قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الحادي عشر

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الحادي عشر

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الحادي عشر

كانت نيروز جالسة على مقعد بعيد عنهم، تستمع لما يقوله عمار بحنق، فهي لا تصدق أن هناك سارق حقيقي دخل لشقة سارة، هي متأكدة من ان الاخيرة ادعت ذلك لكي تأتي و تمكث هنا، بالقرب من عمار.
- من الجيد انكِ اتصلتي بعمار يا سارة و طلبتي منه المساعدة بعد أن وجدتي شقتكِ بتلك الفوضى
قالتها غادة لسارة، و تابعت و هي تربت على كتف الاخيرة
- و لا تقلقي، الشرطة ستجد الفاعل بإذن الله و ستعودين لشقتكِ قريباً.

اومأت سارة برأسها و هي تتمتم
- بإذن الله
نظرت غادة لعمار و قالت برضا
- و انت يا عمار، لقت احسنت التصرف عندما أتيت بها إلى هنا
همهم عمار بهدوء، ثم نظر ثلاثتهم ل نيروز التي كانت تكرر قول غادة بإستخفاف خافت، و تابعت بحنق
- لم يحسن التصرف ابدا، إنه غبي فقط، و سيندم على مساعدته لها لاحقا
لم تشعر نيروز بنظراتهم المسلطة عليها، فهي كانت تحدث نفسها، أو ظنت ذلك.
- نيروز
نادها عمار بصرامة، فنظرت له، فتابع.

- صوتكِ مرتفع
- ماذا؟
قالتها نيروز بعدم فهم، فرمقها عمار قبل ان يعود و ينظر لسارة، و قال بهدوء
- ما رأيك يا سارة بأن تصعدي للغرفة و ترتاحي قليلا
اومأت سارة برأسها و نهضت، فنهضت معها غادة و اصطحبتها للغرفة التي ستمكث بها سارة، بينما نهضت نيروز و اقتربت من عمار و جلست بجانبه، ثم قالت بهدوء حاولت التزين به
- اتعلم منذ متى انا انتظرك؟، هل نسيت امري؟
نظر لها عمار بهدوء، و اجاب بطريقة اغاظتها.

- انا لم اخبركِ اني سأتي معكِ، صحيح؟
هتفت بإنفعال
- نعم لم تخبرني بذلك، و لكني كنت انتظرك
هز كتفيه بلامبالاة و قال بجمود
- هذه مشكلتك
ثم نهض و غادر، تابعته نيروز بنظراتها التي تكاد تحرقه دون رحمة، أشاحت بوجهها و هي تضع شفتيها بقوة، ثم تمتمت بتوعد
- حسنا يا عمار، حسنا.

صدم صفوان من فعلتها المفاجئة له، لذلك ظل ثابتا، بينما عائشة، فهي أصبحت تتعمق في قبلتها له، و بطريقة مثيرة لكي تصل لما تريد.
بينما تعلم شفتيها طريقهما، كذلك يدها تعرف طريقها لجيبه، ادخلت يدها بخفة لداخل جيبه و التقطت المفتاح بأناملها الرفيعة الناعمة.
أدرك صفوان ما يحدث و ما غايتها من ذلك، لذلك بادلها قبلتها إلى أن شعر بأناملها التي.

التقطت المفتاح، مرر يده على خصرها، و بحركة سريعة التقط يدها الممسكة بالمفتاح و اخرجها من جيبه و وضعها خلف ظهرها بقوة، ابتعد عن شفتيها وهو ينظر لها بتهكم، همس أمام شفتيها بخشونة
- لن تنجحي معي، ابدا
حدقت به بذهول، كيف لم تنجح معه!، بينما اردف صفوان بأسف ساخر و هو ينظر لشفتيها ببرود.

- اتعلمين، طعمكِ ليس المفضل لدي، للأسف اشتعلت حدقتيها الخضراوتين بغضب شرس، و هي تحاول ان تتخلص من يده، لكنه لم يسمح لها بذلك، فقد اشددت قبضته بشدة، و هو يمد يده الأخرى ليأخذ المفتاح من قبضتها، بعد حرب شرسة مع كفها.
بعد أن حصل على المفتاح دفعها بعيدا لتسقط
على الفراش، ابعدت عائشة خصلات شعرها الحمراء بعنف، و هتفت بتوعد شرس
- ستندم على افشالك لخطتي، و حجزي هنا
رفع زاوية فمه ببرود و قال.

- اجعليني أندم، إذا استطعتي
ثم التفت و غادر، فأمسكت بالوسادة و القتها خلفه بعنف وهي تصرخ بغيظ، و غضب.

في فيلا أحمد فريد
خرجت غادة من غرفة سارة لكي تنعم الأخيرة ببعض الراحة.
نهضت سارة من فراشها و هي تبتسم بسعادة، ف خطتها قد نجحت، توقفت امام النافذة و هي تطبق ذراعيها فوق صدرها، في حين كانت
تتذكر ما حدث.
تتذكر، وصولها لشقتها، ما احدثته هي من فوضى بها، فقد قامت بتحطيم كل شيء لتوهم عمار بأن هناك سارق اقتحم شقتها.

كانت تعلم أن عمار لن يتركها ابدا بعد أن يعلم بأمر السارق، لذلك هي قامت بتلك الخدعة لكي تنتقل لمنزله، لتصبح أقرب له، لكي تستطيع أن تبدأ في تنفيذ خططها ضد نيروز، خططها في أبعاد تلك العقبة نيروز التي تقف بينها هي و عمار.
- ماذا تريدين؟
قالتها سارة بجمود عند رؤيتها لصورة نيروز المنعكسة على زجاج النافذة امامها، فقالت نيروز بإنفعال
- أعلم لماذا انتِ هنا، و اعلم انكِ تكذبين بأمر السارق.

إبتسمت سارة إبتسامة جانبية و هي تلتفت بهدوء، قالت ببرود
- إذ، ماذا افعل؟
تنفست نيروز بعمق قبل ان تقول
- اخبرني يا سارة، ماذا تريدين بظبط؟
هزت سارة كتفيها و هي تتقدم من نيروز، توقف امام الأخيرة و اجابت
- انتِ تعلمين
- عمار؟!
- نعم
اجابتها سارة بثبات، ثم تقدمت خطوتين لتقف أمام نيروز مباشرة و تقول بجمود
- هل ستتركيه لي؟
- مستحيل
قالتها نيروز برفض قاطع، فهي لن تتخلى عن شيء ملكها، خاصةً عمار.

إبتسمت سارة بعنف و قالت بتحدي
- إذا، تحملي ما سيحدث، فأنتِ التي بدأتي هذه الحرب معي
- ليس انا، بل انتِ التي بدأتيها
ثم إبتسمت نيروز و تابعت بثقة
- عندما اهزمك، لا تبكي
- لن يحدث، صدقيني
قالتها سارة وهي ترفع رأسها بثبات، فرمقتها نيروز بتحدي قبل ان تلتفت و تغادر لغرفتها، فضحكت سارة بإستمتاع و هي تعود للخلف لتجلس على الفراش، وضعت قدم على آخرى و هي تتمتم بإستخفاف
- انتِ لا شيء جانبي يا نيروز.

دلفت نيروز لغرفتها وهي تشعر بالإنزعاج من
حديثها القصير مع سارة، فكيف لتلك الخبيثة أن تفكر بعمار و هو متزوج؟، كيف تملك تلك الوقاحة التي تجعلها أن تعترف برغبتها في الحصول على زوجها؟، و كيف لها أن تنافسها على زوجها؟، كم هي وقحة خبيثة!

ألقت نيروز بجسدها على فراشها، اخذت نفسا عميقا لتهدأ، و لكنها لم تفعل، فعقلها اصبح يفكر، ماذا سيحدث ان كان عمار يبادل سارة مشاعرها؟، هكذا ستصبح نيروز الخاسرة الوحيدة، ارتجف جسدها لتلك الفكرة البائسة و تملكها القلق حيال ذلك، هي لن تقبل بالخسارة في هذه الحرب، ابدا.

اليوم التالي
في منزل عائلة نيروز
وضعت والدة نيروز الطعام على السفرة، ثم اتجهت لغرفة صفوان و دخلتها، توقفت عند الباب وهي تهتف
- صفوان، هيا استيقظ، فالفطور جاهز
- حسنا، سأنهض الان
قالها صفوان بصوته الناعس، فهمهمت والدته و غادرت، تململ قليلا على فراشه ثم نهض و إتجه للمرحاض.
خرج من المرحاض و إتجه للسفرة وجلس عليها، مد يده ليأخذ رغيف خبز، فقالت والدته بتساؤل
- الن تدخِل للفتاة الطعام؟

نظر صفوان لوالدته و زفر بضيق ثم نهض، أعطته والدته الصينية ليتجه بها للغرفة المحتجزة بها عائشة.
دلف للغرفة بعد ان فتح الباب بالمفتاح، تقدم
للداخل و وضع الصينية على الطاولة، ثم نظر لها و قال بجفاف
- تناولي هذا
- خذه، لن اتناوله.

قالتها عائشة بحدة و هي تنظر له بإمتعاض، فتجاهل قولها و التفت ليتجه للباب، و قبل أن يصل للأخير سمع صوت تهشم الزجاج على الأرض، فألتفت فوجدها قد القت بالطعام على الأرض، فرفع نظراته لها و هو يشعر بالغضب و الحنق اتجاهها، اقترب منها و جذب شعرها بعنف، فصرخت بألم، بينما قال و هو يجز على اسنانه
- الم تتعلمي من المرة السابقة؟
نظرت له بشراسة و اجابته بعنف
- نعم، لم اتعلم و لن اتعلم.

شد على قبضته أكثر، فتألمت اكثر ولكنها
تحاملت ذلك، قرب وجهها منه و قال بهدوء مخيف
- حسنا، سنرى عنادك هذا سيصل بكِ إلى أي بر
نظرت له بتحدي و قالت بشراسة
- سنرى
دفعها عنه فارتدت عائشة للخلف و لكنها لم تسقط، بينما استرجع صفوان هدوء اعصابه و هو يقول
- لكي تعلمي، لن أقدم لكِ أي طعام آخر بقية اليوم
انهى جملته و التفت و إتجه للباب، فهتفت بحنق
- هذا أفضل، فأنا لا اريد ان أتناول شيء منك
لم يكترث لما قالته، و غادر.

في فيلا أحمد فريد
اتجهت نيروز لغرفة الطعام و قبل ان تصل للأخيرة اوقفتها خادمة لتخبرها
- سيدة نيروز، السيد عمار و السيدتين غادة و سارة يتناولون طعام الإفطار في الحديقة الخلفية، و هم في انتظارك
اومأت نيروز برأسها وهي تشعر بالغرابة، إتجهت للحديقة الخلفية و جلست معهم و هي تقول
- صباح الخير
- صباح النور
قالتها سارة و هي تبتسم لنيروز، نقلت الأخيرة نظراتها لعمار و سألته.

- من صاحب فكرة تناول الفطور في الحديقة؟
اجابتها سارة بهدوء
- انا
نقلت نيروز نظراتها لسارة بضيق، ثم نظرت لطبقها و بدأت في تناول طعامها بهدوء.
تناولت نيروز القليل من الطعام ثم نهضت بعد ان اتاها اتصال من اسماء، صعدت نيروز السلالم و هي تسمتع لأقوال اسماء الغاضبة
- لماذا لم تتصلي بي مساء الأمس يا نيروز؟، انتِ تعلمين اني كنت أنتظر مكالمتك لتخبريني ما حدث معكِ في الحفل.

- اهدئي يا عمتي، لم يحدث شيء فأنا لم أذهب
- لم تذهبي!، لماذا؟
سردت نيروز ل أسماء ما حدث بالأمس و حديثها مع سارة بعد ان دلفت للغرفة، فاغتاظت اسماء و قالت بإنفعال
- تلك الحقيرة الوقحة، انتِ كنتِ محقة في أمر عدم ارتياحك لها منذ البداية
ثم اردفت بحدة
- نيروز، سأخبرك مرة أخرى، عودي إلى هنا، اتركي كل ذلك و تعالي لفرنسا لتنعمي بالهدوء و الراحة كما كنا
- لم أكن كذلك يا عمتي، و انتِ تعلمين ذلك.

قالتها نيروز بحزن، فتنفست اسماء بعنف، بينما اردفت نيروز بقلق
- عمتي، انا اشعر بالقلق و عدم الإرتياح اتجاه سارة و ما ستقوم بفعله
- يجب عليكِ أن تقلقي حيالها فما يبدو أنها تخطط لكسب عمار و أبعاده عنكِ
همهمت نيروز بإستياء، بينما تابعت اسماء بجمود
- لذلك يجب عليكِ أن تعودي لي و تعيشي معي، و بذلك ستتجنبين كل ما سيحدث معكِ لاحقا
- عمتي
قالتها نيروز بإنزعاج و تابعت بحسم.

- انا لن اعود، و لن اتجنب هذه الحرب فعودتي لفرنسا تعني انسحابي من هذه الحرب التي بدأتها سارة، و انا لن أقبل بخسارتي قبل ان ابدأ بمحاولتي لنيل الفوز، لذلك رجاءً لا تحطمي عزيمتها و ادعميني بكلمات تحفيذية لكي أتغلب على ما سأواجهه لاحقا، هذا ما أحتاجه الان
تنهدت اسماء ثم قالت بلطف
- حسنا، سأقوم بذلك و سأظل بجانبكِ حتى النهاية و لن احطم عزيمتكِ
إبتسمت نيروز و تمتمت
- شكراً لكِ.

انهت نيروز المكالمة بعد فترة قصيرة من حديثها مع أسماء بأمور آخرى، ثم اتجهت للشرفة و دخلتها لتنظر لعمار و سارة الذين كانوا جالسين بمفردهم، يتحدثون و الإبتسامة على وجهيهم.
تملكها الشك اتجاه عمار، فهي دائما تراه يبتسم
وهو مع تلك الخبيثة، يتحدث بطلاقة و يدافع عن سارة ضدها، حتى غادة كذلك.

جلست و هي تشعر بالاستياء حيال ذلك، ابعدت نظراتها عنهما و هي تتذكر حديثها مع أسماء في صباح الامس، تتذكر اخفاء أمور كثيرة و عدم قولها ل اسماء، تشعر بالذنب و الحيرة.
هل هي صائبة في عدم أخبار اسماء بما حدث عندما دفعتها غادة و رد فعل عمار في ذلك الوقت، فنيروز تعلم أن اسماء لن يعجبها ما ستخبرها به نيروز، و ايضا قد تحادث صفوان و تخبره بكل شيء لكي يأتي و يأخذها عنوة من هنا، و هي لا تريد ذلك.

مسحت وجهها بكفها و هي تخرج تنهيدة عميقة من بين شفتيها، ثم نهضت ل تنزل لأولئك الاثنين الذين يبتسمون لبعضهما البعض دون خجل من رؤيتها لهما.
تقدمت منهم نيروز و هي تقول
- اين ذهبت عمتي؟
اجابتها سارة
- ذهبت لترى عمي أحمد
هزت نيروز رأسها ثم جلست في المنتصف بين عمار و سارة، و التي كانت تعلم سبب جلوس نيروز بينهم، إبتسمت سارة بإستخفاف خفي ثم قالت بلباقة
- هل تودين أن أسكب لكِ بعض الشاي؟

رسمت نيروز على شفتيها إبتسامة مزيفة وهي تقول
- اتمنى ذلك
اومأت سارة برأسها و سكبت لنيروز الشاي و اعطتها الكوب، اخذته نيروز منها و تمتمت بشكرها، ثم نظرت لعمار و قالت له
- ها، بماذا كنتم تتحدثون قبل مجيئي لكي تصل
ابتسامتكم الى اذانكم؟
اجابتها سارة
- كنا نتحدث عن أمور عدة، و منها عنا نحن، انا و هو
تنفست نيروز بنفاذ صبر و هي تنقل نظراتها لسارة و تقول بلباقة حاولت التزين بها و لكنها فشلت.

- انا اريد الاجابة من عمار، و ليس منكِ
اخفضت سارة رأسها لتظهر أن نيروز قد احرجتها، فرمق عمار نيروز بحدة، و لكن الأخيرة تجاهلته و احتست القليل من الشاي، شعرت نيروز بشيء غريب بعد ان احتسته، و لكنها لم تهتم و اكملت احتسائه، بينما قالت سارة بهدوء
- عمار، اليوم اريد ان اذهب لشقتي لأجلب بقية أغراضي، هل تستطيع أن تأتي معي؟
- بالتأكيد
- لا
قالتها نيروزفجأة و اردفت بهدوء
- هو لا يستطيع، فهو سيأتي معي انا.

نظر لها عمار بإستغراب و قال بتساؤل
- اين؟
- للسوق، فأنا اريد ان اتسوق معك
- هل اخبرتيني سابقا بهذا؟، أم انكِ تقررين عني دون علمي؟
قالها عمار بجفاف و هو ينظر لها ببرود، فقالت نيروز بضيق
- حسنا انا لم اخبرك بهذا سابقا و قد قررت عنك، لأني أعلم انك سترفض
- جيد انكِ تعلمين ما هو ردي
قالها ببرود ثم نظر ل سارة التي قالت
- حسنا يا عمار، لنذهب الآن لشقتي ثم نذهب
لعملك.

هز رأسه بالإيماء، ثم نهض، فنهضت سارة و سارت معه، هي تشعر بالسعادة و الانتصار لوقوف عمار بجانبها دائما، هي تعلم سبب موقف عمار الإيجابي معها، و لا تعارض ذلك، فهذا لصالحها في الوقت الحالي.
عمار يتصرف دون تفكير، فما يهمه هو النيل من نيروز، لم يفكر ابدا في استغلال سارة لهذه النقطة السيئة التي به، و لم يفكر ايضا في العواقب ابدا، فهو لا يفكر بشيء إلا بشيء واحد و هو، تعذيب نيروز.

صعد عمار سيارته و بجانبه سارة، وضع يده في جيبه ليخرج هاتفه و لكنه لم يجده، فقال لسارة
- يبدو اني نسيت هاتفي، سأعود حالا
و ترجل، فترجلت سارة سريعا و قالت
- انتظر، ابقى انت هنا و انا سأذهب لأجلبه لك
- لا، ابقي انتِ و انا سأذهب
- لا لا، ابقى فقط، سأعود حالا به.

قالتها سارة بتعجل ثم التفتت و عادت للداخل لتتجه للحديقة الخلفية حيث كانوا جالسين، توقفت و إبتسمت ببرود عندما رأت نيروز جالسة على ركبتيها، تحاوط بطنها بذراعيها بقوة و علامات الألم ظاهرة على ملامحها.
فتذكرت سارة ما وضعته في كوب الشاي الخاص بنيروز دون أن يلاحظ أحد، لقد وضعت فيه مادة تسبب ألم شديد في البطن.

لقد فعلت ذلك لكي ترهب نيروز منها، لتخبرها انها ليس بمقدورها أن تواجهها ابدا، لذلك يجب عليها الانسحاب.
تخطت سارة نيروز لتتجه للطاولة و تأخذ هاتف عمار، بينما قالت نيروز بصعوبة
- ماذا وضعتِ لي في الشاي؟
نظرت لها سارة بخبث و قالت
- شيء بسيط
ثم تقدمت منها و جثت على ركبتيها لتهمس لنيروز بتهكم
- لا تقلقي، لن تموتي الآن
- أيتها الحقيرة، اااه.

تأوهت نيروز بألم و هي تطبق جفونها بألم و تضغط على بطنها بقوة، فهي تشعر أن احشائها تتمزق، الألم لا يحتمل ابدا.
ضحكت سارة بإستمتاع و هي تنهض، ثم قالت بثبات و هي تنظر لنيروز من فوق
- هذه البداية فقط يا نيروز، لذلك تحملي
فتحت نيروز عينيها التي تلمع بالدموع، و قالت من بين انفاسها اللاهثة
- سأقتلكِ أيتها الحقيرة
- انهضي أولا.

قالتها سارة بتهكم ثم تركتها لتعود لعمار، فعضت نيروز شفتيها و قد احتقن وجهها باللون الأحمر و علامات الألم ظاهرة على ملامحها، هتفت بصعوبة من شدة الألم
- ساعدوني، اااه، ساعدوني
حاولت نيروز النهوض، لكنها لم تستطع فقدميها لا تحملانها، سالت دموعها الحارة على وجنتيها و هي تستلقي على الأرض و تصرخ بألم.

ابتعد عمار بسيارته عن الفيلا بمسافة ليست بقصيرة.
- اسف سارة، سنذهب لشقتك مساءً، فهناك عمل طارئ يجب علي فعله
قالها عمار بهدوء وهو ينظر لسارة التي اومأت برأسها ثم قالت
- حسنا، سنذهب مساءً
- إذا إلى اين تريدين ان اوصلك؟
- لشركتي
- حسنا
ثم ساد الصمت، ليقطعه رنين هاتف عمار، فألتقطه فوجد المتصل غادة ، فأجاب
- مرحبا امي
أتاه صوتها القلق.

- عمار، نيروز، لا اعلم ماذا بها، إنها تتألم جدا، حاولت أن اتصل بالطبيب أشرف لكنه لا يجيب
شعر بالقلق، فقال بلهفة
- ماذا؟، ماذا حدث لنيروز و من ماذا تتألم؟
- لا أعلم يا عمار، لا اعلم، عد الآن و اجلب
معك طبيب
- خذيها للمستشفى يا أمي
- هي ترفض و بشدة.

كانت سارة تنظر لعمار بهدوء بعكس ما بداخلها من غضب و حنق، فخططها ستفشل الآن، هي لم تضع ذلك في حسبانها، لم تتوقع أنهم سيتصلون بعمار ليعلموه، خاصا غادة لم تتوقع منها ذلك فهي تعلم انها لا تحب نيروز ابدا.
- تبا لها، حسنا سأتي الآن
قالها عمار سريعا ثم اغلق الخط، و أدار سيارته ليعود للفيلا.
- ماذا هناك؟
سألته سارة و كأنها لا تعلم أي شيء، فقال
- نيروز
- ماذا بها؟
- مريضة، لا أحد يعلم ما بها فقط نعلم انها تتألم.

- هل انت قلق عليها؟
- بالتأكيد
قالها بتلقائية و دون تفكير، فهو لا يستطيع أن ينكر انه قلق و خائف عليها جدا، و ايضا إذ أنكر، فحدقتيه لا تستطيع الإنكار.
لاحظت سارة قلقه عليها و اهتمامه الواضح، فشعرت بالضيق، ف في البداية كانت هي في المقدمة و لكن الآن، نيروز ستصبح في المقدمة، دون أي مجهود، هذا اغضبها.

في غرفة نيروز
كانت غادة تقف عند باب المرحاض، تنظر لنيروز التي كانت جالسة على ارضية المرحاض أمام البيدية و هي تلتقط انفاسها بصعوبة، عادت
نيروز لتتقيَّأ، فألتفتت غادة لتتجه للأريكة و تجلس عليها و القلق قد تملكها حتى النخاع، فهل نيروز مصابة بمرض خطير مثلا؟ هل ستموت؟، فحالتها لا تطمئن ابدا.

غادة لم تكن تكره نيروز كما تظهر دائما، هي لا تستطيع أن تكرهها حتى فذكرياتها الطيبة معها تمنعها، نعم، تصرفاتها قاسية جدا مع نيروز و هذا ليس بإرادتها، فكلما تتذكر ما سببته نيروز من اذى لولدها عمار تغضب و تشعر برغبة في قتلها، و لكنها لا تكرهها ابدا.
كانت نيروز تتقيَّأ بإستمرار، إلى أن شعرت بأن روحها ستصعد للسماء و ستموت، فشعورها الآن أن الموت على بابها هي.

طبقت جفونها بقوة و هي تبلع لعابها بصعوبة، ثم رفعت رأسها لتلتقط انفاسها بصعوبة شديدة، مسحت وجهها بوهن من قطرات العرق ثم فتحت
جفونها لتظهر حدقتيها الرماديتان اللتان فقدوا لمعانهم الساحر و ظلت تنظر للفراغ بتعب.
بعد فترة وجيزة
دلف عمار لغرفته بلهفة و توقف و هو يبحث عنها بنظراته، فخرجت غادة من المرحاض و نظرت له و قالت
- هل اتى معك الطبيب؟
- نعم، هل هي بالداخل؟
اومأت غادة برأسها ثم قالت
- ادخل لها.

دلفت سارة للغرفة و خلفها الطبيب، فتقدمت منهم غادة بينما إتجه عمار للمرحاض بخطوات سريعة قلقة، توقف فور رؤيته لها، اسرع اسرع و جثى على ركبتيه امامها و قال
- هل انتِ بخير؟
نقلت نيروز نظراتها له و قالت من بين انفاسها
اللاهثة
- اني اتألم، بشدة
ثم بكت و هي تخفض رأسها، فلمعت عينيه بالدموع لرؤيتها هكذا، اقترب منها و حملها بين ذراعيه برفق، إتجه بها للخارج و هو يهمس لها
- ستصبحين بخير.

وضعها على الفراش، ثم نظر لها و ابعد خصلات شعرها من على وجهها، نقل نظراته للطبيب و قال بحدة
- هيا، ماذا تنتظر؟
اومأ الطبيب برأسه و تقدم منها ليقوم بفحصها.
بعد أن انتهى الطبيب من فحصها، اعطاها حقنة، ثم نهض و قال لعمار
- يبدو أنها تناولت شيء فاسد أحدث اضطراب حاد في معدتها، لذلك قمت باعطائها حقنة مهدئة ستجعلها نائمة لفترة طويلة بعض الشيء، فعندما
تستيقظ ستعطيها الدواء الذي كتبته لها
اومأ عمار برأسه و قال.

- حسنا، سأقوم بذلك، شكرا لك
هز الطبيب رأسه، فقالت سارة
- سأوصلك للخارج
- شكرا لكِ
ثم غادر معها، بينما جلس عمار بجانب نيروز النائمة، تأمل ملامح وجهها قليلا ثم مد يده ليحتضن وجهها بكفه بحنان، سمع صوت غادة من خلفه
- انت كما أنت، لم و لن تتغير
نظر لها عمار من فوق كتفه و هو يلويها ظهره، فتابعت
- مازلت تحبها، مازلت تهتم بها
سحب عمار يده لجانبه وهو ينظر امامه و صمت، فتنفست غادة بعمق و قالت بجدية قبل ان تغادر.

- أعلم ما تريده و أفعله يا عمار، و لكني اتمنى ان تكمل ما بدأته إلى النهاية، تفهم ما أقصد
ثم غادرت بهدوء، فتنهد عمار بقوة ثم نظر لنيروز مرة أخرى، و التخبط بين مشاعره و أفكاره و رغبته، اشعرته بالحيرة.
أما في الأسفل
- اخبرتهم عن حالتها بشكل جيد، و هذه مكافأتك.

قالتها سارة للطبيب و هي تعطيه المزيد من المال، فإبتسم لها الأخير برضا ثم غادر، بينما التفتت سارة لتصعد السلالم، فقابلت غادة في المنتصف، فأوقفتها سارة و سألتها
- هل مازال عمار بالاعلى؟
- نعم، أتركيه قليلا بمفرده
- قصدك معها
قالتها سارة بحنق، فعقدت غادة حاجبيها، ف أدركت سارة ما قالته فتلعثمت و قالت لتخرج
نفسها من هذا الموقف
- حسنا، هل نحتسي بعض القهوة؟
هزت غادة رأسها بالإيماء و نزلت مع سارة.

اسدل الليل ستائره و مازالت عائشة دون طعام، تشعر بالجوع الشديد و لكن كبريائها و غرورها يمنعاها من طلب الطعام أو الشراب حتى.
القت بجسدها على الأريكة و هي تزفر بالغضب من كل شيء، من مكوثها في هذا المكان الممل و من ذلك الحارس الحقير، و ايضا من جوعها الذي لا يوجد حل له.
اعادت رأسها للخلف و هي تطبق جفونها لتسترخي قليلا، و لكن عقلها لم يسمح لها بأن تنعم بالقليل حتى، فالذكريات البائسة لا تتركها ابدا.

ذكريات الغرفة، التعذيب، البكاء، الجوع، و الخوف.
كل تلك الذكريات تكرهها جدا، فقد كانت تلك أسوء أيام حياتها، عن أي حياة تتحدث هي!، سخرت من نفسها لقول كلمة حياتي فلا وجود للحياة بداخلها فما فائدة الحياة الخارجية!
فتحت جفونها و نهضت لتسير بتكاسل للفراش، تدثرت بعناية اسفل الغطاء لتنام، و لكي ينتهي شعورها بالجوع.
أما في غرفة صفوان..

كان صفوان جالس أمام حاسوبه، يتصفح الانترت بينما هاتفه على اذنه، يتحدث مع زميله في العمل.
- حسنا فهمت، سأغلق الآن
انهى صفوان المكالمة سريعا ليغلق الحاسوب أيضا و ينهض ليخرج من غرفته و يتجه للمطبخ
حيث والدته، استند بجسده على إطار الحائط و ظل صامتا، فنظرت له والدته من فوق كتفها، و قالت
- ماذا هناك يا صفوان؟
- لا شيء
قالها صفوان بشرود دون أن ينظر لوالدته، فقالت الأخيرة و هي تنظر امامها
- حسنا، ألن تغير رأيك؟

- بماذا؟
- بأمر الفتاة، ألن تدخل لها الطعام؟
- لا
قالها صفوان بجمود و اردف بحسم
- لا تحاولي تغيير رأيي
هزت والدته رأسها و قالت بهدوء
- لن أحاول
- جيد
ثم التفت و اتى ان يغادر لكن اوقفته والدته بسؤالها
- لماذا أتيت إلى هنا؟، هل أردت شيء؟
- لا.

قالها بهدوء و خرج من المطبخ ليعود لغرفته و لكنه غير وجهته و إتجه للغرفة التي يحتجز بها عائشة، اخرج المفتاح من جيبه و فتح الباب، فوجدها نائمة و تلويه ظهرها، فدخل و ترك الباب مفتوح، التف حول السرير ليقف امامها و ينحني قليلا لينظر لوجهها و هي نائمة.

تدفقت افكاره لرأسه و هو يحدق بها، ماذا سيحدث إذ ظلت هذه الفتاة تمتلك طباعها السيئة إلى حين مجيئ السيدة؟، ستحزن بالتأكيد، استقام و هو يكمل تفكيره، السيدة ستأتي بعد أسبوع، فكيف يجب عليه أن يتصرف مع هذه التي امامه؟، إلى الآن لا يوجد أي تقدم ابدا..
لذلك يشعر ببعض الإحباط.
التفت و غادر و هو يفكر في حل أقرب و أسهل، فما يبدوا أن ترويضها يحتاج الكثير من الوقت و هو لا يمتلك المتسع من الوقت الذي يريده.

في فيلا أحمد فريد
خرجت نيروز من المرحاض بعد أن اغتسلت، إتجهت لمنضدة الزينة وجلست امامها، نظرت لصورتها المنعكسة على المرآة برضا، فبعد أخذها للحمام الساخن عادت الإشراقة لوجهها من جديد، التقطت المشط لتمشط شعرها بهدوء و شردت.
هي الآن تعلم أن سارة ليست بالسهلة، فبعد فعلتها اليوم زاد قلق نيروز منها، فاليوم لم يكن.

باليوم السهل أيضا، فالألم التي شعرت به كان قاتل، هل ستتعرض لهذا مرة آخرى؟، ارتجف جسدها لذلك الاحتمال المخيف، فهي شعرت اليوم بأنها تحتضر بحق، كان شعور مفزع لها، التقطت انفاسها و هي تحمد ربها أن الألم اختفى الآن و أنها أصبحت بخير.

التفتت و نظرت للشخص الذي يدلف للغرفة، بعد رؤيتها لعمار نهضت و هي تبتسم بسعادة لرؤيته، لا تعلم لما تشعر بالسعادة لرؤيته؟، هل اشتاقت له؟، إبتسمت بداخلها باستخفاف، فهي دائما تشتاق له حتى ان كان بجانبها.
توقف عمار، يبادلها نظراتها بنظراته الهادئة للحظات، ثم تقدم منها و وضع الصينية على المنضدة خلفها ثم عاد و نظر لها و قال
- هل أصبحتِ بخير الآن؟
- نعم، شكرا لك
هز رأسه و ساد الصمت للحظات ثم قال.

- حسنا، تناولي هذا لكي تأخذي دواءك
اومأت نيروز برأسها و هي تنظر له بعينيها التي عاد لهما بريقهما، ثم التفتت و حملت الصينية لتتجه بها للأريكة و هي تقول بحماس
- اتعلم، انا جائعة جدا
جلست على الأريكة و وضعت الصينية على فخذيها و بدأت في تناول طعامها، فتقدم منها و توقف امامها، ثم سأل
- ماذا تناولتي اليوم صباحا؟
لم تسمع نيروز ما قاله عمار بوضوح، فقالت
- عذرا؟

- اخبرنا الطبيب ان سبب ماحدث لكِ هو تناولكِ لطعام فاسد
- الطبيب اخبرك بذلك؟
قالتها بذهول، فأومأ برأسه، فنظرت امامها و
صمتت للحظات قبل ان ترسم على شفتيها ابتسامة جانبية مستخفة و هي تفكر
- من المؤكد أن ذلك الطبيب تابع لتلك الحقيرة، حسنا
عادت و نظرت له و قالت
- اسفة، لا أتذكر ماذا تناولت صباحا
- لا بأس.

قالها بلطف، فابتسمت برقة ثم عادت لتتناول طعامها مرة أخرى، فوضع عمار كفيه في جيوب بنطاله و هو يحدق بها، حاول الا ينظر لها، حاول ان يبعد نظراته عنها و لكنه شعر بالرغبة في رؤيتها، في التحديق بها، فمنذ أن اتت لم ينظر لها، لم يتأمل ملامحها، لم يشبع نظراته بها إلا اليوم.
لاحظ انزعاجها من خصلات شعرها المنسدلة على وجهها، فأخرج كفه من جيبه و هو يتقدم.

منها، انحنى و هو يقف امامها و ابعد خصلاتها التي تزعجها و وضعها خلف اذنها.
نظرت له نيروز بذهول و عدم تصديق، تمتمت بتلعثم خافت
- ماذا تفعل؟
نظر لحدقتيها بتعمق و قال بهدوء مثير
- لا شيء
رفرفت بجفونها بتوتر و هي تبلع الطعام الموجود في فمها بصعوبة، لا تصدق انه قريب منها، لا تصدق تحدثه معها بهذا اللطف و هذه الطريقة المثيرة، لا تصدق الاهتمام التي تراه في عينيه، هل بدأ عمار يعود لها؟

شعرت بدقات قلبها التي تسارعت، هل عادت لها تلك الأعراض القديمة التي كانت تحدث لها عندما كانت تراه؟، أعتقدت أن اضطراب نبضات قلبها و التوتر الذي يتملكها لقربه منها قد
تخطته و لكن، كان اعتقادها خاطئ.
- لا حاجة لتوترك، فأنا لن افعل شيء لكِ، بالتأكيد.

قالها عمار ببروده الذي عاد له مرة اخرى و هو يعيد يديه لداخل جيوب بنطاله و يستقيم، فشعرت نيروز بالإحراج، فأخفضت رأسها و التقطت رغيف الخبز، ثم قالت بانفعال لتخرج نفسها من هذا الموقف
- لم أتوتر قط
هز كتفيه بلامبالاة ثم التفت و إتجه للباب و هو يقول بهدوء
- خذي دواءك الموضوع على الكومود بعد ان تنهي طعامك.

ثم خرج دون انتظار رد منها، توقف امام باب الغرفة، يضغط على قبضته بقوة، لا يعلم ماذا حدث له!، كاد ان يقع تحت تأثير نظراتها
البريئة له، و لكن لحسن الحظ قد أنقذ نفسه قبل أن يحدث تصرف يندم عليه لاحقا.
- عمار
قالتها سارة و هي تتقدم منه، فنظر لها عمار و قال
- ماذا؟
- هل اصبحت نيروز بخير؟
- نعم
ثم اردف
- صحيح، انا اسف لعدم مجيئي معكِ اليوم لشقتك
إبتسمت سارة و قالت
- لا يهم، فقد أنهيت الأمر
- جيد، ماذا ستفعلين الان؟

- سأخلد للنوم، و انت؟
- سأذهب لمكتبي، فأنا لم اعمل اليوم ابدا بسبب
ما حدث لنيروز
- حسنا، اعمل بجد، ليلة سعيدة
منحها إبتسامة سريعة قبل ان يتركها، فانتظرت سارة اختفائه من امامها حتى تدلف لغرفته.
- كنتِ تنتظريني بالتأكيد
قالتها سارة و هي تتقدم من نيروز التي كانت شاردة، رفعت نيروز نظراته لسارة، فتغيرت ملامح وجهها للضيق، و لكنها قالت بهدوء
- من الجيد انكِ اتيتي.

مسحت نيروز يدها بمناديل ورقية و هي تنهض لتقف أمام سارة و تتابع
- فأنا أريد أن اخبرك بشيء
- ما هو؟
- إذ كانت هذه طريقة حربكِ، فأنا سأستعمل نفس الأسلوب، و تذكري انكِ انتِ التي بدأتي كل شيء
قالتها نيروز بجمود، و تابعت بتوعد صارم
- أقسم، اني لن ارحمكِ و سأرد لكِ الألم التي شعرت به اليوم، سأرد اضعافه لكِ يا سارة
رفعت سارة زاوية فمها ببرود و قالت بإستخفاف
- انتِ لا تتوقعين مني أن أخاف من قولك، صحيح؟

إبتسمت نيروز بجفاء و قالت
- لا يهم خوفك الآن
انهت نيروز جملتها و التفتت و هي تقول بلهجة آمرة
- هيا غادري، فأنا لست متفرغة لكِ
- انا ايضا، لست متفرغة لأمثالك
قالتها سارة بطريقة مستفزة، ثم غادرت، فضغطت نيروز على قبضتها بحنق و هي تسبها.

اليوم التالي
في منزل عائلة نيروز
خرج صفوان من المطبخ و هو يحمل صينية بها طعام و إتجه بها للغرفة التي يحتجز بها عائشة، فتح الباب و دلف للداخل، نظر لها نظرة عابرة و هو يضع الصينية على الطاولة، قال بجمود
- هيا انهضي لتتناولي الطعام
لم يتلقى أي رد منها، فتقدم منها و اعاد ما قاله، و لكنها لا تستجيب، فمد يده لكتفها و أدارها، فوجدها جسد بلا روح، بلا قوة، لا تتحرك ابدا، فتملكه الفزع، فهل ماتت؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة