قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والستون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والستون

التفت الجميع فوجدوا مراد يترجل من السيارة فظنوا أنه الشخص الذي يقصده يوسف و لكنها تفاجئوا حتي وجدوا ذلك الجسد الذي خرج من السيارة يرتدي مثلهم و يتقدم خلف مراد في البدايه كان الظلام يحجب ملامحه و لكن ما أن اقترب منهم حتي صُدِم الجميع و جحظت أعينهم
و خرجت الكلمات من فم الثلاثه في نفس الوقت
رائد!
أضاف يوسف بثقه
الحسيني، رائد الحسيني..

التفت الأنظار إليه و إزداد زهولهم خاصتا عند رؤيته يتقدم منهم بخطوات واثقه و ما أن وصل إليهم حتي قال بهدوء
اهلا يا شباب..

كان مازن اول المتحدثين عندما قال بصدمه
انا مش فاهم حاجه!
و، ى بقي أيده على الرأي حين قال
و لا انا هو انتوا مش لسه كنتوا أعداء من ساعتين..

نظر أدهم الي يوسف و قال بإنفعال
ما تفهمنا يا يوسف..
نظر يوسف إلي ساعته قبل أن يوجه أنظاره الي رائد و هو يقول بإبتسامه
تفهمهم انت و لا اكلم انا..
رائد بحرج
لا خليلك انت الطلعه دي..

يوسف بسخريه
كنت متوقع، خلينا نشوف الي جايين عشانه و بعد كدا هعرفكوا كل حاجه، يالا بينا..

قال جملته الأخيرة بنبرة لا تقبل الجدال فنظر الرجال الي بعضهم البعض بحنق ثم توجهوا خلفه مستسلمين لأوامره فهم لا يملكون وقتا كثيرا لتنفيذ مهمتهم فاقتربوا من الشاطئ و كان يوسف أول من قفز في الماء بعد أن أعطي الإشارة لهم ليقفز خلفه كلا من مازن و أدهم و علي و رائد الذي كان يرتدي بذله غوص مثلهم.

اسفل المياه تحرك الرجال الخمسة في إتجاه تلك السفينه العملاقه و ما أن وصلوا حتي قام يوسف بتثبيت جهاز الأكسجين الخاص به أسفلها و رفع رأسه ينظر إلي الأعلي قبل أن يعطي إشارة كانت عبارة عن ضوء احمر خافت و انتظر حتي أتاه الرد المتفق عليه فقام بإنزال رأسه أسفل المياة مرة آخري و أشار لرائد بأن يتبعه بعد دقيقتان و صعد للأعلي مرة ثانيه و تسلق جسد السفينه الضخم حتي وصل إلي السطح فوجد المكان خاليا الا من رجلان يبدو أنهم من رجال ذلك الحقير راغب فانتظر حتي صعد رائد خلفه و اشار له علي الرجل في الجهه الشمال و توجه هو الي الجهه اليمين بخفه و قام بإخراج ذلك السكين المخبئ في جوريه و بلمح البرق امتدت يده تكتم أنفاسه و بالآخري قطع الشريان النابض في رقبته بسكينه الحاد ليخر صريعا في الحال و كذلك فعل رائد و قام الإثنان بسحب جثث الرجال و إلقائها في الماء ليتوالي الآخرون أمرهم و سرعان ما توجه كلا من يوسف و رائد الي ذلك الشخص الذي قال بلهفه.

راغب قدامه ساعه و يوصل عشان يتمم علي الشحنه دي قبل ما يسلمها. حاولوا تخلصوا في اسرع وقت..
يوسف بإختصار
متقلقش..
رائد بثقه
قبل الساعه هنكون مخلصين.

بالفعل اتجها الي تلك الصناديق التي كان لها تسلسل خاص لا يعرفه سوي رائد و التي كانت تحوي المواد المخدرة التي يهربها ذلك اللعين تلك المرة في مواد غذائيه و يسانده بعض الفاسدين من رجال الدوله من الذي باعوا ضمائرهم بثمن بخس في محاوله لفتحها و العثور علي ذلك السم و بالمقابل صعد كلا من على و أدهم و مازن علي سطح السفينه و وجدوا رائد و يوسف منهمكان في إفراغ بعض الصناديق الذي يحمل أحدي الأرقام المميزة و بالفعل وجدوا بعض الاكياس التي تحتوي علي حبوب مخدرة فنظر يوسف إليهم جميعا و قال بحزم.

قدامنا ساعه واحده عشان نفضي الصناديق من السم دا، رائد هيعرفكوا الصناديق الي فيها المخدرات يالا كل واحد يشوف شغله.

اطاعه الجميع بدون جدال و قام رائد بمساعدتهم في معرفة الصناديق التي تحوي تلك المواد المخدرة و التي جمعوها بأكملها و قبل أن تنتهي الساعه كان الرجال الخمس يقفزون الي الماء بعد أن قاموا بجمع تلك الحبوب قي حقائب ضد الماء و توجهوا حيث ينتظرهم مراد علي الجهه الأخري و انطلقوا الي مكان كان مازن قد قام بتجهيزه مسبقا للتجمع به بعد أن ينهوا خطتهم بنجاح فما أن دخلوا حتي سقط الجميع كلا في مكانه من فرط التعب فقد سبحوا لمسافه طويله ارهقتهم و ذلك المجهود الذي بذلوه في إستخراج المخدرات قد انهكهم بشدة فظلوا لبعض الوقت علي حالهم هذا يلتقطون أنفاسهم الهاربة ثم وقف مازن بمنتصف الغرفه ينظر إلي يوسف الذي كان يجلس علي الأريكه يرتشف بعض المياة من الزجاجه و رائد الذي كان يلقي برأسه الي الخلف بتعب فقال بسخرية.

بعد إذن جناب معاليكوا لو مكنتش هيضايقكوا طبعا نعرف ايه بيحصل من ورانا؟
اعتدل رائد في جلسته و نظر إلي يوسف بمعني ابدأ بالحديث فقال يوسف بملل
مازن مش عايزين افلام قولتلك هحكيلكوا كل حاجه.
أدهم بتهكم
في إنتظار سيادتك عشان تحكي..

اغتاظ يوسف من نبرته و لكنه كان يود أن ينتهي من تلك التمثيليه ليعود الي أحضان حبيبته باقصي سرعه لذا اعتدل في جلسته و قال بفظاظه
ضرب النار الي حصل بيني و بين رائد في الفيلا يوم ما عرفنا أنه اخونا كان اتفاق بيني و بينه..

فلاش باك.

مشهد من الفصل الخامس و الخمسون.

الكلام دا حقيقي و دي صورة قسيمه الجواز الي بتثبت أن كلامها صحيح..

تناولها يوسف و نظر بغموض الي عابد الذي كان يقف صامتا و لم يتفوه بحرف و علي النحو الآخر كان رائد ينظر بجمود حوله غير قادر علي التفوه بحرف فقد تحررت عيناه ببكاء كتمه بداخله لسنوات و صارت شفتيه ترتجف من فرط الصدمه و كان هذا حال الجميع فصار الدمع يتقاذف من الأعين شفقه علي ذلك الذي كان ينظر بضياع اليهم و هو غير مصدق بأن هذا يحدث معه إلا يكفيه ما كان يعانيه طوال حياته حتي تأتي تلك الحقيقه و تقصم ظهره الي نصفين فشعر بأن الدماء إنسحبت من بين أوردته و بأن نهايته أوشكت فأخذ ينقل نظراته من بينهم فشاهد أكثر شئ يبغضه في حياته و هو الشفقه و التي لم يتحملها قلبه فانسحب مهرولا للخارج و في تلك اللحظه أتت ليوسف رساله نصيه علي الهاتف فما أن رآها حتي اسودت عيناه و قان بمهاتفة حرس البوابه و قال بغضب جحيمي.

اقفل البوابه و امسكه لحد ما اجيلك، اوعي يهرب منكوا..

توالت الشهقات خلفه و تلاها الصرخات عندما تقدم الي الباب و هو ينظر أمامه بشراسه ارعبت ناهد التي هرولت تجاهه تقول ببكاء
ارجوك يا يوسف ابني مالوش ذنب ورحمه ابوك اوعي تأذيه كفايه الي شافه طول حياته..

لم يجبها يوسف و لكن ازدادت عيناه قتامه و لم توقفه النداءات خلفه و التي كانت من مازن و على و أدهم و مراد و لكنه صدمهم جميعا حينما خرج و اغلق باب القصر من الخارج و هو يقول بصراخ هز أرجاء القصر
في بينا طار لازم اصفيه..

اندفع الرجال الي نحو الباب. لكنهم وجدوه مغلق فاوقفهم اصوات قفل النوافذ و التي كان الحراس يغلقونها من الخارج بأمر منه ليتوجه هو الي البوابه لملاقاه رائد الذي كان يتشاجر مع الحرس يريد الخروج فجاءه صوت يوسف الغاضب خلفه و هو يقول بشراسه
تروح علي فين قبل ما نصفي حسابنا مع بعض..

التفت رائد بغضب و هو يقول صارخا
ابعد عني يا يوسف وووو
و ما كاد أن يكمل حديثه حتي تلقي لكمه قويه في أنفه جعلت الدماء تخرج من أنفه فانفجر بركان غضبه و كاد أن يرد اللكمه ليوسف و لكن الحراس خلفه قيدوه فقال بصراخ
خلي كلابك يسيبوني يا يوسف يا حسيني و تعلالي راجل لراجل..

يوسف بسخريه
متقلقش هيحصل، دخلوه اوضه الحراسه.

و بالفعل ادخله الحراس الي غرفه الحراسه التي تقع بجانب بوابه القصر و أمرهم يوسف بالخروج و إغلاق الباب خلفهم و ما أن خرجوا حتي قال يوسف
ادينا بقينا راجل لراجل اهوة وريني بقي الي عندك..

اغتاظ رائد من حديث يوسف فاندفع تجاهه ليوجه إليه لكمه قويه تفاداها يوسف بصعوبه و قام بإمساك معصمه و الضغط عليه بقوة و قام ثنيه خلف ظهره ليصرخ رائد ألما و غضبا فجاهد يوسف حتي لا يفلته و قام بصعوبه بإمساك يده الثانيه ليضعها خلف ظهره و تكبيلها و هو يقول بإنفعال
تصدق انك فعلا غبي زي الي رباك..
رائد بصراخ
الي رباني دا احسن منك انت و عيلتك الف مرة..
يوسف بتهكم.

عيلتي دي للأسف تبقي عيلتك انت كمان، و الي انت محموق اوي عشانه دا بيجهز جنازتك دلوقتي.

أوشك رائد على الحديث و لكنه تفاجئ بيوسف يضع الهاتف أمامه يظهر مقطع فيديو لراغب بعد ذهابه و هو يقول لأحد رجاله
جهزلي جنازة تليق برائد الحسيني..

لوهله لم يستوعب ما يحدث أمامه فجأة انقلب كل شئ حوله لم يعد مدرك لأي شئ كان كمن يمسك النجوم بيديه و فجأة تحولت إلي سراب للا شئ عائلته حقيقته حتي اسمه غير حقيقي لم يشعر بنفسه سوي و هو يخر بركبتيه علي الارض ينظر إلي الأمام بضياع فمازال صوت راغب يرن بأذنيه رائد الحسيني، رائد الحسيني، تلك الجمله سمعها كثيرا اليوم و لكن لم يكن لها أبدا هذا الوقع عليه لأن عقله لم يكن يصدقها أبدا و لكن أن ينطقها هذا الذي كان يظنه عمه إذن فهيا صحيحه و عند استيعاب عقله لتلك الحقيقه اغمض عينيه بتعب خرج علي هيئة قطرات من الدمع الحارق الذي كان يكوي قلبه المهترئ.

كان يوسف ينظر إلي تعبيراته و مظهره المحطم بعينان من الفولاذ الذي يختبئ خلفه حزنا عميق علي اخ كان يظنه قبل دقائق عدوه الأكبر. بل و كان ينوي إراقه دمائه تلك الدماء التي تربط بينهم برابطه اقوي من أن يستطع بشر تدميرها فبالرغم من كل ذلك الغضب الهائل بداخله إلا أن قلبه قد رق قليلا من مظهره المدمر بالكامل و لكن لا مجال للبكاء الآن لذا اقترب يوسف منه و جلس علي ركبتيه ليصبح أمامه مباشرة و هو يمسك بكافه يهزة بقوة يتنافي مع ما يشعر به و تجلت في نبرته حين قال.

مفيش وقت العياط و البكي، لو عايز تاخد انتقامك صح يبقي تقوم و تفوق و تعرف مين عدوك الحقيقي. الي حرمك من ابوك و عيلتك السنين دي كلها و كان عايز يدمرهم بيك..

نظر إليه رائد بضياع قبل أن يقول مستنكرا
ابويا و عيلتي! ابويا الي رمي امي و هيا حامل فيا و الي عشت عمري كله فاكره واحد تاني! و لا عيلتي الي ماكرهتش في حياتي قدهم و عشت عمري كله اخطط عشان ادمرها..

يوسف بغضب
لا ابوك الي مات و هو رايح ينقذك انت و امك بعد ما عرف بوجودك و عيلتك الي حتي و انت بتكرههم اكرموك و عاملوك احسن معامله، عارف انا قعدت قد ايه استوعب انك خاين و اديلك بدل العذر الف، دخلت الشركه و بقيت دراعي اليمين و دخلت بيتنا و اعتبرناك واحد مننا و بعد دا كله اتفاجئ انك بتخطط عشان تدمرني ووتدمر عيلتي لا و مش كدا و بس دانتا ابن الي قتلوا ابويا و حرموني منه..

زادت كلمات يوسف من عذابه الذي تجلي بنبرته حين قال.

حرموك منه! والنبي بلاش تتكلم عن الحرمان انت مدقتوش و لا حتي جربت طعمه. خسرت ابوك اه بس كان جمبك جد معوضك عن كل حاجه في الدنيا، كان عندك ام تجري تترمي في حضنها و تطبطب عليك، كان عندك اخوات سند ليك طول حياتك، كان عندك بيت و عيله و أمان، لكن انا مكنش عندي اي حاجه من دي، عشت عمري كله لوحدي مع عم اسوء من الشيطان بشويه، رماني في مدرسه داخليه و كان بييجي كل فين و فين يفكرني بإنتقامي من الي قتلوا ابويا و اغتصبوا امي و موتوها، مشوفتش يوم حلو معرفش يعني ايه فرح. و بعد دا كله يطلع كل العذاب الي عشته دا فشنك و اني كنت مجرد أداة في ايد الحقير دا عشان ياخد بيها انتقامه منكوا، اتحرمت من كل حاجه حلوة في حياتي اتحرمت من أبسط حقوقي في الحياة، اني اعيش.

آلمت كلماته يوسف كثيرا حتي أنها استطاعت أن تنسيه غضبه الكبير منه فقد شعر بالشفقه علي هذا اليتيم المسكين الذي عاش حياة مريرة مع ذلك الحقير الذي كان جل ما يريده أن يقضي علي عائلتهم و خطط بقذارة أن تكون نهايتهم علي يد فرد منهم و لكن العنايه الإلهيه انقذتهم بعد أن كان قاب قوسين أو أدني من قتل أخيه تلك الجمله عندما رنت بعقله ارتجف لها جسده كليا فقام بالإلتفات و التقاط القارورة الموضوعه فوق المنضدة و أرتشف منها عدة قطرات من المياة علها تهدأ من روعه قليلا و ما كاد أن ينزلها حتي رن هاتفه فما أن رآي المتصل حتي اجاب علي الفور ليأتيه الصوت الآخر علي الهاتف مزعورا.

راغب فبرك صور لهند معاك و مع مازن عشان يجنن رائد و ييجي يقتلك. اوعي تأذيه يا يوسف رائد يبقي اخوك.

يوسف بغضب
عرفت كل حاجه..
المتصل علي الجانب الآخر
يوسف اوعي تكون..
يوسف بنهي
محصلش حاجه، ربنا ستر في علي آخر لحظه..
طب خلي بالك رجالة راغب واقفين قريب من القصر و لو رائد طلع سليم هيخلصوا عليه..
يوسف بإنفعال
انت بتقول ايه؟
راغب مرعوب لا رائد يعرف أنه اخوك، و لو رائد طلع من عندك حي هيقتله عشان ميعرفش من هند السكرتيره، هيا بس الي تعرف الحقيقه دي..

يوسف بإنفعال
و ازاي هند تعرف حاجه زي دي و ماتقولش و هيا عارفه الي بيني و بينه..
هند عرفت الكلام دا لما راغب خطفها، قبل كدا مكنتش تعرف حاجه، انا مضطر اقفل دلوقتي خلي بالك رائد لو خرج من عندك راغب هيقتله، الحاله الوحيدة الي ممكن يسيبه فيها هيا لو عرف أنه خلص عليك، عشان وقتها يواجه جدك أنه يبقي ابن عامر، احسبها صح يا يوسف. و شوف هتعمل ايه..

اغلق يوسف الهاتف و هو يغلي من شدة الغضب الي تحول الي رعب و هو يجد رائد يمسك بالسلاح الخاص به و يقوم بتوجيهه الي قلبه فهب يوسف من مكانه ينتزع السلاح منه بعنف قبل أن يقول بغضب
انت اتجننت هتعمل ايه؟
رائد بصوت باهت لا روح به
هعمل الي كان لازم اعمله يوم ما شفت ابويا بيموت قدامي. اكبر غلط غلطتة في حق نفسي اني مقتلتش نفسي وقتها..
امسك يوسف بكتفيه يهزه بعنف و هو يقول بغضب جحيمي.

قد كدا انت ضعيف و جبان، فوووق. ضيعت نص عمرك في انتقام اعمي مالوش اي أساس و بعد ما عرفت حقيقتك بدل ما تنتقم من المجرم الحقيقي الي اذاك و ضيع حياتك جاي عايز تمموت نفسك..

رائد بسخريه
انتقام تاني! لا كفايه عليا اوي كدا، معنتش عايز انتقم و لو ليا حق مش عايزه.

فاجاه يوسف بلكمه قويه في فمه و قام بإمساكه من ياقة قميصه جاذبا إياه و هو يقول بإحتقار.

من كام ساعه بس كنت ناوي افجر دماغك عشان عرفت بعملتك الوسخه لما روحت المستشفي لكاميليا و هددتها أنها تسبني و تتجوزك، بس حظك الي انقذك و عرفنا الحقيقه الي بردو مشفعتش ليك عندي و كنت ناوي اعاقبك علي عملتك السودا، بس لما شوفتك مرمي عالأرض كدا و انت بتحكي قد ايه انت اتعذبت و اتمرمطت السنين الي فاتت دي رنت في بالي جمله زلزلتني في مكاني اني كنت هقتل اخويا، وقتها لعنت راغب دا جوايا الف مرة و حلفت لازم ادوقه العذاب ألوان، بس ضعفك و غبائك و قله حيلتك دي هيخلوني اطلع اسلمك لرجالته و اقولهم ارموه لراغب و قولوله أنه حتي لو من ولاد الحسيني احنا مش عايزينه، و لا لازمنا عيله الحسيني مبتحبش غير رجاله يقدروا يقعوا و يقوموا يقفوا علي رجليهم بدل المرة الف.

صُدِم رائد من حديث يوسف و قال بتلعثم
انا عمري ما كنت هعمل كدا. وقتها راغب كان عايزني اغتصبها زي ما عامر الحسيني اغتصب في امي، و أنا موافقتش كنت هخليها تسيبك و اتجوزها و بعدين أطلقها و بعد كدا رجعت في الفكرة دي و قولتله مش هدخلها أبدا في انتقامي و
قاطعه يوسف بغضب اسود جعل عروقه تنفر و هو يقول من بين اسنانه.

عامر الحسيني مغتصبش حد، انت شوفت بعينك القسيمه بتاعت جوازهم، حسك عينك تقول عنه كدا تاني، و موضوع كاميليا دا بينا لسه مخلصش..
قاطعه رائد بلوعه
انا عمري ما كنت هأذيها، انا الي انقذتها لما كان عايز احمد الي كانت بتشتغل عنده يخطفها و يغتصبها، انا الي اتصلت عليك عشان تروح تنفذها..

قاطعه يوسف بحدة
عارف، هند حكتلي علي كل حاجه..
عند ذكره لإسمها ثار بركان الغضب الكامن بداخله و لكنه كظم غيظه حين قال بمرارة
طبعا، اكيد حكتلك علي كل حاجه ماهي كانت مقضياها معاك، هتخبي عنك ازاي!

يوسف بإحتقار.

طب امك و قولنا القصه كانت مقنعه شويه و صدقت انها ممكن تكون خانت ابوك. انما حتي البنت الي حبتك و سلمتك قلبها بردو هتظلمها، هند الي انت بتتهمها بالخيانه و أنها مقضيها معايا اشرف من الشرف. الحقيقه اني ضغطت عليها انها تساعدني عشان اوقعك و هيا رفضت جدا حتي بعد ما قولتلها اني هسلمها للبوليس بردو فضلت علي موقفها مطلبتش اكتر من أن أمها و إختها يعرفوا انها ماتت عشان ميعيشوش بعارها طول حياتهم بعد ما حضرتك ضحكت عليها، و بالنسبه للصور الي الحيوان دا ورهالك فدي متفبركه، حركه عملها عشان يجننك و يخليك تخلص عليا قبل ما هند تفوق و تقولك أننا اخوات.

جحظت عيناه عند سماعه حديث يوسف فقال بصدمه
هيا هند كانت عارفه أننا اخوات!

الأول مكنتش عارفه، لما حبت تهرب سهلتلها الموضوع من غير ما تكون عارفه اني عارف حاجه و بعد ما هربت بفترة عرفت اني صاحب المكان الي هيا بتشتغل فيه و طلبت منها تساعدني اني اوقعك و هيا مرديتش حتي بعد ما هددتها و بعد كدا سبتها و رفعت الحراسه بتاعتي عنها و في الوقت دا راغب كان بيدور عليها و فعلا لقاها و خطفها و حاول يغتصبها و لحسن الحظ قدرت أنقذها منه في الوقت المناسب، في الوقت دا هيا عرفت أننا اخوات ازاي لسه معرفش دي المعلومات الي عندي..

كان الحديث يقع علي مسامعه كالصاعقه فعل يمكن أن يكون ذلك الحقير حاول أن يفعل هذا مع حبيبته و هو لا يدري شيئا؟ تعرضت لكل ذلك العذاب و الألم وحدها و فوق هذا يظلمها أيضا!
لم يمهله يوسف الوقت للرد و إنما قال بحزم
لسه بردو عايز تموت نفسك؟ هتسيبه يتهنى بحياته بعد ما دمر حياتنا كلنا و انت اولنا؟

ارتسم الظلام بعيناه و تسارعت أنفاسه و احتدت ملامحه قبل أن يقول من بين اسنانه
مش هيلحق يعيش يوم واحد بعد النهاردة، هخلص عليه و اريح الناس من شره و أذاه.

يوسف بحدة
الي بتفكر فيه غلط. الحيوان دا لازم يموت الف مرة مش مرة واحده، و أنا مخططله نهايه اسوء مما يتوقع، هتبقي معانا و لا تختار تكمل لوحدك؟

لم يصدق أذنيه من حديث يوسف هل يعرض عليه أن ينضم إليهم بهذه البساطه؟ و لكن جاءت كلماته التاليه لتمحي دهشته حين قال يوسف مصححا
بدل ما كل واحد فينا في جهه خلينا نحارب سوي احنا هدفنا واحد و كدا نضمن أننا نحاصره من كل الجهات..

لا يعرف هل يفرح ام يحزن هل يرفض أن يقبل فقط عقله مشوش و لكن معرفته بيوسف كل تلك السنوات جعلته يقول بإستفهام
بعد الي حصل بينا دا كله هتقدر تآمنلي تاني؟
توقع يوسف سؤاله هذا و لكنه لم يكن يعلم الإجابه و لا يملك الوقت بالتفكير هل حقا سيثق به؟ عقله أجاب لا و قلبه أجاب نعم لا يعلم اسباب الاجابتين و لكنه قال بثقه
مش هتقدر تغدر بينا..
رائد بسخريه
اغدر بيكوا؟ تقصد مين؟
يوسف بثبات
عيلتك..
رائد بتهكم.

عيلتي! طول عمركوا اعدائي تفتكر دا هينفع يتغير في لحظه كدا..
يوسف بنفاذ صبر
ضيعت نص عمرك تحاول تأذينا عشان المفروض اننا دمرنا عيلتك. دلوقتي بعد ما عرفت الحقيقه انك مديون لينا مرتين مرة عشان احنا عيلتك الحقيقيين و مرة عشان كل الي عملته فينا هتقدر تغدر بينا بردو؟، حدد موقفك عشان معدش فيه وقت يا معانا يا لا؟
نظر إليه رائد بغموض لم يدم طويلا و زفر بتعب قبل أن يقول
مطلوب مني ايه؟

هز يوسف رأسه قبل أن يقول بسخريه
تضربني بالنار!
رائد بصدمه
نعم!
يوسف بملل
مفيش وقت للصدمه لو خرجت من هنا من غير ما تقتلني رجاله راغب هيخلصوا عليك بره..
رائد بعدم فهم
لا معلش مفهمتش يعني اموتك عشان ميموتنيش هو و لا ايه..؟

يوسف بغضب
بقالك سنين بتخطط و ترسم عشان تنتقم مننا و جاي تتغابي دلوقتي! انت هتضرب عليا نار و أنا لازم اتصاب و نوهمه اني بين الحيا و الموت عشان يعرف أننا لسه اعداء، دخولك القصر بالشكل الي كنت جاي بيه دا و خروجك منه علي رجلك دا مالوش غير معني واحد أننا عرفنا الحقيقه و دا الي مينفعش يعرفه الحيوان دا دلوقتي، فهمت و لا لسه؟

بدأ رائد في الإستيعاب لذا أخذ نفسا طويلا و قال
فهمت، يعني المطلوب اني اضربك بالنار عشان راغب يعرف اني ضربتك بالنار و اقدر اخرج من هنا حي بس اضربك في أي مكان ميكونش حيوي عشان متموتش صح كدا..!

يوسف بنفاذ صبر
اسم الله عليك، خلي بالك انت هتهرب من هنا في أي مكان غير الي هند موجودة فيه عشان هيفكر انها اكيد اول ما تفوق هتقولك و ممكن يخلص عليكوا سوي.

شعر رائد للحظات بالفرح لإهتمام يوسف بسلامته و امنه و لكنه نفي هذا الشعور الذي انبثق للحظه داخله و قام بالتحمحم قائلا بخشونة
متقلقش، دلوقتي انا هضربك في كتفك الشمال يعني كأني جيت اضرب عالقلب و انت اتحركت، بس ممكن تتفهم ان دا تمويه..؟

يوسف بتفكير
نفذ انت الي عليك و سيب الباقي عليا..
بالفعل تراجع رائد بضع خطوات قرب النافذة و أخذ ينظر إلي السلاح في يده و ينقل بصره بينه و بين يوسف الذي استطاع بصعوبه إخماد هاجس الشك الذي راوده عن احتمال غدر رائد به في تلك اللحظه و لأول مره بحياته يشعر أنه تسرع في قراره بالوثوق به خاصتا عندما طال انتظاره و لكنه جاءت كلمات رائد له لتمحي كل هذا الشك حسن قال بصدق.

بالرغم من كل كرهي ليك و لعيلتك زمان الا اني متخيلتش أبدا اني ممكن ارفع سلاح عليك، حتي لحد اللحظه الي جيتلك فيها من شويه و قولتلك هقتلك متخيلتش اني ممكن اعمل كدا، مش هقدر يا يوسف..

ابتلع يوسف ريقه بصعوبه فقد شعر بغصه في حلقه تمنعه من التنفس فقد اشعرته كلماته بعمق ما يربط بينهم بالرغم من كل تلك المآسي و الأكاذيب و الخدع و لكنه تجاهل ما يشعر به و قال بأمر
انا الي بقولك اعمل كدا، يالا عشان معدش قدامنا وقت..
رائد في محاولة لإقناعه
انا ممكن اهرب منهم يا يوسف بسهوله من غير كل..

قاطعه يوسف بصراخ و هو يقلب الطاوله أمامه و هو يقول
اخرس، نفذ الي قولتلك عليه..

قال جملته الأخيرة بهسيس اشعره بأن هناك شئ خطأ أو بأنهم مراقبون فتراجع للخلف و قام بأخذ نفس طويل قبل أن يجبر نفسه و يرفع سلاحه و قد تجلي الصراع الذي يدور بداخله في عيناه لتأتيه نظره تحذير من يوسف فقام أخيرا بالضغط. علي الزناد لتنطلق الرصاصه تصيب كتف يوسف الأيسر و بعدها قام بكسر زجاج النافذة و الهروب منه مستقلا سيارته مهرولا باقصي سرعه.

باااااك.

نظر الاربعه رجال الي بعضهم البعض بزهول غير قادرين علي إستيعاب كلمات يوسف فدام الصمت لثوان قبل أن يتحدث أدهم الذي قال بإستنكار
يعني حضرتك تتفق معاه يضربك بالنار عشان تسبكوا اللعبه و سيادته يهرب و احنا نموت من الرعب عليك و في الآخر تطلع كلها لعبه انتوا بتستهبلوا صح؟

يوسف ببرود
حط نفسك مكانا في الوقت دا و لو لاقيت حل احسن قولنا عليه يمكن احنا مبنفهمش..
اغتاظ أدهم من نبرته الجليدية و كذلك مازن الذي قال بإنفعال
طب و بعد كدا يا يوسف ليه مقولتلناش؟
يوسف بهدوء
كل حاجه اتلخبطت وقتها يا مازن و الي حصل بعد كدا لخبطها اكتر اكيد مش قاصد اخبي عليكوا يعني..

تدخل على مهدئا للآجواء قليلا
خلاص يا جماعه اكيد يوسف ميقصدش يخبئ عليكوا، ( ثم وجه أنظاره الي يوسف قائلا ) يعني ضرب النار الي كان من شويه في الفرح دا تمويه و اتفاق بينكوا؟
تحدث يوسف قائلا بحنق
لا دا كان غباء من البيه
كان يشير بحديثه الي رائد الذي قال بحرج
مكنش قدامي غير كدا عشان نكمل التمثيليه للآخر. خصوصا بعد ما اتأكدت أن هو الي زاقق نيفين عليا..

برقت عينا الثنائي أدهم و مازن الذي قال بإستفهام
نيفين! و دي مالها و مالك اصلا و
اجاب رائد ببساطه
راغب باعتهالي يوم ما ضربت يوسف بالنار في الفيلا عشان تراقبني إذا كنت عرفت حاجه و لا لا و تنقله اخباري..

أدهم بإندهاش
لا معلش فهمني الحته دي، يعني راغب زاقق نيفين عليك عشان تنقله اخبارك يعني هيا عايشه معاك ولا ايه؟
اجابه رائد قائلا.

لما خرجت من الفيلا يوسف قالي متروحش علي المكان الي فيه هند عشان اكيد اول ما تفوق هتقولك أن انت و يوسف اخوات و وقتها ممكن راغب يحاول يقتلها أو يقتلكوا انتوا اللتنين فطلعت علي بيت ليا في الجبل تقريبا محدش يعرف مكانه بس اكيد رجاله راغب الي كانوا مراقبيني و أنا خارج من عندكوا عرفوه و بلغوه بيه بالليل لاقيت الباب بيخبط و كانت نيفين في البدايه استغربت و قولت اشوف آخرها ايه دخلت و سألتها عرفت مكاني منين قالتلي انها كانت واقفه قدام باب القصر وقت الي حصل و جت ورايا عشان اساعدها تنتقم من عيلة الحسيني و لما حست اني مقتنعتش قعدت تحلف أنها مبقاش ليها حد و أن سميرة غدرت بيها و سابتها و راحت لعشيقها و اني أملها الوحيد، ( صمت لثوان قبل أن يقول ) و لما ضغطت عليها قالتلي أن يوسف هو إلي باعتها..

قاطعه يوسف مستفهما
يعني ايه ضغطت عليها!
اجابه رائد مطمئنا
متقلقش انا خوفتها بس، بس كنت شاكك في حاجتين أما أنها قالتلي كدا عشان اسيبها أو أن راغب إلي باعتها و بتعمل تمويه بس اتأكدت النهاردة الصبح أن هو إلي باعتها..
تحدث على الذي كان صامتا منذ البدايه
اتأكدت ازاي؟

صمت رائد يتذكر ما حدث صباحا.

فلاش بااك.

دخل رائد الي الصاله المتخصصه للطعام فوجد نيفين تقف أمام النافذة تمسك بهاتف محمول و تتحدث بصوت خفيض لم يستطع سماع منه سوي كلمات بسيطه قالتها قبل أن تغلق
حاضر هقوله، سلام دلوقتي عشان ممكن يصحي في اي لحظه. لو في جديد هبلغك.

تراجع رائد للخلف خطوتان و تعمد إصدار صوت يشير إلي أن قد استيقظ للتو فالتفت هيا حول الموقد تتظاهر بأنها منشغله في إعداد الطعام بعد أن اخفت للهاتف جيداا في ملابسها و ما أن دخل حتي قالت متفاجئة
رائد انت صحيت؟
رائد بسخريه
لا لسه نايم.
بلغت كلماتها اللاذعه لتقول بإبتسامه مفتعله
طب انا جهزت الفطار يالا عشان نفطر سوي..
لم تفارق السخريه عيناه وهو يناظرها بإستهزاء قبل أن يقول بتهكم.

دور ست البيت دا بلاش منه عشان مش لايق عليكي..
اعتادت نيفين من لهجته و قالت بحنق
الحق عليا اني بعاملك زي البني آدمين و مجهزالك فطار..
رائد بتهديد
لسانك هقطعهولك لو مغورتيش من وشي..

التقط زجاجه مياة من الثلاجه و تباطئ قليلا في مشيته ينوي المغادرة لتوقفه كلماتها المنفعله و هيا تقول
بتشطر عليا انا صح، طب خد القنبله دي يوسف الحسيني فرحه النهاردة، و عامله في القصركمان. عايش حياته عادي مع الست هانم بتاعته، و لا هامه حاجه ولا حد.

قالت الأخيرة بصراخ فقد كان خبر زفافه كالشرارة التي اشعلت فتيل غيرتها و تجلت علي ملامح وجهها فحين التفت تجاهها توقف رسم ملامح الغضب علي وجهه و لم تخل منه نبرة صوته حين قال بصوت مرعب
جبتي الكلام دا منين؟
ارتجفت نيفين من نبرته و ملامح وجهه المخيفه فقالت بتلعثم
انا اتصلت علي القصر و عرفت من الخدامين هناك.

كان ممسك قارورة المياة بين يديه فقام فجأة بإلقائها حتي اصطدمت بالحائط بجانبها فتنتثرت محتوياتها في كل مكان و هو يقول بصوت مرعب.

ابن الحسيني بيتحداني، انا هقلبهالو جنازة..

باااااك.

اختتم رائد حديثه قائلا
كان لازم اعمل الفيلم دا خصوصا أني حسيت أنه بيتحداني يعني لو عرفت و سكت اكيد هيشك، انما لو عملت كدا يبقي احنا زي ما احنا. و البت دي كانت طول الوقت مرقباني كل حاجه جت و را بعضها..
زفر ادهم بحدة قبل أن يقول بغضب.

الحيوان دا لازم نخلص عليه في اقرب وقت، احنا مش هتفضل طول عمرنا في الافلام دي..

يوسف بحنق
هيحصل قريب اوي أن شاء الله بس لازمله نهايه تليق بوساخته، و تشفي غليلنا منه..
اخير تحدث مراد الذي كان صامتا يكظم غيظه طوال الحديث ليهب قائلا بتهكم غاضب
خلصتوا كلامكوا و خططكوا و افلامكوا و لا لسه في حاجه تاني؟

نظر الجميع إليه بصدمه فقد كان يناظرهم بغضب شديد غير متوقع فكان اول المتحدثين يوسف إلذي استطاع تجاوز صدمته متفهم لاندفاع مراد لذا قال بمسايسه
عمو مراد، انا عارف انك ليك حق تتضايق بس انت شايف الأوضاع الي بنتحط فيها مفيش حاجه كانت بإيدينا..

صاح مراد بغضب
اوضاع ايه يا يوسف إلي تخليك تحطنا في موقف زي دا بلاش احنا كاميليا الي كانت هتموت من الرعب عليك متخيل موقفها لما تعرف الحقيقه هيبقي عامل ازاي؟ بلاش كاميليا جدك الي روحه فيك عارف أنه كان ممكن يقع وسطنا من رعبه لتروح منه، ازاي مفكرتش فيهم؟
يوسف بغضب.

لا فكرت. و عشان فكرت فيهم عملت كدا، شوفت حالة جدي بعد الي حصل دا عامله ازاي و إحساسه بالذنب أنه هو السبب في كل الي حصل لولاده، لو كان راغب قتل رائد في اليوم دا كان دا الي هيقضي عليه فعلا، تخيل بقي انت إحساسه ايه لما يكون السبب في موت حفيده الي هو بردو السبب في تدمير حياته، عارف أنه غلط بس اهون من غلط تاني اكبر، انا كل يوم ابص في عين جدي الاقي ندم و اعتذار و حزن كبير اوي، حزن مش هيمحيه غير أن كل دا ينتهي و يشوف عيلته متجمعه حواليه و كلهم بخير و أولهم رائد. الي انا متأكد أنه لو شافه دلوقتي اول حاجه هيعملها هياخده في حضنه، عشان دا دمه جدي كل الي يفرق معاه ولاده و أحفاده اي حد تاني لا و اديك شوفت لما عرف أن كاميليا بنتك مشاعره اتحولت ميه و تمانين درجه ناحيتها، و نفس النظام رائد بس مش قادر يقول عشان الي حصل، فكر انت يا عمي و لو لاقتلها حل تاني غير الي عملته قولي..

كلمات يوسف اقنعته بشكل كبير و لكن كل هذه الأوضاع ارهقته كثيرا فجعله يقول بغضب.

و افكر ليه كفايه انتوا بتفكروا، انا بكلمك ليه اصلا كل واحد فيكوا عارف هو بيعمل ايه..

تدخل على محاولا تهدئه الموقف
اهدي شويه يا عمو مراد، يوسف كان قصده يحمي الكل و دا كان احسن الحلول رغم من أضراره..
مراد بانفعال
اضرار ايه هما دول بيفكروا في اضرار دول كل واحد ماشي بدماغه مبيفكرش غير تحت رجليه و احنا الي بندفع التمن، اقولكوا انا سايبكوا و ماشي فكروا و خططوا براحتكوا..

خرج مراد و تركهم ينظرون إلي بعضهم البعض و كلا منهم يفكر فيما حدث معهم و كل تلك الحقائق التي تكشفت فجأة و قلبت عالمهم رأسا علي عقب، كان أول المتحدثين رائد الذي قال بحرج
اسف علي كل الي حصل، انا السبب في اللخبطه دي كلها.

قاطعه يوسف قائلا بنفي
الموضوع براك خالص، انت ملكش دخل في حاجه..
قطب رائد جبينه و قال بإستفهام
تقصد ايه؟

نظر يوسف بإستفهام إلي مازن و أدهم اللذان كانا مرتعبان من أن يفصح مراد عن خطتهم الحمقاء و جاء حديث يوسف الاخير ليزيد من رعبهم اكثر عندما قال بنبرة ذات مغزي
انا عارف عمو مراد كويس، اكيد في حاجه تانيه حاصله مخلياه يقول كدا. و لا انتوا ايه رأيكوا؟

ارتبك الإثنان امام سؤال يوسف الذي شك بأمرهما و هذا الصمت المطبق أمام حديث مراد بالرغم من أنه توقع العكس و لكنه شعر بوجود خطب ما هو لا يعرفه فأخذ ينظر إليهم بترقب ينتظر إجابتهم علي سؤاله و لكن هب أدهم من مكانه و هو يجاهد إلا يرتبك أمام نظرات يوسف الثاقبه فقال بنفي
مفيش حاجه احنا بردو مصدومين من كلامه زينا زيك..

و أضاف مازن مؤكدا علي حديث أدهم
أدهم عنده حق احنا منعرفش حاجه اكتر من الي انت تعرفها هو بس تلاقي أعصابه تعبانه من الأحداث الأخيرة.

شاطره أدهم الرأي حين قال بإندفاع
اه بصراحه كلنا اعصابنا تعبانه انا بقول نروح نرتاح، عشان نعرف نفكر صح و نشوف هنعمل ايه في الي جاي..

سانده مازن في الحديث حيث قال بلهفه
ايوا بالظبط كدا كلنا اعصابنا تعبانه و عايزين نروح نرتاح و كفايه اليوم الي انضرب دا و لا ايه يا علوه.
نظر إليها على بإحتقار قبل أن يتمتم قائلا
اوباش..!

ابتسم رائد علي مزاحهم و لكن يوسف لم تهتز ملامحه خاصتا عندما تحجج الإثنان بالتعب و قاموا بالإنصراف و تركهم دون معرفه ما الخطوة التاليه فما أن خرجوا حتي قال يوسف بفظاظه
اللتنين دول وراهم مصيبه و لازم اعرفها في اسرع وقت.

شاطره على الرأي قائلا
عندك حق شكلهم مش مريح، المهم يالا عشان نروح مدام خلصنا الي جينا عشانه..
تحدث رائد أخيرا قائلا
طيب انا همشي انا كمان علشان مينفعش اتأخر اكتر من كدا.

عايزة بعدم فهم
تتأخر علي ايه؟
يوسف بتهكم
يتأخر عالمشرحه..
ذُعِر على من حديث يوسف و قال بصدمه
انت بتقول ايه يا يوسف؟ ( ثم وجه أنظاره الي رائد و هو يقول ) الكلام دا بجد؟

ابتسم رائد علي مظهر علي المصدوم و قال
للأسف بجد، انا هخلع انا و يوسف هيفهمك علي كل حاجه..
هب يوسف من مكانه و قال بخشونه
رائد آخر مرة تتصرف من غير علمي. مش عايزين الدربكه دي تحصل تاني. في ناس تانيه ملهاش ذنب تتأذي حتي لو كنت حاسب كل خطوة كفاياهم بهدله معانا لحد كدا..
رائد بإذعان
خلاص يا يوسف الي تشوفه..

يوسف محذرا
و نيفين يا رائد. مش عايزين نأذي حد حتي لو هيا تستاهل الحرق بس احنا مش كدا..
رائد بملل
خلاص يا يوسف، قولتلك كنت بخوفها بس، لكن اصلا انا لو اطول ارميها في الشارع هرميها.

عقابها انها تكون مع واحد زي راغب و واحده زي سميرة، أما احنا مش عايزين نوسخ أيدينا..

انصرف الثلاثه كلا الي طريقه و اخيرا وصل يوسف إلي القصر بعد هذا اليوم الشاق المليئ بكل تلك الازمات و المواجهات و بداخله يتلهف لرؤية حبيبته حتي يرتاح معها و لو قليلا فصار يصعد درجات السلم بلهفه شديدة و يسبقه قلبه اليها فما أن دخل الغرفه حتي وجدها تغرق في الظلام الا من ضوء خافت بجانب الأريكه التي كانت تجلس عليها حوريته الجميله و التي ما أن رآها حتي شعر بقلبه يتضخم من فرط الإشتياق إليها و قد كان يحلم بتلك اللحظه منذ أن تركها قبل عدة ساعات. يحلم بلحظه عودته إليها و أن ترتمي بين ذراعيه لتطيب بها اوجاعه و يثلج بها صدره الذي ضاق ذرعا بكل ما يحدث حوله و كأنها شعرت بما يدور بخلده حتي اندفعت بقوة ترتمي بين ذراعيه تعانقه بشده و هيا تقول بلوعه.

يوسف، أخيرا جيت.

فقد كانت تحسب الدقائق في غيابه و بداخلها الف شعور من القلق و الخوف و الإشتياق و لم تصدق أذنيها عندما سمعت صوت سيارته تدخل من البوابه فاندفعت تنظر من الشرفه حتي وجدته يترجل منها فنحت القلق جانبا و تسيد الأشتياق الموقف فصارت دقات قلبها تهدر بفرح و ترقب لقدومه و اندفعت هيا الي طاولة الزينه الخاصه بها تضع بعض رشات من عطرها المميز و لمسات بسيطه من الزينه الخاصة بها و لإنها جميله اكتفت بلمسه من كحلها الذي أتقن إبراز جمال عيناها فثارت أنوثتها و أعلنت رجولته إستشهادها أمام تلك الفاتنة التي جعلت الدماء تهدر في عروقه فقام بوضع يده أسفل ظهرها و الآخري تحت ركبتها و قام بثنيها و حملها بلهفه و هو يتوجه الي مخدعه و هيا مازالت متعلقه بعنقه و كأنها لم تصدق الا الآن بعودته سالما و لكن جاءها صوته الأجش بعد أن جلس علي السرير و اجلسها علي ساقيه و يده تحاصر خصرها.

بصيلي.

رفعت رأسها تناظره بعشق غير قادره علي إخفاءه فنظر إلي عيناها بشوق كبير و هو يقول بصوت مبحوح
مش مصدق انك أخيرا في حضني..

أسندت جبهتها فوق جبهته و قد أطلقت تنهيدة إرتياح و هيا تقول بخفوت
و لا انا مصدقه، انا كنت بعد الدقائق و الثواني عشان تيجي و اخدك في حضني..
شدد يوسف من إحتضانها و هو يمرر أنفه فوق وجهها و شفتيه تضعان القبل العاشقه فوق ملامحها و هو يقول بخفوت
انا بقي كنت عايز آجي علشان انفذ وعدي ليكي..
قطبت كاميليا جبينها و هيا تقول بتساؤل
وعد ايه؟

قام يوسف بعض شحمه أذنها عضه خفيفه دغدغت حواسها و جعلت تيار كهربائي يسري في اوردتها و خاصة عندما قال بمداعبه
وعدتك اني هدوق الفراوله و اشرحلك كل حته فيها طعمها ايه و بعشقها قد ايه؟ و أنا ناوي النهاردة انفذ وعدي، و لا ايه
كانت كلماته لها وقع الانغام علي جسدها الذي كان يحترق بفعل تلك العواطف التي كان يثيرها بداخلها و التي جعلتها تتخلي عن خجلها قائلة بنبرة خافته مثيرة.

مفيش ايه، عايزاك تشرحلي كل حاجه بالتفصيل..

شعر بتلك اللحظه بأنه حتي أن أخبرها بأنه يعشقها لا يعطيها حقها لذا اختار أن يترجم عشقه لها بالأفعال فحملها برفق و وضعها علي السرير و هو ينحني فوقها يقوم بتقبيل كل ما تقع عيناه عليه من تفاصيلها الرائعه
بداية من شفتيها التي وضع فوقهم قبله قويه متعطشه و اخذ ينهل من رحيقها حتي شعر أنه قد ثمل فقام برفع رأسه قليلا حتي يتثني له رؤيه عيناها و قال بصوت مبحوح.

دول بقي منبع هلاكي، بحس في كل ثانيه اني عايز ادوقهم و اقطف الفراوله الي فيهم دي..

خفض رأسه و صار يقرن كلماته بأفعاله العاشقه و أخذ يمرر قبللته فوق ملامح وجهها و مع كل قبله كان يضعها كان يخبرها عن مدي عشقه لها فعندما وصل إلي عظمة الترقواه خاصتها رفع رأسه و نظر إليها قائلا بوله
انا بعشق المكان دا اوي بحس أنه بدايه جنتي معاكي.

أخذ يمرر شفتيه فوقها و لسانه يرسم دوائر دغدغت عظامها و اخذت تسحبها الي دوامات من العشق الذي يعصف بكامل جسدها خاصتا عندما وصل إلي مقدمه صدرها و أخذ ينهل من شهدها بكل ما أوتي من طاقه حتي تحول بياضها الي اللون الوردي المثير و رفع رأسه حتي يتثني له رؤيه عيناها التي تكاذ تذوب من فرط السعادة معه و التي كانت اضعافها بقلبه فقال بنبرة مثيرة ارهقتها كثيرا.

هنا بقي اجمل طعم دوقته في حياتي. و اكتر مكان بيستفزني لما بشوفه بحس أنه بيقولي اتحداك تقدر تقاومني..

انتهي من إعطاء كل إنش بها حقه في العشق قولا و فعلا و صارت يداه تتجول بحرية فوق ساحه جسدها الذي أصبح خريطه لأفعاله الجنونيه معها و الذي كان يطالب بالمزيد من عشقه و هو لم يبخل عليه أبدا فأخذ يضخها كل ما يحمله بقلبه من مشاعر تخطت حدود قلبها الذي كان يطلق آهات العشق و كأنه يعزف اروع سيمفونيه قد سمعها بحياته و استمرت معركتهم الممتعه حتي ساعات الصباح الأولي و التي شملت كل ركن بالغرفه فقد كان يود أن يعوض كل تلك السنوات التي كان الشوق رفيقه في لياليه الطويله بدونها و لكنها الآن معه و هو لا ينوي تضييع دقيقه واحده بدون أن يستمتع بوجودها معه هكذا كان يفكر عندما قام بالعفو عنها أخيرا و الإشفاق علي جسدها الضعيف عندما أسندت رأسها علي كتفه و المياه تنهمر فوقهما في المسبح الخاص بغرفته فشعر بأنها لم تعد تتحمل جنونه أكثر من ذلك فقام بحملها و تجفيفها بالمنشفه و وضعها فوق السرير و اندس بجانبها يحتضنها و لأول مرة يشعر بالإكتمال الذي جعله ينام قرير العينان مرتاح البال فما الذي يحتاجه أكثر من وجودها بين أحضانه..

جاء الصباح سريعا او هكذا ظنت كاميليا التي استيقظت عندما تسلط عليها شعاع الشمس الذي دخل من شرفه غرفتها ليرسم اجمل لوحه قد يحلم بالأستيقاظ عليها فقد كانت كمن رسمت أشعتها الصفراء فوق شعرها البني الذي يزين وجهها الابيض المطعم بحمرة فاتنه علي خديها الشهيين و شفتيها الرائعتين المتورمتان بفعل جنونه معها أمس فقد كان مشهدها فاتن للغايه جعلت عيناه تناظرها بعشق ارتسم بزرقاوتيه التي تخفي خلف هدوئها نارا تأججت لأجل تلك الفاتنة التي لو ظل الف عام يطالعها لن يمل أبدا..

اكتملت اللوحه البديعه حين فتحت كاميليا عيناها لتتوهج عند اصطدامها باشعه الشمس التي جعلتها تجفل و قامت بوضع يدها فوق عينيها تحميها منها لتمتد يده تمسك بكفها و تقربه من فمه ليضع قبله حانيه فوق باطن كفها و هو يقول بصوت خافت مثير
فتحي عنيكي خلي الشمس بتاعتي تنور..

خجلت كاميليا من كلماته كثيرا و خاصتا و هو يناظرها بنظراته العاشقه تلك و هيا تلتف بذلك الشرشف الأبيض الذي يحاوطها من كل الجهات لم يكن يظهر منها سوي كتفيها و إحدي ذراعيها و لكنها شعرت بأن عيناه الماكره تلك تجردها من كل شئ لذا اخفضت عيناها و قالت بخجل
نمت كويس.

تنفس يوسف بإرتياح و قام بجذبها الي أحضانه و هو يقول بسعادة
انا عمري ما نمت كويس زي امبارح، مش مصدق انك خلاص في حضني من غير اي حواجز و لا مشاكل أخيرا مفيش بينا غير حبنا و بس..

شعرت كاميليا بتأنيب الضمير فهيا قد عاهدته و لا يمكنها أن تكسره مرة آخري حتي و إن كان الأمر بسيط فيجب عليها أن تخبره و قررت أن تستمع لإحدي نصائح خالتها فاطمه التي كانت تقولها لغرام ذات يوم.

فلاش باك
يا هبله اتجوزيه و ربيه بعد كدا براحتك..
غرام بغضب
لا اربيه الأول..
فاطمه بغضب
قصدك تطفشيه، يا بنتي جوزك في حضنك تربيه و تعلميه و تعوديه هيبقي زي العجينه في ايدك تشكليها زي مانتي عايزة، انما و هو بعيد كدا هيزهق و يطفش..
بااك.

اندفعت كاميليا قائله بإندفاع
يوسف الصراحه في حاجه انت لازم تعرفها..
صُدِم يوسف من حديثها خاصتا عندما اعتدل و نظر اليها وجد ملامحها يرتسم عليها الرعب فدب القلق في قلبه و قال بترقب
في ايه يا كاميليا؟

عندما رأت تحول ملامحه ندمت علي تسرعها و لكن سبق السيف العزل فهاهو يحثها قائلا بغضب
كاميليا ردي عليا ساكته ليه؟

كاميليا بتلعثم
بص. انا. انا هقولك بس. بس انت توعدني انك تكون هادي و متعصبش نفسك..
زاد غضبه كثيرا فقال بإنفعال
كاميليا متختبريش صبري اكتر من كدا و قولي في ايه..

لم تجد مفر من الحديث الذي خرج من بين شفتيها دفعه واحده
أدهم و مازن السبب في حادثة الاسانسير الي حصلتلي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة