قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والستون

لم تكن قدري الذي التقيت به في أحد الطرق صدفه بل انت ذلك القدر الذي كلفني عمراً في البحث عنه و ارهقني كثيراً الوصول إليه، انت الأروع و الأجمل و الذي لا يوجد له تسعه و ثلاثون شبيها أبدا..

خرجت غرام مهروله للخارج لتجد أدهم يجلس بجانب المأذون و يده تمسك بيد جدها و يجلس كلا من على و يوسف كشاهدان علي عقد القران من الجهه الآخري للطاوله
قبل نصف ساعة
هرول أدهم للأسفل و انضم إليها و هو يعتذر عن تأخره و قام بإمساك يوسف من رسغه جاذبا إياه بعيدا و هو يقول لاهثا
يوسف ابوس ايدك جوزني انا الاول قبل ما بنت المجنونه دي ترجع في كلامها تاني!
نظر إليه يوسف بغضب و هو يقول.

عارف انا عايز الخبطلك وشك دلوقتي، بقالنا نص ساعه قاعدين مستنينين سيادتك و جاي عايز تتجوز انت الاول، بأنهي منطق دا!
أدهم بإستنكار
منطق! و احنا من امتا بتوع منطق، بقولك ايه البت دي مجنونه و ممكن ترجع في كلامها في لحظه. جوزني الله يباركلك و اكسب فيا ثواب.
يوسف بفظاظه
لو تكسب انت فيا ثواب و تختفي من حياتي هرتاح والله، اتنيل هنا..

اقترب يوسف من على و قام بإستئذان الجميع ليحادثه علي انفراد و ما أن ابتعدوا عن الجميع حتي قال يوسف معتذرا
معلش يا على هنكتب كتاب أدهم و غرام الاول عشان بصراحه اختك مش مضمونه و ممكن ترجع في كلامها في اي لحظه.
غرام بمزاح
انا اساسا مستغرب أنها وافقت.
والله و أنا كمان استغربت بس بما إن ربنا هداها خلينا نجوزهم بقي و نخلص عشان
نفضي للي ورانا..
على معاتبا
بمناسبه الي ورانا، احنا لازم نتكلم يا يوسف.
يوسف بغموض.

هنتكلم يا على. و هتعرف وقتها اني الي عملته دا هو الصح، المهم يالا عشان نخلص من المجانين دول بدل ما افجرهم و اخلص منهم..
قال الأخيرة بمزاح فابتسم على و توجها معا الي طاولة عقد القران و تحدث يوسف باحترام الي هاشم الرفاعي قائلا
هاشم بيه عايزين حضرتك عشان هنكتب كتاب أدهم و غرام الاول..
عودة للوقت الحالي.

عندما رأت غرام أدهم الذي كان يمسك بيد جدها و المأذون علي وشك البدأ فجن جنونها و توجهت الي طاولتهم تنوي تحطيم رأسه لتوقفها يد والدتها التي قالت بصوت خفيض تؤنبها
ايه يا بت انتي واخده في وشك و راحه فين؟ انتي مش مفروض عروسه تبقي مكسوفه؟
نظرت اليها غرام بغضب و ذلك الجنون المرتسم علي محياها و قالت بأنفعال
سبيني يا ماما لازم اطربق الدنيا علي دماغه الغشاش دا..

صُدِمت فاطمه من حديثها و مظهرها الغاضب و قالت بإهتمام
حصل ايه انتي شكلك و لا الي رايح يرتكب جريمه.
غرام بغضب
انا فعلا هرتكب جريمه و هاخد روحه بإيدي سبيني..
حاولت غرام أن تجذب يدها من يد والدتها التي أحكمت إمساكها و قالت بصرامه
بت انتي بلاش فضايح قوليلي حصل ايه و بطلي جنانك دا.
غرام بغيظ
على ما اقعد احكيلك هيكون كتبوا الكتاب، سبيني يا ماما..

انضمت كاميليا إليهم فقد كانت تهرول خلف تلك المجنونه فاحكمت مسكها من يدها الآخري و هيا تقول بلهاث
يخربيتك قطعتي نفسي..
غرام بغضب
طب سبيني بدل ما اقطع رقبتك انتي كمان.
كاميليا بإنفعال
انتي مجنونه يا بت انتي! انتي مش من شويه كنتي بتترجيني اني مقولش ليوسف علي عملته المهببه عشان خايفه عليه، دلوقتي راحه تبوظي الجوازة!
غرام و هيا تك تجن من الغيظ
دا غشاش و لعب بأعصابي و ضغط عليا عشان اوافق..

تدخلت فاطمه و التي تعبت من إمساك غرام التي كانت تقاوم حصارهم بضراوة فقالت بغضب
انتي هتتهدي و لا اديكي بالقلم علي وشك..
هدأت غرام و هيا تنظر إلي أدهم و تشير إليه بأن يأتي في الحال و لكنه لم يكن يفهمها فصار يبعث إليها الغمزات و الإبتسامات العاشقه و التي لم تزدها سوي غضب و جنون و في تلك الأثناء كانت كاميليا قد قصت علي فاطمه لعبة أدهم التي تسببت في غضبها لتقول فاطمه بتهكم.

و انتي بقي يا قلب امك زعلانه عشان هو غشاش و نصب عليكي و عايزة تفركشي الجوازة، علي اساس ان البت خضرا الشريفه و ملهاش في النصب و لا كانت عامله عليه فيلم هندي عشان يقعد يتحايل عليها انها تتجوزه!
صُدِمت غرام و بجانبها كاميليا من حديث فاطمه و كشفها خطتهم التي حاولت غرام إنكارها فقالت بإرتباك
ايه يا ماما الي بتقوليه دا! فيلم ايه و كلام فاضي ايه هو انا بتاعت الحاجات دي بردو؟
فاطمه بتهكم.

دانتي الكلام دا نفسه ياختي، اتمسي كدا و خليها تعدي علي خير و ابقي خدي حقك منه و انتي في بيته انتوا أساسا شبه بعض حله و لقت غطاها اتنين نصابين و اتلموا علي بعض..
كادت غرام أن تأكل أسنانها من شدة الغضب و لكن جاءت كلمات كاميليا التاليه لتهدأ من روعها قليلا
ايوا يا هبله اسمعي كلام خالتو ربيه بس و انتي في بيته، و كدا تاخدي حقك منك برواقه..

توجهت كارما و هيا منكثه رأسها حيث يقف كلا من غرام و كاميليا التي ما أن رأتها حتي قالت مستنجده
تعالي الحقيني و عقلي المجنونه دي عايزة تفركش كتب الكتاب.
كارما بصدمه
يالهوي تفركشه! ليه هيا مش الخطه مشيت زي ما اتفقنا؟
غرام بإنفعال
ايوا ياختي، بس عليا انا مش عليه هو..

قطبت كارما جبينها بعدم فهم فزفرت كاميليا بملل و سردت لها ما حدث لتحاول كارما كبت ضحكتها بصعوبه بعد أن وجدت عينا غرام يغلفهما الغضب و التي قالت بحنق
بقي انا يتعلم عليا مرتين في يوم واحد..
كارما بإرتباك
ايه دا هو مين تاني علم عليكي يا ميمو النهاردة غير أدهم؟
نظرت إليها غرام بقهر تجلي في نبرته حين قالت
امك، عرفت أننا عاملين تمثيليه عالزفت دا و قالتلي واحده بواحده و انتوا اتنين نصابين و لايقين علي بعض..

أضافت كاميليا بمزاح
حلة و لقت غطاها..
قهقهت كارما علي حديث والدتها و قالت من دون أن تنتبه
والله امي دي عسل، ماهي قالتلي كدا اللتنين دول نصابين شبه بعض..
واصلت كارما قهقهاتها دون أن تنتبه لنظرات كلا من كاميليا و غرام التي زاد غضبها أضعاف و قالت بوعيد
بقي انتي بقي يا كارما يا ام لسانين الي حكيتي لماما علي خطتنا، دانا هطلع عيني.

أوشكت غرام بالإنقضاض علي شقيقتها و لكن وقفت كاميليا في المنتصف تحاول الفض بينهم فقالت كارما بإعتذار
والله يا ميمو غصب عني هيا الي وقعتني في الكلام و انتي عارفه ماما محدش يقدر يقاومها في الموضوع دا..
غرام بغضب
بقي انا يا كلب البحر تسلميني تسليم أهالي كدا، خليتي شكلي زي الزفت قدام امك، انا هربيكي يا كارما..
تسمرت الفتيات في مكانهما عند قدوم يوسف الذي قال بصوت رخيم
غرام!

التفتت إليه الفتيات الثلاثه و كانت الصدمه انطباعهم الأول فابتسم بخفوت قبل أن يقول
مستنيينك عشان تمضي علي القسيمه، اتفضلي معايا..
ارتبكت غرام كثيرا فتدخلت كاميليا قائله
انا هجبها و هاجي دلوقتي يا حبيبي..
امتدت يداه وقربها إليه بحنان و هو يقول بحب ارتسم بزقاوتيه
لا انتي هتيجي معايا انا عشان وحشتيني..

ناظرته بعشق و هزت رأسها بخجل فلف ذراعه حول خصرها بتملك و قام بالإلتفات للجهه الآخري و أثناء ذلك قال بفظاظه
يالا يا غرام المأذون مستني..
اغتاظت غرام من فظاظته و من تلك المسماه بصديقتها و التي نسيت أمرها تماما عند وجود حبيبها لتجعد غرام أنفها بتذمر و هيا تقول بخفوت
ماشي اما وريتكوا كلكوا مابقاش انا غرام.

توجهت غرام الي طاوله عقد القران و هيا تشعر بأن جسدها يرتجف من فرط التوتر و الرهبه و كالعادة كان المنفذ على الذي هب من مكانه و اقترب منها ليمسك بيدها يقربها منه واضعا قبله رقيقه فوق جبهتها و اجلسها بجانب أدهم الذي كان يود لو يلتهمها في تلك اللحظه فقد كان الخجل يزين ملامحها بحمرة جميله لونت خدها الشهي و كانت رائحتها الجذابه حكايه آخري تجعل قلبه يغرق في عشقها أكثر حتي أناملها الصغيرة المرتجفه و هيا تمسك بالقلم و تخطو به حروف اسمها الذي كان منقوش فوق جدران قلبه الذي أسماها منذ اليوم الأول غرامه.

انتهت من التوقيع و كادت أن تغادر لتمتد يداه تعتقل يدها بقوة مانعا إياها من الحركه و تمت مراسم عقد القران كما تمني و هيا ممسكه بيده و عندما قال الشيخ بصوت جهوري بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينهم في خير حتي سحب يده الأخري من يد جدها و التف ناظرا إليها بسعادة لا توصف حتي أنها لم تقدر مقاومة ذراعيه عندما امتدت تحتضنها بحب و تملك أمام أعين الجميع دون خجل فلم يكن يريد سواها في تلك اللحظه.

و كأن أحلامها الورديه التي نبتت في قلبها يوم أن اعترف لها بحبه كانت أسهم خرجت علي هيئة دعاء لتستقر في السماء و تتحقق الآن فهاهو كل شئ يحدث مثلما تمنت و بعد كل هذه المعاناه هيا بين أحضانه يدور بها كالفراشه بين الجموع و أصوات التصفيق و الزغاريد في كل مكان حولهم تحكي مقدار سعادة الجميع بهم فعلي الرغم من كل ما حدث فعشقهم قد انتصر اليوم و ليحدث غدا ما يحدث يكفي أن تكون بين أحضانه في تلك اللحظات الرائعه..

كان الجميع فرح للغايه بمشهدهم و لكن كانت هناك فرحه يشوبها بعض الغيرة من على الذي كان غاضب من بحاجه هذا الأدهم الذي كان يحتضن شقيقته امامهم جميعا دون ذرة خجل. نعم كان يشعر بالفرح لأجل صغيرته و لكن غيرته كأب و أخ جعلت الإمتعاض يظهر علي ملامحه و الذي سرعان ما تحول لخبث و هو يتوعد أن يرد الصاع صاعين فهاهو علي وشك أن يعقد قرانه علي حبيبته الصغيرة و سوف يذيق هذا المتبجح من نفس الكأس ليقترب منه مازن الذي قال بمزاح.

علوة بلاش الي انت بتفكر فيه عشان يوسف ممكن يطربق الفرح علي دماغك..
على بحنق
والله ما حد هيطربق الفرح غيري علي دماغ الحيوان الي كإنه ما صدق دا..
مازن بتأثر زائف
والله يا ابني عندك حق أدهم دا بجح، الصراحه العيله دي كلها مفهاش حد مؤدب الا البت روفان دي. اينعم هيا فتانه و لسانها فالت لا بس متربيه احسن تربيه..
على بتحذير
بس ياد انت مين دي الي فتانه!
مازن محاولا صرف إنتباه على.

ايه دا بجد انت متعرفش! دا اللقب بتاعها في العيله، احسن واحده تسلم اي حد. لا يا أخي و عندها سلام نفسي و هيا بتفتن علينا رهيب، يعني تعمل العمله و لا كإنها عملت حاجه خالص و احنا بنلبسها كل مرة بصراحه...
على بتهكم
هيا بردو الي فتانه بالنسبه للي حضرتك لسه قايله دا ايه!
لا يا ابني دانا بنبهك بس..
على بغيظ
طب بطل لوك لوك و روح هات الحيوان دا احسن ما اروح اكسرله صف سنانه..

لم يتفوه مازن بحرف بل توجه إلي ذلك الاحمق الذي كان يتلقي التهنئات من الجميع و هو يحتضن غرام بتملك يأبي تركها و لو لثانيه ليقوم مازن باحتضانه بعنف و هو يقول بتهكم
مبروك يا أدهم، الف مبروك يااخويا، نبطل مرقعه بعد اذن جنابك عشان في لسه ناس مستنيه دورها..
ادهم بإستنكار
ايه مستنيه دورها دي هو احنا واقفين قدام فرن العيش، و بعدين انت عايز ايه انا عريس و من حقي انبسط مع عروستي يالا هوينا..
مازن بتهكم.

فرن العيش دا الي هتتشوي فيه من على أن شاء الله، شايف واقف يكزلك علي سنانه ازاي، ( التفت ادهم فوجد على يطالعه بغيظ فابتسم له بإستفزاز قبل أن يلتفت الي مازن الذي قال باحتقار) و بعدين يا اوطي خلق الله احنا ياد مش متفقين أننا عالحلوة و المرة سوي بتخلع اول ما البت رضيت عنك بتبيعني كدا..
أدهم بإستنكار.

هو ايه الي عالحلوة و المرة سوي هو انت مراتي و أنا معرفش! و بعدين ما الحلوة خلاص بقت مراتي و كتبت كتابي قبلك مش كنت بتتريق عليا و تقولي نيتك سودا شفت اهو نيتي الطيبه هيا الي خلتني اتجوز قبلك..
مازن بغيظ
تقصد ايه بكلامك دا يا زفت انت!
أدهم بغرور و هو يحتضن غرام التي كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه علي مظهر مازن
يعني يالا اتفسح شويه علي ما اقعد مع مراتي هاه مراتي مدام أدهم الحسيني.

كمان خمس دقائق بالظبط هخليها مدام المرحوم ادهم الحسيني..
كانت هذه كلمات يوسف الغاضب من أفعال شقيقه و صديقه الصبيانيه و كان يود أن ينهي كل شئ حتي يتفرغ لما هو أهم ولكن هؤلاء الأوغاد لا يساعدونه البته فانفعل عليهم ليقول أدهم بتذمر بعد أن ترك غرام مع الفتيات علي مضض
خلاص جيت. هو الي يشوف وشكوا يعرف يفرح اصلا، اتفضلوا قدامي يا قطاعين الأرزاق..
تقدمهم يوسف و هو يزفر بحنق و نظر إلي على قائلا بنفاذ صبر.

يالا يا على خلينا نخلص..
تفاجئوا جميعا من مازن الذي قال بصوت جهوري
لااا على مين و بتاع مين بقي انا خاطب قبلهم كلهم و في الآخر اكتب كتابي آخر واحد علي جثتي مش كفايه الحثاله دا كتب قبللي ( كان يشير إلي أدهم بالحديث ثم تابع ) والله ما يحصل..
انهي كلامه و قال و هو يخترق صفوفهم ناظرا لعلى و هو يقول
فسح كدا يا على والله لانا الي هكتب كتابي..

انهي كلامه متوجها إلي طاوله عقد القران و جلس الي جانب المأذون يمسك بيد هاشم الرفاعي بكلتا يديه و هو يقول
ابدأ يا شيخنا..
نظر الشيخ الي ذلك المجنون و هو يقول بزهول
ابدأ ايه يا ابني هو انت قابض عليه، سيب ايد الراجل..
مازن بنبرة قاطعه
اسيب ايد مين وربنا ما يحصل، دانا طلع عين امي عشان اقعد القاعدة دي، و بعدين العالم دي ملهاش أمان ممكن يغفلوني في لحظه، قال اسيب أيده قال، بت يا كارما تعالي اقعدي هنا جنبي..

تعالت قهقهات الجميع من ذلك المجنون و استسلم على للأمر الواقع و احضر شقيقته و قامت بالتوقيع علي الأوراق و فعل مازن بالمثل و بدأ الشيخ اخيرا في المراسم و كان مازن يردد وراه كلماته بلهفه اضحكتهم جميعا و أخيرا انتهي عقد قران و قام مازن بالصراخ بفرح و هو يحمل كارما و يهرول بها هنا و هناك و هو يقول بفرح
و أخيرا اتجوزت يا بشر، زغرطي يا بطاطا
زغرطي يا صفصف اتجوزت يا جدعااااان..

كانت كارما ترتعب من ذلك المجنون الذي كان يحملها علي كتفه كشوال من القطن و قالت برعب
مازن بطل جنان، انا هقع منك..
انزلها مازن برفق و هو يقول بمزاح
تقعي ايه هو انتي متجوزة سوسو و لا حاجه، دانا ميزو حبيب القلب، العشق يا بت..
نظرت إليه كارما بصدمه قبل أن تقول بإمتعاض
يالهوي بعد الصبر دا كله جاي تقلبلي اللمبي النهاردة لا دا احنا نرجع في الجوازة دي احسن..

امسكها مازن من يدها و قام بإحتضانها بقوة و هو يقول بحب و تنهىده إرتياح
جوازة ايه الي ترجعي فيها دانا عمري كله كان واقف عاللحظه دي، ياالله أخيرا بقيتي ليا بعد كل العذاب دا..
بادلته العناق بأقوي منه فقد كان عناق يوازي عذاب سنوات إنتظارها العشر التي جف بها قلبها من غيابه ليأتي اليوم و يزهر من جديد عندما أعلنتها السماء زوجته فسقطت قطرات من عيناها الجميله و هيا تقول بخفوت.

هتصدقني لو قولتلك أن طعم حضنك لما بقيت مراتك نساني عذاب انتظاري ليك السنين دي كلها.
مازن بحب
مفيش عذاب تاني يا قلبي. في حب و دلع و
قاطعه تلك اليد التي ربتت علي كتفه فالتفت ليجد أدهم الذي كان يرسم علامات الامتعاض علي وجهه و هو يقول
كفايه يا بابا كفايه يا حبيبي كدا غلط علي صحتك و علي صحتنا..
مازن بتهكم
ومالها صحتك يا خفيف..
ادهم بسخرية
يعني بصراحه نفسي موعت و معدتي انقلبت..
مازن ساخرا.

معلش يا حبيبي هما اول تلت شهور بيبقوا صعبين كدا بعد كدا هترتاح، ربنا يقومك بالسلامه..
بووووم!
هكذا قالت كارما لتزيد من غضب أدهم الذي اشتعل جراء سخريه مازن منه و تابعت بشماته
قصف جبهه من العيار الثقيل انا لو منك اختفي خالص يا أدهم..
أدهم بترفع.

ليه اختفي؟ مانا ممكن اقطعله لسانه بس انا الي مش عايز عشان غرام حبيبتي بتخاف من منظر الدم بس، لكن انا بقي هسيب على اخوكي يطقملكوا انتوا الاتنين، ها على اخوكي الي بيبخ نار من بقه هناك دا..
شعرت كارما و كأن دلو من الماء قد سقط فوق رأسها عندما وجدت أخاها يقف و الغضب باد علي محياه فاخفضت رأسها ليطالعها مازن بحنق و هو يقول بحدة.

انتي باصه في الأرض كدا ليه يا بت هو انا شاقطك، و بعدين دا حضن برئ دانا هعمله دخله لايف ابن الجزمه دا عشان الي عمله فيا طول الخطوبه..
أدهم بتهكم
طب يالا ياخويا عشان نكتب كتابه خلينا نخلص..

ابتعد مازن مع أدهم بعد أن ألقي قبله في الهواء لكارما التي خجلت كثيرا من فعلته و تخطي على ليجلس بموضع الشهود و بجانبه أدهم ليقوم على بالمرور من امامهم حتي يجلس علي جانب المأذون فقام بالدعس بقوة علي قدم كليهما بغضب شديد فصرخ مازن بألم قائلا
ايه يا عم انت مش تحاسب..
و تحدث أيضا أدهم بصراخ
يخربيتك فرمت رجلي..
نظر على إليهم ببراءة و هو يقول
ايه دا هو انا دوست علي رجليكوا، معلش مخدتش بالي..

و طالعهم يوسف بشماته و هو يقول
اخس عالرجاله، وجعتك اوي انت و هو، انا بقول نرجع في الجواز يا على العيال دي هفأ و هتفضحنا..
على بتخابث
هنشوف الموضوع دا في ماتش البوكس بتاع الليله..
كان كلا من مازن و أدهم ينقلان نظرهم بين على و يوسف و شعرا بوجود خطب ما فقال ادهم لمازن بصوت خفيض
ولا. انا مش مرتاح العيال دي و ماتش بوكس ايه هو احنا فينا نفس..
اجابه مازن بخفوت.

سيبك منهم انا عندي خطة متخرش الميه عشان نخلع منهم و نستفرد بالبنات..
ابتسم كليهما بخبث و توجه يوسف لإحضار روفان التي كانت في غايه الخجل و الجمال أيضا فتأبطت ذراعه لتهل عليهم كالأميرات و هيا تتدلل في مشيتها فما أن رآها أدهم حتي هب من مكانه و توجه إليها يحتضنها بحب و هو يضع قبله فوق جبهتها و على كف يدها و هو يقول بحنان
الف مبروك يا روفي..
ناظرته روفان بحب و العبرات تترقرق في مقلتيها و قالت.

الله يبارك فيك يا حبيبي، ربنا ما يحرمني منكوا أبدا..
ناظرها يوسف و شعر بأن دموعه على وشك بأن تسقط من فرط فرحته بصغيرته التي كبرت فجأة و اصبحت عروس رائعه الجمال و رغما عنه شعر بأنه يريد أن يخبئها في أحضانه لم يطاوعه قلبه بأن يسلمها لرجل آخر فهيا شقيقته و صغيرته و ابنته يغار قلبه كثيرا عليها.

طال احتضانه لها دون كلام ليتفهم أدهم ما يمر به شقيقه فقام بإمساك يد شقيقته و ذهب بها إلي طاوله عقد القران و اجلسها بجانب على الذي كانت دقات قلبه الهادرة تصل إلي أذنيه من فرط التأثر و قد كان مظهرها البرئ الفاتن يثير مشاعره بطريقه إستثنائيه تليق بها كثيرا فعندما يجتمع الجمال مع البراءة بتلك الطريقه فسلاما علي قلب ذلك العاشق المتيم بها..

لم يكد يديه تفارق شقيقته حتي امتلئت بما يحتاجه في تلك اللحظه و كل لحظات حياته حينما اندست زهرة الكاميليا خاصته بين أحضانه و كأنها شعرت بإحتياجه إليها في تلك اللحظه و لبت نداء قلبه الصامت فنظر إلي عينيها بحب و نظرات امتنان فبادلته بحنانها الكبير الذي كان يشع من عيناها و تنافي كثيرا مع وعيدها حين قالت
دا مكاني انا علي فكرة، هاه محدش يقرب منه عشان ميحصلش زعل، ميغركش الطيبه دي انا ساعات الغضب يبقي شرس.

ابتسم يوسف علي كلماتها و قال بمزاح
ماتيجي نشوف الشراسه دي فوق!
خجلت كثيرا من كلماته فقالت بغضب مفتعل
يوسف بطل بقي..
يوسف بتذمر
و يوسف عمل ايه دلوقتي! مش انتي الي بتقولي..
كاميليا بخجل
لا يوسف دا ملاك مابيعملش حاجه خالص..
يوسف بتخابث
طب ما تيجي نوصل مشوار لحد فوق و أنا هعرفك يوسف بيعمل ايه..
لكمته برفق في كتفه و هيا تقول بإرتباك من فرط خجلها
تصدق انا غلطانه اني جيت وقفت معاك اصلا..

اقترب يوسف منها و هو يضع قبله بجانب شفتيها ناظرا خلفها قائلا بمكر
انتي من النهاردة مكانك في حضني و جنبي اصلا..
اقترب مراد الذي كان يشتعل من الغيظ و نظر إلي يوسف قائلا بحدة
مش ناوي تقف جمب اختك يوم كتب كتابها يا يوسف و لا هتفضل لازق هنا..
يوسف بلامبالاة و هو يقرب كاميليا منه أكثر
لا هفضل هنا..

نظرت إليه كاميليا بتأنيب فلم يكترث لها و صارت يداه تتجول فوق خصرها و هو ينظر إلي مراسم عقد قران شقيقته متجاهلا غضب مراد الذي حاولت كاميليا امتصاصه فقالت برفق
بابا عايزين نصور كلنا صورة جماعية بعد كتب كتاب روفان و علي، و لا ايه رأيك يا يوسف؟
يوسف بملل
مابحبش الصور يا حياتي..
كاميليا من بين أسنانها
يوسف..
يوسف و هو ينظر إلي ساعته
نبقي نشوف الموضوع دا..
مراد بغيظ
واد قليل الذوق..

ناظرته كاميليا بصدمه و التفت يوسف إليه رافعا أحدي حاجبيه و هو يقول بإستفهام
نعم يا عمو!
مراد بخبث
بقول يبقي قليل الذوق على لو حضن روفان كدا قدامنا كلنا..
تحول يوسف بلحظه من الجمود و اللامبالاة الي الغضب الشديد و قال بحده
على جثتي يحصل الكلام دا..

انهي كلماته و توجه إلي طاوله عقد القران و ما أن وصل إليهم كانت المراسم في نهايتها فما أن هب على يريد احتضان عروسه حتي تفاجئ بيوسف أمامه يحتضنه بقوة و ياريت بعنف علي كتفه و هو يقول بلهجه تحذيرية
مبروك يا على..
ثم التفت إلي شقيقته و قام باحتضانها و جذبها من يدها و هو يقول
تعالي عشان ماما عايزة تسلم عليكي..
نظر على في إثرهما بصدمه و هو يقول بتحسر
ايه دا و الحضن بتاعي فين!

اقترب منه كلا من أدهم و مازن و و أخذ الثنائي بناظرانه بشماته و قال مازن بتشفي
اتمنتج يا حبيبي، شطبنا يالا علي بيتكوا..
ناظره علي بغضب و قال بوعيد
لا والله طلعلك صوت دلوقتي، فكرك عشان كتبت كتابك خلاص فلت من تحت ايدي، طب ابقي شوف هتتجوز ازاي انت و هو؟
تدخل أدهم بصدمه
الااه طب انا مالي هو انا فتحت بقي و لا مش قادر غير علينا. بس هولاكو الي خطف العروسه منك مش قادر تكح معاه..

تدخل مازن قائلا مؤكدا علي حديث أدهم
اه ياخويا ما احنا الحيطه الواطيه، انا لو منك ادخل اخد البت منه و أقوله عندك دي مراتي و أخدها منه كدا، حتي البت تشوف فيك البطل بتاعها بدل مانتا واقف تتشطر عالغلابه الي زينا..
وافقه أدهم الرأي و قال مؤيدا
عندك حق يا مازن روفان اختي هايفه هتفرح بيه اوي لو عمل كدا..

غلت الدماء بعروق على عند سماعه حديثهم و توجه إلي حيث أخذ يوسف روفان بداخل القصر بعد أن تلقي التبريكات من الجميع فوجدها تجلس مع والدته و اختيه فلمعت عيناه و تناسي غضبه و توجه إليها فما أن أوشك علي الإقتراب منها حتي تحدثت إليه صفيه معاتبه
كدا بردو يا على انا الوحيدة الي مسلمتش عليها و مباركتلكش..
شعر على بالإحرج و توجه إلي صفيه التي عانقته بحب و قالت بجانب أذنه.

حقك عليا يوسف ميقصدش بس انت عارف هو بيحب روفان و بيغير عليها قد ايه، و كمان انت محترم. مش زي السفله الي هناك دول..
تفهم على حديث صفيه و هز رأسه قبل أن يقول بتحسر
طب حتي اباركلها.
صفيه بمزاح
لا في دي عندك حق، اقولك خدها و اقعدوا في الجنينه التانيه..
على و هو ينظر حوله
امال فين هولاكو؟
صفيه بأبتسامه
مشغول مع عروسته متقلقش.

كان راغب يجلس بغرفة مكتبه يتابع سير أعماله علي جهاز اللابتوب ليفاجئه دخول فاتح الغرفه بدون إستئذان ز هو يقول بلهفه
يوسف الحسيني ولع في شقه رائد
هب راغب من مكانه و قال بصدمه
ايه! و رائد جراله حاجه؟
فاتح بنفي
مش رائد الي جراله..
امال مين؟
هند! كانت لوحدها في الشقه و ولعت بيها..

كان رائد ينظر إلي تلك النيران المشتعله بشقته توازيها نيران قلبه عندما هرول الي الداخل بعد أن أطاح بكل من كان يقف بوجهه ليري حبيبته ملقاه بين ألسنه النيران تلتهمها فاندفع غير عابئ بما يصيبه من حروق و قام بإخراجها علي الفور و ما أن وصل إلي الحديقه بالأسفل حتي صُدِم عندما رأي ذلك المظهر أمامه و صرخ بكل ما يحمل من وجع حتي انجرحت احباله الصوتيه
هنددددددددددد.

لاحظ يوسف إختفائها فأخذ يبحث عنها فأخبرته صفيه بأنها كانت تسألها منذ قليل علي دواء للصداع فأخبرته بوجوده في غرفة المكتب فاستغرب يوسف كثيرا و توجه إليها علي الفور فوجدها تتناول أحدي العقاقير و لم تلحظ دخوله الي الغرفه او لنقل أنها تظاهرت بعدم انتباهها له لتجد ذراعيه التي طوقت خصرها بكل حب تحتضنها خافضا رأسه ينثرعشقه بطول عنقها المرمري فشعرت هيت بتيار من الأحاسيس اللذيذة يسري بكامل جسدها حتي تخدرت جميع حواسها من أفعاله العابثه بداية من أنفاسه الملتهبه فوق عنقها الي يديه التي كان يمررها بخفه فوق جسدها الذي أصبح ككتله من النيران المتأججه من أفعاله و كلماته التي جاءت لتطيح بثباتها كليا.

تعرفي اني بعشق كل حته فيكي بشكل مختلف عن التانيه..
كان تنفسها سريعا و كأنها في سباق للعدو فلم تتمكن سوي بأن تقول بخفوت
ازاي؟
يوسف بنفس لهجته المبحوحه
كل حته فيكي ليها طعم مختلف و كل طعم احلي من الي قبله..
اخيرا استطاعت أن تلتفت ناظره إليه بأنفاس مقطوعه و عينان تغلفهما كميه هائله من المشاعر التي كانت اضعافها بقلبه الذي اهتز من نبرتها الرقيقه التي كانت تعزف فوق اوتار رغبته الممزوجة بعشق جارف.

مقولتليش ازاي؟
اقترب منها واضعا قبله متمهله فوق شفتيها العلويه و هو يقول
الموضوع دا عايز شرح عملي مفصل، يعني ادوق و اقولك كل حته طعمها ايه و بعشقها قد ايه..
تنحنحت بخجل قبل أن تقول
مش لازم عملي علي فكرة انت ممكن تقول نظري و أنا هفهم..
ابتسم يوسف علي كلماتها و قال بمزاح
كلامك دا معناه انك مفهمتيش انا اقصد ايه، و بعدين الشرح النظري دا هيبقي في ظلم كبير لفرولتي و أنا مقدرش أبدا علي كدا..

من البدايه تعي ما يذهب إليه بحديثه و لكن كانت القيادة لقلبها الذي نحته جانبا و قالت بدلال راق له كثيرا
فرولتك زعلانه منك و مخصماك..
و كأنه كان ينتظر كلماتها فقام برفعها بيده المحيطة بخصرها و إجلاسها علي المكتب خلفها و هو يقول بصوت متحشرج
و أنا جاهز اصالحها في أي وقت..

انهي كلماته و صار يلتهم ثغرها الشهي بلهفه لم تكن مسبوقه له معها و لكنه كانت علي قدر عشقه لها الذي يزداد مع كل ثانية تمر عليهم فصار ينهل من رحيقها بلا هوادة و يداه تعبث بجسدها بطريقه راقت لها كثيرا حتي أنها كانت تبادله جنونه بطريقه فجرت براكين الشوق أكثر داخله فأخذ يمتص شفتيها بجنون عله يطفئ لهيبه و لو قليلا و لكنه أدرك بأنها تزيده أكثر بل و ينطق جسدها بما لا يفصح عنه اللسان و يطالب بالمزيد و الذي كان هو أكثر من مرحب به في تلك اللحظه ضاربا بعرض الحائط كل شئ و أخذ يزيل عنها كل ما يمنعه عن جنته و ما أن أوشك علي نيل ما يشتهيه قلبه بشده حتي أخرجه من دوامه العشق الجارف تلك رنين هاتفه الملح الذي جعله يعود بقوة الي ارض الواقع و هو يلعن بداخله بكل اللغات ذلك الحظ العاثر الذي يمنعه من أكثر شئ يريده بحياته و هو قربها فاسند جبهته فوق جبهتها و صار يعيد ترتيب ثيابها برفق قبل يضع قبله رقيقه فوق جبينها و أخرى علي باطن كفها و أخيرا استطاع الحديث قائلا بنبرة معتذرة.

أسف..
طالعته بإندهاش قبل أن تقول بلهجه خافته
آسف علي ايه؟
يوسف بصدق
أسف علي كل حاجه بتبعدني عنك غصب عني. بس اوعدك هعوضك عن كل لحظه بعدنا فيها..
فكنت الي معاني كلماته فقالت بلهفه
يوسف!
وضع قبله رقيقه فوق شفتيها قبل أن يقول
هسيبك دلوقتي ورايا مشوار صغير هخلصه و ارجع احكيلك علي كل الي انتي عايزة تعرفيه، بس اوعديني انك متسأليش عن اي حاجه لحد ما ارجع..
سقط قلبها رعبا عليه فقالت بنبرة مرتجفه.

اوعدك، بس انت كمان توعدني انك تحافظ علي نفسك عشاني انا مقدرش اعيش لحظه واحده من غيرك..
اختتمت كلماتها بدمعه يتيمه سقطت من عيناها امتصها بشفتيه التي صارت تضع قبلات الاعتذار فوق ملامح وجهها و قال بحب
من النهاردة مفيش دموع و لا حزن تاني..
كاميليا بإلحاح
اوعدني.
يوسف بحنان
اوعدك اني هعمل المستحيل عشان نكون سوي..

زاد رنين هاتفه فاغلقه قبل أن يقوم بلف يده حول خصرها و وضع الآخري تحت ركبتها و قام بحملها و صعد بها الي الأعلي و فتح غرفته التي تفاجئت كثيرا بأن أثاثها بالكامل قد تغير بغرفه انيقه و جميله للغايه تصلح لعروسين و قام هو بوضعها فوق السرير و وضع قبله فوق جبهتها و هو يقول بحنان
ارتاحي شويه انتي تعبتي كتير النهاردة، عايز ارجع اللاقيكي مفوقالي فاهمه..
كاميليا بحب
فاهمه..

انتزع يوسف نفسه بصعوبه من بين أحضانها و توجه إلي باب الغرفه فاوقفه ندائها الذي جعله يتسمر في مكانه و التف ليجدها تهرول الي ذراعيه ترتمي بها و هيا تعانقه بقوة بادلها هو العناق بأقوي منه و قد كان هذا أكثر ما يمكن تحمله فقال بصوت يكمن بين طياته الكثير من التوسل
كاميليا لحظه كمان و مش هقدر ابعد عنك..
متبعدش!
قالتها بلهفه فقال هو برجاء
عشان خاطري متصعبيش الموضوع عليا اكتر من كدا..

تراجعت كاميليا علي مضض و نظرت إليه بحب و قالت
حاضر..
لمس الرجاء و الألم في صوتها لذلك انسحب فورا قبل أن يستمع لتوسلات قلبيهما بالبقاء معها و أخذ يمني نفسه بأنه تبقي القليل فقط لينهي إنتقامه و يأخذ بثأر والده و ينعم بقربها للأبد..
اجاب علي الهاتف بكلمات مقتضبه
نص ساعه و هتكون جاهزين..
ثم اغلق الهاتف و قام بالعبث به و توجه إلي الأسفل..

في الاسفل كان على ينظر إلي روفان التي تنظر إلي الأرض بخجل و هو يقول بحب
مبروك يا روفانتي..
إجابته روفان بخفوت
الله يبارك فيك..
اقترب على منها و قام برفع رأسها قليلا و هو يقول بمداعبه
عايز اشوف عيونك الحلوين و انتي بتكلميني..
خجلت روفان كثيرا من فعلته و لكن ما أن اشتبكت عيناها مع عيناه لم تستطع أن تحيد بهما عنه و عندها قال هو بحب
بحبك اوي..
روفان بحب
و أنا كمان..

و انتي كمان ايه، عايز اسمعها انتي خلاص بقيتي مراتي، و احنا في بنا وعد
استجمعت روفان كل شجاعتها و أخيرا قررت بأن تفصح عن عشقها له و ما ان همت بالحديث حتي أوقفها رنين هاتفه معلنا عن رساله اغضبه كثيرا توقيتها و لكن ما أن فتحها حتي قال بتحسر
الله يخربيتك يا يوسف..

علي الجهه الأخري كان مازن و أخيرا استطاع أن ينفرد بحبيبته بعيدا عن الأنظار فأمسك يدها يقبلها بحب تجلي في نبرته حين قال
و أخيرا بقيتي مراتي، انا مش مصدق نفسي وربنا..
كارما بخجل
و لا انا، حاسه كأني بحلم..
اقترب منها مازن و حاوط خصرها بيديه و هو يقول بتخابث
طب ما تيجي نشوف كدا دا حلم و لا حقيقه؟

و ما أن اوشك علي إقتناص شفتيها حتي تفاجئ برنين هاتفه الذي جعلها تتراجع للخلف بخجل جعله يلعن بخفوت و اضطر علي الإجابه حتي يتخلص من ذلك الرنين المزعج فما أن أجاب حتي جحظت عيناه بغضب و انهي المكالمه و هو يقول بتحسر
الله يخربيتك يا يوسف..

و في مكان آخر كان أدهم ينظر إلي غرام التي كانت ترسم ملامح الغضب علي وجهها و هيا تنظر أمامها بعد أن ألقت بوجهه خططه الكاذبه فأخذ يحاول مراضاتها بكل الطرق و لم يفلح فاقترب منها يمسك بيدها فحاولت نزعها منه إلا أنه احكم مسكها و نظر إلي داخل عيناها و هو يقول بحب
حقك عليا انا كنت عايز اعمل اي حاجه عشان نتجوز، مكنتش هقدر تضيعي مني..
غرام بغضب.

تقوم تكذب عليا و تجبلي مسدس لعبه تضحك عليا بيه، هبله انا اوي للدرجادي صح..
نظر اليها بكل ما يحمل من حب و قال بصدق
ورحمه ابويا يا غرام لو كان موتي يخليكي تسامحيني لا كنت مموت نفسي و لو كان في أيدي سلاح حقيقي كنت هعمل كدا بردو و يكفيني اني اموت و انتي مسمحاني..
نطق قلبها رغما عنها
بعد الشر عنك ماتقولش كدا..
شعر أدهم بلهفتها عليه التي جعلت قلبه يرفرف من فرط السعادة فقال بلهفه.

طب ايه بقي، فرحي قلبي و قولي انك سامحتيني..
تغلب القلب و الشوق علي جرحها الغائر منه و لأول مرة تشعر بأن أنفاسها اصبحت حرة و لم تعد تؤلمها كما السابق و أوشكت بالحديث و اعلان غفرانها ليأتي ذلك الهاتف الذي أوقفها و جعله يقول بغضب
و دا مين ابن الغتت دا..؟ طبعا هو في غيره.
هكذا تحدث بعدما شاهد هويه المتصل و قام بالإجابه علي الفور لتتحول نظراته من الغضب الي الحسرة و هو يقول
الله يخربيتك يا يوسف..

بعد عدة ساعات كان الأربعه يوسف و مازن و علي وأدهم يرتدون بذلات الغوص و يقفون في إحدي الموانئ و هم ينظرون إلي بعضهم البعض قبل أن يقول على بحماس
جاهزين يا ولاد الحسيني؟
أدهم بقوة
جاهزين يا ابو نسب، يالا بينا
عارضه يوسف و قال بتخابث
لسه ناقصنا واحد!
قطب علي جبينه و قال بإستفهام
ناقصين واحد! مين دا؟
ما أن انهي علي حديثه حتي سمعوا صوت سيارة قادم فابتسم يوسف بمكر قبل أن يشير خلفهم و هو يقول
اهو وصل اهوة..

التفت الجميع فوجدوا مراد يترجل من السيارة و خلفه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة