قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والعشرون

اعظم انتصار قد يحققه الإنسان في حياته هو تجاوز أشخاص كانوا كالادمان بالنسبه له .

كان على يلملم أشياء إستعداد لرحيله للمنزل عقب إنتهاء النباطشيه خاصته ليرن هاتفه فوجد المتصل مازن فأجابه بمرح كعادته.

- خير اللهم اجعله خير شوفتني في الحلم و لا ايه.؟
ليجيبه مازن بمزاح
- يا عم تف من بقك دي أشكال احلم بيها بردو
- أومال متصل بيا الساعه 8 الصبح ليه يا خفيف.؟!
أجابه مازن بتهكم
- والله لولا الحوجه ما كنت هتصل عليك و لا هعبرك بس يالا لأجل الورد يتسقي العليق،
اجاب على بإستفزاز
- ورد اممممم قولتلي طب ايه رايك بقي انك مش هطول الورد دا و لا هتشم ريحته و لا حتى في حلمك
فقال مازن بلهفه.

- حبيبي يا علوة دانا بهزر معاك والله انت بقيت قفوش ليه كدا حبيبك انا.
قهقه على قائلا بشماته
- ايوا كدا اتعدل بدل ما اعدلك يا بتاع الورد انت
- مقبوله منك يا أبو نسب. طب بخصوص الورد بقي وردتي حبيبتي أخبارها ايه برن عليها فونها مقفول فاضطريت ارن عليك عشان اطمن عليها.
أجابه على مستغربا
- معرفش يا مازن انا كان عندي نباطشيه و لسه هروح اهوة حتى غرام تليفونها مقفول بردو.!

قاطع حديثهم ذلك الشاب في عمر المراهقة الذي كان يهرول قادما تجاه على و هو يصيح
- يا على بيه يا على بيه الحجني يا على بيه !
- في ايه يا سيد.!
تحدث الشاب سيد لاهثا و هو ابن البواب الخاص بعمارتهم
- الست كارما و الست غرام كانوا خارجين من شويه و لقيت ناس راكبين عربيه سودا نزلوا خطفوهم و ركبوهم العربيه و مشيوا.
ذُعِر على من حديث ذلك الشاب فأجابه علي الفور
- أنت بتقول ايه ناس مين دول و عملوا ايه في اخواتي.؟!

- ناس مغطيين وشهم و شدوا الست كارما و الست غرام و ركبوهم العربيه بالعافيه بعد ما حطوا حاجه علي مناخيرهم دوختهم و أنا أول ما شوفت كدا طلعت اجري اخبط على باب الشقه بتاعتكوا محدش رد قومت نازل و جاي علي هنا عشان ابلغك
انخلع قلب ذلك الذي كان علي الهاتف فصرخ قائلا بهلع
- على ايه إلى انا سمعته دا يا على كارما جرالها ايه.؟
أجابه على الذي بهتت ملامحه و لوهله شعر بالضياع.

- مش عارف يا مازن سيد بيقول شاف ناس ملثمين بيخطفوا كارما و غرام و بيركبوهم عربيه غصب عنهم.

شعر مازن بقبضه قويه تعتصر قلبه حتى أن أنفاسه أوشكت عن الانقطاع و سقط الهاتف من يده فلم يلمح ذلك الذي دخل غرفته و هو يقول صائحا بحماس
- مازن انا عرفت هصالح غرام ازاي !
صُدِم أدهم و تبدلت ملامحه من الحماس إلى الخوف و هو يشاهد حاله مازن المزريه بدموعه المتساقطه علي خديه و نظراته الضائعه فدنا منه بخطوات سلحفيه و سأله بتمهل خوفا من إجابته
- مالك يا مازن.؟ في ايه.؟
اجابه مازن بلهجه مرتعبه.

- كارما و غرام اتخطفوا.

إن لم تكن وطني فلماذا أشعر بالغربه كلما ابتعدت عنك .

أخذت كاميليا تنظر إلى هذا الملاك النائم بجانب روفان في مخدعها منكمشا علي نفسه و كأنه يشعر بمدي برودة هذا القصر حتى في منتصف أغسطس لتقوم بتمرير يدها على ملامحه الجميله فهي تشعر نحوه بنوع من الألفه لم تعهدها من قبل و لكنها ارجحت ذلك لتشابه ظروف كلا منهما فهي طوال الليل تحتضنه تحاول أن تبثه الحنان الذي يفتقده فهي منذ زمن قد تعرضت لمثل هذا الموقف عند رحيل والديها فكل ما كانت تحتاجه حينها هو عناق يبثها الدفأ و الطمأنينة و الحقيقه بأن يوسف كان ذلك الصدر الحنون الذي امتص جميع أحزانها و حاول مداواة جروحها و كان دائما الحصن المنيع الذي احتمت به من شرور هذا العالم.

أخرجها من شرودها تململ الصغير بين يديها تمهيدا لاستيقاظه لترسم ابتسامه عذبه علي وجهها قائله بحنان.

- صباح السكر علي أحلي زين في الدنيا.
أجابها الصغير بخجل بعد أن استيقظ تماما
- ثباح الخيل.
- ها بقي يا بطل قولي نمت كويس.؟
- الحمد لله.
قالها الصغير بحزن ارتجف له قلب كاميليا فأحتضنته بحب قائله
- ايه يا حبيبي مالك كدا.؟
- ممتي كانت دايما تثألني الثؤال دا لما اصحي من النوم.
شعرت كاميليا بوخزات الحزن تنغز في قلبها و تساقطت بعض العبرات من مقلتيها شفقه و حزن علي ذلك الصغير فقامت بتقبيل جبينه قائله بحنان.

- مش احنا قولنا أن ماما سافرت عند ربنا و أنها في مكان جميل اوي دلوقتي.
- بس انا عايزها. وحستني اوي.!
- بص هنتفق اتفاق بما إن انا ممتي كمان عند ربنا فهقولك انا بعمل ايه لما توحشني. لما ماما توحشك اوي بص السما و قول ربنا يرحمك يا ماما و بعدين اقعد احكيلها و اتكلم معاها هيا سمعاك و شيفاك و حاسه بيك.
- لجد يا كامي يعني مامي سمعاني و شيفاني دلوقتي.؟!
- بجد يا روح كامي و تقدر تقولها كل إلى نفسك فيه.

- طب اوعي كدا بقي.
قالها الصغير ثم هب من أحضانها متوجها للشرفه و قال ببراءة و هو يلوح بيديه ناظرا نحو السماء.

- مامي ربنا يرحمك انا عايز اقولك اني جيت مع بابي في قصر كبير اوي و فيه ناس كتير شكلهم يخوف و بيزعقوا و سكلهم مس بيحبوني بس كامي و روفي بيحبوني و بيلعبوا معايا متخافيس عليا انا راجل زي ما كنتي بتقوليلي و مس هعيط. ثم هطلت العبرات من عينيه و هو يتابع
بس انتي وحستيني اوي يا مامي. و نفسي احضنك مرة واحده بس. عسان انتي سافرتي من غير ما اعرف و ملحقتس احضنك.

انفطر قلب كاميليا لمشهد ذلك الطفل و الذي جسد معاناتها عند رحيل والديها فقد كانت تأتي ليالي تتمني لو أنها استطاعت أن تعانق والديها و لو لمرة واحده قبل رحيلهم فأخذت دموعها تهطل منها دون أن يكون لها القدرة علي إيقافها لتتفاجي بتلك اليدان التي طوقتها من الخلف فعرفت علي الفور صاحبهما فاسندت رأسها علي كتفه فلطالما كان هو حصنها المنيع و الكتف الذي تتكأ عليه في كل حروبها و أزماتها.

أشار يوسف بعينيه لروفان التي استيقظت و شاهدت ما يحدث فترقرقت العبرات في مقلتيها حزنا علي هذان اليتيمان إلى أن أشار إليها يوسف بأن تأخذ الصغير إلى الخارج حتى لا يري حالة الانهيار التي تعيشها محبوبته فما إن خرجت روفان بصحبه الطفل حتى تحدثت كاميليا قائله بوجع.

- انا حاسه بيه أوي انا شفت إلى هو شافه دا. و جربت إلى هو جربه. انا وقفت زيه كدا بالظبط و اتمنيت نفس الامنيه دي. انا كان نفسي بس في حضن منهم قبل ما يسبوني و يمشوا كنت عايزة اشم ريحتهم لآخر مرة. انا عايشه الوجع دا لحد دلوقتي و لسه نفس الامنيه دي جوايا يا يوسف مهما عدت السنين هفضل اتمناها هفضل أتمناها لحد ما اروح لهم عارف لما تبقي أمنيتك الوحيده مستحيله و انت عارف دا و مش قادر تبطل تتمناها??.

فما أسوء الرحيل الذي يأتي بغته دون أن يترك لك الوقت لعناق واخد أخير فتظل متوقفا عند هذه اللحظه عمرا بأكمله تردد عبارة ياليت الزمان يعود يوما.!

قالت كلمتها الأخيرة تزامنا مع سقوطها بين أحضانه ليقوم باسنادها و لفها لتكون في مواجهته و قام بإدخالها بين أحضانه قائلا بحزن.

- باريت لو كنت اقدر ارجع الزمن لورا ياريت لو كنت اقدر احققلك أمنيتك دي. ثم صمت لبرهه و تابع بقهر
ياريت لو كنت اقدر أشيل الحزن إلى جواكي دا كله و احطه في جوايا و متتألميش لحظه واحده يا روح قلبي
تمسكت كاميليا بقميصه بشده قائله بإنهيار
- خليك جنبي ارجوك خليك جنبي يا يوسف انت الحاجه الوحيده إلى بتخفف وجعي و حزني.!
أجابها يوسف بلهجه عاشقه.

- انا جمبك غصب عنك جمبك لآخر يوم في عمري وعمرك يا كاميليا. مش هسيبك أبدا. مش هعرف اصلا ابعد عنك عشان أنا معنديش حياه من غيرك حياتي بدأت لما دخلتيها
زادت من احتضانها له مع رجفه بسيطه اعترتها و هيا تقول بوهن
- خايفه اوي يا يوسف. خايفه عليه و علينا حاسه إن إلى جاي صعب اوي.
أخرجها يوسف من بين أحضانه و نظر لعينيها بقوة قائلا.

- إلى جاي مهما كان صعب هيعدي مادام احنا مع بعض يا كاميليا مفيش حد بيعرف يحارب لوحده و طول مانتي خايفه كدا عمرك ما هتنتصري في حربك لازم تكوني من جواكي قويه و القوة دي مش هتيجي غير لما توصلي لبر الأمان لما تقفي علي أرض صلبه. و تعرفي انتي مع مين و ممكن يعمل عشانك ايه و اوعي عدوك يحس بخوفك دا لأن دا اول سلاح هيستخدمه ضدك.

- غصب عني يا يوسف التيار اقوي مني
- انتي مختبرتيش قوتك يا كاميليا عشان تقولي كدا. انا مربتكيش انك تبقي ضعيفه و إنتي أساسا مش كدا. بس انتي استسهلتي الهزيمه و لما انكويتي بنار البعد ندمتي و عشان كدا سامحتك بس مش كل مرة هيكون عندي طاقه اسامحك يا كاميليا الهجر دا وحش اوي و انتي دوقتيهولي مرة قبل كدا و مش هقدر علي مرارته تاني.
قاطعته بلهفه و قد مست كلماته كل جزء من كيانها.

- و لا انا هقدر علي مرارته تاني يا يوسف صدقني.
- عارف. عشان كدا بقولك و هفضل اقولك انا في ضهرك و جمبك و معاكي و حبي محاوطك من كل ناحيه فمتخافيش
خرجت الكلمات من بين شفتيها تلقائيا
- بحبك أوي يا يوسف و بحب حبك ليا و بحب الامان إلى عمري ما حسيته غير و أنا هنا.

قالتها ثم وضعت رأسها فوق ذلك الذي يدق بجنون من فرط المشاعر التي عصفت به جراء حديثها الذي رمم تلك الشروخ التي خلفها رحيلها عنه و قام بوضع قبله حانيه فوق شعرها ثم قال بصوت أجش.

- الحب دا للناس التانيه انما انا عاشقك يا كاميليا
قاطع لحظتهم الجميله صوت روفان المستغيث القادم من الاسفل فهرول كلا منهما ليروا ماذا حدث فوجدوا سميرة تحاول أن تنتزع الطفل من يد روفان و هيا تصيح قائله بكره
- هاتي الولد دا لازم ارميه بره علي جثتي يفضل في البيت دا اكتر من كدا ؟!
- اوعي حرام عليكي سيبي الولد يا أبيه يوسف يا ماما. يا جدي
تدخل يوسف الذي استشاط غضبا من تبجح تلك المرأة و قال بغضب.

- انتي بتعملي ايه انتي اتجننتي.! سيبي الولد.
و قام بأخذ الولد من يد روفان و هو ينظر إليها بشراسه جمدتها في مكانها لحظه و لكنها سرعان ما استعادت قوتها لترد له نظراته بآخري كارهه له قائله
- ابن ضرتي لا يمكن يقعد معايا في نفس البيت يا يوسف
- مسموش ابن ضرتك. اسمه زين مراد الحسيني يعني ابن الحسيني و دا بيته و دول أهله لو حد مالوش مكان في البيت دا يبقي انتي. لو مش عاجبك اتفضلي اخرجي بره.

- يوسف ! انا لسه مموتش عشان تطرد مرات عمك من البيت !
كان هذا صوت رحيم الذي خرج من غرفته علي كلمات يوسف لسميرة ليرد عليه يوسف بغضب
- لا اسيبها تطرد حفيدك بره البيت و اقف اتفرج يا جدي مش كدا.
صُدِم رحيم من حديث يوسف و وجه أنظاره الغاضبه لسميرة قائلا في حدة
- الكلام دا حقيقي يا سميرة عايزة تطردي حفيدي من بيته.؟!
ارتدت تلك الأفعي ثوب الضعف و قالت بدموع. التماسيح.

- مش قادرة يا عمي أشوف ابن ضرتي عايش معايا في نفس البيت و اسكت مش قادرة
انفعل رحيم من حديثها فقال بغضب
- تبقي اتجننتي يا سميرة. اتجننتي.!
قاطعه يوسف الذي سام من ذلك الحديث و قرر إنهاؤه علي طريقته فقال بلهجه لا تقبل النقاش.

- خلاصه الكلام يا جدي. هما كلمتين ملهمش تالت. القصر دا قصر ولاد الحسيني و عمره ما هيتقفل في وش حد فيهم و إلى مش عاجبه الباب يفوت جمل و مش عايز نقاش من اي حد تاني
القي كلماته ثم انصرف إلى غرفه مكتبه صافقا الباب خلفه.

تململت كارما في نومتها فلم تستطع القدرة علي علي الحركه كانت تشعر بالألم في جميع أطرافها و بصعوبه بالغه قامت بفتح عيناها لتتفقد المكان حولها لتتفاجئ بتلك الغرفه الباليه و تلك القيود الملتفه حول قدميها و آخري حول يديها لتعود لها ذاكرتها ذلك الصباح عندما هاجمها هؤلاء الملثمين هيا و أختها فاقشعر بدنها و بدأت ترتجف خوفا عندما لم تجد اختها بجانبها و سقطت العبرات من مقلتيها حتى أنها ظلت لساعات علي هذه الحاله إلى أن قام أحدها بفتح باب الغرفه الذي أصدر صرير جعل الرعب يأكل أحشائها من الداخل فرفعت عيناها بزعر لتنظر إلى ذلك الغريب الذي يبدو و كأن هيئته مألوفه لديها و لكن ذلك القناع يمنع وجهه عنها.

تفاجات بذلك الغريب يجلب كرسي و يضعه أمام كرسيها و يجلس أمامها متفحصا إياها بنظرات بثت الرعب في أوصالها دون أن يتفوه باي حديث.
ظلوا علي هذا الحاله لثوان و لكنها مرت كساعات علي تلك التي ترتجف رعبا حتى صار الوضع يفوق إحتمالها فصرخت قائله.

- انت مين. و عملت فينا ليه كدا.؟!

لم تتلقي أية إجابه منه بل و كأنها لم تكن تحادثه من الأساس فلم يبد و كأنه سمعها حيث أن نظراته لم تهتز أبدا بل ظلت ثابته عليها فلم تقدر هيا علي الحديث فقد شعرت بأن صوتها قد اختفي و تمكن الرعب منها لتظل تناظره بخوف شديد مع تساقط دموعها و لكن شيئا ما في عينيه لفت إنتباهها فقد طالعتها تلك النظرات قبل ذلك هكذا أخبرها حدثها و لكن ذاكرتها في هذه اللحظه لم تسعفها ليمر بعض الوقت لتجد ذلك الغريب يتحرك من مكانه و يوليها ظهره خارجا من الغرفه دون أن يتفوه بحرف واحد لتزداد عبراتها بالهطول و يزداد خوفها أكثر فأكثر.

و لأن القلوب دائما ما تشعر بمن يستوطنها فقد انتقل شعورها بالألم و الخوف إلى ذلك الذي كان يهرول كالمجنون يبحث عنها في كل مكان و هو يشعر بانشقاق روحه عنه لغيابها فبعد معرفته بما أصابها تملكته حاله من الصدمه الممزوجه بالألم فلم يستفق سوي علي غضب أدهم الذي ما أن سمع ما حدث حتى صار كالمجنون يشعر و كأن عقابه علي فعلته الدنيئه معها لم ينتهي بعد بل شعر أن ما مضي لم يكن شي بالمقارنة مع شعوره الآن عندما علم بإختطافها فالأمر أشبه بمفارقه الروح الجسد فصاح كالمجنون قائلا.

- انت بتقول ايه يا مازن.؟
لم يتلق أي ?جابه من صديقه الذي كان مازال تحت تأثير صدمته ليقوم أدهم بهزة بعنف قائلا بصراخ
- رد عليا حصلهم ايه.؟
خرج مازن من صدمته ثم قال بلهفه ممزوجه بالألم
- كنت بكلم على و فجأة سمعت صوت حد بيقوله الحق كارما و غرام اتنين ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه غصب عنهم و خدوهم و جريوا .
و كأنه تلقي رصاصه استقرت في منتصف قلبه فصار يدور حول نفسه قائلا بضياع.

- لا يارب. مش معقول تكون بتعاقبني العقاب دا انا مقدرش اعيش من غيرها لحظه واحده انا هقلب إسكندرية عليها واطيها لحد ما الاقيهم.

اختتم كلامه ثم نظر إلى مازن الذي كان بهوت ملامحه و الضياع المسيطر علي نظراته يشيران إلى مدي صدمته ليحاول أدهم طمأنته قائلا
- هيرجعوا يا مازن إن شاء الله هيرجعوا مش هنسيبهم يضيعوا مننا أبدا
أجابه مازن بألم
- أنا مرعوب يا أدهم حاسس ان روحي رايحه مني كارما في خطر و انا حاسس إني متكتف مش عارف اعمل ايه.؟

- اهدي يا مازن و لازم تتغلب علي شعور قله الحيله دا. كارما محتجالك دلوقتي. لازم ندور عليهم في كل مكان كل دقيقه بتمر اكيد فيها خطر عليهم
و كان كلمات أدهم أيقظته من بحر صدمته الممزوج بالألم و الخوف فقال بلهفه
- أيوا صح عندك حق احنا لازم نتحرك و نقلب الدنيا عليهم لحد ما تلاقيهم .

و بالفعل هاتف مازن على الذي كان يعاين مكان الوقعه لعله يجد طرف خيط قد يوصله إلى مكان شقيقتيه فتوجها الاثنان إليه ليجدوه يستجوب سيد للمرة الألف.

- سيد اوصفلي إلى حصل تاني بالظبط.
- يا بيه والله قولتلك كل إلى اعرفه
لعن على بداخله فكل المعلومات التي أعطاها له سيد لم تكن كافيه للعثور عليهما فأخذ يضرب بقوة علي مقدمه سيارته ليجد كلا من مازن و أدهم يترجلا من السيارة قادمين تجاهه فعاجله مازن بسؤاله
- موصلتش لحاجه بردو.؟
أجابه علي بإحباط.
- للأسف لا.
فقال أدهم بغضب
- طب و العمل.؟

- أنا كلمت كل الدوريات و الكماين إلى علي الطرق و قولتلهم علي مواصفات العربيه و للاسف محدش قالي جديد.
هكذا أجاب على فرد أدهم قائلا بغضب و يأس
- أنا مش هستني حد يقولي جديد انا هقلب اسكندريه عليهم.
استغرب على كثيرا من غضبه و لكن لم يعلق ليتحدث مازن هو الآخر قائلا
- أدهم عنده حق كل واحد ياخد عربيته و يدور عليهم في مكان شكل.
زفر على بيأس و قال.

- للأسف قدامنا مشكله كمان. ماما هتصحي دلوقتي المفروض و هتسألني و مش عارف هقولها ايه.
قال مازن بحزن
- مينفعش تقولها حاجه يا على عشان حالتها متسوءش هيا من غير حاجه قلبها مش مستحمل.
تدخل أدهم سريعا
- خلاص يا على خليك هنا عشان لما طنط تصحي تكون جمبها و قولها خرجوا مع اصحابها عندهم محاضرات. اي حاجه لحد ما نعرف هنعمل ايه.
- تمام.
وافق على علي مضض لينطلق كلا إلى وجهته الغير معلومه علي أمل أن يصلا لاي جديد .

- انتي متأكدة من الكلام إلى انتي بتقوليه دا .
- والله يا رائد بيه هو دا إلى حصل. يوسف بيه مجبش اي سيرة عن الصفقه دي و التعامل مع الألمان من خلاله هو. و بس و خفت اسأله يشك فيا.

- دا إلى عمله دا اكبر دليل أنه شاكك فيكي يا اما انتي بعتيني ليوسف و بتلاعبيني
أجابها رائد بتهكم لترتعب هند من فكرة أن يكون يوسف قد كشفها فقالت بزعر
- أيه. كشفني.! دي تبقي كارثه. انا مش قد يوسف الحسيني دا ممكن يمحيني من علي وش الأرض،
أجابها رائد غاضبا.
- ميقدرش يمس شعرة واحده منك. قولتلك انتي في حمايتي
أجابته هند غاضبه و دموعها تتساقط كالمطر.

- حمايتك ! انت آخر واحد في الدنيا ممكن اتحامي فيه. لو كنت هتحميني بجد كنت حميتني من نفسك.

- اخرسي !
قالها رائد بغضب و هو يتقدم منها لتقول بإنهيار.
- مش هخرس و مش خايفه منك علي فكرة. انا بطاوعك عشان أهلي مش ذنبهم حاجه أن بنتهم غبيه و معرفتش تحافظ علي نفسها مش ذنبهم يعيشوا بعاري طول عمرهم ياريت يوسف يعرف و يقتلني مش فارقلي انا كل إلى فارق معايا اهلي.

- و انتي فاكرة أن يوسف رحيم اوي كدا و هيخلص عليكي.! يوسف دا شيطان هيدور علي اكتر حاجه توجعك و يعاقبك بيها هيخليكي تتمني الموت ألف مرة و متطوليهوش الناس دي بتتفنن في تعذيب غيرها.

قال رائد كلماته بالم و مرارة لم تخفي علي هند التي أجابته حانقه
- كله بسببك. كله من تحت راسك. ياريتني كنت موت قبل ما أشوفك أو اقابلك
آلمته كلماتها فأجابها بحزن
- متقلقيش هخرجك منها زي ما دخلتك و محدش هيقدر يأذيكي لأنتي و لا أهلك. انا بس بعرفك ايه إلى هيحصلك انتي و اهلك لو فكرتي تروحي تصارحيه.

طالعته هند بنظرات يائسه فجزء منها يؤلمها لحاله خاصة تلك النظرات المتألمه في عينيه و جزء آخر يلعنها و يلعنه لما فعله بها ولكنها آخيرا قد أخذت قرارها الذي تأخر كثيرا لتجيبه بتأكيد
- اطمن مش هيعرف مني اي حاجه. انا مشيت في سكه إلى يروح ميرجعش عن إذنك،.

امسك رائد بمعصمها و نظر إلى داخل عينيها عله يجعلها تشعر بما يعتمل بداخله من قهر و وجع تأبى شفتيه الإفصاح عنه لتطالعه هيا بنظرات معاتبه غاضبه حزينه لتظل النظرات بينهم لثوان قليله قطعها رائد الذي قال بتأكيد.

- متخافيش يا هند اوعدك هتخرجي بره الحرب دي في اقرب وقت إلى باقي مش كتير
لا تدري لما أخافتها كلماته بدلا من أن تُطمأنها فلم تستطع سوي ان تهز رأسها بايماءة بسيطه ثم سحبت يديها من بين قبضته و انسلت إلى الخارج و قامت بإخراج هاتفها و بالاتصال بمجهول
- عايزة اقابلك ضروري.

كان يوسف يقف أمام النافذة يطالع محبوبته و هيا تركض و تلعب مع ذلك الصغير و كأنها في مثل عمره فقد كانت بريئه نقيه كحاله تماما فأخذ يتأمل ملامحها الفاتنه و شعرها الحريري إلى كان يتطاير حولها ليزيدها جمالا فوق جمالها فأخذ قلبه يدق بعنف فقد كانت تأثره كل حركه تقوم بها لدرجه انه أراد أن يختطفها ويضعها داخله حتى يستطيع أن يروي ظمأه منها إلى يزداد يوما بعد يوم إسقاطه تخيلاته رنين هاتفه و ما أن رأي يوسف رقم المتصل حتى وجه إنتباهه إليه كليا.

وقد كانت هيا الأخري تعلم بمراقبته لها فقد أخبرها قلبها بأن أميرها يراها من برجه العالي و قد كانت أكثر من سعيده بوجوده بجانبها فذلك أعطاها جرعه كبيرة من الأمان لا تشعر بها سوي بوجوده و لكنها اعتادت عندما وجدته يتطلع إلى الهاتف بإهتمام فخربش الفضول جدار قلبها و قادها إليه بعد ما تركت زين يلعب مع روفان و توجهت إلى الداخل في طريقها إليه لتتفاجي بنيفين تقف أمامها تسد عليها الطريق و هيا تنظر لها بغل فاهتزت ثقتها قليلا عندما رأتها و لكنها أخفت ذلك جيدا و قالت ببرود.

ع- عايزة اعدي يا نيفين
فقالت نيفين بسخريه
- راحه لحبيب القلب طبعا !
فأجابتها كاميليا ساخره
- ايه الشطارة دي برافو عليكي
فقالت نيفين بسخريه مغلفه بالغموض
- هيبقي برافو عليا اوي يا بنت زهرة و أنا بطردك مزلوله من البيت دا
ارتعبت نظرات كاميليا من فحوي كلمات نيفين فقالت بنبرة مهزوزه لم تخفي علي غريمتها
- قصدك ايه؟
اقتربت منها نيفين التي شعرت و كأنها سجلت هدفا في مرماها و قالت.

- متستعجليش قريب اوي هتعرفي اقصد ايه و لحد ما ييجي الوقت دا استمتعي شويه اصل إلى جاي صعب. صعب اوي يا بنت عمي.!
قالت الأخيرة بتهكم جعل معدتها تتقلص و لكنها ارتدت ثوب القوة و قالت ببرود متجاهله ذالك الضجيج بداخلها.

- بصي يا نيفين انا مش هرد عليكي عشان عارفه النار إلى انتي فيها بالعكس دانا مشفقه عليكي. بس لو فكرتي تأذيني او تدوسيلي علي طرف هتشوفي مني إلى مش هيعجبك. عشان أنا مبقتش كاميليا العيله الصغيره إلى كنتوا بتخوفوها و تقعدوا تبهدلوا فيها و هيا تجري تعيط في جمب لا انا كبرت و بقيت اعرف آخد حقي كويس اوي و معنتش ههرب تاني. و خلي بالك أن حبيب القلب إلى بتكلمي عنه دا يبقي يوسف الحسيني إلى هو جوزي عارفه يعني ايه جوزي ! و إلى مهما عملت عمره أبدا ما هيسمح لحد أنه يتجاوز حدوده معايا. حطي الكلمتين دول في دماغك عشان ترتاحي أو لو مرتاحتيش مش فارق معايا بس من النهاردة مش هسمح أبدا ليكي انك تهنيني أو تقوليلي يا بنت زهرة تاني انا كاميليا يوسف الحسيني احفظي الاسم دا كويس عن إذنك !

نجحت كاميليا في أن تلجم تلك الحيه إلى زادت نيرانها و اشتعلت أكثر من كلام كاميليا لتقسم أنها ستذيقها شتي انواع العذاب و ستستغل جميع الكروت إلى في يدها لتنفيذ تهديدها و تخرجها من هذا المنزل.

اقتحمت كاميليا المكتب لتجده مازال يتحدث إلى الهاتف و لكنه ما أن رآها حتى قال بغموض.

- نفذ إلى قولتلك عليه بالحرف الواحد و مش عايز اي غلط
ثم قام بإغلاق الهاتف و أشار إليها لتتقدم فما أن أصبحت أمامه حتى امتدت يداه و أمسكت بذقنها ترفع رأسها إليه ناظرا لعيونها بحب ثم قال بمزاح.

- مين إلى عصب القطه بتاعتي و خلي مخالبها تظهر كدا
- مين قالك.؟
قالتها بإندهاش فقال بحب
- انا عارفك اكتر من نفسك . ها قوليلي بقي مين مضايقك.؟!
أجابته بتهكم
- قول مين مش مضايقني.؟!
قهقه يوسف علي طريقتها و قبل مقدمه رأسها ثم سحبها إلى جانبه و جلسا معا علي الأريكه ثم تحدت بحنان.

- مالك يا حبيبتي ايه مضايقك؟!
- عادي يا يوسف مش حاجه مهمه. نيفين ضايقتني شويه. بس متقلقش عليا عرفت أوقفها عند حقها. ثم رفعت راسها و طالعته بتردد
هو انا اه زودتها شويه معاها بس هيا إلى عصبتني بصراحه.
قام يوسف بإرجاع خصله من شعرها خلف أذنها ثم قال بحب
- اهم حاجه تكوني مرتاحه.
فقالت كاميليا بحماسه
- مرتاحه بس دانا مرتاحه جدا و كدا انا واحد و هيا صفر.
اندهش يوسف من حديثها و قال.

- ايه دا هو ماتش و لا ايه.؟!
أجابته بغموض
- يعني حاجه زي كدا.
- المهم انك مرتاحه يا حبيبتي و زي ما قولتلك انا في ضهرك و معاكي دايما.
فأجابته بمزاح
- لا دا كدا هيبقي عشرة مش واحد.
فشاطرها المزاح قائلا
- و يبقوا ألف عشان خاطرك أهم حاجه اشوفك سعيدة و مبسوطه.
قاطعهم رنين هاتفه فأخذها داخل أحضانه و أجاب
- ايه يا ابني انت فينك رنيت عليك كذا مرة مردتش ليه.؟!

- يوسف. كارما و غرام اتخطفوا يا يوسف و أنا مش عارف اعمل ايه.!
هب يوسف من مكانه قائلا
- بتقول ايه يا مازن. امتا حصل الكلام دا؟
- النهاردة الصبح. و قلبنا الدنيا عليهم مفيش جديد. و مش عارفين هنقول ايه لمامتهم.

- طب اهدي يا مازن شويه و انا هحاول اتصرف.
- في ايه يا يوسف غرام و كارما حصلهم ايه؟!
كان هذا صوت كاميليا المرتعب مما سمعته من حديث ليحاول يوسف طمانتها
- اهدي يا كاميليا. مفيش حاجه.
ليقول مازن ما إن استمع لصوتها
- يوسف احنا محتاجين كاميليا تكون جمب خالتها هنا عشان لو عرفت تحاول تخفف عنها.

- مازن اقفل دلوقتي و أنا هكلمك تاني
كانت الدموع تتساقط علي هيئه شلال من عيونها رعبا علي بنات خالتها و ما أن رأي يوسف حالتها
حتي اغلق الهاتف و قام بتهدئتها فأخذت تبكي قائله
- كارما و غرام يا يوسف جرالهم ايه يا يوسف.؟
- اهدي يا كاميليا أن شاء الله هيلاقوهم.
- انا مرعوبه عليهم اوي. و خالتو فاطمه عرفت و لا لا؟!
- لا لسه معرفتش. و هما عايزينك تروحي عشان تبقي جمبها.

- وديني ليها يا يوسف ارجوك هيا من غير حاجه تعبانه دي لو عرفت بالي حصل دا ممكن تروح فيها و دي الحاجه الوحيده إلى بقيالي من ريحه ماما.

- اهدي يا كاميليا ارجوكي أن شاء الله خير و هيلاقوهم و أنا بنفسي هدور معاهم و كمان هاخدك معايا عشان تروحي تطمني عليها اهدي بقي عشان خاطري.
انهي كلماته ثم قام باحتضانها لتهدئتها فدموعها و خوفها هذا أكثر من مؤلم بالنسبه له و قد قرر داخله أن يقلب الأرض رأسا علي عقب حتى يعيد إليها الطمأنينة مرة ثانيه.

في مكان آخر تلاقي الثلاثه أدهم و مازن و على الذي قال بغضب
- ما صدقت عرفت انيمها بعد ما سالتني مليون سؤال عن البنات زي ما يكون قلبها حاسس.

- انت قولتلها هما فين.
هكذا سأل مازن و أجابه على بملل
- قولتلها أنهم في خطوبه سهى صاحبه كارما و احتمال يباتوا معاها و تليفوناتهم فصلت شحن. و اضطربت احلفلها أني كلمتهم و هيا نايمه. و طبعا كلمت سهى حكتلها عالي حصل و قولتلها لو ماما كلمتك البنات عندك و اطلعيلها بأي حاجه لو طلبت تكلمهم.

- يا جماعه احنا لازم نفكر بعقلنا شويه مين له مصلحه في خطفهم.
هكذا تحدث أدهم الذي كان يغلي من الغضب
ليجيبه مازن قائلا
- يمكن يكون حد له عداوة مع حد فينا.
- احنا عمرنا ما كان لينا أعداء يا مازن و كنا عايشين طول عمرنا في حالنا و عمر ما حد اتعرض لإخواتي.
تحدث على بغضب فأجابه مازن بنفس لهجته
- تقصد ايه يا على.؟
- اقصد أن ممكن إلى خطف البنات دا يكون قاصدك انت او له عداوه معاك انت.
صباح مازن قائلا.

- محدش يعرف أن كارما خطيبتي احنا لسه معملناش حاجه انت عايز ترمي اللوم عليا و خلاص. ثم و لو فعلا حد قاصدني هيخطف غرام معاها ليه.؟ إلى عمل كدا قاصد حد بيحبهم اللتنين و عايز يوجعه بيهم أو يبتزه.
عند هذا الحديث توقف على للحظات ثم برقا عيناه و قال بتوعد
- لو طلع إلى في بالي هو إلى عمل كدا عشان يبتزني والله لهندمه إلى باقي له من عمره.

ثم نظر إلى كلا من مازن و أدهم و هو يستعد للرحيل قائلا
- الولاد زمايلي مش مبطلين تدوير عليهم و في الكماين بيفتشوا العربيات إلى رايحه و إلى جايه و انتوا كملوا تدوير لحد ما اجيلكوا.

فسأله أدهم
- و انت هتروح فين.؟
- مشوار صغير و غالبا هيوصلنا لمكانهم.
أجابهم مازن بغموض
- و أنا كمان ورايا حاجه هعملها علي ما تخلص مشوارك.!
نظر إليهم أدهم بسخط قائلا
- و دا وقت مشاوير ما كل واحد يقول ايه في دماغه عشان نعرف نساعد بعض.
أجابه مازن قائلا
- متقلقش لما ارجع من مشواري دا هقولك اي في دماغي و انت استني يوسف و كاميليا هما طلعوا و زمانهم علي ووصول انت عارف يوسف بيسوق بسرعه.

زفر أدهم قائلا بنفاذ صبر
- ماشي أما اشوف اخرتها معاكوا.

- انت ليك يد في خطف كارما و غرام.؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة