قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والخمسون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والخمسون

يوسف ساخرا
الي سمعتيه، امال انتي مفكرة أن الجواب بتاعك دا هو اللي عرفني!
هبت من مكانها لدي تفوهه بهذه الكلمات فهيا أن كانت واثقه من معرفته بفعلتها بنسبه كبيرة و لكن كان هناك أمل و لو بسيط يتعلق به قلبها في أن يكون لا يعلم اي شئ و لكن أن يصدمها بحقيقة فعلتها بتلك النبرة الهادئة و كأن الأمر عادي و لكن مهلا أنها ليست نبرة هادئه بل إنها ساخرة.

آلمها قلبها كثيرا و تساقطت دمعاتها تحكي مدي عذابها و ألمها الي تشعر بأنه لأول مرة لا يؤثر به خاصتا عندما قال بجمود
بتعيطي ليه يا كاميليا بتعيطي عشان اتفاجأتي اني عارف انك انتي الي بعتي الجواب و لا عشان بعتيه اصلا اه صحيح شكرا اوي عشان حاولتي تعرفيني مين الخاين.

كلماته عمقت جرحها أكثر فهل يقولها بهدف تعذيبها ام ماذا ماذا يعني بأن يوجه لها كلمات الشكر فهل يسخر منها شوشت كلماته عقلها كثيرا فقالت بإستنكار
انت بتشكرني يا يوسف
يوسف بسخريه
طبعا كتير خيرك، يعني تعبتي نفسك و بعتي جواب تعرفيني فيه أن في خاين في شركتي و مش اي خاين دا صاحبي الي آمنتله و وثقت فيه و هو بالمقابل كان بيخطط عشان يدمرني و يقضي عليا لازم طبعا اشكرك علي تعبك..
كاميليا بإستنكار.

يوسف انت بتتريق عليا صح، هو انت ازاي بتتكلم كدا، يعني بالبساطه دي
يوسف بحزن دفين
أسألي نفسك يا كاميليا السؤال دا! كان الموضوع بالنسبالك بالبساطة دي أنك تعرفي أن في حد بيهد فيا و بيطعني في ضهري و انتي تكتفي بحته ورقه تنبهيني بيها! اهو نا قليل عندك للدرجادي! ردي عليا..

قال جملته الأخيرة صارخا مما جعلها تنتفض فزعه من حديثه و مظهره الذي يوحي بالدمار الذي بداخله فقط تغلفه قشرة من الجمود لحفظ ما تبقي من كبرياؤه الذي من وجهه نظره قد دهسته أفعالها..
أبدا والله، انت اغلي حاجه عندي
قالتها بصدق لم يصل الي قلبه المعذب فابتسم ساخرا قبل أن يقول بمرارة.

كل مرة بتقولي كدا بس افعالك بيبقي ليها رأي تاني، كل مرة بكون اسهل حاجه عندك تضحي بيها، عارفه انا كام مرة أجلت الي حصل امبارح دا عشان مستنيكي تيجي تحكيلي، فاكرة كام مرة سألتك مخبيه عني حاجه و لا لا كنتي بتحضنيني ازاي يا كاميليا و انتي بتطعنيني في ضهري!
اندفعت قائله بكل ما أوتيت من عشق
لا يا يوسف متقولش كدا انا عمري ما اعمل فيك كدا ابدا..
يوسف بإنفعال.

و لما تبقي عارفه حاجه زي كدا و مخبيه تبقي ايه افرضي انا مكنتش عارف حاجه و مكنتش قريت جوابك دا كان هيبقي الوضع ايه
كان زمانا بنشحت دلوقتي و الناس كلها بتدوس علينا ياتري وقتها كنتي هتعملي ايه كنتي هتقدري تكملي معايا و تبصي في وشي اصلا!

ازدات شهقاتها و هيا تناظره بندم و عذاب. ندم علي فعلتها و عذاب لما تحمله بقلبها من اعذار لن تستطع البوح بها و كالعادة اختارت أن تصبح المذنبه علي أن تراه يتأذي و كأن كل ما مرت بها لم يغير بها شئ فإختارت الصمت الذي أضاف إلي عذابه عذاب آخر ليقول بخيبه أمل.

جيتي هنا و قعدتي تعتذري عن حاجات انا اصلا سامحتك عليها من قبل ما اعرف حتي أسبابها، قلبي كان مسامحك و مديكي عذرك و أنا مشيت وراه و دوست علي كل حاجه لحد ما عرفت أسبابك الي مغيرتش من جوايا حاجه ناحيتك بس يا تري دلوقتي عندك اسباب مقنعه و لا هتفضلي ساكته بردو!
عندي!

اندفعت الكلمات من فمها دون أن تقدر علي منعها لتندم كثيرا لدي رؤيتها بريق الامل الذي لمع بعيناه لظنه بأنها تمتلك شيئا قد يرأف بحال قلبه المسكين الذي لا يريد من هذه الحياة سواها، فقال بنبرة يشوبها بعض الضعف
و ايه هيا أسبابك
نظرت إليه بعذاب و ألم يكفي أهل الأرض جميعا فهل يمكن أن تخبره بما قد يؤذيه لتنقذ صورتها بعينه ام تختار أن تبقي خائنه بنظره و ليبقي هو بأمان
أنا خوفت اقولك..

نظرت إليها بذهول من كلماتها الخاويه و التي لم يرها هو سوي اعذار واهيه لجُبن قلبها الذي لم يحارب أبدا لأجله و لأول مرة يشعر بهذا الألم في حياته و تمني قلبه بأنها لم تتحدث أبدا. فإن كان حديثها سيزهق روحه بتلك الطريقه فياليتها لم تتحدث. نظر إليها بكل ما يعتمل بداخله من خيبات و قهر تجلت في نبرة صوته عندما قال.

خوفتي مني انا يا كاميليا! طب ليه دانا عمري ما أذيتك أبدا علي الرغم أن محدش أذاني في الدنيا قدك!
كاميليا بعذاب و ألم
انا عمري ما قصدت أأذيك صدقني انا..
قاطعها قائلا بصرامه توازي صرامه نظراته
انتي تسكتي يا كاميليا، كلامك معدش له معني بالنسبالي و لا له لزوم.
ارتعبت من نظراته و من ذلك المعني المبطن في كلماته فقالت بإستفهام
تقصد ايه
يوسف بجمود
جهزي نفسك فرحنا الأسبوع الجاي، و فستان الفرح هيوصلك بكرة..

هالها مظهره و نبرتة في الحديث مما جعلها تدرك بأنه لم ينهي حديثه بعد فقالت بترقب
و بعدين
يوسف بفظاظه
هنتجوز و هنقعد فترة و بعدها هطلقك و هنقولهم أننا مرتحناش مع بعض..

كانت تدرك بأن هناك ما سيؤلمها خلف كلماته عن فرحهم المزعوم و لكنها لم تكن تتوقع بأنه سيدمرها كليا فعقلها علق بكلمه الطلاق التي خرجت من بين شفتين و صدح سؤال من قلبها آلمها كثيرا و هو أنه سيستطيع الإنفصال عنها بتلك السهولة ليجهز عليه عقلها مذكرا إياها كم مرة نطقت بها لتشعر بألمه حينها فيزداد عذابها أضعافا و كأن قلبها كشاه ذبيحه تجاهد لكي تبقي علي قيد الحياة لذا قالت بألم تجلي في ارتعاشه صوتها.

و هتقدر..
قاطعها حديثه الذي تكون من كلمه واحده قاطعه و هيا
هقدر!

لا تنكر أنها شعرت بإرتجافه صوته و هو ينطقها و لكن قلبها لم يعد يتحمل أي عذاب آخر فآخذت تتراجع للخلف و العبرات تتساقط من عيناها التي لم تستطع أن ترفعها من عليه لتصطدم بالباب خلفها فالتفتت للخلف تفتحه مهروله للخارج لتوقفها صرخته التي خرجت من عمق جرحه فوصلتها لتشق قلبها المعذب الي نصفين فتابعت الركض لتوقفها يد أدهم الذي هاتفه مراد يخبره بأنه اوصل كاميليا الي الشركه و بأنه قلق كثيرا عليها من مواجهتها من يوسف ليخبر مازن و يهرول الأثنان الي الشركه حتي يكونوا بالقرب أن استدعي الأمر التدخل لتهدئه الأوضاع و قد صح ظنهم فمظهر كاميليا المتدمر جعلهم يتأكدوا من ظنونهم فكان أول المتحدثين هو أدهم الذي قال بلهفه.

كاميليا، مالك في ايه
كانت تبكي بهستيريا و لم تستطع الحديث ليهزها ادهم قائلا بنفاذ صبر
حصل ايه اتكلمي
لم تستطع أن تقول سوي
انا خسرت يوسف للأبد..

علي ذكره فقد سمع الثلاثي صوت شئ ما يحطم في مكتبه مما جعل مازن يهرول تجاهه فوجده يقف أمام المكتب يلهث من شده التعب و صدره يعلو و يهبط من الغضب الذي كان يمسك عليه النفس فقد كان هناك شئ عالق في منتصف حلقه يشعره بأن نهايته أوشكت لينظر الي ذلك الذي دخل من الباب فوجد اللاب توب الخاص به محطم علي الأرض و صديقه يقف مستندا بحافة المكتب بهيئته المبعثرة تلك فشعر بالألم تجاهه لذا تقدم منه ليمسك بيده قائلا بإهتمام.

يوسف. انت كويس
لأول مرة بحياته ينطقها بدون اي اعتبار لاي شئ فقال بعذاب و لوعه
لا، انا مش كويس أبدا يا مازن، انا حاسس اني بموت من الألم..
مازن بإشفاق علي حال صديقه
اهدي يا يوسف مفيش حاجه تستاهل كل الي انت فيه دا، كل حاجه و ليها حل أن شاء الله
يوسف بألم.

مبقاش ليها حل خلاص، تخيل مبرراتها أنها خافت تقولي! طب هو انا وحش اوي كدا عشان تخاف مني! انا حتي لو وحش مع الناس كلها عمري ما كنت وحش معاها! لا اكيد دي حجج انا مفرقتلهاش اصلا، حبي دا كله مفرقلهاش، كل العذاب الي شفته بسببها مفرقلهاش، قد كدا انا كنت غبي، قد كدا أدتها حب هيا مكنتش قده، بس ازاي انا كنت بشوف حبها ليا في عينيها معقول كنت غبي كدا!

لأول مرة يراه مازن بتلك الحاله التي أدق وصف بها هو الدمار الكلي النابع من قلب تلقي صفعه خزلان قاسيه من الشخص الوحيد الذي كان يظنه ملاذه في تلك الحياة، لأول مرة يشعر بأنه يكرهها لأنها آلمت صديقه بتلك الطريقه لذا اندفعت الكلامات الغاضبه من فمه دفعه واحده.

متعملش في نفسك كدا يا يوسف، ايه يعني مقدرتش حبك في الف غيرها يتمنوك، حكايه و خلصت مش قضيه. فوق لنفسك و اعرف انت مين انت يوسف الحسيني الي مفيش بنت في مصر كلها متتمناش ترتبط بيه أو حتي يبصلها، كاميليا مش آخر الدنيا..

كانت الكلمات تمر فوق قلبه كمرور شاحنه ضخمه و لكنه تجاهل آلمه الكبير و عذابه الواضح و نصب عوده رافعا رأسه بشموخ يليق به و حاول رسم القوة التي لاول مرة يشعر بأنه لا يمتلكها و قال بصوت حاول جعله ثابتا.
عندك حق كاميليا مش آخر الدنيا!

علي الجانب الآخر نجد تلك التي كانت ترتجف من شدة البكاء و الحزن الذي يعتصر قلبها فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها دون أن تكن لديها القدرة علي إيقافه فاقترب منها أدهم يقدم لها كوب من الماء تناولته منه بيد مرتعشه لترتشف منه قطرات بسيطه و تريق منه الكثير علي ثيابها و لكنها لم تهتم و ظلت علي حالها حتي تحدث أدهم الذي أشفق علي حالها كثيرا فقال بعتب.

طبعا أنا مش محتاج اسألك حصل ايه عشان واضح اوي الي حصل بس عايز اسألك سؤال يا كاميليا ازاي قدرتي تعملي فيه كدا ازاي جالك قلب تسبيه علي عماه كدا افرضي مكنش قرأ جوابك كان ايه حصل دلوقتي
اندفعت الكلمات من عمق الوجع الكامن بقلبها إذ قالت بقهر
خوفت عليه والله
نظر إليها أدهم بعدم فهم و قد شعر بأن هناك شئ خلف حديثها لذا قال بإستفهام
كاميليا معلش ممكن تفهميني يعني ايه خوفتي عليه دي.

أخيرا قررت الإفصاح عما تحمله بقلبها و جعل من حياتها جحيما فقصت علي أدهم ما حدث بينها و بين رائد في ذلك اليوم في المشفي فما أن اختتمت حديثها حتي هب أدهم من مكانه فزعا قائلا بغضب
انتي بتقولي ايه ابن الكلب دا ازاي يعمل كدا و انتي ازاي متقوليش حاجه زي دي
انتفضت كاميليا برعب من مظهره أدهم و قالت برجاء
أدهم وطي صوتك ارجوك انا خوفت عليه لو عرف ممكن يقتله و يضيع نفسه و أنا ممكن اموت لو جراله حاجه.

انفتح الباب من خلفهم لتشعر بالذعر من أن يكون هو من دخل الي الغرفه و لكن الحظ حالفها فكان القادم مازن الذي كاد أن يفتح الباب فتفاجئ من حديثها عن رائد فوقف ليستمع الي كل شئ و لكنه لم يستطع الصمود أكثر من ذلك ففتح الباب يطالعها بصدمه عندما التفتت إليه لتتنفس الصعداء عندما وجدته هو فتقدم منها قائلا بغضب
انتي اتجننتي يا كاميليا ازاي تخبي عننا حاجه زي دي
كاميليا بانهيار.

خوفت عليه. والله خوفت. اقوهالكم بأي لغه، خوفت لا يعمل حاجه فيه أو الحيوان التاني دا ليأذيه، دا قالي كدا بعضمه لسانه..

هدأ غضب ادهم تدريجيا و قد تفهم دوافعها و أعطاها الكثير من الحق في خوفها من إخباره فهو يعلم أخيه و مقدار غيرته و جنونه بها فإن علم بشئ من هذا قد يعلن الحرب التي سيكون هو أول ضحاياها حتما لذا نظر إلي مازن و أشار إليه إشارة فهمها مازن و تقدم ليخرج من الباب و لكن أوقفته كلماتها عندما اندفعت تجاهه تقول بذعر
انت رايح فين اوعي تكون رايح تقوله يا مازن ارجوك اوعي تعملها و حياه اغلي حاجه عندك بلاش تقوله.

طمأنها مازن قائلا بإشفاق
اهدي يا كاميليا انا عمري ما هقوله حاجه زي دي أبدا، انا بخاف عليه زيك بالظبط..
لمست الصدق في كلماته و جاءت كلمات أدهم لتهدأها أكثر حين قال بحنان
اهدي يا كاميليا و اطمني و اتأكدي اني انا و مازن مش هنقوله حاجه خالص، بس انا عايزك تقعدي ترتاحي شويه لحد ما ارجعلك، شكلك تعبان اوي..
كاميليا بألم.

مهما كنت تعبانه مش هكون تعبانه قد ما هو تعبان يا أدهم، انا وجعته اوي، وجعته لدرجه اني خليته يقدر يوجعني و يضحي بيا..
آلمهم مظهرها كثيرا فلم يجد أحدهما شئ يمكن أن يتفوها به قد يخفف عنها عذابها لذا قال أدهم بغضب
استنيني هنا يا كاميليا لحد ما اجيلك..
خرج أدهم تلاه مازن الذي قال بغضب جحيمي
ابن الكلب ازاي جتله الجرأة يعمل حاجه زي دي
ليجيبه أدهم بنفس غضبه قائلا.

الكلب طالع واطي زي ابوه و عمه ماهو مش هيجيبه من بره بس ورحمه ابويا لهدفعه التمن غالي اوي..
مازن بإنفعال
الأهم منه دلوقتي يوسف، حالته وحشه اوي انا اول مرة في حياتي اشوفه بالمنظر دا. و لا التانيه الي هتموت نفسها جوا دي، هنفضل نتفرج عليهم كدا من غير ما نعمل حاجه
أدهم بنفي
لا طبعا، بص انا في دماغي خطه كدا هيا مجازفه بس مقدمناش حل غيرها دلوقتي..

قال أدهم جملته الأخيرة بعد تفكير لينظر إليه مازن بخوف قبل أن يقول بقلق
انا مش بقلق غير من خططك دي..
أدهم بنفاذ صبر
مقدمناش حل غير خططي دي عشان ننقذ اللتنين الي هيموتوا من الحب دول..
مازن بعدم راحه
طب اتفضل اشجيني..
قام أدهم بقص خطته علي مازن الذي جحظت عيناه من شدة الزهول و الصدمه لما تفوه به أدهم الذي قال اخيرا.
فهمت هتعمل ايه.

لم يجبه مازن و قد ظل علي حاله من الصدمه و الزهول ليلكمه أدهم في كتفه قائلا بغيظ
انت يا بني آدم متنح كدا ليه مش بكلمك..
تجاوز مازن صدمته قائلا بإستنكار
انت عبيط يا أدهم و لا عندك سلك ضارب. بقي عشان تنقذ بنت عمك تمحينا من علي وش الدنيا!
أدهم بنفاذ صبر
عندك خطه بديله يا ابو لسانين
زفر مازن قائلا بحنق
للأسف لا..
أدهم بتصميم
يبقي يالا بينا..

كان يوسف يجري اتصال هاتفي قبل أن تدخل سمر الي غرفته بوجه لا يبشر بالخير أبدا فنظر إليها يوسف بقلق و قام بإنهاء الإتصال الخاص به و سألها
في ايه يا سمر
سمر برعب
يوسف بيه كاميليا هانم..
هب يوسف من مكانه و سألها بذعر
كاميليا مالها انطقي!
كاميليا هانم كانت راكبه الأسانيير و عطل بيها و..

لم يدعها تكمل حديثها فقد اندفع الي حيث أخذه قلبه الذي هلع عندما سمع بأن مكروه قد أصابها و اخترق صفوف الحشود التي تقف أمام الأسانسير الذي حدث به عطل ما لينزل بسرعه افزعت تلك التي كانت تنوي العودة الي المنزل فاستقلته لتتفاجئ به ينزل بسرعه شديده افزعتها ثم توقف فجأة ما بين الطابقين الخامس و السادس ليجعل ذلك من المستحيل فتحه فصار صدرها يعلو و يهبط من فرط الصدمه الممزوجة برعب حقيقي فهيا تخاف الأماكن المغلقه كثيرا و لكن ما جعلها تشعر برعب حقيقي هو أنها شعرت بأن نهايتها وشيكه و صار قلبها ينزف من احتمالية أن تموت و هو غاضب منها الي هذا الحد فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها ألما و حزنا و اشتياقا إليه و أخذت ترتجف من شدة بكائها و لم تكن تدري بأنه هناك من يرتجف رعبا من فكرة فقدها فصار ينزل الدرج بسرعه البرق حتي وصل إلي الدور السادس ليجد أدهم الذي كان يقف مع بعض عمال التصليح فتحدث بغضب قائلا.

حصل ايه يا أدهم و ايه الي عطل الزفت دا
أدهم بأسف
منعرفش انا فجأة لقيت الدنيا مقلوبه هنا و الموظفين بيقولوا أن الاسانسير وقع بكاميليا و طلعت اجري اشوف في ايه لقيت أن الأسانسير عطلان بيها هنا
ارتعب قلبه كثيرا من كلمات أدهم فنظر الي عامل التصليح و قال بغضب
و ايه الي عطله هو مش بيتعمله صيانه كل شهر
العامل بإرتباك
ايوا يا يوسف بيه طبعا بيتعمله صيانه، معرفش دا حصل ازاي.

كان يشعر بالرعب عليها و الذي ترجمه في لهجته الحادة قائلا
انا عايز اعرف ايه الي حصل بالظبط
العامل بإرتباك
في حبل اتقطع فخلي الأسانسير ينزل بسرعه و اول ما نزل بسرعه الباراشوت فتح تلقائي و وقفه..
كانت الكلمات تسقط عليه كالرصاص فشعر بألم حاد في منتصف قلبه المرتعب من فكرة فقدانها فقال
طب احنا متعرفش نشوف حل نفتح بيه الباب دا و نطلعها.

نعرف بس للاسف الأسانسير واقف بين الدورين عيني حتي لو فتحناه مش هنعرف نطلعها
زمجر يوسف بغضب و قال بصراخ
يعني ايه مفيش حل
العامل بخوف
والله يا يوسف بيه احنا بنحاول نشوف اي حل نخرجها بيه
يوسف بنفاذ صبر
يعني بتفكر في أي فهمني
نظر العامل لأدهم بخوف ثم نظر إلي يوسف قائلا بإرتباك
احنا ممكن نخرجها من فتحه الإنقاذ الي في الاسانسير من فوق بس..
يوسف بغضب
بس ايه انطق..
خايف لو نزلنا حد يبقي تقل عالأسانسير و ممكن يقع و.

نهره يوسف قائلا بغضب
اسكت! متكملش..
قالها و هو يشعر بألم يطحن عظامه فهو قد ظن سابقا بأن جرحها له اقسي ألم قد يشعر به إلي أن جرب ألم احتمالية فقدها عندها شعر بالمعني الحقيقي للألم الذي لا يعادله اي شئ في هذه الحياة، نظر إلي أدهم و قال بلوعه
هيا بقالها قد ايه جوا
أدهم بتأثر
حوالي ربع ساعه..

شعر باليأس من قله حيلته و الألم و العذاب لكونها في هذا الموقف العصيب فقط يود لو يطمئن عليها و يطمئنها فهو اكيد من أنها ترتعب من الخوف و عند هذا الحد قال بصوت جهوري
كاميليا، سمعاني
اتاها صوته من بعيد ليعيد إليها الروح مرة آخري فهيا قبل دقائق كانت تشعر بأنها علي وشك مفارقة الحياة في هذا المكان المغلق الخانق و لكن صوته اتي لينقذها من جحيمها ها لتجيبه بصوت مرتعش بالكاد سمعه
يوسف، انا سمعاك، انت سامعني.

أتاه صوتها المرتعش و المتألم ليذيقه الويلات و كأن ما كان يشعر به من عذاب لم يكن كافيا. كاد أن يتحدث. ليأتيه صوت العامل الذي قال بتوتر
علي فكرة الأسانسير في جهاز زي التليفون كدا متوصل بغرفه المراقبه و دا معمول للحالات الي زي دي..
امسكه يوسف من تلابيبه قائلا بغضب
و لسه فاكر تقول الكلام دا دلوقتي يا بني آدم..
امتدت يد أدهم لتخليص الحارس المرتعب من بين يديه و هو يقول محاولة منه لتهدئتة.

اهدي يا يوسف، و سيب الراجل هو مالوش ذنب في حاجه، روح انت شوف كاميليا و اطمن عليها..
تركه يوسف بعنف و توجه إلي غرفة المراقبه و قام بالتواصل مع الهاتف الموجود بالمصعد لتسمع هيا صوت كصوت الهاتف قادم من مكان ما حولها في البدايه ظنت أنها تتوهم من فرط خوفها و لكن بعد ذلك تأكدت و بالفعل امتدت يداها علي مصدر الصوت لتتفاجئ بسماعه ما أن انتزعتها حتي أتاها صوت يوسف المرتعب و هو يقول بلهفه
كاميليا سمعاني.

ما أن استمعت الي صوته حتي انفجرت في بكاء مرير و خرجت الكلمات من بين شهقاتها متقطعه
يوسف، انا بموت، حاسه، اني، هتخنق، هنا..
جعل صوت بكائها و الخوف الذي يقطر من بين كلماتها قلبه ينزف ألما و لكنه تجاهل كل هذا و قال بحنان يطمئنها
اهدي يا حبيبتي متخافيش، انا جمبك و عمري ما هسيبك أبدا و هخرجك من هنا في اسرع وقت، بس عايزك تبطلي عياط عشان خاطري و حاولي تاخدي نفسك بهدوء..

هدأتها كلماته كثيرا فقد كان لها مفعول السحر و فعلا بدأت بتنظيم أنفاسها شيئا فشيئا و هو معها يبثها كلماته المطمئنه الي أن هدأت نسبيا فقال متلهفا
حبيبتي هسيبك دقيقه بس اشوفهم عملوا ايه و ارجعلك علي طول..
نادته بلهفه
يوسف!
اجابها قلبه الذي نسي كل شئ في العالم عداها
قلب يوسف
كاميليا بألم
لو جرالي حاجه ارجوك تسامحني..
لم يستطع قلبه سماع حديثها فقال غاضبا
اسكتي و اوعي تقولي كدا تاني..
قاطعته برجاء.

ارجوك تسمعني، خليك فاكر اني بحبك اوي و اني عمري ما قصدت اجرحك أبدا، انت اغلي حاجه عندي في الدنيا والله انا متمنتش في حياتي كلها غيرك..
أجابها بألم اعتصر فؤاده
ارجوكي انتي تبطلي تموتيني بكلامك دا انا مقدرش اعيش لحظة واحده من غيرك، و مش هسمح بحاجه وحشه تحصلك و لا هسمحلك أبدا تفارقيني..
عاندته قائله برجاء
قولي انك مسامحني، وحياة اغلي حاجه عندك..
يوسف بعشق.

انتي. انتي اغلي حاجه عندي و مسامحك و عمري ما اقدر غير اني اسامحك غصب عني قسيت عليكي و حقك عليا و اوعدك اني هجبلك حقك مني اول ما اخرجك من هنا..
كاميليا بعشق
بحبك اووي..
اجابها بلهفه
و انا بعشقك، انتي الحب قليل عليكي يا كاميليا، خليكي واثقه فيا و استنيني مش هتأخر عليكي
كاميليا بحنان
واثقه فيك و مستنياك، طول ما عمري فيه باقي هفضل مستنياك..

اغلق يوسف الهاتف و قلبه ينزف ألما و لوعه علي روحه المعلقه في هذا المصعد اللعين و هو عاجز هنا لا يستطع أن يفعل شئ قد يعيدها إليه مرة آخري يشعر و كان الحياة تعاقبه علي قسوتة معها و يلعن نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي كل لحظة مرت عليه دون أن يأخذها بين أحضانه كل لحظه جعل من كبرياؤه عائق يقف بينهم..

علي جانب آخر نجد أدهم و مازن الذان كانا يتابعا كل شئ عن طريق الكاميرا التي وضعها مازن في الغرفه فنظر أدهم إليه و قال للعامل
كدا استووا عالآخر يالا بقي يا هندسه عشان نشغل الاسانسير و نطلع البت الي هتموت من الخوف دي
نظر إليهم الحارث بخوف قبل أن يقول بإرتباك
ما مانتا سمعتني يا أدهم بيه و أنا بشرح ليوسف بيه الوضع..
اقترب منه أدهم قائلا بإستنكار.

نعم ياخويا وضع ايه أن شاء الله! يالا عشان تصلح الأسانسير تاني..
العالم بتوتر
ماهو للأسف مش هعرف..
تحدث مازن بصدمه
يعني ايه مش هتعرف دي مش انت الي اتنيلت عطلته
ايوا مش كنت مفكر اني هيقف قدام اي دور و نجيب مفتاح الطوارئ نفتح بيه الباب و خلصنا بس هو للأسف وقف بين الدورين و دا موضوع صعب و هيعرض حياة الست هانم للخطر..

احيه، هو ايه الي هيعرض حياتها للخطر امال هيا هتفضل متعلقه كدا العمر كله، دا يوسف كان يفرمنا، انت لازم تتصرف..
هكذا تحدث مازن بذعر ليتفاجئ بالباب يفتح خلفهم و يصدمهم ذلك الصوت الذي قال بغضب
اه يا كلاب دانتوا موتكوا النهاردة هيكون علي ايدي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة