قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث والعشرون

ابعدت اسماء نيروز بصعوبة عن سارة و قد ساعدها عمار، اطمأن الأخير على سارة التي هتفت بغضب
- انها مجنونة شرسة، يجب أن تذهب لمستشفى المجانين
- اتركيني يا عمتي، اتركيني يا أمي، إنها
تستحق المزيد
اخذت نيروز تحاول التخلص من ذراعيي والدتها و اسماء اللتان يعيقان حركتها، فقالت أسماء
- اهدئي و سنتركك.

بدأت قوة نيروز تضعف و انفاسها تهدأ و هي تحدق بعمار الذي كان يرتب خصلات شعر سارة بلطف و يتمتم لها ببضع كلمات ليجعلها تهدأ، لذا تغير حال نيروز، و امتلأت حدقتيها بالدموع و خلال ثواني اصبحت تجهش بالبكاء، فأعتلت الدهشة وجوه الثلاثة، ماذا حدث لها فجأة!

فقدت نيروز القدرة على الوقوف فقادتها اسماء و والدتها لأقرب كرسي ليجلساها عليه و هم يشعرون بالقلق، اخذوا يسألونها عن سبب انهيارها المفاجئ، لكنها ظلت تبكي، بل ازدادت في ذلك، وضعت كفيها على وجهها..
و اخرجت حروفها من بين شهقات بكائها
- اجعلوه يغادر، لا أريد رؤيته، لا اريد رؤيتهما
ادركت اسماء تقريبا سبب بكاء و انهيار نيروز، تمتمت لها قبل ان تنهض
- حسنا، سأجعلهم يغادرون.

و تقدمت من عمار الذي سألها بنبرة قلقة متلهفة حاول إخفاءها
- ماذا بها؟، لماذا تبكي هكذا؟، هل بها شيء؟
لم تجيبه اسماء على أي سؤال قد طرحه عليها، فقط قالت بأسى
- غادرا الآن، رجاءً
صمت لبرهه ثم اومأ برأسه متمتم
- حسنا
حانت منه التفاته سريعة لنيروز، ثم غادر و معه سارة التي كانت تتمتم بغيظ
- يالهم من حقراء، ناكرون للجميل، خاصا تلك المجنو...
قاطعها عمار بحدة و انزعاج
- يكفي هذا يا سارة.

نظرت له و قالت بحدة هي الأخرى
- هل تصرخ علي من أجلها!
لم يجيبها، حيث اكمل طريقه و اختناقه و ضيقه يزدادان، فأتبعته سارة و هي تستشيط غضبا و غيظا.
حركت نيروز كفيها لتمسك رأسها و تضغط بقوة بجانب تأوهات الألم التي تخرج من بين شفتيها، لعل الألم القاتل الذي تشعر به بداخلها يزول، فهتفت والدتها بجزع
- ماذا بك يا ابنتي؟، لا تثيري قلقي
- ماذا بها؟
سألت اسماء بقلق، فهزت الأخرى رأسها بأسى.

، فجلست اسماء و جذبت نيروز لتضمها قائلة برجاء و هي تربت على ظهرها بحنان
- لا تفعلي هذا بنفسك، لا تهلكِ نفسك، لا تفعلي
تمسكت نيروز بأسماء و زاد نحيبها جعل قلب الأخريات يتألم لها.

في الشركة
القى عمار بالقلم من بين يديه و هو يزفر بضيق في حين يعود بظهره للخلف، فكل محاولاته في التركيز في عمله باتت بالفشل، فعقله منشغل بها بالكامل، التقط هاتفه و ظل لدقائق ممسك به دون أن يستخدمه، ثم اتخذ قراره و اتصل بميساء ليخبرها بما حدث لصفوان و بحالة نيروز، فهو يدرك جيدا أن اخته ستسرع لتذهب.

لنيروز، فأستغل ذلك لصالحه لكي يعرف الأخبار وليطمأن عل نيروز من خلال ميساء، و قبل أن يغلق مع الأخيرة قال لها
- لا تنسي أن تهاتفيني.

بدأ الليل يسدل ستائره
في المستشفى
خرجت ميساء من الغرفة التي يحتجز بها صفوان و اجابت بإمتعاض على هاتفها الذي لم يكف عن الرنين
- ماذا يا عمار؟، ماذا؟، ألا تستطيع أن تنتظر!
خرج صوته الغاضب من سماعة الهاتف فأبعدته عن اذنها قليلا
- لماذا لا تجيبي على اتصالاتي أيتها الغبية!، ألا
تسمعينه!
- اهدء، لم تتيح لي الفرصة لأجيب على اتصالاتك
قالتها ميساء بإنزعاج، فسمعت صوت انفاسه الغاضبة، فتابعت.

- صفوان قد خرج من غرفة الجراحة و اصبح بخير، لذا لا تقلق
ظل صامتا لثوان أخرى قبل ان يقول بتردد
- و هي؟
- من؟
سألت ميساء بحيرة، ثم ادركت عن من يسأل، فقالت بخبث
- هل تقصد العمة اسماء؟
- لا
- إذا هل عمتي والدة نيروز؟
- ميساء
زمجر بخشونة، فإبتسمت قائلة
- اها، لقد فهمت الآن، تقصد نيروز
اردفت لتطمأنه
- انها بخير الآن، بعد ان اطمأنت على صفوان و تحدثت معه أصبحت بخير.

سمعت صوت تنهيدته التي تظهر راحته بعد معرفته بأن نيروز بخير، قال بهدوء
- حسنا، اغلقي الآن
اسرعت ميساء بقولها
- انتظر، ألن تأتي لتقلني للمنزل؟، هل ستجعلني اعود بمفردي!
و كأن عمار كان ينتظر ذلك، لذا وافق سريعا، فقالت بلطف
- حسنا، سأنتظرك، لا تتأخر
- لن اتأخر
و حدث، فخلال نصف ساعة صار في.

المستشفى و معه باقة ورد، طرق على باب الغرفة التي علم أنها غرفة صفوان بواسطة موظفة الاستقبال، ثم دلف، ألقى التحية على الجميع الذين لم يتوقعوا عودته و رؤيته مرة أخرى، خاصةً نيروز التي تلاشت إبتسامتها تدريجياً عند رؤيتها لعمار، و لاحظ ذلك الأخير، نهضت اسماء و هي تدعوه للدخول، فليس من الجيد جعل الضيف واقف هكذا
- تفضل يا بني.

نقل عمار نظراته ل اسماء و شكرها و هو يتقدم من فراش صفوان الذي انزعج بعد رؤيته، فعلاقتهما ليست جيدة، و ايضا أشاحت والدة الأخير وجهها، قال عمار بهدوء
- حمدالله على سلامتك يا صفوان
- شكرا لك
اجابه صفوان بإقتضاب، فنهضت ميساء و
تقدمت من عمار و هي تقول له
- أتيت اخيرا، هل نذهب؟!
استعجلت ميساء في ذلك بعد ان شعرت بعدم رغبة الجميع بوجود عمار، فعارضت اسماء كمجالمة
- انتظري قليلا يا ميساء، فهو جاء لتوه.

- لا لا، فأنا اشعر بالتعب
انزعج عمار من اصرار ميساء، لكنه قال
- حسنا، هيا لنغادر
اخذت ميساء أغراضها ثم ودعت الجميع و إتجهت مع عمار للباب، توقف الأخير و استدار لينظر لنيروز و يسألها بعد تردد كبير
- هل ستظلين مع صفوان اليوم؟
اجابته باختصار دون أن تلتفت لتنظر له
- نعم
صمت عمار لبرهه ثم تمتم
- حسنا
و غادر، فألتقطت نيروز انفاسها و كأن وجوده قد قطع عنها الهواء.

في فيلا صفا
فتح زين باب غرفة عائشة و اتاح الطريق ل صفا التي حركت كرسيها إتجاه الفراش حيث كانت عائشة مستلقية على فراشها تضم الغطاء لصدرها و تحدق امامها و كأنها في عالم آخر، عالم يمتلأ بالضجيج المزعج و السواد.
مسدت صفا بحنان على شعر عائشة و هي تقول بحزن
- ماذا بك يا عزيزتي؟، لما حالتك هكذا منذ أن عدتي؟!، تجعلين قلبي يتألم
حركت عائشة حدقتيها لتستقر على وجه صفا و همست بعد صمت
- كيف حاله الان؟

علمت صفا عن من تسأل ابنتها، فأجابت
- انه بخير الآن، و قد اتمت عملتيه بنجاح، لذا لا تقلقي
- هل تشعرين بالذنب لما حدث له؟
سألتها صفا بعد صمت، فلم تتلقى إجابة، فاردفت بود
- ما حدث ليس بشيء تتحكمين به، لذا لا تشعري بالذنب
ابعدت عائشة نظراتها عن والدتها، فتنهدت صفا قبل ان تقول بهدوء
- حسنا، غدا سأذهب له صباحا، هل ستأتين معي لرؤيته؟
- اود ذلك لكن، كيف سأنظر لعينيه!، كيف.

سأتحدث معه؟، انا كدت ان اتسبب في قتله، فكيف اذهب لزيارته و رؤيته، يكفيني اني علمت أنه أصبح بخير
أرادت عائشة أن تقول ذلك، لكنها لم تقل، طبقت جفونها لترسل لوالدتها رسالة أن تغادر، ففعلت الأخيرة.

في فيلا أحمد فريد
صعد عمار السلم خلف ميساء و قد وصلا للطابق العلوي، إتجه يمينا ليصل لغرفته، و قبل ان يصل لمقصده ظهرت سارة امامه فتوقف، بينما وصلت ميساء أمام غرفتها و استدارت و هي تقول
- طابت ليلتك
نقلت نظراتها بين عمار و سارة التي تحدثت بغضب مكبوت
- يجب أن نتحدث، بجدية
- اشعر بالتعب الآن، نتحدث لاحقا
قالها عمار و هو يتخطاها، فهتفت بحنق
- لاحقا لاحقا، لا اريد ان نتحدث لاحقا، اريد الآن.

و كأنها لم تقل شيء، دلف عمار لغرفته متجاهلا اياها و اغلق الباب خلفه بهدوء، فإبتسمت ميساء بشماتة ثم دخلت غرفتها، فعادت سارة لغرفتها سريعا حتى لا تفقد اعصابها و تظهر وجهها الحقيقي، و قد أخذت دواءها.

مر يومين، و الأوضاع كالآتي...
لم تعد نيروز للفيلا خلال اليومين ابدا فقد كانت
مرافقة لصفوان في المستشفى، و قد تعمدت و اصرت على بقائها مع الاخير و ذلك تجنبا لعمار و رؤيته.

بينما عمار، كان يشعر بالأختناق خاصةً من سارة الذي بدأ يشعر بالانزعاج من تصرفاتها و غيرتها و تغير شخصيتها المفاجئ، فقد أصبحت تدقق على أصغر الأشياء و تشتكي له منه، بالإضافة إلي انشغال عقله بنيروز، لا يعلم لما تأخذ كل هذا القدر من تفكيره!، هل لأنها غائبة عن ناظريه هذين اليومين!، أم لإدراكه انها تفعل ذلك لعدم رغبتها لرؤيته!

اليوم الثالث...
فشلت نيروز في إقناع صفوان في البقاء معه
أكثر، و ما ساعد على فشل ذلك والدتهما التي قالت إنها ستنوب عنها، لذا استسلمت و غادرت و هي كارهه الأمر.

وصلت للفيلا و لم تتجول، صعدت لغرفتها مباشرةً و دخلتها، توقفت للحظات عندما سمعت صوته و قد ادركت انه يتحدث على الهاتف، داخل الشرفة، تقدمت بخطوات هادئة لتقف بالقرب من الشرفة و لتستمع لأقواله، فأدركت انه يتحدث مع طبيبه من أجل العملية، لقد نست أمر سفره.
انسحبت بهدوء كما دخلت لتتجه لغرفة ميساء، طرقت على الباب فسمعت صوت الأخيرة التي اعطتها إذن الدخول، ففعلت.

- هل استطيع ان احصل على قسط من الراحة على سريرك؟
طلبت نيروز بلطف من ميساء التي استدارت و
قد علا وجهها ملامح السعادة لعودة نيروز، تقدمت منها و عانقتها قائلة
- اخيرا عدتي
ثم ابتعدت و سألتها مستفسرة
- هل خرج صفوان من المستشفى؟
- لا، لكنهم طردوني
ضحكت نيروز بخفة و هي تقولها، فإبتسمت ميساء و قالت بمزاح
- هذا جيد، لتعودي إلى هنا و لنراكِ قليلاً، خاصا أخي الذي اشتاق لكِ.

قالت كلماتها الأخيرة و هي تغمز بعينيها لنيروز التي تجاهلت ذلك القول، مدت يدها لتعطي هاتفها لميساء قائلة
- خذي هذا و قومي بشحنه
ثم إتجهت للفراش و هي تردف بإرهاق
- اريد ان انام، هل ترحبين بي هنا؟
- لماذا؟، اذهبِ لغرفتك، أم انكِ تتجنبين رؤية عمار!
- لا شيء من هذا
قالتها بخفوت و هي تستلقي على الفراش و تتدثر اسفل الغطاء بعناية، تنهدت براحة أثر شعورها بالدفئ و طبقت جفونها لتستسلم سريعا للنوم بتعب و إرهاق.

فإبتسمت ميساء لرؤيتها لمسالمة نيروز، استدارت لتتجه للباب، وضعت يدها على قبضة الباب و قبل أن تبرمها وجدت الباب يفتح ليظهر عمار فقد كان يريد أن يسألها عن نيروز لكن بطريقة غير مباشرة لكن قبل أن يخرج حروفه قالت ميساء بهمس
- انها نائمة، تعال لنتحدث خارجا
- من؟
سأل و هو ينقل نظراته للفراش فوجد نيروز..
لمعت حدقتيه ببريق أظهر مدى اشتياقه، و قد لاحظت ميساء ذلك، فقالت بهمس لتتركه بعدها و تغادر الغرفة.

- اشعر بالعطش، لذا سأذهب لأحضر كوب ماء
تقدم عمار للداخل و الإبتسامة ترتسم على شفتيه تدريجياً، كم يشعر بالراحة الآن و السعادة!، الآن عقله سيظل في محله.

جثى على ركبتيه ليصبح بمستوى الفراش و مستواها، و ليرى وجهها بوضوح، اخذ يتأملها بتمعن، يريد ان يشبع نظراته بها، يريد أن يعوض اليومين الذي لم يراها فيهما، مد يده ليتلمس وجهها بأصابعه، ففتحت عينيها فانتفض و أثر ذلك سقط على الأرض، فإبتسمت هي ثم عادت لتغلق عينيها، فأدرك انها ما بين النوم و اليقظة، فإبتسم.

في المستشفى
طلب صفوان من زين أن يخرجه من المستشفى بأي طريقة، فهو يشعر بالأختناق لوجوده فيها، ففعل زين و غادر ليذهب للطبيب و يأخذ إذن خروج صفوان، في حين عارضت والدة الأخير خوفا من أن يكون هذا مضر لصحته و جرحه، فحاول إقناعها، و نجح، لكنها وافقت بشرط عدم ذاهبه لعمله، و ايضا أمرته بأن يستقيل و يترك هذا العمل الذي كان سيقضي عليه، فسايرها و وافق.

عادت ميساء بعد خمسة عشر دقيقة لغرفتها
فوجدتها فارغة تماما، حتى نيروز لم تكن نائمة على الفراش، فأعتلتها الدهشة، خرجت من غرفتها و هي تنوي أن تتجه لغرفة نيروز و عمار فوجدت الأخير يخرج منها فسألته عنها
- اين ذهبت نيروز؟
- هنا
اجابها وهو يشير لغرفته، فهمهمت ثم قالت
- حسنا
عادت و سألته
- لماذا أتيت لغرفتي قبل قليل؟، هل كنت تريد شيء؟
- لا أتذكر ما كنت اريده، وداعا.

اجابها ثم غادر، فعادت هي لغرفتها و اغلقت الباب خلفها، إتجهت للكومود و التقطت هاتف نيروز الذي يعلن عن اتصال احدهم، و التي قد نست أن تضعه في الشاحن، نظرت للمتصل
فوجدته رقم مجهول ، فلم تجيب، و بعد دقيقة انتهى الاتصال و خلال ثواني وصلت رسالة، فضغط عليها دون قصد فظهرت محتويات الرسالة، فقرأتها
- منذ عام ونصف، عمار لم يقم بخيانتك
و وصلت رسالة أخرى، ففتحها ميساء هذه المرة عمدا.

- إذ اردتي أن تعرفي الحقيقة، انتظرك في مطعم ** عند الخامسة، سأنتظر رسالتك عند وصولك، و ايضا، لا تنسي بعض النقود
ابعدت ميساء بصرها عن الهاتف و هي تشعر بالريبة و الفضول لمعرفة من صاحب هذا الرسالة، و ايضا لمعرفة الحقيقة، نظرت لساعة الحائط فوجدتها الثالثة و النصف عصرا، فأسرعت لترتدي ملابسها و تغادر و معها هاتف نيروز، لم تفضل أن تعلم الأخيرة بأي.

شيء و قررت أن تعلم الأمر و إذ كان الأمر حقيقي، ستخبرها هي و عمار ايضا.

توقفت عقارب الساعة عند الخامسة
وصلت ميساء للمطعم الذي ذكر في الرسالة، و قد ارسلت رسالة لذلك الهاتف فصلها رسالة منه يخبرها بأن تجلس على ثالث طاولة يميناً، ففعلت، و بعد دقائق اتت فتاة و جلست امامها، و لكن الأخيرة عقدت حاجبيها بإستغراب قائلة
- لستِ نيروز، صحيح؟
اجابتها ميساء بصراحة
- انا ميساء، اخت عمار و صديقة نيروز، تستطيعين أن تخبريني بالحقيقة.

صمتت الفتاة للحظات تفكر و هي تتفحص ميساء بنظراتها، ثم قالت بسلاسة
- حسنا
شبكت اصابعها مع بعضها البعض و هي تتقدم بجسدها قائلة
- اولا، هل جلبتِ ما طلبته؟!
اومأت ميساء برأسها و قالت
- نعم، لكن لن اعطيكِ شيء إلا بعد أن تقولي الحقيقة و أصدقها
إبتسمت الفتاة بثقة و هي تجيب بثبات
- أوافق على هذا، فأنا لدي كل شيء
ثم اردفت
- و لكي يصبح لديكِ ما لدي من ادله، اخرجي هاتفك و قومي بتسجيل ما سأقوله
- حسنا.

تمتمت ميساء و هي تشعر بالأمل و التفاءل،
فبظهور الحقيقة و تبرئة عمار، ستعود المياة لمجاريها.
بينما الفتاة تفكر بإنتصار
- تستحقين ما سأفعله بكِ يا سارة، هذا جزاء من يستهين بي
لقد نوت الفتاة ان تقضي على سارة قبل ان يحدث العكس، فهي تعلم ان الاخيرة ستتخلص منها فور انتهاء مصالحها معها، لذا فكرت في ان تتخلص هي منها اولا، و ايضا ما تفعله الآن هو عقاب لسارة التي كانت و مازالت تستضعفها و تستهين بتهديداتها.

في منزل عائلة نيروز
جعلت والدة صفوان الأخير أن يستريح في
غرفتها إلى أن تقوم بتنظيف غرفته، ظل جالسا يتحدث على هاتفه مع رجال الأعمال الذي كان لديه اعمال معهم و لم تنتهي فقد توقفت بسبب إصابته و مكوثه في المستشفى، فقد كانت صفا تكلفه ببعض أعمال شركتها لانها تثق به و هو يجب عليه أن ينهيها مدام أصبح بخير.

أحتاج صفوان شيء يكتب عليه ما يقوله له الطرف الآخر، ففتح أحد ادراج الكومود لعله يجد قلم و دفتر ليدون ما يقال له، فوجد بضع اظرف سوداء، فأمسك بها ينظر لها بتفحص ثم وضعها جانبا ليكمل بحثه فوجد ما أراد.
أنهى المكالمة و وضع هاتفه جانبا ليلتقط الأظرف مرة أخرى و يفتحها ليرى ما بداخلها من رسائل، في حين اتت اسماء و هي تحمل كوب من عصير الليمون قد صنعته له، سألته و هي تتقدم منه حين رأت الأظرف
- ما هذه؟

- لا أعلم، سنرى
- انتظر، أليست خاصة بوالدتك!، اسألها قبل ان تفتحها
ثم نادت على والدة صفوان، بينما اكمل الأخير ما يفعله و قد اخرج أول رسالة و بدأ في قرائتها و قد تطلع إلى الصور التي كانت موجودة داخل الظرف نفسه و الحيرة ظاهرة على ملامح وجهه، و سريعا ما تحولت ملامحه إلى الحدة و الغضب مما يراه، وتسارع في فتح البقية.
اتت والدته، فرأت ما يفعله فسألته
- ماذا تفعل؟
- من من هذه الرسائل؟
سألها بحدة، فأجابت.

- لا أعلم، لكنها كانت تصلني يوميا بعد عودة نيروز
- و لماذا لم تخبريني بكل الإهانات التي تعرضت لها اختي هناك؟، كيف لم تريني هذه الرسائل!
- انت قد كنت منشغل بتلك الفتاة التي يجب عليك حراستها، و انا قد كنت مستاءة منها، لذا
قاطعها بخشونة جعلته يتألم، لكنه لم يكترث
- و حتى إن ذلك، كان يجب أن تخبريني على الأقل لكي اخرجها من ذلك، مادامت انتِ لستِ قادرة على التدخل بسبب غضبك و استياءك منها.

اخذت اسماء الصور و الرسائل لترى سبب غضبه و لتفهم ما يقوله، بينما تابع صفوان بقسوة
- اتعلمين يا أمي، انتِ قد ساهمتِ في إهانة نيروز، و قد اعلمتيهم ان ليس لها أحد تلجأ إليه و يستطيع حمايتها، إلا ترين هذه الرسائل و الصور التي توضح لكِ كيفية معاملتهم لها!.
كيف صمتِ!، الم تشعري حتى بالشفقة عليها!

هتف و هو يكاد أن يفقد صوابه من فلعة والدته، و انفعاله هذا زاد من ألمه لذا ضمت ليلتقط انفاسه و يضغط بخفة على جرحه، بعد ثواني، سأل اسماء
- الم تخبرك نيروز عن هذا؟
نظرت له اسماء و اجابته بأسى
- لا، لم تخبرني ابدا
تنفس بعمق و كاد أن ينهض لكن والدته اوقفته بقلق
- إلى اين؟، انت مازلت مريض
- سأذهب لأحضرها، لن اجعلها تظل ثانية أخرى هنا
- اجلس انت، و انا سأجعلها تأتي بمفردها
أمرته اسماء، فعاد ليجلس و هو يقول بحسم.

- حسنا، و قبل العشاء بالكثير تكون هنا، و إلا
سأذهب بنفسي لأخذها
- حسنا، استرجاع انت فقط
قالتها اسماء قبل ان تغادر الغرفة.

بعد مرور ساعتين
أيقظت الخادمة نيروز بناء على طلب ميساء و اخبرتها ان الاخيرة تنتظرها في مكتب عمار، و أن لا تتأخر، ففعلت نيروز.
طرقت نيروز بلطف على الباب ثم دخلت، نظرت لثلاثتهم ميساء، عمار، غادة و قد شعرت بالحيرة عندما رأت ملامح غادة و عمار التي تظهر صدمتهم بينما ميساء الحزن، القت التحية و هي تتقدم، طلبت منها ميساء أن تجلس ففعلت، و ساد الصمت الذي لم يكن لينتهي إلا
بسؤال نيروز.

- لماذا استدعيتيني يا ميساء؟، هل هناك شيء؟
و كأن ميساء كان تنتظر سؤالها، مدت يدها بهاتفها و قالت
- شغلي هذا التسجيل، و ستعملين
اخذت نيروز الهاتف و قامت بتشغيل التسجيل، فأستمع له الجميع للمرة الثانية، أما هي للمرة الأولى، و نعتقد انها كافية لها.

قبل ساعتين، في المطعم
بدأت الفتاة في كشف كل شيء، دون أن تترك ثغرة
- اولا، انا الفتاة التي رأتها نيروز مع زوجها عمار، و التي سبب في تركها له، بل أقصد سارة، نعم، لا داعي للصدمة، فأنتِ لا تعلمين
من هي سارة، إنها مريضة عقليا، قد احتجزت في مستشفى الأمراض العقلية لفترة ثم خرجت على أساس أنها تعافت من مرضها النفسي، لكن هذا ليس صحيح، فمرضها مازال يسكنها لكنه لم يعد يظهر أعراضه عليها كما كانت في الماضي.

سألتها ميساء
- هل انتِ صديقتها لتعلمي كل هذا عنها؟!
اجابتها الفتاة
- كان هذا سابقا، لكن الان اعمل معها فقط، و عملي الوحيد الذي يربطني بها هو إيقاع أخاكِ بالفخ لتراه نيروز، و الخطة قد نجحت
- لم أفهم، وضحي قليلا
طلبت منها ميساء بإنفعال، ففعلت الفتاة
- لقد كانت ترسل رسائل لنيروز يوميا لتعلمها أن عمار يقوم بخيانتها، و لكن هذا لم يكن يؤتي بنتيجة فأعتقد أن نيروز كانت تتجاهل أو لا.

تصدق هذه الرسائل فلم تكن تصدر أي رد فعل، لذا قررت سارة و طلبت مني أن استدرجه لنجعلها تراه، و هذه المرة خطتها قد نجحت، فقد اخذت موعد منه لصفقة وهمية، و هو قد أتى للفندق لإتمامها، و انا التي قابلته و قدمت له عصير به نسبة من الكحول و قد استدرجته بطريقتي و بالوقت الذي علِمت به أن نيروز في طريقها للغرفة بواسطة سارة و اشارتها التي اتفقنا انا وهي عليها، و هكذا نجحت في تخريب علاقة عمار و نيروز.

التقطت الفتاة كوب الماء لتشرب القليل ثم تردف
- و بعد أن علمت سارة بسفر نيروز، خططت لتتقرب من عمار و قد اختارت فترة ما بعد الحادث الذي تعرض له فهي قد درست كل خطوة، لذا نجحت في التقرب منه و بسهولة
اشتعلت حدقتي ميساء بغضب و هي تهتف
بانفعال
- و من اين هي تعرف أخي و نيروز؟، و لماذا فرقتهم؟

- لأنها مهووسة بعمار و بحبه، فهي قد قابلته صدفة في الجامعة و قد ساعدها مرة و قد كان لطيف معها في الوقت الذي كان الجميع ينفر منها، فلطفه جعلها تتعلق به وتبحث عنه و تتتبعه خفية، و في فترة وجيزة أصبحت تعرف عنه الكثير، لا أعتقد أن عمار سيتذكرها فقد كان مظهرها مختلف عن الأن، فقد خضعت لعملية تجميل لتصبح بهذا الجمال، فأنتِ لم تري جنونها حين وصلت لها معلومات أن عمار سيتزوج من نيروز، و الغيرة التي تملكتها، لذا هي أقسمت أن تصبح أجمل من نيروز و أن تحصل على عمار مهما كلفها الأمر، و فعلت.

ساد الصمت لدقائق قبل ان تسأل ميساء
- و والدها، هل يعلم بأنها مريضة؟، هل يعلم بما سببته ابنته من أذى للآخرين!
- يعلم، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيء، فهو يخاف منها ايضا، فهي لن تتردد في قتله فهي قاتلة، قتلت اخيها الصغير عندما كانت في العاشرة من عمرها.

توقف التسجيل ليعلن انتهائه، كان عمار يتابع ملامح وجه نيروز و انفعالاتها و تقابلت نظراتهما حين رفعت الأخيرة عينيها لتنظر له و هما ممتلأتين بالدموع، كم تشعر بالقهر و الظلم الذي تعرضت له هي و هو ايضا، لقد كانا ضحية فتاة مريضة، قاتلة.
لم يستطع عمار أن يكظم غضبه أكثر فما داخله.

من نيران تشتعل قهرا و حسرة على ما حدث لهما، و دموع نيروز ما زادته إلا غضبا فوق غضبه، فكم يشتهي الآن أن يذهب ليقتل تلك التي تدعى سارة، لن يتردد في ذلك، و يال لحظه، فقد اتت له الاخيرة بقدمها.
إتجهت نظرات الجميع لسارة التي دخلت لغرفة المكتب دون أن تطرق الباب و ذهلت حين رأت الجميع عند عمار، فسألت بإستغراب
- خير!، لماذا الجميع مجتمع هنا؟

نهض عمار بعنف و إتجه لها بخطوات واسعة و الغضب يتطاير من عينيه بل يعميه ايضا، فلن يرحمها أبدا، صرخت بفزع و خوف عندما قبض على عنقها خانقا اياها بكفه و اصبح يصرخ بها بغضب جامح جعل الدماء تتجمع عند رأسه
- كيف تفعلين هذا بي؟، كيف أيتها الحقيرة، كيف انخدعت بكِ بهذه الطريقة، سأقتلك..
سأقتلك
كانت سارة تحاول أن تفلت من قبضته لكنها فشلت، اسرعت غادة لتبعد عمار عن سارة و هي تهتف بجزع.

- ابتعد عنها يا عمار، أرجوك ابتعد، إنها لا تستحق أن تسجن من اجلها
تركها عمار و ابتعد حيث أصبح يحوم حول نفسه، فأخذت سارة تلتقط انفاسها التي انقطعت عنها، و عندما اكتفت هتفت بحدة
- هل جننت!، كدت ان تقتلني
التفت برأسه لينظر لها و يعود ليتقدم منها، فأسرعت غادة لتعوق طريقه، في حين كان يصرخ بجنون
- انتِ تستحقين هذا، تستحقين ان تقتلي لما فعلتيه بي و بهذه
و اشار على نيروز التي كانت تنظر لبقية الأدلة.

و دموعها تنهمر بلا توقف، تابع عمار صراخه
- لقد فرقتي بيننا، لقد دمرتي حياتنا، لقد ظلمتها كثيرا من اجلك، كنت استمع لنصائحك السامة بسذاجة، لم أكن ادرك أن نصائحك هذه ما هي إلا لتبعدني عنها أكثر و تزيد بغضي عليها، هل هذا كان هدفك من البداية، ان تفرقينا، هل تشعرين بالراحة الآن؟!
ادركت سارة أن حقيقتها كشفت و ان الفتاة قد غدرت بها، لذا أظهرت وجهها الحقيقي، و كفت عن التمثيل، قالت بجفاء و وقاحة.

- نعم، أشعر بالراحة الآن، فأنت ملكي
لا يعلم كيف دفع والدته من امامه ليصل لسارة و يخنقها للمرة الثانية، يشعر بالغيظ و الغضب منها، أخذ يصرخ بها بهستيريا من الغضب
- كم انتِ وقحة، و مريضة ايضا، لماذا امثالك يعيشون بيننا!، لماذا ظهرتِ في حياتنا، لماذا
اخرجوكِ من مستشفى الأمراض العقلية، انتِ مازلتِ مريض..

قاطعته سارة حين دفعته عنها بقوة ادهشت الجميع، حدقت به بطريقة مخيفة و هي تقول بصرامة من بين انفاسها التي تلتقطها بصعوبة
- انا لست مريضة، صحتي أفضل منكم جميعا و عقلي سليم، هل تفهم!
ثم تقدمت منه و تابعت برقة نافرة
- و ايضا انا أجمل من نيروز الآن، لذا لا تندم على تركك لها، نحن سنكمل حياتنا معا
حدق بها عمار بنفور و استنكار، بينما قالت ميساء بإستحقار
- ما انتِ إلا فتاة مريضة، لقد فقدتي عقلك تماما.

قهقهت سارة بخشونة قائلة
- اصمتِ و إلا سأقطع لكِ لسانك
ثم نقلت نظراتها لنيروز التي كانت مخفضة الرأس، إبتسمت بشفقة و هي تتقدم منها قائلة بسخرية جارحة
- لماذا تبكين يا عزيزتي!، هل لادراكك انكِ بلهاء وقعتي في فخي بسهولة!، أم لشعورك بالغباء أمام ذكائي الخارق!، أم لشعورك بالخسارة!
رفعت نيروز رأسها لتنظر لسارة التي اجابت على نفسها
- أعتقد ثلاثتهم.

ما أن انتهت سارة من قولها حتى بصقت نيروز في وجهها، صدمت سارة لوهلة ثم ظهر الغضب على ملامحها جلياً و هي تنظر لنيروز و تكاد أن تحرقها بنظراتها، و هذا أخاف ميساء التي استدعت عمار بنظراتها ليتدخل.
و قد حدث ما توقعته ميساء، فقد هجمت سارة
على نيروز لتمزق شعرها و لتبرحها ضرباً، لكن عمار اسرع و حملها من الخلف ليبعدها عن نيروز، فأصبحت سارة تضرب الهواء بقدميها بعنف و هي تصرخ كالمجنونة، و هي كذلك فعلا.

- اتركني، سأقتلها، اتركني
اسرعت غادة لتتصل بمستشفى الأمراض العقلية، بينما حاولت ميساء تهدأ من خوف نيروز، فقد خافت الأخيرة من حالة سارة و مظهرها المخيف حين كادت أن تهجم عليها، لا تعتقد أنها كانت ستخرج حية إذ لم يبعدها عمار عنها.
وضعها عمار في الجانب الآخر من الغرفة و قال لسارة بحسم
- لن اسمح لكِ بأذيتها، يكفي ما سببتيه سابقا.

- انا لم اسبب الاذى لها بعد، انا لم اقتلها، إنها حية، يجب أن اقتلها لنعيش نحن حياة سعيدة
- لا يوجد شيء يسمى نحن
صرخ بها بإنفعال، و اردف بقسوة
- هل ستقتليها كما قتلتِ أخيكِ!
حدقت به لوهلة ثم ضحكت و سريعا ما انتهت حتى تمتلأ مقلتيها بالدموع و هي تقول بإضطراب و كلمات متقطعة بجانب حدقتيها التي تتحرك بطريقة عشوائية حولها.

- قتلته!، انا!، انا لم اقتله، لست انا، هم من كانوا سبب في قتله، كانوا يهتمون به أكثر من الاهتمام بي، لذا مات، لست انا من قتلته، هم من قتلوه
ثم تقدمت لتحتضن وجهه بكفيها قائلة برجاء
- انسى هذا كله، لا تجعل شيء يؤثر على علاقتنا، فأنا أحبك بجنون و لا استطيع ان أتخيل حياتي من دونك
و تابعت بجدية صارمة
- و إذ حاول احدهم اخذك مني سأقتله أو انت اهتممت بأخرى سأقتلها، فأنا لك و انت لي
دفع كفيها بقسوة و قال.

- انتِ يجب أن تنضمي لأمثالك في مستشفى الأمراض العقلية، لماذا اخرجوكِ منها و كيف!
امالت رأسها و هي تحدق به بغضب، و قالت و هي تجول على أسنانها
- قلت لك، اني لست مريضة، و احذرك من أن تقولها لي مرة أخرى، فالعواقب ستكون وخيمة
لم يكترث لتهديدها، امسك بذراعها بشدة و إتجه بها للباب و هو يقول بإمتعاض.

- انتِ مريضة، و انا لست خائف مما ستفعلينه، بل لن تستطيعي ان تفعلي شيء فأنا لن اسمح بذلك و ايضا سأخرجك من هذا المنزل الذي لم يكن من المفترض أن تدخليه منذ البداية، و
حياتي ايضا
إبتسمت سارة إبتسامة جانبية و هي تقول بثقة و جفاء
- انت لن تستطيع أن تخرجني من حياتك، فإذ خرجت انا، ستخرج هي أيضا
توقف عمار قبل أن يصل للباب و جذب سارة من ياقتها بغضب و قال بهدوء به لهجة خشنة.

- إذ حاولتِ لمس شعرة منها، سأقتلك دون تردد، أقسم
- ستكون نهاية جميلة اذا
إبتسمت بطريقة مستفزة و هي تقولها، ففتح عمار الباب و القاها خارجاً فسقطت عل الأرض، نظر امامه فوجد الخادمة تتقدم منه و خلفها ممرضتين و رجلين، أدرك سريعا انهم مرسلين من مستشفى الأمراض العقلية، لكن من اتصل؟، اتته الإجابة من غادة التي تقف خلفه
- جيد انكم لم تتأخروا، خذوا هذه المجنونة من هنا.

تقدم الرجلين لينهضا سارة و يمسكاها من ذراعيها حيث أصبحت الأخيرة تصرخ مطالبة أن يتركوها بجانب
- انا لست مجنونة، لست مجنونة
حاولت الفرار لكنها فشلت، فتفت بصوت مرتفع متوعد و هما يسحبانها للخارج
- سأعود، لن اترككم، سأعود
تنهدت غادة و هي تقول
- الحمدالله انها كشفت، و إلا كنا سنظل منخدعين بها.

مسح عمار وجهه بكفيه، و هو يتنفس بعمق، كم يندم الآن، حقا هو نادم، أصبح يشعر أنه هو الذي أخطأ في حق نيروز، فإذ لم يعاملها بسوء بعد عودتها ما كان الخطأ سيوجه إليه، لكن الآن
أصبح هو المخطئ الوحيد، فأمر الخيانة لا أحد يحمل ذنبه الآن.
التفت عمار لينظر لوالدته التي سألته
- ماذا ستفعل الآن؟
صمت للحظات ثم اجاب بتشتت
- لا أعلم
- سنسافر غداً، صحيح!

تخطى غادة ليعود لداخل غرفة مكتبه دون أن يجيبها، و فور دخوله نهضت ميساء و غادرت الغرفة و اخذت معها غادة التي كادت ان تعود للداخل، و إتجها للطابق العلوي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة