قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثمانون

لم يخلق الحب للضعفاء.
كلما سمعت هذه الجملة، ُكنت ابتسم علي مدى سخافتها فقد كنت أؤمن بأن الأقوياء لا يقعون في الحب أبدا؛ إلى أن قابلتها، لم استطع عبورها و لا تجاوزها، وكأنها عَلقت بداخلي رغمًا عني؛ وانصاعت جميع حواسي خلف سحرها الآسر، فقد كانت أنثى استثنائية للغايه لا تسعفني الأحرف لوصفها، كانت دافئة حنونة أذابت بدفئها برود قلبي، وبحنانها قسوتي فقد كانت الوحيدة التي رأت عتمتي فأضائتها.

نورهان العشري.

توجه يوسف إلي باب المخزن و قبل أن يخرج مال علي مصطفي قائد الحرس الخاص به و قال بصوت خفيض
خليك معاه و لو حسيت الموضوع فرط منه ادخل.
مصطفي بإحترام
أوامرك يا يوسف بيه.

خرج يوسف تاركا خلفه أدهم الذي ارتسم الجحيم بنظراته و هو يطالع ذلك الشاب الملقي علي الأرض و ملامحه غير واضحه بسبب اللكمات التي تلقاها علي يد رجالهم و قد كان يرتجف من فرط الخوف عندما تقدم به أدهم الذي قام بجلبه من ياقه قميصه و هو يقول بغضب
انا هوريك يا كلب. ازاي تفكر تقرب من حاجه متخصكش تاني.

الشاب بذعر
انا ماليش ذنب والله هيا الي خلتني اعمل كدا.

قام أدهم بتكوير قبضته و أعطاه لكمه قويه سمع بعدها صوت عظام أنفه الذي انكسر من قوة اللكمه فصاح الشاب بألم فتابع أدهم
اااااه، والله ما ليا ذنب.

أدهم بصراخ
ليه عيل صغير بتتسحب من قفاك..

أخذ أدهم يلكمه بوحشيه حتي كاد يزهق أنفاسه فاقترب منه مصطفي قائلا بإخترام
أدهم بيه كفايه كدا. يوسف بيه قال مش عايزين دم و هو قرب يخلص في ايدك.
تجاهل أدهم حديث مصطفي و أخذ يركل الشاب بعنف مما أجبر مصطفي علي أن يتدخل ممسكا بأدهم من الخلف محاولا أن يبعده عن ذلك الشاب الذي كان يرقد علي الأرض غارقا في دماءه. حاول أدهم التملص من يد مصطفي و لكنه احكم إمساكه جيدا و هو يقول
أدهم بيه ارجوك تمالك اعصابك.

تنبه ادهم لحالته فزفر بغضب و تراجع الي الخلف و مسح علي وجهه محاولا التقاط أنفاسه قبل أن يقول بصرامه
خد الكلب دا ارميه في أي مستشفي حكومي، ميستاهلش اوسخ ايدي اكتر من كدا.

نظر مصطفي الي مرام التي كانت ترتجف خوفا من أدهم الذي كان يوجه نظرات محتقنه ارعبتها و قال
طب و هيا؟
ادهم بنظرات متوعده
لا هيا هتفضل هنا شويه. اومال تمشي كدا من غير ما نضايفها.

أوشك مصطفي علي الحديث فقاطعه أدهم قائلا بنبرة ذات مغزي
متقلقش يا مصطفي. كل حاجه هتبقي علي نضيف. اصل المدام ليها معزة كبيرة اوي عندي.

هز مصطفي رأسه بإستسلام و أوشك علي المغادرة فأتته صرخات مرام المرتعبه و هيا تقول بتوسل
أرجوك استني متسبنيش معاه و تمشي..

لم يتوقف مصطفي انما أمر رجاله بإحضار ذلك الشاب بينما نظر إليها أدهم بتشفي علي رعبها الواضح من مظهره و قام بجلب مقعد خشبي و وضعه أمامها مباشرة و جلس فوقه و قد تحولت نظراته للإشمئزاز الذي تجلي في نبرته حين قال
خايفه و مرعوبه لاعمل فيكي زي ما عملت في الكلب شريكك صح!

خرج صوتها مرتعشا بين شفتيها و هيا تقول
والله يا أدهم انا معرفش حاجه عن الي بيقولو..
قاطعها أدهم صارخا
اخرسي. بطلي كذب و قرف بقي. انني ايه شيطانه. لسه بتكذبي بعد كل دا. سممتي حياتي قبل كدا و رجعتي بكل بحاحه تطلبي مساعدتي و ساعدتك و بردو لسه قذرة زي مانتي. وهمتيني انك كارهه جوزك و أنه مبهدلك و واخد ابنك منك و انتي طلعتي حراميه و سرقاه و هربانه و راميه ابنك. ايه الحقاره دي يا شيخه.

اخذت تبكي بحرقه دون أن تستطع الحديث ليقول هو بإحتقار
بس متقلقيش انا مش هاجي جمبك انا مش هقدر اوسخ ايدي بيكي. بس انا هعرف أعلمك الادب كويس.
برقت عيناها و هيا تقول بخوف
هتعمل ايه؟
أدهم بهدوء
والله دا هيتوقف علي اجابتك علي سؤالي
مرام بأستفهام
سؤال ايه؟
ارتسم الغضب في عيناه و قست لهجته كثيرا و كأنه يحذرها من أن تكذب و قال
عرفتي الي حصل بيني و بين غرام ازاي؟

ارتبكت كثيرا من سؤاله و لم تعلم بماذا تجيبه فطال صمتها لذا قال بحدة و نظرات مشتعله
و رحمه ابويا لو ما نطقتي لا هكون قاطع لسانك عشان تخرسي خالص. انطقي عرفتي ازاي؟

قال جملته الأخيرة بصراخ جعلها تنتفض في مكانها من الفزع الذي جعلها تقول بلهفه
هقول والله، عرفت. من سمر السكرتيرة. كانت سمعت غرام و هيا بتتكلم مع كاميليا و لما ضغطت عليها حكتلي.
اشتعل غضب أدهم و قال بلهجة حادة السيف
حكتلك ايه بالظبط؟
مرام برعب
حكتلي. انك غدرت بيها بعد ما علقتها بيك و كسرت قلبها و لما جيت ترجعلها تاني هيا مرديتش.

أدهم بحدة
بس. حكتلك كدا بس
مرام بصدق
اه وحياة ربنا هو دا الي حكتهولي بس
زفر أدهم براحه من أنها لم تعلم شيئا عن حقيقه ما حدث و لكنه نظر إليها بحنق قائلا
كدا انتي قللتي عقابك شويه.

انهي كلماته و توجه إلي السيارة قام بحلب شئ ما ثم عاد إليها مرة ثانيه و قام بإلقاء ما بيده أمامها و هو يقول بأمر
امضي هنا.
جفلت مرام من حديثه فنظرت الي الاوراق أمامها و التي كانت تحمل تنازل منها عن ولدها فقالت بخوف
امضي علي ايه؟ دا انت عايزني اتنازل عن ابني. وايه الورق الفاضي دا.
أدهم بتأييد.

انك كدا كدا أبوه هياخده و زي ما ساعدتك ترجعيه هصلح غلطتي و اساعده ياخده منك. ايوا فعلا دا ورق فاضي. و بقولك امضي عليه
مرام بحدة
يعني ايه امضي علي ورق فاضي دانتا ممكن توديني في داهيه.

أدهم بسخريه
انتي كدا كدا رايحه في داهيه. دا أساسي. اقولك هاتي الورق. بس اعملي حسابك أن البوليس بيدور عليكي. ما شاء الله ليكي كام قضيه انما ايه يخلوكي تقضي باقيه عمرك في السجن.
ارتعبت من حديثه و قالت بصدمه
قواضي ايه انا معملتش حاجه.

ادهم بتهكم
معملتيش حاجه! دانتي مسبتيش حاجه معملتيهاش. اولا سرقه جوزك الأولاني الي مبلغ عنك. ثانيا المخدرات الي كنتي بتتاجري فيها و فاكرة ان محدش هيعرفك. مش الكلب دا بردو الي خلتيه يعمل عملته السودا دي مقابل تديله المخدرات الي هو عايزها. الكاميرات مصوراكي في النادي وانتي بتبيعي المخدرات لأصحاب الطبقات العليا. كل حاجه متسجله و أن شاء الله هتقضي باقيه عمرك في السجن.

ارتعبت من حديثه و كشفه لكل أفعالها و جرائمها فقامت بإمساك الورقه و القلم و قامت بوضع إمضتها أسفل الورقه و تقدمت منه و هيا تتوسل قائله
أرجوك يا أدهم متعملش فيا كدا. انا مضيت اهوة و هعمل كل الي انت عايزه بس والنبي متسلمنيش للبوليس.

أدهم بتأثر مصطنع
والله يا مرام كان بودي اساعدك بس للأسف مفيش في ايديا حاجه.

قام بجذب الاوراق من يدها و توجه للخارج فوجد رجال الشرطه و بجانبهم زوجها الذي كان قد قام بضربه سابقا ينظر إليه بإمتنان فاقترب أدهم منه و سلمه الورقه قائلا بإعتذار
انا خلتها تمضي عالورقه دي تقدر تكتب فيها تنازل عن الفلوس الي هيا سرقتهم منك و دي ورقه تنازل عن الولد عشان يسافر قبل ما يعرف بعمايلها السودا دي. و بكدا ابقي صلحت غلطتي معاك لما ساعدتها تاخد الولد منك.

الرجل بإمتنان
الف شكر يا ادهم بيه. كتر الف خيرك اوي انا حقيقي مش عارف اقولك ايه. كنت عايز الولد يمشي من هنا في اسرع وقت قبل ما يعرف بمصايبها دي. كفايه نفسيته زي الزفت من غير حاجه بسبب انها اخدته مني.

شعر أدهم بالندم يقرضه من الداخل و قال بأسف
ربنا يعينك و تقدر تهون عليه الظروف دي. لو احتاجت اي حاجه في أي وقت كلمني.
شكره الرجل و في هذه الأثناء قامت رجال الشرطه بجلب مرام التي دخلت في نوبه بكاء هستيري لم تزده سوي غضبا و إشمئزازا منها لذا سارع بإستقلال سيارته و انطلق من المكان و بأكمله ..

كانت تجلس بجانبه في السيارة و هيا تكتف يديها و ترسم الغضب فوق ملامحها و الذي كان نقيضه تماما في قلبها الذي يرقص فرحا بفعلته الجنونية و لكنها أبت أن تفصح عن ما بداخلها و تكمل خطتها للنهايه فواصلت رسم العبوس و الغضب علي وجهها و قد كان يناظرها من وقت لآخر نظرات عاشقه مشتاقه فقد كان يعاني الأمرين طوال الأسبوع المنصرم و حين طلب يوسف رؤيته ترك كل شئ بيده و هرول إليه يمني نفسه برؤيتها.

صف سيارته أمام أحدي المطاعم و نظر إلي ملامحها الجميله التي تأثره حتي و هيا عابسه تجعل قلبه لا يتوقف عن الخفقان رقتها و برائتها و حتي غضبها يروقه.
طال صمته للحد الذي جعلها تتململ داخلها و لكنها مازالت علي ثباتها الخارجي فسمعت تنهيده حارقه خرجت من فمه اتبعها قائلا بعتاب
هتفضلي باصه قدامك كدا كتير؟ في حاجات حلوة النحيادي علي فكرة.

لم تجبه بل بدت و كأنها لم تسمعه من البدايه ليناظرها بخبث قبل أن تمتد أصابعه تتلمس عنقها صعودا و هبوطا في محاوله منه لزعزعه ثباتها الذي يعلم أنه ظاهري فقط فسرت لمساته كالنيران التي كانت تحرق جلدها الناعم بنيران الشوق فهيا رغما عنها قد اشتاقته كثيرا و لكنها حاولت جاهدة التماسك ليواصل هو أفعاله العابثه التي جعلتها علي شفير الإنهيار خاصتا حين اقترب منها قليلا و هو يقول بصوت أجش.

طاوعك قلبك تقسي عليا كدا؟

عند سماعها كلماته انهار ثباتها و التفتت إليه قائله بغضب طفولي و شفاه مرتعشه علي وشك البكاء
دي انا الي قسيت عليك مش كدا. و لما سبتني اسبوع كامل متكلمنيش و لا تسأل عني ولا عارف انا فيا ايه؟ كنت بتعمل ايه وقتها؟

صُدِم على لأنفعالها بتلك الطريقه التي توحي بمدي حزنها منه و الذي آلمه كثيرا فامتدت يداه تحتضن وجهها بين راحتيه و هو يقول بصدق
حقك عليا. انا أبدا مكنتش اقصد اقسي عليكي و لا ازعلك.

تساقطت العبرات من مقلتيها و هيا تقول بحزن
اومال لو كنت قاصد كنت عملت ايه؟
خفق قلبه بشدة و شعر بأن قطراتها جمرات تحرقه فجذبها اليه بلهفه يحتضنها بقوة و هو يقول بإعتذار
حقك عليا يا روح قلبي. والله ما اقدر علي دموعك دي أبدا.

ظلت تبكي بين أحضانه و جسدها يرتجف من شدة البكاء فقد ذاقت الويلات في غيابه و اختبرت مرارة الشوق و عذاب الحب الذي لاطالما سمعت عنه. أما هو فتركها تبكي حتي تخرج ما بداخلها و قد كان يلعن نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي هجره لها بتلك الطريقه فهيا حقا رقيقه و بريئه للغايه فكيف طاوعه قلبه بالقسوة عليها هكذا.

شيئا فشيئا هدأت شهقاتها فجذبت نفسها من أحضانه و لكنه لم يتركها بل ظلت يداه تحاوط خصرها و عيناه تناظرها بعشق كبير و لكنها كانت تخفض رأسها تحرمه لذة النظر إلي عيناها التي يعشقها فقام بوضع يده أسفل ذقنها و رفع رأسها لتشتبك عيناه مع عينيها الجميلة و التي جعلت قلبه يذوب من فرط الندم علي جعلها تحزن بهذا الشكل فامتدت أنامله تمسح عبراتها برفق و هو يقول بندم.

كفايه بقي. دموعك دي بتنزل زي الجمر علي قلبي. حقك عليا والله ما قصدت اني ازعلك اوي كدا.
روفان من بين دموعها
هنت عليك تسبني كل دا.؟
على بحب
عمرك ما تهوني عليا أبدا.
روفان بعتب
لا هنت. معقول مكنتش بوحشك زي مانتا كنت واحشني.
على بلهفه.

كنتي وحشاني بس دانا كنت هتجنن عليكي. صباحي مكنش له طعم من غير ما اسمع صوتك فيه زي ما اتعودت. و يومي مكنش بيعدي عشان مكنتش بشوفك. و طول الليل كنت بفضل سهران افكر فيكي. صدقيني الاسبوع دا كان صعب عليا اكتر منك.
روفان بحزن
و ليه. لما انت كمان كنت بتتعذب زيي مكنتش بتكلمني ليه. مجتش تعاتبني ليه؟ هو احنا ليه بنصعب حياة بعض كدا؟ ما الي زعلان من حد يروح يقوله عشان يصالحو. انما ليه البعد و وجع القلب دا.

كان ينظر إلي برائتها النابعه من حديثها و عينيها الناعسه التي زادها الحزن جمالا فوق جمالها و ايضا تعبيراتها الطفوليه التي تتنافي مع جاذبيتها المهلكه و التي تجعله يحبس أنفاسه ففتاته الصغيرة تثير بداخله مشاعر لم يكن يتخيلها. فامتدت يداه تمسك بكفها قبل أن يقول بإعحاب
انتي بريئه اوي يا روفان. بس الدنيا مبتمشيش كدا ابدا. مش كل حاجه ينفع تتقال..

روفان بعند
لا ينفع عادي.
على بتهكم
ما طبعا لازم تقولي ينفع. هو انتي بتخبي حاجه اصلا
روفان بحزن
قصدك أن انا فتانه. اه صح مانتا قولتلي هقصلك لسانك يا فنانه.

عاد إليها حزنها مرة ثانيه فابتسم على قبل أن يقول بحنان
انتي احلي حاجه في دنيتي. انتي الانسانه الي اخترتها من الدنيا دي كلها عشان اكمل حياتي معاها.

دونا عنها انفرجت شفتيها عن ابتسامه رقيقه انشرح لها صدره فتابع حديثه قائلا برفق.

الزوج و الزوجه يا روفان مفروض يكونوا هما سر بعض. الي بينهم ميعرفوش حد ابدا. ربنا جعل بينهم ميثاق غليظ و دا عشان قوة العهد الي بينهم و الميثاق دا بيقتضي من الزوجين أنهم اولا يعاملوا بعض بالمعروف و يبقي في ما بينهم مودة ورحمه ربنا قال في القرآن الكريم وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَصدق الله العظيم.

كانت روفان تنتبه الي كلامه كثيرا و رددت خلفه
صدق الله العظيم
راق له أن تنتبه الي حديثه هكذا فتابع قائلا
و تاني حاجه حفظ الأسرار بين الزوجين. مينفعش أبدا تخرجي سر بينا بره.

روفان باستفهام
بس موضوع كاميليا مكنش يخصنا
على بهدوء
حتي لو مكنش يخصنا غلط دي اسمها خيانه أمانه لم أأتمنك علي حاجه مينفعش أن انتي تروحي تقوليها و مش انا بس اي حد لما يقولك علي سر مينفعش انك تروحي تقوليه. إفشاء الأسرار دي صفه وحشه جدا و هتخلي الناس تتجنبك و تحرص منك. كمان مينفعش تشوفي حاجه قدامك و تروحي تقوليها لإن دي فتنه و الفتنه أشد من القتل.

روفان بلهفه
ايوا اانا عارفه الموضوع دا
على بسخريه
يا شيخه. امال ايه بقي.

شعرت روفان بالخجل من أفعالها فقالت بحزن.

انا مكنتش اعرف ان الموضوع كبير كدا. و كمان والله مكنتش ببقي قاصده افتن علي حد. انا كنت خايفه علي كاميليا فكنت عايزة انبهها. و لما روحت قولت لأبيه يوسف أن مازن و أدهم بيقوموا ماما عليه كنت خايفه لماما تزعله هو أو كاميليا. و لما روحت فتنت علي أدهم و مازن و قولت لغرام أنهم في الشقه و ممكن يكونوا بيخونوهم كنت خايفه عليهم عشان هما اصحابي. و لما فتنت علي أدهم لممتي و قولتلها أنه بيحب غرام اختك و عايز يتجوزها هيا مش موافقه كان صعبان عليا أدهم.

برقت عيناه و قال بزهول
يا نهار اسود كل دي ناس فتنتي عليهم. دانتي معتقتيش حد. دانا ربنا يسترها عليا معاكي.

شعرت روفان بفداحه اخطاءها فاخفضت رأسها و قالت بخجل
انا اسفه انا فعلا فتانه زي ما هما كانوا بيقولوا عليا. بس انا والله مكنتش اقصد.

رق قلبه كثيرا لحالها فقام برفع رأسها يطالعها بحنان تجلي في نظراته حين قال
اوعي توطي راسك تاني. و بعدين انا عارف و هما عارفين انك بتتصرفي بعفويه بس كان لازم انبهك عشان بعد كدا تاخدي بالك.

روفان برقه
خلاص اوعدك بعد كدا هاخد بالي و مش هقول حاجه أبدا
على بتأكيد
مينفعش أبدا توعدي بوعد و متنفزيهوش. خليكي فاكرة دا.
روفان بلهفه
لا خلاص والله هنفذه.

اقترب على منها يقول بغزل
يعني كدا خلاص اتصالحنا.
رفعت رأسها تناظره بخجل سرعان ما تحول لعبوس و هيا تقول بحزن
لا متصالحناش أنا لسه زعلانه. بقي تعرف اني تعبانه و متجيش تشوفني انا زعلانه منك
رفع على إحدي حاجبيها و قال بنبرة ذات مغزي
امممم كنتي تعبانه بردو. طب عيني في عينك كدا.

التفت تنظر إلي الجهه الآخري و هيا تشعر بلهجته التي يغلفها الشك و لا تدري ماذا تقول لتمتد يداه تحت ذقنها تجبرها علي النظر إليه و هو يقول بعتب
ينفع تكذبي عليا؟

اسدلت كتفيها و زفرت بتعب قبل أن تقول بإذعان
لا مينفعش. طب بص انا هحكيلك بس توعدني تحافظ عالسر
اوعدك.

قصت عليه ما حدث منذ يوم أن تركها و غادر و هو غاضب منها لتلك التمثيليه التي اشتركوا بها جميعا فبرقت عيناه من الزهول حين قالت
بس بصراحه غرام دي دماغ متكلفه.

تحول ذهوله لغضب تجلي في نبرته حين قال
دماغ متكلفه. قصدك دماغ عايزة كسرها دانا هقطع رقبتها بنت الجزمه دي. بقي انا تعملوا عليا الفيلم الهابط دا. أما ربتها غرام الكلب مبقاش انا.

ارتعبت روفان من غضبه و قالت دون قصد
والله يا أدهم هيا مكنش قصدها. دي كانت عيزانا نتصالح. كلهم والله مهنش عليهم زعلي و قرروا يساعدوني.

توقف على عند كلمهكلهم و قال بإستفهام
كلهم! الي هما مين كلهم؟
روفان بعفويه
كاميليا و غرام و كارما و حتي طنط فاطمه. بصراحه يا على مكنتش متوقعه أنهم بيحبوني اوي كدا. دول وقفوا في صفي ضدك. هيا دي العيله الي كنت بحلم اتجوز فيها عيله احس أن أنا واحده منهم كدا مش غريبه.

على بزهول
عيله تحسي انك واحده منهم. دي عيله واطيه دانا هطلع عينهم واحد واحد. حتي امي الست الوقورة اشتركت معاكوا. دانا هوريكوا النجوم في عز الضهر اصبري عليا..

قال جملته و أدار محرك سيارته و و انطلق و هو يرغي و يزبد و يتوعد لهم جميعا.

كان يوسف بالشركه حين أتاه فاتح الذي لم يرد مقابلته في البيت و صمم أن يتقابلا بالشركه و قد تفهم يوسف موقفه و كان ينتظره حين أدخلته سمر السكرتيرة و أغلقت الباب خلفها ليتقدم فاتح من يوسف يصافحه بحراره فهو لم ينسي أبدا دوره الكبير في مساعدتهم و القضاء علي ذلك الشيطان
اهلا يا فاتح. نورت الشركه كلها.

فاتح بود
الشركه منورة بيكوا يا يوسف.
دعاه يوسف للجلوس و قام بإخراج بعض الأوراق و وضعها أمامه ثم نظر إليه و قال بإهتمام
ها يا بطل قولي بقي نويت تعمل ايه؟

فاتح بهدوء
ناوي ابتدي من جديد و اردم علي كل العك الي فات دا بقي.
عظيم. قولي خططك
فاتح بإمتنان
قبل ما اقولك اي حاجه عايز اشكرك علي كل الي انت عملته معايا. و مقصدش علي موضوع راغب بس. انا مكنتش عارف هخلع من الناس دي ازاي. بس لولا أنك كلمت جاك و خليته يساعدني و يطلعني ميت قدامهم مكنتش عارف هعمل ايه.

ماتقولش كدا يا فاتح. احنا مفيش بينا شكر انت ساعدتنا و رميت نفسك في النار عشان خاطرنا و أنا قولتلك انا بعتبرك واحد مننا أما بقي موضوع جاك دا فأنا معملتش غير واجبي تجاه اخويا الصغير. انت تستحق تعيش حياة احسن من كدا. تستحق تبتدي من جديد.

اختتم يوسف حديثه و قام بإعطاءه مجموعه من الأوراق التي كانت تحوي علي تنازل من راغب علي جميع ممتلكاته بمصر الي رائد و الذي بدوره تنازل عنها لرجل آخر لا يعرفه فاندهش مما رآه ونظر الي يوسف قائلا بإستفهام
مين ياسر عبد الحميد الراوي دا؟

يوسف بإبتسامه
افتح باقي الورق وانت هتعرف.
فتح الورق و وجد جواز سفر و بطاقه و شهادة ميلاد ذلك الرجل المدون اسمه علي أسفل الورق فرفع رأسه يطالع يوسف بعدم فهم فقال يوسف بمزاح
دانا بقول عنك لماح، و عموما يا سيدي هقولك. دا ورقك و اسمك و باسبورك الجديد فاتح دا خلاص انتهي و مات و الي قدامي دلوقتي هو ياسر عبد الحميد الراوي.

صُدِم فاتح من حديث يوسف و لكن حل محل صدمته القلق الذي ظهر جليا علي ملامحه فسارع يوسف بالقول
متقلقش. موضوعك مع الألمان منتهي. انما دا زيادة تأكيد و عشان نبقي علي ميه بيضا.
زفر فاتح بارتياح و ناظره بإمتنان قائلا
انا حقيقي مش عارف اقولك ايه يا يوسف.

يوسف ببساطه
ماتقولش. اردم علي كل الي فات و من النهاردة استعمل اسمك الحديد و عيش حياتك الجديدة و انسي الماضي كله. صحيح طمني محمود عامل ايه دلوقتي؟

فاتح بهدوء
الحمد لله بقي احسن شويه بس لسه بردو جسمه ضعيف و الدكتور قال ان نظره ضعف بسبب أنه قعد الوقت دا كله في الإضاءه الخفيفه دي بس طمنا و قال إنه محتاج شويه وقت و هيبقي كويس.

طب الحمد لله. ربنا يتم شفاه علي خير. هو كمان كان ضحيه للشيطان دا.

فاتح بألم تجلي في نبرته
كلنا كنا ضحايا له. ربنا ينتقم منه.
لمس يوسف الألم في نبرته فقال مغيرا الموضوع
انسي بقي. المهم انت معزوم يوم الخميس الجاي علي فرح مازن و أدهم و على.

فاتح بفرحه
الف الف مبروك ربنا يتمم علي خير. بس اعذرني انا مش هقدر آجي يا يوسف انت عارف.

قال جملته الأخيرة بحرج ليقاطعه يوسف بصراحه
مفيش اعذار. انا بعزم ياسر الراوي صديقي الي جاي من المانيا عشان يعمل بزنس هنا في مصر. دا الي كل الناس هتعرفه ما عدا انا و الشباب والي طبعا زيي و اكتر و انت عارف هما بيعزوك قد ايه
فاتح بقلق
بس..

يوسف بفظاظه
مابسش الموضوع منتهي. هستناك و دا آخر كلام عندي و اعمل حسابك أن هيبقي في بينا بزنس كتير الفترة الجايه دي
ابتسم فاتح بإمتنان و قال موافقا
الي تشوفه يا يوسف.

توقف على بسيارته أمام باب القصر بعدما اوصل روفان و عاد يتوعد الي كل هؤلاء المتآمرين و من بينهم والدته فترجل من السيارة متجها الي الباب الداخلي للقصر ليجد عثمان الجنايني يمسك بخرطوم يروي به بعض الأزهار فلمعت بعيناه فكرة ماكرة فتوجه إليه و القي التحيه ثم قال بإستفهام
بقولك ايه يا عم عثمان. هو الخرطوم دا يلزمك؟

اجابه عثمان قائلا
اه طبعا يلزمني يا على بيه. بسجي بيه الزرع و بعمل بيه حاجات كتير جوي دا متعدد الإستخدامات
على و هو يقوم بمعاينه الخرطوم و علي وجهه إمارات الرضا
تقيل الخرطوم دا يا عم عثمان و شكله بيوحع في الضرب مش كدا!

عثمان بلهجه صعيديه
إلا بيوجع يا علي بيه دانا نشيت الواد برهام ابني بيه واحده اديله اسبوعين مش عارف يجعد علي مجاعده.

لمعت عيناه بالفرح و قال
طب بقولك ما تسبهولي ساعه كدا محتاجه؟

عثمان بإستفهام
طب وانت محتاجه في ايه دا احنا حتي في الشتا مينفعش تتسبح بيه.

على بإندهاش
أسبح بيه! هو في حد بيستحمي بخرطوم الجنينه يا عم عثمان؟
عثمان بإقرار
إيوا اني يسبح بيه اهنه في الجنينه.

على بزهول
انت بتستحمي في الجنينه يا عم عثمان؟

عثمان بإقرار
ايوا يسبح في الجنينه. بس طبعا في الصيف مش في الشتا اكده. اومال. لاهو اني معنديش عجل
علي بتهكم
لا و دي تيجي و انت اهبل دي حتي مجاعدك كانت تاخد برد. الهباب دا آخره فين.

عثمان
لا دا طويل جوي. ما تجولي عايز تعمل بيه ايه وانا اجولك عالحل.

نظر إليه على بإستياء ثم قال بإذعان
يعني لو عايز ادي حد علقه. و محتاج حاجه حلوة زي الخرطوم دا كدا اعمل ايه؟

عثمان بضحكه صاخبه
طب مش تجول كدا من الأول. عيني. دجيجه واحده.

اختفي عثمان لثوان ثم جاء مهرولا و هو يمسك بيده عصا رفيعه و طويله و لكنها ثقيله و أعطاها لعلي و هو يقول
دي بجي خرزانه بنجبها في البلد حدانا عشان نمشي بيها لامؤخذه البهيمه. لما تبجي معصلجه يعني.

على بغيظ
اه هيا بهيمه فعلا. تسلم ايدك يا عم عثمان. شوف عشان الخرزانه الحلوة دي هفحتلك حمام سباحه هنا تتسبح فيه براحتك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة