قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثاني والعشرون

عندما قاربت الساعة منتصف الليل
عاد عمار منهكا من العمل فقد انهى جزءاً كبير من الأعمال الذي اهملها لمدة اليومين الذين مضوا، جلس على الفراش و هو يشعر بألم في قدمه، مد يده ليفتح الدرج و يخرج دواءه ليتناوله و قبل ذلك نظر لنيروز التي كانت نائمة على الاريكة و التي تلويه ظهرها.
أخذ دواءه ثم استلقى على الفراش بعد ان خلع حذائه، وضع ذراعه على رأسه ليطبق جفونه بعدها و يخرج تأوهت حاول كتمانها، فأصبحت.

تخرج لكن تخفوت.
قد استيقظت نيروز عند دخوله، و شعرت بتحركاته، لكنها لم ترغب في أن تظهر له ذلك، شعرت بالألم عندما سمعت صوت تأوهاته الواضحة الذي يحاول كتمانها، انه يتألم!، هل قدمه هي السبب؟، هل تؤلمه لهذا الحد!
استدارت بحذر لتراه، فرأته و لاحظت ملامح وجهه التي تظهر مدى ألمه، و قد اعتصر قلبها لهذا.

كم رغبت في ان تنهض و تحاول مساعدته حيث تخفف ألمه، لكنها لم تجرأ، لن تجرأ أن تنظر لعينيه و ترى هذا الكم من الألم أو الإتهام الموجه لها منه.
عادت لوضعيتهاالسابقة، و حاولت النوم، حاولت أن تنام دون أن تبكي كالعادة، لكن محاولتها فشلت، فأصبحت تبكي بصمت مرهق.

أحداث قليلة تذكر في اليوم التالي...
قد طلبت نيروز من اسماء ان تساعدها في تيسير أمور السفر و الأوراق، ففعلت اسماء و قد اتصلت الأخيرة بأحد معارفها ليساعدها في تجهيز اوراق سفر نيروز في هذه الأيام القليلة، فلم يكن تحديد موعد سفرها صعب، فنيروز ستسافر بعد خمسة ايام حيث بعد سفر عمار بيوم، و هي كانت تريد ذلك، فهي ستسافر بهدوء و دون أن تثير الفوضى من حولها كالمرة السابقة.

أما سارة فقد انشغلت في تجهيزات خطبتها، و ساعدتها ميساء، ليس رغبة منها بل إجبار من غادة، فوجدت ان هذه فرصة لتتقرب من سارة و لتعرف أسرار أكثر عنها، لعلها تصل إلى شيء يظهر حقيقتها لعمار و للجميع.

بينما عمار فقد كان منشغل في عمله الذي لم ينهيه كاملا بالأمس، فهو يريد أن ينهي كل الأعمال التي لم ينهيها فهو سيسافر بعد ايام و لا يستطيع تركها إلى أن يعود، فإذا تركها سيعطل و سيأخر الأعمال القادمة لذا يجاهد في إنهائها.

يوم الخطبة
مساءً
كانت الموسيقى الخاصة بهذه الاجواء تعم المكان، و كان الأقارب متواجدين، منتظرين ظهور العروسين، و قد ظهرا و عم ينزلان درجات السلم معا، فتعالى التصفيق.
كانت نيروز جالسة في الزاوية، تشاهد ما يحدث بصمت و ملامح وجهها خالية من أي
تعبير برغم الحزن الذي تشعر به بداخلها، و ليس الحزن فقط بل السخرية ايضا، فهل هناك إمرأة تحضر خطبة زوجها!، يالالسخافة.

كانت ميساء تنظر لنيروز من حين لآخر و تشعر بالشفقة عليها، فهي تعلم ما شعورها الآن و قد نصحتها ألا تحضر لكن الأخيرة أصرت على الحضور، لا تعلم ميساء سبب إصرار نيروز على الحضور، و لم تسأل، ستظل صامتة، تشاهد فقط هذه المرة.

وقفا عمار و سارة جانب بعضهما في حين مازالت الأخيرة تتأبط ذراعه، و الإبتسامة السعيدة لم تكف عن التراقص على شفتي سارة التي لونتها باللون الأحمر الغليظ، استقبلوا التهاني من والدها و غادة و بعض الأقارب الآخرين و آخرهم ميساء التي هنأتهم بمحافظة.
أشتغلت موسيقى كلاسيكية فطلبت سارة من.

عمار أن يرقصا سوياً، فلم يعترض الأخير فقد كان منشغلا في البحث عن نيروز بعينيه فهو لا يراها، بل لم يراها منذ الأمس حتى هذه اللحظة.
و قد عثر عليها اخيرا فهو لم يستطع رؤيتها سابقاً لمقعدها البعيد، و تقابلت نظراتهم للحظات قطعها هو، فلم يستطع أن يواجه نظراتها التي عاتبته رغماً عنها، قابل وجه سارة التي إبتسمت له و هي تقول بخفوت
- و اتى هذا اليوم اخيرا، لا أصدق هذا
بادلها الإبتسامة دون أن يقول شيء.

بعد لحظات قالت غادة بحماس
- هيا لترتدوا الخواتم
اتت ميساء بالخواتم و اعطتهم لوالدتها ثم وقفت جانبا، في حين نهضت نيروز لتسير بهدوء للسلم و حدقتيها مسلطة على العروسين، توقفت امام السلم و هي تعقد ذراعيها امام صدرها لتكمل
مشاهدتهم ببرود أصابها فجأة.

صفق الجميع بعد ان انتهيا كلا من عمار و سارة من وضع الخاتم في اصبع الآخر، و قد الحق عمار ذلك بتقبيل جبين سارة، فكسر برود نيروز و تحطم إلى أشلاء بعد رؤيتها لذلك.
فقد تذكرت نفسها معه، تذكرت عندما كانت هي في مكان سارة، تتذكر قوله جيدا الذي قاله لها بعد قبلة جبينها.
أعدكِ ان أسعدك و أنكِ لن تذرفي الدموع مادمت معي، أعدكِ اني سأظل اعشقك حتى آخر نفس سألتقطه من هذه الحياة، لن افرط بكِ ابدا.

امتلأت حدقتيها بدموعها و سريعا ما سالت على وجنتيها، لذا اسرعت لتلتفت و تصعد درجات السلم لكن اوقفتها ميساء بندائها في منتصف السلم
- نيروز، انتظري
- رجاءً، أريد أن أكون بمفردي
قالتها نيروز بصوت متحشرج دون أن تلتفت، و قد اكملت صعودها بخطوات اسرع، فتنهدت ميساء بآسى.

- أنتم أبقوا هنا، إلى حين تشعرون بإضطراب الأجواء، فتدخلون
أمر صفوان الرجال الذين معه و من ضمنهم زين قبل ان يترجل من السيارة، دلف للحانة بهدوء، رحبت به احدى الفتيات و كانت ترتدي ملابس فاضحة، اصطحبته لطاولة فارغة فشكرها بوقاحة فتعالت ضحكاتها بمياعة فطلب منها.
- احضري لي أفضل ما لديك
- أمرك سيدي.

و ابتعدت عنه، جال صفوان بنظراته حوله فتقابلت نظراته مع نظرات رجل أصلع توقع انه رئيس و صاحب هذه الحانة، نهض الأخير و تقدم من صفوان و سأله
- هل هذه المرة الأولى لك هنا!
كذب صفوان
- نعم، لماذا تسأل؟
تجاهل الرجل سأل صفوان و قال بخبث
- و لن تكون الأخيرة
- أعتقد ذلك أيضا
إبتسم صفوان بخبث هو الآخر، و تابع بخفوت
- لقد أتيت إلى هنا خصيصاً من أجل تلك الحمراء، هل هي هنا؟

تغيرت ملامح وجه الرجل الأصلع و صمت للحظات قبل ان يقول بإقتضاب
- لا
حدق به صفوان لوهلة، اخرج من جيب سترته النقود و وضعه على الطاولة قائلا
- هل هذا يكفي!
نظر الرجل للنقود و قد لمعت عينيه بطمع، إبتسم بطريقة بشعة أظهرت اسنانه القذرة، و قال
- المزيد
اخرج صفوان المزيد، فأخذ الرجل النقود و وضعها في جيبه و قال
- تعال معي.

نهض صفوان و أتبعه و هو يشعر بالانتصار، انتظر صفوان خارج الغرفة كما طلب منه الرجل، في حين غاب الأخير في الداخل فترة وجيزة ثم خرج و سمح لصفوان بالدخول و لقد همس له قبل دخوله
- إنها شرسة، حاول ترويضها
اومأ صفوان برأسه و دخل، اغلق الباب خلفه و
عينيه معلقة بها، كانت عائشة واقفة تلويه ظهرها، أتاه صوتها الحاد الذي يحمل نبرة متعالية واثقة
- لا تحاول أن تفعل كما نصحك الأصلع، فلن تستطيع.

إبتسم بتلقائية و ظل صامتا لثواني قبل ان يقول بثبات
- لقد حاولت سابقاً، و أستطعت
تسارعت ضربات قلبها بعد سماعها لقول الرجل الذي لم ترى وجهه، فصوته كصوت صفوان، فهل هو؟!، استدارت بحدة و سرعة و قد صدق حدسها، فحدقت به، فهي لم تتوقع مجيئه بسبب عدم ظهوره في اليومين الماضيين.

كانت سارة ملتزقة بعمار طيلة الوقت، فلم تترك
ذراعه حتى لثانية، مما ازعجه الأمر بعض الشيء لكنه لم يتحدث إلى أن شعر بألم يتخلل ركبته فأبعدها عنه قائلا
- سأصعد لغرفتي، فقد نسيت أن اتناول دوائي لذا اشعر ببعض الألم
- هل اصعد معك؟
عرضت عليه، فرفض بلطف ثم تركها ليصعد لغرفته.

دلف لغرفته و تناول دواءه، سار للباب ليغادر لكن صوت تدفق المياة اوقفه، نظر إتجاه المرحاض و إتجه بخطواته له، طرق على الباب بعد ان تأكد من أن الصوت من الداخل، و نادى
- نيروز، هل انتِ بالداخل؟
لم يتلقى إجابة، فأعاد سؤاله و قد تلقى نفس النتيجة السابقة، فشعر بالقلق و الريبة لذا قال
قبل ان يبرم قبضة الباب
- سأدخل.

لكن الباب لا يفتح، فزاد قلقه، فهل تحاول الانتحار او شيء من هذا القبيل!، هذه الفكرة ارعبته، فأصبح يطرق على الباب بعنف هاتفا بأسمها، و لم ينتظر كثيرا ليكسر الباب.
توقف بصدمة و هو ينظر لها، فقد كانت جالسة بداخل الحوض بملابسها و المياة تملأ حوض الاستحمام، فقال بخفوت و هو يلهث
- ماذا تفعلين؟!

لم تلتفت له، و لم تجيبه، و كأنها صنم، تنظر امامها فقط، اقترب ليقف امامها، مد يده ليستشعر المياة فوجدها باردة، فعاد ببصره لها صارخا بها
- هل تحاولين الانتحار أم ماذا أيتها الغبية!
و كأنه ليس موجود، و كأنه لا يتحدث، و كأنه
لا شيء، انحنى ليمسك بكتفيها و قبل أن يفعل قالت بصوت مرتجف أثر شعورها بالبرد
- لا احاول الانتحار، لا تقلق
حركت حدقتيها لتستقر على وجهه القلق متابعة
- فقط أحتاج لهذه البرودة لعلها تطفئني.

- أيتها الحمقاء، اخرجي، هيا
خرجت من بين شفتيه بإمتعاض أثر قلقه، فإبتسمت نيروز ببهوت و تمتمت
- حقا، انا حمقاء، كيف انا حمقاء لهذه الدرجة!
صمتت لوهله و اردفت معتذرة و هي تزيغ بنظراتها عنه خجلا منه
- انا اسفة، حقا اسفة لوجودي في حياتك، لظهوري امامك مجددا، كان من الأفضل أن لا أعود صحيح!
اجابت نفسها بآسى
- صحيح، لذا سأخرج من حياتك لكن...
تابعت برجاء و هي تحدق بحدقتيه.

- لا تفعل هذا بنفسك من أجلي، من أجل مضايقتي و تعذيبي، انا لا أرى السعادة في عينيك، انت لا تحبها لذا لا ترتبط بها، لا تتعس نفسك و تجبرها على العيش مع شخص لا تحبه من أجل معاقبتي انا، فأنت لا تستحق أن تتعس نفسك من أجل شخص مثلي
ظل عمار محدقا بها و قد لمعت عينيه لتظهر تأثره بكلماتها فأشاح بوجهه ثم انحنى لينهضها عنوة و هو يقول بإنفعال
- ما هذا الهراء الذي تقولينه.

اخرجها من الحوض و تركها ليلتقط المنشفة و يضعها عليها و اصطحبها خارج المرحاض، امسكت بيده لتمنعه من الذهاب، اكملت و دموعها تنهمر
- لا أقول هذا من أجلي، أقسم، هذا من اجلك..
لا اريدك ان تتأذى أكثر و يكون هذا بسببي، لا أريدك أن تتخذ قرارات متسرعة فقط من أجل معاقبتي أو أي شيء متعلق بي، انا لا استحق هذا، انت لا تستحق أن تتألم و تعاني، لا تستحق هذا ابدا.

اعاقتها دموعها فتوقفت للحظات لتبتلع لعابها و تتخلص من ألم حلقها و تكمل بصوت باكي
- قد أكون مخطأه في رؤيتي، إذ احببتها و تريد أن تكمل حياتك معها انا لا أمانع، بل ليس لدي الحق لكي أمانع أو اعيق هذا، سأعلم حينها انك قد تخليت عن ما اعتقدنا انه حب يجمع بيننا، و انك قد ألقيت به بالقمامة، سأكون سعيدة لذلك، أقس...

لم تستطع ان تكمل قسمها، فهي كاذبة، لن تكون سعيدة في بعدها عنه أبداً، تركت يده لتمسح دموعها، و تبتسم بصعوبة في حين
تحاول أن تخرج حروف صادقة له بينما تحرقها من اعماقها
- اتمنى لك السعادة معها أو بمفردك، و أحرص أن لا تتذكرني ابدا، اعتبرني كابوس وقد انتهى و تخلصت منه.

لماذا يشعر بأنها تودعه!، و لماذا يشعر بالأختناق!، و لماذا يتألم الآن و يريد البكاء!، هل كلماتها أثرت فيه لهذه الدرجة؟، نعم فكلماتها قد أثرت فيه حتى الأعماق، جعلت ما بداخله يتبعثر و يضطرب، و كان هذا ظاهر على ملامح وجهه بوضوح، قالت له أخراً بثبات اتقنته
- عد للأسفل و اكمل احتفالك، و كأني لم اتحدث معك، و كذلك حياتك
و تركته متجهة للشرفة، فلا مأوى لها إلا هذه الآن، ستبرد أكثر لكن لا يهم، فالأهم لها الان.

أن تختفي من امامه.

- ماذا تفعل هنا؟!
سألته بحماقة، فأجاب و هو يرفع زاوية فمه
- ماذا تعتقدين!
شردت بنظراتها للحظات ثم عادت له و سألته مدعية عدم معرفته
- من انت؟
اجابت على سؤالها ببرود
- أتيت لتتسلى، اسفة، انا لست متوفرة لذلك
رفع حاجبيه ببلاهه حيث ذهل من أسلوبها لوهلة
، ضيق عينيه و قال
- لماذا تتصرفين هكذا فجأة!
نظر خلفه ليتأكد من عدم وجود أحد، و عاد لها ببصره، في حين عادت لتلويه ظهرها، قالت
بفظاظة.

- هيا غادر يا انت، فأنا لا أرحب بالضيوف
ضحك مستخفا بقولها، و خطى خطواته لناحيتها و هو يقول بتهكم و حدة بعض الشيء
- هل أنا ضيف الآن!
توقف خلفها مباشراً ناظراً لها متابعاً بهمس
- أجيبي أيتها الهاربة
نظرت له من فوق كتفها بجفاء، و قالت
- أعتقد اني قلت لك غادر، صحيح!
ابتعد عنها ليجلس على الفراش، وضع قدم على آخرى و قال
- لقد دفعت الكثير من النقود من اجلك، فهل اغادر هكذا!
التفتت بجسدها و نظرت له و قالت بلامبالاة.

- ليست مشكلتي
- ألا تخافين من غضب سيدك؟
- لا أخاف
- أصدق هذا
- هل تسخر!
سألته بحدة، فإبتسم بمسالمة و هو يجيب بهدوء
- لا اسخر، فأنا أعلم كم انتِ قوية، و ممثلة جيدة
عقدت حاجبيها و هي تستفسر
- ماذا تقصد!
- هل تريدين ان تعرفي مقصدي؟!
- نعم
- اسف، لا أوضح شيء للغرباء
عضت شفتها السفلية بحنق، فهو يفعل كما تفعل هي، صرخت بعنف
- هيا غادر، لن اكررها مرة رابعة
- لا داعي للغضب عزيزتي، فهو مضر لبشرتك الجميلة.

إبتسم بطريقة مستفزة و هو يسمعها قوله البارد الذي اغاظها، التقطت يدها أقرب شيء و كانت زجاجة عطر و قذفتها ناحيته بغضب، و لكنها أخطأت الهدف، و لم تنل غير قسوته، فقد شعرت بألم في رسغها قبل ان تدرك حتى أنه هو الذي يقبض عليها، نظر لحدقتيها بغضب مكبوت قائلا بهدوء مضاد
- لماذا هربتِ؟، هل اشتقتِ لمكان تعذيبك لهذه الدرجة لتعودي له!
- ليس لك شأن في ذلك، اترك يدي.

قالتها بحزم و هي تحاول التخلص من قبضته، قسى أكثر و هو يقول بحزم
- بل لي، و سيصبح لي من هذه اللحظة
- انت لست والدي ليكون لك الحق
قالتها بخشونة، فصمت لبرهه ثم قال
- نعم لست والدك، لكن الرجل الذي اعجبت به
انتِ
حدقت بحدقتيه و قد تلاشى عنفها للحظات أثر كلماته، عادت من جديد لشراستها مستنكرة
- هل صدقت ذلك!، انا فقط كنت اتلاعب بك و بمشاعرك لأكسب ثقتك و أستطيع الهروب
- حقا!

قالها بعدم تصديق و هو يضيق عينيه، فرفعت رأسها بحسم قائلة
- حقا
تركها فجأة و هو يشيح بوجهه، حك ارنبة انفه و قال مغيرا الموضوع
- الآن، ستأتين معي، دون أن تحدثي ضجة
قلبت عينيها بضجر و هي تتمتم
- ألم تملوا من محاولاتكم لإعادتي!
إبتسم ببرود قائﻻ
- نحن نعشق الإثارة و اللحاق بالآخرين، ألم
تكتشفي هذا بعد!
- أرى ذلك، خاصةً انت.

لاحظت لمعة حدقتيه التي لم تفهم معناها جيدا، و لم تعلق، أنزلت ناظريها متابعة حركة يده الخفيفة في جيبه، فأرتسمت إبتسامة جانبية على شفتيها بإستخفاف
- هل ستقوم بتخديري كالمرة السابقة!
- أعتقد ذلك
و اقترب منها ممسكا بقماشة صغيرة و باليد الأخرى زجاجة رشاش، ملأ القماشة بما تحتوي الزجاجة، في حين أصبحت تتراجع محذرة اياه
- سأصرخ و سيأتون و يكسرون رأسك لمحاولتك لخطفي
- تقصدين العكس.

و قبل أن يحكم إمساكها ليخدرها فُتَح باب الغرفة و ظهر الرجل الأصلع و معه رجلين ضخمين.

عاد عمار للأسفل و ملامح وجهه قد تغيرت تماما، و لاحظ الجميع هذا، فأخذوا يسألونه فكذب عليهم بقوله ان اتاه إتصال من العمل عكره، و سريعا عادت الأجواء المبهجة و الضحك ملأ المكان.
لم يكن عمار مشاركا في هذا، بل لم يستطع التأقلم حتى، و قد زاد اختناقه لذا انسحب من بينهم بصعوبة.
صار عمار واقفا في الحديقة، اغلق عينيه و هو يستنشق الهواء بعمق، في حين كلمات نيروز تتردد بقسوة داخل رأسه.

- لقد تحدثت مع نيروز ؛ صحيح!
فتح عينيه و استدار بنصف جسده لينظر لميساء التي كانت صاحبة ذلك السؤال، تابعها و هي
تقترب منه لتقف بجانبه و تردف
- ماذا قالت لك؟، هل تخلت عنك؟
تنهد بقوة و هو يعيد نظراته امامه، و سألها بوهن
- ما رأيك انتِ؟!
هزت ميساء كتفها بعدم المعرفة، و ساد الصمت لدقائق حتى قطعته ميساء بتردد
- اريد ان اريك شيء
تابعها و هي تظهر الظرف التي كانت تمسكه منذ أن اتت له، أعطته اياه قائلة.

- لقد وجدت هذا عند سارة، في غرفتها، و قد ارسلته للمعمل لأعلم ما هذا الدواء
وبخها عمار بحدة
- كيف تدخلين غرفتها هكذا كسارقة!
- هل لك ان تأجل توبيخك الآن و تفتح الظرف
قالتها ميساء بلباقة مصتنعة، ففتح الظرف و
نظر للتقرير الذي بداخله، بينما وضحت له المكتوب
- أعتقد أن سارة تأخذ هذا الدواء، و هذا الدواء يُعطى للذين لديهم أمراض نفسية
- ماذا يعني هذا؟!
سألها عمار و هو ينقل نظراته له بريبة، فأجابته.

- لا أعلم، لكني سأكتشف
- ماذا ستكتشفين بظبط!
- حقيقة سارة، فكما قلت لك سابقا، إنها ليست كما تراها، إنها ترتدي قناع الطيبة و اللباقة امامك فقط
شرد لثواني ثم عاد و قال بإنزعاج، مدافعاً
- هراء، إنها جيدة جدا، يجب عليكِ أن تثقي بها وان لا تقولي هذا الكلام عنها فهي ساعدت أخاكِ و وقفت بجانبه و لم تتركه للحظة، إنها كانت معي في وقت كانت غريبة عني، في.

وقت مرضي، لذا بعد كل ما فعلته هي لأجلي و وقوفها معي، لا أستطيع أن أفكر أو أتخيل ابدا انها صاحبة وجهين
ظل ميساء صامتة للحظات، ثم هزت رأسها و قالت بحنق
- ابقى انت هكذا، لا ترى، حسنا
ثم التفتت و تركته بمفرده، فمسح وجهه بكفه و اغلق عينيه مرة أخرى، و استنشق الهواء بهدوء.

تقدما الرجلين بخطوات حازمة إتجاة صفوان و هما يكوران قبضتهما، فأدرك الأخير أنهما ينويان على العراك، لذا استعد هو الآخر لذلك، بينما عائشة تراجعت للخلف و هي تنظر لسيدها الأصلع، بلعت لعابها و قالت بحروف ثابتة
- ماذا هناك؟، لِما اتيت؟
رفع الأصلع زاوية فمه بمكر قائلاً
- هل تعتقدين اني غبي لأي اجعل ما حدث سابقاً يتكرر الآن!

ادرك صفوان أن المتحدث الأخير كان يعرف صفوان و يعرف أن هذه ليست المرة الأولى له هنا، أدرك غرضه من المجيء للحانة.
- لماذا قد يحدث ما حدث سابقاً؟، ألا تثق بزبائنك!
قالتها عائشة بجفاء، فضحك الأصلع بجفاء هو الآخر قائلاً
- لا اثق
انتهى من قوله و بدأ العراك بين الرجلين و صفوان، لقد حاول الأخير تجنب لكماتهم قدر المستطاع، فهما اثنين و هو واحد، لذا وضع الهجوم قد لا يكون آمنا الآن.

تسارعت دقات قلب عائشة خوفاً على صفوان
الذي تعتقد انه سيسقط بعد أول لكمة من أحد الرجلين الضخمين، و وقع ما اعتقدت حدوثه، فصرخت بهلع
- لماذا تجعلهم يضربونه!، انا لا أعرفه، أتركه
- لا تعرفينه!، هذا واضح
قالها الأصلع و هو يتهمها بنظراته، فخوفها عليه كان ظاهرا جدا عليها، أشاحت بوجهها لكي لا ترى ما سيحدث له، و لتخفي دموعها التي ملأت مقلتيها.

استطاع صفوان النهوض، مسح فمه من الدماء بظهر كفه، ثم هجم على أحد الاثنين ليلكمه بغضب فأرتد للخلف، و وجة ركلة للآخر اسقطته أرضا، و اتى أن يتجه للأصلع لكن الأول امسكه من ذراعيه من الخلف، فعاد صفوان ليتقاتل معه إلى أن أسقطه أرضا و لم
ينهض مجددا، و لم ينتهي، فقد أتاه الثاني و كان أشد غضبا، فنال صفوان منه بعض اللكمات المتتالية لكن الاخير لا يقبل بالهزيمة، فأعادها له أضعاف.

استقرت حدقتي صفوان فوق وجه الأصلع و هو يلهث بعنف، قال الأخير بخشونة
- هل تعتقد انك ستخرج حيا من هنا؟
التقطت عائشة انفاسها عندما رأت صفوان المنتصر، و اسرعت بعد قول الأصلع لتقف أمام صفوان و تهتف برجاء للأصلع
- ليس له ذنب، إنه يعمل لدى والدتي، لذا لا تأذيه
- إذا، هل أتي بوالدتك التي تحرضه على اخذك مني!
- لا
صرخت بقهر و قد بكت، فرفع الأصلع حاجبيه
بدهشة، و سخر منها
- هل تبكين الآن!، لا أصدق.

نظر صفوان لعائشة من الخلف بذهول ايضا، فهو كان يعتقد أنها حقا لا تحب والدتها، لكن الآن ادرك تقريبا سبب ابتعادها و نفورها من صفا و من الجميع، إنها خائفة من ان قربها يلحق بهم الأذى لذا تبتعد.
وجدت عائشة صفوان يمسك بذراعها ليعيدها خلفه، قال الأخير بخشونة للأصلع
- أرني كيف ستفعل ذلك، إذ كنت رجلاً بحق المس شعره من السيدة، و سأكسر عظامك
ضحك الآخر بإستخفاف، ثم قال بجمود
- سأفعل، لكن بعد ان أتخلص منك.

و اخرج من جيبه مدية حادة يحملها المكاري، امثاله، فشددت عائشة على ذراع صفوان محاولة إبعاده، في حين كانت تقول بترجي
- سيقتلك أيها الغبي، غادر، رجاءً
نظر لها صفوان من فوق كتفه و ربتت على كفها قائلا
- ثقي بي.

ثم ابعدها عنه حيث دفعها بخفة لتتراجع، و اصبح مستعدا للأصلع الذي هجم عليه و في المقدمة المدية، غضت عائشة بصرها للمرة الثانية خوفاً من رؤيته و هو يقتل على يد الأصلع الذي تشتعل في حدقتيه نيران الإصرار على قتل صفوان.

ابتعدت سارة عن تلك الاجواء لتجيب على إتصال، تحدثت بخفوت حاد
- ماذا تريدين؟!
اتتها الإجابة الغاضبة من الفتاة التي قابلتها منذ
يومين
- لم يصل لي المال، لماذا؟!
- لقد نسيت هذا الأمر
قالتها سارة بجفاء، فهتفت الفتاة بإستنكار
- نسيتِ!، هل أصدق!
- اهدئي، سأرسله لكِ غدا
- لا، أحتاجه اليوم
- ليست مشلكتي
هددتها الفتاة.

- بل مشكلتك يا عزيزتي، فإذ لم ترسلي لي المال خلال ساعات، سأتصرف بطريقة لن تعجبك، و لن تعجب زوجك المستقبلي
- حاولي فعل ذلك، و سأقتلك
ارتفع صوتها أثر انفعالها، اغلقت الخط بغضب ثم عادت للداخل و هي تسب و تلعن بداخلها، فلم تلاحظ أن عمار قد كان واقف خلفها و سمع.
شعر عمار بالحيرة لأسلوبها الذي لم يراها به يوما، لكنه تغاطى عن الأمر.

برك صفوان كالجمل و هو يلتقط انفاسه بصعوبة، و يصحب كل نفس يلتقطه ألم فتاك في جانبه، فقد نجح الأصلع في تسديد الهدف، لكن صفوان لم يستسلم حينها لإصابته و اكمل عراكه حتى تبدلت الأدوار و أصبحت المدية مع صفوان، فأخترقت قلب الأصلع دون ارادة من صفوان على قتله.
هرعت عائشة لصفوان و جثت على ركبتيها ممسكه بوجهه بكفين مرتجفين قائلة ببكاء و كلمات متقطعة.

- لا لا، صفوان، انت بخير، صحيح!، لا يحدث لك شيء بسببِ، صفوان
صرخت بزعر عندما سقط بالكامل فاقداً وعيه، أخذت تنحب و هي تطالب بالنجدة.
و لسوء حظها قد أتى بقية رجال الأصلع و عندما وجدوا سيدهم غارق بدماءه و أدركوا انه قد فارق الحياة، تقدموا من عائشة و ابعدوها عن صفوان بالقوة فأصبحت تصرخ و هي تحاول التمسك به و حمايته لكي لا يلحقوا به اذى أخر.

و لحسن حظها في هذه اللحظة، ظهر زين و الرجال الذين معه لينقضوا على الرجال الآخرين و يقضوا عليهم، فعادت عائشة زاحفة لصفوان الذي فقد الشعور بأي شيء من حوله.

صباح يوم جديد
استيقظت نيروز على ألم جسدها و حلقها..
فأدركت انها أصيبت بالبرد، ابعدت الغطاء عنها لتصل لطرف الفراش و تلمس قدمها الارض و قبل ان تقف عليهما نظرت حولها و لاحظت انها كانت نائمة على الفراش، ألم تكن نائمة على الاريكة الامس؟!، فكرت، هل هو الذي حملها و وضعها على الفراش!، هذا محتمل، لكن أين نام هو؟ هل بجانبها!، لا تعتقد ذلك فمكانه مازال مرتبا، فتسائلت، اين نام هو؟

تعالى رنين هاتفها فألتقطه من فوق المنضدة و استقبلت اتصال أسماء الذي خرج صوتها من سماعة الهاتف و هو يمتلأ بالخوف و القلق
- نيروز، صفوان في المستشفى، لقد أصيب إصابة خطيرة و سيخضع لجراحة
لا تعلم نيروز كيف تحملت ألم جسدها وهي ترتدي ملابسها سريعا لتنزل السلالم بتعجل، كانت تتسابق مع ظلها لتصل لخارج الفيلا..
كانت دقات قلبها مضطربة و خائفة بجانب الأفكار السلبية التي تخطر على بالها.

كان عمار داخل سيارته ينتظر سارة ليذهبا للشركة معا، و أثناء انتظاره لمح نيروز بحالتها تلك، فشغل سيارته وقادها ليصل للبوابة قبل وصول نيروز و ترجل، لم تراه او تلاحظه رغم وقوفه امامها، لولا امساكه لذراعها لكانت اكملت طريقها.
- إلى اين بحالتك هذه؟!
سألها مستفسرا، فأجابته نيروز بنبرة أقرب للبكاء
- صفوان في المشفى، و حالته قد تكون خطيرة
- و كيف حدث هذا!
سألها بقلق، فأبعدت يده و هي تقول بجزع.

- لا أعلم شيء لا أعلم، اتركني لأذهب له
و تركته، فأسرع ليمسكها مرة أخرى و يقودها
لسيارته و هو يقول
- ستنتظرين كثيرا إلى أن تأتي سيارة أجرة، لذا سأوصلك انا
لم تعارض، صعدت سيارته و اتخذ هو مقعده خلف المقود.
- هل تعلمين في أي مستشفى هو؟
- أعلم
و أعطته اسم المستشفى، فقال
- جيد، إنها قريبة.

وصلت نيروز و عمار للمستشفى، سارت بخطوات متسارعة و هو خلفها، كادت أن تسقط لسرعتها فأسرع عمار ليلحق بها قبل ان تقع، و قال لها بلطف
- سيري على مهل
نظرت له و اومأت برأسها دون أن تنفذ، فقد اكملت سيرها بتعجل.
- صفوان، اين هو؟، هل هو بخير؟
تلاحقت اسألة نيروز على أسماء التي طمأنتها
- سيصبح بخير بإذن الله، إنه في غرفة العمليات الآن، ادعي له
بكت نيروز و هي تعانق اسماء
- خائفة يا عمتي.

بادلتها اسماء العناق و هي تقول محاولة التماسك
- صفوان قوي، ثقي به
لاحظت اسماء عمار الذي توقف على بعد امتار، فتمتمت لنيروز
- اذهبِ لوالدتك، إنها جالسة في الخلف
نظرت نيروز لوالدتها التي كانت تنظر لها، نهضت الأخيرة و هي تبكي، فتركت نيروز اسماء لتركض لوالدتها و تعانقها، و تشاركا في
البكاء الذي سببه الخوف على صفوان و الأشتياق و الندم، بينما توجهت اسماء لعمار.
- أراك الآن بعد كل هذه السنوات، كم تغيرت.

قالتها اسماء بنبرة معاتبة ذات مغزى، قال عمار بلباقة
- لا أحد يبقى على حاله
- محق، لكن ليس الجميع يتغير للأسوأ
إبتسمت أثناء قولها لذلك، ثم حكت جبينها قائلة مغيرة الموضوع
- هل انت الذي اوصلتها؟
- نعم
- هل مازلت تهتم بها؟!
صمت لوهلة، ثم سألها هاربا من الإجابة
- هل صفوان بخير الآن؟
ضحكت اسماء بخفة و قد ادركت انه يهرب، و تخطت ذلك بإجابتها
- لا نعلم، إنه في غرفة لعمليات الآن
همهم بهدوء و سأل.

- و كيف تعرض لهذا الحادث؟
قصت له اسماء ما قيل لها من قبل زين، ثم التفتت عل أثر صوت نيروز الغاضب
- و أين هم؟، هل يلحقون الأذى بأخي و يتركونه!
تقدمت اسماء من نيروز بينما ظل عمار واقفاً في مكانه، قالت لنيروز
- اهدئي لا يوجد شيء كهذا، فالسيدة صفا كانت هنا و غادرت عند مجيئنا لشعورها بالتعب و قد قالت إنها ستعود لتطمأن عليه
- لا تجعلوها تعود، فهي و ابنتها السبب في ما حدث لصفوان، اجعلوهم بعيدين عن أخي.

- كيف سنقول له هذا!، هذا عيب
قالتها والدة نيروز، و اتت ان تضيف على قولها شيء لكن رؤيتها لعمار منعتها، تمتمت متسائلة
- من هذا؟، لماذا يحدق بنا هكذا!
نظرا كلا من نيروز و اسماء لما تنظر إليه الأخرى، فأجابت اسماء
- انه عمار، زوج ابنتك نيروز
- صدقاً!
قالتها والدة نيروز بذهول، فهي لم تراه من قبل، فقط رأته من خلال الصور و كان ذلك قديماً بعض الشيء.

اتى عمار ان يتقدم منهم عندما رأهم ينظرون له لكن صوت سارة اوقفه، استدار لها و هو مندهش، فكيف اتت أو علمت أنه هنا؟، سألها بحيرة
- سارة!، ماذا تفعلين هنا؟
- يجب ان اسألك انا هذا السؤال، و ليس انت
و سألته بإنزعاج
- ماذا تفعل معها هنا؟ و لماذا غادرت و تركتني؟
اجابها بعد لحظات
- لقد أصيب اخيها صفوان لذا أتيت لأوصلها للمستشفى
و اردف متسائلاً
- كيف علمتِ اني هنا؟

- لقد رأيت سيارتك و انت تغادر الفيلا معها، لذا لحقت بك لأرى إلى اين تذهب معها
استنكر من قولها الأخير، فبررت سريعا
- لا أقصد شيء، لكن انت تعلم كم أما اغار عليك منها
- غيرة!، بهذه السرعة اصبحتِ تغارين!، نحن مازلنا في يومنا الأول بعد خطبتنا بالأمس
إبتسمت سار و هي تقول برقة في حين تقترب منه و تهندم ياقته
- هذا حقي، فأنا أحبك منذ زمن و لم احصل عليك إلا الأمس، لذا ألا ترى ان إظهار غيرتي.

بعد أول يوم أمر طبيعي!
كانت نيروز تتابع ما يحدث و هي جالسة في مكانها، حاولت أن تتحكم في اعصابها و أن تنكر غيرتها و ضيقها من اقتراب سارة من عمار، لكنها فشلت، وقفت بحدة و تقدمت منهم بخطوات غاضبة متجاهلة نداء اسماء التي خمنت ما سيحدث
- لماذا مازالت هنا؟، هيا غادر
قالتها بعدوانية و هي تقف خلفه، فنظرت لها ساة و استدار هو لها، قال ببلاهه
- ماذا!
- ألا تسمع!، هيا غادر و خذ هذه معك، لا اريدكم هنا.

هتفت بكلماتها الأخيرة بغضب، فرمقتها سارة بحنق و هي تقول بصرامة
- لدي اسم
- هذا لا يهم، هيا غادرا
نظرت سارة لعمار و قالت بحدة معاتبة اياه
- انك اخطأت حين قدمت لهذه المساعدة
ايدت نيروز بخشونة
- نعم، انه أخطأ لتقديم مساعدته لأمثالي، فهل ستعاقبينه لفعل هذا!
سخرت نيروز بأسلوب لذع، فتحدث عمار بحدة
- نيروز، لا تتطاولي
نظرت له و الغضب يشتعل في حدقتيها، قالت بتحذير شرس.

- إذا غادر لكي لا اخرج كل ما بداخلي عليك و على هذه
ضحكت سارة بإستخفاف و قالت بعدها بسخرية ما زادت نيروز إلا غضباً
- يا الله، لقد خفت
و لم تستطع كظم غيظها و غضبها، فأنقضت على سارة تخرج كل من غضب مكبوت بداخلها و اختناق و حزن عليها، تجذب شعرها و تضربها بقسوة و عنف، و الأخرى تصرخ بألم و ذعر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة