قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الأول

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الأول

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الأول

تقف تلك الفاتنه تنظر إلى البحر بعينيها الحزينه التي انطفأت و تحولت من شعله من النيران إلى كتله من الرماد المحترق.
تبكي علي قلبها المكدوم. علي حلمها الذي قتل في مهده، تتذكر جنتها التي حُكم عليها النفي منها طول عمرها. و لكن ما يفتت قلبها ان هذا كان اختيارها...

في بعض الأحيان نختار عذاب البعد و نيران الفقد في سبيل سلامه من نحب. و يكفينا فقط ان تحملنا نفس الأرض. تظللنا نفس السماء، نتنفس نفس الهواء، و لكن القلب مثل الطفل الصغير لا يكتفي بالقليل، يريد أن يأمُر فيُطاع...
تسترجع كاميليا بعض من ذكرياتها مع معشوق الروح و نبض الفؤاد يوسف...

فلاش باك...
(تقف كاميليا أمام المرآه تتأمل جمالها المشع في هذا الثوب الأسود الرائع الذي يلتصق بجسدها الفاتن و يصبح مثل جلد ثان لها، و شعرها البني يتخلله بعض الخصلات الصفراء كشلال حريري يصل لأسفل خصرها، )، و تهمس قمر يا بت يا كامي يخربيت جمالك، نفسي أشوف شكل جو لما يشوفني. هيقول إيه. لا دا هيعمل مش هيقول. سافل يخربيته.

و لا شكل نيفين و أمها {بنت عمها و مرات عمها } هيبقي عامل ايه لما يشوفوني نازله مع يوسف و انا قمر كدا صدمت و وضعت يدها فوق قلبها و قالت
- يارب استر و عديها علي خير يارب يا نيفين يا بنت سميرة يبعتلك فرحه تنسيكي اسمك و تشيليني من دماغك بقي. و بعدين بقي انا اتوترت هقوم اشغل اغنيه و ارقص عليها خليني اهدي شويه اصل مفيش غير الرقص إلى هيهديني. قامت جابت الفون و شغلت أغنيه.

[ دلع البنوته دلع. قولها إلى في قلبك طلع. و ارمي هم الدنيا و سلم، دي إلى بتهنن و تطبطب. دي إلى احلي و اجمل و اقرب، لو تسيب يوم حته تضلم، دي إلى واخده في الدلع ميت دكتوراه، ماشيه بتدلدق سعاده عالجميع. دي إلى أي عظيم أكيد بتكون وراه، و في زعلها الكورة الأرضيه تضيع ].

أخذت تتمايل علي أنغام الأغنيه غافله عن تلك العيون بلون السماء الزرقاء التي اخذت تراقبها بنظرات نمر يوشك الانقضاض علي فريسته، تلك الجنيه التي تمتلك عيون بلون العسل التي تتمايل و لا تدري بأنها تتمايل علي أوتار قلبه المفعم بعشقها...

يقف يوسف بطلته المهيبه و وسامته المعهودة ينظر إليها و يشعر بأن كلمات هذه الأغنيه خلقت خصيصا لأجلها. فلم تشعر هيا سوي بهاتين اليدين القويتين تطوقها من خصرها. فتفزع قائله بدلع أطاح بعقله.
- كاميليا: حرام عليك يا يوسف كدا تخضني...
- يوسف: و انتي مش حرام عليكي إلى بتعمليه في قلبي دا.
- كاميليا بنعومه: هو انا كنت عملت أيه.

ينظر يوسف إلى هيئتها المهلكه لرجولته بدأ من شعرها الحريري إلى عينيها العسليه المتوهجه بنيران العشق إلى انفها المنحوت بدقه. و شفتيها، و آه من شفتيها التي تجعل العقل مغيب عن الواقع ليدور بذهنه سؤال.

كام معلقه من العسل وضعها الله في فمك حين خلقه
عند هذه النقطه لم يتمالك يوسف نفسه و و أخذ ينهل من شهدها بلا هواده و يتلذذ بطعمها الرائع...
و لم يتركها الا عندما شعر بأنها سوف تختنق فتركها علي مضض و هو علي يقين انه لو بقي ألف عام يتذوق شهدها لن يمل أبدا...

أما عندها. فشعرت بأنه اختطفها و حلق بها عند النجوم فلم تشعر بأي شئ حولها سوي بشفاهه و هي تنقلها لعالم الاحلام، حتى شعرت برئتيها تكاد تنفجر طالبه لبعض الهواء.

- يوسف: بصيلي.
- كاميليا: تؤ تؤ...
- يوسف: وحياه امك بلاش دلعك دا مش هقدر اتحكم في نفسي اكتر من كدا.
- كاميليا: براحتي اعمل إلى عيزاه علي فكرة و بعدين انت خدتني علي خوانه ازاي تعمل كدا...
- يوسف: ايه يا بت التناكه انتي تقولي اصلا انا ابوسك...
- كاميليا: يا حبيبي اطول و اطول اطول من كدا كمان...

- يوسف: يا شيخه مين إلى قالك كدا إن شاء الله. - كاميليا: انت يا قلبي و بعدين يا حبيبي انا معجبين كتير هه...
و ما ان تفوهت بآخر كلمه حتى رأت عينيه التي تحولت إلى حمراء قاتمه من شده الغضب فعلمت انها هالكه لا محاله فأكملت بمكر: - بس محدش غيرك يملي دا ( و أشارت إلى قلبها) فرقت نظراته حين نظر إلى موضع اصبعها...
ثم اكملت لتشتت ذهنه حينما فهمت مغري نظراته و - محدش غيرك يعجب دا و اشارت إلى عقلها.

و لكن هيهات فما فعلته بشقاوتها و افعالها المغريه الغير مقصوده قد أثار نار الرغبه بقلبه و اشعل شراره العشق بداخله فرفع نظره إلى داخل عينيها.

فتقابل وهج نيران عينيها. بزرقه مياه عيناه
واخذها في قبله محمومه تعبر عن عشقه و ولهه بها لم يفيقهم سوي طرق الخادمه علي باب الغرفه.

فتنحنح يوسف و قال...
- نعم...
فقالت الخادمه
- يوسف بيه مامت حضرتك بتستعجلك...
أجاب
- قوليلها نازلين اهوة...
ثم نظر إلى عينيها و قال.
- اعمل فيكي ايه نستيني نفسي انتي بقيت خطر عليا. فنظرت اليه كاميليا قائله بهيام...
- يوسف انت بجد بتحبني...
فنظر إليها يوسف و قال.
- تؤتؤ مش بحبك.
فظهر القلق جلياً علي ملامح وجهها...
فاستكمل يوسف قائلا...
- انا بتنفس روحك. و بشوف بنور عيونك، ?.

فاحتضنته كاميليا بفرحة غامره قائله
- بعشقك. فنظر لها غامزاً بوقاحه اعتاد عليها
- طب إيه بقي، ??
فشعرت بالخجل يغمرها فوقفت علي اطراف اصابعها و تعلقت بعنقه و قالت بنعومه...
- ايه يا ابني قله الادب دي عيب كدا غلط علي صحتك...
فقال لها بغيظ
- والنبي ما في غلط علي صحتي غيرك انتي إلى هتجيبي أجلي بشقاوتك دي يا بنت الحسيني.
فضحكت ضحكه صاخبه زلزلت كيان ذلك الواقف أمامها و قالت...

- بقولك ايه يا جو هسيبك و اروح لطنط عشان عيزاها في موضوع كدا سر...
فتحير يوسف و قالها
- استني هنا يا بت انتي موضوع ايه دا.
فردت بدلال.
-هسألها كانت فين و انت صغير يا حبيبي سابتك كدا ازاي من غير ما تربيك...
فضحك يوسف بصخب و قال لها.
- هيا حاولت معايا بصراحه بس زهقت لما ملقتش فايده.
الظاهر كدا كان قلبها حاسس ان في جنيه هتيجي تربيني من اول و جديد و تعمل إلى محدش قدر يعمله...
فنظرت إلى عمق عيونه و قالت...

-بس انا بحبك بعصبيتك و غيرتك و جنانك و حتى قله ادبك دي بعشقها.
فذاب قلبه من دلالها و اعترافها الصريح بعشقها له و لمحت عيونه و عندما اوشك بالانقضاق عليها للمرة الثالثه ركضت و فتحت باب الغرفه و اندفعت للخارج و هيا تقول.
- تؤتؤ ثبتني مرتين لو عملت التالته دي يبقي عيبه في حقي و انطلقت ضاحكه دون ان تدري انها خطفت قلب ذلك الوسيم معها فلم يملك شئ سوي ان يهرول للأسفل لتلك الحوريه التي سلبت جميع حواسه، ?.

هل يعقل ان يجعلنا شخص نعشق الحياه لوجوده فيها، هل يعقل ان شخصا واحد يمكنه ان يحتكر جميع حواسنا ان يجعلنا نري الدنيا بعيونه و من دونه تصبح الدنيا سوداء قاتمه لا شئ فيها يُري،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة