قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث عشر

ياليتهم علٍموا في القلب منزلهم
أو ليتهم علموا في قلب من نزلوا
و ليتهم علٍموا ماذا نكن لهم
فربما عملوا غير ااذي عًمٍلُوا.

- آسف
قالها يوسف الذي كان يهرب بعينيه في جميع الاتجاهات محاولا تجاهل كل هذا الكم من العتاب و الألم الذي تحويه عيناها.
فلم يستطع سوي ان ينطق بتلك الكلمه التي لم تعبر يوما من بين شفاهه فرجل مثله لم يخلق أبدا للأعتذار. فهو يري في الإعتذار مهانه لا تليق أبدا به، و لكن كعادته معها تتحطم جميع معتقداته ومبادئه من أجلها.

دقيقه من الصمت مرت مليئه بشحنات من التوتر و الغضب من جانب كليهما إلى أن قرر أخيرا النظر إلى عينيها التي دائما ما كان يفشل في تجاوزها فما أن يبدأ بالنظر إليهم حتى تأخذه معها إلى عالم مليئ بالسحر الذي يجعله قادر علي تقديم عمره طواعيه في سبيلهما.

نظرت إليه بزهول و فاه مشدوه فهي بأقصي أحلامها لم تتخيل يوماً أن يعتذر منها خاصه بعد ما فعلته به
فهيا تعلم مدي ثقل هذه الكلمه عليه فذلك الرجل يفعل الخطأ و يتلقي عليه التهنئه و لا يجروأ أحد قط علي الاعتراض. فماذا دهاه ليفعل هذا الآن.؟

إجابه واحده لاحت لها رفضها عقلها و أيدها قلبها بشده
إن قال آسف فهو آسف فعلا و نادم علي مما تفوه به كبرياؤه الجريح و لكنها آثرت الصمت فهيا حقا تشوش عقلها كثيرا و لم تعد تدري ماذا عليها ان تفعل.

اغتاظ يوسف كثيرا من صمتها خاصه و انها تجاوزت صدمتها من كلمته و اخفضت رأسها فظن أنها تتجاهله فهيا لا تعلم كم تكبد من العناء و المشقه للتفوه بذلك الاعتذار الغبي و لكن لا بأس يمكن الحفاظ علي ماء الوجه ببعض العبارات القاسيه هكذا اخبره عقله و لكنه نهره بشده فهو لن يقدر علي إيذائها ثانيه و لا ان يراها بتلك الحاله مرة آخري فاتخذ قراره بالحديث و قال.

- إحم. انا عارف انك مستغربه اني بعتذرلك بس دا لإني مهما حصل مكنش ينفع أقول إلى انا قلته لإن دا مش طبعي و...

مهلا. هل فقط يعتذر لأن ذلك الحديث لا يليق به ماذا عن اهانتها؟ ماذا عن إهانه والدتها الراحله؟ ماذا عن أذيه قلبها؟ أي غرور لعين يمتلك ذلك الرجل،؟
هبت واقفه علي قدميها غير عابئه بالدور الذي اصابها و قاطعته غاضبه
- هه. بتعتذر عشان الكلام إلى انت قولته دا ميلقش بيك،!
طب بالنسبه للناس إلى انت أهنتهم و أذيتهم بكلامك دا و بالنسبه للست إلى ماتت و إلى انت خضت في عرضها.

و عمك إلى انت هنته و اتهمته بالقذاره دي مع مرات اخوه ايه كل الناس دي متهمكش و لا تفرق معاك،؟
قد كدا انت متكبر و مغرور و انا مكنتش واخده بالي ثم اردفت بمراره الوجع
انا ازاي كنت عاميه طول الفتره إلى فاتت دي و مش شيفاك علي حقيقتك.
صُدم يوسف من حديثها فهي لم تمهله ليُكمل اعتذاره كاملا و لكنه رفع حاجبه بسخريه قائلا
- حقيقتي.! و ياتري إيه بقي حقيقتي إلى انتي كنتي عاميه عنها و لسه شيفاها دلوقتي.

- انك اكتر انسان مغرور و متكبر و اناني في الدنيا دي انت جبروت يا يوسف و اكتر انسان قاسي شفته في حياتي تحدثت بصراخ
- لوهله تجمد يوسف يوسف من حديثها ثم تحولت صدمته إلى قهقهه غاضبه و قال
- و ايه كمان يا كاميليا قولي كل إلى في قلبك متخليش جواكي حاجه
- انا فعلا مش هخبي جوايا حاجه و هقول كل إلى في قلبي و مش هبقي ضعيفه ابدا بعد النهارده.

- بس انتي عمرك ما كنتي ضعيفه يا كاميليا انا عمري ما سمحتلك أبدا تكوني ضعيفه قالها يوسف بألم.

- كنت ضعيفه معاك يا يوسف قالتها بوجع
- كنتي مستقويه بيا يا كاميليا. كنتي مستقويه بحبي إلى كان بيخلي اي حد يفكر ألف مرة قبل ما يأذيكي.

- و دا قمه الضعف يا يوسف اني يبقي قوتي مرهونه بيك دا قمه الضعف
انت كنت اناني معايا لدرجه انك خلتني احس اني لو بعدت عنك هتوه و هضيع كل دا عشان تضمن اني عمري ما هفكر اسيبك.
عارف يا يوسف كل مرة كنت بشوفك بتتعامل مع نيفين و اشوفك بتكسر خاطرها و بتجرحها ازاي أسأل نفسي يا تري هقدر اتحمل لو كان بيعاملني نفس المعامله دي.

و لا طنط سميرة إلى كنت بتعاملها بقرف بالرغم من انها مرات عمك دانا بالرغم من كل إلى كانوا بيعملوه معايا عمري ما كنت اقدر اعاملهم زي مانتا ما بتعاملهم كدا
حتي روفان إلى كانت بتترعب منك اكتر ما بتترعب من جدي نفسه.

و ممتك و مازن و أدهم طول عمر الناس دي بتخاف منك و بتعملك الف حساب و كلامك بيمشي عليهم كلهم دا حتى جدي إلى هو المفروض كبير العيله و كلنا نعمله الف حساب كلمتك كانت قبل كلمته و كان هو إلى بيخاف منك اصلا.

مر كلامها علي مسامعه كمرور شاحنه فوق صدره ايعقل ان يكون بنظرها بكل هذا السوء.؟ هل يمكن ان تري حمايته لهم حتى من أنفسهم تجبر و قسوة؟ هل ما يسمعه الآن حقيقه؟ هل تلومه علي كرهه لأولائك الذين يريدون أذيتها حتى و إن كانوا من دمه؟

شعر يوسف بالشلل يجتاح جسده و ظل ينظرلها بنظرات يملئها الاندهاش الممذوج بالآلم و قال بصوت مجروح.

- و انتي يا كاميليا، ناقص انتي. وصفتي علاقتي بكل إلى حواليا بس مجبتيش سيرتك.
انا كنت معاكي ايه،؟ كنت معاكي ازاي،؟ عايز اعرف شيفاني كنت معاكي ازاي يا كاميليا، ظالم و لا قاسي و لا مغرور و لا متكبر قولي سامعك.

أدارت رأسها تخفي وقع كلمتاته عليها فقد ذبحتها نبرة الألم في صوته و أكمل عليها قلبها الذي أجابه قائلا.

والله لم أري الحب إلا معك، و لم أشعر بالامان سوي بقربك، و لم أراني مكتملا سوي بعيناك، و لم أعي معني الوطن سوي بأحضانك.

اقترب منها ما أن رأها تذم شفتيها بقوة تمنع مرور الكلمات من بينهما و قام بإدارة رأسها إليه و نظر إلى أعماق عيناها قائلا بوهن من فرط الألم.

- انا كنت أيه معاكي يا كاميليا
- كنت احسن حد في الدنيا
قالتها و ارتمت بين ذراعيه بعد ما خرجت الكلمات من قلبها دون ان يكون لها القدرة علي منعها فهيا ان بحثت ألف عام فلن تجد له سيئه واحده قد فعلها معها...

فاعتصرها بين ذراعيه بقوة كمن كان يريد ان يدخلها إلى قفصه الصدري. و قد كانت تحتضنه كمن تريد ان تستقر بجانب قلبه فشعرت بان قدميها لم تعد تلامس الارض
فقد كان كلاهما يعرف بأن هذا العناق الأخير...
فحتما كبرياؤه لن يمررلها حديثها و ما فعلته بقلبه الذي كان يتوسله بأن يعطيه ذلك العناق عله يهدأ من نيران وجعه منها و اشتياقه لها.

فليسرق تلك الدقائق بين احضانها ينشد السلام التي أبدا لن يجده في فراقها و ليلعنه كبرياؤه لاحقا كيفما يشاء...

كان جالسا علي احد الكراسي في الغرفه الشبه مظلمه لا يدري كيف طاوعه قلبه في فعل ذلك معها.
كيف استطاع كسرها بتلك الطريقه صرخاتها مازالت تدوي في أذنيه لتشعره كم هو حقير لا يعرف ما هو رد فعلها عندما تستيقظ...
يتمني لو أنه استطاع ان يتحكم بذلك الشيطان بداخله الذي يوسوس له بالانتقام من جميع الفتيات و لكنه ابدا لم يكن يجبر فتاه عليه بل هو كان يفعل ذلك معهم بملئ إرادتهم.

همهمات و تأوهات ضعيفه خرجت منها جعلته يغمض عينيه بألم و يبتلع ريقه بصعوبه فهاهي قد أتت اللحظه الذي خطط لها عقله الشيطاني لكسرها و لكن لما يؤلمه قلبه بهذا الشكل
و لكنه تجاهله مهدئا نفسه بأن هذا ما تستحقه جميع النساء و هيا لا تختلف عنهم بشئ.

استيقظت غرام لتجد نفسها بغرفه غريبه عنها فأخذت تتلفت حولها فلم تجد سوي الظلام فحاولت رفع الغطاء من فوقها فوجدت نفسها لا ترتدي سوي ملابسها الخاصه هنا ضربت صاعقه عقلها و تذكرت ما حدث لها فبدأ جسدها بالإرتجاف و بدأت شهقاتها تعلو فحاولت القيام و لكنها لم تستطع و شعرت بدوار شديد يجتاحها.

و ما أن رأته يقترب منها حتى صارت تهز رأسها يمينا و يسارا رافضه تصديق ما حدث لتقول بهستريا.

- لا لا انت معملتش كدا فيا، اكيد عمرك ما هتأذيني بالشكل دا صح، رد عليا أرجوك.

فلما لم تجد منه رد حتى تحاملت علي تفسها و التفت بمفرش السرير حولها و اقتربت منه بخطي بطيئه و قالت بتوسل.

- انت معملتش فيا كدا صح انا عارفه، طب حص. حصل ايه انا مش فاكرة حاجه خالص، ارجوك رد عليا.

كان عقلها يرفض بشدة فكرة ان يكون فعل ذلك بها
و لما قد يفعل بها شئ كهذا فهيا لم تؤذيه أبدا و بالرغم من آن كل شئ حولها كان يشير إلى إرتكابه لجريمته النكراء معها و لكنها كانت ترفض تصديق ذلك.

- لا عملت
عند ما تفوه بتلك الكلمه كان كالذي أشعل النار في الهشيم فانفجرت صارخه به و أخذت تضربه بكلتا يديها علي صدره و تحاول خدشه بأظافرها و هيا تصيح باكيه.

- يا مجرم، يا حيوان حرام علييك عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا، ربنا ينتقم منك دمرت مستقبلي عملت فيا كدا ليييييييه
قالت كلمتها الأخيرة و ارتمت علي الارض تبكي بقوة و تلطم خديها فكانت كمن مسه الجنون تولول و تصيح لا تدري ما تتفوه به.

كانت توسلات عيناها له تقتله اكتر من كلماتها و ضرباتها الذي تلقاها بدون ان يرمش له جفن فلعن نفسه مرة ثانيه و لكنه حاول تمالك نفسه و اخفض نظرة إلى تلك التي تبكي علي الارض قائلا ببرود.

- انتي عايزة تقنعيني انك انتي جايه جناح راجل غريب عنك تسهري معاه و مكنتيش عارفه ان دا هيحصل في النهايه.

الجمت كلماته لسانها و توقفت دموعها من هول صدمتها
هل ظن بها السوء فقط لكونها قد وثقت به.؟
هل يمكن ان يكون وغد لتلك الدرجه.؟
فقالت بحزن ممزوج بالصدمه
- انت بتقول ايه انا. انا كنت واثقه فيك و...
هطلت دموعها و علي صوت بكائها الذي تقطع له نياط قلبه و لكنه أبي ان يتراجع عما انتواه فأردف بسخريه.

- كنتي واثقه فيا و لا متعوده علي كدا
أصابتها كلماته بصاعقه كهربائيه سرت في جميع انحاء جسدها هل يظنها عاهرة هل ما شعرت به معها كان كذب و كان يراها بتلك الصورة من البدايه
ماذا فعلت ليظن بها ذلك فهيا لم تتجاوز مع رجل طوال حياتها بل لم تطلق العنان لمسشاعرها سوي معه لما فعل بها هذا السوء
لما اغتصب برائتها و انتهكك حُرمه جسدها بتلك الطريقه البشعه.

اخرجها من بئر أحزانها تلك الملابس الذي قذفها بوجهها و كلماته السامه التي كانت تضع الملح علي جراحها الغائرة و قال بإذدراء.

- البسي دول يالا عشان تمشي مش عايز إلى هتيجي بعدك تشوفك بالمنظر دا احسن تخاف مني و تاخد عني فكرة وحشه اني كنت بعذبك و لا حاجه قالها أدهم بسخريه
ثم خرج صافقا الباب خلفه
صفعه آخري تلقتها منه جعلتها تشعر بالخزي الذي لم تتعرض له طوال حياتها فقد كانت دائما شامخه مرفوعه الرأس و لكن بعد اليوم اصبح الخزي و العار حالها فلم تستطع حتى الصراخ علي حالها فقط بقي سؤال واحد يدور بداخلها.

ماذا فعل قلبي ليعاقب بكل هذا الخذلان.؟

هل يمكن ان يصل بك الحزن لدرجه ان تشعر بأن هناك حبل من الأشواك ملتف حول قلبك فكلما هممت بالصراخ تنغرز تلك الاشواك بقلبك اكثر فتفقدك حتى القدره علي التنفس. ??.

كانت ممسكه بقميصه من الخلف بقوة تنشد الأمان التي لم و لن تشعر به مطلقا في غيابه تعرف ان تركته الآن حتما لن تتكرر تلك اللحظه مجددا فهيا لن تنسي ما جعلها تشعر به جراء كلماته التي مازالت تنغرز بقلبها كما أنها تعلم ما ينتظرها ان قررت مصارحته بحقيقتها...

دقيقه. اثنان، ثلاثه حقا لم يشعرا كم مر من الوقت و هما علي ذلك الوضع ليجبر يوسف قلبه علي انزالها و افلات يديه من حولها فشعرت بالأرض الصلبه تحت قدميها و بالبرد يضرب جسدها فرفضت تصديق ان تلك اللحظه قد انتهت.

إلي ان امتدت يداه و فكت عقده يدها حول عنقه فحسمت أمرها و ببطئ شديد رفعت رأسها المستقر علي قلبه لترتد خطوتين إلى الخلف غير قادرة علي النظر إلى عيناه
و لكنها تفاجئت به يقول بنبره ثابته
- لآخر مرة هسألك يا كاميليا في أسباب تانيه لهروبك دا
تجاهل كبرياؤه امامها للمرة التي لا يعرف عددها عله يجد منها ما قد يريح قلبه و لكنه لم يلق إجابه منها سوي هزة بسيطه من رأسها تعني لا.

فاقترب منها بغضب و جذبها بشده فالصقها بالحائط بقوة آلمتها و قال من بين اسنانه
- بصي في عنيا و اتكلمي زي الناس مش كنتي من شويه بتقولي انك مش هتقي ضعيفه تاني وريني بقي قال الاخيره بسخريه استفزتها فقالت بقوة.

- معنديش غير الاسباب إلى قولتهالك انا مشيت عشان حسيت اني مخدتش فرصتي في التفكير في جوازنا و كنت عايزه اعيش حياتي إلى انت كنت مانعني اعيشها و مكنتش متأكدة من مشاعري ناحيتك دي اسبابي يا يوسف.

قالت كلماتها بتمهل كان يقتله و لكن مهلا يكفي فقد كانت آخر فرصه لها و لقلبه الغبي الذي ان استطاع لاخرجه من بين ضلوعه كي لا يخفق لها مرة اخري.

تركها يوسف و استقام ناصبا عوده و قد عادت له شخصيته الاخري التي لم يتعامل معها بها من قبل فكان لها الحب و الدلال و الاهتمام و لكن منذ هذه اللحظه فهيا مثلها مثل الآخرين لا بل اقل ببكثير فقال ببرود.

- تمام، حقك، بس انا بقي ليا حق و هاخده اصل يوسف الحسيني اتعود ميسبش حقه ابدا.

- حق ايه يا يوسف قالتها بجزع
- حق كرامتي إلى حته عيله زيك داست عليها يوم ما هربتي بعد ما اتحديت الدنيا كلها و روحت اتجوزتك قالها بسخريه.

- أنا أسفه اني هربت انا كنت خايفه لو قولتلك كدا تجبرني اني افضل معاك غصب عني والله انا ندمت علي هروبي بالشكل دا قالتها ببكاء و دون وعي منها فقد اعماها خوفها منه و من انتقامه.

ماذا هل تسخر منه تلك المرأه.؟ هل هو بكل هيبته و مقوماته التي تجعل النساء تتهافت عليه سيبجبر امرأه للبقاء معه ضد ارادتها حتى و ان كان يعشقها.؟
هل جعله حبه لها ضعيف امامها لذلك الحد.؟ هل تراه بلا كرامه ليجعلها معه دون إرادتها،؟
و لكن مهلا هو من اخطأ و حتما سيصلح ذلك الخطأ.

اقترب منها يوسف بخطوات بطيئه حتى اصبح امامها مباشرة و اخفض رأسه قليلا و نظر إلى داخل عيناها فخدرها قربه منها للحد الذي جعلها تغمض عيناها ظنا منها انه سيقبلها
فابتسم داخله بسخريه و اقترب من أذنها قائلا بهمس قاتل
- انا هخليكي تعرفي يعني إيه ندم يا بنت عمي
نصب عوده و تركها تلعن نفسها علي ضعفها المخزي و قد شعرت بالدوار يضرب رأسها من جديد فقال عندما وصل إلى باب الغرفه.

- هبعت انادي عاادكتور ييجي يشوفك عشان يكتبلك علي خروج و ترجعي بيت عيلتك
لم تستطع حتى الإيماءة برأسها فقد شعرت بدوران الغرفه من حولها و فجأه لم تعد تدري بشئ و سقطت فالتقطتها ذراعاه بلهفه واضعا ذراعه اسفل ركبتها حاملا اياها برفق و وضعها علي السرير و اخذ يتمعن في ملامحها الزابله و هو يلعن نفسه علي وضعها تحت هذا الضغط خاصتا بعد تنبيهات الطبيب.

ضغط علي الزر بجانب السرير فحضر الطبيب الذي أمرهه بالخروج و لكن هيهات ان يتركها أبدا فعاينها الطبيب
الذي نهره بشده و أخبره بأن حالتها النفسية السيئة هيا من عرضتها لتلك الإغماءة مره ثانيه.

فسب يوسف بداخله و لام نفسه بشده علي ما حدث لها و فجأه قرر ان يجري مكالمه فلم يجد هاتفه فنظر إلى تلك النائمه و اقترب منها واضعا قبله رقيقه فوق جبينها ثم خرج من الغرفه فوجد رائد الذي كان مكفهر الوجه و غاضب بشده.

لاحظ يوسف حالته يهتم كثيرا لأنه كان يظنها لسبب ما هو يعرفه فقال بإختصار
- تليفونك
ابتلع رائد ريقه بصعوبه و قال بتوجس
- ليه
- مالك خفت كدا هعمل مكالمه منه عشان نسيت تليفوني قالها يوسف بسخريه
- لا استغربت بس، اصل انا شكلي نسيت تليفوني في العربيه قالها بعد ان حاول العبث بملابسه ليوهمه بصدق حديثه
ضيق يوسف عينيه و قال بتهكم.

- طب انا و عادي جدا اني انسي تليفوني و مكنش مركز في الموقف دا انما انت بقي مش مركز ليه.

- لا ابدا بس انا كنت بتكلم فيه و انا في العربيه و الظاهر نسيته هروح اجيبه و هرجعلك
- تمام
انصرف رائد و ظل يوسف يتعجب. علي حاله ماذا دهاه ليكون متوترا هكذا
- يوسف
اخرجه ذلك الصوت من شروده فالتفت لتصيبه صدمه عندما تعرف علي صاحبه...

مؤلم ان تضعك الحياه في موقف الجاني و المجني عليه في ان واحد، تعطيك الدرس علي هيئه جرعه خزلان قاسيه فتدور تذيقها لكل من يقابلك فقط لتثبت انك تعلمت الدرس جيدا...

توجه آدهم إلى الخارج فهو لم يكن قادر علي المكوث معها لحظه آخري دون أن يأخذها بين احضانه و يعتذر لها الف مرة بل و قد يتوسل لها ايضا لتسامحه فهو بحياته لم يشعر بذلك الالم في قلبه حتى عندما خانته تلك الحقيرة لم يشعر بمقدار الالم الذي يشعر به الان
ولت دمعه هاربه من عيونه فمسحها سريها معنفا نفسه و عاند قلبه بأن هذا هو عقابها الذي استحقته.

اخرجه صوت قفل الباب من شروده فالتفت ليتمزق قلبه الف قطعه علي مظهرها المزري و عيناها المتورمه و وجهها الذي تركت اصابعه بصماتها عليه فقارن بين حالها الآن من الحزن و الانطفاء و حالها قبل عده ساعات عندما دخلت إلى جناحه بإشراقتها و طلتها الفاتنه التي أطاحت بعقله فور ان رآها.

فود ان يصفع نفسه لكونه المتسبب في ما اصابها فهو يعلم ان فعلته تلك ستظل محفورة في ذهنها طوال عمرها و لن تغفر له حتى و إن كان علي فراش الموت و لن كان عقله لقلبه بالمرصاد كما هو دائما فخرجت الكلمات منه دون إرادته.

- السواق هييجي يوصلك و مفيش داعي اوصيكي ان إلى حصل دا ميخرجش برانا و انا اوعدك كل اما نفسي تموع هبقي ابعتلك قالها قاصدا إلحاق المذيد من الإزلال لها.

تقدمت غرام منه بكل ما تحمله بداخلها من الم و عذاب و خزي و قالتت بمراره من بين دموعها.

- انت ازاي قادر تكون وحش اوي كدا، ازاي،!
انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتخوفني منك بس كنت بكذبها واقول لا عنيه بتقول غير كدا
طول الوقت كنت بشوفك في احلامي علي هيئه وحش و اقوم مفزوعه منها و انت ببتموت فيا و اقول لا هو عمره ما يأذيني قولت دا دخل بيتنا و كل اكلنا و امي بتقوله يا ابني عمره ما هيأذيني ابدا
انت اكتر إنسان وحش قابلته في حياتي و عمري ما هسامحك انا بكرهك...

قالتها بكل ما يعتمل بداخلها من حزن و قهر و ألقت به في بحور من الندم
لو كانت غرزت سكين بقلبه لم تكن لتؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بانه سيندم أشد الندم علي فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بمحبوبته تلك الفعله الشنيعه هو يعلم بداخله انه سيذوق اضعاف عذابها فعذاب الفقد و عذاب الندم معا امرا لا يطاق...

بعد وقت ليس بقليل كانت تقف أمام البحر ترويه بدموعها التي لن تنضب و تشعر بأن داخلها قد انشطر لنصفين نصف منهم يلومها علي غبائها و برائتها و مشاعرها التي أعطتها لمن لم يستحقها يوما و الآخر يبكي علي حالها قلبها برائتها المنتهكه...
مؤلم بل مميت ذلك الشور بالغدر ممن ظننت يوما انهم طوق نجاتك
حسمت قرارها سريعا فقد فقدت كل ما يبقيها علي قيد الحياه علي يده فهيا لن تعود أبدا لعائلتها بهذا الإثم الكبير.

رفعت عيناها إلى السماء و قالت بوجع
- يااااااارب سامحني مش هقدر اعيش مع كل الالم و العار دا سامحني يارب والنبي
جرت ذيول خيباتها و إثمها التي شاركت به بغبائها ووثوقها في ذلك الذئب الذي لم يرحم أبدا برائتها و أخذتها خطواتها إلى البحر عله يزيل قذاره الحقتها يد رجل اعطته كل ما تمتلك في هذه الحياه
فلم تستطع بروده المياه ان تطفئ نيران قلبها فامتزجت دموعها بمياه البحر و استسلمت لقدرها أخيرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة