بهدوء
انا ممكن استناك لو وراك حاجه.

ادهم محاولا التخلص منها
مش فكرة ورايا حاجه بس مينفعش نتطلع سوي، الناس كلها هنا عارفين اني اتجوزت و كمان انتي مطلقه و وارد يتقتل كلام مالوش لازمه.
تفاقم غضبها من حديثه و الذي جعلها تقول بسخريه
انا بصراحه مش مصدقه الي بسمعه. معقول أدهم الحسيني بيخاف كلام من الناس..

ادهم بلهجه قاطعه
مابخفش من كلام الناس و لا بيهمني بس لما يكون هيمس أغلي حد عندي يبقي لازم اعمله الف حساب و طبعا مش محتاج أوضح اني اقصد غرام. مراتي.

شدد علي كلمته الأخيرة و التي جعلتها كبركان يغلي من شدة الغضب و لكنها آثرت إنهاء الحديث عند هذه النقطه فالتراجع في تلك اللحظه سيكون لصالحها حتي تثبت له براءة نواياها لذا قالت بإبتسامه بسيطه
الي تشوفه، هستناك فوق..

لم يجبها بل التف متوجها إلي الطرف الآخر من مكان الإستقبال و قام بإخراج هاتفه يحاول الوصول إليها فقد شعر في تلك اللحظه بأنه يريد سماع صوتها يشتاقها كثيرا و ايضا كان يريد أن ينفي عن نفسه شبهه خيانتها و لو حتي بمجرد حديث عابر لا يعني له شئ لذا صار يعد دقات رنين الهاتف الي أن جاءه صوتها المرتجف ليقول بلهفه
صباح الورد يا وردة قلبي..

كان غزله إذن صريح بالإفراج عن دموع حبيسه في عيناها الجميله التي كانت تتابع ما يحدث من بعيد بداية من عراكه من ذلك الشخص الذي لا تعرفه الي لحظه مهاتفتها و قد شعرت بيد تعتصر قلبها الذي ظن بأنه أخيرا وصل إلي بر الأمان معه لتجد نفسها في منتصف بحر هائج و هيا خائفه من أن تغتالها موجه خيانه ستودي بها الي قاع الجحيم و لكن ما أن رأت هاتفها يضئ باسمه حتي ارتجف قلبها رغما عنها و رفعت الهاتف تجيب بآليه ليصل إليها صوته الملهوف و هو يغازلها بتلك الطريقه التي رغما عنها أعطت قلبها شعور بالأمان و لو قليلا من تلك الظنون التي تعصف به لذا حاولت إضفاء الهدوء علي صوتها حين إجابته قائلا.

صباح النور يا أدهم..

ادهم بمغازله
احلي أدهم سمعتها في حياتي، وحشتيني..
لم تفلح مغازلته في تهدئه ضجيج قلبها و لكنها آثرت أن تبدو طبيعيه لذا قالت بمزاح
لحقت وحشتك، دا احنا قافلين مع بعض الفجر..

ادهم بصدق
يمكن مش هتصدقيني، بس انتي بتوحشيني و انتي جمبي و معايا..
روفان بقلب لهيف
بجد يا أدهم؟
أجابها بصدق لمس قلبها
بجد يا روح أدهم، و عشان اثبتلك انا هخلص شويه الشغل الي ورايا في الشركه و هاجيلك عشان نتغدي و نقضي اليوم سوي..

لا تعلم لما خرج الكلام من شفتيها فجأة و لكنها شعرت بأنها ليست علي ما يرام و لن تستطع أن تراه و هيا في تلك الحاله لذا قالت بإندفاع
لا مش هينفع..
اندهش كثيرا من رفضها المفاجئ و لكنها صححت قولها عندما قالت
النهاردة عندي محاضرات كتير و هروح تعبانه اوي و مش هقدر اقابلك، خليها يوم تاني..

شعر بوجود خطب ما فصوتها تتخلله رجفه اهتز لها قلبه فقال بإهتمام
حبيبتي انتي كويسه؟
غرام بتأكيد
اه كويسه مفيش حاجه، انا بس سايقه و مش عارفه اكلمك، لما افضي هكلمك.

استسلم أدهم لحديثها و لكنه قال بحب
تمام، خلي بالك من نفسك و لما تروحي طمنيني عليكي..

اختتمت حديثها معه و ألقت بالهاتف بجانبها و أطلقت العنان لدموعها التي كانت تحبسها أثناء حديثها معه و توجهت الي أكثر مكان ترتاح به غير عابئه بالعواقب.

دخل الثنائي العاشق من باب القصر يدا بيد يتجاذبون أطراف الحديث و ضحكتهم تزين وجوههم و السعادة تضفي هاله من الجمال حولهم و كان أول من استقبلهم صفيه التي رفرف قلبها من الفرح لدي رؤيتهم سويا و تجلي ذلك في نبرتها حين قالت تمازحهم
عيني يا عيني، مين لقي أحبابه نسي أصحابه ولا ايه يا واد انت و هيا..

ابتسم الثنائي علي حديثها و اقتربت كاميليا تعانقها بحب قبل أن تتركها و لازالت يدها تحاوط كتفيها و هيا تقول بمزاح
هو انت حد يقدر ينساك يا قمر بردو..
صفيه بسخريه
ايوا يا بت كلي بعقلي حلاوة..

كاميليا بلهفه
لا والله أبدا حتي أسالي يوسف، مش كدا يا يوسف؟
هنا تدخل يوسف محاولا إغاظتها
كدا يا قلب يوسف..
نظرت إليه كاميليا بغيظ من ألاعيب ذلك الماكر و لكن تدخلت صفيه قائله بتهكم
قلب يوسف كدا قدامي. طب احترم الحما الي جوايا طيب..

قهقه يوسف علي حديث والدته و شاركته كاميليا ليقاطع ضحكاتهم رحيم الذي كان يهبط من الاسفل و هو يقول بصوت هادئ و ملامح باهته
حمد لله عالسلامه يا ولاد.
كاميليا بابتسامه
الله يسلمك يا جدو..

ابتسم لها ثم وجه أنظاره الي يوسف الذي كان يتابع ملامحه التي يرتسم بها حزن لم يخفي عليه و لا عن سببه ليحادثه رحيم بهدوء
يوسف معلش يا ابني تعالي عايزك في كلمتين..
اطاعه يوسف دون حديث و التفت إلي والدته و زوجته قائلا
اسبقوني انتوا و أنا هشوف جدي و احصلكوا..

و بالفعل توجه إلي غرفه المكتب خلف رحيم الذي كان يقف أمام النافذة ينظر أمامه مشبكا يداه خلف ظهره ليتحمحم يوسف قاصدا لفت انتباهه فالتفت إليه رحيم الذي زفر بتعب قبل أن يتوجه الي المقعد الخاص به خلف المكتب و لأول مرة بحياته لا يعرف كيف يبدأ الحديث فكيف يخبره حفيده الغالي بأنه لا ينام منذ تلك الحادثه التي تعرض لها خوفا عليه و علي شقيق لم يتوقع أبدا أن يكون من دمه و هو الذي لم يكُن يكِن له سوي النفور الذي ما أن علم بهويته ليتحول الي النقيض تماما فقد كان الندم يؤرق لياليه طوال الأيام المنصرمه يريد أن يعلم ما هو مصيره و لا يجروء علي السؤال خوفا من أن يظن يوسف بأنه يتعاطف مع من قام بإيذائه و لكنه لم يعد يستطع التظاهر أكثر و قرر بأن يفاتحه بالموضوع و لكن الكلام هرب من فمه الآن و لا يدري كيف يفاتحه بالموضوع ليفاجئه يوسف الذي قال بهدوء.

عارف يا جدي لما بشوف نظرتك لكاميليا دلوقتي و بفتكر نظرتك ليها زمان قبل ما تعرف حقيقه انها بنت عمو مراد، بلاقي فرق شاسع زي الي بين السما و الأرض كدا، قعدت افكر كتير في الموضوع دا و ازاي أن مشاعرك قدرت تتغير للنقيض بالسرعه دي ملقتش غير إجابه واحده، اكدتهالي حالتك الي شايفها من يوم الحادثه بتاعتي للنهاردة، انك زي السبع الي ممكن ياكل اي حد ماعدا الي يخصه، انت بردو ممكن تأذي اي حد في الدنيا ماعدا الي من دمك..

نظر إليه رحيم بصدمه و كأنه قرأ ما يجول بخاطره فهذا بالفعل ما حدث له منذ أن علم بحقيقه انتساب كاميليا له وايضا رائد. شعور عميق بالندم و الشفقه و العاطفه التي لا يعلم من اين جاءت، شعور بأنهم ينتمون إليه جزءا منه مثلهم مثل باقي أحفاده. حتي و لو لم يفصح عنه فقد بات واضحا أمام يوسف الذي ابتسم بهدوء عندما قال رحيم بالم.

كأنك قريت الي جوايا يا يوسف، بس صدقني مش معني كدا اني مسامح رائد علي الي عمله معاك أبدا، انا بس حاسس بالذنب اني كنت السبب في أن عامر يتجوز أمه في السر و يحصل كل ال يحصل دا، لو كنت وافقت عليها من الأول مكنش الحيوان دا هيقدر يعمل عملته دي..

كانت إمارات الندم تجتاح ملامحه و يقطر الألم من بين كلماته لذا قال يوسف محاولا تخفيف حدة الأمر عليه
و مكوناش احنا جينا بردو يا رحيم بيه..
ابتسم رحيم ابتسامه لم تصل لعيناه و قال بصدق.

انتوا احسن حاجه في حياتي يا ابني، انا بعترف اني غلطت في حقكوا كلكوا و ف حق ولادي و الي بيحصل دلوقتي معاكوا انا السبب فيه، بس انا كنت متهيألي اني كدا بحميكوا، كنت عايز احافظ عالعيله الي قعدت سنين ابني فيها عالثروة الي دفعت تمنها اجمل سنين عمري. انا اتجوزت جدتك و أنا كبير كنت عايز الحق نفسي و اخلفلي عيل يشيل اسمي و يكمل المسيرة من بعدي. و لما اتجوزت جدتك كانت جميله و صغيرة و بنت ناس و من عيله بس ماحبتهاش أو مكنش عندي وقت احبها، لما خلفت ولادي كنت كبير اوي و هيا ماتت صغيرة و سابتهملي. من صغرهم و أنا كنت بخاف عليهم من الهوي الطاير، و حتي بعد ما كبروا، لما جه ابوك و قالي انه بيحب ناهد دي ضحكت، مكنتش عارف يعني ايه حب يعني ايه حد بيحب و ميقدرش يعيش من غير الي بيحبه، كنت بعتبر الحب ضعف و مكنتش هتحمل حد من ولادي يبقي ضعيف، عشت عمري كله بحسبها غلط. بس للأسف عرفت غلطي متأخر اوي، شريط ذكرياتي كله مر عليا لما شفتك انت و رائد واقفين ماسكين السلاح لبعض و صوت جمبكوا بيقول انكوا اخوات، من خوفي رفضت اصدق الي بسمعه، مكنتش متخيل اني ظالم اوي كدا غير لما شفتك سايح في دمك، و بإيد مين؟ اخوك! وقتها عرفت ان مفيش حاجه بتروح، و إن عقاب ربنا وحش اوي..

اختتم جملته و فرت دمعه هاربه من عيناه التي لأول مرة احتلها الضعف و الإنكسار معلنا نهايه للجبروت الذي استوطنها لسنوات و قد آلم هذا يوسف كثيرا الذي قال بلهجة قويه.

كل الي حصل دا قضاء و قدر يا جدي، اه انت غلطت بس كل واحد عاش حاجه كانت مكتوباله، انت طول عمرك محاوطنا و عايشين علي حسك، طول عمرك محافظ علينا و النتيجه اسمنا الي الناس بتعمله الف حساب، الي حصل مع رائد دا كان غلط بابا مش غلطك انت. و الي عمله عمو مراد مع زهرة كان غلطه بردو، حتي عمي احمد لما اختار يتجوز البنت الوحيدة الي كان بيحبها اخوه دا كان غلطه، الناس دي كانت تقدر تقف قدامك و تقولك لا لكن و لا واحد دافع عن الي بيحبه، كلهم دفعوا و بيدفعوا نتيجه اخطائهم متحملش نفسك فوق طاقتها كل واحد بيشيل شيلته..

نظر له رحيم بإمتنان فهو يعلم بأن يوسف يحاول تخفيف عنه هذا الحمل الذي يثقل كاهله و لكن مهما كانت كلماته حانيه فهو لا يزال يحمل نفسه إثما كبيرا لما حدث سابقا و يحدث الآن لذا لم يستطع منه نفسه من سؤال كان يتوقعه يوسف منذ أن طلب الحديث معه و هو
ناوي تعمل معاه ايه؟

اجابه يوسف بإختصار
الي مفروض كان اتعمل من زمان..

كانت روفان تجلس في شرفه غرفتها تنظر إلي البعيد و هيا تمسك بصور قديمه لوالدها و بجانبه والدتها و تمرر يدها علي ملامح ذلك الغائب عن عالمهم و الحاضر في قلبها الصغير الذي لازال يتذكر مقتطفات بسيطه من لقاءات جمعتهم حُفِرت في قلبها الذي كان يفتقده الآن كثيرا و خاصتا عند معرفتها بأن رائد شقيقها و الذي كانت تذكرها ملامحه بتلك الصور المشوشه لوالدها المطبوعة بقلبها و اخذت تتذكر لقاءاتها البسيطه معه و كيف كان يطالعها بحنان فقد كانت نظراته تذكرها بشئ ما لم تعرف ما هو حينها و لكنها الآن عرفت بأن نظراته كانت تشبه نظرات والدها الراحل الذي أخذت تنظر إلي صورته و هيا تقول بحزن.

انا عارفه أن الكلام الي هقوله دا مينفعش أقوله لحد غيرك. بس انا حاسه اني مخنوقه و عايزة أقوله، ( سقطت عبراتها و هيا تقول بصوت مخنوق ) نظرة عينه بتفكرني بيك اوي، معرفش ليه وقت ما عرفت أنه اخويا و شفت شكله و حالته كانت عامله ازاي كنت عايزة اجري عليه احضنه عشان اخفف عنه، حسيت بوجعه اوي. و زعلت منه اوي لما ضرب يوسف بالنار مش قادرة انسي حالتي وقتها و الرعب الي عشت فيه و أنا بتخيل ان ممكن يوسف يروح مني، بس بالرغم من كدا مكرهتوش، هو انا كدا وحشه؟ اكيد يوسف لو سمع كلامي دا هيزعل مني اوي. بس دا غصب عني. مش قادرة اقول كلامي دا لأي حد و مش قادرة اكتمه جوايا، حاسه اني نفسي اشوفه، بلوم نفسي الف مرة علي احساسي دا بس مش عارفه امنع نفسي منه، قلبي بيقولي انك زعلان مننا. و مش عارفه اعمل ايه، ياريتك كنت موجود وسطنا، كان زماننا كلنا مع بعض، و مكناش هتبقي متفرقين كدا أبدا..

شعرت بحركه خلفها فالتفت و لم تجد أحد و لكن جاء الطرق علي الباب ليجعلها تنتفض و تخفي الصور بالكتاب أمامها و قامت بمسح دموعها بلهفه فوجدت أن القادم كاميليا التي قالت بحنان
روفانتي الحلوة قاعدة بتعمل ايه كدا؟

روفان بنبرة مهتزة
أبدا كنت بقرأ كتاب.
لاحظت كاميليا حالتها و لكنها لم تعلق بل قالت بمزاح
كنتي بتقري كتاب بردو و لا كنتي بتفكري في علوه..

روفان بلهفه
لا والله دانا كنت بقرأ كتاب حتي شوفي اهوة..
كاميليا بإندهاش
ايه يا بنتي في ايه؟ وماله لو بتفكري فيه أو حتي بتكلميه هو مش جوزك؟

روفان بخجل
اه طبعا، بس!
كاميليا بإستفهام
بس ايه؟
روفان بخفوت
انا من يوم كتب الكتاب و أنا خايفه من أبيه يوسف اوي..

ابتسمت كاميليا قبل أن تقول بهدوء
يوسف بيحبك و بيغير عليكي جدا زي اي اخ. و هياخد وقته عشان يتأقلم ان بقي في حد في حياتك..
روفان بإذعان
عندك حق..
كاميليا بحب
طب فكي التكشيرة دي بقي عشان عندي ليكي خبر حلو..

روفان بلهفه
خبر ايه؟
على استأذن من يوسف انكوا تخرجوا تتعشوا بره النهاردة و يوسف وافق..
لمعت عيناها بفرح و قالت بلهفه
بجد يا كامي والنبي..
كاميليا بتأكيد
بجد والله. يالا بقي عشان نشوف هتلبسي ايه.

في المساء ترجل علي من سيارته وهو يرتدي بذله فاخرة تليق كثيرا بجسده المفتول العضلات و تبرز وسامته المهلكه و كان يمسك بيده باقه من الورود الحمراء التي لم تكن توازي جمال تلك الوردة التي كانت تقف أسفل الدرج تنتظره مع والدتها التي سلمتها إليه و انسحبت بهدوء لتتيح لهم الفرصه للإنفراد ببعضهم البعض.

أخذ على يطالعها باإنبهار من تلك الحورية الجميله التي تقف أمامه بجمالها المثير الممزوج ببراءة قاتله تجعله يحبس أنفاسه من ذلك المزيج الخطير الذي يطيح بتعقله أمامها فأخذ يسحب أنفاسه الهادرة و يحاول التحكم بهذا الشوق الضاري الذي يفتك به و قام بإعطائها باقه الورود و مد يده يلتقط كفها يضع فوقه قبله عميقه دون أن تحيد عيناه عن عيناها الناعسه و ظل يطالعها لثوان قبل أن يقول بخفوت.

هو القمر نزل من السما و جاي يسهر معايا النهاردة؟

كانت كل خليه بها ترتجف من فرط الخجل و الحماس و الترقب حتي أن صدرها كان يعلو و يهبط و صوت أنفاسها كان مسموعا علي عكس صوتها الذي خرج خافتا حين قالت
ميرسي اوي..
على بصوت مبحوح
علي ايه دي حقيقه علي فكرة..
ابتسمت روفان بخجل فجالت أنظاره في أرجاء القصر و قال بمزاح
بقولك ايه تعالي نكمل كلام في العربيه احسن يطلعلنا حد من مصاصي الدماء اخواتك دول يبوظلنا الليله..

ابتسمت روفان علي مزحته وهزت رأسها دليل علي الموافقه فاعطي لها ذراعه الذي تأبطته بفخر و توجها الي حيث سيمضون سهرتهم..

بعد وقت ليس بقليل اوقف على سيارته و نظر جانبه الي تلك التي كانت تلتصق بباب السيارة من شدة الخجل و قال بمزاح حتي يخف من توترها قليلا
يا بخت الباب الي انتي لازقه فيه دا والله.

طالعته روفان بخجل كبير و هيا تقول بخفوت
هاه..
كان مظهرها شهيا للغايه فحاول أن يحافظ علي ثباته أمامها قدر الإمكان حيث قال بمزاح
لا بقولك ايه اجمدي كدا، انا أساسا ماسك نفسي بالعافيه..

لم تجبه انما نظرت إلي باقه الورد بأحضانها بخجل فقام على بإلتقاط وردة حمراء و مد يده الآخري ليرفع ذقنها و قام بتثبيت الوردة بجانب وجهها فاكتملت صورة القمر في عيناه حين رأي مظهرها الرائع و تلك الوردة التي غطي جمال حبيبته علي جمالها و جعله هذا يقول بتأثر
جمالك غطي علي جمال الورد..

لامست كلماته اوتار قلبها فجعلها تهديه اجمل إبتسامه رآها في حياته فانشرح قلبه و ارتسمت ابتسامه عريضه علي شفتيه قبل أن يقول بتملك
اوعي تضحكي الضحكه دي لحد غيري..
قطبت جبينها و قالت بإستفهام
ليه؟

على بمغازله
مفيش قلب في الدنيا هيشوف ضحكتك دي الا و هيقع في غرامها و وقتها بقي هتحول انا بقي لسفاح و أخد روحه علي طول..

ابتسمت روفان علي غزله الممزوج بمزاح راق لها كثيرا فقالت تبادله المزاح
لا و علي ايه الطيب احسن انا ابطل اضحك خالص..
على بإرتياح
يكون احسن بردو، يالا بينا عشان تشوفي المفاجأة الي انا محضرهالك..

روفان بحماس
ايه دا بجد هو فيه مفاجأة..
على بإبتسامه
بصراحه هما مفاجأتين، يالا عشان منتأخرش عليهم.
ترجل من السيارة و توجه إلي جهتها وقام بفتح باب السيارة لها و مديده يمسك بيدها و شبكها في ذراعه و توجه إلي المكان الذي يقصده فما أن وصلت الي الباب حتي توقف على و اخرج من جيبه شريط من الستان و قام بالوقوف خلفها واضعا إياه فوق عيناها و هو يقول بخفوت بجانب أذنها
عشان المفاجأة تبقي مظبوطه..

ارتعش جسدها عندما اقترب منها بتلك الطريقه و خاصتا عندما لف يده حول خصرها يرشدها الي الطريق و هيا مستسلمه تماما له فقد سلمته مفاتيح قلبها منذ زمن و لم تتردد لثانيه في أن تغمض عيناها و تتركه يوجهها اينما يريد.

فجأة توقف علي و قام بالإلتفات و فك الشريط من فوق عيناها التي ما أن فتحتهم حتي توسعا بإنبهار مما تراه فقد كانت تقف في قاعه كبيرة مزينه بطريقه رائعه و أمامها ممر محاط بالورود من كل جانب في نهايته طاوله مستديرة و حولها مقعدين لكلاهما و قد كان يتوسطها قالب حلوي كبير وضعت به تلك الصورة الخاصه بعقد قرانهم و حولها الورود الحمراء في كل مكان تعطي للمكان مظهر بديع جعل عيناها تترقرق بالدموع فاقترب هو منها يحاوط خصرها بحب و اخفض رأسه واضعا قبله قويه فوق هذا الجزء المكشوف من كتفها الأيسر فاحدثت قبلته عاصفه قويه من المشاعر التي اجتاحت جسدها دفعه واحده لتغمض عيناها بتلذذ عندما أخذ ينثر عشقه علي عنقها و كتفها و يداه تتحرك بخفه علي طول ذراعها صعودا و هبوطا بطريقه ملهبه لمشاعرها فظلت علي حالتها من التأثر الي أن قام بإدارتها لتصبح في مواجهته و قرب رأسه منها ليضع قبله قويه فوق جبهتها ويداه تطوقان خصرها بتملك و أخذ يسحب انفاسها بداخله قبل أن يقول.

من اول يوم شوفتك فيه و أنا بتخيل اللحظه دي، بس عمري ما فكرت أنها ممكن تكون حلوة اوي كدا..

رفعت رأسها بعينان غلفهما عشق كبير شعر به قلبه الذي نالت منه سهام عيناها الفاتنه فاشتدت قبضته حول خصرها و هو يقول بخفوت
النهاردة مش عايز بينا كسوف أبدا، انا فضلت مانع نفسي عنك طول الوقت دا لحد ما تبقي مراتي و علي اسمي، عايز اشوف حبي في عنيكي و المسه علي شفايفك..

لامست كلماته قلبها الذي ردد قائلا احبك و ترجمته شفاهها حين قالت بخفوت
بحبك يا على..

ارتج قلبه بقوة عندما نقطت بتلك الكلمه التي لاطالما حلم بأنه يسمعها من شفتيها التي كانت في تلك اللحظه و كأنها تتحداه أن يقاومها و لكنه أخيرا سمح لنفسه بأن يضعف أمام سحرها فقام بخفض رأسه و التقط شفتيها بقبله محمومه عاصفه أودعها فيها كل مشاعره التي كان يكبتها كثيرا بداخله و كم عاني بسبب ذلك فقد كان كمن عاش عمره كله راهبا و ها قد فاز بالجنه التي كان مذاقها اروع بكثير مما قد تخيله بحياته فأخذ يعمق من قبلته يرتشف من شهد تلك الحوريه التي أطلقت العنان لمشاعرها و استسلمت لعشقها الجارف الذي كانت تحمله لها بقلبها الذي كان يرتجف بداخلها مع كل لمسه حانيه كانت تقوم بها يداه التي كانت تتجول فوق خصرها بحريه و شفتيه التان كانت تنهل من رحيقها بنهم أفقدها صوابها فشعرت بقدميها غير قادرة علي حملها لتلقي بثقلها عليه و كان هو أكثر من مرحب بذلك فقام بإسنادها و حاوطها بلهفه أكثر من ذي قبل و لم يفصل قبلته الا عندما شعر بأنها علي وشك الإغماء بين يديه فانتشل نفسه من بحور عشقها علي مضض و أسند رأسه الي رأسها يلتقط أنفاسه الهاربه و يعطيها المساحه لاستعادة توازنها و ظل لدقائق قبل أن يستطع إخراج صوته حين نظر إلي داخل عيناه قائلا بصوت متحشرج.

ياريت لو بإيدي اوريكي دلوقتي قلبي طاير من الفرحه ازاي..

روفان بتأثر
عارفه و حاسه بيه، عشان أنا كمان زيه. حاسه اني طايرة في السما.

قربها منها كثيرا و دفن رأسه بين خصلات شعرها يستنشق عبيرهما قبل أن يقول بوله
عمري ما اتخيلت اني هييجي عليا يوم و احب حد بالشكل دا. انا مش بس بحبك دانا روحي فيكي، عارفه يعني ايه روحك تبقي متعلقه بحد. يعني هو سبب انك عايشه و بتتنفسي. دا الي انا حاسه بالظبط اني عايش و بتنفس عشانك، انا لو قولت بحبك بس ابقي بظلمك و بظلم احساسي من ناحيتك..

كلماته جعلت قلبها يرفرف من فرط السعادة التي خرجت من عيناها علي هيئه دموع فرح جعلت بسمه جميله تظهر علي شفتيها و هيا تقول بحب
انت احلي حاجه حصلتلي في حياتي، انت الي قلبي فتح عنيه لقاه. خطفته من اول مرة شافك فيها، عمري ما كنت بقدر ابص في عين حد اول مرة اشوفه الا انت، حسيت اني مش قادرة اشيل عيني من عليك. انت الفارس الي كنت بحلم اانه ييجي يخطفني و يطير بيا..

على بحالميه
الفارس دا هيموت و يخطفك و يطير بيكي لمكان بعيد ابعد من أن حد يوصله عشان يقدر يثبتلك هو بيحبك قد ايه، في اغنيه من يوم ما سمعتها و أنا بتخيل اني برقص انا و انتي عليها بحس كل كلمه فيها مكتوبه ليكي
روفان بلهفه
اغنيه ايه؟
قبل على يدها و قال بحب
استنيني ثواني.

و ذهب إلي مكان ما و قام بالضغط علي ذر لتصدح الموسيقي في جميع اركان المكان و يتوجه هو اليها ينحني أمامها كالاميرة و هو يقول بخفوت
أميرتي تسمحلي بالرقصه دي؟

لم تستطع الحديث فقط هزة من رأسها و ابتسامه واسعه علي شفتيها و فرحه كبيرة بقلبها فقام بتطويق خصرها و أخذت يتراقصان علي كلمات الاغنيه الرائعه (نشيد العاشقين).

( ربه الصون و العفاف احلي واحده في البنات الي عمري ما قلبي شاف زيها في المخلوقات.
تسمحيلي برقصها هاديه تسمحيلي بقربي منك حلم عمري تكوني راضيه عن وجودي بس جمبك..
يا خلاصه الجمال يا نشيد العاشقين يا اجابه عن سؤال كان شاغلني من سنين..
كان سؤال عن مين حبيبتي مين هتبقي أساس حكايتي و الاجابه كانت انتي انتي كنتي غايبه فين..
يا حبيبتي انتي نوري
انتي احساسي بحياتي
انتي مالكه من شعوري كل ماضي و كل آتي.

انتي مفتاح الحياة لالي نفسه يعيش سعاده
قلبي محتاجلك معاه و كل يوم يحتاج زيادة ).

كانت تدور بين يديه كفراشه تحلق في سماء العشق. عشقه الذي جعلها كاميرة متوجه و هذا اروع ما قد تشعر به الأنثي أن يتوجها حبيبها ملكه علي عرش قلبه بل و يجعلها تري ذلك بعيناها و تعيشه بكل روعته و جماله و خاصتا عندما رفعها من خصرها و صار يدور بها في أنحاء القاعه ففتحت هيا ذراعها بفرحه و كأنها وتحتضن العالم اجمع بين أحضانها.

استطاع فارسنا الوسيم أن يجعل حوريته الجميله تشعر و كأنها تملك العالم بأسره في تلك اللحظات الرائعه و ما أن انتهت الاغنيه حتي ارتمت بين أحضانه تعانقه بقوة ازهلته بقدر ما اسعدته فشدد من إحتضانها كثيرا قبل أن ينظر إلي عيناها الجميله و هو يقول بحنان
كل حرف في الاغنيه دي بيوصفك. انتي اميرتي و أميرة قلبي..

روفان بعشق
و انت اميري و حبيبي و اغلي حد عندي في الدنيا
احتضنها على بحب قبل أن يمسك بيدها الناعمه و يتوجهان للطاوله فاجلسها مكانها و توجه يجلس أمامها في المقعد المخصص له و أخذ الثنائي يتبادلان أطراف الحديث الي أن جاءته رساله نصيه علي هاتفه المحمول جعله يرسل إليها غمزة ماكرة قبل أن يقول
معاد المفاجأة التانيه..

كان رائد يدور بسيارته متبعا ذلك الموقع الذي أرسله إليه يوسف علي الهاتف يعد أن أخبره بأن يحضر الي هناك في الحال نظرا لحدوث أمرا طارئ ليطيعه رائد و هو يشعر بالخوف من أن مكروه قد حدث و لكن ما طمأنه قليلا بأن ذلك الشيطان قد غادر البلاد صباحا و هو متأكد من إنشغاله كثيرا بأعماله المشبوهه هناك.

صف رائد سيارته تحت تلك البنايه الغريبه و قام بمهاتفة يوسف الذي كان هاتفه خارج التغطيه فلم يجد مفر من الصعود الي الاعلي مستقلا المصعد و توجه إلي الشقه المدون رقمها في الرساله و قام بدق الجرس و لكنه لاحظ بأن الباب كان مفتوحا فدفع الباب و توجه إلي الداخل ليصدم من تلك المفاجأة الشقه مزينه بطريقه رائعه و الجميع موجودين بالداخل يوسف و بجانبه كاميليا و مازن و بجانبه كارما و أدهم يقف بالقرب من علي و بجانبه روفان و الاكثر من وجود رحيم الحسيني الذي كان لأول مرة بحياته يطالعه بإبتسامه و ذلك الشيخ الذي يبدو و كأنه مأذونا. لم يكن يعي شيئا مما يحدث و سبب تلك النظرات السعيدة و الابتسامات المبهجه الموجهه إليه و ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ بأحدهم ينقر علي كتفه فالتفت ليتجمد بأرضه عندما وجد والدته تناظره بحب و بجانبها فاطمه و تلك التي تقف خلفها ترتدي ثوب ابيض بسيط و لكنه رائع يجعلها آيه في الجمال فظل للحظات يطالعها و كأن لا احد سواهم بالمكان ليصدح صوت خلفه كان لمازن الذي قال بمزاح.

ايه يا عمهم هنفضل نسبل كدا كتير، عايزين ننجز الله يباركلك الشيخ مش فاضيلنا..

التف رائد يطالعهم بصدمه جعلته يقول بضياع
هو في ايه انا مش فاهم حاجه؟
كان يوسف أول من تحدث حيث قال بسخريه
يعني مأذون و عروسه و الناس كلها متجمعه هيكون في أيه بذكائك دا؟
ناظره رائد بزهول فلم يستطع أن يتحدث بحرف واحد لذا اقترب منه يوسف ناظرا اليه بعتب قائلا بصوت خفيض لم يسمعه احد غيره
اصل الجواز العرفي مبيورثش الزوجه فقولت نخليه رسمي عشان تبقي الوصيه مظبوطه ياعم روميو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة