قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن والثمانون

في البدايه ظنت أنها تحلم و لكن تلك الضغطه البسيطه علي كف يدها جعلتها ترفع رأسها بصدمه تراقب عيناه التي كان يحاول فتحها و لكن الضوء كان يؤذيها فتنبهت لذلك و قالت بلهفه
محمود انت كويس؟ انت سامعني؟ الضوء مضايقك اطفيه؟

محمود بوهن
بقالي سنين مشوفتش النور. عنيا مبقتش واخده عليه، بس اطمني انا كويس.

كانت لهجته المتعبه تنافي كلماته المطمأنه و قد شعرت هيا بذلك فقامت بضغط ذلك الذى المجاور لسريره حتي يأتي الطبيب و قالت بلهفه
الدكتور هييجي دلوقتي يشوفك و يطمنا عليك.
محمود بوهن
سيبك مني. انا عايز اطمن عليكي انتي؟ لسه حلوة زي مانتي.

رغما عنها شعرت بالخجل من كلماته فاخفضت رأسها قليلا قبل أن تقول بخفوت
حلوة ايه بس. انت شكلك عنيك وجعاك فعلا
ابتسم محمود قبل أن يقول بصدق
انا عمري ما شوفتك بعيني يا ناهد طول عمري بشوفك بقلبي.

خفق قلبها بشدة من حديثه الذي داعب مشاعرها فأخذت تنظر حولها بإرتباك و لكن أنقذها دخول الطبيب الذي القي التحيه ثم اقترب من الفراش يقيس نبضاته و هو يقول بعمليه
عال انا شايف في تحسن.

التفتت ناهد تسأله بلهفه
بجد يا دكتور هيبقي كويس؟
والله يا مدام هو فعلا في تحسن كبير في حالته يعني لما جه كان تقريبا حالته متدهورة بس دلوقتي انا شايف أنه لا الحمد لله الحاله بدأت تستقر.

كان محمود يضع يده فوق عينه يحميها من الضوء و لكنه ابتسم علي حديث الطبيب فاخجلتها ابتسامته كثيرا ولكنها تنبهت لوضعه و قالت للطبيب بلهفه
طب عنيه يا دكتور وجعاه و مش قادر يفتحها في النور.

أجابها الطبيب
هو من الواضح أنه قعد في الضلمه فترة طويله. و دا اثر علي عنيه. فأنا هخلي طبيب العيون يشوفه.

انهي الطبيب جملته و تابع فحص مؤشراته الحيويه و أمرها ألا تتعبه أكثر ثم خرج و في الخارج وجد رائد الذي سأله عن حالة والده فأخبره بأنه يعاني مبدأيا من فقر دم و بعض الكدمات في جسده و عليه الإنتظار حتي يري نتيجه تحاليله ثم غادر و كان التعب قد اخذ منهم الكثير فخرجت ناهد لتتفقدهم بعد أن وجدت محمود قد غفي و طلبت منهم الذهاب للمنزل ليرتاحا قليلا و قد كان هذا أكثر ما يتمنوه في هذا الوقت لذلك لم يجادلاها كثيرا عندما رفضت الذهاب معهم ..

بعد مرور أسبوع كان يوسف في مكتبه بالقصر يتابع بعض الأمور المتعلقه بالعمل فأتاه الطرق علي باب الغرفه فأمر بالدخول ليجد على الذي كان قد أرسل في طلبه للتحدث معه فلبي نداءه و أتي اليوم لرؤيته فترك يوسف ما بيده و رحب به فبادله علي التحيه و سأل باهتمام
خير يا يوسف كنت عايزني في ايه؟

نظر يوسف إليه مطولا قبل أن يقول بهدوء
من غير مقدمات انا كنت عايز اعرف الوضع دا هيستمر قد ايه؟
على مراوغا
وضع ايه؟

فطن يوسف لمحاولته للهرب فقال بنبرة ذات مغزي
انت اذكي من انك تلف و تدور يا على و عموما انا هقولك بصراحه. عايز اعرف هتفضل واخد موقف من روفان لحد امتا؟

صُدِم على من حديثه الصريح و لكنه تجاوز صدمته و قال مستفهما
انت عرفت ايه الي حصل الأول؟

يوسف بهدوء
عرفت يا على و محدش قالي عشان متسألش بس كنت متوقع عشان عارف روفان.

زفر على بتعب فقد اشتاقها كثيرا و لكنه آثر الإبتعاد عنها حتي يلقنها درسا قاسيا كي لا تعيد ما فعلته و لكن عندما ذُكِر اسمها أمامه خفق قلبه بشدة فلم يجد ما يقوله فتابع يوسف الحديث قائلا.

بص يا على انا مابحبش ادخل في حياة حد بس روفان دي مش اي حد دي بنتي. و لما اي اب يلاقي بنته مطفيه و حزينه بالشكل دا اكيد مش هيسكت. بس انا سكت يوم و اتنين و تلاته و اسبوع و بردو الوضع علي ما هو عليه كل يوم بتدبل اكتر من اليوم الي قبله. روفان الي كانت ماليه البيت ضحك و فرح و سعادة بقت حزينه و ساكته طول الوقت و دا اكبر من اني اتحمله عشان كدا قولت لا مبدهاش بقي و لازم اعرف اخرتها ايه؟

على بألم من حديثه يوسف علي حزنها
انا يعز عليا زعلها زيك و اكتر كمان انت متعرفش روفان بالنسبالي ايه و لا انا بحبها قد ايه. بس كان لازم اعاقبها عشان متكررش الي عملته مرة تانيه.

شعر يوسف بأن هناك أمر آخر و لكنه لا يريد أن يخبره به لذا قال بتعقل
عمر البعد ما كان عقاب يا على. و بالذات مع بنت زي روفان. عمر ما حد قسي عليها أبدا عشان هيا ارق بكتير من أن حد يعاملها كدا. البعد دا اسوء حاجه ممكن تعملها معاها البعد بيعلم القسوة و بيولد الجحود. انت كل مرة بتبعد فيها عنها بتعودها علي غيابك و بتقسيها عليك. بدل ما تبعد عنها فهمها بالراحه و خصوصا انك غلطان اكتر منها.

برقت عيناه من الصدمه و قال بزهول
نعم. انا غلطان؟
تحمحم يوسف قليلا قبل أن يقول بتأكيد
ايوا طبعا غلطان. دا رأيي و طبعا من غير تحيز و بعيدا عن أن روفان بنتي و اني ممكن اكسر دماغ اي حد يزعلها. بس لا انت عليك غلط كبير.

تمتم على بسخريه
من غير اي تحيز! ماهو واضح
يوسف يإستفهام
بتقول حاجه يا على
على بتهكم
أبدا كنت بقول و أنا غلطان ازاي بقي في رأيك؟
يوسف بهدوء.

غلطان عشان مفهمتهاش صح. انت قعدت تأكد عليها انها متقولش لكاميليا و نسيت أن كاميليا دي صاحبها و اختها و أقرب حد ليها يعني متقدرش متنبههاش حطتها بين اختيارين اصعب من بعض وعدها ليك و خوفها علي كاميليا و طبعا لأنها شخصيه حساسه جدا و بتتعامل بقلبها اول ما شافت كاميليا مقدرتش تخبي عنها و قالتلها و كاميليا من صدمتها جريت عليا. قالتلي يبقي مين الغلطان بقي؟

على بزهول من تحليله للأحداث
انت كدا مش متحيز ليها!
يوسف بهدوء مستفز
لا طبعا أنا لو متحيز هبقي متحيز ليك. بعد التصرف الغبي بتاعك دا و انك سايبها زعلانه كل دا و أنا مفركشتش الجوازة فدا في حد ذاته تحيز ليك.

تمتم على بسخريه
يالهوي كمان انا الي طلعت غلطان دانا بايني هشوف معاكوا أيام سودا.

تجاهل يوسف حديث على و قال بتخابث
ايه يا علوة بتقول ايه؟ عايزني افركش الجوازة؟
غلى بلهفه
لا تفركش ايه. دانا اصلا كنت ناوي اجي احدد معاك معاد الفرح.

في الأعلى كانت روفان جالسه بغرفتها شاردة حزينه فقد اشتاقته كثيرا و تشعر بحزن عميق داخلها بسبب هجره كل ذلك الوقت و لسان حالها يخبرها ألم يشتاق لي؟ ايعقل أن يبتعد عني كل ذلك الوقت دون أن يؤلمه قلبه! أذن لما قلبي يؤلمني الي هذه الدرجه؟

سقطت دمعه من عيناها مسحتها بطرف كمها ما أن سمعت طرق علي الباب الذي انفتح و أطلت منه كاميليا بعينان متوسعان و ابتسامه عريضه و سرعان ما دخلت و أغلقت الباب خلفها و هيا تقول بفرحه كبيرة
على تحت. جاي عشان يشوفك.

خفق قلبها بعنف و صارت دقاته كالطبول و قالت بلهفه
بجد يا كاميليا؟
كاميليا يتأكيد
امال يعني بضحك عليكي ايوا طبعا بجد.

هبت روفان من مجلسها و توجهت الي باب الغرفه فأوقفتها كاميليا التي قالت بإستنكار
راحه فين؟ انتي هتنزلي بمنظرك دا؟

التفتت تنظر إلي نفسها في المرآه فهالها ما رأت فقد كانت مشعسه و هيئتها مبعثرة و الهالات السوداء تحت عيناها تحكي مقدار الخراب الذي خلفه غيابه فأسدلت كتفها بخيبه أمل تجلت في نبرتها حين قالت
شكلي وحش اوي هقابله كدا ازاي؟

تألمت كاميليا علي رؤيتها بهذا الحال فتوجهت إليها قائله بحب
مين دي الي شكلها وحش دانتي قمر انتي بس اغسلي وشك و سرحي شعرك و امسحي الدموع دي عشان وحشتني ضحكتك الحلوة..

ناظرتها روفان بحب فقد أثرت بها كلماتها و عانقتها بصمت فبادلتها كاميليا العناق ثم قالت بحماس
بصي انا عيزاكي تسبيلي نفسك خالص و انا هبهرك..

ابتسمت روفان و قد لمعت عيناها بالحماس فقالت
قشطه خدي راحتك..

بعد مرور نصف ساعه كانت روفان في ابهي حالاتها حيث أزالت آثار الدموع و الحزن من علي وجهها و صففت شعرها ثم تركته منسدلا علي كتفها كشلال من الشيكولاته الذائبه و توجهت الي الأسفل برفقه كاميليا فرصدت عيناها ذلك الذي كان يخرج من غرفة المكتب برفقه يوسف فالتقمت عيناه فاتنته التي كانت تهبط الدرج و هيا تبتسم و تتجاذب أطراف الحديث مع كاميليا التي قالت بصوت خفيض.

خلي بالك مراقبك. عيزاكي تلففيه حوالينا نفسه زي ما اتفقنا.

روفان بتوعد
دانا هوريه النجوم في عز الضهر.

توجهت الفتاتان تجاههما فشعر بدقات قلبه تقرع كالطبول عند رؤيتها فقد اشتاقها حد الجحيم و لكن مهلا فلماذا تناظره بهذا البرود أين لهيب عيناها الذي يتوهج كلما نظرت إليه لما ملامحها هادئه الي تلك الدرجه هل يمكن أن يكون البعد جعلها تقسو عليه مثلما أخبره يوسف! لا لن يحتمل ذلك أبدا.
توقفت روفان أمامه و ألقت عليه تحيه باردة تلقاها بصدمه
اذيك يا على.

لم تنتظر حتي رده انما نظرت إلي يوسف و هيا تقول بود
أبيه يوسف. كنت عايزة أخذ الإذن منك عشان أخرج ورايا مشوار مهم.

طالعها يوسف بإعحاب من طريقتها معه و لكنه تحدث بهدوء كعادته
خير يا حبيبتي مشوار ايه؟
روفان برقه
متفقه مع واحده صاحبتي ننزل نشتري شويه حاجات.

يوسف بابتسامه
براحتك يا حبيبتي. السواق بره هيوصلك مكان ما تحبي
اشتغل فتيل غضبه من تجاهلها المتعمد له و نظرات الشماته من جانب يوسف الذي كانت ابتسامه مستفزة مرتسمه على شفتيه لذا قال بحدة طفيفة
طيب يا يوسف همشي انا عشان ورايا حاجات مهمه.

أشار يوسف برأسه محاولا كبت ضحكاته ليغادر على خلف روفان و تبقي هو و كاميليا التي طالعته بغضب و همت بالمغادرة فامتدت يداه تقبض علي معصمها و جذبها معه الي داخل غرفه المكتب و اغلق الباب و قام بإلصاقها به و هو ينظر إلي داخل عيناها بحب فهيا تأبي أن تسامحه منذ ذلك اليوم حين اتهمته بأنه يقلل من شأن قدراتها و بالرغم من كل ما حدث ذلك اليوم و اختطافها و إنقاذه لها إلا أنها و بمجرد أن دلفوا الي غرفتهم حتي استمرت بخصامه و لم تفلح كل محاولاته في مراضاتها و قد انشغل طوال الأسبوع المنصرم عنها لذا لم يتثني له الوقت للإختلاء بها فقد كان يعود كل يوم متأخرا بسبب تراكم الأعمال فتكون قد خلدت الي النوم و يغادر صباحا عندما تكون هيا نائمه و لكن الآن قد أتته فرصه ذهبيه للإختلاء بها و مراضاتها لذا قرب وجهه منها ناظرا بقوة الي داخل عيناها قائلا بصوت أجش.

عنيكي الحلوين وحشتوني اوي.

حاولت عدم التأثر بنظراته القاتله و لا بلهجته المثيرة و لا بكلماته التي دغدغت مشاعرها و قالت بصوت يبدو ثابتا
لا والله و المفروض اني اصدقك بقي.

هز رأسه و لكن عيناه لم تهتز بل ظلت تطالعها بشغف كاد أن يفقدها ثباتها و خاصتا حين قال بخفوت
لو مش مصدقاني مستعد اثبتلك حالا.

قرب شفتيه من خاصتها ينوي تذوقها فقد اشتاقها كثيرا و لكنه تحركت قبل أن ينال مبتغاه و حاولت الأبتعاد إلا أن يداه أحكمت تطويق خصرها بقوة فقالت بدلال
سيبني.

و كأنه يعندها حيث قربها أكثر منه و قال بخفوت
معقول كل دا زعل مني؟
كاميليا بعتب
يعني مش عارف؟

امتدت يداه ترجع أحدي خصلاتها خلف أذنها و قام بتمريرها علي خدها الشهي قبل أن يقول بحب
عارف. بس خلاص بقي. طب موحشتكيش
لم تجبه و إنما تجلي شوقها إليه في نظراتها التي جعلت قلبه يدق بعنف و هو يقترب منها قائلا بخفوت أمام شفتيها
عنيكي جاوبت عليا. بس انا عايز اسمعها منك.

قال جملته الأخيرة و مرر إصبعه فوق شفتيها مما ألهب نيران العشق بقلبها فخرجت الكلمات من بين شفتيها بعذوبه
وحشتني.

ابتلعت شفتيه باقي كلمتها و اخذها معه في قبله محمومه متطلبه مُحمله بأمواج شوق عاتيه أطاحت بثباتها كليا فجعلتها خاضعه لعشقه الذي أخذ يسقيها منه حتي ثملت فلم تعد قدماها قادرة علي حملها ليتولي هو تلك المهمه و يقوم بحملها و التوجه بها نحو الأريكه و لم يفصل القبله بل عمقها أكثر حتي صار ينهل من رحيقا المُسكر بالنسبه اليه و يداه تتجول علي ساحه جسدها بحريه و كأنها تذكرها بأوقاتهم الرائعه معا فايقظت رغبتها في عشقه أكثر و غرزت يدها في خصلات شعره تقربه منها فزادت من جنون هوسه بها الذي فاض به في تلك اللحظه فلم يعد يتحمل ابتعادها بل صارت كل خليه بجسده تطالب بها فامتدت يداه تحاول إزاله كل ما يعوقه عنه و لكن جاء ذلك الرنين المزعج لهاتفه ليخرجهم من دوامه عشقهم الجارفه ففصل القبله و قام بإسناد رأسه الي رأسها محاولا تنظيم أنفاسه ليعود الهاتف يرن من جديد فاضطر مجبرا أن يجيب فقام بوضع قبله قويه في باطن يدها و أعطاها ابتسامه عاشقه قبل أن يقول.

ثواني هرد عالتليفون و اجيلك.

لم تجبه انما اكتفت بهز رأسها فلم تكن تقوي علي الرد في تلك اللحظه فكانت تحاول التقاط أنفاسها و تنظيم دقات قلبها الهادرة بفعل جنونهما و لكنها تفاجئت بصوته الذي ارتفع حين قال غاضبا
بتقول ايه؟ ابعتهالي دلوقتي فورا؟

و ماهي الا ثوان حتي أتاه اشعار بوصول رساله علي بريده الخاص ففتحها و جحظت عيناه لدي رؤيته ما تحتويه فهب من مكانه قائلا بصوت هز أرجاء المكان
انت تعرف الحيوان دا اسمه ايه؟، طب اقفل و أنا هتصرف و طبعا مش عايز اقولك لو الموضوع دا لو خرج لحد انا ممكن اعمل فيك ايه؟

انهي يوسف محادثته و قام بإجراء محادثه آخري و كانت لإحدي رجاله. كل هذا كان يجري أمامها و هيا لا تعلم شئ لذا انتظرت الي أن انتهي و قالت بخوف
في ايه يا يوسف؟

لم يكن لديه الوقت للحديث لذا قال برفق
معنديش وقت اشرحلك. يا حبيبتي هروح مشوار مهم و هرجع احكيلك علي كل حاجه.

كان يتحدث إليها و هو يرتدي المعطف الخاص به مما يدل علي أنه لا يملك الكثير من الوقت لذا قالت بتوسل
طب علي الاقل طمني. حصل حاجه وحشه لحد.

انتهي من إرتداء معطفه وقام بوضع قبله قويه فوق جبهتها و قال محاولا طمأنتها
لا يا حبيبتي أن شاء الله مفيش اي حاجه وحشه. هروح مشوار صغير و ارجعلك اتفقنا.

لم تملك سوي ان تهز برأسها و تعطيه ابتسامه بسيطه كانت أكثر ما يحتاج و من ثم انطلق الي وجهته.

في الخارج توجهت روفان الي السيارة بخطٍ حاولت جعلها ثابته و هيا تعلم أنه خلفها لكنها حاولت عدم التأثر و ما أن وصلت الي بابها حتي وجدته خلفها مباشرة يقول بصوت غاضب
والنبي و انتي بتشتري الحاجات الي انتي عايزاها ابقي اعملي حسابك تجيبي كل الي ناقصك عشان فرحك الأسبوع الجاي أن شاء الله.

اختتم جملته ثم توجه إلي سيارته و علي وجهه نظرات عابثه بعدما القي جملته ليثير فضولها و غضبها و هو متأكد من أنها ستتبعه و بالفعل تبعته قائله بإستنكار
استني هنا هيا مين دي الي فرحها الاسبوع الجاي؟

لم يجبها فاضطرت أن تهرول لتلحق به و ما أن وصلت إليه حتي رفعت يدها لكي تمسك بكتفه ففاجأها عندما التفت و قام بإمساك يدها يلفها حول رقبته و اليد الأخري وضعها أسفل ركبتيها و قام بحملها وسط زهولها و هو يقول بتوعد
بقي انا تنفضيلي. أما وريتك.

صدمها ما حدث و جاءت كلماته لتجعلها ترتعب و تجلي ذلك في نبرته حين قالت بذعر
انت هتعمل فيا ايه؟

لم يجبها و إنما انخفضت نظراته الجائعه الي شفتيها فتخضبت وجنتاها من ذلك المعني الذي وصلها و قامت بالعض علي شفتيها ليقول بتخابث
ناوي اعمل الي جه في بالك بالظبط. و بعدها هربيكي من اول و جديد و اقصلك لسانك الفالت دا. يا فتانه.

كان أدهم يقف أمام بيت تلك المرام ينتظر ظهورها فهو قد بحث كثيرا حول أمر ذلك الشاب و لكنه لم يصل لشئ بعد و قد كان شكه ينحصر حولها فهو شبه متأكد بأن كل ما حدث كان من تخطيطها لذا اقسم أن يذيقها الويلات و لكنه منذ يومان و هو ينتظر أمام بيتها حتي يراها و لكنها لم تظهر أبدا مما جعل غضبه يزداد أكثر فهيا قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بنظره و حاولت تفريقه عن الإنسانه الوحيده التي سكنت قلبه و هو لن يتواني عن تلقينها درسا قاسيا.

أخرجه من شروده رنين هاتفه و كان المتصل يوسف الذي ما أن اجابه أدهم حتي قال بصرامه
تجيلي عالمخزن بتاعنا الي في (، ) دلوقتي حالا
أدهم بإستفهام
ايه يا يوسف حصل حاجه؟

يوسف بإختصار
لما تيجي هتفهم كل حاجه.

اختتم جملته و اغلق الهاتف ليزفر أدهم بغضب قبل أن يدير سيارته متوجها إلي ذلك المكان و بعد نصف ساعه كان قد وصل الي وجهته فوجد عدة سيارات متوقفة اما ذلك المخزن فتوجه الي الرجال فقام أحدهم بفتح باب المخزن ليجد يوسف يقف معطيا إياها ظهره واضعا يديه بجيوب معطفه و امامه، ماذا. توقف عقله للحظات عن العمل عندما وجد مرام و ذلك الشاب الذي كان يبحث عنه مقيدان و ملقيان بإهمال علي الأرض و قد كانت مرام تبكي و لكن عندما رأته توقفت عن البكاء و صار جسدها يرتعش رعبا فتوجه أدهم الي أخاه قائلا بإندهاش.

يوسف! انت وصلتلهم ازاي؟

نظر إليه يوسف و سرد عليه ما حدث قبل عدة ساعات.

في وقت لاحق
اجاب يوسف علي الهاتف فوجد أحدي الصحفيين الذي يمتلكون جريدة من الجرائد الصفراء و التي تهتم كثيرا بفضائح المشاهير من الممثلين و رجال الأعمال فاندهش عندما علم بهويه ذلك الرجل و لكن تحولت دهشته لغضب عارم عند سماعه حديثه.

يوسف بيه مع حضرتك نادر المحلاوي صاحب جريده (. ) انا آسف لو ازعجت حضرتك بس الموضوع مهم. من نص ساعه جالي واحد و معاه صور مش كويسه لغرام هانم الرفاعي حرم أدهم بيه و طلب مني اني انشرها في الجريدة عندي مقابل مبلغ مادي كبير. و أنا اخدت منه الصور و وعدته اني هنشرها بس طبعا أنا مش هعمل كدا انا قولتله الكلام دا عشان اكلم حضرتك اقولك.

صُدِم يوسف من حديث ذلك الرجل و قال بغضب
ابعتهالي فورا
قام الرجل بإرسال تلك الصور التي رآها أدهم مسبقا فجن جنون يوسف الذي قال بغضب جحيمي
انت تعرف الحيوان دا اسمه ايه؟

ارتبك الرجل كثيرا من لهجته الحادة و قال بتلعثم
اه هو قالي اسمه تامر عبد الحميد.
اغلق يوسف الهاتف بعد أن هدد ذلك الرجل بألا يخبر أحد بذلك الأمر و قام بمهاتفه مصطفي قائد الحرس الخاص به و امره بأن يحضر هذا المدعو تامر في الحال و بمواجهته و تلقينه درسا قاسيا أخبره بأن مرام هيا من امرته بفعل ذلك حتي تفسد علاقه أدهم و غرام للأبد.

عودة للوقت الحالي
اختتم يوسف حديثه قائلا بهدوء
خد حق مراتك بس بلاش دم. احنا مش قتالين قتله. و اعمل حسابك انك تخلص من الموضوع دا في اقرب وقت عشان فرحك انت و مازن و على الاسبوع الجاي.

انهي جملته و قام بالربت بقوة علي كتفه فنظر إليه أدهم بإمتنان ثم التفت و قد لمعت عيناه بالشر و هو ينظر إلي هذان الإثنان اللذان كانا يرتعبان مما قد يفعله بهما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة