قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والخمسون

تذوقت الكثير من الخيبات التي كنت دائما ما اقتنع نفسي بأنها مجرد خسائر لا اكثر، إلي أن اتت تلك الأخيرة لتصنع ثقب كبير في منتصف قلبي عاجز للآن علي إصلاحه...

جحظت عيناه عندما نظر إلي تلك النائمه علي سريره بغرفته و التي لم تكن سوي معذبة قلبه التي فارقته دون أي وداع و جعلته يجن من آلام فقدها فاقترب منها بخطا سلحفيه الي أن وصل إلي مخدعه ينظر إلي صفحه وجهها البريئه و الشاحبه أيضا و كأنها تروي بصمت عن مدي المعاناة التي تذوقتها منذ أن فارقته فامتدت يداه تلمس ملامحها برفق شديد و لسانه يردد بثقل نابع من ذلك الثقل الماثل علي قلبه
هند!

كانت تبدو و كأنها في عالم آخر غير شاعره بشئ مما يدور حولها مما جعل قلبه يرتعب من عدم تجاوبها لمحاولاته في ايقاظها فقام علي الفور بمهاتفه طبيب الفندق و الذي قام بفحصها ليخبره بأنها نائمه بفعل منوم قوي قد تناولته و أنها قد تستيقظ في غضون يومين..

لم يستطع عقله إستيعاب كل تلك الصدمات التي حدثت بدأً من ضياع الصفقه من بين يديه الي حديث يوسف لهروب فايز و أخيرا وجودها هنا شعر و كأن عقله سوف ينفجر فكل تلك المؤشرات تؤدي إلي نتيجه مريعه و هو أنه كان بيدق في لعبه يوسف الحسيني الذي يبدو و كأنه هو من كان يخطط للإيقاع به و عند تلك الخاطرة قام بضرب الطاوله أمامه بكل ما يمتلك من غضب لتنقلب و تتناثر تلك الأغراض الموضوعه فوقها و أخذ يدور حول نفسه في الغرفه و هو يزمجر بغضب ليأتيه اتصال من آخر شخص يريد محادثته في هذا العالم و لكنه الوحيد القادر علي مساعدته في تلك الظروف فقام بالإجابه علي الهاتف ليأتيه صوت راغب الغاضب و الذي قال بصراخ.

أخيرا البيه أتنازل و رد عليا..
رائد بإنفعال
عايز ايه
راغب صارخا
عايز ايه ضيعت كل حاجه بغباوتك و كمان بتبجح..
حاول رائد أن يجعل صوته ثابتا فقال بإستفهام
تقصد ايه
راغب بإستنكار.

انت هتستهبل فاكرني معرفش الي حصل الكلب الي اسمه فايز طلع موالس مع يوسف الحسيني، و مسلمك ليه و بدل ما تخطط عشان تنتقم منه كان بيخطط هو عشان يوقعك، شفت غبائك وصلنا لأيه كل حاجه ضاعت و انكشفت عنده و بقيت كارت محروق، ضيعت كل التخطيط الي بقالي سنين بخططله عشان اوقعهم، انت غبي و فاشل..
لم يتحمل رائد ذلك للتأنيب الاكثر من مؤلم بالنسبه اليه فقال بإنفعال
اخرس، انا عارف هعمل ايه و تخطيطاتك دي اتحرق بيها.

راغب بغضب جحيمي
يا ناكر الجميل بعد كل الي عملتهولك بتقولي كدا، هقول ايه مانت غبي قعدت تقولي هنتقم بطريقتي و سبت البت تفلت من ايدك و دلوقتي كمان بتقاوح و مكمل في غبائك ماشي يا رائد انا هوريك..
قام راغب بإغلاق الهاتف و قال بصراخ موجها حديثه لفاتح
تعمل الي هقولك عليه بالحرف الواحد..
فاتح بإحترام
تحت امرك يا باشا..

اغلق يوسف الخط و التفت ليتفاجئ بها تقف أمامه تناظره بصدمه و قد كانت ملامحها جامدة كما يدل علي أنها قد سمعت محادثته مع رائد لينظر إليها بخيبه امل وصلتها علي الفور لترتعب من أن يكون اسوء مخاوفها قد تحقق بالفعل و في تلك اللحظه نبض قلبها بعنف ناتج عن خوفها و قد كانت نظراته الغامضه غير مطمئنه علي الأطلاق فحاولت رسم قناع من الجمود و هيا تقول
كنت بتكلم مين
رقع يوسف إحدي حاجبيه قبل أن يقول بسخريه.

ايه انتي مسمعتيش المكالمه
كاميليا بحذر
مش كلها!
ابتسم يوسف بسخريه قبل أن يقول
عشان ميبقاش فايتك حاجه الخاين الي وسطنا هو رائد!
كانت نبرتة و نظراته توحيان بأن هناك أمرا جلل و لكن خوفها جعلها تتجاهل ذلك الغضب الدفين و الخيبه في صوته و تقول بتوتر
طب كويس انكوا عرفتوه..
يوسف بسخريه
متفاجئتيش يعني!

زاد ارتباكها من سؤاله المباغت فاحتارت بماذا تجيب فهل تفصح عن مكنوناتها أم تؤجل الأمر لوقت آخر يكن له من الهدوء ما يجعله يستمع لها لذا قالت بخفوت -
يمكن عشان مكنتش برتاحله. انت ناوي تعمل معاه ايه
قالت الأخيرة بترقب فأظلمت عيناه من الغضب قبل أن يقول بشراسه
همحيه من على وش الأرض.
نبرته و نظرات ارعبتها أكثر فجعلت جسدها يرتعش و اقتربت منه خطوة قائله بزعر واضح لم تستطع إخفاؤه.

اهدي يا يوسف دا ميستحقش تضيع نفسك عشانه..
يوسف بصرامه
الخاين لازم ياخد جزائه، و من هنا ورايح كل الي يغلط لازم يتعاقب..
شعرت بأن في كلماته تهديد مبطن جعلها تقول بتوتر
تقصد ايه
يوسف بغضب
اقصد أن كل الي ساعد الكلب دا هيتعاقب و هعتبره خاين زيه و خصوصا الي كان عارف حاجه و مخبيها..

لم يعد هناك مجال للشك في أنه يعلم و إن كانت سابقا تموت خوفا عليه فهيا الآن تموت خوفا منه فلأول مرة تري الجمود في عيناه التي لم تكن بها لمحه عشق واحده تشفع لها عنده فقط قسوة لم تعهدها به سابقا مما جعل الألم ينهش قلبها الذي أخذ يعنفها علي غبائها الذي جعلها تقف علي حافه الهاويه معه..
كان يناظرها بجمود أتقن رسمه كثيرا خاصتا و هو يقول
اطلعي غيري هدومك و اجهزي عشان ساعتين و هنسافر.

اتخلع قلبها من حديثه لتمسك بمعصمه قائله برجاء
يوسف..
قاطعها عندما تحدث و هو ينظر خلفها
طلعها فوق و تعالي ورانا حاجات مهمه لازم نخلصها قبل ما نسافر.
التفتت كاميليا فوجدت والدها الذي اماء برأسه و حدثها قائلا
يالا يا كاميليا..
لم تجبه بل التفتت إليه ناظرة داخل عيناه بتوسل قبل أن تقول بلهفه
عايزة اتكلم معاك ضروري يا يوسف..
التفت اليها يناظرها قسوة قبل أن يقول بصرامه
وقت الكلام خلص خلاص!

انهي كلماته و ذهب تاركها في صدمه كبيرة من معني جملته و حاله من الإستنكار لكونها قد تكون خسرته بالفعل لا فقلبها لا يستطيع بدونه أبدا فخسارتها له تعني نهاية حياتها التي ليس لها معني في غيابه.
كانت تنظر في آثره بألم و حزن لم يخفي علي مراد الذي آلمه قلبه كثيرا علي مظهرها فاقترب منها قائلا بلهجة تحمل العتب في طياتها
يالا يا كاميليا عشان تجهزي مقدمناش وقت كتير..

مساءا اجتمعت الفتيات في أحدي المقاهي و كان ذلك بناءا علي طلب فاطمه التي طلبت من ابنتيها التواصل مع روفان و التقرب منها كونها ستصبح زوجه أخاهم و بالفعل هاتفتها غرام و قررا الإلتقاء سويا فكان أول من وصل روفان و التي كانت تشعر بالغضب الشديد مع على فبعد لقاءهم آخر مرة سافر لأجل أمر طارئ خاص بالعمل و لم يهتم حتي بمهاتفتها للإطمئنان عليها و لو لمرة واحده و ايضا جاء تأجيل كتب الكتاب ليجعلها تشعر بالغضب و الإحباط أيضا..

كانت قد وصلت لتوها حين أتاها النادل يسألها عما تريد فلم تكد تجيبه لتجد الفتيات قد وصلوا فتعانقا و تبادلا السلام و كانت أول من تحدثت غرام التي قالت بمزاح
و اخيرا شفت ذوق على اخويا الي مكنش عاجبه حد.
روفان بقلق
طب و أيه رأيك ذوقه حلو و لا أقوم امشي
نظرت إليها غرام بتقييم و قالت متظاهرة بالإمتعاض
مش بطال.
قهقهت كارما علي مظهر روفان المصدوم و قالت تطمئنها.

متتخضيش كدا ذوقه قمر اوي. بس غرام بتحب تقفش الي قدامها، هتتعودي عليها متقلقيش..
تنفست روفان الصعداء قبل أن تقول بصدق
اهو انا بصراحه مش قلقانه غير من غرام دي..
صُدِمت غرام من حديث روفان الذي يبدو عليه الصدق و قالت
ليه كدا دانا طيبه اوي والله وبعدين انا بهزر معاكي دانتي قمر.
بصراحه الي تعمل في أدهم اخويا كل العمايل دي و تخليه بلف حوالين نفسه كدا تبقي مش طيبه أبدا. بس اقولك احسن انا فرحانه فيه..

قالت الأخيرة بضحكه واسعه جعلت الفتاتان تنظران إليها بصدمه قبل أن تقول غرام التي دق قلبها بشدة عند سماع اسمه فقالت بإستفهام
هو انتي تعرفي عني انا و أدهم
روفان بعفويه
بصي مادام ماما تعرف يبقي انا كمان اعرف بس علي فكرة كل البيت عندنا عارف أساسا هو و ماما مش بيبطلوا كلام في الموضوع دا و يقعدوا يرسموا في خطط و مؤامرات علشان ترجعيله..

جحظت عين كارما من حديث روفان و ظلت تطالعها بنظرات تحذيرية و لكنها كانت في عالم آخر و لم تفهم شئ أبدا و كانت الصدمه من نصيب غرام هيا الآخري لحديث روفان العفوي و الذي يحمل الكثير من الصدق فقالت بذهول
بت يا روفان بتتكلمي جد
كانت روفان ترتشف من كوب العصير الخاص بها قبل ان تقول ببراءة
اه والله يا بنتي و ساعات بيكلموا ممتك في التليفون و يشركوها معاهم و كدا، اه و اعتقد أن كارما و مازن عارفين..

اخفضت كارما رأسها و هيا تسب روفان بصوت خفيض لتنظر إليها غرام بإندفاع قائله بتأنيب
بقي كدا يا ست كارما انت و الست ماما بتعملوا مؤامرات و خطط من ورايا دانتوا لو لاقيني قدام باب جامع مش هتعملوا كدا..
تحمحمت كارما و رسمت ابتسامه بلهاء فوق شفتيها قبل أن تقول بكذب
يا ميمو أبدا دي روفان بتهزر مش صح يا روفي
قالت كلمتها الأخيرة و هيا تنظر بغيظ الي روفان التي قالت ببراءة.

لا وحياة ربنا بتكلم بجد، اصلك مش فاهمه اصل أدهم اخويا دا طول عمره صايع و بتاع بنات و مطلع عين ماما فهيا يا عيني ما صدقت لقتله واحده تكون قمر زيك كدا تجوزهاله..
غرام بسخريه
قصدك واحده هطله زيي تلبسهولها..
قامت كارما بقرص روفان في ذراعها و أخذت تطالعها بغضب و هيا تقول
الله يخربيتك بوظتي الدنيا اكتر ماهي بايظه
غرام بغضب
قصدك عرفتني ايه بيحصل من ورا ضهري يا ست كارما..

شعرت روفان بأن هناك شئ غريب يحدث و بأنها قالت أشياء خطأ فوضعت كوب العصير علي الطاوله و رفرفت برموشها ببراءة قبل أن تقول بنبرة توشك علي البكاء
انا شكلي لخبطت الدنيا صح
كارما بسخريه
لخبطيها بس دانتي طينتيها، عليا النعمه انتي هتشلي على..
على ذكر على جعدت روفان جبهتها و زمت شفتيها كالأطفال و هيا تقول
متجبيش سيرته انا اصلا مخصماه..

نظرت كلا من كارما وغرام الي بعضهم البعض بنظرات ماكرة قبل أن تترك كل واحده مقعدها و تقترب جالسه بجانب روفان واحده من جهة اليمين و الآخري من جهة اليسار و تحدثت غرام قائله بتأثر مصطنع
ليه كدا يا روفي هو على مزعلك و لا ايه
روفان بتأثر
يعني!
أدارت كارما وجهها إليها قائله بحزن مصطنع
و حد يبقي معاه قمر زيك كدا و يزعلها بردو!
روفان علي وشك البكاء
شوفتي!
أدارت غرام وجه روفان إليها و قالت بأشفاق زائف.

دا قلبه قاسي اوي!
روفان بحزن
اوي اوي.
كارما بتأثر زائف
قاسي ايه دا معندوش قلب اصلا!
اجابتها غرام قائله بمكر
طب ياتري يا روفي الي معندوش قلب دا عمل ايه لواحده بسكوتايه و قمرايه كدا زيك
نظرت إليها روفان بتفكير قبل أن تقول بتردد
مش عارفه اذا كان ينفع اقولك أو لا
كارما بسخريه
لا يا شيخه دلوقتي مش عارفه تقولي و لا لا بالنسبه لأخوكي الي لسه ملبساه من شويه دا ايه نظامه.

لكزتها غرام في كتفها قبل أن توجه حديثها الي روفان قائله بتأثر زائف
سيبك منها يا روفي و قوليلي مالك على الوحش دا مزعلك ليه فضفضيلي متكتميش في نفسك..
انفجرت روفان في البكاء قبل أن تقول
من آخر مرة كنا فيها مع بعض مشوفتوش و سافر من غير ما يقولي و من ساعتها مكلمنيش..

أخذت الفتاتان تنظران الي بعضهما البعض بذهول من تلك الفتاة البريئه التي يبكها أمر تافه كهذا فأخذوا يواسوها كاظمين ضحكاتهم بصعوبه و بعد ذلك تبادلوا أطراف الحديث لينتهي اللقاء و في طريق عودتهم تحدثت كارما قائله بمزاح
ايه البت الكيوت دي هتعمل ايه معانا..
غرام بطمن وسط ضحكاتها
قولي هتعمل ايه مع على، تخيلي على اخوكي بحجمه دا قاعد جمبها بيراضيها و بيطبطب عليها..
تعالت قهقهاتهم قبل أن تقول كارما.

لا بس انا حبيتها اوي، و الواد على دا واطي ازاي كل دا ميكلمهاش
نظرت إليها غرام بغضب قبل أن تقول بتأنيب
على بردو الي واطي يا ست زفته، على الي بيسلم اخواته لمعسكر الأعداء عادي كدا لا و بيعمل خطط و مؤامرات كمان من وراهم..
كارما بخجل
ميمو والله ما كنت اقصد حقك عليا، انا عملت كدا عشان مصلحتك..
غرام بإستنكار
مصلحتي بردو و لا انتي دايسه مع حبيب القلب في أي حاجه.
كارما بإندفاع.

لا وحياة ربنا أبدا انا سمعت كلامهم لما لاقيت أنه فعلا بيحبك و كمان بقي عارفه انك بتحبيه و متنكريش دا عشان مش هصدقك انا شوفت كل صوره الي علي اللاب توب بتاعك.
تململت غرام في مجلسها أمام عجله القيادة و توترت قليلا قائله بتلعثم
اا. انتي، بتقولي ايه، صور ايه دي، دي صور من زمان..
كارما بمكر.

يا بت! و لما هيا من زمان ممسحتيهاش ليه، يا غرام يا حبيبتي انتي بتحبيه و هو كمان بيحبك و انتي ربتيه بما فيه الكفايه، دا كفايه أنه يتحالف مع ماما و طنط صفيه عشان يخليكي تسامحيه، حني عليه و علي نفسك بقي شويه حرام كدا..
لك اجيبها غرام و لكنها ظلت تفكر كثيرا قبل أن تقول
يعني انتي شايفه اني المفروض اسامحه!
كارما بتأكيد
ايوا يا بنتي حرام كدا..
غرام بإحتقار
حرمت عليكي عيشتك مانتي واحده معدومه الكرامه اصلا..

كارما بزهول
الاه طب و أنا عملت ايه طيب الحق عليا اني بنصحك..
غرام بغضب
ايوا الحق عليكي و زعلانه منك و مش هكلمك تاني ابدا..
كارما بتوسل
لا والنبي يا ميمو مقدرش تزعلي مني ابدا..
غرام بمكر
يعني عيزاني اسامحك
كارما بلهفه
ايوا طبعا
غرام بتخابث
يبقي تعملي الي هقولك عليه ..

عِندما يُصبح الكبرياء الضلع الثالث للعلاقه فالهلاك حتما بإنتظارها.

صباحا استيقظت كاميليا بعد أن قضت ليله مضطربه جافاها النوم تنتظره و لكنه لم يأت و لم تستطع التواصل معه بأي شكل فجلست بإحباط علي الأريكه يأكل الحزن كل خليه من جسدها الذي انهكه التعب فسقطت نائمه علي الأريكه لتستيقظ بعدها و تجد نفسها بداخل سيارة و بجانبها مراد الذي كان يعمل علي اللاب توب الخاص به لتعتدل بفزع بعد اأن أخذت تنظر حولها فاكتشفت أن الصباح جاء و هم في طريقهم الي المنزل فنظرت الي مراد بغضب وقالت بإستنكار.

احنا جينا هنا ازاي
مراد بهدوء
أبدا ركبنا الطيارة و جينا!
كاميليا بصدمه
و دا حصل ازاي، يعني أنا كنت نايمه عالكنبه ازاي صحيت لقيت نفسي هنا
مراد بهدوء
لما رجعنا لقيناكي نايمه و يوسف محبش يصحيكي فشالك و ركبنا الطيارة و جينا علي هنا بس شكلك كنتي تعبانه اوي عشان لما وصلنا كنتي لسه نايمه فاضطر يشيلك يركبك العربيه و بس..
لم تستوعب حديثه او لنقل أنها ركزت علي أهم شئ فيه و هو اسمه فقالت بلهفه
طب و يوسف فين دلوقتي.

أعاد مراد نظره الي اللاب توب أمامه و قال بلامبالاه
في الشركه..
كاميليا بإندفاع
طب وديني عنده انا عايز اروحله.
التفت مراد إليها و قال بحنان
كاميليا يوسف مشغول جدا و الدنيا مولعه من غير حاجه سبيه يركز في الي بيعمله.
تساقطت دمعاتها و هيا تقول بألم
انا مش هعطله والله بس لازم اشوفه و نتكلم، ارجوك..

رق قلب مراد لحالها للحد الذي جعله ينكث وعده مع يوسف بألا يخبرها شيئا عنه و قام بإيصالها الي الشركه و عندما وصلوا الي الباب الرئيسي نظر لها مراد و أمسك بمعصمها قبل أن تنزل من السيارة و قال بتحذير
انتي غلطتي في حق يوسف و في حق نفسك كتير و دي آخر فرصه ليكي معاه، حاولي تستغليها صح و تصلحي غلطك الي غلطتيه و لو احتاجتيني في أي وقت انا جمبك و معاكي..

ترقرقت العبرات في مقلتيها و قامت بعناقه بشدة و هيا تقول بإمتنان
ربنا يخليك ليا..
بعد وقت بقليل كانت تقف أمام غرفة مكتبه تحاول السيطرة علي نفسها قبل أن تواجهه فقد جاءت اللحظه الحاسمه و التي جاهدت كثيرا بأن تتجنبها و لكن قدرها كالعادة يعاندها و يضعها في اسوء المواقف..

سحبت نفسا عميقا قبل أن تدق علي باب الغرفه لتسمع صوته الهادئ يسمح لها بالدخول ففتحت الباب بهدوء ينافي ضجيج قلبها الذي انتفض داخلها لدي رؤيتها له و أيضا لمحه الغضب التي كانت في نظراته اربكتها و قد تجلي ذلك علي ملامح وجهها و هيا تقترب منه حتي وصلت أمام المكتب مباشرة و توقفت أمام إحدي المقاعد تضع يدها فوقه و كأنها تستند عليه و قد كانت عيناه ترصد كل حركه تقوم بها في هدوء تمام ازعجها كثيرا و لكنها حاولت تجاهل ذلك و قالت بصوت مرتعش.

ممكن نتكلم
نظر يوسف إليها بغموض زاد من ارتباكها و صمت قليلا قبل أن يقول بهدوء
عندك ايه عايزة تقوليه يا كاميليا.

لا تعرف كيف تبدأ حديثها معه فهيا تشعر بنفور غريب يطل من عيناه و هذا لم يساعدها قط بل صعب عليها مهمتها فظلت تطالعه بتوسل يطل من عينيها بأن يساعدها و لكنه يقف بعيدا بقلبه الذي احتجزته قضبان كبرياؤه الذي كان يتولي زمام الأمور و هذا ما جعلها تلوم نفسها كثيرا بأنها لم تستغل تلك الفرص التي كانت عيناه تتوسل إليها بالحديث و لكن غبائها جعلها تصمت فاليوم انقلبت الأدوار و هيا من تتوسل له كي يتفهمها و لكنه لأول مرة بحياته يكن خصمها و هذا ليس بالهين أبدا.

و بعدين يا كاميليا هنفضل اليوم كله ساكتين كدا من امبارح بتقولي عايزة تتكلمي اتفضلي سامعك!
حاولت التحلي بالشجاعه و تمهيد الموضوع اولا فخرجت الكلمات من بين شفتيها مرتعشه و هيا تقول
هو انت عرفت أن رائد هو الخاين ازاي
يوسف بأختصار
يخصك في ايه
كلماته المختصرة اغضبتها منه بقدر غضبها من نفسها فالتفت لتجلس بقله حيله علي المقعد أمامها قائله بتعب
هو انت ليه بتصعب كل حاجه كدا
رفع يوسف إحدي حاجبيه قبل أن يقول ساخرا.

انا الي بصعب كل حاجه! طب يا ستي حقك عليا هجاوبك علي سؤالك، عارف أنه خاين من زمان اوي حتي من قبل ما تفكري تهربي..
جحظت عيناها من الذهول عند سماعها ما تفوه به فقالت بصدمه
انت بتقول ايه؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة