قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثلاثون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل التاسع والثلاثون

لم يكن حبا مستحيلا و لكنه ايضا لم يكن ممكنا. لم تفرقنا الأقدار بل اختارنا الفراق بأنفسنا. اختارته انت و لم اقاومه انا تحملت من الالم و العذاب و الحزن ما لم يتحمله أحد و كنت كل ليله أخبر نفسي بانه لايزال مكاني بقلبك شاغرا الي أن اتتني صدمه انتمائك لغيري. في البدايه لم استوعبها و رفضها قلبي للحد الذي اتي بي جرا اليك لنضحك سويا علي تلك المزحه السخيفه لآراك تعلنها بملئ إرادتك دون النظر إلي قلبي الذي تمزق لاشلاء أمام سهام غدرك و الذي لا اعلم أن كتب له الحياه بعدك مرة ثانيه ام لا و بالرغم من كل هذا لم اندم علي عشقك يوما و لم يكن بالعشق المر أو القاسي و لكنه كان عشق قتلني بقدر ما أحياني.

نورهان العشري.

يعاتبونك علي أضغر أخطائك ام عن أخطائهم فلا عين تبصر و لا أذن تسمع..

هكذا كان الحال في المشفي تحديدا أمام غرفه رحيم مع تلك التي كانت كل خليه بها ترتجف رعبا و ندما علي ما حدث و ما بدر منها تجاه رجل لم يضع و لو فرصه واحدة إلا و آذاها بها و بالرغم من ذلك فقد أخذ الندم يقرضها من الداخل لكونها تسببت في تدهور حالته الي هذه الدرجة فصارت عباراتها تتدحرج فوق خديها بصمت فقد كانت خائفه بل مذعورة من تلك النظرات المسمومه التي كانت تطالعها بها تلك الحيه سميرة و ابنتها التي اقتربت منها قائله بكره شديد.

و ليكي عين تعيطي بعد ما كنت عايزة تموتيه..
قالت نيفين كلماتها بصراخ هز أرجاء المشفي لتندفع صفيه بغضب و شفقه علي تلك المسكينه التي ترتجف من شدة الخوف قائله باستهجان
نيفين ايه الي انتي بتقوليه دا..؟
سميرة بحقد
بتقول الي حصل يا صفيه، كاميليا هيا السبب في الي حصل لعمي بسبب قله إدبها و طولت لسانها دي..
أدهم بغضب
الكلام دا مالوش لزوم الي حصل حصل، المهم دلوقتي نطمن علي جدي.
كاميليا بأسف
مكنش قصدي والله..

قاطعتها نيفين بعنف
امال لو تقصدي كنتي عملتي ايه كنتي موتيه..!
روفان بغضب
كاميليا مكنتش تقصد دي كانت محموقه و بتدافع عن خالتها بعد ما جدي هانها قدامنا كلنا و اي حد كان في مكانها كان هيقول نفس الكلام..
سميرة بمكر
خالتها، امممم طب كاميليا و كانت محموقه علي خالتها انتي بقي محموقه دلوقتي ليه، تكون خالتك انتي كمان و احنا منعرفش.؟
نيفين متخابثه.

معلش يا ماما اصلا روفان بتحب كاميليا و خالة كاميليا و اي حد من ريحه كاميليا..
ارتبكت روفان لثوان قبل أن تنطق صفيه التي لمحت علامات إستفهام في نظرات أدهم من حديث نيفين الذي يملؤه المكر لتقول صفيه بحدة
لسانك جوا بقك يا سميرة انتي و بنتك، و عيب اوي الكلام الي عمالين تقولوه دا بدل ما تدعوا لعمي يقوم بالسلامه قاعدين تبهدلوا في الغلبانه دي..
د
نيفين بحقد.

الغلبانه دي الي كانت هتسبب في موته، و اتسببت في أنه لأول مرة أيده تتمد علي يوسف، هيا دي الغلبانه الي بتدافعوا عنها..؟
كاميليا بصراخ و قد بلغ منها الغضب و اليأس و الحزن معا
والله ما كنت اقصد..
أمسكت نيفين بمعصمها بقوة قاصدة إيلامها و قالت بصراخ
كذابه، انتي كنتي عايزة تموتيه عشان مابيحبكيش..
كاميليا بتلعثم سببه البكاء الهستيري الذي جعل جسدها يرتجف بشدة و أخذت تقول من بين شهقاتها.

والله، والله، أبدا أ. أ. أ. انا عمري ما قصدت أأذيه. حتي لو هو مابيحبنيش. انا بحبه دا جدي..
نيفين بصراخ و قد تمكن الحقد و الشر منها
جدك في عينك. دور الطاهرة الشريفه دا تلعبيه علي حد تاني، انتي احقر إنسانه شفتها في حياتي و يوسف لما يخرج هو بنفسه الي هيقولك كدا..

اارتجافه جسدها و بكائها و ضعفها بهذا الشكل أشعلا جنون ذلك الذي خرج لتوه ليستمع الي ذلك الحديث وتلك الاتهامات الموجهة لها و التي افقدته كل ذرة تعقل لديه فتقدم بمنتهي الغضب و قام بنزع معصمها من يد نيفين و قال بغضب جحيمي
لما تتكلمي مع مرات يوسف الحسيني تتكلمي معاها بأدب..

ثم ختم كلامه بصفعه قويه تحمل من الغضب و القهر و الندم أقصي ما يمكن تحمله سقطت علي خد نيفين حتي أنها من شدتها اسقطتها أرضا وسط زهول الجميع فقد كانوا يتوقعون ثورته عليها و أن يلومها بسبب ما حدث لجده و لكن رؤيتها بهذا الشكل و تلك الإهانات التي توجهت لها غيبت عقله و انتفض قلبه الما عليها ضاربا بعرض الحائط كل الوعود و الالتزامات التي تطوق عنقه نحوهم جميعا و لم يعد يري في الحياه سواها حتي تلك الملقاه أرضا و التي كانت تتوقع بأن تسدد هدفا في مرمي غريمتها لم تتوقع حتي في أحلامها بأن يعاقبها بهذا الشكل فقد جحظت عيناها و تحجر الدمع بهم تطالع ذلك الذي تشتعل زرقاوتيه ناظرا إليها بغضب و كره ممسكا بيد كاميليا و هيا ملقاه تحت أقدامهم..

استفاقوا جميعا علي صوت سميرة الغاضب و التي كانت أول من يستعيد وعيه بعد تلك الصدمه فقالت بعنف صارخه
انت اتجننت، بتمد ايدك علي بنتي! و عشان مين بنت زه
لم تستطع أن تنهي حديثها إثر تلك الصرخه الغاضبه التي خرجت منه أرعدتها و افقدتها النطق
اخرسي، اسمها كاميليا يوسف الحسيني و الي هيفكر مجرد تفكير يقل منها همحيه من علي وش الأرض..
انهي يوسف جملته و نظر إلي أدهم الذي كان يطالع سميرة و نيفين بشماته قائلا.

روحهم كلهم عالبيت مش عايز اشوف حد هنا..
د
وافقه أدهم الحديث ثم نظر إلي كاميليا قائلا بأستفهام
طب و كاميليا..
يوسف بإختصار
عم عبده هيوصلها.

بالفعل توجهوا جميعا الي الخارج و قد كانت حالة نيفين لا تبشر بالخير فقد كانت في حاله لا تحسد عليها تكاد تكون مغيبه عن الواقع جراء ما حدث فقد رأت الجحيم في عيناه فاي عشق هذا قد يحمله لتلك المرأة بل السؤال الأهم ماذا لدي تلك المرأة لتحظي بكل هذا العشق من رجل مثل يوسف..؟
عند هذه النقطه ثار الغضب و الكره و الحقد بداخلها لتقسم بصوت يكاد يكون مسموعا.

وحياة كسرتي قدام الكل دي لتبقي بتاعي يا يوسف و لهخليك تتحسر علي حبيبة القلب..
ثم ركبت السيارة مع الآخرين و انطلقوا في طريقهم كلا يحمل بداخله شعور مختلف تاركين خلفهم هذا الثنائي الذي كتب علي عشقهم العذاب الأبدي..
نظرت كاميليا الي ذلك الذي يقف بجانبها و قد هاتف السائق ليأتي و يأخذها الي القصر و بعدها لم ينطق بحرف واحد لتحاول إستجماع شجاعتها و إستردات صوتها المفقود قائله بصوت مبحوح من فرط البكاء.

يوسف..!
إن قلنا بأن تلك النبرة الحزينه المبحوحه التي خرج بها صوتها قد احزنته لن نكون منصفين فهي قد قتلته الا يكفيه ذلك الذنب العظيم الذي يخفيه بداخل قلبه حتي يأتي إنهيارها بهذا الشكل ليجعل من حياته جحيم ماذا عليه أن يفعل مع عشق قد امتلك كل ذرة به هل يضحي به من أجل قد وعد أجبر علي قطعه.؟ هل يمكن أن يلقي بها و بنفسه الي قاع الجحيم نتيجه التمسك بمبادئه؟

لم يجب علي ندائها فقد كانت تلك التساؤلات تنهش بعقله و تدمي قلبه و لم يخرجه منها سوي لمسه حانيه من كفها المرتجف فوق كفه الخشن و صوتها الذي ذاد ارتجافه و هيا تقول بضعف و ألم
أنا أسفه!
نظر إليها يوسف بنظرات يملؤها الألم و الندم و ود لو يخبرها بأنه هو من عليه الاعتذار آلاف المرات و لن يكفيه الباقي من عمره أسفا لها عما اقترفه من جرم بحق عشقهما فلم يسعفه الكلام ليكتفي بإيماءة من رأسه ثم قال بجمود.

يالا عشان تروحي.

قال جملته تلك عندما رآي السائق قد وصل ليقوم بفتح باب السيارة لها راسما الجمود و القوة علي ملامحه فقابلت جموده بسوط فعلتها التي و كأنها جلدت قلبه من الداخل عندما إقتربت منه واضعه رأسها فوق صدره تعانقه بقوة زلزلت كيانه فقد كان آخر شي يتوقعه هو أن تفعل ذلك و قد اشتعلت براكين العشق بداخله و لكن أصفاد الندم طوقتها فظل علي حاله دون أن تكون لديه القدرة للإستجابه الي قلبه في احتجازها بين قضبان ذراعيه و قد أتقن رسم البرود فوق ملامحه و التي قد وصل إلي قلبها فبادرت بالانسحاب و تراجعت خطوة للخلف ثم استدارت تجاه الباب تحمل بداخلها جميع خيبات العالم لتمتد يده التي عاندته و امسكت بمعصمها قائلا بلهفه ممزوجه بالألم.

كاميليا.!
بكل ما يعتمل بداخلها من وجع التفتت إليه لتهديه نظرة ضائعه كانت كالسهم الي صوب الي منتصف قلبه فجعله ينزف ألما و ألجمت لسانه عن الحديث لتنزع يدها من يده بمنتهي الهدوء و الألم ثم صعدت الي السيارة و قد تركت العنان لدموعها أن تنزل بصمت دون القدرة علي إيقافها و لا تدري شيئا عن ذلك القلب الذي تركته خلفها يكاد و الذي يكاد يقتله الألم و الندم معا.

فتح على باب القصر ثم دخل يتبعه والدته وأختيه دون أن يتفوه أحد منهم بحرف فقد كان الصمت و الصدمه هما سيدا الموقف فما حدث في المشفي لم يكن بالهين بل قلب حياتهم رأسا علي عقب هذا كان تفكير كارما التي كانت أول من تحدث قائله
مش المفروض نتكلم يا ماما و لا هتفضلي ساكته كدا كتير..؟
وافقتها غرام الرأي و التي لم يكن حالها يختلف كثيرا عن أختها فقالت بتأييد
ايوا يا ماما احنا لازم نعرف كل حاجه..

قاطعهم على بقوة
ماما تعبانه سيبوها ترتاح دلوقتي و بكرة تبقوا تعرفوا الي انتوا عايزينه..
كارما باعتراض
بس يا على..
قاطعها على بغضب
مفيش بس قولت بكرة نتكلم.
سيبها يا على من حقهم يعرفوا الحقيقه و من حقي انا كمان اسمع منك الي معرفوش..

طالعها على بشفقه علي حالتها و قد تأكد من أن والده كان له كل الحق في أن يخاف عليها من هؤلاء البشر الذي كان ينتمي إليهم فوافقها الرأي و قام باسنادها و توجهوا جميعا الي الصالون و اجلسها علي الأريكه و فعل مثلها و بقي صامتا حتي بدأت هيا بالحديث
اول ما بدأت شغلي في المستشفي مكنش ليا أصحاب و كنت شخصيه منطويه و مكنش ليا اختلاط بحد.

لحد ما قابلت أمل كانت بنت هاديه و رقيقه اوي و كان دايما باين علي ملامحها الحزن هيا كمان مكنش ليها اختلاط بحد فبدأنا نتعرف علي بعض و واحدة واحده و حكتلها عن حياتي و هيا حكتلي عن حياتها و أنها متجوزة بقالها سنه و ربنا ماردش أنها تخلف و شويه شويه بقت أمل بالنسبالي زي زهرة اختي كانت طيبه و حنينة اوي كانت دايما تحكيلي انها بتحب جوزها اوي و قالتلي أنه عوض ربنا ليها بعد العذاب الي شافته في حياتها و قالتلي أنه دكتور معانا هنا في المستشفي و أنها هتعرفني عليه و فعلا في يوم قالتلي أنه سالم نفسه يشوفني و يتعرف عليا من كتر حكاويها عني و أنه هيستنانا نتغدي سوي و يروحوني و بعد ما اليوم خلص خرجت من باب المستشفي لقيتها واقفه و هو معاها..

أغمضت عيناها تسترجع ذكرياتها معه و قد فرت دمعه اشتياق من طرف عيناها لتلك اللحظه فتابعت بألم.

و شفته! مقدرتش انسي ابدا شعوري وقتها و ازاي قلبي دقله. انت شبهه اوي يا على نسخه منه! اول مرة سلمت عليه كان شعور غريب سيطر عليا و لقيت نفسي بتحجج عشان امشي و مروحش اتغدي معاهم و خصوصا أن امل الحت كتير عليا بس غصب عني كنت عايزة اهرب من الإحساس الغريب الي سيطر عليا دا و الي ايا كان تفسيره فهو غلط كبير في حق نفسي و في حق إنسانه بعتبرها زي اختي..

حاولت أتجاوز عن الموقف دا و الي حصلي وقتها و فضلت أتجنب كل لقاء يجمعني بيه في المستشفي و حتي بدأت اتهرب من امل نفسها لحد ما في يوم جتلي تجري و فرحه الدنيا كلها فيها و قالتلي انها حامل، فرحة لفرحتها اوي والله و دوست علي اي شعور جوايا مكنش من حقي اصلا و اتفقنا وقتها أنها تعمل لسالم مفاجأة و تفرحه بالخبر دا لانه كان مسافر عند والده في القاهرة عشان تعبان بس للأسف سالم اضطر يسافر مؤتمر بعدها و لما جه كانت هيا في المستشفي خدت إجازة و روحت جري عشان تفرحه و بالليل لقيتها جايه عندي و منهارة من العياط بتقولي أن سالم اتجنن لما سمع الخبر و قالها لازم تنزلي الولد دا و يوميها بس حكتلي علي ظروف جوازتهم و أن والده مكنش موافق عليها عشان هيا كانت ممرضه عنده في القاهرة و سالم لانه شخصيه قويه و عنيده جدا مقبلش بأوامر والده و اتجوزها غصب عنه و جابها و جه اسكندريه عشان يعيشوا فيها، وقتها انا زعلت و اتضايقت جدا منه و فكرت أن هو مش عايز اي حاجه تربطه بيها عشان لو فكر يرجع لابوه تاني، و قولتلها تفضل عندي كام يوم و خدتلها أجازة من المستشفي عشان تهدي أعصابها، و تاني يوم لقيت سالم جاي و عايز يتكلم معايا و فعلا قعدنا و اتكلمنا و صدمني وقتها لما قالي أن امل عندها مرض خطير في القلب يمنعها من الحلفه عشان كدا هو مُصر انها تنزل البيبي، و ورالي كل الورق الخاص بحالتها و طلب مني أقنعها تنزله و دا طبعا كان مستحيل بالنسبالها حتي لما حكينالها خطورة مرضها و قالت إنها مستعدة تفدي ابنها بحياتها..

اختتمت جملتها و نظرت إلي على الذي كان الدمع يتساقط من مقلتيه و قد انتفض قلبه متأثرا بالحديث عن والدته البيولوجيه و كذلك كان هذا حال الأختان
تابعت فاطمه حديثها و هيا تنظر إلي على قائله بحب.

كانت حاسه انك ولد، فضلت طول فترة حملها تحت الملاحظه و الشهرين الأخرانيين حالتها اتدهورت اوي و كنا حاطين أيدينا علي قلبنا لحد ما الدكاترة قرروا يولدوها و كانت وقتها لسه في اول التاسع و الحاله كانت صعبه و للاسف قلبها مستحملش. توفت..
قالت كلمتها الأخيرة تلاها موجه من البكاء الحار علي رفيقتها الغاليه و شاطرها الجميع البكاء و بعد أن هدأت قليلا تابعت بصوت يرتجف الما.

اول ما عرفت انها هتدخل العمليات طلبت مني نتكلم لوحدنا و قالتلي انها مش هتثق في حد غيري يربي على ابنها، كانت بتحب الاسم دا و هيا الي اختارتهولك قبل ما تموت. و طلبت مني اتجوز سالم، رفضت و قولتلها أبدا محدش هيربي على غيرك و سالم بيحبك و مش هيكون لحد غيرك، ضحكت و قالتلي سالم عمره ما حبني انا بالنسباله كنت وسيله أنه يعاند بيها أبوه و يكسر قيوده و أوامره و قالتلي أن سالم مش هيكون مرتاح أو سعيد مع حد غيري طمنتها و قولتلها هتخرجي بالسلامه و للاسف ماتت حتي قبل ما تشوفك أو تاخدك في حضنها، كان فراقها صعب اوي عليا بس كنت بحاول اتماسك عشان خاطرك يا على، من يوم وفاتها سالم رفض انك تروح عند أهله هناك في القاهرة و صمم أنك تفضل معايا و كان بييجي دايما يشوفك و بعدها بفترة لقيته بيقولي أنه عايز يتجوزني و إن دي وصيه امل الله يرحمها و عرفت يومها أنها وصته أنه يتجوزني و اني أنا الي اربيك يا على، و بعد جدال و رفض كبير عندنا في البيت وافقوا و اتجوزته بعد ما اشترطت عليه اني هتجوزه عشانك انت بس و أنه ميعتبرنيش زوجه حقيقيه له و هو كرامته مسمحتلوش حتي يناقشني في قراري و فعلا اتجوزنا و قعدنا سنه كامله مفيش بينا حتي اي حوار غير في حاجه تخصك لحد ما لقيته جايب دفتر و بيقولي دي مذكرات امل فيها حاجه تخصك و لازم تقرأيها و كانت صدمتي لما قرأتها و لقيت أنها حست من اول يوم شفنا بعض فيه انا و سالم أن في مشاعر جوانا لبعض و أنها كانت عارفه بمرضها حتي قبل ما تحمل كل الي كان نفسها فيه أنها تسعد سالم بأنها تخلفله طفل حتي لو علي حساب حياتها..

وقتها سالم حكالي أنه هو كمان حس بمشاعر من ناحيتي و حاول يداريها جواه احتراما لأمل بس هيا كانت ذكيه و حست بدا عشان كدا صارحته قبل ما تموت بأنه يتجوزني و باني انا الي اربي ابنها..
اختتمت فاطمه حديثها الذي أيقظ بداخلها كل الذكريات الأليمة و السعيده التي عاشتها مع زوجها الراحل و صديقتها الغاليه ثم نظرت إلي على قائله بصدق.

والله كانت اغلي عندي من روحي. و عمري ما اتمنيت ليها اي حاجه وحشه، و حبيتك انت اكتر من بناتي الي خلفتهم عشان انت من ريحتها ربنا يعلم..
اتبعت جملتها الأخيرة بسيل من الأنهار االتي جرت فوق خديها ليقوم على من مكانه و يحتضنها بشده و هو يردد ببكاء و حزن.

عارف كل دا و مش محتاجه تقوليه، انتي كنتي نعم الام و الصاحبه و حافظتي عالامانه، حتي لو مكنش بابا حكالي مكنتش هصدق حرف واحد من الي اتقالي عنك، انتي امي الي معرفتش غيرها و الي مش عايز غيرها..
انهارت الفتاتان تأثرا بهذا المشهد المؤثر و قاموا بالإلتفاف حول فاطمه و على و احتضانهما و قالت كارما بتأثر
انتي أعظم أم في الدنيا يا ماما و كلنا مصدقينك..
و أبداها غرام قائله من بين دموعها.

كارما عندها حق انتي مفيش حد زيك في الدنيا و عمرنا ما نصدق حاجه وحشه عنك ابدا. و انت يا على كمان احسن اخ في الدنيا و احنا بنحبك اوي..
و رددت كارما نفس الكلام ليقوم على بلف ذراعيه حول ثلاثتهم قائلا من بين دموعه
ربنا ما يحرمني منكوا أبدا.

مر إسبوع علي تلك الليله المشؤومه باحداثها الكثيرة دون أي أحداث تذكر فالجميع كان هادئ علي غير العادة يحاولون إستيعاب تلك الأحداث الأخيرة و لم يحدث شئ جديد فحالة مراد كما هيا دون أي تحسن و بالمقابل تحسنت حالة رحيم الي حد ما ليسمح له بعدد محدود من الزيارات فأخذ الجميع يتردد عليه للاطمئنان علي صحته و مع إنتهاء آخر زيارة له و إستعداده للراحه قليلا وجد نقر علي باب الغرفه تلاه ظهور آخر شخص في العالم قد يتوقع حضوره..

تقدمت كاميليا بخطوات سلحفيه حتي وصلت إلي منتصف الغرفه و قالت بصوت ضعيف
حمد لله علي سلامتك..
ظل رحيم يطالعها بنظرات غامضه غير مفسرة و لم يكلف نفسه عناء الرد عليها فأصابها هذا بالإحراج و لكنها لن تتراجع عما انتوته في تصليح خطأها لتقوم برسم إبتسامه واهنه علي شفتيها قائله بنبرة أشبه بالتوسل
حضرتك عامل ايه دلوقتي؟ يارب تكون بقيت احسن..
رحيم بجمود
عايزة تقنعيني إن سلامتي تهمك..

عند هذه الكلمات انفجرت كاميليا في البكاء اتبعته بكلمات صادقه
أنا أسفه، والله ما كنت اقصد يحصلك كل دا بسببي..
اهتز رحيم داخليا و قد لمس الصدق في حديثها فقال بلهجه هادئه
تعالي اقعدي يا كاميليا، احنا محتاجين نتكلم مع بعض شويه..
كلماته ألقت في داخلها القليل من الأمل في تحسن علاقتهما فأسرعت بالجلوس علي الكرسي بجانبه فبادرها رحيم بالحديث.

انا عارف انك مكنتيش تقصدي كل الي حصل دا، و عارف انك عمرك ما اتمنتيلي حاجه وحشه، و عشان كدا عايزك تعرفي أن مشكلتي مش معاكي. انتي ملكيش ذنب في الي حصل، اعتقد انك عارفه قصدي كويس اوي.
تغيرت كل ملامح كاميليا من معاني كلماته المبطنه و لم تستطع التفوه بحرف فواصل هو الحديث قائلا
انا عارف انك زعلتي و اتحمقتي علي الناس الي منك و دا من حقك طبعا، و اعتقد اني من حقي أنا كمان اخاف عالناس الي مني.

قال الأخيرة بمكر لم يصل لبرائتها فقالت باندفاع
حقك والله انا عارفه، بس انا عمري في حياتي ما هفكر أاذي يوسف دا هو اغلي إنسان عندي في الدنيا دي..
رحيم بمسايسه
عارف بس عايز اتأكد.!
كاميلبا بلهفه
انا ممكن اعمل اي حاجه عشان تتأكد اني بحبه اكتر من اي حاجه في الدنيا.
رحيم بتخابث
اي حاجه يا كاميليا؟
كاميليا بأمل لنيل رضاه و لهفه في إثبات صدق حبها
اي حاجه كل الي تقول عليه هعمله
رحيم بهدوء
توافقي أنه يتجوز نيفين!

كانت روفان جالسه في الحديقه تنظر إلي الفراغ حولها تفكر في قصه حبها التي انتهت قبل أن تبدأ و حلمها الذي قُتل في مهده دون أن يكون لها القدرة في الدفاع عنه كيف و كل شي يقف ضدها حتي هو بالرغم من أن هناك جانب من قلبها يعطيه العذر فيما فعله و لكن جزء آخر يرفضه و بشدة ففعلته هذة تسببت في فراقهم للأبد و قطع كل الطرق التي قد تجمعهما و بالنهايه هيا لن تستطع لومه فهو لم يقل شيئا صريحا يمكن أن تلزمه به فكل شئ كان عبارة عن مشاعر بريئه و كلمات لطيفه متبادله بينهم أي أن الأمر لم يصل لمرحله الارتباط فلما تحمله ذنب علاقه لم تبدأ بعد سوي في أحلامها فهي من بنت الكثير من الآمال و الاحلام و عاشت بها و التي تحطمت في لمح البصر امام عيناها..

دمعه هاربه فرت من طرف عيناها تحكي مقدار حزنها فمسحتها بطرف إصبعها و تناولت بيدها الأخري الهاتف الذي أعلن عن وصول رساله نصيه كانت كلماتها البسيطه كافيه لجعلها تنتفض من مكانها
عايز أشوفك!

اخذت روفان تنظر الي الهاتف بعدم تصديق فهل فعلا راسلها ام أنها تتوهم لم يعطيها الوقت للتفكير فرن الهاتف بيدها معلنا عن إتصال كان قلبها يتمناه كثيرا و لكنها كانت تتخبط بين حديث العقل الذي يخبرها بأن تتجاهله عقابا له علي ما فعله و تركه لها كل هذا الوقت و حديث القلب الذي يرتجف شوقا لسماع صوته و محادثته عله يجد عنده ما قد يريحه من هذا العذاب ليضيع أملها عند إنقطاع الاتصال فجلست في مكانها بيأس و حزن ليتجدد أملها مرة ثانيه عند تكرار الاتصال فقررت الاستماع إلي صوت قلبها و الرد فنظفت حلقها ثم ردت بصوت حاولت بأن يكون هادئا.

ألو..
اتاها صوته من الهاتف هادئا يتناقض تماما مع ضوضاء قلبه الذي كان يدق بعنف جراء شوقه إليها
كنت واثق إنك مش هتردي من اول مرة..
روفان بلهجه حاولت أن تكون باردة
ليه؟
تنهد على قائلا بحزن
علي ما تحسمي الصراع الي داير بين قلبك و عقلك.
روفان و قد آلمتها كلماته و افتضاح أمرها أمامه فقالت بكبرياء
لا ابدا مفيش اي صراع كل حاجه محسومه، انا بس مشفتش الفون.
على بغضب
يعني ايه كل حاجه محسومه؟

روفان بحزن حاولت قدر الأماكن إلا يظهر في صوتها
قصدي انت عارفه كويس
على بنفاذ صبر
عايز أشوفك
ليه؟
محتاجين نتكلم
مفيش كلام بينا الكلام انت خلصته خلاص و لا نسيت
على و قد وصل غضبه للذروة
روفان لآخر مرة بقولك عايز اشوفك
ود قلبها لو يجيبه قائلا ارتجف شوقا لرؤيتك و لكن الجمه عقلها مطوقا إياه بأصفاد من حديد قاطعا كل الامل في غد يكون برفقته فقالت بلهجه قاطعه
و أنا لآخر مرة هقولك مفيش بينا كلام يا سيادة الرائد.

تمام زي ما تحبي
قال على كلمته الأخيرة ثم اغلق الخط بعد ما تملك الغضب كل خليه منه فقام بالقاء الهاتف بكل قوته فاصتدم بالحائط ليتفتت الي أشلاء تشبه تماما أشلاء قلبه الذي فتتته برودة كلماتها..

احيانا تكون أعظم صفاتك هيا سبب هلاكك..

منذ أن عادت كاميليا من تلك الزيارة المشؤومة و هيا تلزم غرفتها حتي عندما أتت الخادمه تخبرها عن موعد العشاء أخبرتها بأنها سوف تنام و لكن الحقيقه بأن النوم كان امنيه صعبه بل مستحيله في مثل حالتها تلك فهيا ظلت تتلوي بنيران البعد لمدة أسبوع تحاول بشتي الطرق الوصول إليه و لكن دون جدوى لا يرد علي الهاتف و نادرا ما يكون بالمنزل حتي ذلك اليوم الذي استطاعت أن تتحدث معه تجاهلها كليا و أخبرها بإنشغاله ثم تركها و غادر المنزل و لم تره سوي في اليوم الثاني و هو مغادر الي الشركه فقد كانت تعتقد بأن إنشغاله حقيقي و قد قامت برفض كل الخواطر التي تبادرت الي ذهنها عن أنه يمكن أن يكون يتجاهلها أو مازال غاضبا منها و لكن اليوم بعد هذا الحديث المسموم مع جدها فهيا أصبحت علي شفير الجنون فهل يمكن أن يفعل ذلك خاصتا عندما تذكرت تأكيد جدها علي حديثه.

فلاش باك
صدمه قويه اهتز لها جسدها فهبت من مكانها تطالعه بنظرات مصدومه غير قادرة علي تصديق ما سمعته أذناها فقالت بدهشه
لا انت اكيد بتهزر مش معقول تكون بتطلب مني طلب زي دا.
رحيم بهدوء
انتي شايفه إن دي حاجه ينفع اهزر فيها..
كاميليا بتوسل
ياريت تكون بتهزر..
رحيم برزانه
لا يا كاميليا مش بهزر.
اشعل نيران غضبها ذلك الهدوء الذي يتحدث به فقالت بصراخ
تبقي مجنون لو فكرت اني ممكن اسيبه لواحده غيرري..
رحيم بغضب.

اخرسي و احفظي ادبك، و مادام انتي كدا فاعرفي أن دا هيحصل برضاكي أو غصب عنك
كاميليا باندهاش
تقصد ايه.
رحيم بتشفي
اقصد أن يوسف وعدني و انتي عارفه لما يوسف بيوعد لازم ينفذ..
بااااك
اخذت كاميليا تبكي كما لم تبكي من قبل الهذا السبب كان يتجاهلها طوال هذا الأسبوع الهذا لم يتنازل حتي بالسؤال عنها؟ هل يمكن أن يتخلي قلبه عنها بمثل هذه السهوله؟
هل يمكن أن يصبح زوجا لغيرها؟

عند هذه النقطه هبت من مكانها و قلبها ينطق قبل لسانها
لا لا يوسف عمره ما هيتجوز غيري و لا هيحب غيري، اكيد في حاجه غلط، انا لازم اتكلم معاه.

نظرت كاميليا الي الساعه فوجدتها قد تخطت منتصف الليل و لكن لفت انتباهها صوت سيارة قادمه لتندفع إلي النافذة فتجده قد وصل في الاسفل فدق قلبها إثر رؤيته و قد غلبها الشوق لتندفع تجاه الباب لملاقاته و لكن أوقفها مظهرها المزري في المرأة فهرولت الي خزانه الملابس و أخذت اجمل اثوابها و دخلت الي المرحاض لتحظي بحمام منعش و خرجت تجفف شعرها ثم تركته منسدل بحريه خلفها كما يحبه و أتقنت وضع مساحيق التجميل لتخفي مظاهر حزنها ثم نزلت الي الأسفل في طريقها إليه فوجدت باب غرفة المكتب مفتوحا قليلا فما أن همت بفتحه حتي جمدته كلماته في مكانها.

عمو مراد قبل ما يضرب بالنار كلمني و وصاني لو جراله حاجه اخلي بالي من نيفين و زين.
أدهم بزهول
انت بتقول ايه يا يوسف.
يوسف بيأس
الي سمعته يا أدهم
عشان كدا وعدت جدك انك تتجوزها
زفر يوسف بحنق قائلا بنبرة مهزوزة
مكنش قدامي حل غير كدا.
أدهم بشفقه علي حال أخيه
طب و هتعمل ايه في الموضوع دا يا يوسف؟
يوسف بغموض و نبرة قاطعه
هنفذ وعدي. مش يوسف الحسيني الي يوعد و ميوفيش يا أدهم!

دخل رائد الي هذا القصر البغيض البارد الذي يكره مجرد الاقتراب منه و لكن تلك المكالمه العاجله التي أتته من عمه أجبرته علي الذهاب إليه و ما أن دخل الي القصر حتي باغته صوت إطلاق رصاص قادم من غرفه المكتب الخاص بعمه ليتوجه فورا الي هناك فوجد أحد الحرس قد تلقي رصاصه في منتصف رأسه فخر صريعا في الحال.

اهتز رائد داخليا عند رؤيته هوية هذا الحارس لكنه رسم ملامح الجمود و ارتدي قناع اللامبالاة ثم زفر بملل و تقدم الي البار الخاص بعمه و قام بسكب كأس من النبيذ ثم اقترب من أحد الكراسي و جلس عليها بكسل و ارتشف عدة قطرات من كاسه قبل أن يقول بلامبالاة
ليه..؟
زادت حدة غضب راغب من لامبالاته و قال بحدة
عشان خاين!
رفع رائد أحدي حاجبيه ثم قال بسخريه
خاين! اممممم اوعي تقولي قفشتو مع سميرة في شقه المقطم.

راغب بغضب حاول مداراته
لا، كان بينقل أخباري الي بتحصل جوا الشقه..
رائد بتفكير
لا تصدق يستاهل ها قولي كنت عايزني في ايه..
راغب و قد وصل غضبه للحد الذي لا يستطيع السيطرة عليه
أنقذت حياة مراد الحسيني ليه.؟
رائد بلامبالاة
جتلي فرصه انقذ حياة إنسان، ايه اضيعها..
ابتسم راغب بشر ثم قال باستنكار
و الانسانيه دي جتلك من امتا..
رائد بتهكم
جتلي على كبر..
راغب بغضب.

و لا حد سمم افكارك من ناحيتي و وهمك بأن ولاد الحسيني ملهمش ذنب في الي حصل زمان
تنبهت كل حواس رائد لحديث عمه و الذي بالفعل قد سمعه من والدته و لكن اتقن إخفاء الأمر قائلا باستفهام
حد زي مين؟
راغب بنفاذ صبر
زي ناهد هانم مثلا، اوعي تكون مفكرني نايم علي وداني انا عارف انها لسه عايشه و من زمان كمان و سايبها بمزاجي لكن تيجي تبوظلي كل خططي يبقي لا مش هسكت..

هب رائد من مكانه بطريقه افزعت راغب الذي رجع خطوتان الي الخلف ما أن رأي نظرات رائد الشيطانيه و حديثه المسموم
هتعمل ايه..؟
راغب بتلعثم
هقولك الحقيقه الي فضلت مخبيها عليك السنين دي كلها عشان مسممش حياتك..
رائد بسخريه
هو في حقيقه ابشع من الي قولتهالي!
راغب بشماته
طبعا فيه، الهانم امك كانت بتخون ابوك مع عامر الحسيني..

لكمه قويه أطاحت بأنفه سددها له رائد بكل عنف لتتساقط الدماء من أنفه ثم قام بإمساكه من تلابيبه قائلا بغضب جحيمي
كلمه واحده علي امي و هقطعلك لسانك فاهم.!
واصل راغب حديثه المسموم الذي يحمل شئ من الحقيقه في طياته
انا مقدر حالتك دي و مش هلومك عالي عملته دلوقتي، بس انا مبقولش كلام من فراغ انا عندي الدليل علي كلامي..

كانت ناهد تتناول حبه دوائها من يد الممرضه عندما دخل رائد الي الغرفه و مظهره يوشك بأنه قادم من الجحيم فعيناه كانت مشتعله من شده الغضب و عروقه بارزة و ثيابه مبعثرة و لكن كل هذا الهلاك لا شئ مقابل ذلك الهلاك الداخلي الذي يشعر به.
صدمت ناهد من مظهره المزري فقالت بلهفه
رائد مالك ايه الي عمل فيك كدا؟
نظر رائد الي الممرضه شذرا ثم قال بغضب
برا!

هروبت الممرضه الي الخارج عند رؤية مظهره هذا ثم توجه إلي والدته قائلا بألم يغلفه الغضب
انتي كنتي علي علاقه بعامر الحسيني؟
صُدِمت ناهد من حديثه فقالت بإندهاش
انت بتقول ايه..؟
رائد بعنف
الي سمعتيه! جاوبيني علي سؤالي انتي كنتي علي علاقه بعامر الحسيني و انتي علي ذمة أبويا؟
حاولت ناهد إستيعاب صدمتها قبل أن تقول بألم
قصدك كنت بحزن ابوك مع صاحب عمره يا رائد! وضح كلامك عشان اقدر اجاوبك
رائد بألم.

ايا كان طريقه السؤال ايه المهم انك تجاوبيني
ناهد بنبرة قاطعه
لا!
أخرج رائد من جيبه عدة صور فوتوغرافيه و قام بوضعها امام عيناها قائلا بألم و لوعه
كدابه! امال ايه الصور دي؟
جحظت عينا ناهد من رؤيتها لتلك الصورة و فرت الدموع من عيناها و و هيا تنظر إليه و لم تستطع أن تتفوه بحرف واحد ليطالعها رائد بخيبه أمل كبيرة و قد تبدل غضبه الي حزن و ضعف و قال بلهجة حزينه مكسورة.

يا خسارة كنت بكدب نفسي لآخر لحظه بس الي شفته في عنيكي كسرني! قعدت سنين اعيط جمبك و اتمني تفوقي عشان تاخديني في حضنك و النهاردة خلتيني اقول ياريتك ما كنتي فوقتي، انا عمري ما هسامحك أبدا!
ناهد برجاء و توسل
ارجوك اسمعني هفهمك
لم يستمع رائد الي توسلاتها فما أن أنهي حديثه حتي خرج مهرولا من الشقه يود لو يهرب من هذا العالم الذي لم يرحم طفولته و لا شبابه و سمم حياته بدون أن يقترف اي ذنب..

سقطت ناهد علي الارض منهارة في البكاء و قد شعرت بأنها خسرت ابنها تلك المرة الي الأبد فظلت تبكي سنين عمرها الضائعه و شبابها الذي دفنته بسبب أخطاء غيرها و مؤامرات حيكت خصيصا لتدميرها
أوقف نجيبها رنين جرس الباب لتهرول الي الخارج عله يكون فلذة كبدها قد أشفق علي حالها و عاد ادراجه و ما أن فتحت الباب حتي صُدمِت من رؤيه هذا الشخص و قالت بزهول
سالم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة