قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثمانون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والثمانون

أدهم بمزاح
انا كدا اطمنت علي مستقبلي معاكي يا ميمو.
اغتاظت من حديثه فاندفعت تجاهه تأخذ منه الشوكه و توجهها إليه قائله بتحذير
بص انا مابحبش حد يبوظلي شكل الأكل مش انا اتعب و حضرتك تاكل عالجاهز. معنديش انا الكلام دا.

صُدِم أدهم من حديثها و قال بإندهاش
ايه دا هو انا مفروض اعمل حاجه؟
غرام بحدة
ايوا طبعا..
أدهم بعدم فهم
اعمل ايه طيب؟
ارتبكت من سؤاله كثيرا و لم تعرف كيف تجيبه و لكنها أسرعت بالقول
يعني مثلا تحضر السفرة، ايه هناكل في المطبخ مع الشغالين؟

أدهم بإندهاش
هما فين الشغالين دول يا بنتي هو في غيري انا و انتي في الشقه؟

غرام بتهكم و إندفاع
كويس انك عارف.
ادهم بإستفهام
نعم
غرام محاوله تصحيح كلامها
قصدي لازم تبقي عارف مهامك من دلوقتي، انا هطبخ و انت تحضر السفرة، اتفضل يالا روح حضرها.

لم يتح له المجال للحديث حتي رن هاتفها فتوجهت الي الخارج لترى من المتصل و الذي لم يكن سوي مازن فأجابته قائلا
ايه يا مازن اتأخرتوا ليه؟
مازن بإعتذار.

معلش يا ميمو طلعلي مشوار من تحت الأرض، انا بعتلكوا عم عبدة بالدوا و بهدوم لأدهم و هخلص مشواري و هعدي اخدكم..

غرام بغضب
مازن انت بتستهبل ازاي يعني مش جاي؟
مازن بمراوغه
غرام مش سامعك الشبكه بتقطع. طب بقولك ايه انا مضطر اقفل اصلي مش سامع منك حاجه. ابقي قولي لأدهم مازن بيقولك بدله الفرح عليك ماشي. يالا باي باي.

اقترب منها أدهم الي كان يقف و يستمع لحديث مازن الذي قدم إليه فرصه علي طبق من ذهب في الانفراد بها فابتسم بتخابث علي خجلها الذي تحاول إخفاؤه خلف ستار الغضب و تقدم منها قائلا ببراءه
ايه يا غرام في ايه مازن عايز ايه؟

غرام بغضب
دا مش مازن دا زفت الطين
حاول كبت ضحكاته و قال ببراءة مزيفه
ليه عمل حاجه ضايقتك و لا ايه؟
هو كل عمايله تضايق اصلا. والله ما عارفه كارما متحملاه علي ايه؟

أدهم بنبرة ذات مغزي
بتحبه، و الي بيحب حد بياخده كدا زي ما هو بعيوبه و بمميزاته. مبيقفش ينقي و يقول هاخد دا و اسيب دا
شعرت بأنه يقصد شئ ما من حديثه و ما أن همت بأن نجيبه حتي أوقفها رنين جرس الباب فتحدث أدهم قائلا
ادخلي انتي جوا دا اكيد عم عبده هاخد منه الحاجه و انادي عليكي.

اطاعته دون حديث ليتوجه الي الباب و بالفعل كان السائق الذي جلب له أغراضه مع الدواء فشكره و اغلق الباب و توجه إلي الغرفه و هو يناديها ففتحت الباب لتأخذ منه حقيبه الدواء و يذهب هو ليضع باقي الاغراض بالغرفه فأذا بجرس الباب يرن من جديد فتفاجئ الإثنان و تحدثت غرام قائله بإستفهام
هو انت مستني حد؟

أدهم بإستنكار
هكون مستني مين يعني، هتلاقي عم عبده نسي حاجه و راجع يديهالي، ادخلي انتي جوا و أنا هشوفه.

اطاعته للمرة الثانيه و توجه هو الي الباب لمعرفة من بالخارج و ما أن قام بفتح الباب حتي تسمر في مكانه عندما وجد مرام تقف امام باب الشقه تنظر اليه بوداعه و خجل زائفين فخرجت الكلمات من فمه تلقائيا
انتي!

مرام بخفوت
اذيك يا أدهم
حل الغضب محل الصدمه و لكنه حاول التحكم به إذ قال بلهجه غير ودودة
اهلا، انتي ايه الي جابك هنا و عرفتي مكاني منين.

تجاهلت لهجته الحادة و قالت بنبرة متوسله
جايه اتكلم معاك و همشي علي طول يا أدهم. اكيد مش هتسبني واقفه عالباب كدا؟

زفر أدهم بحنق و قد انتبه أنهم في عقار به العديد من الجيران لذا تنحي جانبا ليفسح لها المجال للدخول و اغلق الباب و هو يلعن بداخله حظه العاثر الذي و كأنه يعانده دائما. فهاهي تلك الكارثه التي ظن بأنه قد تخلص منها تأتي في أكثر الأوقات الخطأ. وقف أدهم ينظر إليها بملل واضعا يديه بجيوب بنطاله ينتظر منها أن تبدأ بالحديث و لكن طال صمتها فتحدث قائلا بنفاذ صبر
خير يا مرام كنتي عايزة تتكلمي معايا في ايه؟

مرام بخجل مصطنع
بصراحه انا كنت جايه اعتذرلك. عالي حصل بينا آخر مرة
أدهم بإستنكار
تعتذريلي! علي ايه جايه تعتذريلي؟
افلتت دمعتان علي خديها محاوله كسب تعاطفه قبل أن تقول بتأثر مصطنع
اعتذر عن اسلوبي معاك و اني ضايقتك بكلامي انا كان غصب عني. ضعفي و حبي اتجمعوا في وقت واحد و مقدرتش اسيطر علي نفسي و لا اتحكم بأعصابي.

فطن أدهم الي مغزي حديثها الذي لم يكن يروقه بالمرة لذا قال بإختصار
تمام يا مرام حصل خير. الموضوع اتقفل خلاص و أنا نسيته.

مرام بلهفه
بجد يا أدهم يعني سامحتني و ممكن نفتح صفحه جديده؟
رفع ادهم إحدي حاجبيه و هو يقول بإستنكار
نعم! صفحه جديدة. دا الي هو ازاي يعني؟
مرام بحزن
يعني لو خسرتك كحبيب. بلاش كمان اخسرك كصديق. و خصوصا اني مبقاليش اي حد في الدنيا.

اوشكت غرام في تلك اللحظه علي الانقضاض علي تلك اللئيمه و تشويه وجهها المقزز و اقتلاع عينيها التي تطالعه بتلك الطريقه الوقحه فقد اعمتها غيرتها المجنونه عليه خاصتا عندما تنبهت الي أنه مايزال علي حاله عاري الصدر أمام تلك الوقحه التي تكاد تأكله بنظراتها و تتلون كالحرباء أمامه و تحاول التأثير عليه بسم لسانها و لكنها حتما لن تعطيها الفرصه فأخذت تدور حول نفسها في الغرفه محاوله كتم غيظها لتأتي علي بالها فكرة مجنونه شرعت في تنفيذها في الحال.

كان أدهم يحادث مرام التي فجأة جحظت عيناها و هيا تنظر خلفه فالتفت ليري ماذا هناك فشعر بدقات قلبه التي أصبحت تقرع كالطبول عندما شاهد تلك الفاتنة تنزل درجتي السلم و هيا ترتدي القميص الخاص به و الي يصل الي منتصف فخذها مما يجعلها آيه في الجمال و الفتنه و خاصتا و هيا تتقدم نحوهم بذلك الدلال فجف حلقه و احتبست أنفاسه انبهارا و تأثرا بمظهرها الخاطف للأنفاس فشرد لثوان يتأمل كل إنش بها غافلا عن كل شئ حوله ليستفق علي لمسات اصبعها فوق صدره و هيا تنظر إلي تلك التي تقف مشدوهه بما تراه و سرعان ما تجاوزت صدمتها عندما سمعت صوت غرام الساخر و هيا تقول ناظره لأدهم.

ايه يا أدهم احنا عندنا ضيوف و لا ايه؟
كان أدهم ينظر إليها بوله فلم ينتبه لسؤالها لتناديه بدلال
دومي.
ادهم بعشق
عيونه
غرام بسخريه غلفتها بالدلال
هو احنا عندنا ضيوف؟

لا دي مرام كانت جايه و ماشيه علي طول..
غرام بسخريه
كدا من غير ما تشرب حاجه، دا يبقي عيب في حقنا، اتفضلي..
قالت جملتها الأخيرة ناظرة الي مرام التي ارتسمت بعيناها أطنان من الغضب و الحقد و لكنها رسمت ابتسامه صفراء و هيا تتوجه الي الصالون حيث أشارت غرام و جلست لتتفاجئ بأدهم يجلس و غرام تجلس علي قدميه و بين أحضانه و هيا تقول بدلال
متعرفناش!
شعرت مرام بتحدي غريمتها المبطن فقالت قاصدة إستفزازها.

انا مرام خطيبة أدهم الأولانيه و اول حب في حياته معقول محكالكيش عني!
غرام متصنعه التفكير ثم قالت بتنهيدة و براءة مفتعله
الحقيقه أدهم حكالي عالحاجات المهمه الي كانت في حياته قبلي بس الحاجات التافهه لا مجابليش سيرتها..
شعرت مرام بأن الأرض تهتز بها و بأنها قد تلقت صفعه قاسيه لتوها من غريمتها جعلتها تهب واقفه و هيا تقول بغضب
انتي قليله الأدب!

اشتعل غضب غرام من تلك السليطه اللسان و ما كادت أن تجيبها حتي وجدت يداه تقرص علي خصرها الذي يعتقله بين ذراعيه لتلتفت إليه فوجدته يقول بشراسه
متخلقش لسه الي يهين مرات أدهم الحسيني، لسانك دا لو اتطاول عليها تاني هقطعهولك. فاهمه و لا لا؟

مرام بإنفعال
هيا الي غلطت فيا الأول..
ادهم بصرامه
هيا تغلط براحتها. لو خلصتي الي جيتي عشانه اتفضلي يالا من غير مطرود..
مراد بسخريه
لا لسه مخلصاش، و مدام انت مخدوع اوي كدا في الست هانم يبقي اتفضل شوف حقيقتها بنفسك..

اختتمت جملتها و أخرجت من حقيبتها ظرف ناولته إياه و ما أن فتحه حتي اسودت عيناه من الغضب حين رأي تلك الصور التي تجمع حبيبته مع رجل آخر و رغما عنه شعر بنيران قويه تحرق صدره و تجلت نيرانه في نظراته التي وجهها لغرام و هو يقول بنبرة آمرة
ادخلي استنيني جوا يا غرام.

حاولت الحديث لتفهم منه ما يحدث و لكن نظراته ارعبتها فتوجهت مهروله الي الداخل لتتحول نظراته الي جحيم مستعر و هو ينظر لتلك المرام التي لم تستطع استيعاب ما يحدث عندما باغتها بإعتقال عنقها بين يديه و هو يقول بشراسه
جبتي الصور دي منين يا بنت ال
ذُعِرت مرام من مظهره و يده التي تقبض علي عنقها جاعله مرور الهواء الي رأتيها أمرا مستحيلا فقالت بلهجه مختنقه
أدهم. هموت. سيبني..

أدهم بغضب جحيمي
انا هموتك بإيدي فعلا لو مقولتيش جبتي الصور دي منين؟
أرادت صب الزيت علي النار فقالت بإختناق
أسأل مراتك المحترمه.

لم تكد تنهي جملتها حتي ارتفعت يداه و هوت بصفعه قاسيه فوق خدها جعلت الدماء تسيل من أنفها و هو يقول صارخا
اخرسي يا انا مراتي اشرف منك و من بلدك، و لو جبتي سيرتها علي لسانك ال دا هقطعهولك. ايه كنتي مفكراني اهبل و هتضحكي عليا بشويه الصور المتفبركه دي. لا يا حلوة دانتي حفرتي قبرك بإيدك.

ارتعبت مرام من حديثه و تراجعت للخلف و هيا تقول بذعر
لا والله يا أدهم مش بضحك عليك، أرجوك اسمعني. الصور دي مش مفبركه والله العظيم، انا مش بكذب عليك.

تحولت نظراته للجنون و هو يطالعها و اقترب منها ببطأ مميت و هو يقول بهسيس
و كمان بتحلفي بربنا و عايزة تشوهي صورة مراتي الي اشرف من الشرف، طب انا بقي هخليكي تشوفي الجحيم علي الأرض، و خليكي فاكرة انك انتي الي بدأتي يا مرام.

أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا و هيا تقول ببكاء
والله ما بكذب عليك. طب اسمعني بس.

لم يلتفت لتوسلاتها و إنما قام بفتح باب الشقه و جرها الي الخارج بمنتهي القسوة و الإهانه و صفق الباب بعنف هز أرجاء الشقه فهبت بذعر من مكانها تلك التي كان القلق ينهش داخلها من مظهره و صراخه التي لم تكن تفسره و شعرت لوهله بالشفقه علي تلك التي كانت تحت رحمته في الخارج و لا تعلم ماذا حدث لها؟ كانت تشعر بالخوف و الحيرة هل تخرج إليه ام تنتظر حتي يأتي هو و لكن بالنهايه حسمت قرارها بالتوجه الي الخارج بعد أن ارتدت ملابسها مرة ثانيه ففتحت الباب و توجهت إليه فقد كان معطيا إياها ظهره. و ممسكا بشئ ما في يده فاقتربت أكثر منه لتتفاجئ بتلك الصور و التي كانت لها بين أحضان شخص ما فشهقت بقوة و تراجعت خطوتان الي الخلف و قد ارتسم الذعر علي ملامحها و تناثر الدمع من عيناها و خاصتا عندما التفت اليها فظنت بأن هلاكها سيكون علي يديه و لكنها تفاجأت به يلقي بتلك الصور خلف ظهره و تمتد يده تجذبها برفق الي داخل أحضانه و هو يقول بحنان ينافي شراسته منذ قليل.

اشش. اهدي. انا مش مصدق اي حاجه من الصور دي، انا عارف انك انقي و اشرف بنت في الدنيا، ارجوكي اوعي تخافي مني. انا عمري ما هأذيكي أبدا، اهدي عشان خاطري.

كانت نبرته يشوبها التوسل و هو يشدد من احتضانها إلي أن هدأت ثورة انفعالها قليلا فقام بإمساك كلتا يديها برفق جاذبا إياها لتجلس علي أحد المقاعد و يجلس هو علي ركبتيه أمامها و يده تمس برفق دمعاتها المتساقطه و الآخري مازالت تحتضن يدها بحنان تجلي في نبرته حين قال
معقول دموعك الحلوة دي تنزل عشان حاجه هايفه زي دي، معقول تفكري اني ممكن اشك فيكي تاني، انا ممكن اشك في نفسي و انتي لا.

نظرت إليه برعب حقيقي و قالت بتلعثم
أدهم، الصور. دي..
قاطعها قائلا بلهفه
انا عارف ان الصور دي متفبركه من غير ما تقولي. استحاله تكون دي انتي.

لم تستطع الصمود أكثر و خرج الكلام منها دون إرادتها حين قالت ببكاء
الصور دي مش متفبركه دي انا فعلا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة